(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وتفسيره معاً أنّه لمّا نزلت آية (وأنذر عشيرتك الأقربين) على رسول الله  ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أهتمّ كثيراً وضاق ذرعاً لما يعلم من معاندة قريش وحسدهم، فدعا عليّاً ((عليه السلام)) ليعينه على الإنذار والتبليغ.
قال الإمام عليّ ((عليه السلام)): دعاني رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فقال: يا عليّ، إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت ذرعاً وعلمت أنّي متى اُبادرهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليه حتى جاءني جبرئيل فقال: يا محمّد إلاّ تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك.
فاصنع لنا صاعاً من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عُساً من لبن، واجمع لي بني عبد المطّلب حتى أُكلّمهم وأُبلّغهم ما اُمرت به.
فصنع عليّ ((عليه السلام)) ما أمره رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ودعاهم وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه، منهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فأكلوا، قال عليّ ((عليه السلام)): فأكل القوم حتى ما لهم بشيء من حاجة، وما أرى إلاّ موضع أيديهم، وأيم الذي نفس عليّ بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمتُ لجميعهم.
ثمّ قال ((صلى الله عليه وآله وسلم)): إسقِ القوم، فجئتهم بذلك العسّ فشربوا منه حتى رووا منه جميعاً، وأيم الله إنّه كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلمّا أراد رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أن يكلّمهم بادره أبو لهب فقال: لقد سحركم صاحبكم، فتفرّق القوم ولم يكلّمهم الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فأَمَرَ عليّاً في اليوم الثاني أن يفعل كما فعل آنفاً، وبعد أن أكلوا وشربوا قال لهم رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): يا بني عبد المطّلب، إنّني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم اليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فأحجم القوم عنه

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة