[ 309 ]

 

(4)

باب نفي الامامة عمن لم يصلح لها

وإثباتها لمن صلح لها

 


[ 310 ]

 


[ 311 ]

114 - قال الله عزوجل، حيث خاطب إبراهيم عليه السلام:

(لا ينال عهدي الظالمين) (1)

 

[أبو بكر ليس من رسول الله صلى الله عليه وآله] :

فادعو الامامة لرجل: قد عبد الاوثان، وأشرك بالله أكثر عمره، و جاء في تفسير هذه الآية: أنهم عابدوا الاوثان، وفعل النبي صلى الله عليه وآله دليل حيث بعث إلى مكة، ليقرأ عليهم سورة البرائة، فلما خرج من المدينة، أمسك الجليل تعالى حتى إنصرف عنه، وتسامعت القبائل بخبره، وإستعظم (2) الكل أمره للعلة التي ذكرناها من قبل، ثم هبط جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلمه: أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، فبعث عليا عليه السلام في أثره وأمره أن يتناول منه السورة ويقرأها على أهل مكة، وأقره على الحج لعلة نحن نشرحها من


(1) - سورة البقرة، الاية 124.

(2) - في " ش ": واستتم، وفي " ح ": واستعم.

 


[ 312 ]

بعد إن شاء الله.

 وكان علي عليه السلام المؤدي عن ذمة رسول الله صلى الله عليه وآله، وأبو بكر المعزول بأمر الله عن أداء هذه الذمة الواحدة، فضلا عن سائر ذممه، فقد علم أهل القبلة أن هنا أمرا قد نفى الله عنه أبا بكر، وليس هو فيه من رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا رسول لله فيه منه وأمرا قد بينه لعلي عليه السلام فهو فيه من رسول الله صلى الله عليه وآله فليجعلوا ما شاءوا من دين أو نسب فلابد لهذه المنية أن يكون الرجل ليس من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفسه، فلا يؤدي عن ذمة الرسول صلى الله عليه وآله إلا من هو من أهله، أو أن لا يكون من ليس من أهل ملته، فإن جماعة إحتجت أنه من أهل ملتك، فأنكرها ذلك عليهم، فأوردوا حججا لم يقدروا على دفعها، فأمسكنا عن مراجعتهم مخافة أن يوردوا علينا ما لا قبل لنا به، ونحن نذكر ما ذكروه.

115 - قالوا: قال الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: (واجنبني وبني أن نعبد الاصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن إتبعني فإنه مني) (1)، قالوا: كيف يكون من إبراهيم من عبد الاصنام أربعين سنة، و قد قال النبي (صلى الله عليه وآله) يوم قال له جبرئيل في مبيت علي (عليه السلام) على الفراش: يا محمد هذه المواسات قال له: يا جبرئيل إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل (عليه السلام): وأنا منكما (2).

 


(1) - سورة ابراهيم: الآية 35 و 36.

 (2) - قال محمد بن جرير الطبري العامي في تاريخ العموم والملوك ج 2 ص 514 =


[ 313 ]

 

[ علي عليه السلام من رسول الله ورسول الله صلى الله عليه وآله منه]

قالوا: لا يمكن أن يكون حبرئيل من قريش، ولعمري بل أراد أنه من أهل ملتكما وعلى دينكما.

ومن نفاه الله عن محمد (صلى الله عليه وآله) في الدين لا يصلح للامة [للامامة] ولا لاداء الذمم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما أوردوها علينا أمسكنا مخافة إيرادهم ما أطم من هذه.

 


= حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال: لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الالوية أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش فقال: لعلي إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي قال: ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لوي فقال جبريل: يارسول الله إن هذه للمواساة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما، قال: فسمعوا صوتا، لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. ربيع الابرار للزمخشري ج 1 ص 833.

 ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 324، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ح 10 ص 182 ط مصر، أنظر إحقاق الحق ج 5 ص 285 وج 6 ص 15 و 19 وج 8 ص 260 وج 16 ص 155، 162، 164، 419.

 


[ 314 ]

116 - وإحتجوا علينا بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) المؤمنون يسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم المُوجَّه (1) .

قالوا: إذا كان حكم رسول الله أن الذمة اللازمة يسعى بها الادنى من المؤمنين، ثم هبط جبرئيل في هذا الرجل على نبي الله فقال: إن الله عز وجل يقول: إن الرجل الموجه في هذه الذمة لا يؤدي عنك كيف يؤهله لاداء سائر الذمم، وإحتج عليه حين ولى الامور بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوم من المؤمنين، فقالوا: أيها الرجل حرام تأهيلك هذه المنزلة التي أنزلتها، وأنت المخصوم المدفوع عن أدنى ذمة واحدة من بين العالم، لم


(1) - المجازات النبوية للشريف الرضي (ره) ص 17 ط مصر، وفي ط بيروت، ص 11: ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: المسلمون من تتكافؤ دمائهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم.

باختلاف جزئي، وسنن ابن ماجه ج 2 ص 895 باب 31 الحديث 2683، قال: حدثنا محمد بن عبد الاعلى الصنعاني حدثنا المعتمر بن سليمان عن ابيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلمون تتكافؤ دمائهم وهم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم ويرد على أقصاهم.

 حدثنا هشام بن عمار حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عياش عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يد المسلمين على من سواهم تتكافؤ دمائهم وأموالهم ويجير على المسلمين أدناهم ويرد على المسلمين أقصاهم.

 


[ 315 ]

تؤدها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو حي بين أظهرنا يقوم الزيغ، فكيف قمت مقامه في أداء جميع الذمم بعده، فأنت معزول بأمر الله، وليس لاحد من الائمة أن يولي من عزله الله الا بوحي من الله وهو (1) معدوم، ثم أنت معزول عن ذلك، عزلك رسول الله عن الراية، وعن قتل صاحب الاختلاف، وعن قتل الجيش الذي نزلت فيه سورة والعاديات، وعن سكنى المسجد، وأمر بسد بابك، وعن الصلاة يوم تقدمت بأمر بلال عن عائشة، وإذ كنت منسوخا، فان الله عزوجل قد أمرنا بأمور ثم نسخها، و حرم العمل بها وحظرها فلذلك جعلك منسوخا، وحرم العمل بالمنسوخ مع الناسخ، هذا في حالة كنت فيها تابعا، فكيف يحوز أن تؤدي عن ذمم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حالة كنت فيها متبوعا.

 فلما قيل له ذلك: هذا قول علي بن أبي طالب، لا قولكم. ثم أمر خالد بن الوليد بالفتك بعلي (عليه السلام) ونحن نذكره في موضعه إن شاء الله.

 


(1) - وفي " ش ": وهذا.

 


[ 316 ]

 

[ إقرار أبي بكر على نفسه]

وقالت فرقة أخرى: كيف تصلح للامة، وأنت قد أقررت على نفسك، أنك من أهل النار.

 رواه الواقدي: قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن ابن عوف، قال: قال أبو بكر: قد علمت أني داخل النار أو واردها، فليت شعري هل أخرج منها أم لا ؟.

 وقالوا أيضا: ألست الذي قلت: إن لي شيطانا يعتريني عند غضبي (1) ؟.

 


(1) - أنظر ص 240 من هذا الكتاب.

 


[ 317 ]

 

[ كيف يصلح للامامة من له شيطان يعتريه ؟ !]

فكيف يصلح للامامة، من له شيطان يعتريه ؟ ! وكيف يؤمن على الاحكام والدماء والفروج وهذه حاله ؟ ! فلم يؤخره ذلك، ولا منعه التحرج (1) عن قول ما لا يفي به، والله المستعان.

 ثم إحتج المحتج أنه قال: قد ثبت لعلي (عليه االسلام) في ذلك المقام حين بعث في أمر أبي بكر، خمس خصال، وثبت على أبي بكر خمس خصال علي الناسخ، وأبو بكر المنسوخ، وعلي العازل، وأبو بكر المعزول، و علي المثبت من رسول الله، وأبو بكر المنتفي، وعلي المؤدي عن رسول الله ذممه وأحكامه حكما وخبرا، وأبو بكر الذي لا يصلح أن يؤدي، و علي المنزه عن موقف الجهل بالموسم والوقوف بالمزدلفة، وأبو بكر المولى الموسوم بالجهل، وبدعة الوقوف بالمزدلفة، ومن حج في ذي القعدة الذي ختم به حج الجاهلية.

 رواه أبو أيوب: سليمان بن داود المنقري (2)، قال: حدثنا يزيد بن هارون (3)، قال: حدثنا حسين الاشقر (4)، قال: حدثني أياس بن


(1) - وفي " ش ": التحرب.

 (2) - الجرح والتعديل ج 4، ص 114، الرقم: 498. وسير اعلام النبلاء ج 10 ص 679 الرقم: 251.

 (3) - الجرح والتعديل ج 9، ص 295، الرقم: 1257.

 


[ 318 ]

معاوية (5)، عن عكرمة ابن خالد المخزومي (6) [قال ]: إن أبا بكر حج في ذي القعدة، فلما كان العام المقبل حج رسول الله في ذي الحجة، فخطب الناس فقال: أيها الناس، إن الزمان قد إستدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والارض.

 (إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم) (7) ثلاثة متوالية: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب الذي بين جمادي وشعبان، وكان الحج يكون في شهر رمضان، وفي ذي القعدة، فحج أبو بكر ولم يحج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما كان العام المقبل حج رسول الله صلى الله عليه وآله: فوافق الحج ذا الحجة.

 قال سفيان بن حسين: (8) وحدثني أبو بشر، عن مجاهد، أن أبا بكر حج في ذي القعدة (9).


(4) - الجرح والتعديل ج 3، ص 49، الرقم: 220.

 (5) - الجرح والتعديل ج 2، ص 282، الرقم: 1018.

 (6) - الجرح والتعديل ج 7، ص 9، الرقم: 35.

 (7) - سورة التوبة، الاية 36.

 (8) - هو: سفيان بن حسين بن الحسن، أبو محمد الواسطي، أنظر تهذيب الكمال، ج 11 ص 139، الرقم: 2399.

 (9) - أنظر بحار الانوار ج 15، ص 252.

 


[ 319 ]

117 - قال: وحدثنا محمد بن بكير الحضرمي (1)، قال: حدثنا عباد بن العوام (2)، قال: أخبرني سفيان يعني ابن الحسين، عن الحكم (3)، عن المقسم (4): عن ابن عباس، [قال:] إن النبي بعث أبا بكر، وأمر [ه] أن ينادي بهذه الكلمات، قال: ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر نازل في بعض الطريق، إذ سمع رغاء ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الغضباء، فخرج فزعا، وظن أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأذا علي عليه السلام فدفع إليه كتاب رسول الله، فأمره على الموسم، وأمر عليا


(1) - هو: محمد بن بكير الحضرمي أبو الحسين البغدادي نزيل اصيهان، أنظر تهذيب التهذيب ج 9، ص 81، الرقم: 102.

(2) هو: عباد بن العوام بن عمر الكلابي، مولاهم أبو سهل الواسطي، أنظر تقريب التهذيب ج 1، ص 393.

 الرقم: 103.

(3) هو: الحكم بن عتيبة الكندي مولاهم أبو محمد الكوفي، أنظر تهذيب التهذيب ج 2 ص 432، الرقم: 756.

(4) - هذا هو الصحيح، كما ذكر في الكتب الرجالية، وهو: مقسم بن بجرة أبو القاسم مولى ابن عباس، المتوفى (101) أنظر تهذيب الكمال ج 28 ص 461 رقم 6166.والجرح والتعديل ج 8 ص 414 رقم: 1889: وفي كثير من الاحاديث في تاريخ الطبري ج 2، ص 370، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس... وكذا في بعض موارد تفسيره، ج 10، ص 46 في تفسير أول سورة التوبة... قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن قرم، عن الاعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن إبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة، ثم أتبعه عليا فأخذها منه.. الخ.

 


[ 320 ]

أن ينادي بتلك الكلمات، فانظلقا، فقام علي في أيام منى، فنادى:

ذمة الله وذمة رسوله، برئ من كل مشرك، (فسيحوا في الارض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله) (1) لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا كل مؤمن.

 فكان ينادي بها، فإذا مج حلقه قام أبو هريرة، فنادى بها. قال سفيان:

118 - وحدثني أياس بن معاوية (2)، عن عكرمة بن خالد المخزومي (3)، أن أبا بكر حج في ذي القعدة، فلما كان العام المقبل حج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقام فخطب، فقال:

أيها الناس، إن الزمان قد إستدار كهيئة يوم خلق الله السماوات و الاارض (إم ن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم) (4) ثلاثة متوالية [ذو القعدة، وذو الحجة ومحرم] (5). ورجب الذي بين جمادي وشعبان، فلا تظلموا


(1) - سورة التوبة: 2.

 (2) - هو أياس بن معاوية بن قرة بن أياس بن هلال المزني البصري. أنظر تهذيب التهذيب ج 1، ص 390، الرقم: 720.

 (3) - هو: عكرمة بن خالد بن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي. أنظر تهذيب التهذيب ج 7، ص 259. الرقم: 471.

 (4) سورة التوبة: 36.

 (5) - ما بين المعقوفين زيادة منا للتوضيح.

 


[ 321 ]

فيهن أنفسكم، وان الشهر كذا وصفق بيديه وهكذا ثلاث مرات، وقبض الابهام في الثالثة يعني تسعة وعشرين.

فحج أبو بكر في ذي القعدة، ولم يحج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما كان العام المقبل، حج رسول الله، فوافق الحج في ذي الحجة في العشر.

 قال المحتج: ونحن الآن نورد حجة يفصل بهذا الامر في ما إدعيناه حتى يعرفه أولوا الالباب، إذ قلنا سالنا عليا أكان يسره أن كان أقام أربعين سنة يعبد الاصنام، ويشرب الخمر، ويعمل بالربا، ويعمل بأعمال أهل الجاهلية، وإباحة ما حظر الله إباحته حتى إذا بلغ الاربعين، وقد إستولت تلك الاحوال عليه، وطبعت على قلبه، ونبت لحمه ودمه مما ذبح على النصب، وحرمت الكتب اسلم، فيكون تعوذه من ذلك كتعوذه من النار، و من كل عاهة وآفة، ونقيصة، ورذيلة، في دنيا أو دين، ثم سألنا أبا بكر، أيسوءه، أن لو كان الله نزهه عن هذه الاحوال، التي كان مقيما عليها، ولدا وناشئا وكهلا، ونبت عليها لحمه ودمه، وكان إسلامه في حداثته، فإنه إن كان على الاسلام والملة، سوف يتمنى ذلك غاية التمني، فعلي (عليه السلام).

 الآن بموضع غاية تمني ابي بكر وابو بكر بموضع نهاية تعوذ علي (عليه السلام) ثم سأل سائل هؤلاء المخالفين فقال: (1) كيف إستجزتم مع ما قد ذكرنا من هذه الاسباب، أن تقرنوا بين أخي رسول الله، و [بين] أخي عمر بن الخطاب، فإن من استجاز ذلك إستجاز أن يقرن بين رسول الله


(1) وفي " ش ": يا قوم.

 


[ 322 ]

وغيره وهذا فيه الكفر.

 فلينظر الناظر وليتأمل أيهما أصلح للامامة أهذا الذي جعله الله علما لا يستغن (1) عنه الناس في شئ من أحواله، وجعله الله فلذا من افلاذ الجبال في قوة جسمه مع إجتماع قلبه وحذقه في المناهزة والكياد عند المسابقة، وصحة التدبير (تدبيره)، ثم قرن به المعرفة والديانة والحكم والحكمة، والعلم، والنطق، والبلاغة، فاحتاج البلغاء إليه لفصاحته والادباء لبراعته، والناقلة لفقهه، والمرتادون لقياسه والمتكلمون لحججه، والحكماء لحكمته والمستنبطون لكرامته فمن اختار، وجد فوق الذي أمل، (2) ثم لا يعلم الناس الطهارة مفتقرة إليه فضلا أن يكون مفتقرا إليها، إذ كان أنجب الناس ولادة، وابعدهم من الشرك بالله، ومن كل ما ذبح على النصب.

 فمن طهارته وفضله على الامة اختار الله له خير إمراة خلقها، وأخرجت للناس، فلما إجتمعا كانت نتيجتهما سيدي شباب أهل الجنة الذي عظمت بهما المنة، بشهادة الكل، زوجها الرسول بأمر الله، وغذاها بالفضول من وحي الله تؤاكله الطيبات، وتتابعه على الصالحات، أم من (3) لم يفهم حدود الصلاة، ولا فرق بين المحكم والمشتابه إلى أن توفي.

 


(1) - وفي " ش ": لا يستغن. وما في النسخة المطبوعة خطأ.

 (2) - وفي " ح " و " ش ": فمن امتار وجد فوق الذي أمل.

 (3) - جواب لـ أيهما أصلح للامامة إذ قال: أهذا الذي.

.

 


[ 323 ]

وإنما ذكرنا جملا من التفسير، وكرهنا التطويل، وأتينا بجوامع من التلخيص، لعلمنا بمعرفة من لم يجر إلى العبادة أنه مباين للعالم في أسبابه، ونأي عن دينهم في إكتسابه للكمال الذي قصروا عنه من حال طفولته إلى حين كهولته، وكان بحيث يتعجب المتأمل، ويبهر المتفرس فيه، ويقهر بالبيان مناظريه، ويفسر بالبرهان مناكريه.

 ومن الدليل أيضا أنه رأى أباه وعمومته وعشيرته، وقبائل العرب يشهدون على رسول الله أنه كذاب، وأنه ساحر، ثم لا يصرفه ذلك من التمسك به والثبات على ما قيل فيه، والمسارعة إلى أموره (1) صبيا صغيرا ويافعا كبيرا يصلي معه والناس بين هازل وساخر لا يرى له مع المكذبين مصدقا، وهم ملء الارض، ولا مع المدافعين محققا، قد قنع بالواحد، واغتبط بالدين لا بالدنيا، ولا بما يفيده، لا يستزيد منها و لا توحشه القلة، ولا تهزه وفور الكثرة، إنما هو التفويض، فتبارك الله ما أعمى هذه القلوب، الا يفكرون ؟، أن الله عزوجل لم يقرن هذا الرجل في حال شبابه برسول الله، ولم يتصل (2) به الا وقد إختاره من بين العالم، وركب فيه ما هو ظاهر لاولى الالباب من حسن الفهم وإمضاء العزم، ووعي الرسالة عن الرسول، والتنزه عن رجاسة الجاهلية، إذ لم يخش إلا الله في أحواله كلها،


(1) - وفي " ش ": في أموره.

 (2) - وفي " ش ": ولم يصل به.

 


[ 324 ]

ولم يصب بفرجه حراما ولم يدخله جوفه، ولم يتعلق عليه بكذب ولم يستطع تخطئته في حكم، ولم يتعايا في قضية ولم يحف في قسم، ولم يتعد في ظن، (1) ولم يتحرك لداعية شهوة، ولم يخاصم في حجاج إلى سائر ما إن تأمله المأملون مع الكفاية والحجى، وجدوه واضح البينات واجب الحقيقة، منير البرهان، لا يعلم (2) الا على اليقين ولا يتخول الظنون ولا يتخوف الشيطان.

 ثم هو أول من يحكم له بالجنة، وعلى خضمه بالنار، إذا كان أول من يجثو للخصوم يوم القيامة (3).

 وهذا (4) وعدنا شرح هذه القصة، ونحن ذاكروا الخبر مستقصى عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: نحن السابقون يوم القيامة، ونحن أول الاول محاسبون.

 وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أول من يحاسب في الدفاف إذا كانت هذه الامة، أول أمة تحاسب، وأول وقعة كانت بين الموحدين والمشركين يوم بدر.

 واول دم أهريق يوم بدر دم الوليد بن عتبة وهو أول من بارز علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فضربه على قرنه ضربة ندرت (5) منها عيناه، فأول جاث للخصوم علي والنبيون والملائكة،


(1) - وفي " ش ": ولم يتعدل الظن.

 (2) - وفي " ح ": لا يعمل، ولعل هذا هو الصحيح.

 (3) - أنظر الصواعق المحرقة ص 126 نقلا عن البخاري. وص 265 من هذا الكتاب (4) - وفي " ش ": وكذا.

 (5) - ندر يندر ندرا فهو نادر، فيقال: ضربه على رأسه فندرت عينه، أي خرجت من =


[ 325 ]

والحق والعدل من جهة، وإبليس وجنوده والمشركون من جهة، فإذا حكم الله عزوجل لعلي [عليه السلام] على الوليد، كان ذلك فتحا تاما، وخطبا عاما، للحق كله على الباطل كله، والخير بحذافيره على الشر (1) بأسره، فمن المجاري من الامة في ميدانه، ومن المقارن له أو المقاوم له، وهو أول من يحكم له بالجنة، وعلى خصمه بالنار، وهو أول من يرد الجنة (2) ويرد خصمه النار.

 ثم أجمعت الامة قاطبة أن عليا (عليه السلام) كان يصلح للخلافة ولم تچمع أن أبا بكر كان يصلح لها، وقالت الجماعة التي أنكرت إمامته: كيف يصلح لها هو وصاحبه ؟ وقد أقر أنه غاصب يعمل بالحمية فعل الجاهلية، ويخاطب عليا (عليه السلام) بما رواه الواقدي، قال:


= موضعها. وبه سمي نوادر الكلام لانه كلام ندر فظهر من بين الكلام. والندر: كل شئ زال عن مكانه. أنظر " جمهرة اللغة " لابي بكر محمد بن الحسن بن دريد، ط بيروت ج 2 ص 640 لغة درن ونرد.

 (1) - وفي " ح ": الشرير.

 (2) - أنظر كنز العمال ج 12 ص 98 رقم 34166 وفيه: أن أول من يدخل الجنة أنا و أنت وفاطمة والحسن والحسين قال علي: فمحبونا ؟ قال: من ورائكم.

 وفي إحقاق الحق ج 20 ص 324، نقلا عن كتاب " مرآة المؤمنين " للعلامة المولوي اللكنهوي ص 37: وعن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول من يدخل الجنة من النبيين والصديقين علي بن أبي طالب.

 


[ 326 ]

119 - حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، خرجت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على علي بن أبي طالب، في بيت فاطمة، وعنده المهاجرون، فقلت: ما تقول يا علي ؟ قال: أقول: خيرا، نحن أولى برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما نزل، قال: قلت: كلا، والله الذي نفسي بيده، حتى تحزوا رقابنا بالمناشير.

 ثم إستدللنا، وإستدل أهل النظر: أن من نقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات، أولى بالامة ممن ولد على غير رشده، وناله سفاح أهل الجاهلية، فلا حسب معلوم، ولا نسب معروف، ثم كان صائبا يعرف ذلك أهل المعرفة بالنسب، بأن أباه عثمان بن عامر، وأمة أم الخير بنت صخر، وكان عثمان متزوجا بأبنة أخيه، وأما صاحبه، فأمر الناس أن لا يزيدوه على الخطاب لما وقف عليه من أمر نسبه، وقصة جدته، وما كانت ترمى به.

 رواه محمد بن فضيل: عن أبي لهيعة، (1) عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن مالك بن هدم (2):


(1) - وفي " ش ": عن لهيعة.

 (2) - هذا هو الصحيح وفي النسخة المطبوعة هدف وهو خطأ، ثم انظر ترجمته في أسد الغابة لابن الاثير ج 5 ص 55 ط مصر الرقم: 4650، ترجمة مالك بن هدم. والجرح والتعديل ج 8 ص 217 رقم: 969.

 


[ 327 ]

سمعت عمر بن الخطاب يقول: تعلموا أنسابكم، تصلوا أرحامكم (1)، ولا يسألني أحد عن ما وراء الخطاب.

 أو ليس قد خاطبه ابن عباس حين طعن، بما رواه الواقدي، قال:

120 - حدثني كثير بن زيد، عن عمر مولى عفرة، عن ابن عباس، قال: دخلت على عمر حين طعن، فقلت له: أسلمت إذ كفر الناس، ونصرت إذ خذل الناس ومضى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو عنك راض، وقتلت شهيدا، ولم يختلف في ولايتك إثنان، فقال عمر: أعد (2) مقاتلك، فأعدتها عليه ثلاثا، فقال: أما إن المغرور من غررتموه، أما والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع.

أفمن هذه حاله أصلح للامامة، أم من هو من رسول الله، ورسول الله منه، ومن جرى مع رسول الله في صلب إلى رحم، لم يمسسه سفاح أهل الجاهلية، فصار نادرة العالمين، وموضع تأمل المتأملين الذي حمل باب خيبر بشماله وهو أربعة أذرع في خمسة أشبار في أربعة أصابع عمقا، حجرا صلدا دور ثمانية، فأثر فيه بأصابعه، وحمله بغير مقبض ! ثم ترسد


(1) - ربيع الابرار للزمخشري ج 3 ص 545: عن عمر بن الخطاب: تعلموا أنسابكم تعرفوا بها أصولكم وتصلوا بها أرحامكم. وكنز العمال ج 3 ص 358.

 (2) - وفي " ح ": أعد علي.

 


[ 328 ]

به، وضارب الاقران بسيفه حتى هجم عليهم، ثم زجه من ورائه (1) أربعين ذراعا، فاجتمع عليه قسامة حتى أزالوه عن مكانه !.

 أليس هذا من آيات الله [و] المعجزة الباهرة للعقول ؟ ثم إنه أشرف الناس حسبا، وأصحهم نسبا، إذ كان من نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإذا كان أولى الناس به.

 أليس رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنجب الناس ولادة، وأكرمهم نسلا ؟ وعلي أقرب الناس إليه، وأولاهم به ؟.

 أليس رسول الله، أبرأ الناس من عبادة الاوثان، وما ذبح على النصب وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، إذا كان في جيش هو الامير، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، لا يفر من الزحف ولا يولي الدبر، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، إذا كان في جيش إشتدت به الظهور، وقويت به النفوس، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، قد ألقى في قلوب أعدائه منه الرعب، وفي قلوب أوليائه المحبة، وعلي أولى الناس به ؟.

 


(1) - زج يزج: من باب مد يمد: الشئ رمى به.

 


[ 329 ]

أليس رسول الله، لا يحتاج إلى مشورة في الحكم، ولا يفتقر إلى أصحابه إلى توزيع القسم، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، لا يستنكف الناس من إمارة، ولا يرون عارا في ولاية، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، المخصوص بسكنى المسجد، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، لا يرجع على الناس به هجنته، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، البرئ من الاستبداد على الله، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، لا يخشى إلا الله تبارك وتعالى، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، أنطق الناس لسانا، وأتمهم بيانا، وعلي أولى الناس به ؟.

 أليس رسول الله، لا يحكم بما لا يدري، وعلي أولى الناس به ؟.

 


[ 330 ]

 


[ 331 ]

 

مناشدته (عليه السلام)

يوم الشورى


[ 332 ]

وهذا علي أمير المؤمنين، [صلوات الله عليه،] خطب يوم الشورى فعدد (1) خصالا هذه منها، فقال:

1 - نشدتكم الله، هل فيكم أحد، أخوه رسول الله غيري (2) ثم قالوا:


(1) - وفي " ح ": فعد، وما بين القوسين كانت ساقطة من " ح ".

 (2) قال الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12، ص 62 رقم الحديث: 12128: حدثنا عبد الله بن نمير، عن الحارث بن حصيرة، قال: حدثني أبو سليمان الجهني - يعني زيد بن وهب، قال: سمعت عليا على المنبر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه وسلم لم يقلها أحد قبلي، ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر. وفي ص 65، الحديث رقم: 12133: حدثنا عبد الله بن نمير، عن العلاء بن الصالح، عن المنهال، عن عباد بن عبد الله، قال: سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الاكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر، ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين.

وفي كنز العمال للمتقي الهندي ج 11، ص 602، الرقم: 32907: علي أخي في الدنيا والآخرة وفي ص 608 الرقم: 32939، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال لعلي ]: إنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، فإن حاجك أحد، فقل: أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يدعها بعدك إلا كذاب. وفي مستدرك الحاكم ج 3 ص 14، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة. وفي سنن إبن ماجة ج 1 ص 44 الرقم 120 مثله.

 


[ 333 ]

أللهم لا (1).

 2 - قال: نشدتكم الله، هل فيكم أحد، له أخ كأخي جعفر المزين بجناحين (2) يطير مع الملائكة في الجنة حيث يشاء (3) غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 


(1) - أنظر كتاب المعيار والموازنة لابي جعفر الاسكافي ط بيروت ص 208، وسنن ابن ماجة، ج 1 ص 44، الحديث 120 البداية والنهاية لابن الكثير ج 3، ص 226.

(2) - وفي " ح ": بالجناحين.

 (3) - وفي " ح ": بالجناحين، هو: جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخو علي بن أبي طالب عليه السلام لابويه، وهو: جعفر الطيار، وكان أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) خلقا وخلقا، أسلم بعد إسلام أخيه علي بقليل.

 روي أن أبا طالب عليه السلام رأى النبي (صلى الله عليه وآله) وعليا رضي الله عنه يصليان، وعلي عن يمينه، فقال جعفر رضي الله عنه صل جناح ابن عمك، وصل عن يساره، وله هجرتان هجرة إلى الحبشه وهجرة إلى المدينة، وكان أسن من علي بعشر سنين فلما قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين فتح خيبر، فتلقاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واعتنقه وقبل بين عينيه وقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ! وأنزله إلى جنب المسجد.

 ولما قاتل جعفر في المؤته قطعت يداه والراية معه، لم يلقها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبدله الله جناحين يطير في الجنة، ولما قتل وجد به بضع وسبعون جراحة ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح، كلها فيما أقبل من بدنه. وكان عمر جعفر لما قتل إحدى وأربعين سنة. أنظر أسد الغابة لابن الاثير ج 1 ص 341 الرقم: 759 ط مصر. وسيرة ابن إسحاق ص 226.

 


[ 334 ]

3 - قال: نشدتكم الله، هل فيكم أحد، عمه كعمي حمزة، أسد الله، وأسد رسوله وسيد الشهداء غيري (1) ؟ قالوا: اللهم لا.

 4 - قال: نشدتكم الله، هل فيكم أحد، قتل مشركي قريش [قبلي] غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 5 - قال: نشدتكم الله، هل فيكم أحد، صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) منذ يوم بعثه الله إلى يوم قبضه غيري ؟ (2) قالوا


(1) - أنظر أسد الغابة لابن الاثير ج 2 ص 51. الرقم: 1251. وفي كنز العمال ج 11، ص 600 الرقم: 62892: خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة.

 (2) - وقال الطبراني في المعجم الكبير ج 6 ص 15، الرقم: 5355: حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، أنبأنا إبراهيم بن زبرقان، عن الحجاج بن أرطاة عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر مع علي بن أبي طالب ولواء الانصار مع سعد بن عبادة.

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا جبارة بن المغلس، حدثنا أبو شيبة عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب، وراية الانصار مع سعد بن عبادة.

قال العلامة العيني في العمدة القاري، ج 16 ص 216: وقال ابن عباس فكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في المواطن كلها مع علي رضي الله تعالى عنه وفي حديث جابر بن سمره قالوا يارسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة قال: من عسى أن يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها في الدنيا علي بن أبي طالب.

 


[ 335 ]

اللهم لا.

 6 - قال: نشدتكم الله، هل فيكم أحد، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في غزوة تبوك، حيث شكوت إليه ما قاله في المنافقون بالمدينة، فقال: إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، ومنزلتك مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي [غيري] ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 


(1) - قال ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12، ص 61 رقم الحديث 12126: حدثنا وكيع، عن فضيل بن مرزوق، عن زيد بن أرقم، أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

وروى المتقي الهندي في كنز العمال ج 11 ص 599 الرقم 32886، يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدي نبي.

 وفي ص 606 و 607.

 الرقم: 32932 و 32937 مثله.

 ومروج الذهب للمسعودي المتوفى (346) ج 2، ص 425.

 كما في كشف اليقين للعلامة الحلي رحمه الله ص 178.

 وقال الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى (360) في المعجم الكبير ج 2، ص 247، الرقم: 2035، حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا ناصح، عن سماك، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي رضي الله عنه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي.

 وفي ج 4، ص 184، الرقم: 4087، عن أبي أيوب، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي.

 قال الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه ج 4 ص 383 عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي


[ 336 ]

7 - قال: نشدتكم الله، هل فيكم أحد، يوم أتي رسول الله بالطير، قال: اللهم إئتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطير، فأتيته غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 8 - قال نشدتكم الله، هل فيكم أحد، قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند خروج نفسه: لا يغسلني غيرك أحد، فإن رأى أحد شيئا من جسدي، وأنا ميت ذهب بصره، غيري ؟ (2) قالوا: أللهم لا.

 


= بعدي ". وروى أيضا ابن الجوزي في صفة الصفوة ج 1، ص 312.

 وروى أيضا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتوفى (402) في معجم الشيوخ، ص 240.

 (1) - قال الحافظ أبو أحمد عبد الله بن الجرجاني 277 - 365 في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال المجلد الثالث ط بيروت: حدثنا عبد الله بن محمد بن ابراهيم المروزي ببخاري، أنبأنا عبد الله بن محمود بن ثابت بن سليمان المروزي، حدثنا العلاء بن عمران، حدثنا خالد بن عبيد هو أبو حسام حدثني أنس، قال: بينا أنا ذات يوم عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ جائه رجل يطيق مغطى، فقال: هل من إذن ؟ قلت نعم: فوضع الطبق بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه طائر مشوي فقال: أحب أن تملاء بطنك من هذا يارسول الله، قال (صلى الله عليه وآله): [غط] عليه ثم سأل ربه فقال: اللهم أدخل علي أحب خلقك إلي ينازعني هذا الطعام، فذكر حديث الطير قصة علي. أنظر ترجمة الامام علي عليه السلام من ابن عساكر ج 2 ص 105 فيه طرق كثيرة، وأسد الغابة لابن الاثير ج 3 ص 608. والمسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 425.

 (2) - كنز العمال ج 7 ص 250 الرقم 18784، عن علي قال: أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله


[ 337 ]

9 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، سالت نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كفه، فمسح بها وجهه غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 


أحد غيري، فإنه لا يرى عورتي أحد إلا طمست عيناه، وفي الطبقات لابن سعد، ج 2، ص 278، قال علي: فكان الفضل وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين، قال علي: فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله. وفي كنز العمال أيضا ج 11، ص 612. الرقم: 32965: يا علي أنت تغسل جثتي وتؤدي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة، عن الديلمي، عن أبي سعيد.

(1) - كنز العمال للمتقي الهندي، ج 7 ص 253 الرقم: 18791، عن أبي غطفان قال: سألت ابن عباس أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي ورأسه في حجر أحد ؟ قال: توفي وهو إلى صدر علي، قلت: فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري، فقال ابن عباس: أتعقل ! والله لتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلى صدر علي، وهو الذي غسله، وأخي الفضل بن العباس، وأبى أبي أن يحضر، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نستتر، فكان عند السترة.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 115 عن جميع بن عمير أن أمه وخالته دخلتا على عائشة فذكر الحديث إلى أن قال: قالتا: فأخبرينا عن علي، قالت: عن أي شئ تسئلن ؟ عن رجل وضع من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعا، فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه، واختلفوا في دفنه فقال: إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه، قالتا: فلم خرجت عليه ؟ ! قالت: أمر قضي ووددت أن أفديه ما على الارض من شئ.

 قال الهيثمي: رواه أبو يعلى.

 وروى الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12 ص 71، رقم الحديث: 12150.

 


[ 338 ]

10 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، غسل رسول الله، بالروح والريحان مع الملائكة المقربين غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 11 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع الملائكة لا أشاء أقلب منه عضوا الا قلبته الملائكة معي وحظي بغسله من جميع الناس غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 12 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحنوط الذي نزل به جبرائيل، فجعل لي جزا، ولفاطمة جزأ غيري ؟ (2)،


(1) - كنز العمال ج 7 ص 249 الرقم: 18780، عن علي بن الحسين عن أبيه، عن جده قال: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يغسله، فقال علي: يارسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك، قال: إنك ستعان، قال علي: فوالله ما أردت أن أقلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم عضوا الا قلب. وفي ص 256 الرقم: 18798، عن عبد الواحد بن أبي عون، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب في مرضه الذي توفي به: إغسلني يا علي إذا مت، فقال: يارسول الله ما غسلت ميتا قط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك ستهيأ أو تيسر، قال علي: فغسلته، فما آخذ عضوا الا تبعني، والفضل آخذ بحضنه يقول: اعجل يا علي انقطع ظهري.

 (2) - قال العلامة المجلسي رحمه الله في البحار ج 22 ص 492 وبالاسناد المتقدم عن موسي بن جعفر عن أبيه عليهم السلام قال: قال علي ابن أبي طالب عليه السلام: كان في الوصية أن يدفع إلي الحنوط، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله قبل وفاته بقليل فقال: يا علي ويا فاطمة هذا حنوطي من الجنة دفعه إلي جبرئيل، وهو يقرئكما السام ويقول لكما: اقسماه واعزلا منه لي ولكما، قالت لك ثلثه، وليكن الناظر في الباقي عي بن أبي طالب عليه السلام، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله =


[ 339 ]

قالوا: اللهم لا.

13 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، علم كيف الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

14 - قال نشدتكم الله، أفيكم أحد، يوم أنزلت سورة البرائة جملة على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فبعث بها مع أبي بكر، فلما بلغ الحديبية نزل عليه جبرائيل: فقال: يا محمد، إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، فدفعها إلي غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

15 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، ردت عليه الشمس، يوم نام


= وضمها إليه، وقال: موفقة رشيدة مهدية ملهمة، يا علي قل في الباقي، قال: نصف ما بقي لها، ونصف لمن ترى يارسول الله، هو لك فاقبضه.

 (1) - وقال الحافظ أبو القاسم سليمان أحمد الطبراني المتوفى (360) في المعجم الكبير ج 4 ص 16 الرقم 3511، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا أنا وعلي ".

 وروى الحافظ عبد الله بن أبي شيبة المتوفى (235) في مضنفه ج 12، ص 59.

 وقريب بهذا المضمون روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) ج 3 ص 87 و 89، 90 ط 1.

 وروى أيضا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتوفى (402) في معجم الشيوخ، ص 278.

 


[ 340 ]

رسول الله، ورأسه في حجري غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 16 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، حين مرض رسول الله، ينزل عليه جبرائيل، فقال: إن ربك يخبرك أن شفاك في عذق رطب يجتنيه لك ابن عمك فاجتنيته، وشفى بذلك، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 17 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، مر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين حدائق المدينة، فلم يمر بحديقة الا قلت: يارسول الله، ما أحسن هذه الحديقة !، فيقول: حديقتك في الجنة أحسن منها، حتى مررت بعشر


(1) - وفي مناقب الخوارزمي، ط الغري، ص 225: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري ؟ قالوا: لا.

 وللمزيد من التفصيل راجع كفاية الطالب للگنجي الشافعي، ص 381.

 وفي ص 387 منه: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها احتى صلى العصر غيري ؟ قالوا: لا.

 وقال العلامة الطحاوي المتوفى (321)، في " مشكل الآثار " ج 2 ص 8 وج 4، ص 388 ط حيدر آباد الدكن، قال: حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيدالله بن موسى العبسي، حدثنا الفضيل بن مرزوق عن ابراهيم بن الحسن، عن فاطمة ابنة الحسين، عن أسماء ابنة عميس، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صليت يا علي ؟ قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت. أنظر احقاق الحق ج 5، ص 522. ففيه التفصيل ما لا مزيد عليه. ولله در شيخينا الاميني رحمه الله في غديره ج 3، ص 127، إذ أتى ما يشفي به صدور قوم مؤمنين.

 


[ 341 ]

حدائق، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 18 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم خيبر بعد أن إنهزم من بعث: لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، غيري ؟ (2)، قالوا: اللهم لا.

 


(1) - قال الهيثمي مجمع الزوائد ج 9 ص 121 وعن علي بن أبي طالب قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ اتينا على حديقة فقلت يارسول الله: ما أحسنها من حديقة فقال: إن لك في الجنة أحسن منها، ثم مررنا باخرى فقلت يارسول الله: ما أحسنها من حديقة قال لك في الجنة أحسن منها حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول: ما أحسنها ويقول: لك في الجنة أحسن منها، فلما خلالي الطريق إعتنقني ثم أجهش باكيا، قلت يارسول الله ما يبكيك ؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك الا من بعدي، قال: قلت: يارسول الله في سلامة من ديني ؟ قال: في سلامة من دينك. ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج 1 ص 154. والمتقي في كنز العمال ج 13 ص 176 الرقم: 36523. وروى الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12، ص 75، الحديث: 12160.

 (2) - قال الطبراني في المعجم الكبير ج 6 ط بيروت ص 187 الرقم: 5950 حدثنا الحسين بن إسحاق حدثنا الصلت بن مسعود، حدثنا فضيل بن سليمان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: " لاعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه " فغدا الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطيه الراية فقال: " أين علي ؟ ". حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدال على الخير قالوا: هو شاكي العين يارسول الله قال: " أرسلوا به " فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا فبرأ، ثم =


[ 342 ]

19 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، تفل رسول الله في عينيه وهو أرمد، فذهب ما به، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 


= دفع إليه الراية، فقال: " أنفذ ولا تلتفت حتى تنزل بالقوم فتدعوهم إلي " فنفذ علي، ثم إلتفت [وقال ]: يارسول الله أنقاتلهم حتى يقولوا: لا اله الا الله ؟ قال: " على رسلك إذا جئتهم فادعهم إلى قول لا اله الا الله، فلان يسلم رجل على يدك خير لك من أن يكون لك حمر النعم ".

 كما ذكر ابن الاثير في اسد الغابة ج 4 ص 98. وذكر البخاري أيضا ج 4 ص 73 ط مصر، باب من أسلم على يديه رجل. وكتاب المناقب للمغازلي ص 176 و 177. ومسند الامام أحمد حنبل ج 1 ص 331 وج 2 ص 384 وج 5 ص 333. وسنن ابن ماجة ج 1 ص 45 ذيل الحديث 121. وتاريخ الاسلام للذهبي مجلد المغازي ص 410. والمصنف لابن أبي شيبة ج 12 ص 63. والخصائص للنسائي ص 55. والمستدرك للحاكم النيسابوري ج 3 ص 122. وذخائر العقبى ص 86 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 122، وأورد الخوارزمي في المناقب ط النجف ص 102 و 103. كما رواه الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12، ص 71 الحديث رقم: 12149.

(1) - سنن ابن ماجة ج 1 ص 43، الحديث: 117. وتقدم في حديث الراية.

 قال العلامة العيني في العمدة القاري ج 16 ص 216 وفي كتاب أبي القاسم البصري من حديث قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: لاعطين الراية رجلا كرارا غير فرار، فقال حسان يارسول الله تأذن لي أن أقول في علي شعرا ؟ قال: قل، قال:

وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلمـــــا لم يحسن مداويا

=


[ 343 ]

20 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، جعل رسول الله، يدا بين كتفيه ويدا بين ثدييه، وقال: اللهم أذهب عنه الحر والقر، فلم يجد حرا ولا قرا غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 


=

حبـــــاه رســـــول الله منـــــه بتفـلة * فبـــــورك مـــــرقيا وبـــورك راقيا

وقال: سأعطي الراية اليوم صارما * فذاك محـــــب للرســـــول مواتيـــــا

يحـــــب النبـــــي والالـــــه يحبـــــه * فيفتـــــح هاتيـــــك الحصون التواليا

فـــــأقضى بهـــــا دون البريــة كلها * عليـــــا وسمـــــاه الوزير المــؤاخيا

(1) - قال العلامة بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد العيني المتوفى (855) في عمدة القاري ج 16 ص 215:

حدثنا قتيبة، حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال: كان علي قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر، وكان به رمد، فقال: أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان مساءا اليد التي فتحها الله في صباحها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال: يحب الله و رسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح الله عليه.

 قال العيني: قال علي فوضع رأسي في حجره ثم بصق في إلية راحتيه ثم دلك بها عيني ثم قال: اللهم لا يشتكي حرا ولا قرا، قال علي: فما اشتكيت عيني لا حرا ولا قرا حتى الساعة.

 وفي لفظ دعا له بست دعوات، اللهم أعنه واستعن به وارحمه وارحم به وانصره وانصر به، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

 وروى الحافذ ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12 ص 63 الحديث رقم: 12129.

 =


[ 344 ]

21 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، إجتمع خمسون نفرا على باب خيبر فلا يطيقوه، فكنت حملته وحدي ! وتترست به وقاتلت الاقران، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 22 - قال نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال له رسول الله إنه لم يبعث نبي قط الا ومعه قوة ثمانين رجلا، ولا كان وصي الا ومعه قوة اربعين رجلا وان وصيكم علي، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 23 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، عنده درع رسول الله وجميع سلاحه ونعلاه، وقضيبه، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 24 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، خلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله): على نسائه وأهله، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 25 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، ضمن دين رسول الله، وعداته وأداها، غيري ؟ (2) قالوا: اللهم لا.

 


= والحديث شامل فراجع.

 (1) - روى الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12، ص 58، الحديث رقم: 12188: قال مطلب بن زياد، عن ليث قال: دخلت على أبي جعفر فذكر ذنوبه وما يخاف، قال: فبكى ثم قال: حدثني جابر أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها وأنه جرب فلم يحمله الا أربعون رجلا.

 (2) - أنظر احقاق الحق 4، ص 54.

 


[ 345 ]

26 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، زوجه رسول الله فاطمة، ثم قال: يا علي لا تعجل حتى آتيكما، فأتى، وقال: اللهم أذهب عنهما الرجس وطهرهما تطهيرا، غيري (1) ؟ قالوا: اللهم لا.

27 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قام رسول الله على بابه كل يوم، حتى قبض، يقول: السلام عليكم أهل البيت، الصلاة يرحمكم الله، غيري (2) ؟ قالوا: اللهم لا.

 


(1) - قال القندوزي في ينابيع المودة ص 176: وفي رواية ذكرها جمال الدين الزرندي، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا ماء فمج فيه وغسل وجهه وقدميه، ثم أخذ كفا من ماء فنضحه على رأس فاطمة وكفا بين ثدييها، ثم أمرها أن يرش بقية الماء على سائر بدنها ثم دعا ماء بمخضب آخر فصنع بعلي كما صنع بفاطمة، ثم قال: اللهم إنهما مني وأنا منهما اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فاذهب عنهما الرجس وطهرهما [تطهيرا] ثم قال: جمع الله شملكما وبارك لكما في شبليكما وبارك فيكما وأصلح بالكما.

 ثم قام وأغلق عليهما باب البيت بيده المبارك ويدعو لهما حتى دخل في بيته.

 (2) قال الحاكم الحسكاني المتوفي (506) في شواهد التنزيل ط بيروت ج 2 ص 11، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الصبح، يقول: الصلاة يا أهل البيت، " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "، وروى أيضا عن أنس بن مالك أن رسول الله كان يمر ببيت فاطمة بعد أن بنى بها علي بن أبي طالب بستة أشهر فيقول: الصلاة أهل البيت. وفي حديث آخر بثلاث مرات، وقال عز الدين أبي الحسن علي بن محمد الجزري المعروف بابن الاثير المتوفى =


[ 346 ]

28 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال له رسول الله: أنت أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وقائد المحجلين غيري (1) ؟ قالوا:


= (630) في أسد الغابة ط القاهرة ج 7، ص 223: عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر، يقول: الصلاة يا أهل بيت محمد، " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ".

وروى الطبري العامي في تفسيره ج 22، ص 6 عن أنس بن مالك بعين ما تقدم، وروى في حديث آخر سبعة أشهر.

 وروى العلامة المجلسي في البحار، ج 10، ص 142، قال: ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك بقية عمره حتى قبضه الله إليه، يأتينا في كل يوم عند طلوع الفجر فيقول: الصلاة يرحمكم الله، كما روى العلامة البحراني في تفسير البرهان ج 3، ص، عن أبي الحمراء، قال: شهدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعين صباحا يجئ إلى باب علي وفاطمة عليها السلام، فيأخذ بعضادتي الباب، ثم يقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، الصلاة يرحمكم الله، " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".

(1) قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9، ص 124: عن عبد الله بن عكيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى أوحى الي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي أنه: سيد المسلمين، وإمام المتقين وقائد المحجلين. ورواه الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء ج 1 ص 63، عن القاسم بن جندب، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس أسكب لي وضوء ثم قام فصلى ركعتين ثم قال: " يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين ".

 ورواه أيضا ابن عساكر الدمشقي في ترجمة الامام علي عليه السلام ج 2، ص 256، =


[ 347 ]

اللهم لا.

 29 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال له رسول الله حين قال: من يرتوي لنا ؟ فكاع الناس (1) فأخذت القربة ونزلت القليب، فلما ملاتها صعدت فاستقبلتني رياح ثلاث ! كل ذلك تردني إلى القليب، فلما رأيت رسول الله إستبطأني أخبرته بما أصابني، فأخبرني، أن ذلك جبرائيل وميكائيل، وإسرافيل، جاؤا في زحوف من الملائكة يسلمون عليك غيري ؟ (2) قالوا: اللهم لا.

 


= وفي ص 259، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسكب لي ماء - أو وضوء، قال: فسكبت له فتوضأ، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين وسيد المؤمنين علي.

 ورواه أيضا الطبراني في المعجم الصغير، ص 360. ورواه العلامة الجليل أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي القمي المعروف بابن شاذان في مأة منقبة كما أوردناه مفصلا في كتابنا الاربعون حديثا ط بيروت ص 155.

(1) - من كاع يكيع أي: جبن وضعف.

(2) - قال الحافظ سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 122: وفي المناقب، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: أسألك عن إختلاف الناس في علي رضي الله عنه ؟ قال: يا ابن جبير، تسألني عن رجل، كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القربة في قليب بدر سلم عليه ثلاثة آلاف من الملائكة من عند ربهم. وتسألني عن وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحب حوضه وصاحب لوائه في المحشر ؟ والذي نفس عبد الله بن العباس بيده: لو كانت بحار الدنيا مدادا، =


[ 348 ]

30 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، يوم إنقلب الناس على أعقابهم، فلم يبق مع رسول الله أحد غيري، فهبط جبرائيل في أربعة آلاف ملك، كلهم ينادي: لا سيف الا ذو الفقار، ولا فتى الا علي، غيري (1) ؟ قالوا: اللهم لا.

31 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، يوم قال جبرئيل لرسول الله: لقد عجبت ملائكة السماء من مواسات هذا الرجل إياك ! فقال: يا جبرائيل، ما يمنعه وهو مني وأنا منه، فقال جبرائيل: وأنا منكما، غيري ؟ (2) قالوا:


= وأشجارها أقلاما، وأهلها كتابا، فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله ما أحصوها. (1) - أنظر كتاب المناقب للمغازلي ص 197 الرقم 234، وفيه: عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه عن جده قال: نادى المنادي يوم أحد: لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. ورواه عنه ابن بطريق في العمدة، ص 381.

 وتاريخ الطبري ج 2 ص 514 والمغازي للواقدي، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 380. والخوارزمي في مناقبه ص 104. والذهبي، في ميزان الاعتدال ج 2 ص 312. ومجمع الزوائد ج 6 ص 114 وفرائد السمطين ص 256 و 258.

(2) قال أبو جعفر الطبري العامي المتوفى (310) في تاريخ الامم والملوك ج 2، ص 514، حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا حبان بن علي، عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، قال: لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الالوية أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي: إحمل عليهم فحمل عليهم، ففرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي. قال: ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي: إحمل عليهم، فحمل عليهم ففرق جماعتهم، وقتل شيبة بن =


[ 349 ]

............................................................................................................................


= مالك أحد بني عامر بن لؤي، فقال جبرئيل: يارسول الله، إن هذه للمواساة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل، وأنا منكما، قال: فسمعوا صوتا:

لا سيف الا ذو الفقار، * ولا فتى الا علي

 ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال ط بيروت ج 3 ص 324.

 وروى العلامة محب الدين الطبري المتوفى (694) في ذخائر العقبى ص 68، عن أبي رافع، قال: لما قتل علي أصحاب الالوية يوم أحد قال جبرئيل عليه السلام يارسول الله إن هذه لهي المواسات، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا منكما يارسول الله. [قال الطبري ]: وخرجه أحمد.

 كما روى أيضا العلامة عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي المتوفى (655) في شرح نهج البلاغة ج 7 ص 219 قال: قد جاء في الاخبار الصحيحة أنه قال: يا جبرئيل إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما. وفي ج 10 ص 182 قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: قال لي جبريل: يا محمد إن هذه للمواسات، فقلت: وما يمنعه وهو مني وأنا منه ! فقال جبريل: وأنا منكما. وفي ج 14، ص 250 و 252: فقال جبرئيل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا محمد، إن هذه المواسات، لقد عجبت الملائكة من مواسات هذا الفتى ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وما يمنعه وهو مني وأنا منه، فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا منكما.

 وروى العلامة الزمخشري في ربيع الابرار، ج 1 ص 833. والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 6 ص 125. والعلامة المير حسين بن معين الدين الميبدي المتوفى (905) في " شرح ديوان أمير المؤمنين "، ص 174 (مخطوط). والعلامة ملا معين الدين الكاشفي المتوفى (910)، في " معارج النبوة " الركن الرابع ص 107 ط لكنهو. وروى أفضل الفضلاء =


[ 350 ]

اللهم لا.

 32 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، يوم عبر عمرو بن عبدود الخندق وكاع عنه جميع الناس [فقـ] تلته غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 33 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قتل مرحب فارس خيبر، غيري ؟ (2) قالوا: اللهم لا.

 


= شاه عبد الحق الدهلوي المتوفى (1025) في " مدارج النبوة " ص 168 ط لكنهو.

 أقول: للمزيد من التفصيل عليك بمراجعة كتاب إحقاق الحق للتستري ج 5، ص 84 و 284.

 (1) - قال الحاكم النيسابوري في المستدرك ج 3، ص 32: عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبدود يوم الخندق أفضلة من أعمال أمتي إلى يوم القيامة.

 وروى أيضا الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " ج 13، ص 19. والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين ص 45. وفي المناقب ص 104 و 105. والحمويني في فرائد السمطين ج 1، ص 256. والذهبي في " تلخيص المستدرك " ج 3، ص 32، ذيل مستدرك الحاكم. والعلامة التفتازاني في " شرح المقاصد " ج 2، ص 220، أنظر احقاق الحق ج 6 ص 6.

(2) أنظر تاريخ الاسلام للذهبي ج 3، كتاب (المغازي) ص 408 و 409 و 410. وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فأرسل إلى علي يدعوه وهو أرمد [العين] فبصق في عينيه فبرأ، فأعطاه الراية فأطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت ؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، قال اليهودي: غلبتم وما أنزل على موسى، فبرز مرحب وهو يقول: =


[ 351 ]

34 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، بعثه رسول الله إلى بني جذيمة فلما رجعت إليه قال: يا علي لقد سرت فيهم بسيرة الله غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

35 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، بعثه رسول الله إلى اليمن، فلما رجعت إليه، قال: يا علي لقد قضيت فيهم بحكم الله في السماء غيري ؟ (2)


=

قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب.

 قال: فبرز له علي رضي الله عنه وهو يقول:

أنا الـــــــذي سمتني أمي حيدرة * كليــــث غابـــات كريه المنظرة

أو فبهــــم بالصاع كيل السندرة * فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله

وكان الفتح. والحديث متواتر، من كثرة الطرق والشواهد.

(1) - أنظر قصة بعثه عليه السلام إلى بني جذيمة وإصلاحه ما أفسد خالد بن الوليد، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: " أصبت وأحسنت " وقوله صلى الله عليه وسلم: في خالد: اللهم إني أبرأ اليك مما صنع خالد بن الوليد. السيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 592. وتاريخ الاسلام للذهبي ج 3 (المغازي) ص 568. والكامل لابن الاثير ج 2 ص 256. والطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 148. وتاريخ الطبري ج 3 ص 67. والسيرة النبوية لابن هشام ج 4، ص 73. والمغازي للواقدي ج 3، ص 881 - 882 والبداية والنهاية لابن كثير ج 4، ص 313. وتاريخ اليعقوبي ج 2، ص 52، وفيه: فقال رسول الله (لعلي): لما فعلت أحب الي من حمر النعم، ويومئذ قال لعلي: فداك أبواي. والارشاد للشيخ المفيد ج 1، ص 55 ط مؤسسة آل البيت.

 (2) - قال الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12، ص 58، الحديث: 12117: حدثنا =


[ 352 ]

قالوا: اللهم لا.

 36 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، سئل عن حلال وحرام، فلم يكع عنه غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 37 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قتل سبعين رجلا من قريش يعدون فارسا (1) يبلغ الماء آناقهم قبل شفاههم غيري ؟ قالوا: اللهم لا 38 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، نزلت فيه " السابقون السابقون أولئك المقربون " غيري (2) ؟ قالوا: اللهم لا.

 39 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، نزلت فيه " لا يستوي منكم من أنفق قبل الفتح وقاتل " الآية.

 غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 40 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، نزلت فيه: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) الآية (3)، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.


= أبو معاوية، عن الاعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن لاقضى بينهم، فقلت: يارسول الله، إني لا علم لي بالقضاء، قال: فضرب بيده على صدري فقال: اللهم إهد قلبه وسدد لسانه، فما شككت في قضاء بين إثنين حتى جلست مجلسي هذا.

 (1) - وفي " ش ": عن أبنيتهم من ذهب.

 (2) - سورة الواقعة الآية: 10 ثم راجع شواهد التنزيل ج 2 ص 213 ط 1.

 (3) - سورة التوبة الآية 19، ثم اعلم انه، يظهر من سياق الكلام أن كلمة الآية ليست من المصنف رحمه الله، بل من الناشر أو كاتب النسخة والمصنف ذكر الآية بتمامها وفقا =


[ 353 ]

41 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، نزلت فيه: (إنما وليكم الله ورسوله) الآية (1) غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 42 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد،، قال له النبي: منزلك يواجه منزلي في الجنة غيري (2) ؟ قالوا: اللهم لا.

 43 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال فيه رسول الله: إن أول من


= للاصل كسائر الايات الآتية، ولا يتصور أن الامام عليه السلام ناشدهم بهذا المقدار من الآية.

 و إليك نصها (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين).

 أنظر شواهد التنزيل ج 1 ص 244. وتفسير الكبير للفخر الرازي ج 12 ص 48 و 49.

 (1) - سورة المائدة الآية: 55 وتمامها هكذا: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

 (2) - قال الحمويني في فرائد السمطين ج 1 ص 103: عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبداه بن أبي أوفى، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله على أصحابه أجمع ما كانوا فقال: يا أصحاب محمد لقد رأيت الليلة في الجنة وقرب منازلكم من منزلي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي فقال ز يا علي أما ترضى أن يكون منزلك قي الجنة مقابل منزلي ؟ فقال: بلى بأبي أنت أمي يارسول الله. قال: فإن منزلك في الجنة مقابل منزلي.

 ورواه أيضا العلامة المتقي الهندي في كنز العمال ج 13 ص 251. والعلامة البدخشي في " مفتاح النجاح " ص 46 من المخطوط كما في احقاق الحق ج 6 ص 188.

 


[ 354 ]

يرد علي الحوض غدا أولكم إسلاما علي بن أبي طالب غيري (1) ؟ قالوا: اللهم لا.

 44 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، أسند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى صدره في مرضه الذي توفي فيه، فقال: يا أخي الا أبشرك ؟ قلت: بلى قال: قول الله عزوجل: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) أنت وشيعتك تردون علي الحوض غيري ؟ (2) قالوا: اللهم لا.

 45 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، جعله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في طلاق نسائه مثل نفسه غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 46 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال له رسول الله: يوم المباهلة، إذ نزلت: (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا


(1) - قال الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12، ص 76، رقم الحديث: 12161: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا قيس، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم، عن سلمان، قال: إن أول هذه الامة ورودا على نبيها أولها أسلاما علي بن أبي طالب.

 (2) - سورة البينة الآية: 7 ثم انظر شواهد التنزيل ج 2 ص 356، عن يزيد بن شراحيل الانصاري كاتب علي، قال: سمعت عليا يقول: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مسنده إلى صدري، فقال: يا علي أما تسمع قول الله عزوجل: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الامم للحساب تدعون غراء محجلين.

 


[ 355 ]

وأنفسكم) أنت نفسي، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 47 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال له رسول الله: في حجة الوداع، كيف كان حجك ؟ قلت: إهلالا كإهلال رسول الله، فأعطاني من هديه الثلث، غيري ؟ (2) قالوا: اللهم لا.

 48 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، ناجى رسول الله إثنتي عشرة سنة وقدم بين يدي نجواه صدقة، غيري ؟ (3) قالوا: اللهم لا.

 


(1) - سورة آل عمران: 61. والآية الشريفة بتمامها هكذا: (فمن حاجك من بعد ما جائك العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) الاية 61 / آل عمران] وللمقام شواهد جمة راجع شواهد التنزيل ج 1، ص 120، ط 1 والتفسير الكبير للفخر الرازي ج 8 ص 85، 86، ط مصر. أنظر المصنف لاب أبي شيبة ج 12، ص 68، الحديث رقم: 12142.

 وفي " ش " هكذا: قال: نشدتكم الله أفيكم أحد قال له رسول الله يوم أراد اليهود يلاعنونه فيرونه نزلت: " قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين " فكنت من نفس رسول الله غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

(2) المغازي للواقدي ج 3، ص 1087، 1088 وفيه: ثم نحر رسول الله صلى الله عليه وآله هديه وأشرك عليا عليه السلام في هديه، وذكره أيضا ابن ماجه في سننه ج 2 ص 1024، 1027، الحديث: 3074.

(3) - وفي مناقب الخوارزمي ص 225 ط الغري: أمنكم أحد ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله ست عشرة مرة غيري حين قال: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين =


[ 356 ]

............................................................................................................................


= يدي نجواكم صدقة ذالك خير لكم وأطهر فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم) [الآية 12 من سورة المجادلة ]. أعمل بها أحد غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، ج 2 ص 231 عن مجاهد، ان عليا قال: " إن في القرآن لآية ما عمل بها غيري قبلي ولا [يعمل بها] بعدي، وهي آية النجوى، قال: كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي النبي تصدقت بدرهم منه ثم نسخت ". وروى الحاكم عن الحبري في تفسيره، عن مجاهد قال: قال علي: " آية من القرآن لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي أنزلت آية النجوى فكان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت إذا أردت أن أناجي النبي صلى الله عليه وآله تصدقت بدرهم منه حتى فنيت ثم نسخته الآية التي بعدها ": (فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم). أنظر تفسير الحبري ط بيروت ص 368.

ورواه الطبري العامي في تفسيره ج 28، ص 14 و 15، ورواه أبو حيان الاندلس في تفسير بحر المحيط ج 8، ص 237. ورواه أبو السعود محمد بن محمد العمادي في تفسيره ج 8، ص 221. وروى البيضاوي في تفسيره ص 722 في تفسير سورة المجادلة. وروى ابن كثير في تفسيره ج 4، ص 349. وروى البغوي الشافعي في تفسيره المسمى بمعالم التنزيل ج 4، ص 310. ورواه السيد قطب في تفسير ظلال القرآن ج 6، ص 3512. ورواه القرطبي في تفسيره ج 17، ص 302. كما أورد العلامة الطبرسي في مجمع البيان ج 9 ص 253 ط صيدا. والآلوسي المتوفى (1270) في روح المعاني ج 28، ص 31. والفخر الرازي في تفسير الكبير ج 29، ص 271، ط القاهرة. والزمخشري المتوفى (528) في الكشاف ج 4، ص 494. وروى علي بن ابراهيم القمي في تفسيره ج 2، ص 357. وشيخ الطائفة الطوسي المتوفى =


[ 357 ]

49 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال فيه رسول الله: إن فيكم من يقاتل على التأويل، كما قاتلت على التنزيل، قالوا: يارسول الله من هو ؟، قال: خاصف النعل، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 


= (460) في التبيان، ج 9، ص 551. والسيوطي المتوفى (911) في الدر المنثور ج 8، ص 83 والفيض الكاشاني المتوفى (1091) في تفسير الصافي ج 5، ص 149، وجمال الدين القاسمي المتوفى (1333) في تفسيره المسمى بمخاسن التأويل، ج 16، ص 84. والعلامة اسيد عبد الله الشبر المتوفى (1242) في الجوهر الثمين ج 6، ص 179. والعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي المتوفى () في الميزان ج 19، ص 219. والعلامة الحويزي المتوفى () في نور الثقلين ج 5، ص 265. والميرزا محمد المشهدي المتوفى (1125)، في كنز الدقائق ج 10، ص 307 و 308. والعلامة شرف الدين السيد علي الحسيني الاسترآبادي في تأويل الآيات الظاهرة ج 2، ص 673. والعلامة أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي المتوفى (468)، في أسباب النزول، ص 235. وأبو نعيم الاصبهاني المتوفى (430) في النور المشتعل ص 249. والعلامة البحراني المتوفى (1109) في تفسير البرهان ج 4، ص 306 إلى 310. والعلامة يحيى بن الحسن الحلي الشهير بابن بطريق المتوفى (600) في الخصائص الوحي المبين ص 233. والعلامة أبي حفص المعروف بابن الملقن الشافعي المتوفى (804) في تفسير غريب القرآن ص 454.

(1) - رواه الحافظ ابن أبي شيبة في مصنفه ج 12، ص 64، رقم الحديث: 12131. قال: حدثنا ابن أبي عتيبة عن أبيه، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا جلوسا في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلينا ولكأن على رؤسنا الطير، لا يتكلم أحد منا. فقال: إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله، فقام =


[ 358 ]

50 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال له رسول الله: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك الا منافق، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 


= أبو بكر فقال: أنا هو يارسول الله ؟ قال: لا، فقام عمر فقال: أنا هو يارسول الله ؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل في الحجرة، قال: فخرج علينا علي ومعه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح منها.

 أنظر المناقب لابن للمغازلي، ص 298 والمناقب، لابن أخي تبوك 438. وأسد الغابة لابن الاثير ج 3 ص 602 الرقم: 6111 ودلائل النبوة للبيهقي، ج 6 ص 435 قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمان بن عبد الله الجرفي ببغداد، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدثنا إسحاق بن الحسن، حدثنا أبو نعيم حدثنا فطر يعني: إبن خليفة عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه قال: سمعت أبا سعيد الخذري قال: كنا جلوسا ننتظر رسول اله صلى الله عليه وسلم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه فقمنا معه غشى فانقطع شسع نعله فأخذها علي رضي الله عنه فتخلف عليها ليصلحها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمنا معه ننتظره ونحن قيام، وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر، فقال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، فاستشرق لها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال: لا، ولكنه صاحب النعل، فأتيته لابشره قبل بها فكأنه لم يرفع به رأسا، كأنه شئ قد سمعه.

 رواه أيضا الامام أحمد بن حنبل في مسنده ج 3، ص 82.

 (1) - وفي مسند الحميدي ج 1 ص 31 تحت الرقم 58 ط المدينة المنورة: عن زربن بن حبيش، قال: قال علي بن أبي طالب: " لقد عهد إلي النبي الامي صلى الله عليه وآله أنه لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق. أنظر صحيح الترمذي: ج 4 ص 332. والمصنف لابن أبي شيبة چ 12، ص 57 وفي أسد الغابة لابن الاثير ج 3 ص 602 ط بيروت، وسنن ابن ماجة، ج 1 ص 42 الحديث: 114. وفي تاريخ بغداد للخطيب، عن الزهري، عن أنس بن مالك يقول: والله =


[ 359 ]

51 - قال: نشدتكم الله: أفيكم أحد، قال فيه رسول الله: من سره أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة وعدنيها ربي فليتول علي بن أبي طالب، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 52 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، لما نزلت فيه: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) [سورة الرعد، الآية: 7] فقال فيه رسول الله: أنا المنذر، وعلي الهادي، غيري ؟ (2) قالوا: اللهم لا.

 


= الذي لا اله الا هو لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب، تاريخ بغداد ج 4 ص 410.

 وروى أيضا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتوفى (402) في معجم الشيوخ، ص 237.

 (1) - رواه الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء ج 1 ص 86، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله " من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي، ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها: كوني فكانت، فليتول علي بن أبي طالب من بعدي " ورواه أيضا عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالائمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي، ورزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.

 (2) - رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج 1، ص 294، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما نزلت (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي، فقال: يا علي بك يهتدي المهتدون.  =


[ 360 ]

53 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، يوم أرادت قريش أن تفتك برسول الله ! ونزل عليه جبرائيل: فأمره بالمسير إلى المدينة، فاضطجعت على فراش النبي، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

 


= ورواه أيضا الحمويني في فرائد السمطين ج 1، ص 148 ط بيروت.

 وقال الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى (774) في تفسيره ج 2 ص 520: وقال أبو جعفر بن جرير: حدثني أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا الحسن بن الحسين الانصاري، حدثنا معاذ بن مسلم، حدثنا الهروي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت (أنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال: " أنا المنذر ولكل قوم هاد " وأومأ بيده إلى منكب علي فقال: " أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي ".

 ورواه أيضا الحافظ السيوطي في الدر المنثور، ج 4، ص 608 قال: وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة، والديلمي وابن عساكر وابن النجار، قال: لما نزلت صلى الله عليه وسلم إنا أنت منذر ولكل قوم هاد صلى الله عليه وسلم وضع رسول الله يده على صدره فقال: أنا المنذر، وأومأ بيده إلى منكب علي رضي الله عنه فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي.

 ورواه الامام أحمد في المسند ج 1، ص 126، والحاكم النيسابوري في المستدرك ج 3، ص 129 - 130. وروى العلامة البحراني في البرهان ج 2، ص 280 - 281. وروى ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 2، ص 199. رواه العلامة الشبلنجي في نور الابصار ص 87 ط مصر.

(1) - قال الامام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف الگنجي الشافعي المتوفى (658) في كفاية الطالب ص 239 ط النجف الاشرف، تحقيق الشيخ محمد هادي الاميني: ومن ذلك =


[ 361 ]

54 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، قد فضلك الله عليهم كما فضل الذهب على الفضة، وكما فضل


= ما ذكر الثعلبي المتوفى (427) في تفسير قوله عزوجل: (ومن الناس من يشري نفسه أبتغاء مرضات الله) [سورة البقرة الآية: 207] ان النبي صلى الله عليه وآله لما أراد الهجرة إلى المدينة خلف علي بن أبي طالب عليه السلام بمكة، لقضاء ديونه وأداء الودائع التي كانت عنده وأمر ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه صلى الله عليه وآله وقال له: إتشح ببردي الحضرمي الاخضر، ونم على فراشي فإنه لا يصل منهم اليك مكروه إن شاء الله تعالى، ففعل ذلك علي عليه السلام فأوحى الله تعالى إلى جبرائيل وميكائيل إني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله تعالى اليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ؟ آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة، إهبطا إلى الارض فاحفظاه من عدوه فنزلا، فكان جبرائيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يا علي بن أبي طالب، يباهي الله تبارك وتعالى بك الملائكة فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وهو متوجه االى المدينة في شأن علي عليه السلام (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله).

 قال ابن عباس: نزلت في علي عليه السلام حين هرب النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام على فراش النبي صلى الله عليه وآله، هذا لفظ الثعلبي في تفسيره (799).

كما رواه الامام العلامة علي بن محمد بن أحمد المالكي المعروف بابن صباغ المتوفى (855)، في فصول المهمة، ط النجف، ص 45 - 46 - 47 - 48. وروى العلامة الشبلنجي في نور الابصار، ص 96 ط مصر. وقريب منه في المسند الامام أحمد، ج 1، ص 331. و أورده الحاكم في المستدرك ج 3، ص 133.

 


[ 362 ]

الشمس على القمر، غيري ؟ قالوا: اللهم لا (1).

55 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال له رسول الله: أن الله اعطاني أربع خصال في علي لم يعطها أحد من الانبياء قبلي، يواري عورتي، ويقضي ديني، وهو على حوضي، ومعه لواء الحمد تحته آدم ومن ولد ! (2)، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

56 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال فيه (3) رسول الله: إني لست أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إمان، ولا زانيا بعد إحصان، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

57 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، كان يحمي رسول الله بقدميه


(1) - وقريب منه في بحار الاتوار ج 38 ص 14.

 (2) - قال ابن حجر العسقلاني في لسان االميزان ج 2، ص 404 في ترجمة خلف بن المبارك: عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه..

 أعطيت في علي خمس خصال لم يعطها نبي يقضي ديني ويواري عورتي وهو الذائد عن حوضي ولوائي معه يوم القيامة، وأورده أيضا الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1، ص 661 في ترجمة خلف بن المبارك عن الحارث عن علي مرفوعا: أعطيت في علي خمس لم يعطها نبي: يقضي ديني ويواري عورتي، وهو الذائد عن حوضي، ولوائي معه يوم القيامة، وأما الخامسة فإني لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان، ولا كافرا بعد إيمان. أنظر إحقاق الحق ج 4، ص 267 - 454 - 459.

(3) - وفي " ش ": له.

(4) - تقدم في الحديث السابق.

 


[ 363 ]

حتى كان يدخلهما بينه وبين زوجته، غيري ؟ (1) قالوا: اللهم لا.

58 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، قال له رسول الله: أنت المظلوم من بعدي، غيري ؟ (2) قالوا: اللهم لا.

59 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، تفل رسول الله في فيه فمج العلم مجا، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

60 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، يرد عليه من أمر دينه ما لا يعلمه


(1) - لعله إشارة إلى حديث التكبير والتسبيح كما في صحيح البخاري ج 5، ص 89 الحديث رقم: 301 فيه: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لاقوم، فقال: على مكانكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، وقال: ألا أعلمكما خيرا.. الحديث.

(2) - أنظر مستدرك الحاكم ج 3، ص 142، وفيه: إن الامة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي، ومن أبغضك أبغضني وأن هذه ستخضب من هذا - يعني لحيته من رأسه، قال الحاكم: صحيح. ورواه أيضا الخطيب في تاريخ بغداد ج 11 ص 216، وفيه: عن سالم عن أبي إدريس، عن علي قال: مما عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أن الامة ستغدر بك من بعدي. بحار الانوار ج 28 ص 191 وفيه: وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوعز إلي قبل وفاته قال لي: يا أبا الحسن إن الامة ستغدر بك بعدي وتنقض فيك عهدي، وإنك مني بمنزلة هارون من موسى. وان الامة من بعدي بمنزلة هارون ومن إتبعه، والسامري ومن إتبعه، فقلت: يارسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك ؟ فقال: إن وجدت أعوانا فبادر إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا كف يدك وأحقن دمك حتى تلحق بي مظلوماً.

 


[ 364 ]

الناس الا فزعمتم إليه، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 61 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد أكل في حياة رسول الله من طعام الجنة، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.

 الحديث (1).

 فهذه أكثر من مائة خصلة أوردها هو عليه السلام على الامة ليوجب عليهم الحجة، بكتاب الله وسنة نبيه (2).

 


(1) - أنظر كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله تجد قريبا مما ذكره المصنف ج 1، ص 188 ط النجف الاشرف.

 وفي ذيلها شواهد وتعاليق تناسب المقام، فراجع.

 وذكر أيضا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر الدمشقي في تاريخه في ترجمة الامام أمير المؤمنين عليه السلام ط 1 ج 3 ص 87 وفي ط 1 ص 113.

وأنظر كتاب المناقب للمغازلي الشافعي ص 112 ففيه تمام المناشدة مع إختلاف مع ما ذكره المصنف رحمه الله، أحتجاجه (عليه السلام) يوم الشورى. كما أوردها مفصلة العلامة السيد هاشم البحراني في حلية الابرار ج 3 ص 323. ط مؤسسة المعارف الاسلامية بقم.

 وأورد الشيخ الطوسي في الامالي ج 2 ص 159 - 168. وأورد أيضا السيد أحمد بن طاوس المتوفى (673) في كتاب " بناء المقالة الفاطمية "، ص 411.

(2) - هذا رأي المصنف رحمه الله، ومنه يظهر أن المناشدة كانت أكثر من المذكور في المتن كما يظهر من بعض المناشدات المنقولة عن الامام عليه السلام في سائر الكتب وفيها ما في هذه المناشدة وغيرها، فمن المجموع يظهر صدق كلام المؤلف (ره) بتكميل المناشدة، ولعلها تكون أكثر من مأة خصلة، فللزيادة والتفصيل والتكميل عليك أيها القارئ الكريم بكتاب المناقب للمغازلي. وكتاب المناقب للخوارزمي ط الغري ص 221 و 222 و 223، 224 و =


[ 365 ]

فقال عبد الرحمن بن عوف: تأخذها أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر، قال: أسير فيكم بكتاب الله وسنة نبيه (1).

 فلما رأى عبد الرحمن بن إمتناعه، قال: يا عثمان، تأخذها على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر: قال: نعم، قال: هي لك.

 أفمن هذه الخصال فيه مجتمعه، أولى بالامارة وبالقيام بأمر الامة بعد رسول الله ؟، أم من لا يعرف وجوه ما ولوه ؟ وهو مفتقر إلى قنبر، فضلا


= 225 -، وكتاب كفاية الطالب، ط الغري، ص 386، وكتاب الغدير للاميني، ج 1 ص 159 و كتاب ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق لابن عساكر الدمشقي ج 2، ص 5.

 و كتاب ينابيع المودة ص 266.

 وكتاب أرجح المطالب للامر تسري ص 482، ولسان الميزان لابن حجر العسقلاني، ج 2، ص 156، وللمريد من الاطلاع عليك بمراجعة كتاب إحقاق الحق للتستري ج 15 ص 679 وملحقاته.

(1) - روى العلامة المولى على القاري في " شرح الفقه الاكبر " ص 120 ط العثمانية اسلامبول، قال: روى إبائه عليه السلام عن قبول الحكومة الا على كتاب الله وسنة رسوله، قال في نقل قصة الشورى: فأخذ عبد الرحمان بن عوف (أي في ندوة الشورى) بيد علي رضي الله عنه وقال: أوليك أن تحكم بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين، فقال علي: أحكم بكتاب الله وسنة رسوله وأجتهد رأيي. ثم قال لعثمان مثل ذلك فأجابه، وعرض عليهما (أي على علي وعثمان) ثلاث مرات وكان علي يجيب بجوابه الاول وعثمان يجيبه بما يدعوه، ثم بايع عثمان. (أنظر إحقال الحق ج 18، ص 5).

 


[ 366 ]

عن علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن لم يحكم بحكم قط الا خولف فيه، وبين له الخطأ، ومن ذكر أن له شيطانا يعتريه (1)، ومن يجزع عند الموت جزعا حتى قال: ليتني تبنة في لبنة، ولم أك شيئا، وقرأ: جاءت سكرة الحق بالموت، فغير الكتاب.

وروي: أن النبي (صلى الله عليه وآله) بشره بالجنة، أفيكون هذا القول ممن بشره الصادق، عن ربه الجليل ؟، اللهم إلا أن يكون هذا المبدأ الذي ختم به هذا الامر كله عنده كذابا لا يركن إلى قوله، ولا يثق بما عنده ولا يخفى على ذي لب، أنه لو بشر بالجنة كما يروون لكان قوله كقول أمير المؤمنين وسيد المسلمين، حيث قال على منبر الكوفة لما قرب أمره وإنقضت أيامه:

ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من هذه شوقا إلى ربي عزوجل، و تصديقا إلى لقاء ربي لمشتاق، ولحسن ثوابه لمنتظر راج وإني لعلى الصراط المستقيم في يقين من أمري وبينة من ربي (2).

 


(1) - أنظر ص 255 من هذا الكتاب.

(2) - أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 17 ص 225.

وروى العلامة الطبراني في المعجم الكبير ج 1 ص 105: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل قال: دعاهما علي رضي الله عنه إلى البيعة، فجاء فيهم عبد الرحمان بن ملجم، وقد كان رآه قيل ذلك مرتين ثم قال: ما يحبس أشقاها والذي نفسي بيده ليخضبن هذه من هذه   =


[ 367 ]

وكقوله حين قال له ابن عباس: وقد رآه إمتنع من الطعام: يا أمير المؤمنين ما يمنعك من الطعام ؟ فقال: أحب أن ألقى ربي خميصا إيقانا بحتم القضاء، وإشتياقا وتصديقا (1) لنبأ الرسول.

 وكقوله للحسين (2): والله ما يبالي أبوك، وقع على الموت، أو وقع الموت عليه (3) وكقوله للحسن لما ضربه ابن ملجم: فزت والله، وما يرى أبوك سوء بعد هذا اليوم.

هكذا تكون المعرفة بالله عزوجل، ويكبر (4) شأن رسول الله صلى الله عليه وآله و هكذا يكون التصديق بما جاء من عند الله عزوجل، لا كمن جزع وخاف عاقبة ما سلف.


= وتمثل بهذين البيتين:

أشدد حيازيمك للموت * فــــان المـــــوت آتيكا

ولا تجزع من المـوت * إذا حـــل بواديكا (1)

(1) - وفي " ش ": واشتاقه على الصدق.

(2) - وفي " ش ": ابنه.

(3) - أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 5 ص 199.

(4) - وفي " ش ": يكثر.

 


[ 368 ]