[ 261 ]

 

(3)

باب ثبت الفضل (1)

لمن له الفضل


(1) - وفي " ش ": تثبت.. و: تثبيت.

 


[ 262 ]

أجمعت الامة أنه لا إختلاف بينها، أن الفضل لعلي عليه السلام ولابي بكر، ثم لم يورد ثالث، فأوردنا قاطعة، بفضل ذلك عن الله جل وعز قال الله عزوجل: (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة) (1).

 فقد علمت الامة: أن عليا عليه السلام [هو] المجاهد في سبيل الله والكاشف الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن أبا بكر لم يخدش رجلا قط، وإنما كان بمنزلة النظارة في الحروب التي شهدها فهذه واضحة من كتاب الله جل ذكره.

 ثم نذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين (2) سأله سلمان (رحمه الله): فقال: من وصيك يارسول الله ؟ فقال: يا سلمان إن أخي وصفيي وخليلي، ووزيري ووصيي ينجز موعدي، ويقضي ديني، وهو خير من أترك


(1) - سورة النساء: 95 والآية الكريمة بكاملها هكذا: (لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما).

(2) - وفي ش: حيث.

 


[ 263 ]

بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام (1).

 74 - ثم قال علي عليه السلام: أنا أول رجل عبد الله من هذه الامة، وأول


(1) - وفي ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق، ج 1 ص 90 عن سلمان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أخي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب.

 وفي ص 130، عن أنس بن مالك، قال: كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا علي بن أبي طالب أو سلمان الفارسي أو ثابت بن معاذ الانصاري لانهم كانوا أجرأ أصحابه على سؤاله، فلما نزلت: (إذا جاء نصر الله والفتح)، وعلمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيت إليه نفسه، قلنا لسلمان: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسند إليه أمورنا ويكون مفزعنا، ومن أحب الناس إليه ؟ فلقيه فسأله فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه، فخشي سلمان أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مقته ووجد عليه، فلما كان بعد [ذلك] لقيه فقال يا سلمان يا [أ] با عبد الله ألا أحدثك عما كنت سألتني ؟ فقال: يارسول الله إني خشيت أن تكون قد مقتني ووجدت علي ؟ قال: كلا، يا سلمان إن أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي، وخير من تركت بعدي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب.

 وعن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خليلي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي وينجز موعدي ويقضي ديني علي بن أبي طالب. وفي ص 136، عن زيد بن وهب، قال: كنا ذات يوم عند علي فقال: أنا عبد الله، وأخو رسوله لا يقولها بعدي إلا كذاب، فقال: رجل من غطفان والله لاقولن لكم كما قال الكذاب ! ! أنا عبد الله وأخو رسوله. قال: فصرع فجعل يضطرب ! ! فحمله أصحابه فأتبعتهم حتى انتهينا إلى دار عمارة، فقلت لرجل منهم: أخبرني عن صاحبكم، فقال: ماذا عليك من أمره ؟ فسألتهم بالله، فقال بعضهم: لا والله ما كنا نعلم به بأسا حتى قال تلك الكلمة فأصابه ما ترى ! !، فلم يزل كذالك حتى مات.

 


[ 264 ]

رجل أسلم، وأنا وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا خير الاوصياء (1).

 75 - وقال عليه السلام: أنا عبد الله، وأخو رسوله، لا يقولها غيري إلا مفتر كذاب (2).

 76 - وقال عليه السلام: أنا قسيم النار، وأقول هذا لي وهذا لك (3).

 


(1) - قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 1، ص 10، وقال هو أي علي عليه السلام: أنا الصديق الاكبر، وأنا الفاروق الاول، أسلمت قبل اسلام الناس، وصليت قبل صلاتهم.

 (2) - قال الحمويني في فرائد السمطين ج 1، ص 227، الرقم: 177، عن أبي سليمان زيد بن وهب قال: سمعت عليا (عليه السلام) على المنبر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب أو مفتر، فقام إليه رجل فقال: أقول كما يقول هذا ! فضرب به الارض فجائه قومه فغشوه ثوبا، فقيل لهم: أكان هذا فيه قبل ؟ قالوا لا.

 وقال المتقي الهندي في كنز العمال ج 13 ص 129، رقم الحديث 36410: عن أبي يحيى قال: سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله لا يقولها أحد بعدي إلا كاذب، فقالها رجل فأصابته جنة.

 وقال في صفحة 122 عن عباد بن عبد الله [قال ]: سمعت عليا يقول أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق اأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر ولقد صليت قبل الناس سبع سنين.

 وقال في صفحة 164 رقم 36497: عن سليمان بن عبد الله عن معاذ العدوية قالت: سمعت عليا وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الاكبر، آمنت قبل أن يؤمن بوبكر وأسلمت قبل أن يسلم.

 (3) - البداية والنهاية لابن كثير، م 4، ج 7 ص 355، ط مصر: عن عباية، عن علي قال: =


[ 265 ]

77 - وقال: أنا صاحب محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة أذود عنه المنافقين، كما تذاد غرائب الابل (1).

 وقال عليه السلام: أنا أول من يجثو للخصومة يوم القيامة (2).

 


= " أنا قسيم النار، إذا كان يوم القيامة، قلت: هذا لك، وهذا لي ". وذكر أيضا ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 3، ص 247 وج 6، ص 113 وص 121، عن علي رضي الله عنه: أنا قسيم النار، هذا لي وهذا لك. كما ذكر الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2، ص 20.

 وفي فرائد السمطين ج 1 ص 325، الرقم: 253، قال النبي صلى الله عليه وسلم يا علي إنك قسيم النار، وإنك تقرع باب الجنة فتدخلها بلا حساب. وفي ص 326 عن موسى بن طريف عن عباية عن علي عليه السلام أنا قسيم النار إذا كان يوم القيامة، قلت: هذا لك وهذا لي.

 وذكر العلامة الامرتسري في أرحج المطالب ص 32 ط لاهور، أنظر إحقاق الحق ج 7 ص 172.

 في كنز العمال للمتقي الهندي ج 13 ص 152 رقم 36475: عن علي (عليه السلام) قال: أنا قسيم النار.

 قال المتقي: رواه شاذان الفضيلي في رد الشمس.

 ورواه أيضا العلامة المولى حيدر علي بن محمد الشرواني في " مناقب أهل البيت عليهم السلام " ص 182 نقلا عن الزمخشري في " الفائق "، وابن الاثير في " النهاية "، عن علي عليه السلام أنه قال: " أنا قسيم النار ".

(1) - كنز العمال للمتقي الهندي ج 15 ص 137 الهند قال: روى من طريق الطبراني في " الاوسط " عن علي قال: " إني أذود عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين القصيرتين الكفار والمنافقين كما يذود السقاة غيريبة الابل عن حياضهم. " أنظر إحقاق الحق ج 16 ص 524.

(2) - قال محمد بن جرير الطبري في تفسيره المسمى بجامع البيان ج 17، ص 98، 99 =


[ 266 ]

............................................................................................................................


= في تفسير هذه الآية من سورة الحج " هذان خصمان اختصموا في ربهم "، قال حدثني يعقوب قال حدثنا هشيم، قال أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم قسما أن هذه الآية هذان خصمان اختصموا في ربهم نزلت في الذين بارزوا يوم بدر، حمزة وعلي، وعبيد بن الحرث، وعتبة، وشيبة إبني ربيعة، والوليد بن عتبة، قال: وقال علي عليه السلام: " إني لاول أو من أول من يجثو للخصومة يوم القيامة بين يدي الله تبارك وتعالى ".

 وقال الحاكم في المستدرك ج 2 ص 386 قال علي عليه السلام: وأنا أول من يجثو للخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة.

 قال الحاكم: لقد صح الحديث بهذه الروايات عن علي كما صح عن أبي ذر الغفاري وإن لم يخرجاه.

 وقال ابن كثير في البداية والنهاية ج 3 ص 273: وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر: أنه كان يقسم قسما أن هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في ربهم) نزلت في حمزة وصاحبه، وعتبه وصاحبه يوم برزوا في بدر. هذا لفظ البخاري في تفسيرها. وقال البخاري: حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي حدثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب. أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمان عزوجل في الخصومة يوم القيامة. قال قيس: وفيهم نزلت: (هذان خصمان إختصموا في ربهم) قال: هم الذين بارزوا يوم بدر علي وحمزة و عبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة ابن ربيعة والوليد بن عتبة، تفرد به البخاري، وقد أوسعنا الكلام عليها في التفسير بما فيه كفاية ولله الحمد والمنة.

 


[ 267 ]

............................................................................................................................


- = أقول: أنظر تفسير ابن كثير، ج 3، ص 222، ط بيروت، تفسير سورة الحج.

 وقال البخاري في صحيحه، ج 5، ص 95، ط القاهرة: حدثني محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة. وفي ج 6 ص 123 حدثنا حجاج بن منهال حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال حدثنا أبو مجلز عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة.

وقال الحافظ جلال الدين السيوطي في تفسيره الدر المنثور ج 6 ص 19 قال: قال علي رضي الله عنه: أنا أول من يجثو في الخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة.

 وقال: وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي وابن جرير والبيهقي من طريق قيس بن عبادة، عن علي رضي الله عنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمان للخضومة يوم القيامة.

 وقال ابن منظور في لسان العرب ج 14 ص 132: ومنه حديث علي رضوان الله عليه: أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله عزوجل.

 وقال الفخر الرازي في تفسيره الكبير ج 23، ص 21: وثالثها، روى قيس بن عبادة، عن أبي ذر الغفاري رحمه الله.. وقال علي عليه السلام: أنا أول من يجثوا للخصومة بين يدي الله تعالى يوم القيامة.

 وقال العلامة يحيى بن الحسن الحلي المعروف بابن البطريق المتوفى عام 600 هجري في كتابه خصائص الوحي المبين ص 258 الرقم: 197 ومن تفسير الثعلبي: في قوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) بالاسناد المقدم قال الثعلبي: اختلف المفسرون في هذين الخصمين من هما فروى قيس بن عباد أن أبا ذر الغفاري رضي الله عنه كان يقسم بالله تعالى ان =


[ 268 ]

وهذا خبر عجيب ! نحن نشرحه في موضعه إن شاء الله.

 78 - وقال (عليه السلام): عهد إلي النبي (صلى الله عليه وآله) أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق (1)


= هذه الآية نزلت في ست من قريش بارزوا يوم بدر علي بن أبي طالب عليه السلام وحمزة بن عبد المطلب عليه السلام وعبيدة بن الحارث رضي الله عنه، وعتيبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة.

 قال: وقال علي عليه السلام: إني أول من يجثو للخصومة يوم القيامة بين يدي الله عزوجل.

 وذكر الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 في كتاب ما نزل من القرآن ص 144 الرقم: 39، حدثنا أحمد بن محمد بن حبلة قال: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا أبو هاشم يحيى بن دينار الواسطي (لا حق بن حميد) عن قيس بن عباد: عن علي عليه السلام قال: أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله عزوجل فينا نزلت هذه الآية في مبارزتي يوم بدر: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) الآية.

 وقال المتقي الهندي في كنز العمال ج 2 ص 472 رقم الحديث 4531: عن قيس بن عباد عن علي قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة.

 (1) - قال الحافظ أبو زكريا محي الدين بن شرف النووي المتوفى (676) في تهذيب الاسماء واللغات ط بيروت ج 1 ص 348: وعن زر بن حبيش صاحب علي قال: قال علي رضي الله عنه: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الامي صلى الله عليه وسلم إلى ألا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ".

 قال ابن عساكر في ترجمة الامام علي عليه السلام ج 1 ص 135: أنبأنا الحرث الهمداني، قال رأيت عليا جاء حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: قضاء قضاه الله على لسان نبيكم الامي صلى الله عليه وسلم إنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق وقد خاب من إفترى.   =


[ 269 ]

79 - وقال عليه السلام: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين (1).

80 - وقال عليه السلام: أنا يعسوب الدين، وأنا أمير المؤمنين (2)


= قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة ج 1، ص 312، عن زر بن حبيش قال: قال علي عليه السلام: والله إنه لما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: لا يبغضني إلا منافق، ولا يحبني إلا مؤمن.

 (1) - قال: ابن حجر العسقلاني المتوفى (852) في مطالب العالية ج 4، ص 297، رقم الحديث: 4462: علي بن ربيعة: سمعت عليا يقول على منبركم هذا: عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أن أقاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين.

 وفي الحديث الرفم: 4463: [عن] عمار بن ياسر يقول: أمرت بقتال الناكثين، و القاسطين والمارقين.

 قال الخوارزمي في المناقب ص 110 ط النجف الاشرف: وبهذا الاسناد عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه هذا، أخبرنا محمد بن علي بن رحيم، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا عثمان بن محمد، حدثنا يونس ابن أبي يعقوب، حدثنا حماد بن عبد الرحمان الانصاري، عن أبي سعيد التميمي عن علي (عليه السلام) قال عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أقاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين، فقيل له: يا أمير المؤمنين من الناكثون ؟ قال: الناكثون: أهل الجمل، والمارقون: الخوارج، والقاسطون: أهل الشام.

 (2) - وفي كنز العمال للمتقي الهندي ج 13 ص 119 الرقم: 36381 عن علي (عليه السلام) قال: أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة.

 وقال عن أبي مسعر قال: دخلت على علي وبين يديه ذهب فقال: أنا يعسوب المؤمنين وهذا يعسوب المنافقين، وقال بي يلوذ المؤمنون وبهذا يلوذ المنافقون. =


[ 270 ]

وقال أبو ذر له (عليه السلام): أنا أشهد لك بالولاء والاخاء (1) ثم نذكر أخبارا لا تدفع تدل على فضله:

81 - حدثنا إسحاق بن راهويه (2)، قال: سمعت يحيى بن آدم يقول: سئل شريك ؟ فقيل له: ما تقول: في رجل مات لا يعرف أبا بكر ؟ قال: لا شئ عليه، قيل له: فلا (3) يعرف عليا عليه السلام قال: في النار ! لان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أقامه علما يوم الغدير، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه - الخبر (4).

 82 - وروى إسماعيل بن عمرو البجلي، (5) عن يحيى بن


= وقال في ج 11 ص 604: علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين.

 (1) - راجع المصدر.

 (2) - هو إسحاق بن راهويه الامام الكبير شيخ المشرق سيد الحفاظ أبو يعقوب. أنظر سير أعلام النبلاء للذهبي ج 11 ص 358 الرقم: 79.

 (3) وفي " ش ": فإنه لا يعرف.

 (4) أنظر حديث الولاية في مجمع الزوائد ج 9، ص 106.

 وفي كنز العمال للمتقي الهندي ج 11 ص 603، رقم الحديث: 32916: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه. وفي ص 602، رقم: 32904: من كنت مولاه فعلي مولاه. وقال: من كنت وليه فعلي وليه.

 وفي ص 609: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأعن من أعانه.

 (5) - تهذيب اتهذيب ج 1 ص 320 الرقم: 582.

 


[ 271 ]

سلمة بن كهيل (1) عن أبيه (2)، عن أبي حازم (3).

 عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير هذه الامة بعدي: أولها إسلاما علي بن أبي طالب عليه السلام (4).

 83 - وروى إبراهيم بن إسماعيل اليشكري، (5) قال:


(1) - هو: يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي أبو جعفر الكوفي. تهذيب التهذيب ج 11 ص 224 الرقم: 362.

 (2) - هو: سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي التنعي أبويحيى الكوفي. تهذيب التهذيب ج 4 ص 155 الرقم: 269.

 (3) - وفي " ش ": أبي ضارم. لعله خطأ تهذيب التهذيب ج 4 ص 140.

 (4) - روى الاربلي رحمه الله عن " المسترشد " في كشف الغمة چ 1، ص 87.

 والعلامة المجلسي في بحار الانوار ج 38 ص 247، قال رحمه الله: ومن كتاب " المسترشد " عن سلمان الفارسي قال: قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير هذه الامة بعدي أولها إسلاما علي بن أبي طالب.

 وفي كنز العمال للمتقي الهندي ج 11، ص 616، رقم الحديث: 32990: إن هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الاكبر، وهذا فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين. قال المتقي: قاله: لعلي، عن سلمان وأبي ذر معا، عن حذيفة. وقال: أولكم واردا على الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب. وقال: أول من صلى معي علي.

 (5) - أنظر تهذيب الكمال، ج 2، ص 83 و 84.

 


[ 272 ]

حدثنا شريك (1)، عن الاعمش (2)، عن أبي وائل (3).

 عن أبي حذيفة (4)، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: علي خير البشر من أبي فقد كفر (5).


(1) - هو: شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي الكوفي، أنظر تهذيب الكمال ج 12، ص 462، الرقم: 2736.

 (2) - هو: سليمان بن مهران الاسدي الاعمش، أنظر تهذيب الكمال، ج 12، ص 76.

 (3) - هو: شفيق بن سلمة، أبو وائل الاسدي. أنظر، تهذيب الكمال، ج 12، ص 548.

 (4) - هو: حذيفة بن اليمان، وهو: حذيفة بن حسيل، أنظر تهذيب الكمال ج 5 ص 495.

 (5) - قال سيد ابن طاوس المنوفى (664) في " الطرائف " ص 87: ومن ذلك ما رواه ابن مردويه الفقيه في كتابه قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل، وأحمد بن محمد بن عمرو بن سعيد الا خمس، قال: عبيد بن كثير العامري، قال: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، قال: حدثنا إبراهيم بن اسماعيل اليشكري، عن شريك، عن الاعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة اليماني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " علي خير البشر فمن أبي فقد كفر ".

 قال الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني في الكامل في ضعفاء الرجال ج 4 ص 1325 ط بيروت: أنبأنا الساجي، حدثنا عبد الله بن الحسين بن الحسن الاشقر، سمعت أبا داود الدهان يقول: سمعت شريك بن عبد الله يقول: " علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ".

 [قال ابن عدي ]: قال الشيخ: وقول شريك رواه رجل من أهل الكوفة يقال له: الحر بن سعيد النخعي، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل.

 =


[ 273 ]

............................................................................................................................


= عن حذيفة، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ". قال ابن عدي: وهذا قد رواه عن الحر غير واحد.

 ورواه عنه أحمد بن يحيى الصوفي، وقال: حدثنا الحر بن سعيد النخعي وكان من خيار الناس، وروى عن شريك أيضا، عن الاعمش، عن عطية، قلنا لجابر: ما كنتم تعدون علي فيكم ؟ قال: ذلك من خير البشر.

 قال ابن عدي: حدثنا الحسين بن علي السكوني الكوفي، حدثنا محمد بن الحسين السكوني الكوفي حدثنا صالح بن الاسود، عن الاعمش، عن عطية، قلت لجابر: كيف كانت منزلة علي فيكم ؟ قال: كان خير البشر.

 ونقله بهذا الاسناد، محمد بن أحمد الذهبي في أحوال صالح بن أبي الاسود في ميزان الاعتدال ج 2، ص 288، الرقم: 3771.

 وروى أبو داود الرهاوي كما في ميزان الاعتدال أنه سمع شريكا يقول: علي خير البشر فمن أبى فقد كفر.

 أقول: هذا الحديث متواترا جدا، كما ذكر الگنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 245، ط النجف الاشرف، وابن عساكر في ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق ج 2، ص 444، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 246، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 11، ص 625.

 وإحقاق الحق للتستري ج 4، ص 254 وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 154، وفرائد المسطين ج 1 ص 154، والغدير للاميني ج 3 ص 22.

 وأوردنا هذا الحديث، عن طريق ابن شاذان وابن عساكر في كتابنا " الاربعون حديثا " وهو الحديث السابع والثلاثون ص 158، ط بيروت، فللمزيد من الاطلاع راجع هناك.

 =


[ 274 ]

84 - وروى عبد الرزاق (1)، حدثنا معمر (2)، عن أبي نجيح (3)، عن مجاهد (4)، عن ابن عباس - قال:

إن النبي، (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (عليها السلام): أما علمت أن الله اطلع إلى أهل الارض إطلاعة، فاختار منهم رجلين، أحدهما أبوك، والآخر بعلك (5).

 


= ورسالة نوادر الاثر بعلي خير البشر في بيان طرق هذا الحديث، لجعفر بن علي القمي نزيل الري ومعاصر الصدوق صاحب جامع الاحاديث النبوية المطبوع ضمن مجموعة، والرسالة موجودة عندي خطية، يذكر خمسة وسشبعين طريقا للحديث.

 وللعلامة المجلسي (ره) جولة لهذا الحديث في البحار ج 38، ص 5 و 6 و 7 وتواليها فراجع.

 (1) - هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني روى عن معمر. تهذيب التهذيب ج 6 ص 310 الرقم: 608.

 (2) - هو: معمر بن راشد الازدي الحداني مولاهم أبو عروة بن أبي العمر البصري. أنظر تهذيب التهذيب ج 10 ص 243 الرقم: 439.

 (3) - هو: يسار أبو نجيح الثقفي أنظر تهذيب التهذيب ج 11 ص 377 الرقم: 735.

 (4) - مجاهد بن جبر المكي أنظر تهذيب التهذيب ج 10 ص 42 الرقم: 68.

 (5) - المستدرك للحاكم النيسابوري ج 3، ص 129. وتاريخ بغداد ج 4 ص 195. ومجمع الزوائد، للهيثمي ج 9، ص 168. والمعجم الكبير للطبراني ج 3، ص 57، الرقم: 2675. وذخائر العقبى للحافظ محب الدين الطبري ط مصر، ص 135 و 136. وفرائد السمطين، ج 2، ص 85.   =


[ 275 ]

85 - وروى إسماعيل بن عمرو البجلي، قال: حدثنا حماد بن شعيب (1) عن أبي الزبير، (2) عن جابر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علي خير البشر من أبى فقد كفر .

86 - وروى الحماني، (3) عن شريك، (4) عن عثمان بن المغيرة (5)، عن أبي اليقظان، (6) عن سالم بن أبي الجعد (7) قال: سئل


وفي كنز العمال للمتقي الهندي ج 11 ص 604 رقم الحديث 32923: أما علمت أن الله عزوجل أطلع على أهل الارض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا، ثم أطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحته فاتخذته وصيا. وكذا في ص 605 رقم الحديث 32925.

 (1) - هو: حماد بن شعيب الحماني التميمي أبو شعيب، روى عن أبي الزبير، أنظر: الجرح والتعديل للرازي ج 3، ص 142، الرقم: 625.

 (2) - هو: محمد بن مسلم بن تدرس، الاسدي مولاهم أبو الزبير المكي، روى عن جابر. أنظر تهذيب التهذيب ج 9، ص 440، الرقم: 727.

 (3) - يحيى بن عبد الحميد بن عبد الله بن ميمون بن عبد الرحمان الحماني، أبو زكريا الكوفي. أنطر تهذيب التهذيب ج 11، ص 243، الرقم: 398.

 (4) - هو: شريك بن عبد الله النخعي.

 (5) - هو: عثمان بن المغيرة الثقفي مولاهم أبو المغيرة الكوفي. أنظر تهذيب التهذيب ج 7، ص 155، الرقم: 305.

 (6) - هو: عثمان بن عمير البجلي أبو اليقظان الكوفي الاعمى. أنظر تهذيب التهذيب ج 7، ص 145، الرقم: 292.

 (7) - سالم بن أبي الجعد رافع الاشجعي مولاهم الكوفي. أنظر تهذيب التهذيب، ج 3 =


[ 276 ]

جابر (1) عن علي، عليه السلام فقال ذاك خير البشر، وهل يشك فيه إلا كافر ؟.

 87 - وروى حفص، عن عمرو بن أبي المقدام، (2) وعبد الله بن إدريس، (3) عن أبي الجحاف، (4) وكثير بن إسماعيل (5) عن عطية العوفي، قال: سئل جابر بن عبد الله عن علي (عليه السلام)، فقال: ذاك خير البشر، قيل (6) له: فما تقول فيمن شك فيه ؟ قال: ما يشك فيه إلا كافر، وما يشك فيه إلا منافق (7).

 


= ص 432، الرقم: 799.

 (1) - كذا في " ح " وفي " ش ": جابر بن عبد الله.

 (2) - هو: عمرو بن ثابت بن هرمز البكري أبو محمد، ويقال: أبو ثابت الكوفي، وهو عمرو بن أبي المقدام الحداد. أنظر تهذيب التهذيب ج 8، ص 9.

 (3) - هو: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمان بن الاسود الاودي أبو محمد الكوفي. أنظر تهذيب التهذيب ج 5. ص 144.

 (4) - هو: داود بن أبي عوف سويد التميمي البرجمي مولاهم أبو الجحاف الكوفي. أنطر تهذيب التهذيب ج 3، ص 196.

 (5) - هو: كثير بن إسماعيل ويقال: ابن نافع النواء أبو إسماعيل التيمي مولا بني تيم الله الكوفي، روى عن أبي جعفر (عليه السلام) وعطية العوفي. أنظر تهذيب الكمال ج 8، ص 411، الرقم: 735.

 (6) - وفي " ش ": قال فقيل له.

 (7) - أنظر ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 2 ص 444. وفيه: عن عطية، عن جابر قال: علي خير البشر، لا يشك فيه إلا منافق.

 


[ 277 ]

[ علي بن أبي طالب عليه السلام خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ]:

88 - وروى سهيل بن عثمان، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا عبيدالله بن موسى عن الاعمش، عن عطية - [حيلولة] قال:

وحدثنا قيس بن حفص، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا محمد بن عبد الله العرزمي، عن عطية، قال: قلنا لجابر بن عبد الله: أخبرنا عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقال: كان خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله (1).

 


(1) - قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 3 ص 192 في ترجمة محمد بن كثير الكوفي: حدثنا محمد بن كثير الكوفي، حدثنا الاعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر، عن عبد الله، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يقل علي خير الناس فقد كفر.

 وأورد الحديث أيضا إبن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج 9 ص 419 على نحو ما ذكر، كما أورده أيضا في لسان الميزان، ج 6 ص 78 قال: وروى الشيخ المفيد الرافضي من طريق ابن إسحاق بن إبراهيم الرازي عن المغيرة بن سعيد، عن أبي ليلى النخعي، عن أبي الاسود الدئلي [قال ]: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: أيها الناس عليكم بعلي بن أبي طالب فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: علي خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي.

 وروى العلامة التستري في الاحقاق ج 4 ص 249 نقلا عن الامام أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الاعمش، عن عطية بن سعيد العوفي قال: دخلنا على جابر بن عبد الله وقد سقط حاجباه على عينيه فسألناه عن علي فقلت: أخبرنا عنه فرفع حاجبيه بيديه فقال: ذاك من خير البشر.

 


[ 278 ]

89 - وروى المسعودي (1): قال: حدثنا محمد بن سعيد الانصاري قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علي بن أبي طالب (عليه السلام) أفضل أمتي.

 90 - وروى المسعودي، قال: حدثنا يحيى بن سالم العبدي، عن صالح ابن أبي الاسود، عن هاشم بن البريد، عن بنان الطائي، عن عبد الله بن مسعود، قال: قرأت سبعين سورة من فلق على رسول الله كما أنزلت، وزيد بن ثابت له ذوابة يرعى الابل، وقرأت بقية القرآن على خير خلق الله بعد نبي الله علي بن أبي طالب (2).

 


(1) - هو: عبد الرحمان بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي المتوفى (160) أنظر تهذيب الكمال ج 17، ص 219، الرقم: 3872.

 (2) - قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 119 عن عبد الله يعني ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب، وعنه قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب. وفي ص 291 مثله. كما أورد الخوارزمي في المناقب ص 48، ط النجف.

وذكر ابن عساكر الدمشقي في ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ج 3 ص 33 عن زاذان عن ابن مسعود قال: قرأت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) تسعين سورة، وختمت القرآن على خير الناس بعده. فقيل له: من هو ؟ قال: علي بن أبي طالب.

 


[ 279 ]

[ علي عليه السلام خير البشر ]:

91 - وروى حفص بن عمر الكوفي، قال: قال أبو معاوية: قال لي الاعمش: يا أبا معاوية، ألا أحدثك حديثا لا غبار فيه (1) ؟ قلت: بلى، قال: حدثني أبو وائل ولم يسمع منه أحد غيري، ! قال: حدثني عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال لي جبرائيل: يا محمد، علي خير البشر، من أبى فقد كفر (2) !.

 


(1) - كذا في المطبوع، وفي نسخة " ح " و " ش ": لا غبار عليه.

 (2) - قال إبن عساكر الدمشقي في ترجمة الامام علي عليه السلام ج 2، ص 444: عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي خير البشر، من أبى فقد كفر ".

 ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه ج 7 ص 421 عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي خير البشر فمن إمترى فقد كفر ".

 كما رواه أيضا في " موضع أوهام الجمع والتفريق " ج 1 ص 394 عن عطية بن سعد قال دخلنا على جابر بن عبد الله وهو شيخ كبير، فقلنا أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب.

 قال: فرفع حاجبيه بيديه فقال: ذاك من خير البشر.

 وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه المتوفى سنة (410) في " المناقب " بسنده عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ".

 ورواه الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج 9 ص 419 عن زر بن حبيش عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يقل علي خير الناس فقد كفر.

 =


[ 280 ]

............................................................................................................................


= كما رواه أيضا في " لسان الميزان " ج 2 ص 252 عن جابر مرفوعا: علي خير البشر فمن أبى فقد كفر.

 وروى العلامة محمد صالح الكشفي الحنفي في كتابه " المناقب المرتضوية " ص 106 ط بمبئي قال: قال النبي صلى اله عليه وآله وسلم: " يا علي أنت خير البشر فمن أبى فقد كفر ".

 وروى أيضا العلامة الشيخ زين الدين عبد الرؤف المناوي في " كنوز الحقائق " ص 98 ط بولاق بمصر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي خير البشر من شك فيه كفر ".

 وفي ص 98 قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ".

 وروى المحدث الحافظ محمد خان بن رستم خان البدخشي في " مفتاح النجاة في مناقب آل العبا " ص 49 مخطوط قال عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: علي خير البشر فمن أبى فقد كفر.

 وروى أحمد بن حنبل في " فضائل الصحابة " والديلمي في " فردوس الاخبار " عن جابر بن عبد الله علي خير البشر من أبى فقد كفر.

 وروى العلامة الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي في " إعراب ثلاثين سورة " ص 148 ط القاهرة قال: عن عطاء قال: سألت عائشة عن علي صلوات الله عليه فقالت: ذاك خير البشر لا يشك فيه إلا كافر.

 وروى العلامة السيد علي الهمداني في " مودة القربى " ص 42 ط لاهور، روى عن جابر قال: قال رسول الله: علي خير البشر من شك فيه كفر.

 وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي عن جابر بعين ما تقدم عن مودة القربى.

 أقول: هذا الحديث من المتواترات وله شواهد وطرق كثيرة ذكره جل المحدثين =


[ 281 ]

92 - وروى المسعودي، قال: حدثنا أبو غسان وسهل بن عامر قالا: حدثنا أبو خالد الاحمر، عن مجالد عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: ذكر النبي (صلى الله عليه وآله)، الخوارج، فقال: أما إنهم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة، وأقربهم وسيلة من الله يوم القيامة (1).

 


= والمؤرخين أمثال إبن عساكر وإبن حجر، والهيتمي والهيثمي، وأبو نعيم، والحاكم، والمتقي الهندي، وابن أبي شيبة، والذهبي، وابن حنبل، والخوارزمي، والمغازلي، وقد أفرد الشيخ جعفر بن أحمد بن علي القمي رسالة خاصة في هذا الحديث وسماه " نوادر الاثر في أن عليا خير البشر "، وذكر نحو خمسة وسبعين طريقا للحديث، وذكرنا أيضا قسما منه في كتابنا: " الاربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين، برواية عائشة "، فراجع.

 وللمزيد من التفصيل عليك مراجعة إحقاق الحق ج 4 ص 255.

 (1) - قال العلامة ابن المغازلي في كتاب المناقب ص 55 و 56: واخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي العدل، حدثنا أحمد بن محمد الجواري، قال: حدثنا أحمد بن حازم.

 حدثنا سهل بن عامر البجلي حدثنا أبو خالد الاحمر، عن مجالد عن الشعبي، عن مسروق قال: قالت عائشة: يا مسروق إنك من ولدي وإنك من أحبهم إلي، فهل عندك علم من المخدج ؟ قال: قلت نعم قتله علي بن أبي طالب على نهر يقال لاعلاه تامرا ولاسفله النهروان بين حقايق وطرفاء قالت: أبغني على ذلك بينة فأتيتها بخمسين رجلا من كل خمسين بعشرة - وكان الناس إذ ذاك أخماسا - يشهدون عليا عليه السلام قتله على نهر يقال لاعلاه تامرا ولاسفله =


[ 282 ]

93 - وروى الرازي، قال: حدثنا صالح بن عقبة، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباته، قال: دخلت على عائشة، فقلت لها: على م قاتلت عليا (عليه السلام) ؟ فقالت لي: والله لقد قاتلت خير الناس (1) !، فقلت لها: أو علمت أنه خير الناس ؟ !، فقالت: سمعت رسول الله خليلي، يقول: علي خير البشر، من أبى فقد كفر ! ! (2).

 94 - وروى المسعودي (3) قال: حدثنا عمرو بن زياد الباهلي (4)،


= النهروان بين حقايق وطرفاء، فقلت: يا أمه ! أسألك بالله وبحق رسول الله صلى الله عليه وبحقي - فإني من ولدك - أي شئ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيه ؟ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: هم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة.

 (1) - وفي مخطوطة " ح " و " ش ": لقد قاتلت خير الناس بشر الناس.

 (2) - تقدمت الشواهد قبل قليل.

 (3) - هو: عبد الرحمان بن عبد الله بن عتبة عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي المتوفى (160) أنظر تهذيب الكمال ج 17 ص 219، رقم: 3872. والجرح والتعديل ج 5 ص 250، رقم: 1197.

(4) - هو: عمر بن زياد أبو حفص الباهلي، أنظر الجرح والتعديل، ج 6 ص 109، وتاريخ الكبير للبخاري ج 6 ص 159، رقم: 2012، وفيه: عمر بن زياد أبو حفص الهلالي. كما في ميزان الاعتدال للذهبي ج 3 ص 198 رقم: 6112. وفي تهذيب الكمال ج 3 ص 229، ضمن ترجمة الاسود بن قيس، فيه: عمر بن زياد الباهلي، ويقال: الالهاني، والهلالي.

 


[ 283 ]

قال: حدثنا شريك (1) عن سماك (2) عن الفضل بن سلمة (3) عن أم هاني بنت أبي طالب (4) قالت: قلت: يارسول الله، إن إبن أمي يؤذيني، تعني عليا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إنه لا يؤذي مؤمنا، إن الله طبعه (5) على خلقي يا أم هاني إنه أمين في السماء، وأمين في الارض، إن الله جعل لكل نبي وصيا - شيث وصي آدم، وشمعون وصي عيسى، وعلي وصيي، وهو خير الاوصياء في الدنيا والآخرة، وأنا صاحب الشفاعة يوم القيامة، وأنا الداعي، وهو المؤدي (6).

 


(1) - هو: شريك بن زياد النخعي.

(2) - هو: سماك بن حرب. تهذيب الكمال ج 12 ص 115.

(3) - لم أجد بهذا العنوان ترجمة، وفي البحار ج 38 ص 2، عن شريك بن الفضيل بن سلمة، لعله تصحيف.

(4) - هي: أم هاني بنت أبي طالب الهاشمية، وإسمها فاخته، وقيل: فاطمة، وقيل: هند، روت عن النبي صلى الله عليه وآله، أنظر تهذيب التهذيب ج 12 ص 481. وأسد الغابة لابن الاثير ج 7 ص 404 رقم: 7612. والاصابة لابن حجر العسقلاني ج 4 ص 503 رقم: 1533.

(5) - وفي " ش ": يوم طبعه.

(6) - رواه العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الانوار ج 38 ص 2، عن المسعودي، عن عمر بن زياد الباهلي، عن شريك بن الفضيل بن سلمة، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: قلت: يارسول الله إن ابن أمي يؤذيني - تعني عليا - فقال النبي: إن عليا لا يؤذي مؤمنا، إن الله طبعه يوم طبعه على خلقي، يا أم هانئ إنه أمير في الارض أمير في السماء، إن الله جعل لكل نبي وصيا فشيث وصي آدم، ويوشع وصي موسى وآصف وصي سليمان، =


[ 284 ]

95 - وروى الطالقاني (1)، عن حميد بن مسلم، عن حنظله بن أبي سفيان عن شهر بن حوشب، قال: لما دون عمر الدواوين، بدأ بالحسن والحسين، فدعا الحسن فأعطاه عطاءه، وأقعده على حجره، أو قال: [على] فخذه، وقبل بين عينيه وحثا في حجره حتى ملاه، ثم دعا الحسين، فأعطاه عطاءه وأقعده على حجره أو فخذه، وقبل ما بين عينيه وحثا في حجره حتى ملاه، فقال عبد الله بن عمر: قدمتهما علي ولي صحبة، وليس لهما صحبة، ولي هجرة وليس لهما هجرة ؟ فقال: أسكت لا أم لك - أبوهما خير من أبيك، وأمهما خير من أمك (2).

 96 - وروى عبد الرزاق، عن معمر، قال: سبقنا سفيان الثوري - إلى موضع ذكره عند خروجه من عندنا، فقلت: يا ابا عبد الله إن هذا دين، وقد رأيت أهل اليمن وما عندكم من العلم، فمن أفضل أصحاب


= وشمعون وصي عيسى، وعلي وصيي، وهو خير الاوصياء في الدنيا والآخرة، وأنا صاحب الشفاعة يوم القيامة، وأنا الداعي وهو المؤدي.

 (1) - أنظر الكامل في ضعفاء الرجال للحافظ أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ج 6 ص 2275، محمد بن مهاجر الطلقاني أخو حنيف، أنظر لسان الميزان ج 5 ص 396.

 (2) - قال العلامة المجلسي عليهم السلام في بحار الانوار ج 38 ص 9: الطالقاني، عن الوليد بن مسلم، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن شهر بن حوشب قال: لما دون عمر بن الخطاب الدواوين، بدأ بالحسن وبالحسين عليهما السلام فملا حجرهما من المال، فقال ابن عمر: تقدمهما علي ولي صحبة وهجرة دونهما ؟ ! فقال عمر: أسكت لا أم لك أبوهما خير من أبيك، وأمهما خير من أمك.

 


[ 285 ]

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندك ؟، فقال: علي بن أبي طالب (عليه السلام).

 97 - وروى السعيدي (1)، قال: حدثنا أبو نعيم، عن موسى بن قيس قال: قال سمعت سلمة بن كهيل [يقول (2) ]: ما أعدل بعلي أحدا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

 98 - وروى أبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، قالا: قال موسى بن قيس: أتيت سفيان بن سعيد الثوري في يوم مطير، فقلت: إني لم آتك في هذا اليوم إلا إلتماس الخلوة ؟ فأخبرني من تفضل ؟ قال: أنت لمن تفضل ؟ قلت: عليا، قال: رحمك الله، إني لارجو أن تلج الجنان ثلاثا !.

 قال: وسمعت أبا نعيم، وقد سأله رجل يوما، فقال: يا أبا نعيم من تفضل، قال: كان سفيان الثوري، يقدم الشيخين، فقال له الرجل: جزاك الله عن السنة خيرا ومضى، فقال أبو نعيم: أنظروا إلى هذا ابن الرعناء والله ليوم من علي أكثر من ملا الارض مثلها وأنه لمولاهما.

 99 - وروى عبد الرزاق: عن معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبد الله عن عبد الله بن عباس، قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) فقال [له ]: أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني


(1) - هو عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الاموي السعيدي أبو أمية المكي.

 أنظر تهذيب التهذيب ج 8 ص 118 رقم: 198.

 (2) - كما في " ش "


[ 286 ]

فقد أبغض الله، والويل لمن أبغضك بعدي (1).

 100 - وروى يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، [قال:] إن النبي (صلى الله عليه وآله) أصابه الجوع حتى أجهده، فقال: لعلي هلم (2) بنا إلى منزلك، وعلي (عليه السلام) وأهله وعياله في مثل معناه ! قال علي (عليه السلام): فاستحييت أن أخبره الخبر، فملت معه، فلما رأته فاطمة (عليها السلام) دخلت البيت، ودعت ربها، وإبتهلت إليه، وتقربت إلى الله عزوجل بأبيها في إبتهالها، فأذا بقصعة من ثريد تفور، فأخرجتها وقدمتها إلى إبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) فنظر إليها [علي] نظرا منكرا، فقال: أنى لك هذا، فقالت: هو من عند الله، فأجابه النبي عنها، فلما فرغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من


(1) - قال إبن المغازلي في المناقب ص 103، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبد الله، عن إبن عباس، قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب فقال: " أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله عزوجل، ويل لمن أبغضك من بعدي ". و في ص 382 من المناقب بسند آخر وفيه: ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض الله. وفي المستدرك للحاكم النيسابوري ج 3 ص 127 و 128 بعين السند، ثم قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولاجل وجود أبي الازهر الراوي في سند الحاكم وإنكار إبن معين له في بغداد وإعتذاره منه نقلا عن أحمد بن يحيى الحلواني قصة لطيفة لا بأس بالمراجعة بها فراجع.

 (2) - وفي " ح " و " ش ": مل بنا.

 


[ 287 ]

الاكل، قال: الحمد لله الذي جعلكما مثل مريم وزكريا (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا، قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله) (1).

 101 - قال: وحدثنا أحمد بن حنبل، قال: وحدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: بينا النبي في محفل من أصحابنا إذ قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في خلته، وإلى موسى في مناجاته، وإلى عيسى في سنته، وإلى محمد (صلى الله عليه وآله) في تمامه و كماله فلينظر إلى هذا الرجل المقبل.

 فنظر (2) الناس متطاولين فإذا هم بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) كأنما ينقلع من صبب، وينحط من جبل (3).

 


(1) - سورة آل عمران، الآية: 37 أقول: روى العلامة المجلسي هذا الحديث في بحار الانوار ج 43، ص 74، وص 77.

 (2) - وفي " ش ": فتطاول الناس.

 (3) قال العلامة الاميني رحمه الله في الغدير ج 3 ص 355 في ضمن ترجمة المفجع الشاعر وقصيدته: وهذه القصيدة تسمى به الاشباه وقال رحمه الله: قال الحموي في معجم الادباء ج 17 ص 191 في أول ترجمة المترجم: إن له قصيدة يسميها بالاشباه، يمدح فيها عليا ثم قال في ص 200: له قصيدته ذات الاشباه، وسميت بذات الاشباه لقصده فيما ذكره من الخبر الذي رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في محفل من أصحابه: إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في =


[ 288 ]

102 - وروى إبراهيم بن إسماعيل اليشكري، عن سعيد بن عمرو،


= همه، وإبراهيم في خلقه، وموسى في مناجاته، وعيسى في سنته، ومحمد في هديه وحلمه، فانظروا إلى هذا المقبل. فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام.

فأورد المفجع ذلك في قصيدته، وفيها مناقب كثيرة أولها. ثم ذكر منها 18 بيتا.

 وقال الاميني رحمه الله: وهذا الحديث الذي رواه الحموي في معجمه نقلا عن تاريخ إبن بشران قد أصفق على روايته الفريقان غير أن له ألفاظا مختلفة وإليك نصوصها: أخرج إمام الحنابلة أحمد عن عبد الرزاق باسناده المذكور بلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في خلقه، وإلى موسى في مناجاته، وإلى عيسى في سنته، وإلى محمد في تمامه وكماله، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل، فتطاول الناس فإذا هم بعلي بن أبي طالب كأنما ينقلع من صبب، وينحط من جبل.

 أخرج أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى (458) في " فضائل الصحابة " بلفظ: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته: فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

 أنظر ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ ابن عساكر ج 2، ص 280 ط بيروت. وكتاب لمناقب لابن المغازلي ص 212 الرقم 256.

 وكذا في عبقات الانوار ج 6 ص 376 حديث التشبيه، نقلا عن كتاب: مودة القربى للسيد علي الهمداني. ومقتل الحسين للخوارزمي، ط الغري ص 44، وفيه: عن أبي راشد، عن أبي الحمراء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام.

 


[ 289 ]

عن محمد بن عبيد الله، عن أبيه، عن جده أبي رافع.

 أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلتفت إلى علي (عليه السلام) وقال: إنك أخي في الدنيا والآخرة، ووزيري ووارثي.

 103 - وروى قيس بن حفص الدارمي، قال: حدثنا علي بن الحسين العبدي عن الاعمش، عن ربيعة السعدي، عن حذيفة بن اليمان، قال: علي أخو رسول الله وشقيقه، وهو معه في السنام الاعلى (1).

 104 - قال: وحدثني محمد بن القاسم بن حبوة بن سمرة، قال: حدثني عبد الرحمن ابن دليل الحلبي، قال: حدثني أبي، عن السدي، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن يتمسك بقضيب الياقوت الاحمر الذي غرسه الله في الجنة، فليتمسك بحب علي بن أبي طالب (2)


(1) - روى هذه الفقرة الحمويني في فرائد السمطين (مخطوط) على ما في إحقاق الحق ج 4، ص 78. كما نقل أيضا عن المناقب للخوارزمي ص 85. في ص 248. وفي ج 15 ص 10 وفيها: وهذا أخي في الدنيا والآخرة وهذا معي في السنام الاعلى. وفي ص 523، نقلا عن ينابيع المودة ص 50، عن أم سلمة كما مر.

 وفي ج 20، ص 249، وص 293 و 295 نقلا عن العلامة الشيخ حسام الدين المردي الحنفي في " آل محمد " ص 562 " نسخة مكتبة السيد الاشكوري " بعين ما تقدم.

 (2) - مناقب ابن المغازلي، ص 215، عن طريق ابن عباس. وذكر سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ط النجف، ص 47. وذكر ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، ج 2 =


[ 290 ]

105 - وروى أبو أيوب سليمان بن داود المنقري، قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): أما ترضى أنك خير أمتي في الدنيا والآخرة، وأنك أخي ووارثي (1).

 106 - وروى سليمان بن داود المنقري قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع،


= ص 433: من أراد أن يمسك القضيب الاحمر فليمسك بحب علي بن أبي طالب.

 وذكره أيضا أبو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء ج 1، ص 86. والخوارزمي في المناقب، ص 44. وللمزيد من التفصيل راجع إحقاق الحق ج 5، ص 104.

 (1) - أنظر المعجم الكبير للطبراني ج 1، ص 319 رقم الحديث: 949. والمستدرك للحاكم النيسابوري ج 3 ص 14. ورواه أيضا محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ج 1 ص 319 في حديث المؤاخات، وفيه: أما ترضى يا علي أن أكون أخاك ؟ قال ابن عمر: وكان علي جلدا شجاعا، قال: بلى يارسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت أخي في الدنيا والآخرة.

 ورواه أيضا في ص 333، حديثا مفصلا في إستخلافه المدينة في غزوة تبوك، وفيه: أما ترضى يا علي أنك أخي في الدنيا والاخرة، وأنك خير أمتي في الدنيا والآخرة، وإن إمرأتك خير نساء أمتي في الدنيا والآخرة، وأن إبنيك سيدا شباب أهل الجنة من أمتي في الدنيا والآخرة. وأنك أخي ووزيري ووارثي إنصرف فلا يصلح ما هناك إلا أنا أو أنت.

 


[ 291 ]

قال: أتيت أبا ذر أودعه، فقال (1):

إنها ستكون فتنة، ول أراكم إلا ستدركونها، فعليكم بالشيخ [علي] بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يقول له: أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الاكبر، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، و أنت أخي ووصيي ووزيري، وخليفتي في أهلي وخير من أخلف بعدي تقضي ديني وتنجز موعدي(2).

 


(1) - وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ج 13 ص 228: فلما أردت الانصراف، قال لي ولاناس معي.

(2) - رواه العلامة المجلسي (ره) في البحار ج 22 ص 424، نقلا عن أمالي الشيخ، عن الجعابي، عن إبن عقدة، عن أبي عوانة موسى بن يوسف، عن مولى بني هاشم، عن أبي سحيلة قال: حججت أنا وسلمان الفارسي رحمه الله فمررنابا الربذة وجلسنا إلى أبي ذر الغفاري رحمه الله، فقال لنا: إنه ستكون بعدي فتنة فلابد منها، فعليكم بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب فالزموهما، فأشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أني سمعته وهو يقول: علي أول من آمن بي، وأول من صدقني، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الاكبر وهو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين.

 رواه العلامة محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ج 1 ص 277 رقم الحديث: 191.

 ورواه أيضا العلامة التستري الشهيد في إحقاق الحق ج 15 ص 341، والقندوزي في ينابيع المودة ص 82 و 129، ولسان الميزان ج 3 ص 283، وكنز العمال ج 12 ص 214.

 


[ 292 ]

107 - وروى أبو حفص: علي بن عمر بن بحر، قال: حدثنا عمر بن الحسن الراسبي، قال: حدثنا سكن بن عبد العزيز، قال: حدثنا هلال بن حباب، عن أبيه، قال: خطبنا علي (عليه السلام) فقال: نحن والله الذي لا إله غيره أئمة العرب ومنار الهدي، حبنا أهل البيت والايمان معا، من تقدمنا هلك، ومن تخلف عنا ضل. - وأشار باصبعيه.

108 - وروى سويد بن سعيد (1)، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي (2)، قال: حدثنا الازور (3)، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز (4) عن عبد الله [بن مسعود ]، قال:


(1) - هو: سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي أبو محمد الحدثاني الانباري أنظر تهذيب الكمال ج 12 ص 247. وتاريخ بغداد ج 9 ص 228.

 (2) - هو: يحيى بن سليم القرشي الطائفي أبو محمد ويقال: أبو زكريا المكي الحذاء الخراز. أنظر تهذيب الكمال ج 31 ص 365 رقم: 6841.

 (3) - هو: الازور بن غالب الهجيمي، روى عن سليمان التيمي. أنظر الجرح والتعديل ج 2 ص 336 الرقم: 1274. وميزان الاعتدال ج 1 ص 173.

 (4) - هو: أبو مجلز، لاحق بن حميد البصري السدوسي. أنظر تهذيب التهذيب ج 12، ص 222 رقم: 1017.وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 5 ص 161 رقم: 545 في ترجمة محمد بن داود الرملي: عن هوذة بن خليفة، عن سليمان التيمي عن أبي مجلز، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يارسول الله ما منزلة علي منك ؟ قال: منزلتي من الله عزوجل.

 


[ 293 ]

رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكفه في كف علي وهو يقبله فقلت: يا رسول الله، ما منزلة علي منك ؟ قال: إن منزلة علي مني، كمنزلتي من الله (1).

 109 - وروى اليماني، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني (2)، قال: حدثنا سوار بن مصعب (3)، عن محمد بن السائب (4)، عن أبي صالح، عن الاصبغ بن نباته:

عن أبي هريرة، قال: رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى وجه علي


(1) - قال العلامة رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني المتوفى (558) في المناقب ج 2 ص 220: ومن تحننه ما جاء في أمالي الطوسي عن ابن مسعود قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وكفه في كف علي وهو يقبلها، فقلت: ما منزلة علي منك ؟ قال: منزلتي من الله.

 قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 5 ص 161: محمد بن داود الرملي، عن هوذة بن خليفة عن سليمان التيمي عن أبي مجلز عن إبن مسعود رضي الله عنه قلت: يارسول الله ما منزلة علي منك ؟ قال: منزلتي من الله عزوجل.

 وروى العلامة الاميني في " الغدير " ج 7 ص 177، نقلا عن السيرة الحلبية ج 3 ص 391.

 (2) - هو: يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمان بن ميمون بن عبد الرحمن الحماني، أبو زكريا الكوفي. تهذيب الكمال ج 31 ص 419 رقم: 6868.

 (3) - هو: سوار بن مصعب الهمداني الكوفي الضرير، الجرح والتعديل ج 4 ص 271.

 (4) - هو: محمد بن السائب بن بشر بن عمرو الكلبي، أبو النضر الكوفي النسابة المفسر أنظر تهذيب الكمال ج 9 ص 178، رقم: 266.

 


[ 294 ]

ابن أبي طالب، فقلت: تديم النظر إلى وجه علي كأنك لم تره ؟ ! فقال: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: النظر إلى وجه علي عبادة (1).

 


(1) - قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 2 ص 51: عن أبي هريرة، قال: رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى علي بن أبي طالب، فقلت: مالك تديم النظر إلى علي كأنك لم تره ؟ ! فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى وجه علي عبادة.

 وروى أيضا ابن المغازلي في المناقب، ص 206 بنفس السند، كما روى عن عائشة أن النبي عليه السلام قال: النظر إلى وجه علي عبادة، وعن عمران بن حصين نحو ما تقدم، وروى أيضا عن طريق جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة، وروى أيضا عن طريق عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله: النظر إلى علي عبادة.

 قال أحمد المحمودي: هذا الحديث من المتواترات وله طرق عديدة، أورده جمع كثير من الحفاظ كالعلامة الحافظ ابن المغازلي، وابن عساكر، والحاكم النيسابوري في المستدرك ج 3، ص 141. قال: وشواهده عن عبد الله بن مسعود صحيحة. وأخرجه أبو نعيم في حلية الاولياء ج 5 ص 58، والذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 283 في ترجمة هارون بن حاتم الكوفي. و 401 ترجمة يحيى بن عيسى الرملي. وخرجه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 6، ص 178. والگنجي الشافعي في كفاية الطالب، والمحب الطبري في الرياض النضرة ج 2، ص 219. وذخائر العقبى ص 95. والحافظ السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 66، نقلا عن ابن عساكر. وابن كثير في البداية والنهاية والعلامة القندوزي في ينابيع المودة ص 90. وابن البطريق في العمدة، ص 191. والخطيب الخوارزمي في المناقب، ص 252. وأوردناه مفصلا في كتابنا " الاربعون حديثا في فضائل أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين بروايه عائشة " وللعلامة =


[ 295 ]

110 - وحدثنا الحسين بن يوسف السعد، عن عبد الرحمان بن محمد المحاربي، قال: حدثنا سليمان الاعمش، عن عباية الاسدي، قال: بينما ابن عباس جالس على شفير زمزم، ونحن حوله إذ قام إليه رجل فقال: يابن عباس فيما قاتل علي أهل لا إله إلا الله، ولم يكفروا بصلاة ولا صيام ولا بزكاة ولا بحج ؟ فقال ابن عباس: ممن الرجل ؟ فقال: رجل من أهل الشام، فقال: أعوان كل ظالم إلا من عصم الله، وسأحدثكم أن علي بن أبي طالب لم يقر له بفضله كما لم يقر موسى للخضر بفضله حين خرق السفينة، فإن النبي (صلى الله عليه وآله) قدمه وشهد جل أصحابه بالفضل له، وعمر يقول: من قال غير هذا فهو مفتر، عليه ما على المفتري (1) بغضا منه لعترة الرسول رحمه الله. رواه أبو داود، قال:


= التستري جولة في الحديث في إحقاق الحق ج 7، ص 89.

 (1) - قال محمد بن سليمان الكوفي في مناقبه ج 1 ص 366 رقم 293: عن سعيد بن جبير قال: كان عبد الله بن عباس على شفير زمزم فجاءه رجل من أهل الشام فقام بين يديه فقال: يابن عباس إني إمرؤ من أهل الشام فقال ابن عباس: أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منكم سل عما بدالك قال: أتيتك أسئلك عن علي بن أبي طالب وقتاله أهل لا إله إلا الله الذين لم يكفروا بقبلة ولا بصلاة ولا بزكاة ولا صيام ؟ فقال ابن عباس: سل عما يعنيك فقال الشامي: لم آتك أضرب إليك من حمص لحج ولا لعمرة ولكني أتيتك لتشرح لي أمر علي وفعاله.

 قال: فقال ابن عباس: إن علم العالم صعب لا تحتمل ولا تقربه القلوب الصدية إن مثل علي فيكم كمثل موسى والعالم وذلك كما في قول الله: (يا موسى إني إصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما =


[ 296 ]

............................................................................................................................


= آتيتك وكن من الشاكرين * وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة) (الاعراف / 144 و 145). فكان يرى موسى أن الاشياء كلها قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علماؤكم قد أثبتوا لكم علم الاشياء كلها فلما أتى موسى ساحل البحر فاستنطق العالم أقر له بالفضل عليه ولم يحسده كما حسدتم عليا في فعاله فرغب موسى إليه وأحب صحبته وعلم العالم أن موسى لا يصبر عليه ولا يطيق صحبته فقال له: (إن إتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا) (70 / الكهف / 18) فخرق السفينة فكان خرقها لله رضا وسخطا لموسى وقتل الغلام وكان قتله لله رضا وسخطا لموسى وأقام الجدار فكان إقامته لله رضا وسخطا لموسى وكذلك كان علي لم يقتل إلا من كان قتله لله رضا وعند أهل الجهالة من الناس سخطا فاجلس حتى أحدثك:

إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما تزوج زينب إبنة جحش أولم وكانت وليمته الحيس وكان يدعوا من المؤمنين عشرة عشرة، فإذا أصابوا طعام نبيهم إستأنسوا بحديثه واشتهوا النظر إلى وجهه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يشتهي أن يخلوا له الدار وكان يكره أذى المؤمنين فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه) إلى قوله: (والله لا يستحي من الحق) (53 / الاحزاب: 33) فلما نزلت هذه الآية كان الناس إذ دعوا إلى طعام نبيهم فطعموا لم يلبثوا فمكث النبي صلى الله عليه وآله في بيت زينب إبنة جحش سبعة أيام ولياليها ثم تحول من بيت زينب بنت جحش إلى بيت أم سلمة فمكث عندها يوما وصباحه إلى الغد.

 فلما تعالى النهار أتى علي الباب فدقه دقا خفيا فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله دقه وأنكرت أم سلمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة قومي فافتحي الباب فإن بالباب رجلا =


[ 297 ]

111 - حدثنا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن


(= يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. وهي لا تدري من بالباب - فقالت: يارسول الله من هذا الذي بلغ من خطره أن أقوم فأستقبله بوجهي ومعاصمي ؟ فقال: يا أم سلمة من يطع الرسول فقد أطاع الله، قومي فافتحي له الباب فإنه لا يفتح الباب حتى يسكن عنه الوطؤ. فقامت وهي تقول: بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. ففتحت الباب.

 وأمسك علي بعضادتي الباب حتى إذا سكن عنه الوطؤ فتح الباب ودخل فسلم على النبي فرد عليه ثم قال النبي يا أم سلمة هل تعرفين هذا: قالت: نعم هذا ابن عمك علي بن أبي طالب.

 قال: إشهدي يا أم سلمة إنه سيد المسلمين من بعدي وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المتقين.

 إشهدي يا أم سلمة إن لحمه من لحمي ودمه من دمي.

 إشهدي يا أم سلمة أنه أخي في الدنيا ورفيقي في الآخرة.

 إشهدي يا أم سلمة أنه يبعث يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة يقال لها: محبوبة نصك ركبته مع ركبتي وفخذه مع فخذي.

 إشهدي يا أم سلمة أنه معي على الصراط يقول لاعدائنا أهل البيت: تعستم تعستم.

 إشهدي يا أم سلمة أنه يقاتل من بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين.

 أقول: وفي التعليقة هكذا: وإلى هنا ينتهي كلام ابن عباس برواية الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرايع وبعده هكذا: فقال الشامي فرجت عني يا عبد الله أشهد أن علي بن أبي طالب مولاي ومولى كل مسلم.

 إشهدي يا أم سلمة أنه مع الحق يزول حيث ما زال، لا أخاف عليه فتنة ولا بلاء حتى يلقاني وقد وعدني ربي - ولن يخلف الميعاد - أنه يحفظني فيه ويسلم دينه حتى يلقاني.

 


[ 298 ]

عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: جلس ناس في خلافة عمر، فتذاكروا أبا بكر، وذكروا عمر في حديث طويل، قال: ثم خطب عمر فقال: أيها الناس إن خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو بكر، فمن قال غير هذا: فهو مفتر عليه ما على المفتري (1).

 فاقتدت العامة به وطرحوا أخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله) طاعة منهم لعمر.

 ثم نذكر فضله رجوعا إليه ثم هو أقرب الناس قربا وأمسهم رحما برسول الله، قد خصه الله بنبيه إذ جعله في حجره لما عرف من عواقب أمره، فأسلم والناس كفار، وأبصر والناس فجار، وصلى للرحمن وهم يعبدون الاصنام، ووقى بنفسه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غير ناكل، فسبق السابقين، وكان أول المسلمين، وأفضل الناصرين، فقصم الله به كل جبار عنيد، وكل ذي بأس شديد في مواطن الكرب، وأعز به الدين، و كشف به الاهوال، إذ كان عدة الاقران عند النزال، وقاتل الابطال عند الصيال وشرف الاسلام يوم القتال، أفعاله يوم بدر مشهورة، ويوم أحد معروفة ويوم الاحزاب معلومة، ويوم عمرو بن عبدود حيث (2) نادى البراز معلنة، والناس مطرقون [رؤسهم ]، فأسال الله على يده مهجته، ولقي به موته، وفرج عن المسلمين كربتهم.

 


(1) - أسد الغابة ج 3، ص 323 ط بيروت، قال: حدثنا خيثمة، حدثنا محمد بن الحسين الحنيني، أخبرنا عارم أبو النعمان، حدثنا هشيم...

 (2) - وفي " ح ": حين نادى.

 


[ 299 ]

ويوم خيبر يوم الراية، إذ أخرجه النبي، وهو أرمد بعدما أنهزم القوم دفعة بعد دفعة حتى قال النبي [صلى الله عليه وآله ]: لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (1)، ثم وصفه، فقال: كرار


(1) - أنظر الكامل في التاريخ: لابن الاثير ج 2 ص 219 ط بيروت وقريب منه في تاريخ الطبري ج 3 ص 12 ط مصر. والحديث متواتر ومشهور جدا وقد أورد الحمويني في فرائد. السمطين ج 1 ص 378: وسمعته يوم خيبر يقول: لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها، فقال: أدعوا لي عليا. قال: فدعوناه فأتاه و به رمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 126: عن ابن عمر قال: جاء رجل من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إن اليهود قتلوا أخي قال: لادفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فيمكنك من قاتل أخيك فاستشرف لذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلى علي فعقد له اللواء فقال: يارسول الله إني أرمد كما ترى وهو يومئذ رمد فتفل في عينيه فما رمدت بعد يومه فمضى. رواه الطبراني وفيه أحمد بن سهل بن علي الباهلي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. عن جميع بن عمير قال: قلت لعبد الله بن عمر: حدثني عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فكأني أنظر إليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضنها وكان علي بن أبي طالب أرمد من دخان الحصن فدفعها إليه فلا والله ما تنامت الخيل حتى فتحها الله عليه. وعن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله و رسوله فدعا عليا فأعطاه إياها.

وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية رجلا يحب الله =


[ 300 ]

غير فرّار، فبعثه مؤيدا وشهد له بإخلاص الله له المحبة لصدقه في عزيمة، ويمنه في النقيبة، وهدم الله به حصنهم، وأفاء على المسلمين غنيمتهم، فليس لاحد أن يشهد على رسوله، إلا لعلي (عليه السلام)، وهذا أمر عجيب لمن فهمه حتى قال عمر بن الخطاب: فما أحببت الامارة إلا يومئذ.

 112 - وروى ذلك ابن أبي شيبة (1): قال: حدثنا ابن الفضل، قال: حدثنا سالم بن أبي حفصة، عن جميع بن عمير، قال:


ورسوله ويحبه الله ورسوله فأعطاها عليا. رواه الطبراني بأسانيده وفي أحسنها معتبر بن أبي السري العسقلاني ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أحسبه قال: أبا بكر فرجع منهزما ومن معه فلما كان من الغد بعث عمر فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله عليه فثار الناس فقال: أين علي فإذا هو يشتكي عينيه فتفل في عينيه ثم دفع إليه الراية فهزها ففتح الله عليه. وعن أبي ليلى لعلي وكان يسمر معه أن الناس قد أنكروا منك أن تخرج في الحر في الثوب المحشو وفي الشتاء في الملاءتين الخفيفتين ؟ ! فقال علي: أو لم تكن معنا قلت: بلى، قال: فان النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر فعقد له لواء ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع فدعا عمر فعقد له لواء فسار ثم رجع منهزما بالناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار فأرسل فأتيته وأنا لا أبصر شيئا فتفل في عيني فقال: أللهم إكفه ألم الحر والبرد فما آذاني حر ولا برد بعد.

 (1) - المصنف لابن أبي شيبة ج 14 ص 463، عن طريق آخر، فراجع.

 


[ 301 ]

أتيت ابن عمر أسأله عن علي (عليه السلام) فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث عمر بن الخطاب إلى خيبر فرجع يقول له المسلمون: ويقول لهم: فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لاعطين هذه الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله و يحبه الله ورسوله، ليس بفرار، فتطاول (1) لها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أين علي ؟ فأوتي به أرمد العين فتفل في عينيه ودعا له فما إشتكيت عينه حتى قتل ! ثم عقد له الراية فوالله ما صعد آخرنا حتى فتح الله خيبر، فاستأذنه حسان بن ثابت أن يقول شعرا، فقال: قل: فأنشأ يقول:

وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحس مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا

فقال: سأعطي الراية اليوم ضاربا * كميا محبا للرسول مواليا

يحب الاله، والاله يحبه * به يفتح الله الحصون الاوابيا

فخص بهد دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المؤاخيا (2)

ثم يوم حنين، إذ ولوا مدبرين، لا يلوون على شئ، ولا على أحد من المسلمين، ويوم أحد، إذ مروا مصعدين والرسول يدعوهم ولا يجيبون، وهو في ذلك كله صابر على الاذى، قاصم لجبابرة العدى،


(1) - وفي " ح ": فتنصى.

 (2) - أنظر عمدة القاري في شرح صحيح البخاري للعيني ج 16 ص 216 وفيه إختلاف بعض العبارات.

 


[ 302 ]

الوليد، وشيبة يوم بدر، وطلحة وقومه يوم أحد وعمرو بن ود العامري يوم الاحزاب، ومرحب وقومه يوم خيبر، لا يعد جبارا إلا وهو سمام منيته، وبسيفه كف الله بليته، ينزل (1) جبرائيل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخبره بمنزلته عند أهل السماء بحداثته، حتى قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم): هو مني يا جبرائيل وأنا منه، فقال جبرائيل: وأنا منكما [و] ملائكة الله أنصاره، وهم عند ذلك حضاره مكتنفين له بالتأييد، قد عصمه الله بالتوحيد والتسديد، فصار حامل راية الاسلام والايمان في جميع المواطن، والمشار إليه في جميع الاماكن، حتى أتى به الله في الملاعنة مع ذريته أبناء الرسول (صلى الله عليه وآله) وزوجته وإبنيها الاطهار الابرار، فقال: ندعوا أنفسنا وأنفسكم، فخلط نفسه بنفسه.

 ثم أمر الله بنبذ العهد للمشركين على يده بقوله: (براءة من الله و رسوله) (2) فلما نزلت عليه السورة: بعث بها مع أبي بكر بن أبي قحافة، بأمر الله تعالى من إظهار أمره، والكشف عن حال علي (عليه السلام) ليكون أبو بكر منسوخا بعلي (عليه السلام) ويكون علي الناسخ، فهبط: جبرائيل، فقال: يا محمد، إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، فبعث عليا في أثره وأمره أن يأخذ منه سورة البرائة ويقرأها على الناس بمكة.

 فكشف [الله] عزوجل، وأعلم الامة، أنه لا يؤدي عن رسول الله غيره ليكون ذلك دليلا له فيما بعد هنيئا مريئا ما أعطاه الله وخصه به،


(1) - وفي " ح ": يتنزل.

 (2) - سورة التوبة: الآية 1.

 


[ 303 ]

وأبان به فضله، ودل الامة عليه، فقام به مسمعا، وقد إعترض بسيفه المشركين، والمشركون يعلون عليه الارض ما فيهم من يجسر أن يمد بصره فضلا عن منابذته حتى نبد العهد وصدق الوعد.

 ثم تظاهر ذلك بسد الابواب إلا بابه حتى أباحه الله تعالى من مسجده ما أباحه لرسوله، وأفرده بإخوته، حين آخى بينه وبين نفسه، وآخى بين أصحابه، [وألفهم على مراتبهم (1) ]، فصار جهال الامة يقرنون بين أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين أخي عمر بن الخطاب، لا بل لم يرضوا حتى فضلوه عليه، فيا عجبا ما أعمى قلوبهم وأقل معرفتهم بالتمييز ! إذ القوم في طبقة أخرى، وهو مع رسول الله.

 ثم أخبرهم (صلى الله عليه وآله): أنه ولي لمن والاه وعدو لمن عاداه، وإن الله ناصر أنصاره وخاذل أعدائه،] (2) ثم أعطاه الحكم (3) والعلم والصدق والزهد، لم يتخذ غير سبيل الله سبيلا، ولا غير دليله دليلا، ولم تكن تأخذه في الله لومة لائم، ولم يقارف إثما، ولم يشارك في مظلمة ظالما، فهدى الله به من هداه، وهدى به من قصد لا يرضى سخط الله، ولا يجانب الهدى، ولا يحمل الامور إلا على التقي، وقد طهره الله على لسان نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) بإذهاب الرجس عنه وعن ذريته، واختصه بأن جعل عقب نبيه ولده، فعترة رسول الله وديعته التي ضيعوها، قد خصه الله من


(1) - ليس في " ح ".

 (2) - ليس في " ح ".

 (3) - وفي ح ": الحلم.

 


[ 304 ]

الفضائل بما لم يخصص به غيره، وجعله مفتاح كل فضيلة، إذ جعل النبي (صلى الله عليه وآله)، مبدأ الدعوة، وجعله التالي الذي يقوم بأمره من بعده، له شرف الدنيا والآخرة، فما من شرف تمتد إليه الابصار، وترتفع عنه الاقدار، وتعظم فيه الاخطار، وتحسن فيه الآثار، إلا وهو البائن به على الامة، قاتل بعده الناكثين، والقاسطين، والمارقين، والملحدين، و الجاحدين.

 فلم يكن وصي يعدل وصي نبينا إذ جعله موضع حاجته فيما عهد إليه بعده في خاص أموره وعامها، وجعله قاضي دينه ومنجز وعده وموضع أسرار دينه الذي غسل بدنه، ووارى جثته، وسالت نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كفه ومسح بها وجهه، قد أسنده إلى صدره، لا يطمع أحد في مشاركته والتاس في السقيفة لا يهمهم أمر نبيهم قد تجالدوا بسيوفهم طلبات للامرة حتى قال بعضهم: أقتلوا سعدا قتل الله سعدا !، ثم قالت الانصار لما دفعوها عن أهل البيت النبوة: منا أمير ومنكم أمير، وأكبوا على دنياهم، وأهملوا أمر آخرتهم، وهان عليهم موت نبيهم، فبعدا للقوم الظالمين، فبان على السابقين من الامم الخالية، والفاضلين الاولين، ثم كانت زوجته سيدة نساء العالمين الذي جعل الله ذريته منها ذرية الرسول فرفع بها درجته، وأبان فضله وشرف منزلته، زاد الله رفعة وعلوا.

 فهذه خصال ليست لاحد من الامة، فهل يقدم هذا على الذي هذه صفاته، إلا من فقأ عين الايمان وأزال عمود الاسلام، وضعضع أركان الدين، أم هل لمؤمن أن يقعد مقعد التقي النقي البرئ من دنس الجور


[ 305 ]

وضلال الحيرة إلا من عض على لجام الكفر، فحطمه وعلى عمود الدين فقصمه، وعلى بنيانه فهدمه، وعلى ستر الحق فانتهكه، أو من قد حمل راية الشيطان معلنا، ومضى بها في طاعته، مقدما لهواه، مؤثرا لمبتغاه، قد مكنه زمانه، وجعله في الامور أمامه، ثم عدل فصار باب الفتنة، وإمام الضلالة، وقائد أهل البدعة الذي أمات الاسلام فقبره، وقاتله فقهره، وزال أمر من فيه مصلحة العباد ومعه الرشاد، فياويل من أزال الحق عن جهته حسدا وبغيا، وميلا إلى طلب الامرة، وحبا للولاية، ألم يكن إلى الاسلام سابقا ؟ ولمجاهدة أعداء الله بين يدي نبيه متشوقا، وبالقضايا والاحكام معروفا، ولكشف الشبهات من المعضلات مدخرا وموصوفا هيهات قد إنقطع الطمع أن يوجد له نظير.

 


[ 306 ]

 

توصيف ابن عباس عليا عليه السلام لما سأله معاوية:

وقد وصفه رباني هذه الامة عبد الله بن عباس حيث سأله معاوية عنه، فقال: 113 - كان والله للقرآن تاليا، وللشر قاليا، وعن المين نائيا، وعن المنكرات ناهيا وعن الفحشاء ساهيا، وبدينه عارفا، ومن الله خائفا، ومن الموبقات صارفا، وبالليل قائما، وبالنهار صائما، ومن دنياه سالما، وعلى عدل البرية ملازما، وبالمعروف آمرا، وعن المهلكات زاجرا، وبنور الله ناظرا، ولشهوته قاهرا، فاق العالمين ورعا وكفاف، وقناعة وعفافا، وسادهم زهدا وأمانة، وبرا وحياطة.

 كان والله حليف الاسلام، ومأوى الايتام، ومحل الايمان، ومنتهى الاحسان وملاذ الضعفاء، ومعقل الحنفاء، كان للحق حصنا حصينا، وللناس ركنا ركينا، قائما بحق الله صابرا محتسبا حتى عز الدين في الديار، وعبد الله في الاقطار، وفي الضواحي والبقاع، والتلاع والرياع، وفورا في الرخاء، شكورا في الاواء.

 كان والله: هجادا بالاسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، دائم الفكرة في الليل والنهار، نهاضا إلى كل مكرمة، سعاء إلى كل منجية، فرارا من كل موبقة.

 كان والله: علم الهدى، وكهف التقى، ومحل الحجى، وبحر الندى، وطود النهى وكنف العلم للوراى، ونور السفر في ظلم الدجى


[ 307 ]

كان " [والله] داعيا إلى المحجة [البيضاء] العظمى، ومستمسكا بالعروة الوثقى، وعالما بما في الصحف الاولى، وعلاما بطاعة الملك الاعلى، وعارفا بالتأويل والذكرى ومتعلقا بأسباب الهدى، وحائدا عن طرقات الردى، وساميا إلى المجد والعلى، وقائما بالدين والتقوى، و تاركا للجور والردى، وخير من آمن واتقى، وسيد من تقمص وارتدى و أبر من انتعل واحتفى، وأصدق من تسربل واكتسى، وأكرم من تنفس و قرأ، وأفضل من صام وصلى، وأفخر من ضحك وبكى، وأخطب من مشى على الثرى، وأفصح من نطق في الورى بعد النبي المصطفى، صلي القبلتين.

 فهل يساويه أحد وهو زوج خير النساء ؟ فهل يوازيه وهو أبو السبطين ؟ فهل يدانيه مخلوق ؟ كان والله الاسد قتالا، وفي الحروب شعالا، وفي الهزاهز جبالا، فعلى من لعنه وانتقصه حقه لعنة الله إلى يوم التناد.

 فهذه خصال لا نعرف لاحد من الامة مثلها، وهي خصال مشهورة.

 ثم نحتج الآن على من أدعى الامامة لغيره حتى نوضح أنه لم يصلح لها إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام).

 


[ 308 ]