[ 110 ]

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين

وصلى الله على محمد

خاتم النبيين وعلى آله الطيبين

 

(1)

[باب أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يصل خلف أبي بكر]


(1) في بعض النسخ: والصلاة والسلام على محمد الامين، وآله الميامين، ولعنة الله على الظالمين.

 


[ 111 ]

قال [الشيخ] أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم بن يزيد الطبري (1) [الامامي ]: إحتج قوم من أهل الزيغ والعداوة لله جل ذكره (2) ولرسوله صلى الله عليه وآله.

 أن الخلافة لم تصلح بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، إلا لابي بكر (3) بن أبي قحافة بدعواهم أنه كان أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنه كان قدمه للصلاة في علته.

 فدللناهم على موضع خطئهم، وأعلمناهم، أن رسول الله صلى الله عليه وآله، كان يولي أمر المسلمين مما هم فيه من الصلاة والاحكام وأمور الدين من ليس بفاضل، مثل عمرو بن العاص، فإنه ولاه على أبي بكر وعمر في غزوة ذات السلاسل (4) وولي خالد بن الوليد والوليد بن عقبة (5) وولي أسامة


(1) - وفي (ش) أي النسخة الشوشترية، رحمة الله عليه، تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جنته.

 (2) - وفي " ش " ليست كلمة جل ذكره.

 (3) - وفي " ش " في، وكذا نسخة الارموي في.

 (4) - الكامل في التاريخ لابن الاثير، ج 2 ص 232 ط بيروت، وتاريخ الطبري ج 3 ص 32.

 (5) - الكامل ج 2، ص 400، ط بيروت، وص 532، وكتاب المغاوي لمحمد بن عمر =


[ 112 ]

بن زيد (1) وكان آخر توليته؛

وجعل أبا بكر وعمر، وأبا عبيدة ابن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبا الاعور السلمي، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل (2)، في رجال من المهاجرين والانصار عدة، منهم: قتادة بن النعمان (3) وسلمة بن أسلم بن حريش (4) تحت لوائه وكان أشدهم إنكارا لولايته عياش بن أبي ربيعة (5) حتى قال: أيستعمل هذا الغلام على المهاجرين والاولين ؟ فكثرت القالة فسمع عمر بن الخطاب هذا القول فرده على من تكلم به وجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بقول من قال، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله من بعض ذلك القول غضبا شديدا، فخرج في علته وقد عصب رأسه بعصابة وعليه


= الواقدي ج 2، ص 770 ط مصر، وكتاب الاسد الغابة لابن أثير ج 4 ص 224 و 245 ط مصر.

 (1) - هو: أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أبو محمد، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمه: أم أيمن حاضنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) توفى في خلافة معاوية.

 أنظر تهذيب الكمال ج 2، ص 338، الرقم: 316.

 قال المزي: إستعمله رسول الله صلى الله عليه وآله على جيش فيه أبو بكر وعمر، فلم ينفذ.

 (2) - تهذيب التهذيب ج 4، ص 34، الرقم 53.

 (3) - هو: قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر. المتوفى (23) أنظر تهذيب الكمال ج 23، ص 521. رقم: 4851.

 (4) - أسد الغابة ج 2، ص 422، تحت الرقم (2151).

 (5) - وفي المغازي للواقدي ج 3، ص 1118، عياش بن أبي ربيعة أيضا وهو الصحيح فذكر الواقدي الخبر بطوله مع إختلاف طفيف فراجع، وأما ترجمة الرجل فموجودة في تهذيب التهذيب ج 8، ص 197، وج 3 من الاصابة ص 47 رقم: (6123)، وأسد الغابة، ج 4 ص 320 ط مصر.

 


[ 113 ]

قطيفة وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

1 - أيها الناس ما مقالة بلغني (1) عن بعضكم في تأميري أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبل، وأيم الله إنه للامارة لخليق (2) وإبنه بعده للامارة خليق، وهو من أحب الناس إلي و إنهما أهل (3) لكل خير فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم (4).

ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وآله (5) فدخل بيته وذلك ليوم السبت، لعشر خلون من شهر ربيع الاول، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وآله، وفيهم أبو بكر وعمر (6)، ورسول الله يقول: أنفذوا جيش أسامة، ودخلت أم أيمن وهي أم أسامة، (7) فقالت: يارسول


(1) - في " ش " بلغتني مقالتكم.

 (2) - تاريخ الطبري ج 3 ص 184 و 186، والبخاري ج 6 ص 19 ط مصر.

 (3) - وفي النسخة الشوشترية، مكان أهل كان بياضا.

 (4) - وقريب منه في صحيح مسلم ج 4 ص 1884 كتاب فضائل الصحابة، باب 10، باب فضائل زيد بن حارثة، وأسامة بن زيد، رقم الحديث: 2426.

 (5) - كانت هذه الجملة مكتوبة برمز صاد هكذا: صلى الله عليه وآله بين القوسين في النسخة فأبدلناها طبقا للاصل كما أن كلمة عليه السلام كانت برمز (ع) فأبدلناها.

 (6) - دلائل النبوة للبيهقي ج 7 ص 200 ومغازي الواقدي ج 3، ص 1119، كما يأتي.

 وتهذيب الكمال للمزي، ج 2، ص 340، في ترجمة أسامة بن زيد بن حارثة، وفيه: إستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش فيه أبو بكر وعمر، ولم ينفذ حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 (7) - أم أيمن، إسمها بركة حاضنة النبي صلى الله عليه وآله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أم أيمن أمي بعد أمي " تهذيب الكمال ج 35 ص 329 الرقم: 7950. وطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 223، وقال: قال محمد بن عمر: توفيت أم أيمن في أول خلافة عثمان.

 


[ 114 ]

الله لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل (1) فإن أسامة إن خرج على حالته هذه لم ينتفع بنفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنفذوا بعث أسامة.

 فمضى الناس إلى المعسكر فباتوا (2) ليلة الاحد ورسول الله ثقيل مغمي عليه، فدخل أسامة على رسول الله وعيناه تهملان وعنده العباس عمه رحمه الله، والنساء حوله فتطأطأ إليه (3) أسامة فقبله رسول الله صلى الله عليه وآله ورفع يديه إلى السماء ثم نصبهما (4) إلى أسامة.

 قال أسامة: فعرفت (5) أنه يدعو لي فرجعت إلى معسكري، فلما كان يوم الاثنين جاء أسامة فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أغد على بركة الله، فودعه أسامة، وروسل الله مفيق، فصاح أسامة بأصحابه وأمرهم باللحوق بالمعسكر، وبالرحيل.

 فلما متع النهار فبينا أسامة يريد أن يركب من الجرف (6) أتاه رسول


(1) - تماثل من باب تفاعل، تماثل عليل من علته، أي قارب البرء وصار - أشبه شئ بالصحة.

 (2) - وفي (ش) العسكر وباتوا.

 (3) - في " ش ": عليه فتطأطأ عن الشئ، إذا خفض رأسه، لسان العرب ج 10 ص 113، وتاج العروس ج1، ص 322.

 (4) - في مغازي الواقدي فيصبهما، ثم انظر تاريخ الطبري ج 3، ص 196، ط مصر، وفي " ش " نصبها.

 وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1، ص 160 يضعهما.

 (5) - وفي " ش ": فأعرفه.

 (6) - موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام، معجم البلدان ج 2، ص 128.

 


[ 115 ]

أم أيمن يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وآله يموت، فامتنع عليه القوم (1) فتوفي رسول الله في ذلك اليوم حين زاغت الشمس، وهو يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الاول (2) ودخل الناس من الجرف إلى المدينة، ولم ينفذوا لامر رسول الله، ثم اضطربوا، وبايعوا لابي بكر قبل دفن رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم إدعى القوم أن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة (3).

 فحدث الواقدي، وهو: أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي [المتوفى 207] قال:

2 - حدثنا ابن أبي الزناد (4)، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان أبو بكر فيهم (5).

 


(1) - أنظر مغازي الواقدي ص 1119، ج 2، ط مصر.

 (2) - في " ش "، من شهر ربيع الاول. إلى هنا ذكر الواقدي في المغازي ج 3، ص 1120، مع اختلاف طفيف جدا.

 (3) - ذكره العلامة البياضي (ره) في كتابه صرط المستقيم ج 2، ص 296، وقريبا منه جدا ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 160.

 (4) - هو عبد الرحمن بن أبي الزناد بن ذكوان القرشي، المتوفى (174) أنظر تهذيب التهذيب ج 6 ص 170 والكامل لابن عدي ج 4، ص 1585.

 (5) - قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 1، ص 159.

 لما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله مرض الموت، دعا أسامة بن زيد بن حارثة، فقال: سر إلى مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك على هذا الجيش، وإن أظفرك الله بالعدو، فأقلل البث، وبث العيون وقدم الطلائع، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والانصار إلا كان في ذلك الجيش منهم: أبو بكر وعمر، فتكلم قوم وقالوا: أيستعمل هذا الغلام على جلة المهاحرين والانصار ! فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله لما سمع ذلك وخرج عاصبا رأسه، فصعد المنبر وعليه قطيفة فقال: أيها الناس...


[ 116 ]

3 - وحدثنا أيضا، عن محمد بن عبد الله بن نمير (1) عن عمرو بن دينار (2) مثله.

 فقد ثبت من رواية المخالفين، أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان آخر عهده وهو يغرغر، قال: أنفذوا جيش أسامة، وكان أبو بكر فيهم (3)، وزعم القوم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمره بالصلاة في علته، وإقامته (4) مقامه، فكيف يكون ذلك وقد ألح صلى الله عليه وآله في أسامة هذا الالحاح، ألم يعلم أنه ميت ؟، أليس قد نعى نفسه قبل ذلك بشهر ؟.

 4 - رواه الواقدي عن عبد الواحد بن أبي عون (5) قال عبد الله بن


(1) - هو: محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي، أبو عبد الرحمان الكوفي، المتوفي (234)، أنظر تهذيب الكمال ج 25، ص 566، رقم: 5379.

 والجرح والتعديل ج 7، ص 307.

 (2) - هو عمرو بن دينار المكي أبو محمد الاثرم الجمحي، أنظر تهذيب التهذيب ج 8 ص 28.

 (3) - أنظر دلائل النبوة للبيهقي ج 7، ص 200، قال: فيهم عمر بن الخطاب.

 (4) - وفي " ش " وإقامته مقامه. ثم انظر كتاب السقيفة لابي بكر، أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح... إلى أن يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة المهاحرين والانصار، منهم: أبو بكر وعمر، وأبو عبيدة ابن الجراح... إلى أن قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعن الله من تخلف عن جيش أسامة وكرر ذلك فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين.

 (5) - أنظر تاريخ الامم والملوك للطبري ج 3 ص 191 ط مصر وفيه: وأوصي الله بكم، واستخلفه عليكم وأؤديكم إليه إني لكم نذير وبشير، لا تعلوا على الله في عباده وبلاده فإنه قال لي ولكم: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين). القصص: الآية 83 وقال: (أليس في جهنم مثوى =


[ 117 ]

مسعود نعي نبينا نفسه (1) قبل موته بشهر، فقال: [مرحبا بكم] حياكم الله بالسلامة، رحمكم الله، رزقكم الله، نفعكم الله آواكم الله - يعني إلى الجنة - وقاكم الله، أوصيكم بتقوى الله. في كلام طويل (2).

 فكيف يقدم رجلا ويجعله خليفته من بعده في أمته بزعمهم، وقد أمره بالخروج مع أسامة، ومعه الجماعة التي خاف من ناحيتها على الاسلام وعلى تبديل أمره ؟ !، ولو كان ذلك كذلك لم يكن معني الصلاة


= للمتكبرين) الزمر: الآية 60).

 وذكر أيضا ابن سعد في الطبقات ج 2 ص 256 باختلاف طفيف، وكما ذكره أيضا أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين ج 4 ص 469 و 471 وفيه: وأوصي بكم الله إني لكم نذير مبين الا تعلوا على الله في بلاده وعباده وقد دنا الاجل والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى وإلى جنة المأوى وإلى الكأس الاوفى فإقرأوا على أنفسكم وعلى من دخل في دينكم بعدي مني السلام ورحمة الله، وفي ص 471 والرفيق الاعلى والحظ والعيش المهنا.

 فقال [إبن مسعود ]: يا نبي الله من يلي غسلك ؟ قال [صلى الله عليه وآله وسلم ]: رجال من أهل بيتي الادنى فالادنى.

 وبعده كلام طويل.

 (1) - وفي " ش " صلى الله عليه وآله.

 (2) - أنظر الكامل في التاريخ لابن الاثير ج 2، ص 319 ط بيروت. وذكر أيضا أبو الفرج عبد الرحمان بن علي بن محمد بن الجوزي المتوفى (597) في المنتظم ج 4، ص 34 ط بيروت، وفيه: وأحذركم الله وأوصي بكم الله إني لكم نذير مبين، ألا تعلوا على الله في بلاده وعباده، وقد دنا الاجل والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى وإلى جنة المأوى وإلى الكأس الاوفى، فأقرأوا على أنفسكم وعلى من دخل في دينكم بعدي مني السلام ورحمة الله.

 والحديث موجود أيضا في سيرة ابن كثير ج 4 ص 502. ومطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلاني، ج 4 ص 260، رقم الحديث: 4392.


[ 118 ]

معني الاستخلاف، لان أبا بكر لو كان مستخلفا عن (1) رسول الله صلى الله عليه وآله لما جاز له أن يدعوه إلى غيره، ولا جاز للانصار أن يقولوا: منا أمير ومنكم أمير (2) ولكان أبو بكر المدعي له بالخلافة يدعيها لنفسه ما قالوا.

 

[إختلاف الامة في صلاة أبي بكر ].

 على أنهم قد اختلفوا في صلاة أبي بكر، ففرقة زعمت أنه صلى بأمر بلال عن عائشة، وفرقة زعمت أن عليا (عليه السلام) أمر بذلك لما خاف أن تفوته نفس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين أتاه بلاد يؤذنه بالصلاة فقال لهم: صلوا، فقال عبد الله بن زمعة (3): كنت عدت إلى رسول الله حتى أتاه بلال يؤذنه بالصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: مروا بالناس فليصلوا.

 (4)


(1) - وفي " ش " من.

 (2) - تاريخ الامم والملوك للطبري ج 3 ص 218 ط مصر وفيه: فقالت طائفة منهم: فإنا نقول منا أمير ومنكم أمير ولن نرضى بدون هذا الامر أبدا، ! فقال سعد بن عبادة حين سمعها: هذا أول الوهن !.

 (3) - أنظر المصنف لابن عبد الرزاق ج 5، ص 432، وتهذيب التهذيب ج 5، ص 218، رقم 377، فيه إشارة للحديث ذيل ترجمته. وفي نسخة أخرى ربيعة وهو خطأ. وذكر الحديث أيضا البسوي في المعرفة والتاريخ ج 1، ص 243، في ترجمة عبد الله بن زمعة.

 (4) - قال ابن هشام: قال ابن اسحاق: وقال ابن شهاب: حدثني عبد الملك بن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبد الله ابن زمعة بن الاسود ابن المطلب بن أسد، قال: لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين، قال: دعاه بلال إلى الصلاة، فقال: مروا من يصلى بالناس.

 قال فخرجت فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائبا، فقلت: قم يا عمر فصل بالناس.

 قال: فقام، فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوته، وكان عمر رجلا مجهرا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك


[ 119 ]

قال عبد الله: فلقيت عمر فقلت: صل بالناس يا عمر، فقام عمر في المقام، فلما كبر سمع رسول الله صوته، وكان رجلا مجهرا فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه فقال: لا، لا، ليصل بهم ابن أبي قحافة وهذا بروايتهم (1).

 


= والمسلمون. قال: فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس، قال: قال عبد الله بن زمعة: قال لي عمر: ويحك، ماذا صنعت بي يابن زمعة، والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك، ولكني حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس.

 (1) - دلائل النبوة للبيهقي ج 7 ص 187، ومن ثم لو وضعنا نقل البيهقي إلى جنب ما قاله إبن الجوزي المتوفى (597) في " آفة أصحاب الحديث " ص 55 ط طهران، لاتضح منه الحق، لان ابن الجوزي ناقش الحديث مناقشة تامة، ورده من الاساس، وإليك نص كلامه: [قال ابن الجوزي ]: الباب الاول في إقامة الدليل من النقل الصحيح على أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لم يصل خلف أبي بكر، إعلم يا طالب الحق: أن تقدم أبي بكر الصديق رضي الله عنه اتفق مرتين جاء فيهما رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ليصلى خلف أبي بكر، فإما المرة الاولى فكانت في زمن عافية رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، وكان ذلك في أول سنة من سني الهجرة: أخبرنا أبو القاسم هبة الله [ابن] (1) محمد بن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أبو حازم، عن سهل ابن سعد، قال: كان قتال في بني عمرو بن عوف بلغ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم، فأتاهم بعد الظهر ليصلح بينهم، وقال: يا بلال إن حضرت الصلاة ولم آت فمر ابا بكر فليصل بالناس. =


(1) - من الموضوعات. مسند الامام أحمد بن حنبل ج 5، ص 332.

 


[ 120 ]

..........................................................................................................................


= فلما حضرت العصر أقام بلال الصلاة ثم أمر أبا بكر فتقدم بهم وجاء رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بعد ما دخل أبو بكر في الصلاة، فلما رأوه صفحوا وجاء رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يشق الناس حتى قام خلف أبي بكر، قال: وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت، فلما رأى التصفيح لا يمسك عنه التفت فرأى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم خلفه، فأومئ إليه رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بيده أن أمضه، فقام أبو بكر كهيئته فحمد الله على ذلك ثم مشى القهقري، فتقدم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فصلى بالناس.

 فلما قضى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم صلاته قال: يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك ان لا تكون مضيت ؟ فقال أبو بكر: لم يكن لابن أبي قحافة ان يؤم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، وقال الناس: إذا نابكم في صلاتكم شئ فليسبح الرجال وليصفح النساء (1).

 هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري عن حماد (2) وأخرجه مسلم عن يحيى عن مالك (3) كلاهما عن أبي حازم، وهو ظاهر لا يحتاج إلى كشف، وان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أم الناس.

 [قال ابن الجوزي ]: وأما المرة الثانية فكانت في مرضه صلى الله عليه (وآله) وسلم، أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب، قال أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الاعمش، عن إبراهيم، عن الاسود، عن عائشة، قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فقلت: يارسول الله ان أبا بكر رجل أسيف وأنه متى قام مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، = * (هامش 2) * (1) - مسند أحمد بن حنبل 5 / 322 مع اختلاف في بعض الالفاظ.

 (2) - كتاب الاحكام، باب: الامام يأتي قوما فيصلح بينهم.

 (3) - الموطأ، ج 1 ص 163، الحديث: 61 باب الالتفات والتصفيق عند الحاجة في الصلاة.

 


[ 121 ]

...........................................................................................................................


= قالت: فقلت لحفصة: قولي له، فقالت له حفصة: يارسول الله ان أبا بكر رجل أسيف وانه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر فقال: إنكن لانتن صواحب يوسف (1) مروا أبا بكر فليصل بالناس.

 فأمروا أبا بكر يصلي بالناس، فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم خفة، فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسه ذهب ليتأخر، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أن قم كما أنت، فجاء رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان رسول الله يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائما يقتدى أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم والناس يقتدون بصلاة أبي بكر (2).

 هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري (3) عن قتيبة واخرجه مسلم (4) عن أبي بكر كلاهما عن أبي معاوية.

 واخرجا في الصحيحين من حديث موسى بن أبي عائشة عن عبيدالله بن [عبد الله بن] عتبة قال: دخلت على عائشة فقلت: حدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقالت: ارسل رسول الله إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، ثم وجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من نفسه خفة، فخرج بين رجلين، أحدهما العباس - وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ان لا يتأخر، فأجلساه إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، والناس يصلون بصلاة أبي بكر.


=

(1) - ومعلوم حال النسوة اللاتي أردن من يوسف ما أرادت صاحبتهن، ويا لها من تشبيه !.

 (2) - مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 224 مع اختلاف يسير ورواه أبو الفرج ابن الجوزي في المنتظم ج 4، ص 31.

 (3) - كتاب الصلاة، باب تقديم الجماعة من يصلي بهم.

 (4) - كتاب الصلاة، باب استخلاف الامام إذا عرض له عذر.

 


[ 122 ]

...........................................................................................................................


= قال عبيد الله: فدخلت على ابن عباس فعرضت حديثها عليه، فما انكر منه شيئا، غير أنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس ؟ قلت: لا، قال هو علي بن أبي طالب (4).

 واخرجاه في الصحيحين من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال: أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه، قال عروة: فوجد رسول الله من نفسه خفة، فخرج وإذا أبو بكر يؤم بالناس، فلما رآه أبو بكر استأخر، فأشار إليه أن كما أنت، فجلس رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إلى جنبه، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله والناس يصلون بصلاة أبي بكر.

 قال الجوزي: وقد أخرجه الامام أحمد من طرق عن عائشة، فلما أر الاطالة بذكرها.

 أقول: هذا نص الحديث في المسند: أخبرنا ابن الحصين قال أخبرنا ابن المذهب، قال: أخبرنا أحمد ابن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي، عن الارقم ابن شرحبيل، عن ابن عباس قال: لما مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، ثم وجد خفة، فخرج، فلما احس به أبو بكر أراد أن ينكص، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم، فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره، واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبو بكر (1).

 قال أحمد: وحدثنا وكيع قال حدثنا اسرائيل عن أبي إسحاق عن الارقم [ارقم بن شرحبيل] عن ابن عباس قال: لما مرض رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جاء بلال مؤذنه بالصلاة، فصلى بالناس ووجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم خفة، فخرج يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض، فلما رآه الناس سبحوا بأبي بكر، فذهب يتأخر، فأومأ ليه أي مكانك، فجاء النبي صلى الله عليه (وآله) حتى جلس وقام أبو بكر عن يمينه، فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم والناس يأتمون بأبي بكر، واخذ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم من القراءة من حيث كان بلغ أبو بكر (2).


 (1) - مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 231، 232.

 (2) - مسند أحمد بن حنبل ج 1، ص 356.

 


[ 123 ]

…………………………………………………………………………………………


= أقول: أورد ابن الجوزي الحديث المذكور مختصرا من المسند وإليك النص: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن العباس قال: لما مرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال: أدعوا لي عليا، قالت عائشة: ندعوا لك أبا بكر، قال: أدعوه، قالت حفصة: يارسول الله ندعوا لك عمر، قال: أدعوه، قالت أم الفضل: يارسول الله ندعوا لك العباس، قال: أدعو، فلما إجتمعوا، رفع رأسه فلم ير عليا فسكت فقال عمر: قوموا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال: مروا أبا بكر يصلي بالناس فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل حصر ومتى مالا يراك الناس يبكون فلوا أمرت عمر يصلي بالناس، فخرج أبو بكر فصلى بالناس ووجد النبي (صلى الله عليه وسلم) من نفسه خفة فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض فلما رأه الناس سبحوا أبا بكر فذهب يتأخر فأومأ إليه، أي مكانك، فجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى جلس قال: وقام أبو بكر عن يمينه وكان أبو بكر يأتم بالنبي (صلى الله عليه وسلم) والناس يأتمون بأبي بكر.

 قال ابن عباس وأخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) من القراءة من حيث بلغ أبو بكر.

 ومات في مرضه ذاك عليه السلام.

 وقال وكيع: فكان أبو بكر يأتم بالنبي (صلى الله عليه وسلم) والناس يأتمون بأبي بكر.

 [قال ابن الجوزي ]: وفي هذه الاحاديث الصحاح المشروحة أظهر دليل على ان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كان الامام لابي بكر، لانه جلس عن يساره، وقولهم: يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله دليل على أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كان الامام، فمن المعاند الآن ؟ ومن صاحب الهوى ؟.

 قال أحمد المحمودي: يقصد ابن الجوزي الشيخ عبد المغيث بن زهير الحربي المتوفى (583)، وهو الذي ألف كتابا في اثبات ان النبي (صلى الله عليه وآله) صلى خلف أبي بكر، وابن الجوزي رد عليه بالنقل الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يصل خلف أبي بكر كما رأيت، ومن أراد التفصيل فعليه بكتاب المذكور، أي " آفة أصحاب الحديث " تحقيق السيد علي الميلاني، ففيه ما يوضح الحق ويكشف السر، من مقدمة المحقق دام توفيقه إلى تحقيق المصنف، فراجع الكتاب ليتضح لك الحق.

 


[ 124 ]

5 - وروى علي بن بشير (1) قال: حدثنا عثمان بن معبد، قال: حدثنا عمرو بن ثابت (2) عن جعفر بن محمد، عليه السلام عن محمد بن علي عليه السلام، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه بلال يؤذنه بالصلاة فقال لعلي: أخرج فصل بالناس فخرج عليه السلام ليصلي بالناس، وخشي أن يفوته رسول الله بنفسه، فلقي أبا بكر فقال: صل بالناس، ورجع علي إلى رسول الله، فقال له رسول الله: أصليت بالناس ؟ فقال علي: أمرت أبا بكر يصلي بالناس وخشيت أن تفوتني نفسك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أخرجني أخرجني (3) فخرج متوكئا على علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وصلى بالناس فأخر أبا بكر وصلي رسول الله بالناس (4).

 6 - وحدثنا عمرو بن مبارك (5) قال حدثنا نوح بن دراج (6) عن


(1) - لم نجد له ترجمة وافية إلا أن النجاشي يقول في ترجمة محمد بن بشير: وأخوه علي ثقتان، رواة للحديث كوفي، مات بقم له نوادر، وكما ذكر السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ج 11، ص 280، ط بيروت الرقم 7948، وفي ج 15، ص 127، ط النجف.

(2) - عمرو بن ثابت له ترجمة في تهذيب الكمال، ج 21، ص 553، الرقم: 4333، وفي تهذيب التهذيب ج 8، ص 9، تحت الرقم 11، ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي دام ظله ج 13 ص 72 الرقم: 8847، وفي ط بيروت: ص 79، الرقم: 8862، ثم إنه لا غرابة من أمثال ابن حجر يطعن في من وثقة الاعاظم وأطراه الاجله، وليس هذا أول قارورة كسرت في الاسلام.

 (3) - في نسخة " ش " غير مكرر.

 (4) وقريبا منه ذكره ابن الجوزي في " كتاب آفة أصحاب الحديث " ص 57، كما تقدم.

 (5) - إلى الآن لم نجد له ترجمة، في الكتب الرجالية ولعله عمرو بن مالك.

 


[ 125 ]

منصور بن حازم (7)، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: قلت له: إن الناس يذكرون أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، قال: قال لعلي (عليه السلام): صل بالناس، فخرج وخشي أن يفوته رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه فقال لابي بكر: [صل بالناس] (8) فإني أخشى أن يفوتني رسول الله بنفسه فلما رجع قال صلى الله عليه وآله له: أصليت بالناس ؟ فقال: يارسول الله أمرت أبا بكر أن يصلي بالناس وخشيت أن تفوتني بنفسك، فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله خفا (9) فقال: أخرجني، فخرج متوكأ على علي (عليه السلام) والفضل بن العباس، وصلى بالناس وأخر أبا بكر(10).

7 - وحدث علي ابن بشير، قال: حدثنا عبد الرزاق (11)، عن معمر (12)


(6) - هو: نوح بن دراج النخعي، مولاهم أبو محمد الكوفي القاضي، المتوفى (182). أنظر تهذيب الكمال ج 30، ص 43، رقم: 6490. ومعجم رجال الحديث، للسيد الخوئي ج 19، ص 179.

 (7) - هو: منصور بن حازم أبو أيوب البجلي الكوفي. ثقة، أنظر رجال النجاشي، ط بيروت ج 2. ص 352، الرقم: 1102. ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج 18، ص 343.

 (8) - ما بين المعقوفتين كان ساقطا من " ش ".

 (9) - كذا في النسخة ولكن الصحيح خفة كما في صحيح البخاري وشرحهه فتح الباري ج 2 ص 122 لابن حجر العسقلاني.

 (10) - لقد تفرد المصنف (ره) بهذا الحديث سندا، ولم أجد إلى الآن مصدرا، إلا أن المضمون، وهو تأخير أبي بكر، من المشهور بل هو التواتر.

 (11) - هو: عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم اليماني، أبو بكر الصنعاني المتوفى (211)، صاحب المصنف. انظر تهذيب الكمال ج 18، ص 52، رقم: 3415.

 (12) - هو: معمر بن راشد الازدي.

 


[ 126 ]

عن الزهري، عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود، عن عائشة: [قالت:]

إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما ثقل أتاه مؤذنوه الثلاثة، بلال، وابن أم مكتوم، وعبد الله بن زيد، فقال: صلوا، فخرجوا من عنده، فوجد رسول الله خفة فقام ولم يقدر على النهوض، فتوكأ على رجلين (1) أحدهما الفضل بن العباس، فوضع يده على منكبيهما حتى خرج، فصلى بالناس.

 قال عبيد الله: فحدثت بذلك عبد الله بن عباس، فقال: هل تدري من الرجل الآخر ؟ فقلت: لا، فقال: هو علي بن أبي طالب، ولكنها لا تقدر أن تذكره بخير ولا تستطيع (2).

 


(1) - في " ش ": من أهله.

 (2) - قال الحافظ عبد الرزاق الصنعاني المتوفى (211) في مصنفه ج 5، ص 429، باب بدء مرض رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الزهري: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عائشة أخبرته قالت: أول ما إشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، فإستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له، قالت: فخرج ويد له على الفضل بن عباس، ويد أخرى على رجل آخر، وهو يخط برجليه في الارض، فقال عبيد الله: فحدثت به ابن عباس، فقال: أتدري من الرجل الذي لم تسم عائشة ؟ هو علي بن أبي طالب، ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا بخير.

 وقال محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه ج 1 ص 59 ط مصر، حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عائشة قالت: لما ثقل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واشتد به وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) بين رجلين تخط رجلاه في الارض بين عباس ورجل آخر.

 قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بن عباس، فقال: أتدري من الرجل الآخر ؟ قلت: لا، قال: هو علي بن أبي طالب، أنظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري للعسقلاني، ج 1، ص 242 ط مصر. وشرح الكرماني، ج 3، ص 45. =

 


[ 127 ]

…………………………………………………………………………………………


= وفي تاريخ الامم والملوك لمحمد بن جرير الطبري العامي المتوفي (310) ج 3 ص 189 ط مصر، عن عائشة، قالت: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر تخط قدماه الارض، عاصبا رأسه حتى دخل بيتي.

 وقال عبيد الله: فحدثت هذا الحديث عنها عبد الله بن عباس، فقال: هل تدري من الرجل ؟ قلت: لا قال: علي بن أبي طالب، ولكنها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع.

 وذكر أيضا ابن سعد في طبقاته ج 2، ص 219.

 وذكر الذهبي أيضا في تاريخ الاسلام ج 1، (السيرة النبوية) ص 548: قال عبيد الله: فحدثت بهذا الحديث ابن عباس فقال: تدري من الرجل الآخر الذي لم تسمه عائشة ؟ قلت: لا، قال: هو علي رضي الله عنه.

 كما ذكر الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى (774) في السيرة النبوية، ج 4 ص 446 ط بيروت: قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله - يعني ابن عباس - بالذي قالت عائشة: فقال لي عبد الله بن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة ؟ قال: قلت: لا.

 قال ابن عباس: هو علي.

 وذكر البيهقي أيضا في دلائل النبوة ط بيروت ج 7، ص 191 قال: ثم إن رسول الله " وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس، لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس.

 قالت [عائشة ]: فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر.

 وقال لهما: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى جنب أبي بكر، قالت: فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد، قال عبيد الله: فدخلت على عبد الله بن عباس، فقلت: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: هات، فعرضت عليه حديثهما.

 فما أنكر منه شيئا، غير أنه قال: [أ] سمت لك الرجل الآخر الذي كان مع العباس ؟ قال: قلت: لا، قال: هو علي رضي الله عنه.

 وقد أورد الامير علاء الدين ابن بلبان الفارسي المتوفي (739) في الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان، ج 14 ص 568 مثل ما نقل عن البيهقي.

 


[ 128 ]

 

[ إستخلاف رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه في أماكن مختلفة، ولم يدع أحد منهم شيئا مما لا يعنيهم:]

ولو اجتمع أهل العلم على أنه صلى بالناس ما كانت صلاته إلا كصلاة غيره، فإنه أمر صلى الله عليه وآله، أبا لبابة ابن عبد المنذر (1) في غزوة بدر أن يصلي بالناس فلم يزل يصلي بهم حتى انصرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واستخلف عام الفتح ابن أم مكتوم الاعمى فلم يزل يصلي بالناس في المدينة (2) واستخلف في غزوة حنين أبارهم كلثوم ابن حصين أحد بني الغفار (3) وإستخلف عام حنين أبا ذر


(1) - هذا هو الصواب كما في نسخة " ش "، ولكن في النسخة كان عبد النذر وبعد مراجعتنا بكتب الرجالية كان كما ذكرنا، وهو: أبو لبابة بن عبد المنذر الانصاري المدني، إسمه بشير بن عبد المنذر. فراجع تهذيب التهذيب لابن حجر ج 12، ص 214، في باب الكنى الرقم (990).

 (2) - راجع أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الاثير، ج 4 ط مصر ص 263، ومغازي الواقدي ج 1، ص 183، وسيرة ابن هشام ج 2 ص 263.

 (3) - أسد الغابة ج 4، ص 493، الرقم (4485) وتهذيب التهذيب ج 8، ص 443، والمعرفة والتاريخ للبسوي ج 1، ص 394، ومستدرك الحاكم ج 3 ص 593. وسيرة ابن هشام، ج 4، ص 42.

 


[ 129 ]

الغفاري (1) واستخلف في غزوة الحديبية سباع ابن عرفطة (2).

 واستخلف في غزوة تبوك علي بن أبي طالب (عليه السلام) على المدينة وأمر إبن أم مكتوم أن يصلي بالناس (3) واستخلف عتاب ابن أسيد على مكة ورسول الله صلى الله عليه وآله مقيم بالابطح وأمره أن يصلي بالناس بمكة الظهر والعصر والعشاء الآخرة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بهم الفجر والمغرب فكان يصلي بهم إلا الفجر والمغرب (4).

 


(1) - أسد الغابة ج 6 ص 307، وج 6 ص 99، وتهذيب التهذيب ج 12، ص 90 الرقم 401.

 (2) - أسد الغابة ج 2 ص 323، الرقم 1930، ودلائل النبوة للبيهقي ج 4 ص 198، ومغازي الواقدي ج 3 ص 995.

 (3) - قال محمد بن جرير الطبري في تاريخ الامم والملوك، ج 3 ص 103: قال ابن إسحاق: وخلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالاقامة فيهم، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة، أخا بني غفار، فأرجف المنافقون بعلي بن أبي طالب، وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له، وتخففا منه.

قلما قال ذلك المنافقون، ي خذ علي سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجرف، فقال: يا نبي الله، زعم المنافقون أنك إنما خلفتني، أنك استثقلتني وتخففت مني !، فقال كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ فرجع علي إلى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سفره. أقول: يأتي تفصيل حديث المنزلة في الباب السابع إنشاء الله. وفي السيرة النبوية لابن هشام ج 4 ط بيروت ص 163 مثله.

(4) - سيرة ابن هشام جلد 4 ص 143، وتاريخ الطبري ج 3 ص 73.

 


[ 130 ]

واستخلف في غزوة ودان سعد بن عبادة (1) واستخلف في غزوة بواط سعد بن معاذ (2) وفي طلب كرزين بن جابر الفهري، زيد بن حارثة (3) وفي غزوة العشيرة أبا سلمة ابن عبد الاسد المخزومي (4) وفي غزوة قينقاع أبا لبابة (5).

 وفي غزوة اكيدر، إبن أم مكتوم (6) وفي غزوة ذي قرد، عثمان بن


(1) - تاريخ الطبري جلد 2 ص 407 وسيرة ابن هشام ج 2 ص 240.

 (2) - في سيرة ابن هشام جلد 2 ص 248 واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون.

 (3) - تاريخ الطبري جلد 2 ص 407 وفيه: في كرزين بن جابر الفهري، وهو الصحيح.

 (4) - سيرة ابن هشام جلد 2 ص 248، وتاريخ الطبري ج 2 ص 408.

 (5) - مغازي الواقدي جلد 1 ص 180.

 (6) - مغازي الواقدي جلد 1 ص 7 قال محمد بن عمر بن واقد المتوفى سنة 207: قالوا واستخلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مغازيه على المدينة: في غزوة ودان سعد بن عبادة، واستخلف في غزوة بواط سعد بن معاذ، وفي طلب كرزين بن جابر الفهري زيد بن حارثة، وفي غزوة العشيرة أبا سلمة بن عبد الاسد المخزومي وفي غزوة بدر القتال أبا لبابة بن عبد المنذر العمري وفي غزوة الكدر ابن أم مكتوم المعيصي وفي غزوة ذي أمر عثمان بن عفان، وفي غزوة بحران ابن أم مكتوم، وفي غزوة أحد ابن أم مكتوم، وفي غزوة حمراء الاسد ابن أم مكتوم، وفي غزوة بني النضير ابن أم مكتوم، وفي غزوة بدر الموعد عبد الله بن رواحة، وفي غزوة ذات الرقاع عثمان بن عفان، وفي غزوة دومة الجندل سباع بن عرفطة، وفي غزوة المريسيع زيد بن حارثة، وفي غزوة الخندق ابن أم مكتوم، وفي غزوة بني


[ 131 ]

عفان (1) وفي غزوة بدر الموعد، عبد الله رواحه، فما أحد منهم إدعي الخلافة بحمد الله ومنه، ولا خاضوا في شئ مما لا يعنيهم.

 فإن إحتج محتج بأن صلاة أبي بكر هي خلاف هذه الصلاة لمرض رسول الله صلى الله عليه وآله وقرب وفاته، وإنه يجب أن يؤخذ بالاقرب فالاقرب.

 فالحجة عليه، أن النبي صلى الله عليه وآله كان عليلا، وأمر عليا (عليه السلام) أن يخرج فيصلي بالناس، فخاف أن تفوته نفس رسول الله صلى الله عليه وآله على ما حكيناه، فأمره به من ذكرناه.

 وقد روت جماعة (2) أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: مروا بعض القوم أن


= قريظة ابن أم مكتوم، وفي غزوة بني لحيان ابن أم مكتوم، وفي غزوة الغابة ابن أم مكتوم، وفي غزوة الحديبية ابن أم مكتوم، وفي غزوة خيبر سباع بن عرفطة الغفاري، وفي عمرة القضية أبارهم الغفاري، وفي غزوة الفتح حنين والطائف بن أم مكتوم، وفي غزوة تبوك ابن أم مكتوم، ويقال محمد بن مسلمة الاشهلي، وفي حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم.

 وفي السيرة النبوية لابن هشام جلد 3 ص 46 ط بيروت: قال ابن هشام واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم، تاريخ الطبري ج 2 ص 483.

 ثم إن كلمه أكيدر غلط وصحيح الكدر.

(1) - أنظر دلائل النبوة للبيهقي ج 3 ص 173، وسيرة ابن هشام، والمغازي للواقدي ج 1 ص 384.

(2) - الاحسان بترتيب ابن حبان لعلي بن بلبان الفارسي المتوفى 739 ج 3 ص 380 و 283 وج 9 ص 14.

 


[ 132 ]

يصل بالناس، فقالت عائشة، يا بلال قل لابي بكر أن يصل بالناس، وقالت حفصة: مروا أبي فليصل بالناس، وأفاق صلى الله عليه وآله، وقد سمع اللغط، فقال: أما إنكن صويحبات يوسف (1).

 فلما إستقر أبو بكر في محرابه، وسمع صلى الله عليه وآله تكبيره، خرج يتهادى (2) بين علي (عليه السلام) والفضل [بن العباس ]، فنحاه وصلى بالناس، فكان أبو بكر يسمعهم التكبير، وهي آخر صلاة صلاها، فهذا آخر فعله (3).

 


(1) - وفي " ش " صواحبات.. لغط القوم لغطا: اختلطت أصواتهم واستبهمت، ثم إن هذا اللغط لم يكن في صلاة أبي بكر وإنما اللغط والصياح حسب تعبير البخاري ج 6 ص 12، ط مصر، إرتفع حينما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتيان الكتف والدواة ليكتب الوصية فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا، وقال ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.

 أنظر ص 564 من هذا الكتاب.

 (2) - يمشي بينهما معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله، وفي الحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج في مرضه الذي مات فيه، يتهادى بين رجلين، لسان العرب ج 15 ص 359.

 (3) - قال الحافظ الشهير أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي المتوفى سنة (975) في كتاب " آفة أصحاب الحديث " ص 55، في الباب الاول في إقامة الدليل من النقل الصحيح على أن رسول الله صلى الله عليه وآله، لم يصل خلف أبي بكر، عن عائشة...

 فأمروا أبا بكر يصلى بالناس، فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خفة فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسه ذهب


[ 133 ]

8 - وروى أصحاب الاخبار، مثل أبي بكر بن أبي شيبة (1) وابن الاصفهاني (2) وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وآله صلى خلف عبد الرحمان بن عوف ركعة من الصبح (3) فلو كانت الصلاة توجب الخلافة كان عبد الرحمان بن عوف قد ادعاها، ولا دعاها صهيب (4) الذي أمره عمر بن الخطاب أن يصلي بالناس على أن مذهب القوم أن الصلاة خلف كل بر


ليتأخر، فأومأ رسول اله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن قم كما أنت، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى جلس عن يسار أبي بكر فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائما، يقتدي أبو بكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) والناس يقتدون بصلاة أبي بكر.

 قال أبو الفرج: هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري عن قتيبة، وأخرجه مسلم عن أبي بكر كلاهما عن أبي معاوية، كما تقدم فراجع ص 116 و 117 من هذا الكتاب.

 أقول: الحديث في صحيح البخاري ج 1، ص 165، وفي صحيح مسلم ج 1 ص 312 و أخرج ابن أبي شيبة في المصنف ج 2 ص 329 ط الهند.  وج 14 ص 561 مثله.

 (1) - هو الحافظ، أبو بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة الكوفي المتوفى (235) وذكر الحديث في المصنف ج 2، ص 333، كما ذكر في مسند أحمد بن حنبل ج 4، ص 247، 248.  وذكر الواقدي في المغازي ج 3 ص 1012، وفي صحيح مسلم ج 1 ص 230 ذ بيروت.

(2) - هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الاصفهاني، أنظر تهذيب التهذيب ج 6 ص 217.

 (3) - أنظر المغازي للواقدي. ج 3 ص 1012.

 (4) - هو: صهيب بن سنان أبويحيى وقيل: أبو غسان النمري المعروف بالرومي المتوفى (38، أنظر تهذيب التهذيب ح 4، 438 الرقم: 759.

 


[ 134 ]

وفاجر جائزة (1).

 فقد بان إقرارهم أن الصلاة غير موجبة عقد الامامة، ثم اضطروا إلى أن إدعوا قول المهاجرين: رضينا لدنيانا من رضيه رسول الله لديننا (2) وكان مذهبهم بطلان أمر صاحب الامر، فأعلم ذلك تقف على المراد.

 فأما الصلاة فلم يجعلها عزوجل سببا للامامة، وإن صحت صلاة أبي بكر بالناس، فإن سبب هذه الصلاة إذا صحت هذه الرواية مخرجة عن عائشة وحفصة، وللصلاة معنى مخصوص من فرائض الله جل ذكره، وأن الصلاة من المصلى غير دالة على الفضل، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عقدها لاسامة في حياته وأمره على المهاجرين، وعلى من هو افضل منه


(1) - قال علي بن عمر الدارقطني المتوفى (5306)، في سننه 2 ص 56، 57: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصلاة واجبة عليكم مع كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل بالكبائر...، وفي حديث: صلوا خلف كل بر وفاجر... كنز العمال ج 6 ص 54، وتاريخ بغداد ج 6 ص 403.

 وفي طبقات ابن سعد ج 4، ص 149: كان ابن عمر يقول: لا أقاتل في الفتنة وأصلي وراء من غلب، وكان يصلي مع الحجاج بمكة.

 (2) - كما في كتاب الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الاصابة ج 2 ص 251، نقلا عن الحسن البصري وهو كما قال المزي في تهذيب الكمال ج 6 ص 97، رأى علي بن أبي طالب عليه السلام وطلحة وعبيد الله وعائشة، ولم يصح له سماع منهم.

 فمن كلامه يعلم إختلاق الحديث المذكور عنه.


[ 135 ]

عندكم، فإن كان عقده وتأميره لا يوجبان إمامته (1) فكذلك أمر ابي بكر بالصلاة، كذلك لا يوجب تقديمه وفضله إذا كان المفضول يصلي بالفاضل فإن چاز للنبي صلى الله عليه وآله أن يصلي خلف عبد الرحمن بن عوف كما رويتموه وقلتموه، وخلف أبي بكر، فجائز أن يصلي أبو بكر بقوم هم مثله أو فوقه أو دونه، والصلاة خلف كل بر وفاجر جائزة عندكم (2) ومع ذلك إن للصلاة معنى خاص (3) والخاص لا يدخل في العام.

 ودليل آخر: أن الصلاة لو كانت مقرونة بالامامة كان عمر قد خالف سبيلها وطريقها، [حيث] قد أمر صهيبا أن يصلي بالمهاجرين والانصار وقدمه عليهم، ففعل عمر بصهيب كفعل النبي بأبي بكر، ولو علم أن الصلاة لا تجوز إلا للافضل، ولمن يلي (4) أمور المسلمين لم يخالف سبيلها، وسببها هو الرجل الشهم الذي ينظر في العواقب، ويحترز من القليل، ويحتشم الذم، وليس ممن يرضى أن تقع في الدين شبهة ولا خلة فكيف أمن أن يكون المأمور بالصلاة يدعي إستحقاق الخلافة، أو تدعى له كما تدعى لغيره ولمن كان قبله، وأن يقول المسلمون: رضينا لدنيانا


(1) - وفي " ش ": وفضله، وكذلك إن كان أمر أبي بكر بالصلاة فذلك لا يوجب تقديمه وفضله.

 (2) - وفي " ش ": عندهم.

 (3) - ليس في " ش ".

 (4) - وفي " ش: وبنى.


[ 136 ]

ما رضيه خليفة رسول الله لديننا.

 فهذا أوضح دليل أن عمر لم يجعل صلاة أبي بكر سببا للخلافة، و أن مذهبه كان في تقديم صهيب إقتداء بالرسول (1) إذ نصب لهم من يصلي بهم في حياته.

 فكيف جاز مع ما شرحنا أن يدعى له الفضل والامارة من أجل الصلاة، وهناك ما يدفع دعواهم ويبطل فضله، فقد أخبر [أبو بكر] عن نفسه، وأعلم الامة فقال: إني وليتكم ولست بخيركم (2) وأخبر عمر أن


(1) - وفي " ش " برسول الله صلى الله عليه وآله.

 (2) - قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 169 ط مصر: وقد اختلف الرواة في هذه اللفظة، فكثير من الناس رواها " أقيلوني فلست بخيركم " ومن الناس من أنكر هذه اللفظة ولم يروها، وإنما روى قوله: " وليتكم ولست بخيركم "، واحتج بذلك من لم يشترط الافضلية في الامامة.

 ومن رواها إعتذر لابي بكر فقال: إنما قال: أقيلوني ليثور ما في نفوس الناس من بيعته ويخبر ما عندهم من ولايته، فيعلم مريدهم وكارههم ومحبهم ومبغضهم. فلما رأى النفوس إليه ساكنة والقلوب لبيعته مذعنة استمر على إمارته وحكم حكم الخلفاء في رعيته، ولم يكن منكرا منه أن يعهد إلى من استصلحه لخلافته. البخاري ج 8 ص 208، إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها، تاريخ الطبري ج 3 ص 205 و 210. وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 64. وكنز العمال ج 5 ص 601، 607، الحديث 4064، وص 636 الحديث 14118. وكتاب العمدة لابن رشيق، ص 255. والمصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج 5، ص 441.

 


[ 137 ]

بيعته كانت فلتة (1) وأنها لم تكن برضى ولا باختيار، وهو أخوه وصاحبه، والذي أقامه ذلك المقام، وفي مخاطبته المهاجرين والانصار ما يدل على ما ذكرناه(2).


= والنهاية لابن كثير ج 5، ص 228.

 (1) - كما تقدم وسيأتيك بالتفصيل.

(2) - قال ابن أبي الحديد في شرح النهج، ج 2، ص 22، نقلا عن أبي جعفر الطبري العامي، في التاريخ: عن ابن عباس رضي الله عنه: قال: قال لي عبد الرحمن بن عوف: وقد حججنا مع عمر، شهدت اليوم أمير المؤمنين بمنى وقال له رجل: إني سمعت فلانا يقول: لو قد مات عمر لبايعت فلانا، فقال عمر: إني لقائم العشية في الناس أحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا الناس أمرهم، قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين إن الموسم مجمع رعاع الناس وغوغائهم وهم الذين يقربون من مجلسك ويغلبون عليه وأخاف أن تقول مقالة لا يعونها ولا يحفظونها فيطيروا بها، ولكن أمهل حتى تقدم المدينة وتخلص بأصحاب رسول الله فتقول ما قلت متمكنا فيسمعوا مقالتك، فقال: والله لاقومن بها أول مقام أقومه بالمدينة.

 قال ابن عباس فلما قدمناها، هجرت يوم الجمعة لحديث عبد الرحمن، فلما جلس عمر على المنبر حمد الله وأثنى عليه، ثم قال بعد أن ذكر الرجم وحد الزنا: =


[ 138 ]

...........................................................................................................................


إنه بلغني أن قائلا منكم يقول (1): لو مات أمير المؤمنين بايعت فلانا، فلا يغرن إمرأ أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، فلقد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرها، وليس فيكم من تقطع إليه الاعناق كأبي بكر، وأنه كان من خبرنا حين توفى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أن عليا والزبير تخلفا عنا في بيت فاطمة ومن معهما، وتخلفت عنا الانصار، واجتمع المهاجرين إلى أبي بكر، فقلت له: إنطلق بنا إلى إخواننا من الانصار، فانطلقنا نحوهم فلقينا رجلان صالحان من الانصار قد شهدا بدرا، أحدهما عويم بن ساعدة، والثاني معن بن عدي، فقالا لنا: إرجعوا فاقضوا أمركم بينكم، فأتينا الانصار، وهم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة وبين أظهرهم رجل مزمل، فقلت من هذا ؟ قالوا: سعد بن عبادة وجع، فقام رجل منهم، فحمد الله وأثنى عليه فقال: أما بعد فنحن الانصار، وكتيبة الاسلام وأنتم يا معشر قريش رهط نبينا، قد دفت إلينا دافة من قومكم، فإذا أنتم تريدون أن تغصبونا الامر.

 فلما سكت، وكنت قد زورت في نفسي مقالة أقولها بين يدي أبي بكر، فلما ذهبت أتكلم، قال أبو بكر: على رسلك !، فقام فحمد الله وأثنى عليه، فما ترك شيئا كنت زورت في نفسي إلا جاء به أو بأحسن منه، وقال: يا معشر الانصار إنكم لا تذكرون فضلا إلا وأنتم له أهل، وإن العرب لا تعرف هذا الامر إلا لقريش أوسط العرب دارا ونسبا، وقد رضيت لكم أحد =

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال ابن أبي الحديد: وقال شيخنا أبو القاسم البلخي: قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ: إن الرجل الذي قال: لو قد مات عمر لبايعت فلانا عمار بن ياسر، قال: لو قد مات عمر لبايعت عليا (عليه السلام) فهذا القول هو الذي هاح عمر أن خطب بما خطب به.

 


[ 139 ]

أليس كان يدور عليهم ثلاثة أيام، مرة يقول: أقيلوني (1) ومرة يقول: البدار، ولو كان الامر كما ذكروه لكان يدعي لنفسه أنه الحبر الفاضل، وأنه يستحق الخلافة والامامة بفضله فيثبت له الامر ولا يختلف عليه ولكنه لم يستجزم أن يقول غير الحق، أو يدعي ما ليس له، ولم يأمن مع ذلك أن يبكت (2) ويكذب في وجهه ويرد عليه قوله ففي ذلك بطلان دعواهم وإستحالة أقاويلهم إنه كره أن يمدح نفسه، فكيف جاز في هذا الموضوع وحده ولم يجز في سائر الاشياء.

 أليس إدعى من بعده أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله، وكتب إلى عماله: من أبي بكر خليفة رسول الله، وقد زعمتم أن النبي صلى الله عليه وآله لم يستخلف.


= هذين الرجلين وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح، والله ما كرهت من كلامه غيرها إن كنت لاقدم فتضرب عنقي فيما لا يقربني إلى إثم أحب إلي من أؤمر على قوم فيهم أبو بكر، فلما قضى أبو بكر كلامه، قام رجل من الانصار فقال: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير.

 أقول: للكلام تتمة ذكرها ابن أبي الحديد لا يأس بالمراجعة بها فأعرضنا عنها لطولها فراجع.

 كما ذكره عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ج 5 ص 443 و 444.

 (1) - ذكره ابن قتيبة في الامامة والسياسة ج 1 ص 31 ط بيروت دار الاضواء ص 1990.

 (2) - بكته أي غلبه بالحجة، يقال بكته حتى أسكته بكته بمعنى بكته أي عنفه وقرعه ومنه " تبكيت الضمير ".

 


[ 140 ]

وكيف جاز أن يقول بعد أن بويع له: البدار قبل البوار (1)، ألم يكن هذا القوم منه بعثا على تحضيض الناس على البيعة ؟ وإنما أراد أن يعقد الامر قبل فراغ أهل البيت (2) فيجري الامر خلف مراده.

 ومعنى آخر، لو كان هذا الامر كما ادعوا أن الصلاة توجب الفضل لقال: وليتكم لاني أفضلكم، وقد سمحت (3) أنفس قريش بطاعته والانقياد على ولايته، وأعطته المقادة، وصرفوا الامر عن جهته حسدا وبغيا، ولو كان هذا الامر يجري ما ذكروه من جهة التواضع، وأنه يمدح نفسه لكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أولى بذلك، وكان يقول: أرسلت إليكم ولست بخيركم، ولم يكن يقول: أنا سيد ولد آدم، وأنا - زين القيامة، وأنا أفصح العرب، ولا فخر (4).

 ودلالة أخرى لو كان الامر على ما ذكروه، لما كانت عائشة تدفع عن أبيها الصلاة وتقول: إن أبي رجل رقيق لا يستطيع أن يقف موقف رسول الله.

 


(1) - البدار: الاسراع، البوار: الكساد، يقال " حائر بائر " أي لا يطبع مرشدا ولا يتجه لشئ.

(2) - وفي " ش ": أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله .

(3) - وفي " ش ": إجتمعت.

(4) - مسند الامام أحمد ج 1، ص 281، الحديث بطوله، وج 3، ص 144، والمستدرك للحاكم، ج 1، ص 30، ودلائل النبوة للبيهقي، ج 5، ص 477 و 479، وتاريخ بغداد، ج 4، ص 397.

 


[ 141 ]

رواه الواقدي:

9 - قال: حدثني محمد بن عبد الله (1) عن الزهري (2)، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (3)، عن عائشة، قالت:

لما اشتد رسول الله قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس - قالت عائشة: والله ما أقول ذلك حبا [إلا أني كنت أحب] أن يصرف الله ذلك عن أبي وقلت: إن الناس لن يحبوا رجلا قام مقام النبي أبدا، وإنهم يتشائمون به في كل حديث حدث (4) فقلت: يارسول الله، إن أبا بكر رجل ضعيف رقيق كثير البكاء، إذا قرئ القرآن، فقال: مروه فليصل بالناس، فعدت لمثل قولي، فقال: إنكن صويحبات يوسف، مروه فليصل بالناس (5).

 


(1) - هو: إما، محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب ابن أخي الزهري، كما في الطبقات لابن سعد، ج 2 ص 219، أو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، كلاهما روى عن الزهري، أنظر تهذيب التهذيب ج 9، ص 277، وص 278.

 (2) - هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري الفقيه المتوفى (125) أنظر تهذيب التهذيب ج 9 ص 445.

 (3) - عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني، المتوفى (99)، أنظر تهذيب التهذيب ج 7 ص 23، الرقم: 50.

 (4) - الصواعق المحرقة لابن حجر ص 23.

 (5) - قال ابن سعد في الطبقات الكبري ج 2 ص 219: أخبرنا محمد بن عمر الاسلمي،


[ 142 ]

وأخرى: لو كان الامر على ما ذكرتموه، ما كان أبو بكر يشير إلى عمر، وإلى أبي عبيدة بن الجراح، ويقول: إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين (1).

 وأخرى: أن إختيار عمر في الشورى يبطل قولهم حيث لم يقصد الافضل فيوليه، وفي قوم فاضل ومفضول، ثم صار يتمنى لها أبا عبيدة و معاذ بن جبل، وسالما، فهذا [من] أوضح الامور.

 وقد ذكرنا ما رويتموه من الاختلاف في صلاة أبي بكر، وكذا أغفلنا خبر أبي حنيفة الفقيه (2) وغيره - رواه إبراهيم بن


= حدثني محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، قالت: لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، فقلت: يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن، فقال: مروه فليصل بالناس ! قالت: فعدت بمثل قولي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكن صواحب يوسف ! مروه فليصل بالناس ! قالت عائشة: والله ما أقول ذلك إلا إني كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبي، وقلت إن الناس لن يحبوا رجلا قام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا، وإنهم سيتشائمون به في كل حدث كان، فكنت أحب أن يصرف ذلك عن أبي.

 (1) - المسند لاحمد بن حنبل ج 1 ص 56، والامامة والسياسة لابن قتيبة ص 7، وفي طبعة بيروت الاخيرة ص 26.

 وسيرة ابن هشام ج 4 ص 310.

 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 63.

 (2) - هو: النعمان بن ثابت التيمي الكوفي مولى بني تيم الله، المتوفى (150) روى عن


[ 143 ]

ميمون (1) قال:

10 - حدثنا عائذ بن حبيب (2)، قال: حدثنا حماد (3) عن إبراهيم النخعي (4) قال: لم يكن أبو بكر كبر، فلما سمع حس رسول الله (صلى الله عليه وآله) تأخر فأخذ النبي بيده وأقامه إلى جنبه فكبر وكبر أبو بكر بتكبيره وكبر الناس بتكبير أبو بكر.

 وروى الواقدي أيضا قال:

11 - حدثنا سعيد بن عبد الله بن أبي الابيض، (5) عن


= حماد بن أبي سليمان أنظر تهذيب التهذيب ج 10 ص 449، وفي " ش ": قال: حدثنا أبو حنيفة، قال: حدثنا حماد، عن إبراهيم النخعي.

 (1) - هو: إبراهيم بن ميمون الصائغ، أبو إسحاق المروزي مولى النبي صلى الله عليه وسلم، المتوفي (131) أنظر تهذيب الكمال للمزي ج 2 ص 223.

 (2) - هو: عائذ بن حبيب بن الملاح العبسي، أبو هشام الكوفي المتوفى (190) روى عن أبي حنيفة، وروى عنه: أحمد بن حنبل، أنظر تهذيب الكمال، ج 14، ص 95، رقم: 3070.

 وما في النسخة: حامد، وهو خطأ وتصحيف، والصحيح: عائذ كما في " ش ".

 (3) - هو: حماد بن أبي سليمان مسلم الاشعري، مولاهم أبو إسماعيل الكوفي الفقيه، المتوفى (120)، أنظر تهذيب التهذيب ج 3، ص 16.

 (4) - هو: إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الاسود النخعي أبوعمران الكوفي، المتوفى (96) أنظر تهذيب الكمال ج 2، ص 233.

 (5) - لم أجد له ترجمة إلا أنه موجود في سند الواقدي، أنظر المغازي ج 1، ص 408.

 


[ 144 ]

المنقري (1) عن عبيد الله بن أبي رافع (2).

 عن أم سلمة، (3) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان في وجعه، إذا خف ما يجد (4) خرج فصلى بالناس، وإذا وجد ثقلا قال: مروا الناس فليصلوا، - فصلى بهم يوما ابن أبي قحافة الصبح، فصلى ركعة، ثم دخل رسول الله فقعد إلى جنبه، فأتم بأبي بكر، فلما قضى أبو بكر الصلاة أتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما فاته من الصلاة.

 12 - وروى الواقدي: عن إبن أبي الزناد، (5) عن هشام بن عروة (6)،


(1) - عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، وإسمه ميسرة التميمي المنقري، مولاهم أبو معمر المقعد البصري المتوفى (224).

 أنظر تهذيب الكمال ج 15، ص 353 الرقم: 3449.

 (2) - هو: عبيد الله بن أبي رافع المدني مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنظر تهذيب التهذيب ج 7، ص 10.

 (3) - هي: هند بنت أمية وإسمه حذيفة، أم سلمة القرشية المخزومية زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 أنظر تهذيب الكمال ج 35، ص 317.

 (4) - في " ش ": عندما يجد.

 (5) - هو: عبد الرحمان بن أبي الزناد، مولاهم أبو محمد المدني، المتوفى (174)، أنظر تهذيب الكمال ج 17، ص 95. وطيقات ابن سعد، ج 7، ص 324.

 (6) - هو: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الاسدي أبو عبد الله المدني المتوفى (147).

 أنظر تهذيب الكمال ج 30، ص 232، الرقم: 6585.

 


[ 145 ]

عن أبيه (1)، عن عائشة، أن أبا بكر كبر في الصلاة، وجاء رسول الله فجلس إلى جنب أبي بكر وكان يأتم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

 قال الواقدي:

13 - وحدثني إسرائيل (2) عن أبي إسحاق (3)، عن أرقم بن شرحبيل (4) عن ابن عباس (5) قال: قام أبو بكر فصلى بالناس فقرأ بعض السورة فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنكص أبو بكر، فأشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقرأ رسول الله من حيث كان أبو بكر قرأ، وجعل


(1) - هو: عروة بن الزبير بن العوام القرشي، المتوفى (99)، أنظر تهذيب الكمال ج 30، ص 11، الرقم: 3905.

 (2) - هو: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي أبو يوسف الكوفي المتوفى (162)، أنظر تهذيب الكمال ج 2، ص 515، الرقم: 402، وكتاب الكامل لابن عدي ج 1 ص 411 ط دار الفكر بيروت.

 (3) - هو: عمرو بن عبد الله بن عبيد، أبو إسحاق السبيعي الكوفي المتوفى (127) أنظر تهذيب الكمال ج 22، ص 102، الرقم: 4400.

 (4) - هو: أرقم بن شرحبيل الاودي الكوفي المتوفى (...) أنظر تهذيب الكمال ج 2، ص 314، الرقم: 299.

 (5) - هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي أبو العباس المدني المتوفى (68) إبن عم رسول الله صلى الله عليه وآله، أنظر تهذيب الكمال، ج 15، ص 154، الرقم: 3358، والتبيين في أنساب القرشيين، ص 156.

 


[ 146 ]

أبو بكر يأتم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

 14 - [و] روى الشاذكوني (1)، قال: أخبرني يحيى بن آدم (2) قال: حدثنا قيس (3) عن عبد الله بن أبي السفر (4) عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس (5)، عن العباس بن عبد المطلب: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما إنتهى إلى أبي بكر وهو يصلي، قرأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من حيث إنتهى أبو بكر.

 فهذه رواياتكم عن علمائكم، وفقهائكم، وهذا إختلافكم و


(1) - هو: سليمان بن داود بن بشر بن زياد، أبو أيوب المنقري البصري المعروف بالشاذكوني، المتوفى (234) أنظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 9 ص 40، الرقم: 4627.

 (2) - هو: يحيى بن آدم بن سليمان القرشي الاموي، أبو زكريا الكوفي، المتوفى (203).

 أنظر تهذيب الكمال ج 31، ص 188، الرقم: 6778.

 (3) - هو: قيس بن الربيع الاسدي أبو محمد الكوفي، المتوفى (156).

 أنظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، ج 12، ص 456، الرقم: 6938.

 وتهذيب الكمال ج 24، ص 25، الرقم: 4903.

 (4) - هو: عبد الله بن أبي السفر، المتوفى (...) واسم أبي السفر سعيد بن كثير.

 أو سعيد بن يحمد، ويقال ابن أحمد الهمداني الثوري الكوفي، أنظر تهذيب الكمال ج 15، ص 41، الرقم: 3308، قال ابن سعد في الطيقات ج 6، ص 338: توفي في خلافة مروان بن محمد.

 (5) - هو: عبد الله كما تقدم.

 


[ 147 ]

أحلافكم، وليس في ما إختلف فيه القوم حجة، لانه متى إتجه من جهة إنتقض من جهة أخرى، فكيف يقدر على تصحيح ما إختلفوا فيه ! ؟، فكيف يعتمد على ما رووه، وهم الذين تركوا الحق، ومالوا إلى الدنيا، وتداولوا الاموال، ودخلوا في طاعة بني أمية، ورووا لهم ما أحبوه حتى وصلوا إلى حاجاتهم ولعنوا معهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) نيفا وثمانين سنة، وهم الذين قتلوا عثمان بن عفان، واجتمعوا على قتل زيد بن علي، وخذلوا الحسين بن علي، وقاتلوه، وقتلوه بعد أن خذلوه، وأنتم تدينون الله بدينهم، وتعتمدون على رواياتهم، وسأسمي جماعتهم، وأذكر وقيعة بعضهم في بعض.

 منهم: هشام البغي (1) الذي زعم أن شرب النبيذ سنة، وتركه مروة، فجعل ترك السنة مروة، وزعم أن الروح التي في عيسى ليست بمخلوق، فأراد سلمة بن [الفضل] الابرش (2) قاضي الري أن ينكل به، فهرب منه هشام إلى خراسان.

 


(1) - أنظر: الصراط المستقيم للبياضي ج 3 ص 245 وفيه: منهم هشام السني.

 (2) - هو: سلمة بن الفضل الابرش الانصاري مولاهم أبو عبد الله الازرق قاضي الري، المتوفى (191) أنظر تهذيب التهذيب ج 4 ص 153، رقم 265. وتاريخ الاسلام للذهبي، ج 13، ص 205، رقم 116، وتهذيب الكمال ج 11، ص 305، رقم 2464، وطبقات ابن سعد، ج 7، ص 381.

 


[ 148 ]

ومن رواتكم وفقائكم: محمد بن سيرين، (1) وكان مؤدبا للحجاج، على ولده (2).

 ومنهم: سفيان الثوري، وكان في شرطة هشام بن عبد الملك وهو ممن شهد قتل زيد بن علي (عليه السلام)، فلا يخلو من أن يكون ممن قتله أو خذله (3).

 


(1) - هو: محمد بن سيرين الانصاري مولى أنس بن مالك، المتوفى (110)، طبقات ابن سعد، ج 7، ص 193. وتاريخ بغداد ج 5، ص 331 رقم 2857. وتهذيب الكمال ج 25، ص 344، رقم 5280.

 (2) - وفي صراط المستقيم ج 3 ص 245: وكان يسمعه يلعن عليا ولا ينكر عليه، فلما لعن الناس الحجاج خرج من المسجد وقال: لا أطيق أسمع ستمه. قيل: وكان بينه وبين الحسن البصري من المنافرة ما هو مشهور، حتى قيل: جالس إما الحسن أو ابن سيرين توفى ابن سيرين سنة (110) بعد الحسن البصري بمأة يوم.

 (3) - هو: سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري الكوفي المتوفي (161) أنظر تهذيب الكمال ج 11، ص 154 رقم: 2407. وبهجة الآمال للعلامة العلياري ج 4، ص 377 وفيه: سفيان الثوري ليس من أصحابنا.

وقاموس الرجال للتستري ج 5، ص 143. ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج 8، ص 151. وذيول تاريخ الطبري ص 657، وفيه: فخرج سفيان إلى البصرة فلقي ابن عون وأيوب فترك التشيع.

قال العلامة المحدث الفقيه الشيخ فخر الدين الطريحي المتوفى (1085) في مجمع البحرين ج 3، ص 238 في لغة " ثور " وسفيان الثوري كان في شرطة هشام بن عبد الملك و هو ممن شهد قتل زيد بن علي بن الحسين عليه السلام، فاما أن يكون ممن قتله أو أعان


[ 149 ]

ومنهم: يزيد بن هارون (1)، وكان في قهرمة الحسن بن قحطبة (2).

ومنهم: الزهري (3) وهو الناقل لجل أخباركم، وكان مع هشام بن عبد الملك (4) يلعن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقد قتل رجلا.

 


= عليه أخذله.

(1) - هو: يزيد بن هارون بن زاذي، ويقال ابن زاذان بن ثابت السلمي أبو خالد الواسطي، المتوفى (206) أنظر تهذيب الكمال ج 32، ص 261، رقم 7061، والمعرفة والتاريخ ج 1، ص 195. وللمزيد من التفصيل عليك بمراجعة " الايضاح " لابن شاذان ص 92. تحقيق العلامة مير جلال الدين الارموي (ره).

(2) - أنظر ترجمته في طبقات ابن سعد ج 1 ص 388. وتاريخ بغداد، ج 7، ص 403، الرقم: 3947.

(3) - هو محمد بن مسلم بن عبيدالله بن عبد الله بن شهاب الزهري المتوفى (124)، أنظر تهذيب الكمال ج 26 ص 419 رقم 5606، والطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 388.

(4) - قال ابن خلكان في وفيات الاعيان ج 4، ص 178، في ترجمة الزهري: وكان أبو جده عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدرا، وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلنه أو ليقتلن دونه ! وروى أنه قيل للزهري: هل شهد جدك بدرا ؟ فقال: نعم ولكن من ذلك الجانب يعني أنه كان في صف المشركين، وكان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير، ولم يزل الزهري مع عبد الملك، ثم مع هشام بن عبد الملك، وكان يزيد بن عبد الملك قد إستقضاه.

وفي تهذيب التهذيب ج 4، ص 225، في ترجمة الاعمش الكوفي: أن الزهري يعمل لبني أمية.

 


[ 150 ]

15 - رواه أبو أيوب سليمان الشاذكوني، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة (1): أن الزهري عزر غلاما له فمات.

 


= وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، ج 4، ص 102: وكان الزهري من المنحرفين عن علي عليه السلام، روى جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن شيبة، قال: شهدت مسجد المدينة، فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا عليه السلام، فنالا منه، فبلغ ذلك علي ابن الحسين عليه السلام، فجاء حتى وقف عليهما، فقال: أما أنت يا عروة فإن أبي حاكم أباك إلى الله، فحكم لابي على أبيك، وأما أنت يا زهري، فلو كنت بمكة لاريتك كير أبيك.

 وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 625، في ترجمة خارجة مصعب: قال أحمد بن عبدويه المروزي: سمعت خارجة بن مصعب يقول: قدمت على الزهري وهو صاحب شرط بني أمية، فرأيته ركب وفي يديه حربة وبين يديه الناس في أيديهم الكافركوبات، فقلت: قبح الله ذا من عالم، فلم أسمع منه.

 أقول: كما تجد في ترجمة خارجة بن مصعب في الكامل لابن عدي ج 3 ص 922 فراجع. وللامام زين العابدين عليه السلام رسالة إلى الزهري يعظه فينهاه ويحرضه الابتعاد عن السلطة الاموية الغاشمة، ذكرها العلامة الجليل أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني من أعلام القرن الرابع، في تحف العقول، ص 274، ومن أراد التفصيل حول الزهري، عليه بكتاب لوامع الانوار، للسيد بدر الحوثي كما ذكر السيد محمد رضا الحسيني الجلالي في جهاد الامام السجاد (ع)، ص 271.

(1) - هو: سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي المتوفى (198). أنظر تهذيب التهذيب ج 4 ص 117 رقم: 205.

 


[ 151 ]

وروى أبو أيوب قال:

حدثني سفيان بن حبيب (1)، عن أبي جعفر الخطمي: أن الزهري قتل إنسانا - روى أبو أيوب قال:

16 - حدثني سفيان بن عيينة الخطمي، قال: حدثني: أن الزهري عزر غلاما له، فمات تحت يده، فقنط حتى أتى علي بن الحسين (عليه السلام) فقال له: قنوطك أعظم من ذنبك(2)!

 


(1) - هو: سفيان بن حبيب البصري أبو محمد، ويقال: أبو حبيب البزار المتوفى (182) أنظر تهذيب الكمال ج 11، ص 136، رقم: 2398.

(2) - قال الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر الدمشقي، المتوفى (571) في ترجمة الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام من تاريخ مدينة دمشق ص 83، الرقم: 124: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، انبأنا وشاء بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا محمد بن موسى، أنبأنا محمد بن الحارث: عن المدايني: قال: قارف الزهري ذنبا فاستوحش من ذلك وهام على وجهه فقال له علي بن الحسين: يا زهري قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شئ، أعظم عليك من ذنبك. فقال الزهري: الله أعلم حيث يجعل رسالته. فرجع إلى أهله وماله. وقال: أصاب الزهري دما خطا فخرج وترك أهله وضرب فسطاطا فقال: لا يظلني سقف بيت، فمر به علي بن الحسين فقال له: يا ابن شهاب قنوطك أشد من ذنبك ! فاتق الله وإستغفره وإبعث إلى أهله بالدية وإرجع إلى أهلك.

 فكان الزهري يقول: علي بن حسين أعظم علي منة.

 


[ 152 ]

..........................................................................................................................


= وقال الحافظ أبي عمر أحمد بن محمد بن عبدربه الاندلسي في كتابه العقد الفريد ج 4، ص 386. قال الزهري: خرجت مع قتيبة أريد المصيصة فقدمنا على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وإذا هو قاعد في أيوان له، وذا سماطان من الناس على باب الايوان، فإذا أراد حاجة قالها للذي يليه حتى تبلغ المسألة باب الايوان، ولا يمشي أحد بين السماطين. قال الزهري: فجئنا فقمنا على باب الايوان، فقال عبد الملك للذي عن يمينه: هل بلغكم أي شئ أصبح في بيت المقدس ليلة قتل الحسين بن علي ؟ قال: فسأل كل واحد منهما صاحبه حتى بلغت المسألة الباب، فلم يرد أحد فيها شيئا، قال الزهري: فقلت: عندي في هذا علم. قال: فرجعت المسألة رجلا عن رجل حتى إنتهت إلى عبد الملك، قال: فدعيت، فمشيت بين السماطين، فلما انتهيت إلى عبد الملك سلمت عليه فقال لي: من أنت ؟ قلت: أنا محمد بن مسلم بن عبيدالله بن شهاب الزهري قال: فعرفني بالنسب، وكان عبد الملك طلابة للحديث فعرفته فقال: ما أصبح ببيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي بن أبي طالب ؟ - وفي رواية علي بن عبد العزيز، عن ابراهيم بن عبد الله عن معشر، عن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص عن الزهري، أنه قال: الليلة التي قتل فيها صبيحتها الحسين بن علي - قال الزهري: نعم، حدثني فلان - ولم يسمه لنا - أنه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل الحسين بن علي بن أبي طالب، حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط. قال عبد الملك: قال عبد الملك صدقت، حدثني الذي حدثك، وإني وإياك في هذا الحديث لغريبان. ثم قال لي: ما جاء بك ؟ قلت: [جئت] مرابطا، قال: الزم الباب، فأقمت عنده، فأعطاني مالا كثيرا.

 قال: فاستأذنته في الخروج إلى المدينة، فأذن لي ومعي غلام لي، ومعي مال كثير في


[ 153 ]

17 - ومن رواتكم وجلة فقهائكم سعيد بن المسيب (1) الذي زعمتم، أنه لم يقم للوليد بن عبد الملك، وهو أشد [خلفاء] بني أمية تجبرا، حتى جاء ووقف عليه وسلم، وعددتم ذلك فضيلة [له ].

 ويموت علي بن الحسين (عليهما السلام) ولا يصلى عليه، ويقول: ركعتين أصليهما أحب إلي من حضور ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). رواه الواقدي قال:

18 - حدثنا أبو معشر (2)، عن سعيد بن أبي سعيد


= عيبة، ففقدت العيبة، فاتهمت الغلام، فوعدته وتواعدته، فلم يقر لي بشئ. قال: فصرعته وقعدت على صدره ووضعت مرفقي على وجهه، وغمزته غمزة أنا لا أريد قتله، فمات تحتي، وسقط في يدي. وقدمت المدينة فسألت سعيد بن المسيب وأبا عبد الرحمن وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله، فكلهم قال: لا نعلم لك توبة. فبلغ ذلك علي بن الحسين، فقال: علي به فأتيته فقصصت عليه القصة. فقال: إن لذنبك توبة، صم شهرين متتابعين وأعتق رقبة مؤمنة وأطعم ستين مسكينا، ففعلت. أقول: للكلام تتمة نعرض عنها مخافة التطويل وليس محلا للشاهد.

 (1) - سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المخزومي، أبو محمد المدني، المتوفى (94) أنظر تهذيب الكمال ج 11 ص 66 رقم 2358 وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج 4 ص 84 ط حيدر آباد، وطبقات الكبرى لابن سعد، ج 2، ص 379، ط بيروت.

 (2) - هو: نجيح بن عبد الرحمان السندي أبو معشر المدني، مولى بني هاشم، المتوفى (170)، أنظر تهذيب الكمال ج 29، ص 322، الرقم: 6386.

 


[ 154 ]

المقبري (1)، قال: لما وضعت جنازة علي بن الحسين (عليهما السلام) ليصلي عليه إتسع الناس إلى جنازة داخل المسجد، فقال خشرم مولى النخع (2)، لسعيد بن المسيب: ألا تشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح، وسعيد لم يخرج، قال سعيد: ركعتين أصليهما في بيتي أحب إلي أن أشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح (3) فهذا سعيد بن المسيب فقيه الحجاز يمتنع أن يشهد جنازة ابن رسول الله، فليت شعري أي دين هذا ؟ ! إبن ناقل هذا الدين يموت فلا يشهده ! !، وعلي بن الحسين (عليهما السلام) عند جميع الامة من جلة


(1) - هو: سعيد بن أبي سعيد المقبري أبو سعد المدني، المتوفى (123)، أنظر تهذيب الكمال، ج 10، ص 466، رقم: 2284.

(2) - قال العلامة التستري حفظه الله وعافاه في قاموس الرجال ج 4، 175، رقم: 2619: خشرم مولى أشجع، ولعله خشرم بن يسار المدني الذي عده الشيخ في الرجال في أصحاب علي بن الحسين عليه السلام.

 كما تجد في ترجمة سعيد بن المسيب في رجال الكشي إختيار معرفة الرجال ج 1، ص 333.

(3) - قال محمد بن سعد في الطبقات الكبرى: ج 5 ص 221 ط بيروت:

أخبرنا محمد بن عمر، قال: أخبرنا أبو معشر، عن المقبري، قال: لما وضع علي بن حسين ليصلي عليه، أفشع الناس إليه وأهل المسجد ليشهدوه وبقي سعيد بن المسيب في المسجد وحده، فقال خشرم لسعيد بن المسيب: يا أبا محمد، ألا تشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح ؟ فقال سعيد: أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح !.. أنظر شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 101.

 


[ 155 ]

العباد، وهذا فعل سعيد به، والله المستعان.

19 - وكان محمد بن سيرين (1) من جلة فقهائكم، يسمع الحجاج يلعن عليا فلا ينكر عليه، فلما سمع من يلعن الحجاج خرج من المسجد، وقال: لا أستطيع أن أسمع يشتم أبا محمد (2).

20 - وأما سفيان الثوري: (3) فقد روى جرير أنه قال: مر علي أبي طالب (عليه السلام) على مسجد تيم، (4) فقال: بيعة تيم لجودة بنائه، قال جرير: فذكرت ذلك للمغيرة فقال: ما بني مسجد تيم إلا بعد علي. فمن أين جاء سفيان بهذا الحديث.

21 - ومن رواتكم منصور بن المعتمر (5)، وكان شرطيا لهشام بن


(1) - قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج 9 ص 214، ط بيروت، رقم 336: محمد بن سيرين الانصاري إمام وقته، وقال ابن سعد: كان ثقة مامونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا وكان به وهم.

(2) - قال الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه ج 11، ص 103، رقم الحديث: 10634 حدثنا أبو أسامة، عن أبي جعفر قال: سمع ابن سيرين رجلا يسب الحجاج، فقال ابن سيرين: إن الله حكم عدل يأخذ للحجاج ممن ظلمه، كما يأخذ لمن ظلم من الحجاج.

(3) - هو: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي المتوفى (161) أنظر تهذيب التهذيب، ج 4 ص 111 رقم: 199.

(4) - وفي " ش ": اليتيم.

(5) - هو: منصور بن المعتمر السلمي أبو عتاب. أنظر ترجمته في الجرح والتعديل ج 8،


[ 156 ]

عبد الملك.

 22 - ومن رواتكم: خالد بن عبد الله، (1) روى أن الجنة والنار يخربان.

 23 - ومن رواتكم وفقهائكم: سعيد بن جبير، (2) وكان على عطاء الخيل في زمن الحجاج، وغزا الروم مع يزيد بن معاوية، وخرج بعد ذلك مع القراء على الحجاج، وتخلف عن الحسين بن علي (عليهما السلام).

 24 - ومن رواتكم وفقهائكم: الحسن البصري (3) وكان ممن خرج مع عبد الرحمن بن محمد الاشعث، وتخلف عن الحسين بن علي (عليه السلام)، ثم خرج في جند الحجاج إلى خراسان مع قتيبة بن مسلم، وهو القائل في


= ص 177.

 (1) - هو: خالد بن عبد الله بن عبد الرحمان بن يزيد الطحان، الواسطي، المتوفى (182) أنظر تهذيب الكمال ج 8، ص 99، رقم: 1625.

 (2) - هو: سعيد بن جبير بن هشام الاسدي الوالبي، مولاهم، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله الكوفي، قتله الحجاج بن يوسف سنة (95)، لما أتي الحجاج بسعيد بن جبير، قال: أنت شقي بن كسير ! قال: أنا سعيد بن جبير، لاقتلنك، قال: إذا كما سمتني أمي، وفي حديث قال: كانت أمي أعرف باسمي منك. أنظر تاريخ الاسلام للذهبي ج 6، ص 366. وتهذيب الكمال ج 10، ص 358، رقم: 2245. وطبقات ابن سعد، ج 6، ص 256. والمعرفة والتاريخ للبسوي ج 1، ص 712.

 (3) - هو: الحسن بن أبي الحسين وإسمه يسار البصري المتوفى (110).

 أنظر تهذيب الكمال ج 6، ص 95، رقم: 1216 ثم أنظر شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 95.

 


[ 157 ]

عثمان: قتله الكفار، وخذله المنافقون، فنسب المهاحرين والانصار إلى النفاق.

 25 - ومن فقهائكم: مسروق بن الاجدع، ومرة الهمدانيان (1) رغبا عن الخروج مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى صفين (2) وأخذ عطائهما من علي (عليه السلام)، وخرجا إلى قزوين، وكان مسروق يلي الخيل لعبيد الله بن زياد، (3) ومات عاشرا، وأوصى أن يدفن في مقابر اليهود وقد روت الرواة أن اللعنة تنزل عليهم، وقد روى عن إختراق (4) قبورهم مخافة نزول العذاب ومسروق [يوصي أن يدفن] (5) في مقابرهم، وكان ما يأوله من دفنه معهم أعظم مما فاته، (6) فأنه ذكر أنه يخرج من قبره، وليس هناك من يؤمن بالله ورسوله غيره.

 26 - ومن علمائكم وفقهائكم: أبو موسى الاشعري، وقد


(1) - مسروق بن عبد الرحمن الاجدع الهمداني أبو عائشة الكوفي تابعي. أنظر تهذيب التهذيب ج 10 ص 109 الرقم: 205. وفي ص 88 الرقم: 158، مرة بن شراحيل الهمداني البكيلي أبو إسماعيل الكوفي كما في تهذيب الكمال ج 27، ص 379 الرقم: 5865.

 (2) - أنظر طبقات ابن سعد ج 6 ص 77.

 (3) - وفي " ش ": عليه لعنة الله عاشرا.

 (4) - إخترق الارض: مر فيها عرضا على غير طريق، وإخترق القوم مضى وسطهم.

 (5) - كما في " ش ".

 (6) - وفي " ش ": مما أتاه.

 


[ 158 ]

شهد عليه أبو حذيفة بن اليمان بروايتكم أنه منافق، (1) رواه - جرير بن عبد الحميد الضبي (2)، ورواه محمد بن حميد الرازي (3) قال:

27 - حدثنا جرير، عن زكريا بن يحيى، (4) عن حبيب بن يسار (5) وعبيدالله ابن زياد، عن سويد بن غفلة، (6) قال: كنت مع أبي موسى على


(1) - قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان البسوي المتوفى (277) في المعرفة والتاريخ ج 2، ص 771، الحديث رقم: 245: حدثني ابن نمير، حدثني أبي، عن الاعمش، عن شفيق قال: كنا مع حذيفة، فدخل عبد الله [بن مسعود] وأبو موسى [الاشعري] المسجد فقال: أحدهما منافق، ثم قال: إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله.

 وأورد هذا الحديث أيضا الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 2، ص 393 عن الاعمش مثل ما ذكره أبو يوسف البسوي.

 أقول: إذا فتعين نفاق أبي موسى.

 (2) - هو: جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد الله الرازي القاضي المتوفى (188) أنظر تهذيب الكمال ج 4، ص 540، رقم 918.

 وأورده الذهبي في الميزان ج 1، ص 394، فأثنى عليه، فقال: عالم أهل الري، صدوق يحتج به.

 (3) - هو: محمد بن حميد بن حيان التميمي، أبو عبد الله الرازي المتوفى (248) أنظر تهذيب الكمال، ج 25، ص 97 رقم: 5167.

 (4) - هو: زكريا بن يحيى الحميري الكندي.

 (5) - هو: حبيب بن يسار الكندي الكوفي المتوفى (.).

 روى عن سويد بن غفلة.

 أنظر تهذيب الكمال، ج 5، ص 405 رقم: 1102.

 (6) - هو: سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر، أبو أمية الكوفي المتوفى (82) أنظر.   =


[ 159 ]

شاطئ الفرات فقال: سمعت رسول الله يقول: إن بني إسرائيل إختلفوا ولم يزل الاختلاف بينهم، حتى بعثوا حكمين ضالين ضل (1) من تبعهما، ولا ينفك أمركم أن يختلف حتى تبعثوا حكمين ضالين، ويضل من إتبعهما، فقلت: أعيذك بالله أن تكون أحدهما، قال: فخلع قميصه، وقال: برأني الله من ذلك كما برأني من قميصه (2).

 28 - ومن علمائكم: المغيرة بن شعبة، وقد شهد عليه ثلاثة بالزنا، ولقن الرابع فتلجلج في الشهادة، فرفع عنه الحد (3).

 


= تهذيب الكمال، ج 12، ص 265، رقم: 2647. وتاريخ الاسلام للذهبي ج 6، ص 75.

(1) - وفي " ش ": ضال.

(2) - قال إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 13، ص 315: وروى عن سويد بن غفلة قال: كنت مع أبي موسى على شاطئ الفرات في خلافة عثمان، فروى لي خبرا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: سمعته يقول: " إن بني إسرائيل اختلفوا، فلم يزل الاختلاف بينهم، حتى بعثوا حكمين ضالين ضلا وأضلا من اتبعهما، ولا ينفك أمر أمتي حتى يبعثوا حكمين يضلان ويضلان من تبعهما "، فقلت له: إحذر يا أبا موسى أن تكون أحدهما ! قال: فخلع قميصه، وقال: أبرأ إلى الله من ذلك، كما أبرأ من قميصي هذا.

 قال إبن منظور في مختصر تاريخ دمشق ج 13، ص 251: عن سويد بن غفلة قال: سمعت أبا موسى الاشعري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في هذه الامة حكمين ضالين، ضال من إتبعهما ". فقلت: يا أبا موسى، أنظر لا تكون أحدهما، قال: فوالله ما مات حتى رأيته أحدهما.

 (3) - وفي " ش ": فلجلج في الشهادة حتى رفع عنه الحد.

 


[ 160 ]

...........................................................................................................................


= قال القاضي أحمد بن خلكان في وفيات الاعيان ج 6، ص 364: وأما حديث المغيرة بن شعبة الثقفي والشهادة عليه، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد رتب المغيرة أميرا على البصرة، وكان يخرج من دار الامارة تصف النهار، وكان أبو بكرة المذكور يلقاه فيقول: أين يذهب الامير ؟ فيقول في حاجة فيقول: إن الامير يزار ولا يزور. قالوا: وكان يذهب إلى امرأة يقال لها أم جميل بنت عمرو، وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن وهب الجشمي. وقال ابن الكلبي في كتاب " جمهرة النسب ": هي أم جميل بنت الافقم بن محجن بن أبي عمرو بن شعيثة ابن الهرم، وعدادهم في الانصار. وزاد غير ابن الكلبي فقال: الهزم بن رؤيبة ابن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، والله أعلم.

 قال الراوي: فبينما أبو بكرة في غرفة مع إخوته، وهم نافع وزياد المذكوران وشبل ابن معبد والجميع أولاد سمية المذكورة، فهم إخوة لام، وكانت أم جميل المذكورة في غرفة أخري قبالة هذه الغرفة، فضربت الريح باب غرفة أم جميل ففتحته، ونظر القوم فإذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجماع، فقال أبو بكرة: هذه بلية قد ابتليتم بها فانظروا، فنظروا حتى أثبتوا، فنزل أبو بكرة فجلس حتى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة فقال له: إنه قد كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا، قال: وذهب المغيرة ليصلي بالناس الظهر، ومضى أبو بكرة فقال: لا والله لا تصلي بنا وقد فعلت ما فعلت، فقال الناس: دعوه فليصل فإنه الامير، واكتبوا بذلك إلى عمر رضي الله عنه، فكتبوا إليه، فأمرهم أن يقدموا عليه جميعا المغيرة والشهود، فلما قدموا عليه جلس عمر رضي الله عنه، فدعا بالشهود والمغيرة فتقدم أبو بكرة فقال له: رأيته بين فخذيها ؟ قال: نعم والله لكأني أنظر إلى تشريم جدري


[ 161 ]


= بفخذيها، فقال له المغيرة: لقد ألطفت في النظر، فقال أبو بكرة: لم آل أن أثبت ما يخزيك الله به، فقال عمر رضي الله عنه: لا والله حتى تشهد لقد رأيته يلج فيها ولوج المرود في المكحلة، فقال: نعم أشهد على ذلك فقال: فاذهب عنك مغيرة ذهب ربعك، ثم دعا نافعا فقال له: علام تشهد ؟ قال: على مثل شهادة أبي بكرة، قال: لا، حتى تشهد أنه ولج فيها ولوج الميل في المكحلة، قال: نعم حتى بلغ قذذه - قلت، القذذ: بالقاف المضمومة وبعدها ذالان معجمتان وهي ريش السهم - قال الراوي: فقال له عمر رضي الله عنه: اذهب مغيرة ذهب نصفك، ثم دعا الثالث فقال له: على ما تشهد ؟ فقال: على مثل شهادة صاحبي، فقال له عمر رضي الله عنه: إذهب عنك مغيرة ذهب ثلاثة أرباعك.

 ثم كتب إلى زياد، وكان غائبا فقدم، فلما رآه جلس له في المسجد واجتمع عنده رؤوس المهاجرين والانصار، فلما رآه مقبلا قال: إني أرى رجلا لا يخزي الله على لسانه رجلا من المهاجرين، ثم إن عمر رضي الله عنه رفع رأسه إليه فقال: ما عندك يا سلح الحباري ؟ فقيل إن المغيرة قام إلى زياد فقال: لا مخبأ لعطر بعد عروس - قلت: وهذا مثل للعرب لا حاجة إلى الكلام عليه، فقد طالت هذه الترجمة كثيرا -.

 قال الراوي: فقال له المغيرة: يا زياد، أذكر الله تعالى واذكر موقف يوم القيامة، فإن الله تعالى وكتابه ورسوله وأمير المؤمنين قد حقنوا دمي، إلا أن تتجاوز إلى ما لم تر مما رأيت، فلا يحملنك سوء منظر رأيته على أن تتجاوز إلى ما لم تر، فوالله لو كنت بين بطني وبطنها ما رأيت أن يسلك ذكري فيها، قال فدمعت عينا زياد واحمر وجهه وقال: يا أمير المؤمنين، أما إن أحق ما حق القوم فليس عندي، ولكن رأيت مجلسا وسمعت نفسا حثيثا وانتهازا ورأيت مستبطنها، فقال عمر رضي الله عنه: رأيته يدخل كالميل في المكحلة ؟ فقال: لا، وقيل قال زياد: رأيته رافعا رجليها =


[ 162 ]

.........................................................................................................................


= فرأيت خصييه تتردد إلى بين فخذيها ورأيت حفزا شديدا وسمعت نفسا عاليا، فقال عمر رضي الله عنه: رأيت يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة ؟ فقال: لا، فقال عمر رضي الله عنه: الله أكبر قم إليهم فاضربهم، فقام إلى أبي بكرة فضربه ثمانين وضرب الباقين، وأعجبه قول زياد، ودرأ الحد عن المغيرة.

 فقال أبو بكرة بعد أن ضرب: أشهد أن المغيرة فعل كذا وكذا، فهم عمر رضي الله عنه أن يضربه حدا ثانيا، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن ضربته فارجم صاحبك، فتركه.

 واستتاب عمر أبا بكرة فقال: إنما تستتيبني لتقبل شهادتي، فقال: أجل، فقال: لا أشهد بين إثنين ما بقيت في الدنيا.

 فلما ضربوا الحد قال المغيرة: الله أكبر، الحمد لله الذي أخزاكم، فقال عمر رضي الله عنه: بل أخزى الله مكانا رأوك فيه.

 وذكر عمر بن شبة في كتاب " أخبار البصرة " أن أبا بكرة لما جلد أمرت أمه بشاة فذبحت وجعلت جلدها على ظهره، فكان يقال ما ذاك إلا من ضرب شديد.

 وحكى عبد الرحمن بن أبي بكرة أن أباه حلف لا يكلم زيادا ما عاش، فلما مات أبو بكرة كان قد أوصى أن لا يصلي عليه زياد، وأن يصلي عليه أبوبرزة الاسلمي، وكان النبي صلى الله عليه وآله آخى بينهما، وبلغ ذلك زيادا فخرج إلى الكوفة.

 وحفظ المغيرة بن شعبة ذلك لزياد وشكره.

 ثم إن أم جميل رافقت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالموسم، والمغيرة هناك فقال له عمر: أتعرف هذه المرأة يا مغيرة ؟ قال: نعم هذه أم كلثوم بنت علي، فقال له عمر: أتتجاهل علي ؟ والله ما أظن أبا بكرة كذب عليك، وما رأيتك إلا خفت أن أرمى بحجارة من السماء.

 قلت: ذكر الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في أول باب عدد الشهود في كتاب " المهذب ": وشهد على المغيرة ثلاثة: أبو بكرة، ونافع، وشبل بن معبد، وقال زياد: رأيت استا تنبوا ونفسا يعلو ورجلين كأنهما أذنا حمار، ولا أدري ما رواء ذلك، فجلد عمر الثلاثة ولم يحد  =


[ 163 ]

29 - ومن جلة فقهائكم: عبد الله بن مسعود (1) الذي أمر به عثمان،


= المغيرة.

 قلت: وقد تكلم الفقهاء على قول علي رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه إن ضربته فارجم صاحبك، فقال أبو نصر ابن الصباغ - المقدم ذكره - وهو صاحب كتاب " الشامل " في المذهب: يريد أن هذا القول إن كان شهادة أخرى فقد تم العدد، وإن كان هو الاول فقد جلدته عليه والله أعلم.

 وذكر عمر بن شبة في " أخبار البصرة " أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسل أقطعني البحرين، فقال: ومن يشهد لك بذلك ؟ قال: المغيرة بن شعبة، فأبى أن يجيز شهادته.

 [قال ابن خلكان ]: قلت: وقد طالت هذه الترجمة، وسببه أنها إشتملت على عدة وقائع، فدعت الحاجة إلى الكلام على كل واحدة منها فانتشر القول لاجل ذلك، وما خلا عن فوائد.

 سب رجل عليا (ع) عند المغيرة فلم ينكر ولم يرد، حلية الاولياء، ج 1، ص 95.

 (1) - أقول: قال البلاذري في أنساب الاشراف الجزء الخامس، ط دمشق - ص 36، في أمر عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه: حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن أبي مخنف وعوانه في إسنادهما، أن عبد الله ابن مسعود حين ألقى مفاتيح بيت المال إلى الوليد بن عقبة قال: من غير غير الله ما به ومن بدل - أسخط الله عليه، وما أرى صاحبكم إلا وقد غير وبدل، أيعزل مثل سعد بن أبي وقاص ويولي الوليد ! ؟ وكان يتكلم بكلام لا يدعه، وهو: أن أصدق القول كتاب الله، وأحسن الهدى هدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وشر الامور محدثاتها وكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة،     =


[ 164 ]

فدق ضلعه، ومنه مات وهو يقول: وددت أني وعثمان برمل عالج، يحثو أحدنا على صاحبه حتى يموت الاعجز منا، فيريح الله منه المسلمين.

 30 - وروى علمائكم وفقهائكم: أن عبد الله قال: عثمان جيفة على الصراط.

 


= وكل ضلالة في النار، فكتب الوليد إلى عثمان بذلك وقال: إنه يعيبك ويطعن عليك، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه.

 وشيعه أهل الكوفة، فأوصاهم بتقوى الله ولزوم القرآن، فقالوا له: جزيت خيرا، فلقد علمت جاهلنا، وثبت عالمنا وأقرأتنا القرآن وفقهتنا في الدين، فنعم أخو الاسلام أنت، ونعم الخليل، ثم ودعوه وانصرفوا.

 قال البلاذري: وقدم ابن مسعود المدينة وعثمان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رآه قال: ألا إنه قد قدمت عليكم دويبة سوء من يمشي على طعامه بقئ ويسلح. وقال ابن مسعود لست كذلك ولكني صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر ويوم بيعة الرضوان. ونادت عائشة اي عثمان أتقول هذا لصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أمر عثمان به فأخرج من المسجد إخراجا عنيفا وضرب به عبد الله بن زمعة بن الاسود بن المطلب ابن أسد بن عبد العزى بن قصي الارض، ويقال بل احتمله يحموم غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الارض فدق ضلعه، فقال علي يا عثمان أتفعل هذا بصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله بقول الوليد فعلت هذا ولكن وجهت زبيد بن الصلت الكندي إلى الكوفة فقال له ابن مسعود إن دم عثمان حلال فقال علي أحلت عن زبيد على غير ثقة.

وأورد الحديث ابن حجر العسقلاني في المطلب العالية بروائد المسانيد الثمانية ج 3، ص 142، ص 144.

 


[ 165 ]

31 - وروى عبده عن شعبة، (1) عن عمرو بن مرة، (2) عن سالم بن أبي الجعد، (3) قال: قال عبد الله بن مسعود: عثمان جيفة على الصراط (4).

 32 - وروى عن عمار [أيضا] (5) مثله.

33 - وروى عن عبد الله: (6) أن عثمان لا يزن عند الله جناح بعضوة.

34 - وروى خالد، عن عمر بن شمر (7)، عن شريك، ومنصور، عن الاعمش، عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة عن عبيدالله، عن عبد الله بن


(1) - هو: شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الازدي المتوفى (160).

 أنظر تهذيب الكمال ج 12، ص 479 رقم: 2739.

(2) - هو: عمرو بن مرة الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله المتوفى (..) أنظر تهذيب الكمال ج22، ص 237، رقم: 4449.

(3) - هو: سالم بن أبي الجعد مولاهم الكوفي المتوفى (101)، أنظر تهذيب الكمال ج 10، ص 130، رقم: 2142.

(4) - لابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، ح 20، ص 22 كلمة تتضمنها وهي: ثم نعود إلى ما كنا فيه فنقول: وهذه عائشة أم المؤمنين، خرجت بقميص رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت للناس: هذا قميص رسول الله لم يبل، وعثمان قد أبلى سنته، ثم تقول: أقتلوا نعثلا، قتل الله نعثلا، ثم لم ترض بذلك حتى قالت: أشهد أن عثمان جيفة على الصراط غدا.

 (5) - هو: عمار بن ياسر.

 (6) - هو: إبن مسعود.

 (7) - لعله عمر بن شمر الجعفي الكوفي لسان الميزان ج 4 ص 366.

 


[ 166 ]

مسعود قال: قال: رسول الله: يدخل عليكم رجل من أهل النار فدخل عثمان ! فأيهما عنكم أفضل، عثمان، أم عبد الله ؟، فعل عثمان بعبدالله ذلك الفعل وقال عبد الله في عثمان: هذا القول، والله المستعان على ما ظهر من [فعل] أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله).

 35 - وقد قال عبد الله: لما أثبت عثمان المعوذتين في مصحفه قال: المعوذتان ليستا من كتاب الله، وإنما عوذ بهما النبي صلى الله عليه وآله، فلئن كان صدق عبد الله، لقد هلك عثمان فإثباتهما في كتاب الله، وليستا منه، وقد قال النبي: (صلى الله عليه وآله) لعن الله الزائد في كتاب الله، ولئن كان كاذبا لقد هلك عبد الله بجحوده ما أنزل الله تعالى وكفروا من شئتم منهما (1).

 


(1) قال أحمد بن أبي يعقوب المعروف بابن واضح الاخباري المتوفى (292)، في تاريخه: ج 2 ص 157 ط النجف،: وجمع عثمان القرآن وألفه وصير الطوال مع الطوال والقصار مع القصار من السور، وكتب في جمع المصاحف من الآفاق حتى جمعت ثم سلقها بالماء الحار والخل، (وقيل:) أحرقها فلم يبق مصحف إلا فعل به ذلك خلا مصحف ابن مسعود، وكان ابن مسعود، بالكوفة فامتنع أن يدفع مصحفه إلى عبد الله بن عمر، وكتب عليه عثمان أن أشخصه إن لم يكن هذا الدين خبالا، وهذه الامة فسادا، فدخل المسجد وعثمان يخطب، فقال عثمان: إنه قد قدمت عليكم دابة سوء، فكلم ابن مسعود بكلام غليظ فأمر به عثمان فجر برجله حتى كسر له ضلعان فتكلمت عائشة وقالت قولا كثيرا.

وفيه أيضا: وقيل: إن ابن مسعود، كان كتب بذلك إليه، فلما بلغه أنه يحرق المصاحف قال لم أرد هذا.

 


[ 167 ]

36 - وروى عن حذيفة، قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلى سباطة (1) قوم، فبال قائما ففج (2) حتى شفقت عليه أن يقع، فدنوت من عقبه، فصببت الماء من خلفه فاستحى (3) رواه هشام بن عبد الله، عن


= قال السيد الجزائري في مقدمته على تفسير القمي ج 1 ص 22: وقال فخر الدين الرازي في تفسيره [ج 1 ص 218 ]: نقل في الكتب القديمة، أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة من القرآن وكان ينكر كون المعوذتين من القرآن.

 ونقل السيوطي عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول: لا تخلطوا القرآن بما ليس منه، إنهما ليستا من كتاب الله إنما أمر النبي صلى الله عليه وآله) أن يتعوذ بهما، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما.

 أنظر الدر المنثور، ج 8، ص 683، ط بيروت.

 كما روى ابن حجر العسقلاني في المطلب العالية ج 3، ص 402.

 (1) - السباطة: الكناسة تطرح في فناء البيت.

 الموضع الذي تطرح فيه الاوساخ.

 (2) - فج: باعد، بين رجليه. وفي " ش ": فبال فيها.

 (3) - فدنوت حتى قمت عند عقبيه فتوضأ فمسح على خفيه.

 ثم إن هذه الكلمة جائت بتعابير مختلفة ومنها: فاستنجى، ومنها: فانتهى و: إنتهى.

 قال أحمد المحمودي: هذه عقيدة أشياع بني أمية وزمرتهم ونعوذ بالله من ترهاتهم ويعتبرون أنفسهم من أمة نبي هو برئ منه، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وحاشا حذيفة.

قال الحاكم في المستدرك ج 1 ص 185 أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيدالله بن موسى، أنبأنا إسرائيل، عن المقدام بن شريح عن أبيه، قال: سمعت عائشة تقسم بالله ما رأى أحد رسول الله صلى الله عليه وآله يبول قائما منذ


[ 168 ]

محمد بن جابر، (1) عن الاعمش (2) عن حذيفة(3).


= أنزل عليه الفرقان.

 [قال الحاكم:] هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما لما إتفقا على حديث منصور، عن أبي وائل، عن حذيفة، أن رسول الله أتى سباطة قوم فبال قائما، وجدا حديث المقدام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها معارضا له فتركاه والله أعلم.

 حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن مهدي، حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريح، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر رضي الله عنه قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنا أبول قائما، فقال: يا عمر لا تبل قائما، قال: فما بلت قائما بعد.

 وذكر أبو يعلى في المسند ج 8، ص 223 عن عائشة نحوه.

 ومن أراد أن يعلم وهن هذا الحديث المجعول فعليه بمراجعة مجلة تراثنا، لمؤسسة آل البيت، العدد 32 و 33 ص 216، حديث السباطة سندا ودلالة.

(1) - هو محمد بن جابر بن سيار الحنفي أبو عبد الله اليمامي الكوفي، المتوفى (...) أنظر سير أعلام النبلاء، ج 8، ص 238. وتهذيب الكمال ج 24، ص 564.

(2) - هو: سليمان بن مهران الاسدي الكاهلي، أبو محمد الكوفي الاعمش المتوفى (148). أنظر وفيات الاعيان لابن خلكان ج 2، ص 400. وتهذيب الكمال، ج 12، ص 76، رقم: 2570.

(3) - كتاب البخاري ط مصر ج 1 ص 63 باب البول قائما وقاعدا حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة عن الاعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائما ثم دعا بماء فجئته بماء فتوضع وقال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن منصور =


[ 169 ]

37 - وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يرى أحد عورتي إلا عمى، وأن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أراد أن يخلع منه القميص، نودى من جانب البيت لا تكشفوا عورة نبيكم (صلى الله عليه وآله) (1).

 


= عن أبي وائل عن حذيفة قال: رأيتني أنا والنبي صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فنتبذت فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرق.

 أنظر فتح الباري للعسقلاني ج 1 ص 261، 262 و 263، وشرح الكرماني ج 11 ص 40.

 ثم انظر صحيح مسلم ج 1 ص 157 وفيه حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا أبو خيثمة عن الاعمش عن شقيق عن حذيفة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما فتنحيت فقال: أدنه فدنوت حتى قمت عند أقبيه فتوضع فمسح على خفيه.

 وذكر قريبا منه ابن أبي شيبة في المصنف ج 14 ص 234.

 أقول: هذا الحديث من المسلمات عند القوم والجماعة إلا أن في الحديث نكارة دلالة وسندا، وحاشا حذيفة أن ينسب هذا العمل إلى النبي صلى الله عليه وآله ما ينافي شأن انسان عادي فكيف بنبي ينطق بالكتاب والحكمة ويدعو ويقول: ولكم في رسول الله أسوة حسنة، وقال: ما آتاكم فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو، فلضيق المجال وقلة الفرصة ورعاية الاختصار نحيل القارئ الكريم إلى مجلة تراثنا التابعة لمؤسسة آل البيت العدد 32 - 33، ص 216، حديث السباطة سندا ودلالة للسيد حسن الحسيني آل المجدد الشيرازي فراجع.

 (1) - مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 39. وفيه: وعن ابن عباس فسمعوا صوتا في البيت لا تجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم واغسلوه كما هو في قميصه، فغسله علي يدخل يده من تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والانصاري ينقل الماء وعلى يد علي خرقة يدخل يده =


[ 170 ]

38 - ومن فقهائكم ورواة أخباركم أبو هريرة الدوسي (1) وقد ضرب عمر بن الخطاب رأسه بالدرة وقال: أراك قد أكثرت الرواية عن رسول الله ولا أحسبك إلا كذابا، وقال: يا عدو الله وعدو الاسلام خنت مال الله وقرمه إثني عشر الف درهم، وقال فيه أمير المؤمنين: أكذب الناس على رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا الغلام الدوسي (2).

 39 - وروى أحمد بن مهدي (3)، قال: حدثنا نعيم بن حماد (4) قال:


= تحت القميس.

 وفيه أيضا: وعن علي قال: أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيري فإنه لا يرى عورتي أحد إلا طمست عيناه قال علي فكان العباس وأسامة يلاوناني الماء من وراء الستر.

 (1) - قال محمد بن اسحاق المطلبي المتوفي (151 هـ) في السير والمغازي ط بيروت ص 286، حدثنا يونس عن أبي خلدة خالد بن دينار عن أبي العالية قال: لما أسلم أبو هريرة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ممن أنت ؟ فقال: من دوس، فوضع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده على جبينه ثم نفضها فقال: ما كنت أرى من دوس أحدا فيه خير، ورواية ابن سعد في طبقاته عن أبي هريرة أن عمر قال له: عدوا لله وللاسلام، وفي رواية عدوا لله ولكتابه، سرقت مال الله.

 وفي رواية: أسرقت مال الله ؟ !، طبقات ابن سعد ج 4 ص 59، 60.

 ثم راجع أبو هريرة تأليف محمود أبو رية ص 80.

 (2) - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4، ص 68، ومختصر تاريخ دمشق ج 29، ص 202.

 ومن أراد التفضيل فعليه بكتاب أبو هريرة، تأليف محمود ص 135.

 (3) - أحمد بن مهدي بن رستم، أبو جعفر الاصبهاني المتوفى (272)، أنظر سير أعلام النبلاء للذهبي ج 12، ص 597، رقم: 228. والوافي بالوفيات للصفدي ج 8، ص 198، =


[ 171 ]

حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، (5) عن أبي صالح، (6) عن أبي هريرة، أنه سب رجلا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يابن فلانة التي كانت تعمل كذا وكذا في الجاهلية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فيك لشعبة من الكفر.

 قال: فلما ذكر الكفر، إرتعدت رجلاي وكبح بي، فقلت - يا رسول الله: إستغفر الله لي، فوالله لا أسب أحدا يدعى إلى الاسلام أبدا.

 ولا نعلم أحدا روى أنه إستغفر (صلى الله عليه وآله) له.

 ومن كان هذا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه، فكيف تصح عنه الاخبار.

 وقد روى من العجائب ما لا خفاء به عند النقلة، وهؤلاء جلة أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يمتنعون من رواية الحديث كما هو برواية


الرقم: 3631. وفي النسخة: مهلبي، وهو خطأ.

 (4) - هو: نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث أبو عبد الله المروزي المتوفى (229)، أنظر تهذيب الكمال ج 29، ص 466، رقم 6451.

 (5) - هو: عبد العزيز بن أبي حازم مولاهم أبو تمام المدني المتوفى (184) أنظر تهذيب الكمال، ج، ص 120، رقم: 3439.

 (6) - هو ثلاثة إخوة، والراوي لعله صالح بن أبي صالح، لانه يروي عن أبي هريرة.

 أنظر تهذيب الكمال ج 13، ص 58، رقم: 2818.

 


[ 172 ]

العلماء منهم، وهم قد ألجأتهم الحاجة إلى ذلك، فأما هم فخافوا ولم يرووا، دليل ذلك.

 ما رواه سليمان الشاذكوني قال:

40 - حدثنا سفيان (1) قال: حدثنا عمار الدهني، (2) عن مسلم البطين (3) عن عمرو بن ميمون، (4) قال إختلفت إلى عبد الله ثمانية عشر شهرا فما سمعته يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا حديثا واحدا، فلما حدث به غشيه البهر والعرق، وقال: هذا أو نحو هذا (5).

 


(1) - هو: سفيان بن عيينة أبي عمران الهلالي أبو محمد الكوفي، المتوفى (198)، أنظر تهذيب الكمال ج 11، ص 177 رقم: 2413.

 (2) - كان في النسخة: عمر الزهري وهو خطأ، والصحيح: عمار، كما في بعض النسخ، وهو: عمار بن معاوية الدهني البجلي المتوفى (133).

 أنظر تهذيب الكمال ج 21، ص 208، رقم: 4171.

 (3) - هو: مسلم بن عمران، ويقال: ابن أبي عمران، ويقال: ابن أبي عبد الله البطين، أبو عبد الله الكوفي المتوفى (..). أنظر تهذيب الكمال ج 27، ص 526، رقم: 5936.

 (4) - هو: عمرو بن ميمون الاودي أبو عبد الله، أو أبويحيى الكوفي المتوفى (75).

 أنظر تهذيب الكمال، ج 22، ص 261، رقم: 4458.

 (5) - قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان البسوي المتوفى (277) في المعرفة والتاريخ، ج 2، ص 547: حدثنا أبو نعيم وآدم، قالا: حدثنا المسعودي، حدثني مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون، قال: إختلفت إلى عبد الله بن مسعود - قال آدم: سنة - ما سمعته يحدث =


[ 173 ]

وروى الشاذكوني قال:

41 - حدثنا سفيان، (1) قال: حدثنا إبن نجيح، (2) عن مجاهد، (3) قال: صحبت ابن عمر من مكة إلى المدينة، فما سمعته يحدث عن النبي إلا حديثا واحدا.

 وروى الشاذكوني، قال:

42 - حدثنا سفيان بن عيينة، قال حدثنا هشام بن حجير، (4) عن


= فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه حدث بحديث يوما فجرى على لسانه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلاه الكرب حتى رأيت العرق يتحدر عليه، ثم قال: إن شاء الله إما فوق ذا وإما قريب من ذا وإما دون ذا.

 وقال البسوي: حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثني سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون، قال: صحبت عبد الله ثمانية عشر شهرا فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا، فرأيته يعرق، ثم غشيه بهر، ثم قال: نحوه أو شبهه.

 أقول: وذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 3، ص 156، و 157، زيادة على ذلك، فراجع.

 (1) - ابن عيينة.

 (2) - هو: عبد الله بن يسار الثقفي أبي نجيح المكي، المتوفى (132)، أنظر تهذيب الكمال، ج 16، ص 215، رقم: 3612.

 (3) - هو: مجاهد بن جبر المكي، المتوفى (104). أنظر تهذيب الكمال، ج 27، ص 228، رقم: 5783.

 (4) - هو: هشام بن حجير المكي المتوفى (..) روى عن طاوس بن كيسان، أنظر تهذيب =


[ 174 ]

طاووس (1) قال: جاء بشير بن كعب (2) إلى ابن عباس، فجعل يحدثه، فقال ابن عباس: عد بحديث كذا وكذا، فقال له: والله ما أدري أعرفت حديثي كله، وأنكرت هذين، أم أنكرت حديثي كله وعرفت هذين، فقال ابن عباس إنما كنا نحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا كان لا نكذب عليه، فأما إذا ركب الناس الصعب والذلول فقد تركنا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

 وروى أحمد بن مهدي (3) قال:

43 - حدثني عبد الغفار بن داوود، (4) عن أبن لهيعة، (5) عن - أبي


= الكمال، ج 30، ص 179، رقم: 6571.

 (1) - هو: طاووس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمان الحميري، المتوفى (106)، أنظر تهذيب الكمال ج 13، ص 357، رقم: 2958.

 (2) - هو: بشير بن كعب، بصري أبو أيوب العدوي. أنظر الجرح والتعديل، ج 2، ص 395، رقم: 1541.

 (3) - أحمد بن مهدي بن رستم، كما تقدم.

 (4) - هو: عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد، المتوفى (228). أنظر تهذيب الكمال، ج 18، ص 225، رقم: 3486.

 (5) - هو: عبد الله بن لهيعة بن عقبة، المتوفى (74)، أنظر تهذيب الكمال ج 15، ص 487، رقم: 3513.

 


[ 175 ]

الاسود (1) عن عروة بن الزبير، (2) قال: قيل: للزبير بن العوام، مالك لا تحدث عن النبي كما يحدث عنه الصحابة، وأنت من المهاجرين الاولين - فقال: إن رسول الله كان بشرا، وكان يحدث بالامر يأتيه، ويحدثه الرجل من أصحابه، فيعجبه فيحدث به ويأتيه الرجل من أهل الكتاب فيحدثه بالحديث فيعجبه ويحدث به فانطلقتم فحملتم الحديث كله عن رسول الله ولو وضعتموه كما وضعه كان خيرا.

 44 - حدثنا أحمد بن مهدي، قال: حدثنا محمد بن بكير (3)، قال: حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي (4)، عن بيان بن [بشر] (5) عن وبرة بن


(1) - هو: عبد الرحمان بن نوفل بن الاسود، أبو الأسود المدني، المتوفى (..)، أنظر تهذيب الكمال، ج 25، ص 645، رقم: 5411.

 (2) - هو: عروة بن الزبير بن العوام، أبو عبد الله المدني المتوفى (99).

 أنظر تهذيب الكمال ج 20، ص 11، رقم: 3905.

 (3) - هو: محمد بن بكير واصل بن مالك، الحضرمي أبو الحسن البغدادي. المتوفى (.) أنظر تهذيب الكمال ج 24 ص 543، رقم: 5098.

 (4) - هو خالد بن عبد الله بن عبد الرحمان بن يزيد الطحان، أبو الهيثم الواسطي المتوفى (182) أنظر تهذيب الكمال ج 8 ص 99، رقم: 1625.

 (5) - هو: بيان بن بشر الاحمسي، البجلي، أبو بشر الكوفي المعلم، أنظر تهذيب الكمال ج 4، ص 303، رقم: 792. وفي النسخة بيان بن غرورة غلط.

 


[ 176 ]

عبد الرحمن (1)، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، (2) عن أبيه، قال: قلت للزبير: مالك ما تحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يحدث أصحابك ؟ ! قال: سمعته يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (3).

 فهؤلاء جلة أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، يقولون هذا القول، ويتبرؤن من الحديث وينكرونه، فكيف يوثق بمن قد روى هذه الاخبار المتناقضة.

 


(1) - هو: وبرة بن عبد الرحمان المسلي، أبو خزيمة، ويقال: أبو العباس الكوفي، أنظر تهذيب الكمال ج 30، ص 426، رقم: 6678. وفي المطبوع غرورة خطأ.

 (2) - هو: عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الاسدي المتوفى (124) أنظر تهذيب الكمال ج 14، ص 57، رقم: 3049.

 (3) - صحيح البخاري ج 1، ص 37 كتاب العلم، باب إثم من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتح الباري ج 1 ص 162 وشرح الكرماني ج 2 ص 111.

 قال الحافظ أبو داود سليمان بن الاشعث السجستاني المتوفى (275) في سننه ج 2، ص 125، باب في التشديد في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا وحدثنا مسدد، حدثنا خالد المعنى، عن بيان بن بشر، عن وبرة بن عبد الرحمان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت للزبير: ما يمنعك أن تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث عنه أصحابه ؟ فقال: أما والله لقد كان لي منه وجه ومنزلة ولكني سمعته يقول: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".

 ورواه الطبراني في معجم الشاميين، ج 2، ص 247، الحديث رقم: 1277.

 عن أبي هريرة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".

 


[ 177 ]

45 - ومنهم عبد الله بن عمرو بن العاص الذي كان يقاتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع معاوية وابنه، قد نقله سفيان.

 ورواه جرير بن عبد الحميد الضبي (1).

 46 - ومن رواتكم: كعب الاحبار (2) الذي قام إليه أبو ذر بين يدي عثمان، فضرب رأسه بمحجنة، وقال له: يابن اليهودية متى كان مثلك تكلم بالدين، فوالله ما خرجت اليهودية من قبلك.

 47 - ومن فقهائكم وعلمائكم ورواة أخباركم: عبد الله بن عمر، الذي قعد عن بيعة علي (عليه السلام) ثم مصى إلى الحجاج فطرقه ليلا، فقال: هات يدك لابايعك لامير المؤمنين عبد الملك، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من مات وليس عليه إمام فمات ميتة جاهلية حتى أنكرها عليه الحجاج مع كفره وعتوه (3).

 


(1) - كتاب صفين لنصر بن مزاحم المنقري المتوفى (212)، ص 482.

 وكتاب المعيار والموازنة لابي جعفر الاسكافي، ص 174 و 189.

 (2) - هو: كعب الاحبار بن ماتع الحميري اليماني الكتاني، أسلم في خلافة أبي بكر أو أول خلافة عمر أنظر تاريخ الاسلام ج 2، ص 397.

 وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 4 ص 77: وروى جماعة من أهل السير أن عليا عليه السلام كان يقول عن كعب الاخبار: إنه لكذاب، وكان كعب منحرفا عن علي عليه السلام.

 (3) - أنظر مسند الامام أحمد ج 2، ص 83 و 154، وج 3، ص 446 ومسند أبي داود الطيالسي، ص 259 وفيه عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: =


[ 178 ]


= من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ومن نزع يدا من طاعة جاء يوم القيامة لا حجة له.

 وقال الجاحظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى (360) في مسند الشاميين ج 2، ص 438: وعن شريح بن عبيد، عن معاوية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ".

 وقال الشيخ المفيد في الفصول المختارة ص 197: ولو لم يكن عبد الله ضعيف الرأي ناقص العقل لما تأخر عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وأبى الدخول في طاعته وحرم الجهاد معه ويدعه في حروبه وخذل الناس عنه واستحل خلافه ومباينته ثم جاء بعد ذلك مختارا إلى الحجاج بن يوسف الثقفي فقال له: أيها الامير أمدد يدك أبايعك لامير المؤمنين عبد الملك بن مروان، حتى قال له الحجاج بن يوسف الثقفي: وما حملك على هذا يا أبا عبد الرحمان بعد ما تأخرت عنه، قال حملني عليه حديث رويته عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " من مات وليس في عنقه بيعة امام مات ميتة جاهلية " فقال له الحجاج: بالامس تتأخر عن بيعة علي بن أبي طالب مع روايتك هذا الحديث ثم تأتيني الآن لابايعك لعبد الملك، أما يدي فمشغولة عنك ولكن هذه رجلي فبايعها، ! فسخر منه وعبث به وأنزله منزلته.

 وقال العلامة الاميني رحمه الله في الغدير ج 10 ص 55: لقد ذاق ابن عمر وبال أمره بتركه واجبه من البيعة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام والتبرك بيده الكريمة التي هي يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو خليفته بلا منازع، وبتركه الايتمام به والدخول في حشده وهو نفس الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله والبقية منه، بذل البيعة لمثل الحجاج الفاجر فضرب الله عليه الذلة والهوان هاهنا حتى أن ذلك المتجبر الكذاب المبير لم ير فيه جدارة بأن يناوله يده فمد إليه رجله فبايعها، وأخذه الله بصلاته خلفه وخلف نجدة المارق من الدين، وحسبه بذينك =


[ 179 ]

48 - ومن فقهائكم وعلمائكم: عطاء بن أبي رباح (1) الذي شك في المسح على الخفين، رواه عنه هشام بن عبد الله، عن عبد الواسع بن أبي طيبة (2) عن محمد بن عبيدالله (3)، عن عطاء، قال: قلت له: في المسح على الخفين والجوربين، فقال: أما ترضون أن أسلم لكم الخفين، فقلبتم روايته، وأجزتم شهادته، وقد شك عندكم في سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لان المسح عندكم على الخفين سنة (4).

 49 - ومن فقهائكم: إبراهيم النخعي (5) الذي تخلف عن الحسين بن علي (عليه السلام)، وخرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث، وخرج في


= هواناً في الدنيا والآخرة أشد وأبقى، وكان من أخذه سبحانه إياه أن سلط عليه الحجاج فقتله وصلى عليه ويا لها من صلاة مقبولة مدعاه مستجاب من ظالم غاشم ؟.

 (1) - هو: عطاء بن أبي رياح الفهري، أبو محمد الكوفي المتوفى (115)، أنظر تهذيب الكمال، ج 20، ص 69، رقم: 3933.

 (2) - هو: عبد الواسع بن أبي طيبة الجرجاني، أنظر الجرح والتعديل ج 6، ص 76، رقم: 390.

 (3) - هو: محمد بن عبيدالله بن أبي سليمان العرزمي الفزاري أبو عبد الرحمان الكوفي. أنظر تهذيب الكمال ج 26، ص 41. رقم: 5434. وفي النسخة عبد الله غلط.

 (4) - أنظر المصنف لعبد الرزاق، ج، ص، والفقه على المذاهب الاربعة، ج 1، ص 135. وشرح فتح القدير ج 1. ص 126. والمحلى لابن حزم، ج 2، ص 85. والسنن الكبرى للبيهقي ج 1، ص 281. والاحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج 4، ص 147.

 (5) - هو: إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الاسود النخعي المتوفى (96).

 


[ 180 ]

جيش عبد الله بن زياد إلى خراسان، وهو الذي يقول: لا خير في النبيذ إلا في ثلاثة أيام، (1) وقد روت الامة، أن رسول الله قال: كل مسكر حرام.

 50 - ومن رواتكم وفقهائكم: أبو حنيفة الذي زعم إشعار البدن مثلة ولا إشعار، وقد روت عائشة: أن النبي كان يشعر بدنته (2).

 وقال أبو حنيفة: لو أن رجلا تزوج أمه على عشرة دراهم لم يكن زانيا ولم يجب عليه الحد (3)، ولو أن رجلا لف ذكره


(1) - قال العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الانوار، ج 38 ص 229 ط بيروت: وأما رواية إبراهيم النخعي فانه ناصبي جدا تخلف عن الحسين عليه السلام وخرج مع ابن الاشعث في جيش عبيدالله بن زياد إلى خراسان، وكان يقول: لا خير في النبيذ الصلب.

 (2) - قال الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ج 14 ص 155 الحديث (17927): حدثنا ابن عيينة، عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان أن النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية خرج في بضع عشرة مأة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قلد وأشعر وأحرم. وقال: حدثنا حماد بن خالد عن أفلح، عن القاسم، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أشعر. [قال ابن أبي شيبة ]: وذكر ان أبا حنيفة قال: الاشعار مثلة. ورواه أيضا الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ج 5 ص 330، في غزوة الحديبية.

 (3) - أنظر الايضاح للابن شاذان ص 92 ط جامعة طهران، - وذكر الشيخ المفيد (ره) في كتابه فصول المختارة من العيون والمحاسن ط بيروت ص 122، كلام أبي حنيفة، بقوله: هذا أبو حنيفة النعمان بن ثابت، يقول: لو أن رجلا عقد على أمه عقدة النكاح وهو يعلم أنها أمه ثم وطئها لسقط عنه الحد ولحق به الولد.

 =


[ 181 ]

بحريرة ثم أدخله فرج إمرأة لم يكن زانيا ولم يجب عليه الحد، ولو أن رجلا غاب عن إمرأته عشرين سنة وبها حبل منه فإن الحبل منه (1) وإن كان في جيش معروف، ويشهد أصحابه أنه لم يزل معهم في عسكرهم، وكذلك لو قدم ومعها ابن سنة وأكثر أن الولد ولده، وزعم أن من أتى إمرأة أو غلاما ما بين أفخاذهما فلا حد عليه.

 


= وكذلك قوله: في الاخت والبنت، وكذلك سائر المحرمات، ويزعم أن هذا نكاح شبهة أوجبت سقوط الحد.

 ويقول: لو أن رجلا إستأجر غسالة أو خياطة أو خبازة أو غير ذلك من أصحاب الصناعات، ثم وثب عليها فوطئها وحملت منه سقط عنه الحد ولحق به الولد.

 ويقول: إذا لف الرجل على إحليله حريرة ثم أولجه في قبل إمرأة ليست له بمحرم له حتى ينزل لم يكن زانيا، ولا وجب عليه الحد.

 ويقول: إن الرجل إذا يلوط بغلام فأوقب لم يجب عليه الحد ولكن يردع بالكلام الغليظ والادب بالخفة والخفقتين وما أشبه ذلك.

 أنظر المصنف لابن أبي شيبة، ج 14 ص 179.

 ويقول: إن شرب النبيذ الصلب المسكر حلال طلق وهو سنة وتحريمه بدعة.

 (1) - أنظر السنن الكبرى للبيهقي، ج 7 ص 443 في باب ما جاء في أكثر الحمل تجد بعض ما يناسب المقام.

 


[ 182 ]

51 - ومن رواتكم وفقهائكم: أبو إسحاق السبيعي (1) وقد أخرج بديلا في من يقاتل الحسين عليه السلام.

 52 - ومن فقهائكم ورواتكم: الشعبي (2) خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث، وتخلف عن الحسين بن علي عليهما السلام، فقال له الحجاج: أنت المعين علينا ؟ قال: نعم، ما كنا فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء (3).

 


(1) - هو عمرو بن عبد الله أبو إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي، المتوفى (127)، قاله ابن خلكان، ج 3، ص 459، وطبقات ابن سعد، ج 6، ص 313.

 أقول: في ترجمة أبي اسحاق السبيعي بين أصحاب التراجم والسير تضارب شديد فمنهم: من يعتبره ممن رأى عليا عليه السام كما في المعرفة والتاريخ ج 2 ص 621، ومنهم: من يعده من أصحاب الامام الحسن والامام السجاد والامام الباقر والامام الصادق عليهم السلام ومنهم: من عده من أعوان بني أمية وممن قاتل الحسين عليه السلام ومنهم: من جعله في تسمية من شهد مع الحسين بن علي عليهما السلام وعلى أي حال تحقيق حاله والدقة في ترجمته تحتاج إلى وقت أوسع من هذا المجال وهو خارج من نطاق الكتاب، وما أسند إليه المصنف رحمه الله أنه ممن أخرج بديلا في من يقاتل الحسى عليه السلام إلى الآن لم نجد له مصدرا موثقا، كما لم نجد وثيقة تدل على أنه كان في من شهد مع الامام الحسين عليه السلام، فلنحيل إلى وقت آخر أو إلى الآخرين كما قيل: كم ترك الاول للآخر.

 (2) - هو: عامر بن شراحيل بن عبد، أبو عمرو الشعبي الكوفي المتوفي (104) أنظر تهذيب الكمال ج 14 ص 28.

 (3) - وفي تهذيب تاريخ دمشق للشيخ عبد القادر بدران المتوفى (1346)، ج 7، ص 153 نقلا عن الشعبي قال: ثم دخلت على الحجاج، فلما رآني قال: لا مرحبا ولا أهلا يا شعبي الخبيث، جئتني ولست في الشرف من قومك ولا عريفا ولا منكبا، فألحقتك بالشرف وجعلتك عريفا على الشعبيين، ومنكبا على همدان، ثم خرجت مع عبد الرحمان تحرض علي، قال: وأنا ساكت لا أجيبه، فقال لي: تكلم، فقلت أصلح الله الامير كل ما ذكرت من فعلك فهو على ما ذكرت، وكل ما ذكرت من خروجي مع عبد الرحمان فهو كما ذكرت، =


[ 183 ]

وروى أنه سرق من بيت المال في خفه مأة دينار.

 رواه أبو أيوب الشاذكوني قال:

53 - حدثني حسين الاشقر، (1) قال حدثنا عمرو بن ثابت (2) قال: قلت لابي إسحاق الهمداني: الشعبي يقع في الحارث الاعور (3)، فقال: هو من رجاله، ولقد دخل الشعبي بيت المال فسرق في خفه مأة دينار،


= ولكنها قد إكتحلنا بعدك السهر، وإستحلسنا الخوف، ولم نكن مع ذلك بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء، وهذا أوان حقنت لي دمي، استقبلت بي التوبة، قال: قد حقنت دمك واستقبلت بك التوبة. ومثله في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج 11 ص 259. وأورده أيضا ابن خلكان في وفيات الاعيان ج 3، ص 14، وابن سعد في الطبقات الكبرى، ج 6 ص 249. والبسوي في المعرفة والتاريخ ج 2، ص 598. والذهبي في تاريخ الاسلام ج 7، ص 129. والطبري في تاريخ الامم والملوك ج 6، ص 375.

(1) - هو: الحسين بن الحسن الاشقر الفزاري أبو عبد الله الكوفي المتوفى (208) أنظر تهذيب الكمال ج 6 ص 366 رقم: 1307.

 (2) - هو: عمرو بن ثابت بن هرمز، أبو محمد، ويقال: أبو ثابت، وهو، عمرو بن أبي المقدام، أنظر تهذيب الكمال ج 21 ص 553 رقم: 4333.

 (3) - وفي النسخة الحوب الاعور فهو غلط.

 وقال ابن شاذان النيسابوري في الايضاح، تحقيق السيد الارموي، ص 469: وأخرى أنكم تروون عن الشعبي أنه كان يقول إذا حدث عن الحارث الاعور: حدثني الحارث الاعور وكان والله كذابا، فلئن صدق الشعبي عن الحارث أنه كان كذابا لقد نسبتم إبني رسول الله وسيدي شباب أهل الجنة أنهما كانا يأخذان العلم عن الكذاب، ولئن كان الشعبي كذب على الحارث أنكم لتأخذون علمكم عنه وهو كذاب يكذب على العلماء، ولئن كان ما رويتم عن الشعبي باطلا ولم يقله لقد كذبتم عليه ورميتموه بالكذب والزور فلستم تخلصون من إحدى هذه الثلاث وأنتم تزعمون أنكم أهل السنة والجماعة.

 أقول: أنظر ترجمته في قاموس الرجال ج 5، ص 611، الرقم: 3809.

 


[ 184 ]

وأن شريحا ومسروقا ومرة الهمداني كانوا لا يؤمنون على علي بن أبي طالب عليه السلام.

 ورويتم عن سفيان الثوري (1) أنه قيل له: كيف يروي عن أبي مريم الغفاري وأنت تعلم أنه يشرب الدساكر (2) ويمر بك وهو سكران ؟ ! فقال: لانه لا يكذب في الحديث.

 54 - وروى أبو عاصم النبيل (3): أن خالدا الحذاء، أول من وضع لهم العشور (4)، وقال إن أموال التجار يختلف فيها في كل وقت، ولا يمكن أخذ الزكاة منها، فلو وضع عليهم شئ يكون صلحا.

 55 - وروى فقهائكم مثل حماد بن زيد (5) وغيره ممن تحتجون بهم


(1) - هو: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي. أنظر تهذيب الكمال ج 11، ص 154 الرقم: 2407.

 (2) - الدسكرة: القرية والصومعة والارض المستوية، وبيوت الاعاجم يكون فيها الشراب والملاهي، أو بناء كالقصر حوله بيوت، ج دساكر. قاموس المحيط للفيروزآبادي ج 2، ص 30.

 (3) - هو: الضحاك بن مخلد الشيباني، أبو عاصم النبيل البصري المتوفى (212). أنظر تهذيب الكمال ج 13، ص 281 رقم 2927.

 (4) - هو: خالد بن مهران الحذاء أبو المنازل البصري المتوفى (141). أنظر تهذيب الكمال ج 8، ص 177 الرقم: 1655. وفيه: كان وقد استعمل على القبة ودار العشور بالبصرة.

 (5) - هو: حماد بن زيد بن درهم الازدي الجهضمي أبو إسماعيل البصري وكان من ولات عثمان بن عفان أنظر تهذيب الكمال ج 7 ص 250.

 


[ 185 ]

علينا، إنهم قالوا: إنا لنري عليا بمنزلة العجل (1) الذي إتخذوه بنو إسرائيل، فقال بعض: إن أصحاب علي عليه السلام أشد حبا له من أصحاب العجل هؤلاء الذين رووا المنكرات، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ما أبطأ عني جبرائيل قط إلا ظننته بدأ بعمر (2).

 


(1) - أنظر نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 103 قال: روى المحدثون عن حماد بن زيد أنه قال: أرى أصحاب علي أشد حبا له من أصحاب العجل لعجلهم.

 [قال ابن أبي الحديد ]: وهذا كلام شنيع.

 (2) - وفي مسند الامام أحمد بن حنبل ج 4 ص 154 عن مشرح بن هاعان، أخبره أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو كان من بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب.

 كما ذكره البسوي في المعرفة والتاريخ ج 1 ص 462، وفيه: عن الشعبي، أن عليا قال: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر. وفيه عن شقيق قال: قال عبد الله والله لو أن علم عمر وضع كفة ميزان وجعل علم أحياء أهل الارض في الكفة الاخرى لترجح علم عمر مذ مذهب يوم ذهب بتسعة أعشار العلم. وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 109: لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب. وفيه: عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني لانظر إلى شياطين الجن والانس قد فروا من عمر،.. وأن الشيطان يفرق من عمر ! !.

 قال أبو محمد المحمودي: كأن عائشة نسيت قول أبيها: إن لي شيطانا يعتريني !. وإن كان الحق بعد النبي مع عمر، ؟ والسكينة تنطق على لسانه ؟ فهو معذور في قوله: إن الرجل ليهجر، وحسبنا كتاب الله، وقوله: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى لله المسلمين شرها فمن عاد لمثلها فاقتلوه !، ولعل عائشة أرادت أن تحسب عمر حسنة من حسنات أبيها.. ! أنظر ص 681 من هذا الكتاب.

 ومن أراد أن يرى تفصيل تلك الترهات والموضوعات فليراجع إلى كتاب " الغدير " لشيخنا الاميني رحمه الله ج 5 ص 312 وج 6 ص 331 وج 7 ص 109.

 


[ 186 ]

56 - وروت علمائكم وفقهائكم ضد ذلك، أن عمر، ومن هو أجل من عمر عندكم ليلة العقبة فيمن تجسسوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، رواه عبيدالله بن موسى، عن الوليد بن جبير عن أبي الطفيل.

 عن حذيفة: أن عمر تجسس رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).

 وهذه إختلافات في رواياتكم، عن رجالكم، وعن قوم أخذتم عنهم دينكم واعتمدتم عليهم، وجعلتموهم حجة لكم عند الله تحتجون بهم علينا، ونحن الآن نذكر وقيعة بعضهم في بعض، وذكر بعضهم بعضا.

 [علماء السير وفقهاء الحديث ]:

فقال علمائكم وفقهاء الامة: إن عامة من تعلق به الحديث مبتدعة، فذكروا من قدرية أهل المدينة، محمد بن إسحاق بن يسار القرشي صاحب السير، (1) وعبد الرحمن بن إسحاق (2)، ومحمد بن عبد الرحمن القرشي (3)، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الاسلمي (4)، وشريك بن


(1) - هو: محمد بن اسحاق بن يسار بن خيار مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، المولود عام (85) بالمدينة، والمتوفى (151) يقال له: أمير المؤمنين في الحديث، في السير والمغازي، قيل: لمحمد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها ولا يشاركه فيها أحد، وله فيها كتب توفي ببغداد سنة إحدى وخمسين ومأة، أنظر تاريخ بغداد ج 1، ص 214، رقم: 51، تجد له ترجمة وافية.

 (2) - هو: عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة المدني ويقال له: عباد ابن إسحاق المتوفى (..).

 أنظر تهذيب الكمال ج 16، ص 519، الرقم: 3755.

 (3) - هو: محمد بن عبد الرحمن القرشي بن نوفل بن الاسود الاسدي.

 تهذيب الكمال ج 25، ص 645 رقم: 5411.

 


[ 187 ]

عبد الله (1)، وعطاء بن يسار (2)، وقد تعلق حديث المدينة بهؤلاء.

 ومن أهل مكة: عبد الله بن أبي نجيح (3)، وهشام بن حجير (4)، وإبراهيم بن نافع (5)، ومن أهل الشام: مكحول (6)، وثور بن زيد (7)، وغيلان (8).

 


(4) - هو: إبراهيم بن محمد أبي يحيى أبو إسحاق الاسلمي المدني. تهذيب التهذيب ج 1، ص 158 الرقم: 284.

 (1) - هو: شريك بن عبد الله بن أبي نمر القرشي أبو عبد الله المدني المتوفى (144) تهذيب الكمال، ج 12، ص 475 رقم: 2737.

 (2) - هو: عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني القاص المتوفى (94). تهذيب الكمال ج 20، ص 125، رقم: 3946.

 (3) - هو: عبد الله بن أبي نجيح وإسمه يسار الثقفي أبو يسار المكي المتوفى (132) تهذيب الكمال، ج 16، ص 215 رقم 3612.

 (4) - هو: هشام بن حجير المكي أنظر تهذيب التهذيب ج 11 ص 33. وتهذيب الكمال ج 30، ص، 179.

 الرقم 6571.

 (5) - هو: إبراهيم بن نافع المخزومي أبو إسحاق المكي. تهذيب التهذيب 1، 174، وتهذيب الكمال ج 2، ص 227 الرقم: 260.

 (6) - هو: مكحول الشامي أبو عبد الله ويقال: أبو أيوب، المتوفى (116). تهذيب الكمال ج 28 ص 464 رقم: 6168.

 (7) - كذا في المتن وبعد المراجعة بترجمة الرجل ذكر ابن عدي في الكامل هكذا: ثور بن يزيد زياد الكلاعي ويقال: الرحبي أبو خالد الشامي الحمصي المتوفى (153) تهذيب الكمال، ج 4، ص 418 رقم 862. أنظر تهذيب التهذيب ج 2 ص 33.

 (8) - هو: غيلان بن أنس الكلبي مولاههم أبو يزيد الشامي الدمشقي. تهذيب الكمال، ج 23، ص 126 رقم: 4698.

 


[ 188 ]

ومن أهل البصرة: قتادة بن دعامة السدوسي (1)، ومعبد الجهني (2)، وعوف بن أبي جميلة الاعرابي (3) ويزيد الرقاشي (4) وسعيد بن أبي عروبة (5)، وعمرو بن عبيد (6)، وهشام بن الدستوائي (7)، وهمام بن يحيى (8) وعباد بن منصور من بني سامة بن لوي (9) وأبان بن أبي عياش (10)، وعباد بن


(1) هو: قتادة بن دعامة قتادة السدوسي أبو الخطاب البصري المتوفى (117). أنظر تهذيب الكمال ط بيروت ج 23، ص 498 الرقم 4848. وفيه: وكان أكمه.

 (2) - هو: معبد بن خالد الجهني يكنى أبا زرعة المتوفى (72). أنظر تهذيب التهذيب ج 10 ص 222 الرقم: 405. وتهذيب الكمال، ج 28، ص 244 رقم: 6079.

 (3) - هو: عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري أبو سهل البصري المعروف بالاعرابي المتوفى (147).

 تهذيب الكمال ج 22 ص 437 الرقم: 4545.

 (4) - هو: يزيد بن أبان الرقاشي أبو عمرو البصري القاض من زهاد أهل البصره وهو عم الفضل بن عيسى ابن أبان الرقاشي. تهذيب الكمال ج 32 ص 64 الرقم 6958.

 (5) - هو: سعيد بن أبي عروبة أبو النضر البصري المتوفى (156) أنظر تهذيب الكمال ج 11 ص 5 الرقم 2327، وتهذيب التهذيب ج 4 ص 63.

 (6) - هو: عمرو بن عبيد بن باب ويقال: ابن كيسان التميمي أبو عثمان البصري المتوفى (143).

 تهذيب الكمال ج 22 ص 123 الرقم 4406.

 (7) - هو: هشام بن أبي عبد الله الدستوائي أبو بكر البصري المتوفى (152) تهذيب التهذيب ج 11، ص 43.

 وتهذيب الكمال ج 30 ص 215 الرقم 6582.

 (8) - هو: همام بن يحيى بن دينار العوذي المحلمي. أبو عبد الله ويقال: أبو بكر البصري المتوفى (164). تهذيب التهذيب ج 11، ص 67 وتهذيب الكمال ج 30، ص 302 الرقم: 6602.

 (9) - هو: عباد بن منصور الناجي، أبو سلمة البصري المتوفى (152). تهذيب الكمال ج 14 ص 156، الرقم 3093 وفيه أبو سلمة البصري.

 


[ 189 ]

ميسرة المنقري (1)، وزكريا بن حكيم الحبطي (2)، وهارون الاعور (3)، وحماد الابح (4)، وعمر الابح (5)، وعطاء بن أبي ميمونة (6)، وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي (7)، وصالح المزني (8)، وصالح الناجي (9)، والربيع بن صبيح (10)، والاشعث ابن


(10) - هو: أبان بن أبي عياش البصري المتوفى (138)، تهذيب الكمال ج 2، ص 19 الرقم: 142.

 (1) - هو: عباد بن ميسرة المنقري التميمي البصري المعلم تهذيب الكمال ج 14 ص 167 الرقم 3100.

 (2) - في تهذيب الكمال ج 9 ص 369 هو: زكريا بن عدي الحبطي يروي عن الشعبي، و عنه غسان بن عبيد الموصلي أخبرنا بحديثه أبو الحسن ابن البخاري، قال: أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا غسان بن عبيد الموصلي، قال: حدثنا زكريا بن عدي الحبطي، عن الشعبي أن ابن عمر طلق امرأته وهي حائض، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يراجعها فإن بدا له طلقها وهي طاهر في قبل عدتها.

 (3) - تهذيب الكمال ج 30 ص 115 الرقم: 6530 وفيه: هارون بن موسى الاضدي العتكي ويقال: أبو موسى النحوي البصري الاعور صاحب القراءة.

 (4) - هو: حماد بن يحيى أبوبر الابح السلمي أبو بكر البصري. تهذيب الكمال، ج 17، ص 292 رقم 1492.

 (5) - هو: عمر بن سعد البصري الابح، لسان الميزان ج 4 ص 309.

 (6) - هو: عطاء بن أبي ميمونة البصري المتوفى (131). يكنى أبا معاذ. تهذيب الكمال ج 20، ص 117 الرقم 3942.

 (7) - كتاب اللباب في تهذيب الانساب ج 2 ص 6، ط بيروت: محمد بن سليم أبو هلال الراسبي. تهذيب الكمال ج 25 ص 292 الرقم 5256.

 (8) - تهذيب الكمال ج 13 ص 47 الرقم 2812 صالح بن رستم المزني.

 


[ 190 ]

سعيد السمان (11)، وأبو الربيع عبد الواحد بن زيد (12)، وعنبسة بن سعيد القطان [الواسطي البصري] (13)، وعثمان بن مقسم (14)، وأبو عبيدة الناجي (15)، وعبد الوارث بن سعيد النسوي (16)، وسفيان بن حبيب (17)، وأبو قطن مهدي بن هلال (18)، وعباد بن صهيب (19)، والمنهال بن الجراح (20) وعبد الله بن غالب (21).

 فهؤلاء فقهاء البصرة ورواة حديثهم وأخبارهم، وكلها معلقة


(9) - لم نجد له ترجمة ولعله سالم كما في الانساب للسمعاني ج 5 ص 442.

 (10) - الكامل لابن عدي ج 3 ص 992 ربيع بن صبيح أبو حفص وتهذيب الكمال ج 9 ص 89 الرقم 1865.

 (11) - الكامل لابن عدي ج 1 ص 367، أشعث بن سعيد أبو الربيع السمان بصري تهذيب التهذيب ج 1 ص 353، وتهذيب الكمال ج 3، ص 261 الرقم 523.

 (12) - هو: عبد الواحد بن زيد البصري أبو عبيدة، أنظر الجرح والتعديل ج 6 ص 20، الرقم: 107.

 (13) - تهذيب الكمال ج 22 ص 411 الرقم 4534.

 (14) - الكامل في الضعفاء ج 5 ص 1804، عثمان بن مقسم أبو سلمة البري بصري.

 (15) - لم نجد له مصدرا.

 (16) - عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري مولاهم التنوري. تهذيب الكمال ج 18 ص 478 الرقم 3595.

 (17) - تهذيب الكمال ج 11 ص 137 الرقم 2398.

 (18) - لسان الميزان ج 6 ص 106.

 (19) - كذا في المتن ولعله عباد بن نسيب كما في تهذيب التهذيب ج 14 ص 169 الرقم 3101.

 (20) - أنظر: الجرح والتعديل ج 8، ص 358. الرقم: 1693.

 (21) - تهذيب الكمال ج 15 ص 419، الرقم 3476.

 


[ 191 ]

بهم، وقد قذفوهم بالبدعة والضلال.

 وممن نسب من أهل الكوفة إلى الترفض، وذكروا أنهم إقتدوا بجماعة من جلة أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل سلمان الفارسي (1) وأبي ذر الغفاري (2)، والمقداد بن الاسود (3)، وعمار بن ياسر (4)، وجابر بن عبد الله الانصاري (5)، وأبي سعيد الخدري (6)، والبراء بن عازب بن حصين (7)، وحذيفة ابن اليمان (8)، وخزيمة بن ثابت الانصاري ذو الشهادتين (9)، وعبد الله الصالحي، وحبشي بن جنادة السلولي (10)، وعبد الله بن عياس (11)،


(1) - تهذيب الكمال ج 11 ص 245 الرقم 2438، له ترجمة مفصلة.

(2) - تهذيب الكمال ج 33 ص 294 الرقم 7351.

 وفيه: أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إختلف في إسمه وإسم أبيه إختلافا كثيرا، والمشهور إسمه جندب بن جنادة.

(3) - تهذيب الكمال ج 28 ص 452 الرقم 6162.

(4) - تهذيب الكمال چ 21 ص 215 الرقم 4174، له ترجمة مفصلة.

(5) - تهذيب الكمال ج 4 ص 443 الرقم 871. له ترجمة مفصلة.

(6) - تهذيب الكمال ج 10 ص 294 الرقم 2224. وهو سعد بن مالك بن سنان بن عبيد أبو سعيد الخذري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله).

(7) - تهذيب الكمال ج 4 ص 34 الرقم: 649.

(8) - تهذيب الكمال ج 5 ص 495 الرقم 1147. وفيه: صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله).

(9) - تهذيب الكمال ج 8 ص 243 الرقم: 1685.

(10) - تهذيب الكمال ج 5 ص 349 الرقم: 1075.

(11) - تهذيب الكمال ج 15 ص 154 الرقم 3358.

 


[ 192 ]

وعبد الله بن جعفر (1) وأبي رافع مولى رسول الله (2)، وأبي جحيفة (3)، وعبد الله بن أبي أوفى (4)، وزيد بن أرقم (5).

 ومنهم سعيد بن المسيب بن مجاهد (6)، وسويد بن غفلة السلمي (7) والحارث الاعور (8)، وعلقمة (9)، والربيع بن خثيم (10)، وأويس [بن عامر] القرني (11)، وإبراهيم النخعي (12)، وعبد خير (13)، و [ملك بن


(1) - تهذيب الكمال ج 14 ص 367 الرقم 3202.

 (2) - تهذيب الكمال ج 33 ص 301 الرقم 7354.

 وفيه: أبو رافع القبطي مولى النبي (صلى الله عليه وآله) يقال: إسمه إبراهيم أو أسلم، أو ثابت، أو هرمز.

 (3) - تهذيب الكمال ج 31 ص 132 الرقم 6760. وهو: وهب بن عبد الله ويقال: وهب ابن وهب أبو جحيفة السوائي.

 (4) - تهذيب الكمال ج 14 ص 317 الرقم 3171.

 (5) - تهذيب الكمال ج 10 ص 9 الرقم 2087.

 (6) - تهذيب الكمال ج 11 ص 66 الرقم 2358.

 (7) - تهذيب الكمال ج 12 ص 265 الرقم 2647.

 (8) - تهذيب الكمال ج 5 ص 244 الرقم 1025.

 (9) - تهذيب الكمال ج 20 ص 298 الرقم...

 (10) - تهذيب الكمال ج 9 ص 70 الرقم 1859.

 (11) - هو: أويس بن عامر القرني المرادي من اليمن، المستشهد في صفين، أنظر الكامل لابن عدي ج 1، ص 403. ومعجم رجال الحديث للخوئي ج 3 ص 244 الرقم: 1573. من أصحاب علي (عليه السلام).

(12) - تهذيب الكمال ج 2 ص 233 الرقم 265.

(13) - تهذيب الكمال ج 16 ص 469 الرقم 3734.

 


[ 193 ]

الحارث] الاشتر (1)، وعبيد الله بن أبي رافع (2)، ومحمد بن أبي بكر (3)، والقاسم ابن محمد بن أبي بكر (4).

 ذكروا أن هاؤلاء من جلة الرافضة، واقتدى بهم علقمة بن قيس النخعي (5)، وعبيدة السلمي (6)، وأبو البختري مولى طه (7)، والحارث بن عبد الله [الاعور] الهمداني (8)، وعاصم بن ضمرة السلولي [الكوفي] (9)، وحجر (حجية) بن عدي الكندي (10)، وزيد، وصعصعة ابنا صوحان (11)، وعبد الرحمن بن أبي ليلى الانصاري (12)، وزر بن حبيش (13)، وربعي بن خراش العبسي (14)،


(1) - تهذيب الكمال ج 27 ص 126 الرقم 5731.

 (2) - تهذيب الكمال ج 19 ص 120 الرقم 3666.

 (3) - تهذيب الكمال ج 24 ص 541 الرقم 5097.

 (4) تهذيب الكمال ج 23 ص 427 الرقم 4819.

 (5) - تهذيب الكمال ج 23 ص 300 الرقم 4017.

 (6) - تهذيب الكمال ج 19 ص 200 الرقم 3713.

 (7) - هو: سعيد بن فيروز أبوالبختري، تهذيب الكمال ج 11 ص 32 الرقم...

 (8) - تهذيب الكمال ج 5 ص 244 الرقم 1025.

 (9) - تهذيب الكمال ج 13 ص 496 الرقم 3012.

 (10) - تهذيب الكمال ج 5 ص 485 الرقم 1141.

 (11) - تهذيب الكمال ج 13 ص 167 الرقم 2876.

 (12) - معجم رجال الحديث ج 9 ص 298.

 (13) - تهذيب الكمال ج 9 ص 335 الرقم 1976.

 (14) - تهذيب الكمال ج 9 ص 54 الرقم 1850.

 


[ 194 ]

وأبو حنان الاشجعي (1)، وسعيد الهمداني (2)، وعلي بن ربيعة (3) وعامر بن واثلة الليثي (4)، وأبو ظلبيان (5)، وأبو الاسود بن قيس وسويد بن الحارث الهمداني (6) وسائب بن عطاء السائب (7)، وزاذان أبو عمر (8) وميسرة، وخالد بن عرعرة (9)، وأبو هلال العكي (10) وأبو جحيفة [السوائي] (11) والحارث بن لقيط (12) وهبيرة بن يريم (13) قيل: وأبو عبد الله الجدلي (14) وزهير بن الاقمر (15) وعبد


(1) - هو: إما أبو حنين بن عبد الله، أو عبيد الله بن عبيد الرحمان الاشجعي الكوفي. أنظر تهذيب الكمال ج 19، ص 107، الرقم: 3662.

 (2) - تهذيب الكمال ج 11 ص 42 الرقم 2346.

 (3) - تهذيب الكمال ج 20 ص 431 الرقم 4068.

 (4) - تهذيب الكمال ج 14 ص 79 الرقم 3064.

 (5) - تهذيب الكمال ج 6 ص 514 الرقم 1355.

 (6) - أنظر الجرح والتعديل ج 4، ص 234.

 (7) - أنظر الجرح والتعديل ج 4، ص 242.

 (8) - تهذيب الكمال ج 9 ص 263 الرقم 1945.

 (9) - هو: خالد بن عرعرة السهمي الكوفي. أنظر الجرح والتعديل ج 3، ص 343.

 (10) - أنظر الجرح والتعديل ج 9، ص 454، الرقم: 2321.

 (11) - هو: وهب بن عبد الله، ويقال: وهب بن وهب أبو جحيفة السوائي. أنظر تهذيب الكمال ج 31، ص 132 الرقم 6760.

 (12) - هو: الحارث بن لقيط النخعي. أنظر الجرح والتعديل ج 3، ص 87 رقم: 402 (13) - تهذيب الكمال ج 30 ص 150 الرقم 6552. وفيه: هبيرة بن يريم الشيباني الكوفي.

 (14) - تهذيب الكمال ج 34 ص 192، الرقم: 7471. وفيه: أبو عبد الله الجدلي الكوفي إسمه عبد بن عبد وقيل: عبد الرحمان بن عبد.

 


[ 195 ]

خير الخيواني (1) وأبو ليلى الكبير (2) وعبد الله بن سلمة (3) وعبد الرحمان بن يزيد (4) ومالك بن الحارث النخعي (5)، وأبو العيش (6) والاصبغ بن نباته (7)، وكليب الاودي بن علا (8)، وعمر بن نفخة (9)، وقيس بن شفي (10)، وعبد الله بن قيس التميمي (11)،


(1) - تهذيب الكمال ج 34، ص 219، الرقم: 7584، وفيه: زهير بن الاقمر أبو كثير الزبيدي وقيل: عبد الله بن مالك.

 (1) - هو: عبد خير بن يزيد أبو عمارة الكوفي الخيواني، أنظر الجرح والتعديل ج 6، ص 37 رقم 201.

 وفي النسخة الحراني خطأ.

 (2) - كذا في النسخة، ولكن لا يناسب المقام ولعله أبوليلي الكندي الكوفي كما في تهذيب الكمال ج 34 ص 239 الرقم 7594.

 (3) - تهذيب الكمال ج 15 ص 50، الرقم: 3313 وفيه المرادي الكوفي.

 (4) - هو: عبد الرحمان بن يزيد بن قيس النخعي أبو بكر الكوفي المتوفى (73). تهذيب الكمال ج 17 ص 114، 119.

 (5) - معجم رجال الحديث، 14، 161 الرقم: 9796، وتهذيب الكمال ج 27 ص 126، الرقم: 5731 وهو مالك الاشتر.

 (6) - لم نجد له مصدرا ولعله أبو عياش أنظر تهذيب الكمال ج 34 ص 162.

 (7) - تهذيب الكمال ج 3 ص 308، الرقم: 537 فيه أصبغ بن نباتة التميمي ثم الحنظلي أبو القاسم الكوفي.

 وأنظر المعارف لابن قتيبة، ص 624.

 (8) - هو: كليب الاودي كوفي.

 أنظر الجرح والتعديل ج 7، ص 167 الرقم: 948.

 (9) - لم أجد بهذا العنوان، لعله عمرو بن بعجة البارقي، كما في الجرح والتعديل ج 6، ص 221، الرقم: 1229.

 (10) - هو: قيس بن شفي روى عن ابن عباس، أنظر الجرح والتعديل ج 7، ص 100 الرقم: 565.

 (11) - لم نجد بهذا العنوان ترجمة ولعله عبد الله بن قيس النخعي الكوفي أنظر تهذيب الكمال، ج 15، ص 459.

 


[ 196 ]

وسعيد بن شفي (1)، وحبة بن جوين العرني (2)، وعتاب بن عبيد الاسدي (3)، وأبو ناجية (4) وأبو عاصم بن كليب (5)، وحيان بن الحارث (6) وعبيد الله (7)، وسليمان (8)، وسعد بنو مرة الاسلمي (9)، وإبراهيم بن يزيد النخعي (10) وسالم بن أبي الجعد (11)، وهلال بن يساف (12)، وخيثمة بن عبد الرحمن (13) وعمارة بن عمير (14)،


(1) - هو: سعيد بن شفي روى عن ابن عباس، أنظر الجرح والتعديل ج 4، ص 32 الرقم: 136.

 (2) - تهذيب الكمال ج 5 ص 351، الرقم: 1076 فيه: حبة بن جوين بن علي بن عبد نهم بن مالك بن غانم بن مالك بن هوازم بن عرينة العرني البجلي أبو قدامة الكوفي.

 (3) - لم نجد له ترجمة بهذا العنوان.

 (4) - لم نجد له ترجمة.

 (5) - لم نجد له ترجمة بهذا العنوان. تهذيب الكمال، ج 34، ص 7.

 (6) - هو: حيان بن الحارث أبو عقيل، روى عن علي رضي الله عنه أنظر الجرح والتعديل ج 3، ص 243 الرقم: 1082.

 (7) - لم يعرف.

 (8) - كذا في النسخة ولم نجد بهذا العنوان إلا أن نعتبرهما واحدا وهو: عبد الله بن سليمان، كما في الجرح والتعديل ج 5، ص 316، الرقم: 1503.

 (9) - لم نجد بهذا العنوان.

 راجع الانساب للسمعاني ج 1، ص 151.

 (10) - تهذيب الكمال ج 2 ص 233، الرقم: 265.

 (11) - تهذيب الكمال ج 10 ص 130، الرقم: 2142.

 (12) - تهذيب الكمال ج 30 ص 353، الرقم: 6634.

 (13) - تهذيب الكمال ج 8 ص 370، الرقم: 1747.

 (14) - تهذيب الكمال ج 21 ص 256، الرقم: 4193.

 


[ 197 ]

الحارث (1) وعطية بن سعد [بن جنادة] العوفي (2) والحكم بن عتيبة (3)، والحارث العكلي (4)، وأبو السفر الهمداني (5)، وسلمة بن كهيل (6)، وسماك بن حرب (7)، وزبيد الايامي (8)، وأبو إسحاق الهمداني (9) وأبو حصين عثمان بن عاصم الاسدي (10)، وعبيد الله بن يزيد (11)، والمقدام بن شريح الحارثي (12)، وعامر بن شقيق الاسدي (13)


(1) - تهذيب الكمال ج 27 ص 126، الرقم: 5731.

 (2) - تهذيب الكمال ج 20 ص 145، الرقم: 3956.

 (3) - أنظر تهذيب الكمال ج 7 ص 114 ط بيروت.

 (4) تهذيب الكمال ج 5 ص 308، وفيه: الحارث بن يزيد العكلي التيمي الكوفي.

 (5) - هو: سعيد بن يحمد، ويقال: ابن أحمد، أبو السفر الهمداني الكوفي والد عبد الله بن أبي السفر.

 أنظر تهذيب الكمال ج 11 ص 101، الرقم: 2375.

 (6) - تهذيب الكمال ج 11 ص 313 الرقم: 2467.

 (7) - تهذيب الكمال ج 12 ص 115، الرقم: 2579.

 (8) - تهذيب الكمال ج 9 ص 289، الرقم: 1957 وفيه زبيد الحارث اليامي والايامي.

 (9) - تهذيب الكمال ج 33 ص 29، الرقم: 7204، إسمه هارون همداني، أو ص 30، أبو إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي إسمه عمرو بن عبد الله.

 (10) - تهذيب الكمال ج 19 ص 401، الرقم: 3828.

 (11) - تهذيب الكمال ج 19 ص 176، الرقم: 3695.

 وفيه عبيدالله بن يزيد بن إبراهيم الحراني القردواني والد محمد بن عبيدالله.

 (12) - تهذيب الكمال ج 28 ص 457، الرقم: 6163 وفيه المقدام بن شريح بن الهانئ بن يزيد الحارثي الكوفي والد يزيد بن المقدام بن شريح.

 (13) - تهذيب الكمال ج 14 ص 41، الرقم: 3043 وفيه عامر بن شقيق بن جمرة بالجيم والراء الاسدي الكوفي.

 


[ 198 ]

وعطاء بن السائب (1)، وحصين بن عبد الرحمن السلمي (2)، ومنصور بن المعتمر (3)، وإسماعيل السدي (4)، والاعمش بن سليمان مهران (5)، ومخول بن راشد (6)، وقيس بن مسلم (7)، وعبد العزيز بن رفيع [الاسدي] (8)، وأبان بن تغلب (9)، وليث بن أبي سليم الهمداني (10)، و [ثابت بن هرمز] أبو المقدام الحداد (11)، وعمارة بن


(1) - تهذيب الكمال ج 20 ص 86، الرقم: 3934.

 (2) - تهذيب الكمال ج 6 ص 519، الرقم: 1358.

 (3) - تهذيب الكمال ج 28 ص 546، الرقم: 6201.

 (4) - تهذيب الكمال ج 3 ص 132، الرقم: 462.

 وفيه إسماعيل بن عبد الرحمان بن أبي كريمة السدي.

 (5) - تهذيب الكمال ج 12 ص 76، الرقم: 2570.

 وفيه سليمان بن مهران الاسدي الكاهلي مولاهم أبو محمد الكوفي الاعمش.

 (6) - تهذيب الكمال ج 27 ص 348، الرقم: 5846 وفيه: مخول بن راشد النهدي.

 (7) - تهذيب الكمال ج 24 ص 81، الرقم: 4921 وفيه: قيس بن مسلم الجدلي العدواني أبو عمر الكوفي.

 (8) - تهذيب الكمال ج 18 ص 134، الرقم: 3446 وفيه عبد العزيز بن رفيع الاسدي أبو عبد الله المكي الطائفي سكن الكوفة.

 (9) - تهذيب الكمال ج 2 ص 6، الرقم: 135 وفيه أبان بن تغلب الربيعي أبو سعد الكوفي القاري.

 (10) - تهذيب الكمال ج 24 ص 279، الرقم: 5017 وفيه ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي.

 الكوفي.

 (11) - تهذيب الكمال ج 4 ص 380، الرقم: 833 وفيه: ثابت بن هرمز الكوفي أبو المقدام الحداد.

 


[ 199 ]

القعقاع الضبي (1) وجامع بن شداد المحاربي (2)، وعثمان بن المغيرة الثقفي (3)، ويزيد بن أبي زياد الهاشمي (4)، وفضيل بن عمرو الفقيمي (5)، والاسود بن قيس (6)، وحبيب بن أبي ثابت (7)، وعبد الرحمان بن عبد الله بن الاصبهاني (8)، ومهران البجلي (9)، وداود بن أبي عوف (10)، وخالد بن علقمة (11)، و عبد الملك بن عمير (12)، وعاصم بن كليب (13)،


(1) - تهذيب الكمال ج 21 ص 262، الرقم: 4196 وفيه: عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي.

 (2) - تهذيب الكمال ج 4 ص 486، الرقم: 889 وفيه: جامع بن شداد المحاربي أبو صخر الكوفي.

 (3) - تهذيب الكمال ج 19 ص 497، الرقم: 3864.

 (4) - تهذيب الكمال ج 32 ص 135، الرقم: 6991.

 (5) - تهذيب الكمال ح 23، ص 278، الرقم 4762 وفيه: فضيل بن عمرو الفقيمي.

 (6) - تهذيب الكمال ج 3 ص 229 الرقم: 506 وفيه: الاسود بن قيس العبدي.

 (7) - تهذيب الكمال ج 5، ص 358، الرقم 1079 وفيه: حبيب بن أبي ثابت وإسمه قيس بن دينار.

 (8) - تهذيب الكمال ج 17، ص 242، الرقم 3879.

 وفيه عبد الرحمان ابن عبد الله ابن الاصبهاني الكوفي.

 (9) - لم نجد له ترجمة بهذا العنوان.

 (10) - تهذيب الكمال ج 8، ص 434، الرقم 1779.

 (11) - تهذيب الكمال ج 8، ص 134، الرقم 1637 وفيه: خالد بن علقمة الهمداني الوادعي أبو حية الكوفي.

 (12) - تهذيب الكمال ج 18، ص 370، الرقم 3546.

 (13) - تهذيب الكمال ج 13، ص 537، الرقم 3024 وفيه: عاصم بن كليب بن شهاب ابن المجنون الجرمي الكوفي.

 


[ 200 ]

والمغيرة بن سعد (1)، وأبو قرارة بن أبي ظبيان (2)، والعلاء بن المسيب (3)، وضرار بن مرة الشيباني (4)، وأبو سنان (5)، وسنان بن حبيب، (6) وإبراهيم ابن المهاجر (7)، وأبو الهيثم المرادي (8)، وعيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (9)، وأبو يعقوب (10)،


(1) - تهذيب الكمال ج 28، ص 365، الرقم 6128. وتهذيب التهذيب ج 10 ص 261 رقم: 467.

 (2) - لم نجد بهذا العنوان له ترجمة إلا أن في ميزان الاعتدال ج 4 ص 562 أبو فزارة العنزي، والجرح والتعديل ج 9 ص 423.

 (3) - الجرح والتعديل، ج 6 ص 360 الرقم 1991 وفيه: العلاء بن المسيب بن رافع الكوفي التغلبي. وتهذيب الكمال ج 22 ص 541 الرقم 4588.

 (4) - تهذيب الكمال ج 13 ص 306، الرقم: 2933 الجرح والتعديل ج 4، ص 465، الرقم: 2044.

 (5) - تهذيب الكمال ج 10 ص 492، الرقم: 2293. وفيه: سعيد بن سنان البرجمي أبو سنان، الشيباني الاصغر، الكوفي.

 (6) - الجرح والتعديل، ج 4 ص 252 الرقم 1088، وفيه: سنان بن حبيب أبو حبيب السلمي.

 (7) - الجرح والتعديل، ج 2 ص 132 الرقم 421. وتهذيب الكمال ج 2 ص 211 وفيه: إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي، أبو إسحاق الكوفي.

 (8) - تهذيب الكمال ج 34، ص 384، الرقم 7686، وفيه أبو الهيثم المرادي الكوفي، صاحب القصب، قيل: إن اسمه عمار.

 (9) - الجرح والتعديل ج 6 ص 281، الرقم: 1557 وفيه: الانصاري. معجم رجال الحديث ج 13، ص 193، الرقم 9191. تهذيب الكمال ج 22، ص 629، الرقم 4638.

 (10) - معجم رجال الحديث ج 22، ص 89 الرقم 14942. الجرح والتعديل ج 9، ص 460 الرقم 2360، وفيه أبو يعفور الثقفي الكوفي. تهذيب الكمال ج 34.

 


[ 201 ]

وعمران بن أبي مسلم (1)، وإبراهيم بن عبد الاعلى (2)، والوليد بن عقبة (3) وثوير بن أبي فاخته (4)، وعمار الدهني (5)، وعبد الملك بن أعين (6)، وبكير بن كثير (7) وسالم بن أبي حفصة (8)، وعمران بن ظبيان (9)، وجابر الجعفي (10)، وحكيم


(1) - معجم رجال الحديث ج 13، ص 137، الرقم 9026. الجرح والتعديل ج 6، ص 304، تهذيب الكمال ج 22، ص 355.

 (2) - الجرح والتعديل ج 2، ص 112، الرقم 334، وفيه إبراهيم بن عبد الاعلى الكوفي معجم رجال الحديث ج 1، ص 241، الرقم 190.

 (3) - الجرح والتعديل ج 9، ص 12، الرقم 53. معجم رجال الحديث ج 19، ص 197، الرقم 13158. تهذيب الكمال ج 31، ص 61، الرقم 6724.

 (4) - الجرح والتعديل ج 2، ص 472، الرقم 1920، معجم رجال الحديث ج 3، ص 414، الرقم 2000، تهذيب الكمال ج 4، ص 429، الرقم 863. وفيه ثوير بن أبي فاخته، وإسمه سعيد بن علاقة القرشي، الهاشمي، أبو الجهم الكوفي.

 (5) - الجرح والتعديل ج 6، ص 390، الرقم 2175، معجم رجال الحديث ج 12، ص 260 الرقم 8644. تهذيب الكمال ج 21، ص 208، الرقم 4171 وفيه: عمار بن معاوية ويقال: ابن أبي معاوية.

 (6) - الجرح والتعديل ج 5، ص 343، الرقم 161، معجم رجال الحديث ج 11، ص 14، الرقم 7284. تهذيب الكمال ج 18، ص 282، الرقم 3514 وفيه عبد الملك بن أعين الكوفي.

 (7) - لم نجد له ترجمة بهذا العنوان.

 (8) - الجرح والتعديل ج 4، ص 180، الرقم 782، معجم رجال الحديث ج 8، ص 13، الرقم 4935. تهذيب الكمال ج 10، ص 133، الرقم 2143 وفيه سالم بن أبي حفصة العجلي، أبو يونس الكوفي، أخو إبراهيم بن أبي حفصة.

 (9) - الجرح والتعديل ج 6، ص 300، الرقم 1663، تهذيب الكمال ج 22، ص 334، الرقم 4493. وفيه: عمران بن ظبيان الحنفي الكوفي.

 (10) - الجرح والتعديل ج 2، ص 497، ومعجم رجال الحديث ج 4، ص 17، 2025.

 


[ 202 ]

بن جبير (1) وموسى بن قيس الحضرمي (2) وعلي والحسن إبنا صالح بن حي (3)، وعبد الله بن بكير (4)، وزيد بن سعد بن أوس (5) ويوسف بن مهاجر (6)، ومسافر الجصاص (7) ويعلى بن الحارث (8) وحرب بن يعلى (9)، وسعيد بن خثيم (10)، وسعيد بن محمد الوراق (11)، ويونس بن بكير (12)، وقيس بن الربيع (13) ونوح بن


(1) - الجرح والتعديل ج 3، ص 201، والرقم 873، معجم رجال الحديث ج 6، ص 184، الرقم 3890.

 (2) - الجرح والتعديل ج 8، ص 157، الرقم 703، معجم رجال الحديث ج 19، ص 73، الرقم 12836.

 وفيه موسى القاسم الحضرمي.

 (3) - الجرح والتعديل ج 6، ص 190، الرقم 1048، وفيه: علي بن صالح بن صالح بن حي الهمداني.

 وج 3 ص 18 الرقم: 68 وفيه: الحسن بن صالح بن صالح بن مسلم بن حي.

 (4) - الجرح والتعديل ج 5، ص 16، الرقم 73، وفيه عبد الله بن بكير الغنوي.

 (5) - الجرح والتعديل ج 3، ص 564، الرقم 2551، وفيه: زيد بن سعد الهمداني.

 (6) - الجرح والتعديل ج 9، ص 231، الرقم 967، وفيه: يوسف بن مهاجر الحداد.

 (7) - الجرح والتعديل ج 8، ص 411، الرقم 1878، وفيه: مسافر الجصاص التميمي.

 (8) - الجرح والتعديل ج 9، ص 304، الرقم 1307، وفيه: يعلى بن الحارث المحاربي أبو الحارث الكوفي.

 (9) - الجرح والتعديل ج 3، ص 252، الرقم 1120، وفيه: حرب بن يعلى بن ميمون.

 (10) - الجرح والتعديل ج 4، ص 17، الرقم 67، وفيه: سعيد بن خثيم أبو معمر الكوفي الهلالي.

 (11) - الجرح والتعديل ج 4، ص 58، الرقم 260.

 (12) - الجرح والتعديل ج 9، ص 236، الرقم 995، وفيه: يونس بن بكير أبو بكر الشيباني كوفي الجمال.

 (13) - الجرح والتعديل ج 7، ص 96، الرقم: 553 وفيه: قيس بن ربيع الكوفي الاسدي.

 


[ 203 ]

دراج (1)، والصباح ابن يحيى (2)، ومندل وحبان ابنا علي (3)، وأبو خالد الاحمر (4)، ويزيد بن أحمر بن بشير (5) وعلي بن غراب (6) وعلي بن عابس (7) وأبو إسرائيل المرائي (8) ويونس بن أبي إسحاق (9)


(1) - الجرح والتعديل ج 8، ص 484، الرقم 2213، وفيه: نوح بن دراج قاضي الكوفة.

 (2) - الجرح والتعديل ج 4، ص 442، الرقم: 1941، وفيه: صباح بن يحيى المزني.

 (3) - الجرح والتعديل ج 8، ص 434، الرقم 1987، وفيه: مندل بن علي العنزي أبو عبد الله الكوفي. وج 3، ص 270، الرقم: 1208، وفيه: حبان بن علي العنزي أخو مندل.

 (4) - تهذيب الكمال ج 11، ص 394، الرصم 2504. وفيه: سليمان بن حيان الازدي أبو حالد الاحمر الكوفي الجعفري.

 (5) - هو: يزيد بن أحمر روى عن حذيفة.

 الجرح والتعديل ج 9 ص 251 رقم: 1052.

 (6) - الجرح والتعديل ج 6، ص 200، الرقم 1099، وفيه: علي بن غراب أبو الحسن الفزاري الكوفي.

 (7) - الجرح والتعديل ج 6، ص 197، الرقم 1085، وفيه: علي بن عابس الاسدي. تهذيب الكمال ج 20، ص 502، الرقم 4093، وفيه: الازرق الكوفي.

 (8) - تهذيب الكمال ج 3، ص 77، الرقم 440. وفيه: إسماعيل بن خليفة العبسي أبو إسرائيل بن أبي إسحاق الملائي الكوفي.

 (9) الجرح والتعديل ج 9، ص 243، الرقم 1024، وفيه: يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني. تهذيب الكمال ج 32، ص 488، الرقم 7170.

 


[ 204 ]

وزيد بن إسرائيل بن يونس (1) والمطلب بن زياد (2) وأبو بكر السراج (3) والحجاج بن أرطاة (4) وبسام الصيرفي (5)، ومجالد بن سعيد الهمداني (6)، والاجلح الكندي (7) وعبد الملك بن أبحر (8) وعبد الله بن شبرمة الضبي (9) وأبو حمزة الثمالي (10) وأبو عاصم الثقفي (11)، ووظر بن خليفة (12)،


(1) - لم نجد له ترجمة.

(2) - الجرح والتعديل ج 8، ص 360، الرقم 1647، وفيه: مطلب بن زياد الكوفي السقفي. تهذيب الكمال ج28، ص 78، الرقم 6005.

 (3) - لم نجد له ترجمة.

 (4) - الجرح والتعديل ج 3، ص 154، الرقم 673، وفيه: أبو أرطاة النخعي.

 (5) - الجرح والتعديل ج 2، ص 433، الرقم 1723، وفيه: بسام بن عبد الله الصيرفي كوفي.

 (6) - الجرح والتعديل ج 8، ص 361، الرقم: 1653.

 (7) - الجرح والتعديل ج 2، ص 346، الرقم 1317، وفيه: أجلح بن عبد الله بن حجية بن عدي أبو حجية الكندي.

 (8) - الجرح والتعديل ج 5، ص 351، الرقم 1661، وفيه: عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر.

 (9) - الجرح والتعديل ج 5، ص 82 الرقم: 381.

 (10) - معجم رجال الحديث ج 21 ص 135، الرقم: 14192.

 وتهذيب الكمال ج 4، ص 357 الرقم: 819، وفيه: ثابت بن أبي صفية.. أبو حمزة الثمالي الازدي الكوفي.

 (11) - تهذيب الكمال ج 24، ص 508، الرقم 5085، وفيه: محمد بن أبي أيوب، ويقال: ابن أيوب، أبو عاصم الثقفي.

 (12) - لم نجد بهذا العنوان، لعله تصحيف لوهب بن حذيفة.

 


[ 205 ]

وعمر بن بشير الهمداني (1) وإسماعيل الازرق (2) وحميد الملائي (3) وبشير بن المهاجر (4) ودلهم بن صالح، (5) ومسلم الاعور (6)، وشريك بن عبد الله (7) ومحمد بن الفضل (8) وعبد الله بن نمير (9)، وأسباط بن محمد القرشي (10) ووكيع الجراح (11)،


(1) - الجرح والتعديل ج 6، ص 100 الرقم: 518.

 (2) - الجرح والتعديل ج 2، ص 176، الرقم 590، وفيه: اسماعيل بن سلمان الكوفي الازرق.

 (3) - تهذيب الكمال، ج 7، ص 409، الرقم: 1545، وفيه: حميد الاعرج الكوفي القاص الملائي، وهو حميد بن عطاء.

 (4) - الجرح والتعديل ج 2، ص 378 الرقم 1472، وتهذيب الكمال ج 4، ص 176، وفيه: بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي.

 (5) - الجرح والتعديل ج 3 ص 436 الرقم: 1984 ومعجم رجال الحديث ج 7 ص 147 الرقم: 4458 وفيه: دلهم بن صالح الكندي الكوفي، وتهذيب الكمال ج 8 ص 494 الرقم: 1803.

 (6) - الجرح والتعديل ج 8، ص 192 الرقم 844 وفيه: مسلم الاعور الملائي الكوفي، وهو مسلم ابن كيسان.

 معجم رجال الحديث ج 18، ص 146، الرقم: 12314.

 (7) - الجرح والتعديل ج 4، ص 365 الرقم 1602، وفيه: شريك بن عبد الله النخعي.

 وتهذيب الكمال ج 12، ص 462، الرقم 2736، وفيه: أبو عبد الله القاضي الكوفي.

 (8) - الجرح والتعديل ج 8، ص 56، الرقم 262، وتهذيب الكمال ج 26، ص 280 الرقم: 5546.

 (9) - الجرح والتعديل ج 5، ص 186 الرقم: 869، وفيه: عبد الله بن نمير الهمداني كوفي.

 تهذيب الكمال ج 16، ص 225، الرقم 3618.

 (10) - تهذيب الكمال ج 2، 354، الرقم: 320، والجرح والتعديل ج 2، ص 332.

 (11) - الجرح والتعديل ج 9، ص 37، الرقم: 168، وتهذيب الكمال ج 30، ص 462 الرقم: 6695 وفيه: وكيع بن الجراح.. أبو سفيان الكوفي.

 


[ 206 ]

وعبد الله بن داود (1)، والفضل بن دكين (2)، وعبد الله بن منقذ العبسي (3) ومالك بن إسماعيل النهدي (4)، وابن الاصفهاني (5) وإسماعيل بن أبان الغنوي (6) ونصر بن مزاحم العطار (7)، وجماعة كثيرة لم نذكرهم.

 فهؤلاء رواة الحديث من أهل الكوفة، ورافضة عندهم، وحديث العوام متعلق بهم.

 وقد نسبوا جماعة من أهل الكوفة إلى البدعة، من أجل عثمان، لا من أجل علي عليه السلام، منهم: سفيان الثوري، وأبو بكر بن عياش، ويعلى بن عبيد، ويحيى


(1) - تهذيب الكمال ج 14، ص 458، الرقم 3248. وفيه: عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع الهمداني... كوفي الاصل. والجرح والتعديل ج 5، ص 47، الرقم: 221، وفيه عبد الله بن داود الخريبي.

 (2) - الجرح والتعديل ج 7، ص 61 الرقم 353.

 (3) الجرح والتعديل ج 5، ص 175، الرقم 822.

 (4) - الجرح والتعديل ج 8، ص 206، الرقم: 905، وفيه: أبو غسان النهدي، وتهذيب الكمال ج 27، ص 86 الرقم: 5727 وفيه مالك بن اسماعيل بن درهم ويقال: ابن زياد بن درهم أبو غسان النهدي مولاهم الكوفي.

 (5) - تهذيب الكمال ج 34، ص 424، وفيه: ابن الاصبهاني ثلاثة: عبد الرحمان بن عبد الله ابن الاصبهاني الكوفي، ج 17، ص 242، الرقم: 3879، وابن أخيه، محمد بن سليمان بن عبد الله بن الاصبهاني، أبو علي الكوفي ج 25، ص 308، الرقم: 5262، وابن أخيه، محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله الاصبهاني ج 25، ص 272، الرقم: 5244.

 (6) - تهذيب الكمال ج 3، ص 11، الرقم: 412، والجرح والتعديل ج 2، ص 160، الرقم: 537 وفيه: اسماعيل بن أبان الغنوي أبو إسحاق، كوفي.

 (7) الجرح والتعديل ج 8 ص 468 الرقم: 2143، وفيه: نصر بن مزاحم العطار المنقري.

 


[ 207 ]

ابن اليمان.

 ومن أهل واسط: هيثم بن بشير، وخالد بن عبد الله، وعباد ابن العوام ومحمد بن يزيد، ومحمد بن الحسن، وجعفر بن أياس، والاصبغ بن زيد وعثمان بن عطاء، وأبو الحكم سيار، ويعلى بن مسلم (1)، وأيوب بن أبي مسكين، وسفيان بن حسين.

 ومن أهل البصرة: يحيى بن سعيد القطان.

 وممن يطعن على علي عليه السلام من أهل الكوفة: مسروق إبن الاجدع الهمداني، و عبد الله بن حبيب وهو أبو عبد الرحمن الاسلمي، والاسود بن يزيد، النخعي، وعامر بن شراحيل، ومرة [بن شراحيل] الهمداني، وعبد الله بن عقبة، وعبد الله بن الحارث النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة الاسدي، وعبد الله الجهني، وسويد بن أبي حازم، وعلي بن عبد الله، وعبد الله بن يزيد الانصاري، ويزيد بن شريك التيمي.

 ومنهم: طبقة أخرى يحملون على علي (عليه السلام) منهم: عون بن عبد الله بن عتبة، والقاسم بن عبد الرحمان، وطلحة بن مصرف اليامي، ومغيرة بن المقسم الضبي، وحماد بن أبي سليمان، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت، وذر بن عبد الله الهمداني، وعمرو بن مرة


(1) - الجرح والتعديل ج 9 ص 302.

 


[ 208 ]

الجملي، ومالك بن مغول البجلي، وعمر بن ذر الهمداني، وعبد الملك بن ميسرة، ومحمد بن سوقة [الغنوي ]، والمسعودي، وإسماعيل بن أبي خالد البجلي، وشهاب بن خراش الشيباني، والعوام بن حوشب الشيباني، والقاسم بن معن بن عبد الرحمان، وأبو إسماعيل المعلم (1)، و زائدة قدامة الثقفي [الكوفي ]، وأبو الاحوص (2) بن سليم، وعبد الله بن إدريس الاودي [الكوفي ]، أبو معاوية الضرير(3)، وحماد بن أسامة، وجعفر بن عون [القرشي] المخزومي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، و يحيى بن عبد الحميد الحماني، وأحمد بن عبد الله بن يونس [التميمي اليربوعي]، وإسحاق بن منصور [بن حيان] الاسدي، ومصعب بن المقدام الخثعمي [الكوفي ]، وحماد بن أسامة.

 وممن ينسب إلى الرفض من أهل البصرة: علي بن زيد بن (4) جدعان التميمي [القرشي ]، وأبو الاسود الدئلي وأبو حرب بن أبي الاسود [الدئلي] والجارود [بن أبي سبرة] الهذلي، و


(1) - هو: إبراهيم بن سليمان بن رزين البغدادي أبو إسماعيل المؤدب. تهذيب الكمال ج 2 ص 99 رقم: 178.

 (2) - هو: سلام بن سليم الحنفي مولاهم أبو الأحوص الكوفي. تهذيب التهذيب ج 4 ص 282 رقم: 486.

 (3) - هو: محمد بن خازم أبو معاوية الضرير، الجرح والتعديل ج 7، ص 246، الرقم: 1360.

 (4) - وفي النسخة يزيد التميمي وهو خطأ.

 


[ 209 ]

ربعي بن عبد الله بن الجارود [بن أبي سبرة] الهذلي (1)، وعبد الله بن يحيى ابن سلمان الثقفي، أبو يعقوب التوأم البصري (2)، وحارثة بن قدامة السعدي، وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، وجعفر بن سليمان (3) ونوح بن قيس البطاحي (4) ويونس بن أرقم [الكندي البصري ].

 وممن ينسب للحمل على علي عليه السلام (5) من أهل البصرة طبقة أخرى [منهم ]: أبو لبيد الجهضمي (6)، وعمير الضبي (7)، وكعب بن سور (8) من ازد عمان.

 ومثل هذه الطبقة من أهل مصر والشام، مشرح بن هاعان (9) وعلي بن رباح، وجبرائيل بن هاعان، وأبو راشد (10)


(1) - وفي النسخة: الهمداني وهو غلط.

 (2) - تهذيب الكمال ج 16 ص 290، الرقم: 3650.

 (3) - الجرح والتعديل ج 2، ص 481.

 (4) - هو: نوح بن قيس بن رباح الحداني الطاحي. الجرح والتعديل ج 8، ص 483، الرقم: 2209.

 (5) - وفي " ش ": وممن كان يحمل على علي عليه السلام.

 (6) - هو: لمازة بن زبار، أنظر الجرح والتعديل ج 7، ص 182، الرقم: 1033.

 (7) - الجرح والتعديل ج 6، ص 381، الرقم: 2115.

 (8) - الجرح والتعديل ج 7، ص 162.

 (9) - هو: مشرح بن هاعان أبو مصعب المعافري، الجرح والتعديل ج 8، ص 431، وفي النسخة: مشوح خطأ.

 (10) - هو: أبو راشد الحبراني إسمه، أخضر وقيل نعمان، الخميري الحمضي، أنظر =


[ 210 ]

مسلم الخولاني، (1) وأبو يحيى الغساني.

 وممن ينسب إلى الارجاء من أهل مكة منهم: طلق بن حبيب، (2) وعبد العزيز بن أبي رواد، وعبد المجيد بن عبد العزيز (3).

 ومن مرجئة الكوفة: ذر بن عبد الله الهمداني (4) ومسعر بن كدام الهلالي، وعمر بن ذر الهمداني، وحماد بن أبي سليمان الاشعري، ومالك بن مغول البجلي، وعمرو بن مرة الجملي، وأبو حنيفة الفقيه، وزهير بن معاوية الجعفي، ومحمد بن خازم أبو معاوية الضرير، وأبو يحيى الحماني، ويحيى بن أبي يحيى الحماني، وحماد بن حنيفة، وأبو يوسف القاضي، وخالد بن عبد الله [الواسطي] الطحان، ومحمد بن الحسن صاحب أبي خنيفة.

 وممن يقول منهم بقول الخوارج: جابر بن زيد أبو الشعثاء وأبو لبيد الجهضمي، وممن خرج من البصرة مع ابن الاشعث منهم: مسلم بن يسار


= تهذيب التهذيب، ج 12، ص 91.

 (1) - هو: عبد الله بن ثوب الخولاني اليماني، أنظر تهذيب التهذيب ج 12 ص 235.

 (2) - هو: طلق بن حبيب العنزي الجرح والتعديل ج 4، ص 490.

 (3) - هو: ابن عبد العزيز بن أبي رواد.

 (4) - تهذيب الكمال ج 8 ص 511.

 


[ 211 ]

وأبو الجوزا، (1) والحسن بن أبي الحسن [أبو سعيد] البصري، وممن خرج من أهل الكوفة [منهم ]: أبو البحر الطائي، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن شداد بن الهاد الليثي، وعبد الرحمان بن أبي ليلى، ومحمد بن سعيد بن مالك، (2) وسعيد بن جبير، وعامر الشعبي، وإبراهيم النخعي.

 وممن خرج مع المختار منهم: شبث بن ربعي الرياحي، (3) وهبيرة بن يريم، وأبو إسحاق الهمداني، ويزيد بن الحارث، وعبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني، وعبد الرحمن بن مخنف بن سليم (4) الغامدي، وحسان بن فائد العبسي، وأبو عبيدة بن حذيفة (5) ابن اليمان العبسي، وقيس بن سعيد، ومحمد بن قرظة بن كعب الانصاري، وأبو عبد الله الجدلي، (6)، وموسى (7) بن أبي موسى [الاشعري] وأبو صادق (8)،


(1) - هو: أوس بن عبد الله الربعي أنظر الجرح والتعديل ج 2، ص 304، الرقم: 1133.

 (2) - كذا في النسخة ولعله سعيد بن غالب.

 (3) - كذا في النسخة اليربوعي.

 (4) - تهذيب التهذيب ج 27 ص 347.

 (5) - الجرح والتعديل ج 9، ص 403.

 (6) - وهو: عبد بن عبد، تهذيب التهذيب ج 12 ص 148.

 (7) - الجرح والتعديل ج 8، ص 148.

 (8) - هو: مسلم يزيد الازدي الكوفي أبو صادق، الجرح والتعديل ج 8، ص 199 تهذيب التهذيب ج 12 ص 130.

 


[ 212 ]

وعتيبة (1) وأسماء بن خارجة (2).

 فهاؤلاء جملة فقهائنا وفقهائهم، ولا نعلم أحدا من سلم من عنتهم، إما كانوا مع بني أمية يأخذون منهم ويدخلون معهم فيما كانوا فيه وإما مبتدع ضال قدري أو رافضي، أو مرجي، أو ثاري.

 فليت شعري، بمن نقتدي ؟ يا معشر أصحاب الحديث، فإنكم تقتدون في حالة وتطعنون في حالة فبأي أمريكم نأخذ ؟ ! أليس زعمتم أن رسول الله صلى الله عليه آله وسلم قدم أبا بكر في الصلاة وصلى خلفه، قد كان يجب أن يعقلوا هذا الموضع ! ! كيف يجوز للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي خلف رجل من الامة ؟ والله جل ذكره يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله و رسوله) (3).

 أم كيف يجوز لرجل من الامة أن يتقدم بين يدي رسوله صلى الله عليه وآله أما تعلمون أنكم قد نسبتم النبي صلى الله عليه وآله إلى أنه قد أتى ما نهى عنه الامة، وأن من تقدم بين يدي الله ورسوله فقد عصى الله ؟ ! أم كيف تثبت روايتكم مع إختلافكم، وهذا قولكم، ثم إقتديتم بقوم ذكرتم أن العقد وقع بهم، فكيف إقتديتم بهم في عقد البيعة لابي بكر، ثم لم تقتدوا بهم في حل عقد


(1) - الجرح والتعديل ج 7، ص 46.

 (2) - وفي " ش ": إسحاق بن خارجة وهو خطأ. الجرح والتعديل ج 2، ص 325.

 (3) - سورة الحجرات: 49.

 


[ 213 ]

عثمان، وهم أولئك بأعيانهم، ثم لم يرضوا بحل أمره حتى حاصروه ثم قتلوه.

 وقد رويتم أن الذي مد يد أبي بكر للبيعة كان عمر بن الخطاب، وهو الذي كان يقول: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها ثم أمر بقتل من عاد لمثل فعله (1) فهذا الذي بايعه هو الذي طعن في بيعته، فمرة تبنون ومرة تهدمون، فعلى أي شئ تعتمدون من هذه الروايات والتخليطات ؟ ! ألستم تروون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عنه من يؤم القوم إذا إجتمعوا ؟ فقال: أفقههم في دين الله، أقرأهم لكتاب الله، فقيل: فإن كانوا في القراة سواء، فقال: أفقهم في دين الله، قيل: فإن كانوا في الفقه سواء، قال: أقدمهم هجرة.

 (2) وقد أقررتم أن أبا بكر لم يكن يقرأ القرآن ولم يعرف ما فيه، ومن لم يقرأ القرآن كيف يكون فقيها، وكيف يفرق بين المحكم والمتشابه، من


(1) أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 30. وص من هذا الكتاب.

(2) - قال الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ج 2 ص 388، الرقم: 3806 في باب القوم يجتمعون من يؤمهم ؟: عن ابن جريح، قال: قلت لعطاء: قوم إجتمعوا في سفر قرشي، وعربي، ومولى، وعبد، وأعرابي من أهل البادية، أيهم يؤم أصحابه ؟ قال: كان يؤمهم أفقههم، فإن كانوا في الفقه سواء فأقرؤهم، فإن كانوا في الفقه والقراءة سواء فأسنهم، قلت: فإن كانوا في الفقه والقراءة سواء وكان العبد أسنهم أيؤمهم لسنة، فيؤم القرشي وغيره ؟ قال: نعم، ومالهم لا يؤمهم أعلمهم، وأقرؤهم، وأسنهم من كان، [قال عبد الرزاق ]: وكان الثوري يعتني به.

 


[ 214 ]

لا يتلو التنزيل، ولا يعرف التأويل، ويقول: في الكلالة ما قد عرفتموه، فمن أحق بالصلاة والقيام بأمر الامة ؟ هذا الذي لم يعرف التأويل ولم يقرأ التنزيل ؟ أم من عرف المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وهو أعلم القوم وأفقههم.

 أليس روى علمائكم ما ذكرناه ؟ روى أبو أيوب سليمان بن داوود المنقري قال: 57 - حدثني علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): أما ترضى أنك خير أمتي في الدنيا والآخرة (1) وإن إمرأتك خير نساء أمتي في الدنيا والآخرة، وإنك أخي ووارثي ووزيري إنصرف فإنه لا يصلح ما هناك إلا أنا وأنت.

 وروى سليمان الشاذكوني قال: 58 - حدثنا علي بن هاشم بن البريد (2) عن محمد بن عبيدالله بن أبي


(1) - بحار الانوار للمجلسي رحمه الله ج 38 ص 12، قال: ومنه عن أبي رافع عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنت خير أمتي في الدنيا والاخرة.

 (2) - على بن هاشم بن البريد كوفي روى عنهما حديث صالح ولابيه قليل، وعلي بن هاشم هو من الشيعة المعروفين بالكوفة ويروي في فضائل علي عليه السلام أشياء لا يرويها غيره بأسانيد مختلفة، وقد حدث عنه جماعة من الائمة وهو إن شاء الله صدوق في روايته،.. الكامل لابن عدي ج 5، ص 11829 ط بيروت.

 


[ 215 ]

رافع (1) عن أبيه، عن علي بن أبي رافع، قال:

أتيت أبا ذر أودعه، فقال: إنه ستكون فتنة، ولا أراكم الا إنكم ستدركونها، عليكم بالشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له:

أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الاكبر، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، أنت يعسوب المؤمنين، وأنت أخي ووزيري وخليفتي في أهلي، وخير من أخلف بعدي، تقضي ديني، وتنجز موعدي (2).

 


(1) - أنظر ترجمة محمد بن عبيد الله بن أبي رافع في الكامل لابن عدي ج 6 ص 2125.

 (2) - رواه جماعة منهم العلامة النقيب أبو جعفر الاسكافي البغدادي المتوفى سنة (242) في رسالة النقض على العثمانية، ص 290 ط دار الكتب مصر قال: وقد روى محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال: أتيت أبا ذر بالربذة أودعه فلما أردت الانصراف قال لي ولا ناس معي: ستكون فتنة فأتق الله، وعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب فاتبعوه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له: أنت أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الاكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين، وأنت أخي ووزيري وخير من أترك بعدي، تقضي ديني وتنجز موعودي.

 وروى أيضا الحمويني في فرائد السمطين، ج 1 ص 39، عن أبي سخيلة قال: حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ما شاء الله، فلما حان منا حفوف قلنا: يا أبا ذر إني أرى أمورا قد حدثت وإني خائف على الناس الاختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني ؟ قال: إلزم كتاب الله وعلي بن أبي طالب عليه السلام فأشهد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو


[ 216 ]

وادعيتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخر الفاضل، وقدم المتأخر للصلاة بأسانيدكم ورجالكم الذين شرحنا أخبارهم وبينا آثارهم، ووصفنا أفعالهم، وعنه أخذتم دينكم واعتمدتم على رواياتهم، وفي القوم زعمتم كذابون مدلسون.

 59 - وروى أبو أيوب الشاذكوني أيضا، قال: حدثنا معاذ بن الاغضف قال: سمعت شعبة يقول: قد أخذت من أربمأة شيخ، ثلاثمأة وثمانية وتسعون مدلسون إلا رجلين لا يدلسان، أبو عون وعمرو بن مرة.

 60 - وروى الشاذكوني قال: حدثنا بعض أصحاب سفيان الثوري قال: سئل سفيان الثوري، عن إبراهيم بن المهاجر، فقال: ضعيف وسئل عن سماك بن حرب، فقال: ضعيف، وسئل عن طارق، فقال: ضعيف، ثم قال سفيان: لو سئلتموني عن عامة الذين أخذت منهم، ما زكيت كذا وكذا


= الصديق الاكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل.

 ورواه أيضا الهيثمي في مجمع الزوائد، ج 9 ص 105، عن أبي ذر وسلمان قالا: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي فقال: إن هذا أول من آمن بي وهذا أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الاكبر، وهذا فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين.

 [قال الهيثمي ]: رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده وقال فيه: أنت أول من آمن بي، وقال فيه: والمال يعسوب الكفار.

 ورواه أيضا إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 13 ص 228 على نحو ما تقدم وفيه وأنت أخي ووزيري، وخير من أترك بعدي تقضي ديني وتنجز موعدي.

 ورواه أيضا ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 3 ص 283 عن عبد الله بن عباس، ورواه أيضا القندوزي في ينابيع المودة ص 82 و 129.

 


[ 217 ]

منهم.

 61 - فهذا شعبة يقول ما ذكرناه، وهذا سفيان يقول ما ذكرناه، وقد جرحا جميع من أخذتم منه وعامة العلم متعلق بهم، فكيف يعتمد على هذه الروايات، وعلى هؤلاء الرجال، وشعبة يقول هذا القول فيهم، و سفيان يقول ما ذكرناه، أو ليس هم الذين اعتمدتموهم في زمانهم، ونقلوا ذلك عن أئمتكم.

 وهم الذين حملوا أبا ذر الذي قا فيه النبي صلى الله عليه وآله: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (1).

 62 - وقال فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يحشر أبو ذر أمة واحدة.

 وهم سيروه على قتب إلى الشام ونفوه إلى الربذة. ودقوا ضلع ابن مسعود. وقتلوا عثمان. فضربوا عمارا حتى فتقوا بطنه. وآووا طريد النبي (صلى الله عليه وآله)، وجعلوا لمروان خمس إفريقية، وأخذوا مائة ألف درهم من بيت مال المسلمين، وأحرقوا القرآن فكيف قبلتم هذه الروايات


(1) - قال الحاكم النيسابوري في المستدرك ج 3، ص 342: عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم، فقام عمر بن الخطاب فقال: يارسول الله فنعرف ذلك له ؟ قال: نعم فاعرفوه له.

 [قال الحاكم ]: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

 وفيه أيضا: عن أبي حرب الدئلي قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء على رجل أصدق من أبي ذر.

 وفيه أيضا عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر.

 


[ 218 ]

عن هؤلاء القوم الذين طعنتم عليهم في حالة وقبلتم عنهم في حالة أخرى ؟ مع إختلافهم في الدين كله.

 وهذا أبي بن كعب الذي له الدين والسابقة، ومعه القرآن يقول في الامة ما ذكره إسحاق بن إبراهيم قال: 63 - أخبرني سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن عبيد - عن الحسن العوفي، قال: دخلت مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا أنا برجل قد تسجى بثوبه، وحوله جماعة، فسألتهم عن شئ فجبهوني، فقلت: يا أصحاب محمد [أ] تضنون بالعلم ؟ ! قال: فكشف الرجل المسجى الثوب عن وجهه، فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية، فقال: عن أي هذه الامة تسأل فوالله ما زالت هذه الامة مكبوبة على وجهها منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأيم الله لئن بقيت إلى يوم الجمعة لاقومن مقاما أقتل فيه، قال: وسمعته يقول مثل ذلك، ألا هلك أهل العقدة، ألا أبعدهم الله، والله ما آسى عليهم، إنما آسى على الذين يهلكون من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال فلما كان يوم الاربعاء رأيت الناس يموجون، فقلت: ما لكم ؟ قالوا: مات سيد المسلمين أبي بن كعب قال: فقلت: ستر الله على هذا المسلم حيث لم يقم ذلك المقام (1).

 فهذا أبي بن كعب.

 يقول: في الامة أنها مكبوبة على وجهها منذ قبض الله نبية (صلى الله عليه وآله).

 


(1) - أنطر الايضاح لابن شاذان، ص 373.

 


[ 219 ]

فكيف تصح هذه الاخبار ؟ ومع أصحاب رسول الله هذا الاختلاف، وهذا أبو بكر ينهي عن هذه الولايات، ويظهر الزهد، فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طلب الامر.

 رواه الواقدي، قال:

64 - حدثنا ربيعة بن جهور (1)، يزيد بن رومان (2)، قال: وحدثني عبد الحميد بن جعفر، وكل حدثني بطائفة، وبعض ادعي له من بعض أنه لما كان في غزوة ذات السلاسل، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عمرو بن العاص، خرج معه أبو بكر، ثم بعث بأبي عبيدة بن الجراح مددا لعمر، وقال: رافع ابن أبي رافع الطائي، كنت ممن نفر مع أبي عبيدة، وكنت رجلا أغير في الجاهلية على أموال الناس، وكنت أجمع الماء في بيض النعام وأجعلها في أماكن أعرفها، فإذا مررت بها وقد ظمأت إستخرجتها فشربت منها، فلما نفرت في ذلك البعث، قلت: والله لاختارن لنفسي صاحبا ينفعني الله به، فاخترت أبا بكر الصديق، وصحبته، وكانت له عباءة فدكية فإذا ركب حملها وإذا نزل بسطها، فلما قفلنا قلت: يا أبا بكر رحمك الله، علمني شيئا ينفعني الله به، قال: قد كنت فاعلا ولو لم تسئلني، لا تشرك بالله شيئا، وأقم الصلاة وآت الزكاة، وصم شهر رمضان، وحج البيت واعتمر، ولا تتآمرن على إثنين من المسلمين،


(1) - هو: ربيعة بن جهور أو ربيعة بن جوشن الغطفاني، أنظر الجرح والتعديل ج 3 ص 474، 376. وفي النسخة كانت جهن وهي خطأ.

(2) - هو: يزيد بن رومان الاسدي أبو روح المدني، أنظر تهذيب الكمال ج 32، ص 122.

 


[ 220 ]

فقلت له: أما ما أمرتني من الصلاة والزكاة والصيام وحج البيت فإني فاعله، وأما الامارة فإني رأيت الناس لا يصيبون هذا الشرف وهذا الغني، وهذه المنزلة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا بها، قال: إنك إستنصحتني فجهدت لك نفسي، قال: فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستخلف أبا بكر جئته فقلت: يا أبا بكر ألم تنهني أن أتأمر على إثنين من المسلمين ؟ قال: بلى قلت: فما لك تأمرت على أمة محمد، قال: اختلف الناس وخفت عليهم الهلك، ودعوني فلم أجد بدا من ذلك.

 فهذا أبو بكر ينهى عن طلب الامارة حيث لم يطمع فيها، فلما لوح له بها وثب عليها.

 ثم يجب على الامة النظر في هذه الامور حتى يقف على ما كان من جماعة صحبت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويعرف ميلهم إلى طلب الدنيا، وذكر بعضهم بعضا، وما ارتكبوا بعد وفاة نبيهم فيجعلون فعلهم بعلي عليه السلام إحدى المنكرات، وأن من دفع عليا عن حقه، إنما كانوا قوما هتف القرآن بهتكهم، وقوما ما تمكن الاسلام من قلوبهم، وقوما أحبوا الامرة، واشتهوا الولاية، ولولا أن الله أوجب معاداة أعدائه، كما أوجب موالاة أوليائه، وحرم (1) على المسلمين تركهما فقال في كتابه: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو


(1) - وفي " ش ": وضيق.

 


[ 221 ]

كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) (1).

 وقال أيضا: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما إتخذوهم أولياء) (2) لسكتنا عن مبغضيه، وسترنا عليهم، ولم نظهر عوراتهم، غير أن عذرنا في ذلك قد وضح، وبعد فلو كان محل من صحب الرسول (3)، محل من لا يعادي إذا عصى الله ورسوله، ولا يذكر بالقبيح (4) لسكتنا أيضا، ولكن إقتدينا بهم في ذكر بعضهم لبعض يدل على أنهم خرجوا عن أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

 هذا علي عليه السلام، وعمار، وأبو الهيثم ابن التيهان وجميع من كان في حزب علي عليه السلام لم يروا أن يتغافلوا عن طلحة والزبير وعائشة، حتى فعلوا بهم ما يفعل بالشراة في هذا، وهذا طلحة والزبير وعائشة ومن كان في حزبهم، لم يتغافلوا عن علي عليه السلام حتى قصدوا له كما يقصد المعللون.

 وهذا معاوية وعمرو بن العاص لم يريا عليا بالعين التي [يرى] بها القاصي جاره وصديقه، ولم يمسكا عن ضرب وجهه بالسيف، وقتل أصحابه (5)، وقد كانوا قبل ذلك إرتقوا إلى لعنه ولعن عبد الله بن


(1) - سورة المجادلة: 22.

 (2) - سورة المائدة، الآية: 81.

 (3) - وفي " ش ": صلوات الله عليه.

 (4) - وفي " ش ": إذا إرتكبه.

 (5) - كرشيد الهجري وحجر بن عدي وعمرو بن حمق الخزاعي وأمثالهم، وكم لهم من نظير.

 


[ 222 ]

عباس.

 وهذا سعد وابن عمر وأصحابه لم يروا أن يقلدوا عليا أمرهم حتى قعدوا عنه.

 وهذا عثمان قد نفى أبا ذر إلى الربذة كما يفعل بأهل الخنا والريبة: وهذا عمار وابن مسعود يلعنان عثمان، ثم فعل بهما عثمان ما قد تناهى الخبر عنهما، فما أنكر أحد من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله)، وداس بطن عمار (1) ودق ضلع ابن مسعود، وما أنكروا على عمار ولا على ابن مسعود ما قالاه في عثمان.

 وهذا عمر بن الخطاب شهد لاهل الشورى أنهم في الجنة، وأنهم أفضل أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) ثم أمر بضرب أعناقهم إن لم يبرموا أمرهم وذلك لغير جرم، وهذه عائشة تخرج قميص رسول الله وتقول: هذا قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يبل وقد أبلى عثمان سنته، ثم هي أول من سمته نعثلا، ثم خرجت تطلب بدمه ! !، فلا فعلها الاول أنكروا ولا عن فعلها الاخير قعدوا !.

 


(1) - أنظر الصراط المستقيم للعلامة البياضي (ره) ج 3، ص 238.

 ثم أنظر تفصيل القصة في كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري، ط مصر ص 35 وفي ط بيروت، ص 50، في باب ما أنكر الناس على عثمان وما كتبوا الصحابة، وما فعل عثمان بعمار، وكذا في أنساب الاشراف ط بيروت وبغداد، ج 5، ص 48، 49.

 


[ 223 ]

ثم أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله)، جميعا حصروا عثمان ومنعوه الماء حتى قتل، فما يخلو أحد من أصحاب محمد من أمرين إما أن يكون قاتلا أو خاذلا وهو رجل من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) له شرف و صحبة، وهو من أقربهم قرابة، قد إنعقدت بيعته في أعناقهم وللامام حق على رعيته،

وهذا المغيرة بن شعبة له صحبة أدعي عليه أنه زنى، فما أنكر عمر عليه ذلك، ولا قال إن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) لا يجوز عليهم ذلك، ولكنه سمع من الشهود ثم إحتال في أمره حتى دفع عنه الحد (1)، وعمر قد إتهم أبا هريرة الدوسي، وله صحبة، وقال له: يا عدو الله وعدو رسوله وعدو المسلمين، أخنت مال الله، واسترجع منه إثني عشر ألف درهم،

وقد قال لابي موسى الاشعري: حيث إتهمه بالكذب في حديث الاستيذان، لتأتيني بمن سمع هذا الحديث معك أو لافعلن، حتى مضى أبو موسى مذعورا يطلب من سمع معه الحديث من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

 وهذا عمر قد أنكر على أبي بكر، بقوله: أقتلوا سعدا، قتل الله سعدا، وهو سيد الانصار (2)،


(1) - أنظر وفيات الاعيان لابن خلكان ج 6، ص 364، كما تقدم في 157، من هذا الكتاب رقم: 28.

(2) - أنظر عقد الفريد ج 3 ص 258 و 260.

 


[ 224 ]

وعمر الذي هم بإحراق بيت فاطمة (عليها السلام) (1) وشتم عليا عليه السلام والزبير.

 وهذا أبو بكر، قد أنكر على عبد الرحمان بن عوف، حين أراد أن يولي عمر، فقال: جعلت لكم بعدي واستخلف عليكم خيركم، وكلكم ورم أنفه يريد أن يكون الامر له، فستتخذون ستور الحرير وسط الديباج (2).

 


(1) - أنظر العقد الفريد لابي عمر الاندلسي ج 4 ص 259 وفيه الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر - علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة فأما علي والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم. فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة، فقالت: يابن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا ؟ قال: نعم.

 وأنظر الامامة والسياسة لابن قتيبة، ج 1 ص 19 ط مصر، وص 30 ط بيروت. وفيه: قال: وإن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لاحرقنها عليكم على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إن فيها فاطمة فقال: وإن. أقول: وللكلام تتمة لابن قتيبة.

 (2) - أنطر تاريخ الامم والملوك للطبري، ج 3، ص 429، ط مصر، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم: قال أبو بكر رضي الله عنه: أجل، إني لا آسي على شئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن، وددت أني تركتهن، وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله): فأما الثلاث التي وددت أني تركتهن، فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا غلقوه على الحرب، ووددت أني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي، وأني كنت قتلته سريحا أو خليته نجيحا. ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت اأمر في أحد =


[ 225 ]

وهذا عمر قد أنكر على أبي بكر فقال: كانت بيعة أبي بكر فلتة، وأنكر عليه تغافله عن خالد بن الوليد، وقد قذف بالزنا، وأنه قتل رجلا مسلما (1) رغبة في إمرأته لجمالها (2)، فلم يحفل أبو بكر لذلك من قوله ثم كان من أمر أبي بگر في أمر الصحابة وقتله إياه ما كان، وما كان من أمر مجاعة (3)


= الرجلين (قال الطبري): يريد عمرو أبا عبيدة - فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا.

 وأما اللتي تركتهن فوددت أني يوم أتيت بالاشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه، فإنه تخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه، ووددت أني سيرت خالد بن الوليد إلى أهل الردة، كنت أقمت بذي القصة (1)، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن هزموا كنت بصدد لقاء أو مددا.

 ووددت أني كنت إذ وجهت خالد بن الوليد إلى الشام كنت وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يدي كلتيهما في سبيل الله ومد يديه ووددت أني كنت سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمن هذا الامر ؟ فلا ينازعه أحد، ووددت أكنت سألته: هل للانصار في هذا الامر نصيب ؟ ووددت أني كنت سألته: عن ميراث إبنة الاخ والعمة، فإن في نفسي منهما شيأ ! !.

 


(1) قال الحموي في معجم البلدان، ج 4، ص 366، ط بيروت: قال نصر: ذو القصة موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا وطريق الربذة وإلى هذا الموضع بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة بن سعد. وفي كتاب سيف: خرج أبو بكر رضي الله عنه إلى ذي القصة، راجع طبقات ابن سعد ج 2، ص 85.

(1) - وهو مالك بن نويرة، أنظر تاريخ الطبري ج 3، ص 280، كما يأتي أيضا.

 (2) - قال عز الدين ابن الاثير في تاريخه الكامل ج 3 ص 358 و 359 وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك، فقال عمر لابي بكر: أنظر تاريخ الطبري ج 3 ص 278، 279 - 280 فيه تفصيل الخبر وذكر ما لا يطيق للانسان سماعه.

 والاصابة ج 3 ص 357 في ترجمة مالك بن نويرة وقد استعمل العصبية في بعد ذكر الوقعة.

 (3) - هو: مجاعة بن مرارة، من الذين وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأسلموا، أنظر =


[ 226 ]

وخالد...

 وروى الواقدي، قال:

64 - حدثني خالد بن القاسم، عن عبد العزيز بن سعيد بن سعد، أن خالد بن الوليد لما حبس مجاعة في الحديد، قال له: زوجني إنتك، قال: مهلا، فإني قاطع ظهري مع ظهرك عند صاحبك إن القالة عليك كثيرة، ما أقول هذا رغبة عنك، قال زوجني أيها الرجل فزوجه، فكتب إليه أبو بكر مع سلمة بن سلامة بن قيس لعمري يا خالد ابن أم خالد إنك فارغ تنكح النساء وتعرس بهن، وتضاع لذالك دماء المسلمين عددهم ألف ومئتان لم تخف، [فلما] قرأ ذلك خالد، قال: هذا فعل عمر...

 وروى الواقدي: قال:

65 - حدثنا عبد الله بن الحرث بن الفضل، عن أبيه، عن سفيان عن أبي العرجاء السلمي في حديث طويل قال: كتب أبو بكر إلى طريفة بن حاجزة وهو عامله:

أما بعد، فإنه بلغني، أن الفجاءة إرتد عن الاسلام فسر بمن معك من المسلمين حتى تقتله أو تأسره فتأتيني به في وثاق والسلام.

 فسار إليه بمن معه، فلما إلتقيا، قال له (1): يا طريفة ما كفرت وأني لمسلم، وما أنت بأولى بأبي بكر مني، وأنا أميره، فقال له طريفة: إن كنت


= طبقات ابن سعد ج 5 ص 549.

 (1) - أي الفجاءة قال للطريفة: ثم راجع تاريخ الطبري ج 3 ص 264 ط مصر ففيه تفصيل الخبر.

 


[ 227 ]

صادقا فألق السلاح، ثم أنطلق إلى أبي بكر، فأخبره بخبرك، فوضع السلاح فأوثقه طريفة بجامعة، وبعث به إلى أبي بكر، فلما قدم به أرسله إلى بني جشم فحرقه بالنار، وهو يقول: أنا مسلم، فأي أمر أعجب من هذا الامر أن يكون رجل يذكر أنه مسلم يحرق النار، ! ! وهو يقول: أنا مسلم، وهل الاسلام الا الاقرار باللسان ؟.

 ثم كان بين ابن مسعود وبين أبي بن كعب: من السباب حتى نفى كل واحد منهما صاحبه من أبيه.

 (1) ثم قول عبد الرحمن ابن عوف في مناقب عثمان: ما كنت أرى أن أعيش حتى يقول [لي] عثمان: يا منافق، (2) فليت شعري متى نافقت ؟ أفي توليتي إياه، أم رضاي بمن لم يكن رضي ؟ ثم قول حذيفة في عثمان: ثم قول علي بن أبي طالب عليه السلام: كذبت أنا خير منك ومنهما، عبدت الله قبلهما وعبدته بعدهما (3).

 


(1) - قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، ج 20، ص 24: ثم الذي كان بين أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود من السباب حتى نفى كل واحد منهما الآخر عن أبيه، وكلمة أبي بن كعب مشهورة منقولة: ما زالت هذه الامة مكبوبة على وجهها منذ فقدوا نبيهم.

 (2) - أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 20، ص 25.

 (3) - قال الكراجكي في كنز الفوائد ط بيروت ج 1 ص 265: وجاء عنه عليه السلام أنه قال: " أللهم لا أعرف أحدا من هذه الامة عبدك قبلي غير نبيها ". قا الكراجكي: وجرا بينه وبين عثمان كلام فقال له عثمان: وعمر خير منك، فقال له: =


[ 228 ]

فهذه افعال شرحناها ليعلم الناظر في كتابنا، أن القوم غيروا وبدلوا، كما غير سائر الامم بعد أنبيائها ؟ ولا ينبغي أن يستتبع ذلك إذا ذكروا بما أتوه، وإرتكبوه، فالقوم إن كانوا قد أحسنوا في وقت من الاوقات فقد أساؤا في وقت آخر بعد ذلك، فإحسانهم أولا لا ينفعهم مع إساءتهم آخرا، ولا ينكر القول فيهم، لان الله عزوجل، إن كان فضل اصحاب محمد (صلى اله عليه وآله وسلم) ومدحهم في حال طاعتهم، فقد ذمهم في حال معصيتهم، هذا موسى عليه السلام قد مدح قومه في حالة واختار منهم سبعين رجلا كانت سريرتهم عند الله خلاف ظاهرهم عند موسى عليه السلام، ونحن نشرحه في هذا الباب إنشاء الله.

 من ذا الذي يجسر أن ينكر ذلك، أو يجتري على القول: بأن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) يمنع من عداوتهم في حال إسائتهم، بعد قول الله تعالى لنبيه: (لان أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) (1)، وبعد قوله جل ذكره: (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم) (2)، وبعد قوله [تعالى ]: يا داوود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن


= كذبت، بل أنا خير منك ومنهما، عبدت الله قبلهما وبعدهما.

 وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 20، ص 25: وقال عثمان لعلي عليه السلام في كلام دار بينهما: أبو بكر وعمر خير منك، فقال علي كذبت، أنا خير منك ومنهما، عبدت الله قبلهما وعبدته بعدهما.

 (1) - سورة الزمر: 65.

 (2) - سورة الانعام: 15.

 


[ 229 ]

سبيل الله) (1).

 إلا من لا فهم له، ولا تمن عنده، ومحمد (صلى الله عليه وآله) معصوم، والامة غير معصومة، فخاطبه الله تعالى بهذا الخطاب تأديبا له وتحذيرا لامته ؟، ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مأمون، والامة غير مأمونة، فمن هاهنا، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وقال لهم: الشرك أخفى من دبيب النمل.

66 - وقال (صلى الله عليه وآله): لهم لتركبن سنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، حتى لو أو رجلا منهم دخل جحر ضب لدخلتموه فقيل: يارسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن أرى فدل هذا القول منه لترتدن كما أرتدت اليهود والنصارى، حين فقدوا موسى وعيسى (عليهما السلام) وقال (صلى الله عليه وآله): إن من أصحابي من لا يراني بعد خروجي من الدنيا، وقال عليه وآله والسلام: يؤخذ بناس من أصحابي ذات الشمال، فأقول: يا ربي أصحابي، فيقال: يا محمد لا تدري ما أحدثوا بعدك ! !، فأقول: بعدا وسحقا (2)، وقال إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ - فهل يعود الاسلام غريبا إلا بخروج أهله منه، وتركهم التمسك به ؟.

 


(1) - سورة الصاد: 26.

 (2) - أنظر كتاب السقيفة: سليم بن قيس الهلالي الكوفي، ص 92 و 93 ط النجف، بعد ذكر أهل التابوت، يذكر هذا الحديث وله ذيل أكثر من هذا فراجع، وقريبا منه ذكر الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند عبد الله بن عباس. أنظر دلائل الصدق ج 3، ص 10.

 كما ذكر البخاري ومسلم في صحيحهما والترمذي والنسائي.

 


[ 230 ]

ونذكر فعل أصحاب موسى عليه السلام، وارتدادهم، وأي شئ أعجب من إرتدادهم، وعبادتهم العجل وهو حي لم يمت، ولم يبعد عن موضعهم ولا طالت غيبته عنهم، وأخوه ووزيره وشريكه في النبوة، ومن يقوم مقامه، مقيم معهم، فاختار منهم سبعين رجلا، كانوا خيار أصحابه عنده، فنزل بهم العذاب، لنفاق كانوا إنطووا عليه، ولو أن الله خبر بقصتهم ما قبلتموه، ولا إستشنعتم ذكرهم بذلك، ولا أنكرتم ردتهم كما أنكرتم ردت عامة أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) هذا مع قرب عهدهم بموسى، ومقام نظيره عليه السلام بين أظهرهم، فكيف أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) الذين آمنوا رجوعهم إلى الدنيا، لولا أنكم لم تدخلوا قلوبكم من العصبية لاصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) لانكرتم الخبر، ودفعتموه عصبية كل ذلك ميلا منكم على علي عليه السلام، ما كنتم بالدين يسعهم (1) السكوت عنهم كقولكم في أصحاب عثمان وتظليلكم إياهم، فادعيتم لما جرى الامر في حال علي عليه السلام إن ذلك كله جرى على الصواب، فسبحان من قرركم بألسنتكم، ان عامة أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) منافق يسره كفره، أو ضعيف لم يتمكن الاسلام من قلبه، أو من أسلم من تحت السيف ليحتج عليكم وتفضحون، ومع ذلك إن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) إختلفوا !.

 


(1) - يسعكم ظ.

 


[ 231 ]

 

[ إختلاف الناس في الحديث ]

 

67 - وهو ما رواه محمد بن عبد الله بن مهران، عن حماد بن عيسى، عن ابن أذينه، عن أبان بن أبي عياش: عن سليم بن قيس الهلالي، قال: قلت: لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا أمير المؤمنين، إني سمعت من سلمان، والمقداد بن الاسود وأبي ذر، من تفسير القرآن، ومن الرواية، عن نبي الله شيئا، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم، وكان في أيدي الناس أشياء من تفسير القرآن ومن الاحاديث أنتم تخالفونها، وتزعمون أن ذلك باطل، أفترى الناس يكذبون على رسول الله تعمدا، ويفسرون القرآن برأيهم ؟.

 فقال علي عليه السلام: قد سألت فاستمع الجواب (1):

إن في أيدي الناس، حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في (2) عهده، حتى قام خطيبا فقال:


(1) - أنظر: تحف العقول، للحراني ط طهران ص 193، والخصال للشيخ الصدوق رحمه الله، ط النجف الاشرف، ص 232، وستأتيك بقية المصادر، فانتظر.

 (2) - وفي أصول الكافي ج 1 ص 63: على عهده.

 


[ 232 ]

أيها الناس كثرت الكذّابة (1)، فمن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار (2).

 ثم كذب عليه من بعده، وإنما أتى بالاحاديث أربعة رجال ليس لهم خامس (3): رجل منافق يظهر الايمان، متصنع بالاسلام، لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متعمدا، ولو علم المسلمون (4)، أنه منافق كاذب لم ينقلوا حديثا عنه، ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا: هذا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) راه وسمع منه، (5) وقد أخبره الله جل ذكره عن المنافقين، بما أخبر، (6) ثم بقوا بعده، وتقربوا إلى الملوك (7) والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان، فقلدوهم (8) الاعمال وحملوهم على رقاب المسلمين، وأكلوا معهم


(1) - في أصول الكافي: قد كثرت علي الكذابة.

(2) - رواه العلامة أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني المتوفى (427) في تاريخ جرجان، ط بيروت، ص 90، عن أنس بن مالك، وفي ص 257 عن عمرو بن عنبسة. وروى أيضا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتوفى (402) في معجم الشيوخ، ص 386، وص 410.

 (3) - وفي أصول الكافي: وإنما أتاكم الحديث من أربعة.

 (4) - وفي أصول الكافي: فلو علم الناس.

 (5) - وفي أصول الكافي: وقد أخذ عنه وهم لا يعرفون حاله.

 (6) - وفي أصول الكافي: ووصفهم بما وصفهم فقال عزوجل: (وإذا رأيتهم تعجبك إجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم). سورة المنافقون الآية 3.

 (7) - وفي أصول الكافي: إلى أئمة الضلال.

 (8) - وفي أصول الكافي: فولوهم.

 


[ 233 ]

الدنيا، والناس مع الملوك والدنيا، إلا من عصم الله فهذا أحد الاربعة.

 ورجل سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا فلم يحفظه (1) على، وجهه، فوهم فيه ولم يتعمد كذبا، فهو في يده يعمل فيه، ويرويه، ويقول: أنا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه، ولو علم هو أنه وهم لرفضه.

 ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا يأمر به ثم نهى (2) عنه، وهو لا يعلم، أو سمعه نهى عن شئ ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، ولو علم الناس أنه منسوخ لم يقبلوه (3).

 ورجل رابع: لم يكذب على الله جل ذكره (4)، ولا على رسوله، مبغض للكذب، خوفا من الله تبارك وتعالى، وتعظيما لرسوله (صلى اله عليه وآله وسلم) لم يوهم (5) بل حفظ ما سمع على جهته، فجاء به كما سمع لم يزد فيه


(1) - وفي أصول الكافي: لم يحمله.

(2) - وفي أصول الكافي: أمر به ثم نهى عنه.

(3) - وفي أصول الكافي: لرفضه ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.

(4) - وفي أصول الكافي وآخر رابع لم يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وقريبا من هذا المقام ذكره عمي المحمودي دام بقاه في نهج السعادة ج 3 من باب الخطب ص 36، ط بيروت.

 وللحديث طرق كثيرة ومصادر جمة فقد رواه في الحديث: (222) من كتاب الفضائل تأليف أحمد بن حنبل. وذكر أيضا: في أنساب الاشراف: ج 2، 98، ط بيروت.

(5) - وفي أصول الكافي: لم ينسه بل حفظ ما سمع على وجهه.

 


[ 234 ]

ولم ينقص منه وحفظ الناسخ والمنسوخ (1)، وأن أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ناسخ ومنسوخ مثل القرآن، وخاص وعام ومحكم ومتشابه، يكون (2) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام على وجهين (3): كلام عام وكلام خاص، فيسمع من لم يعلم ما عنى به صلى الله عليه وآله مثل القرآن يسمعه من لم يعلم ما عنى به تبارك وتعالى، وليس كل أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يسأله وكانوا يحبون أن يجئ الاعرابي والطارئ (4) فيسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يسمعوا منه(5).

وكنت رجلا أدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة، يجيبني (6) فيها عما أسأله، أدور معه حيثما دار، وكان قد


(1) - وفي أصول الكافي: وعلم الناسخ من المنسوخ فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ. إلى هنا أورد الشريف الرضي (ره) في نهج البلاغة من كلماته عليه السلام الرقم 205 أنظر نهج البلاغة شرح محمد عبده ط مصر ص 214 ومصادر نهج البلاغة ج 3 ص 111، الرقم: 208 فراجع.

(2) - في أصول الكافي: قد كان يكون.

(3) - في أصول الكافي: له وجهان.

(4) - هذه الكلمة كانت في النسخة والطائي وهي خطأ، وفي جميع المصادر كانت كما أثبتناها في المتن.

(5) - وفي أصول الكافي وقال الله عز وجل في كتابه (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) " سورة الحشر الآية 7 ". فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسأله عن الشئ فيفهم وكان منهم يسأله ولا يستفهمه حتى أن كانوا ليحبون عن يجئ الاعرابي والطاري فيسأل رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يسألوا.

(6) - في أصول الكافي فيخليني.

 


[ 235 ]

علم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لم يفعل ذلك غيري (1)، وربما كان ذلك في بيتي ورسول الله صلى الله عليه وآله في منزلي (2) لم تقم عني فاطمة، ولا أحد من بني، فإذا سألته أجابني، وإذا سكت عنه إبتدأني (3)، فما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) اية من القران إلا أقرأنيها وأملاها علي، وكتبتها بخطي، (4) ودعا الله تبارك وتعالى لي أن يفهمني ويحفظني فما نسيت اية من كتاب الله مما علمني تأويلها، فحفظتها وأملاها علي فكتبتها بيدي، ولا يرد على رسول الله حلال ولا حرام، أمر أو نهي طاعة أو معصية إلا علمنيه وحفظنيه، ولم أنس منه حرفا واحدا منذ وضع يده على صدري (5)، ودعا الله لي أن يملا قلبي علما وفهما وفقها وحكما ونورا يعلمني، فلا أجهل، وحفظني فلا أنسى، فقلت ذات يوم يارسول الله (6) إنك منذ دعوت لي بما دعوت لم أنس شيئا مما علمتني،


(1) - في " ش " بغيري، وفي أصول الكافي: لم يصنع ذلك بأحد من الناس.

 (2) - وفي أصول الكافي وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عني نسائه.

 (3) - وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 338: قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل بن أبي فديك المدني، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه: أنه قيل لعلي: مالك أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ؟ فقال: إني كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت إبتدأني. وفي أصول الكافي: وفنيت مسائلي إبتدأني.

 (4) - وفي أصول الكافي: وعلمني تأوليها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها.

 (5) وقريبا منه، نقل الحاكم الحسكاني، في شواهد التنزيل ج 1 ص 35 ط 1، وطبقات ابن سعد ج 2، ص 338.

 (6) - وفي أصول الكافي بأبي أنت وأمي.

 


[ 236 ]

مما لم تمله علي، لم تأمرني بكتابه، أتخاف علي النسيان ؟ قال: لا لست أخاف عليك النسيان ولا الجهل، فقد أخبرني الله عزوجل أنه قد إستجاب لي فيك(1).

 وقد شرحنا من أمور القوم ما فيه لطالب الحق منفعة، وقد يجب


(1) - أقول: رواه الشيخ الثقة الجليل أبو محمد الحسن بن الحسين بن شعبة الحراني في تحف العقول، ص 193، وفيه اختلاف في بعض الكلمات، ورواه الكليني في أصول الكافي ج 1 ص 62، ط طهران، في باب إختلاف الحديث باختلاف طفيف كما تقدم، ورواه الشيخ الصدوق في الخصال 232، في باب الاربعة، ورواه الشيخ الاجل محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني المعروف بإبن أبي زينب في كتاب الغيبة، ط بيروت، ص 49.

ورواه العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 133 ط بيروت. برواية الشعبي وكميل بن زياد، ورواه أيضا العلامة الشيخ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج، ج 1، ص 393، ط النجف، والعلامة شيخ الاسلام والمسلمين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي الشهير بالشيخ البهائي في كتاب الاربعين، ص 140 في الحديث الحادي والعشرون. والكراجكي في الاستنصار، ص 10.

 وروى فقرة منه البلاذري في أنساب الاشراف، ط بيروت ص 98. وروى أبو حيان التوحيدي في كتاب الامتاع والمؤانسة، ج 3، ص 197، على ما ذكره شيخنا العم في نهج السعادة ج 3 باب الخطب، ص 26، كما هو نقل أيضا عن " المسترشد ".

وروى فقرة منه ابن عساكر الدمشقي في ترجمة الامام علي عليه السلام ج 2، ص 485. كما رواه العلامة المجلسي في البحار ج 2 ص 228، ج 36 ص 273، ج 78 ص 77. والعلامة الخطيب في مصادر نهج البلاغة وأسانيده ج 3 ص 111، رقم الخطبة 208، وهو أيضا نقل عن "المسترشد".


[ 237 ]

على من [له] فهم وعقل، أن يتأمل الامور التي جرت، ولا يهتم ولا يثق ولا يركن إلى أفعالهم، ولا يميل إليهم، مع دفعهم الحق، وإنكارهم موضع الحجة التي دل عليها الله عزوجل، بل الحق أن يأخذ بقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ويعتمد على من دل عليه الذين جعلهم سفينة النجاة، وقال: من ركبها نجا كما نجا قوم نوح، ومن تخلف عنها غرق كما غرق قوم نوح.

 فنحن نرجو الفوز بتمسكنا بهم، وإطراح من لم يؤمن بالتمسك بهم وحسبنا الله ونعم الوكيل(1).


(1) - وقال العبد الراجي لعفو ربه، أحمد ابن الشيخ غلام حسين المحمودي عفي عنهما: أللهم اجعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والائمة المعصومين عليهم السلام واجعلنا ممن ركب سفينة النجاة، آمين يا رب العالمين.