(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

( والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ] البقرة : 2 / 213 [ .
( قل الله يهدي للحقّ أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتَّبع)] يونس: 10 / 35 [ .
( والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل ) ] الاحزاب : 33 / 4 [ .
( ومن أضلّ ممن اتّبع هواه بغير هدىً من الله ) ] القصص : 38 / 50 [ .
( ويرى الذين اُوتوا العلم الذي اُنزل اليك هو الحقّ ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ) ] سبأ : 34 / 6 [ .
( ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم ) ] آل عمران : 3 / 101 [ .
فالله تعالى هو مصدر الهداية الذي يعلم مَن خلق وكيف خلق ولِمَ خلق  . وهدايته هي الهداية الحقيقية التي لا تقبل التمويه والتشويه، وهو الذي يأخذ بيد الانسان إلى الصراط المستقيم وإلى الحقّ القويم ، فالتبعيّة له، دون من لا يسترشد بهديه ويستبدّ برأيه المحدود وعقله القاصر عن اكتشاف كُنه الأشياء وحقائق الاُمور وتبعاتها ومصائرها .
وهذه الحقائق هي التي يؤيدها العلم ويخضع لها العلماء بملء وجودهم وبدرك عقولهم ، فإنّ العقل رسول الحق ، ولا يكمل إلاّ باتّباع الحق .
وكما أودع الله في فطرة الانسان النزوع إلى الكمال والجمال فقد مَنّ عليه بإرشاده إلى الكمال اللائق به، وأسبغ عليه نعمة التعرّف على طريق الكمال، ومن هنا قال تعالى : ( وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلاّ ليعبدونِ )] الذاريات : 51 / 56 [. وحيث لا تتحقّق العبادة الحقيقية من دون المعرفة، كانت المعرفة والعبادة طريقاً منحصراً وهدفاً وغايةً موصلةً إلى قمّة الكمال .
إذن المعرفة بالله طريق ووسيلة لتحقّق العبادة الاختيارية، عبادة الإنسان لربّه الكامل المطلق، وسببٌ للتزوّد من معين الجمال المطلق الذي ينحصر في الله تعالى ويتميّز عن سائر أنواع الجمال ومراتبه.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة