المسترشد

محمد بن جرير الطبري


[ 1 ]

المسترشد

في امامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام

تأليف

العلامة الحافظ محمد بن جرير بن رستم الطبري الامامي

المتوفى اوائل القرن الرابع الهجري

تحقيق الشيخ احمد المحمودي


[ 2 ]

الناشر مؤسسة الثقافة الاسلامية لكوشانبور

صف الحروف: قسم الكمپيوتر لمؤسسة كلمة الله للتحقيق

الفيلم والالواح الحساسة: مؤسسة الواصف - قم

المطبعة: سلمان الفارسي - قم

الطبعة الاولى - المحققة


[ 3 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كلمة المؤسسة

 

تعتز مؤسسة الثقافة الاسلامية لكوشانبور، أن تقوم لتقديم كتاب هو من أقدم الكتب التي ألفت حول إمامة أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام، ألا وهو: " المسترشد في الامامة " للحافظ الكبير أبو جعفر محمد بن جرير ابن رستم الطبري (الامامي) من أعلام القرن الثالث والرابع، وإنه لسفر عميق وتحقيق رشيق، وبديع في موضوعه، قام بتحقيق هذا الكتاب العالم التقي فضيلة الاستاذ الحاج الشيخ أحمد المحمودي سلمه الله ووفقه، فزينه بالهوامش القيمة والتعاليق الثمينة وأخرجه بحلة تناسب أذواق أهل العصر، فلله أجره وعليه دره، فنرجو من المولى عزوجل أن يوفق المحقق دام علاه، وأن يوفقنا ويجعل علمنا من مصاديق كلام الامام الباقر عليه السلام إذ يقول " رحم الله عبدا أحيا أمرنا " (الكافي ج 2 ص 176) إن شاء الله.

 

مؤسسة الثقافة الاسلامية لكوشانبور

طهران " 1415 هـ "


[ 4 ]

 

الإهداء

إلى صاحب اللواء والولاية العظمى،

إلى باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله ،

إلى محطم الاصنام ومبيدها إلى من أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين،

إلى من أقام الصلاة وآتى الزكاة وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر،

ونهى النفس عن الهوى

إلى من جاهد في سبيل الله حق جهاده ولم يخف لومة لائم،

إلى من عبد الله حتى أتاه اليقين، وقال:

فزت ورب الكعبة، وهو وليد الكعبة،

أقدم جهدي المتواضع رجاء القبول،

سيدي يا أمير المؤمنين، عبدك الراجي

أحمد المحمودي

 

 


[ 5 ]

الحمد لله الذي من علينا بجلائل نعمائه، وفواضل كرمه وآلائه وأرشدنا إلى دينه برسله وأنبيائه، وأكمل لنا ديننا، وأتم علينا نعمه بولاية أوليائه .

ثم الصلاة والسلام على سيد رسله وخاتم النبيين محمد بن عبد الله، وعلى آله المعصومين، وأصحابه المنتجبين المخلصين واللعن على ظالميهم وباغضيهم إلى يوم الدين.

وبعد فقد إطلعت على هذا الكتاب للمرة الاولى أيام الدراسة حيث كنت ملتجأ إلى باب مدينة العلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (النجف الاشرف) معتكفا لتحصيل العلم، مستلهما من سدته الشريفة، فوجدته كتابا فائقا شيقا رائقا، ولما أجبرنا على مغادرة العراق وحططنا رحالنا في مدينة العلم بقم المقدسة وإتخذناها مسكنا بجوار السيدة الجليلة فاطمة بنت الامام الكاظم عليه السلام، عمدنا إلى متابعة الجهود العلمية والدراسية، وهنا كانت إشارة سماحة شيخنا العم بالسعي في إحياء هذا الكتاب بالتحقيق والتخريج، فكانت عودتي إليه بالمطالعة الدقيقة فوجدته كنزا حاويا على مضامين عالية وترتيب علمي دقيق ومنهجية


[ 6 ]

واضحة، إلا أن نسخته المطبوعة كانت مشحونة بالتصحيفات والاخطاء المطبعية الفضيعة والكثيرة، مضافا إلى عدم إخراجه ولا تنقيطه بما يليق وشأنه العلمي والتراثي.

 

 فصممت على تحقيقه وإخراجه بحلة تناسب وأذواق أهل العصر، معتمدا على الله، فقمت باستنساخه بعد مقابلته بالنسخ التي توفرت لدى والتي سأتحدث عن مواصفاتها، كما قمت بضبط أسماء الاعلام المذكورة فيه وخرجت ما أمكنني تخريجه من أحاديثه وآثاره المنقولة فيه.

 

 وكاد عملي يشرف على الكمال إلا أن الاحداث التي حصلت على البلاد الاسلامية، وعلى الجوزة العلمية في قم خاصة، عاقت عن ذلك، حتى من الله على البلاد والعباد بانتصار الثورة الاسلامية المباركة بقيادة زعيمها المظفر، سماحة المرجع الاعظم آية الله العظمى الامام السيد روح الله الموسوي الخميني قدس الله سره الشريف، وإقتضت الضرورات الملحة إشتغالي ببعض المسؤوليات وتولي بعض المهام الادارية والتبليغية والثقافية، وخاصة إبان الحرب الظالمة المفروضة على بلاد الاسلام والامة الاسلامية، فكان ذلك من أسباب تأخر صدور هذا الكتاب وإنجازه بشكل نهائي، وبعد إستقرار الاوضاع عدت لى ما كنت أنجزته وأضفت عليه وأكملته، فكان بهذا الشكل الذي أقدم له وأقدمه إلى العلماء، معترفا بأن


[ 7 ]

ما أقدمه إنما هو مبلغ جهدي وليس ما هو اللازم عمله في مثل هذا الكتاب العظيم، إلا أني لم أدخر ما في وسعي، ولم أقصر حسب إمكاناتي المتواضعة، وقد حاولت بعد عملي في تحقيق النص، وتخريج النصوص من مصادرها ومظانها، أجمع ما قيل حول المؤلف من كلمات الاعلام، كما جمعت ما قيل حول مؤلفاته، أما عن هذا الكتاب فقد تحدثت عن نسخه وما قمت فيه من أعمال كما سيأتي إن شاء الله.

 

وأنا شاكر لله على توفيقي لمثل هذا العمل الذي أرجو أن يدخره لي في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم.

 والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله هو نعم المولى ونعم النصير وهو ولي التوفيق.

 


[ 8 ]

التمهيد:

ـ دور العلم، والعلماء، وعظمتهم

- المؤلف: ترجمته

- وكلمات العلماء في حقه

- تآليفه، وآثاره

- الاطراء له:


[ 9 ]

تمهيد

 

للعلم شأن عظيم، ودور كبير في حياة المجتمع الانساني، وقد اهتم به العقل والقرآن (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (1).

 وجعل لمن أوتى العلم درجات، (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات) (2)، والعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء، وطلبه فريضة على كل مسلم، والله يحب بغاة العلم (3).

 والعلماء، هم الامناء الذين يتفقهون في الدين وينذرون قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (4)، ولكثير من علمائنا الاعلام، وفقهائنا العظام رحمهم الله تعالى درجات رفيعة ومقامات منيعة، وكرامات ومكارم عالية، ومع ذلك كله بقيت شخصياتهم متروكة في زوايا النسيان، وخبايا الفقدان، وإنه من هوان الدهر !

ولذلك وقع جمع كثير من المؤلفين والمصنفين من علمائنا موقع


(1) - سورة الزمر، الآية: 9.

(2) - سورة المجادلة، الآية: 11.

(3) - كتاب الكافي ج 1، ص 30، ط طهران باب فضل العلم، ح 1 ج 1، ص 5.

(4) - الكافي ج 1، ص 31، ح 6، اقتباسا من أية النفر.

 


[ 10 ]

طعن المخالفين، ومحل توقف الموافقين والمؤالفين.

فكم من عالم فقيه أتعب نفسه للصلاح والاصلاح فرمي بسهم الكذب والتكذيب، وهو صالح صادق، وكم عادل موثق بذل جهده للسداد والتعديل، فأصيب بالجرح والتضعيف، وهو فائق، وكم من مؤلف مصنف لم يبق منه أثر التأليف والتصنيف وكم له من نظير ! لا أدري أمن قلة عناية المتأخرين بشأن المتقدمين ؟ أم من شأن الزمان وقلم التقدير؟!

فمن أولئك المصنفين الافذاذ، أبو جعفر، محمد بن جرير بن رستم الطبري الامامي الآملي، (1) مؤلف كتاب " المسترشد " في إمامة مولانا


 (1) - قال أبو سعد، عبد الكريم بن محمد السمعاني، المتوفى (562 هـ) في كتاب الانساب، ج 4، ص 45، ط بيروت: الطبري: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة، بعدها راء مهملة.

 هذه بالنسبة إلى " طبرستان " وهي: آمل وولايتها.

 سمعت القاضي أبا بكر الانصاري ببغداد: إنما هي تبرستان لان أهلها يحاربون بالتبر يعني " الفاس " فعرب، وقيل " طبرستان، والنسبة، إليها طبري.

 وخرج من آمل جماعة كثيرة من العلماء والفقهاء والمحدثين.

 منهم... أبو بكر الخوارزمي: طبري الاب، من طبرستان آمل، خوارزمي الام، فنسب إلى البلدتين جميعا، وهو يذكر ذلك في " رسالة " وليس من طبرية الشام، غير أنه أقام بالشام مدة: بحلب ونواحيها.

 وأبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، من ساكنى بغداد، استوطنها إلى حين وفاته... أقول: لقد تعرض السمعاني ترجمة الطبري العامي مفصلا ولم يتعرض للطبري الامامي أبدا. وليس هذا أول قارورة كسرت في الاسلام.

 وقال ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي المتوفى (626 هـ)، في كتابه معجم البلدان ج 1 ط بيروت ص 57:


[ 11 ]

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

 فلم يسلم هذا المؤلف المنيف والمصنف الشريف من تبعات الزمان وطوارق الحدثان، فأصبحت شخصيته بين ذين وذين، وكيت وكيت ! فلنطلع على واقع هذا العالم الجليل وتحقيق شخصيته الفذة هلم معي إلى ما قال المترجمون في الرجال، من الخاصة والعامة، ومن القدماء والمتأخرين في حقه.


= آمل: بضم الميم واللام: اسم أكبر مدينة بطبرستان في الاقليم الرابع، وطولها سبع وسبعون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وربع.

 وبين آمل وسارية ثمانية عشر فرسخا، وبين آمل وسالوس، وهي من جهة الجيلان، عشرون فرسخا، وقد ذكرنا خبر فتحها بطبرستان.

 


[ 12 ]

 

المؤلف:

1 - قال الشيخ الثقة الثبت الجليل، النقاد البصير، أبو العباس أحمد بن علي النجاشي المتوفي (450) في كتابه المعروف بالفهرست في الرجال، ط / بيروت، ج 2، ص 289، هو: أبو جعفر، محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، إنه جليل من أصحابنا، كثير العلم، حسن الكلام، ثقة في الحديث، له كتاب، " المسترشد " في الامامة.

 قال: أخبرنا به أحمد بن علي بن نوح، عن الحسن بن حمزة الطبري، قال: حدثنا محمد بن جرير بن رستم بهذا الكتاب وبسائر كتبه.

 2 - وقال شيخ الطائفة، أبو جعفر الطوسي رحمه الله المتوفي (460) في كتابه الفهرست، ط النجف، ص 178، الرقم (654) هو: أبو جعفر الآملي الطبري الشيعي، له كتب، منها: " المسترشد " في الامامة.

 وقال ايضا: محمد بن جرير الطبري الكبير، يكنى أبا جعفر، دين فاضل، وليس هو صاحب التاريخ فإنه عامي المذهب.

 وله كتب جمة، منها: " المسترشد ".

 


[ 13 ]

وقال أيضا في كتاب الرجال ط / النجف ص 514 في باب من لم يرو عن الائمة عليهم السلام: محمد بن جرير بن رستم الطبري، وليس بصاحب التاريخ.

 [وقال ]: أما إبن جرير السني صاحب التاريخ، فهو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، المولود بآمل سنة (224) والمتوفى سنة (310 هـ) وله سبع وثمانون سنة.

 3 - وقال عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي المتوفى (566 هـ) في شرح نهج البلاغة، ج 2، ص 36، ط / مصر، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم: وأما الاخبار التي رواها عن عمر، فأخبار غريبة، ما رأيناها في الكتب المدونة، وما وقفنا عليها إلا من كتاب المرتضى وكتاب آخر يعرف بكتاب " المسترشد "، لمحمد بن جرير الطبري، وليس هو محمد بن جرير صاحب التاريخ، بل هو من رجال الشيعة وأظن أن أمه من بني جرير، من مدينة آمل طبرستان، وبنو جرير الآمليون شيعة مستهترون بالتشيع، فنسب إلى أخواله على ذلك شعر مروي له وهو:

بآمـــــــل مولدي وبنو جرير * فأخوالي ويحكي المرء خاله

فمـــــن يك رافضيا عن أبيه * فإنــــي رافضي عن كلالـــــه

4 - وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى (748) في كتاب سير أعلام النبلاء، ج 14، ص 282، ط بيروت الرقم، 176:


[ 14 ]

أبو جعفر الطبري، قال عبد العزيز الكتاني: هو من الروافض صنف كتبا كثيرة في ضلالتهم، له كتاب: الرواة عن أهل البيت وكتاب " المسترشد " في الامامة ".

 [قال ]: نقلته من خط الصائن.

 وقربيا منه أورده في ميزان الاعتدال ج 3، ص 449، ط بيروت قال: محمد بن جرير بن رستم، أبو جعفر الطبري، رافضي.

 5 - وقال العلامة تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي المتوفي (707) في كتاب الرجال ط النجف، ص 167 في باب الثقات، الرقم 1330: محمد بن جرير، بالجيم والراء المهملتين، إبن رستم الطبري الآملي أبو جعفر، لم [جخ، ست، جش] جليل من أصحابنا كثير العلم حسن الكلام، ثقة في الحديث، صاحب كتاب "المسترشد" في الامامة، رحمه الله وهو غير صاحب التاريخ، ذاك عاميّ.

 6 - وقال سيد الاعيان (1) السيد محسن الامين رحمه الله المتوفي (1371 هـ)


(1) - لا يخفى أن للعلماء دور كبير في تصعيد المستوى العلمي في المجالات الفكرية والقيم الاخلاقية، وتحقيق الثقافة المتميزة بالاصول العلمية المدونة في الموسوعات الفقهية والاصولية والتفسيرية والرجالية كالمقنعة للشيخ المفيد، والانتصار للسيد المرتضى، والتبيان والنهاية للشيخ الطوسي، ومجمع البيان للطبرسي، والمختلف والمستند للحلي والنراقي، واللمعة الدمشقية وشرحها للشهيدين والرسائل والمكاسب للشيخ الانصاري، وأعيان الشيعة للسيد الامين، والذريعة للشيخ الطهراني، والغدير للشيخ الاميني، والبحار للعلامة المجلسي رحمهم الله والوسائل ومستدركه والجواهر، والحدائق، كما كانت تلمع الكتب الحديثية الاربعة بعد كتاب الله العزيز، ونهج البلاغة، والصحيفة السجادية.

 


[ 15 ]

في كتاب أعيان الشيعة ج 9، ط بيروت، ص 199: أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم بن جرير الطبري الآملي المعروف باسم أبي جعفر بن جرير الآملي الطبري رجلان من كبار العلماء أحدهما: محمد بن جرير بن يزيد المولود في آمل طبرستان، والساكن في بغداد المفسر المحدث الفقيه المؤرخ من أئمة أهل السنة المجتهدين، وصاحب التفسير والتاريخ المشهورين، وصاحب كتاب الغدير في مجلدين كيبرين، توفي أوائل شوال سنة (310 هـ) في بغداد عن أربع وثمانين سنة.

 والثاني، محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي من أكابر علماء الامامية في المأة الرابعة، ومن أجل الاصحاب، ثقة جليل القدر، وقد يشتبه أحدهما بالآخر.

 ومن المواضع التي وقع فيها الاشتباه والاختلاف في أبي بكر الخوارزمي محمد بن العباس إبن أخت محمد بن جرير الطبري الذي يقال له: الطبر خزي نسبة إلى طبرية خوارزم، فقيل: إن خاله الطبري الاول، وجماعة آخرون قالوا: إن خاله الطبري الثاني الامامي وهو الاصح بدليل قول أبي بكر المذكور:

بآمـــــــل مولدي وبنو جرير * فأخوالي ويحكي المرء خاله

ومـــن يك رافضيا عن تراث * فإنــــي رافضي عن كلالـــــه

ولمحمد بن جرير بن رستم الامامي من المؤلفات:

1 - الايضاح.

 


[ 16 ]

2 - " المسترشد " في الامامة.

3 - دلائل الامامة الواضحة، روى فيه في أحوال الزهراء، بإسناده إلى إبن مسعود، أنه قال: جاء رجل إلى فاطمة فقال: يا بنت رسول الله هل ترك رسول الله عندك شيئا تطوقينيه ؟ فقالت: يا جارية هات تلك الجريدة فطلبتها فلم تجدها فقالت: ويحك أطلبيها فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا فطلبتها فإذا هي قد قممتها فإذا فيها: قال محمد النبي صلى الله عليه وآله: ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه، ومن كان يؤمن باليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت، إن الله يحب الخير الحليم المتعفف، ويبغض الفاحش البذاء السائل الملحف، إن الحياء من الايمان والايمان في الجنة، وإن الفحش من البذاء والبذاء في النار (1).

 4 - كتاب مناقب فاطمة وولدها.

 5 - كتاب النور المعجزات في مناقب الائمة الاثني عشر وهو أخصر من الدلائل.

 6 - كتاب الرواة عن أهل البيت عليهم السلام، كما في ميزان الاعتدال.

 أقول: إنتهى كلام السيد الامين.

 7 - وقال العلامة المتتبع الميرزا محمد باقر الخوانساري الاصبهاني المتوفى (1314 هـ) في كتابه روضات الجنات في أحوال


(1) - أنظر دلائل الامامة ط النجف ص 1.  وذكر أيضا ابن حبان في صحيحه، كما في الاحسان، ج 2، ص 259. ورواه المنذري في " الترغيب والترهيب " ج 1 ص 584.

 


[ 17 ]

العلماء والسادات ج 7، ص 293، ط طهران بعد ذكر الطبري العامي: وفي كتاب مقامع الفضل لولد سمينا المروج البهبهاني، في جواب، من سأله عن المراد بمحمد بن جرير الطبري المتكرر ذكره في كتب أصحابنا ما يكون صورته: محمد بن جرير الطبري رجلان، أحدهما ابن جرير بن غالب الطبري الذي هو شافعي المذهب، ومدحه النووي الشافعي في كتاب تهذيب الاسماء، وهو صاحب التاريخ والتفسير المشهورين، والآخر محمد بن جرير بن رستم الطبري صاحب كتاب " المسترشد " وكتاب الايضاح، ولا شبهة في كونه من الشيعة، وهو الذي قال ابن اخته أبو بكر محمد بن عباس الخوارزمي:

بآمــــــل مـولدي وبنو جرير * فأخوالي ويحكي المرء خاله

فها أنا رافضـــــي عن تراث * وغيــري رافضــي عن كلاله

وقد إشتبه الامر على صاحب " معجم البلدان " حيث كذب الخوارزمي فيما نسبه إلى خاله، تم كلامه (1).

 قال: والظاهر أن الاشتباه من صاحب " المعجم " إنما هو من جهة زعمه الخوارزمي، المذكور، ابن خت طبريهم المؤرخ المشهور.


(1) - أي كلام صاحب مقامع الفضل.

 


[ 18 ]

وإن ذكره إبن خلكان أيضا لمنافاة هذا الكلام منه مع ما ذكره من تاريخ وفاة الخوارزمي، وعليه فلا إشتباه في تكذيب من خال الرجل خاله، ثم كذب من نسب إليه الرفض وأحاله، وحق فيما ذكره صاحب " المقامع " من كونه إبن أخت طبرينا المحدث الامامي لانه متأخر عن سميه الاول بما يوافق خالية الثاني، فليتأمل ولا يغفل.

 أقول: ثم أطنب العلامة الخوانساري الكلام بما يناسب المقام، دون إعطاء رأيه لحل الاشكال فأعرضنا عن نقل ما أورده، ونحيل القارئ المتتبع إلى مصدر المذكور.

 8 - وقال سيدنا الاستاذ فقيه العصر، السيد الخوئي دام ظله في كتابه " معجم رجال الحديث "، ج 15، ص 164، ط النجف، وص 148 ط بيروت، بعد ذكر قول النجاشي والشيخ رحمه الله: أقول: محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، أبو جعفر، له كتاب " دلائل الامامة "، أو دلائل الائمة، روى عن هذا الكتاب السيد علي بن طاووس المتوفى سنة (664)، روى عنه السيد هاشم التوبلي المتوفى سنة (1107) في كتاب مدينة المعاجز، فقال في أول الكتاب عند ذكر مصادره: كتاب " الامامة " للشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، كثير العلم، حسن الكلام، وذكر أن كلما ينقل في كتابه مدينة المعاجز، عن محمد بن جرير الطبري فهو من كتاب " دلائل الامامة " له.

 ثم أن محمد بن جرير، هذا مغاير لمحمد بن جرير المتقدم جزما، فإن ذلك روى كتابه الحسن بن جمزة الطبري الذي هو من مشايخ


[ 19 ]

الصدوق والمتوفى سنة (358)، وهذا معاصر للنجشي والشيخ قدس سرهما، فإنه روى في كتابه " دلائل الامامة " وقال: نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبد الله الحسين بن عبيدالله الغضائري، وفي كتابه قرائن كثيرة، وروايات عن مشايخ النجاشي والشيخ ومن في طبقتهم.

 ولقد إستوفى الشيخ المتتبع الماهر الشيخ آقا بزرك الطهراني عافاه الله تعالى في كتابه " الذريعة " الجزء 8، ص 241، الكلام على ذلك، فلا حاجة إلى التطويل في المقام هذا.

 أقول: إنتهى كلام السيد الخوئي دام ظله، فلنقم بذكر كلام الشيخ الطهراني مع طوله فإن فيه أمل الناقدين، وضالة الفاقدين:

9 - قال العلامة الرازي الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمه الله (1) في " نوابغ الرواة " من طبقات أعلام الشيعة في القرن الرابع، ط بيروت ص 250، وقد أطال فيه الكلام، وأنا أنقل جميع ما ذكره ليكون القارئ على كمال التبصر في المؤلف والمترجم له، وإليك النص:


(1) - توفي العلامة الطهراني رحمه الله يوم الثالث عشر من ذي الحجة لسنة ألف وثلاثمأة وتسعة وثمانين عن عمر يناهز ستة وتسعين، في النجف الاشرف، ودفن في مكتبته العامرة الواقعة في محلة الجديدة، وكان رحمه الله كثير القراءة والكتابة، وكنا نذهب إلى بيته في بعض ليالي الجمعة لنشارك في المجلس الذي يقام لذكر مصائب سيد الشهداء عليه السلام، ولاول مرة تشرفت بزيارته كنت بصحبة صهره المرحوم الحاج الشيخ حسين الطهراني الذي كنت نازلا في غرفته بدء ورودي في مدرسة القزوينية عام ألف وثلاثمأة وواحد وثمانين للهجرة، ثم كنت أذهب إليه أيضا بصحبة عمي الشيخ محمد باقر وهو أيضا كان يجلس معه للقراءة والمقابلة.

 


[ 20 ]

محمد بن جرير بن رستم، أبو جعفر الطبري، صاحب كتاب " غريب القرآن " كما ذكره إبن النديم عند ذكره للكتب المؤلفة في غريب القرآن ص 52 معبرا عنه بأبي جعفر إبن رستم الطبري.

 وحكى عنه في أول المقالة الثانية، ص 59 أن أبا الاسود أخذ النحو عن علي (عليه السلام) أيضا بعنوان: قال أبو جعفر بن رستم الطبري: [قال الرازي:] أقول: وهو الآملي الامامي صاحب كتاب " المسترشد " في الامامة الذي يرويه عنه الشريف الحسن بن حمزة الطبري المرعشي المتوفى (358).

 وقد ترجم في النجاشي والفهرست مصرحا في الاخير بأنه الكبير، وكأنه إحتراز عن أبي جعفر بن محمد بن جرير الطبري الصغير المتأخر عن الكبير والمعاصر للنجاشي والطوسي، والراوي عن جملة من مشايخهما كما يظهر من أسانيد كتابه " دلائل الامامة " وصاحب الترجمة كبير ومتقدم على النجاشي والطوسي بطبقتين فإنه يروي النجاشي " المسترشد " عنه بواسطتين فيرويه عن شيخه أبي العباس أحمد بن علي بن محمد بن نوح عن الشريف أبي محمد الحسن بن حمزة الطبري المرعشي المتوفى (358) عن مؤلف " المسترشد " وبما أن النجاشي يروي بعدة طرق عن الكليني المتوفى (329) بواسطتين يظهر أن مؤلف " المسترشد " كان متعاصرا مع الكليني تقريبا، ولم يكن ممن أدرك أحد الائمة ظاهرا، فإنه لو كان مدركا لكان النجاشي والطوسي يذكران ذلك كما هو ديدنهم، وعلى هذا فالمترجم له غير ابن جرير الذي خاطبه العسكري ثلاث مرات ضمن قصة المعجزات التسع الواردة في


[ 21 ]

" مدينة المعجزات " (1) إذ يستبعد بقاء من خاطبه العسكري المتوفي (260) إلى عصر الكليني فمخاطب العسكري سمي آخر لمؤلف " المسترشد ".

 وأيضا مؤلف " المسترشد " معاصر لحسين بن روح المتوفي (326) لانه يروي عنه من أدرك حسين بن روح، وهو: أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني الذي هو من مشايخ الصدوق، وقد روى عنه في إكمال الدين - ص 278، أنه قال: كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح مع جماعة ومنهم علي بن عيسى القصري الخ.

 والطالقاني هذا روى عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب " المسترشد " الحديث الموجود في نسخة " المسترشد " (2).

 والصدوق روى هذا الحديث بعينه عن محمد بن إبراهيم الطالقاني عن محمد بن جرير الطبري في الابواب الثلاثة من كتاب " الخصال "(3). وروى عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن جرير الطبري في المجلس الخامس من الامالي في كيفية ورود فاطمة عليها السلام إلى المحشر، وهو في هذا السند، يروى عن أبي محمد الحسن بن عبد الواحد الخزاز، عن إسماعيل بن علي السندي، وفي مجلس 63 من " الامالي " أيضا محمد بن إبراهيم عن محمد بن جرير عن الحسن بن محمد، عن محمد بن


(1) - راجع طبقات أعلام الشيعة، ج نوابغ الرواة في رابعة المآت، ص 7.

 (2) - أنظر ص 373 من هذا الكتاب، وص 100 من كتاب الخصال للصدوق، في باب الثلاثة، رقم الحديث: 64.

 (3) - أنظر كتاب الخصال ص 100 باب ثلاثة ط النجف الاشرف.

 


[ 22 ]

عبد الرحمن المخزومي.

 ورواية أخرى محمد بن جرير عن الحسن بن محمد، عن الحسن بن يحيى الدهان.

 وقال نفسه في " المسترشد ": حدثنا أحمد بن مهدي.

 وأيضا قال: أخبرني الحسن بن الحسين العرني.

 وبالجملة فصاحب الترجمة هو: محمد بن جرير الكبير في طبقة سميه العامي المتوفى 310، وهؤلاء مشايخه، ومنهم أيضا أحمد بن رشيد كما في مجلس 47 من " الامالي ".

 وأما محمد بن جرير المتأخر فهو يروي في كتابه " الامامة " عن القاضي أبي الفرج المعافا النهرواني الذي كان أوحد عصره في مذهب أبي جعفر محمد بن جرير العامي في 377، كما ذكره إبن النديم.

 والمعافا يروي عن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الثلج توفي 325، وهو من أصحاب أبي جعفر محمد بن جرير العامي كما صرح به ابن النديم.

 فإبن جرير المتأخر المعاصر للنجاشي يروي عن سميه العامي بواسطتين، كما روى النجاشي " المسترشد " لابن جرير الكبير الامامي عنه بواسطتين أيضا.

 وأما نسبة إبن النديم " المسترشد " إلى إبن جرير العامي، فهي إما من اشتباه اسم المؤلف أو أن " المسترشد " للعامي كتاب آخر مشارك مع الموجود في الاسم.

 لان العامي لا يمكنه أن يفوه بصفحة من صفحات


[ 23 ]

هذا الكتاب، كما أن ابن طاووس في كتاب " اليقين "، والطرف (1)، روى عن " مناقب أهل البيت " عدة أحاديث وجزم بأنه لابن جرير العامي، مع أن تاريخه وتفسيره يشهدان بأنه ممن لا يجوز رواية أمثال ذلك فكيف بأن يصنف فيه، بل الظاهر أن " مناقب أهل البيت " لصاحب الترجمة.

 وهو مرتب على الحروف في أسماء من روى إبن جرير عنهم، ففي باب الياء ذكر روايته عن يوسف بن علي البلخي، كما ذكره ابن طاووس في " الطرف " و " المناقب " هذا غير " مناقب فاطمة " عليها السلام الذي ينقل عنه السيد هاشم في " مدينة المعجزات " فإنه لمحمد بن جرير الصغير المتأخر عن هذا الكبير والمعاصر للطوسي والنجاشي والمشارك معهما في جملة من المشايخ، كما ذكرته في المأة الخامسة.

 ومن جهة أخرى، أن صاحب الترجمة معاصر لابي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري العامي صاحب " التاريخ " و " التفسير " الذي ترجمه ابن النديم مفصلا، وذكر أنه ولد (224) ومات (310).

 وعليه فيمكن أن يقال إن صاحب الترجمة أبا جعفر محمد بن جرير الطبري الكبير، هو الذي أدرك أبا محمد الحسن العسكري (عليه السلام) المتوفى (260) بسامراء، ورأى منه تسع معجزات، وعبر عنه (عليه السلام) بالحسن بن علي السراج، وفي ثلاث مرات خاطبه (عليه السلام) بقوله: يا إبن جرير، ورأى خطه (عليه السلام) بهلاك زبير بن جعفر بعد ثلاثة أيام.

 وروى عن علي بن محمد بن زياد الصيمري من أصحاب الهادي (عليه السلام).

 


(1) - كذا في المصدر، والصحيح، الطرائف.

 


[ 24 ]

وقد حكى هذه المعاجز والروايات أبو جعفر محمد بن جرير المتأخر الصغير عنه في كتابه " دلائل الامامة "، بعنوان: قال محمد بن جرير الطبري: رأيت الحسن بن علي السراج (عليه السلام) وحكاها عن كتاب " الامامة " في " مدينة المعجزات " (1) كما ذكرت.

 10 - وقال الميرزا محمد علي التبريزي المعروف بالمدرس في كتابه ريحانة الادب ج 4، ص 43، وهو بالفارسية، ما ملخصها: ابن جرير الشيعي: هو محمد بن جرير بن رستم بن جرير الطبري الآملي مكنى بأبي جعفر وهذا الرجل الفاضل من أجلة ثقات علمائنا الامامية، ومسلم الوثاقة والجلالة وحسن الكلام كثير العلم، ومصرح عند أهل الرجال أنه من أعلام أواخر القرن الثالث، أو هو ممن أدرك أوائل القرن الرابع وعلى أي حال هو من المعاصرين لابن جرير الطبري العامي المذكور.

 ومن جهة التمييز عن محمد بن رستم الآخر الذي هو أيضا موصوف بالطبري الآملي الامامي، ومن أعلام أواسط القرن الخامس، ومعاصر للنجاشي المتوفى سنة (450)، والشيخ الطوسي المتوفى (460) الهجرية ويصفه الشيخ الطوسي في فهرسته صاحب هذا الترجمة بالكبير.

 ومن تأليف هذا الطبري الكبير الامامي:


(1) - مدينة المعاجز، ص 204.

 


[ 25 ]

1 - الآداب الحميدة، الذي ينقل عنه القاضي التنوخي (1)، كما قال صاحب الذريعة (2) والذي نسب هذا الكتاب في كشف الظنون إلى ابن جرير الطبري العامي فهو إشتباه.

2 - الايضاح في الامامة.

3 - ودلائل الامامة.

4 - و " المسترشد " في الامامة (وهو هذا الكتاب الذي بين يديك).

 قال المدرس: ولم نعثر على عام وفاته.

 11 - وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 5، ص 103 ط بيروت:

محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري، رافضي، له تواليف منها: كتاب الرواة عن أهل البيت، رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني إنتهى، [قال]: وقد ذكره أبو الحسن ابن بابويه في تاريخ الري بعد ترجمة محمد بن جرير الامام فقال: هو الآملي قدم الري وكان من جملة المتكلمين على مذهب المعتزلة وله مصنفات، وروى عنه الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة الرعيني، وروى عن أبي عثمان المزني وجماعة، وروى أبو الفرج الاصفهاني في أول ترجمة إبن الاسود من كتابه، وذكر شيخنا في الذيل بما تقدم أولا وكأنه سقط من نسخته أراد الآتي بعد لعل السليماني إلى


(1) - الفرج بعد الشدة، ط القاهرة، ص 23.

 (2) - الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 1، ص 18، بعنوان الاداب الحميدة الرقم 83، وكتاب مفاتيح الغيب ص 68، للعلامة المجلسي رحمه الله.

 


[ 26 ]

آخره وكأنه لم يعلم بأن في الرافضة من شاركة في اسمه واسم أبيه ونسبه وأنما بفترقان في إسم الجد، ولعل ما حكى عن محمد بن جرير الطبري من الاكتفاء في الوضوء بمسح الرجلين إنما هو الرافضي فإنه مذهبهم.

 12 - وقال الاستاذ عمر رضا كحالة في الجزء التاسع من كتاب معجم المؤلفين، ط بيروت، ص 164، تحت عنوان، محمد الطبري المولود (226) المتوفى (310 هـ) الموافق (841) - (923 م): محمد بن جرير بن رستم بن جرير الطبري الآملي " أبو جعفر " من علماء الامامية، توفي ببغداد في أوائل شوال، من آثاره " المسترشد " في الامامة، ودلائل الامامة الواضحة، ومناقب فاطمة وولدها، ونور المعجزات في مناقب الائمة الاثنا عشر، والرواة عن أهل البيت عليهم السلام كما في ميزان لاعتدال (1).

 13 - وقال الحافظ الشهير محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني المتوفى (588) في معالم العلماء الذي يعتبر تتمة كتاب الفهرست للشيخ الطوسي رحمه الله واختص بأسماء المصنفين من الشيعة وكبتهم ط النجف ص 106، تحت الرقم 716: أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير، دين فاضل وليس


(1) - قال خير الدين الزركلي في الاعلام ج 6، ص 69، في ترجمة الطبري العامي...: من كتبه " المسترشد " في علوم الدين، وجزء في الاعتقاد -.. والظاهر غير هذا المسترشد، والله العالم.

 


[ 27 ]

هو صاحب التاريخ من كتبه: " المسترشد " في إثبات الامامة، الفاضح (1).

 14 - وجاء في تعليقة الامالي للشيخ المفيد رحمه الله، ص 19 ط طهران، هكذا في الحديث الثامن عند ذكر محمد بن جرير: الظاهر كونه محمد بن جرير بن يزيد الطبري أبو جعفر صاحب التفسير والتاريخ، لا ابن جرير بن رستم أبا جعفر الطبري الآملي الامامي صاحب كتابي " غريب القرآن، و " المسترشد " بقرينة رواية أبو الحسين بن المظفر (2).

 15 - وقال العلامة المحقق المعاصر الشيخ محمد تقي التستري في كتابه الاخبار الدخيلة، ط طهران ج 1، ص 43، حول تحقيق الكتاب المعروف بدلائل الطبري: وأما تحقيق الكتاب المعروف بدلائل الطبري فالذي يغلب على الظن أن الكتاب كان في تاريخ المعصومين عليهم السلام لانه في بيان أحوالهم من مولدهم ومدفنهم وأولادهم وباقي أحوالهم ومعجزاتهم وإسمه غير معلوم وإنما يصح أن يسمى بالدلائل إذا كان في خصوص المعجزات فعبر العيون (3) عن باب معجزات الرضا (عليه السلام) بباب الدلائل الرضا (عليه السلام).

 والذي وصل إلينا وطبع نسخة ناقصة من أحوال الصديقة عليها السلام،


(1) - كذا في كثير من النسخ، ولعل الصواب، الواضحة، كما تقدم.

(2) - أنظر ترجمة أبو الحسين بن المظفر في تاريخ بغداد ج 3 ص 262.

(3) - عيون أخبار الرضا عليه السلام.

 


[ 28 ]

وقد كان بتمامه عند ابن طاووس، ونقل عنه في نجومه معجزة من أمير المؤمنين (عليه السلام) ما في ص 102 (1) ومؤلفه من معاصري الشيخ والنجاشي ففي المطبوع ص 300: " نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبد الله الحسين الغضائري ". والغضائري كان شيخهما.

 واكثر فيه من الرواية عن ابن التلعكبري محمد بن هارون، وقد قال النجاشي في عنوان التعلكبري: كنت أحضر في داره مع إبنه، وأكثر أيضا فيه الرواية عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، وقد قال النجاشي: " إني سمعت من الشيباني كثيرا - الخ ".

 وروى أيضا كما في ص 227، عن الحسين بن إبراهيم بابن الخياط " وهو من مشايخ الشيخ كما صرح به العلامة في إجازته.

 وروى كما في ص 30، عن إبراهيم بن مخلد القاضي " وهو من مشائخ النجاشي كما يظهر من ترجمة " دعبل "، و " محمد بن جرير الطبري " فيه.

 وروى أيضا كما في ص 10، عن الحسن بن أحمد العلوي وهو أيضا من مشائخهما.

 وأكثر الرواية عن علي بن هبة الله عن الصدوق، وهو الذي يروي عنه عبد الرحمن النيسابوري القاري على القاضي من تلامذة الشيخ.

 وروى كم في ص 92، عن أخيه عن ابن البغدادي الذي ذكر مولده فيه في أربعمائة إلا خمسا.

 


(1) - من فرج المهموم الطبعة الاولي.

 


[ 29 ]

وأما روايته في أول ما وصل إلينا من النسخة عن الجعابي - وهو شيخ شيخ " المفيد " فلا عبرة به بعد نقص النسخة، فالظاهر كونه مبتنيا على سند قبله - والكافي مشحون من ذلك - وبعد كثرة تصحيفها ومنها ما في ص 60.

 وحدثني أيضا عن محمد بن إسماعيل الحسني ثم بعده بفاصلة وحدثني محمد بن إسماعيل الحسني فإن الثاني محرف قطعا.

 وأين هذا المؤلف الذي كان معاصر الشيخ والنجاشي أو أدون منهما لما نقلنا من نقله عن خط الحسين الغضائري من محمد بن جرير بن رستم الطبري مصنف " المسترشد " الذي روى عنه الحسن بن حمزة المرعشي الذي هو من مشائخ المفيد وابن عبدون والحسين الغضائري ما قالوا فإن مصنف " المسترشد " أستاد أستاد أستاد الشيخ والنجاشي، وهذا معاصرهما أو أدون كما عرفت.

وأيضا كيف يكون مؤلف هذا الكتاب محمد بن جرير، وقد روى عنه بالواسطة، ففيه كما في ص 256 وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال: حدثني محمد بن جرير الطبري - الخ.

وكيف يكون هذا الذي معاصر الشيخ والنجاشي محمد بن جرير الذي هو من معاصري العسكري (عليه السلام) والراوي عنه، ففيه في الحديث الاول من معجزات العسكري (عليه السلام)، قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثنا عبد الله بن محمد قال رأيت الحسن بن علي السراج يكلم الذئب - الخبر.

 


[ 30 ]

وفي الحديث الثاني قال أبو جعفر: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام يمشي في أسواق سر من رأى ولا ظل له - الخبر.

 وفي الثالث، قال أبو جعفر: قلت للحسن بن علي عليهما السلام: أرني معجزة خصوصية أحدث بها عنك، فقال: يا ابن جرير لعلك ترتد الخبر(1).

وفي الرابع قال أبو جعفر: أردت التزوج والتمتع بالعراق فأتيت الحسن بن علي السراج فقال: يا ابن جرير عزمت أن تمتع فتمتع بجارية ناصبة - الخبر.

وأول من وهم في ما أعلم، أن هذا الكتاب لمحمد بن جرير بن رستم هو علي بن طاووس، فنقل في آخر نجومه معجزات عن المعصومين عليهم السلام.

 ونقل عن هذا الكتاب معجزات من الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وفي كل من العشرة يقول: يروى عن دلائل الامامة للشيخ محمد بن رستم الطبري.

ووجه توهمه أنه رأى في بعض مواضع الكتاب في أول السند، قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، وأولها في النسخة الموجودة في ذكر معجزات الحسن (عليه السلام) ثم بعده إلى خمسة عشر خبرا، قال أبو جعفر: حدثنا فلان، وفي معجزات الحسين (عليه السلام)، تسعة أحاديث أيضا بلفظ قال أبو جعفر حدثنا فلان، وفي معجزات السجاد (عليه السلام) في عشرة أحاديث " قال أبو جعفر وحدثنا فلان "، وفي معجزات الباقر (عليه السلام) في سبعة أحاديث " قال أبو جعفر وحدثنا فلان " وفي


(1) - دلائل الامامة، ط النجف، ص 225.

 


[ 31 ]

معجزات الصادق عليه السلام في عشرة أحاديث " قال أبو جعفر وحدثنا فلان "، وفي معجزات الكاظم (عليه السلام) في ثمانية أحاديث " قال أبو جعفر وحدثنا فلان " وفي معجزات الرضا (عليه السلام) " قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا فلان " ثم بعده إلي سبعة أحاديث " قال أبو جعفر حدثنا فلان " وفي معجزات الجواد (عليه السلام) " قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري " ثم بعده إلي عشرة أحاديث " قال أبو جعفر حدثنا فلان " وفي معجزات الهادي (عليه السلام) " قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا فلان " ثم إلى ثلاثة أحاديث وفي معجزات العسكري (عليه السلام) " وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا فلان عنه (عليه السلام) " ثم بعده إلى أربعة أحاديث " قال أبو جعفر عنه (عليه السلام) كما تقدم.

فظن أن المراد به مصنف الكتاب كما قد يعبر القدماء في تصانيفهم عن أنفسهم إلا أن ذلك أعم، فكما يحتمل ذلك يحتمل أن - يكون - كما قد يقال " قال فلان في كتابه " - نقلا عن آخر فهو نظير قوله في الكتاب كثيرا " روى فلان " مثلا ممن تقدم عصره بكثير.

والذي أظن أنه حيت لم ينقل عنه غير المعجزات ولم ينقل في الحجة (عليه السلام)، وروى عن العسكري (عليه السلام) فيه، وعن البلوي عن عمارة، وعن سفيان، عن وكيع، عن الاعمش في باقي الائمة عليهم السلام، أنه رجل آخر من أصحاب العسكري (عليه السلام) غير صاحب " المسترشد " أيضا أقدم منه، ولا نعلم اسم جده، كذاك الذي جده رستم وليس مذكورا في الرجال، ككثير من الرواة، وكان صاحب كتاب في المعجزات مسمى بدلائل الائمة، ولعل في ما لم يصل إلينا في أحوال أمير المؤمنين (عليه السلام)


[ 32 ]

أو النبي صلى الله عليه وآله قال في أول الكتاب: " قال محمد بن جرير الطبري في كتابه دلائل الائمة "، بمعنى نقل صاحب الكتاب الموجود عنه فظنه ابن طاووس المصنف.

 وتبع ابن طاووس في الوهم من تأخر عنه، كالمجلسي، فينقل ما في هذا الواصل إلينا ناسبا له إلي محمد " محمد بن جرير بن رستم الطبري " في دلائله، إلا أنه حيث رأى أن الشيخ والنجاشي لم يعدا لابن رستم غير " المسترشد "، ولم يكن " المسترشد " وصل إليه، قال في أول بحاره بعد أن ذكر أن من مداركه: " دلائل الامامة للطبري " ذاك قال: " ويسمى بالمسترشد " (1) وتبعه السيد البحراني فقال أيضا في مدينة معاجزه في ذكر مداركه: " وكتاب الامامة لمحمد بن جرير بن رستم الطبري ".

 وقد وقعت عدة، أوهام لجمع في نسبة الكتب فنسب المجلسي كتاب " الاستغاثة " لى إبن ميثم شارح النهج مع أنه لعلي بن أحمد الكوفي من معاصري الكليني.

 ونسب السيد البحراني كتاب عيون المعجزات إلى المرتضى مع أنه للحسين بن عبد الصمد كما حققه المولى عبد الله المعروف بالافنذي.

 ونسب " الدعائم " و " جامع الاخبار " إلى الصدوق مع أن الاول للقاضي نعمان المصري والثاني لبعض المتأخرين.

 ونسب " الروضة في الفضائل " إلى الصدوق وهو أيضا لبعض


(1) - بحار الانوار للعلامة المجلسي (ره) ج 1 ط بيروت ص 20، وهذا نصه: وكتاب دلائل الامامة للشيخ الجليل محمد بن جرير الطبري الامامي ويسمى بالمسترشد.

 


[ 33 ]

المتأخرين.

 ونسب روضة الواعظين إلى المفيد وهو لمحمد الفتال، واختلف في نسبه، أنه ابن الحسن أو علي أو أحمد.

 ونسب كتاب الاحتجاج وكتاب المكارم إلى الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب المجمع البيان مع أن الاول لاحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي والثاني للحسن بن الفضل الطبرسي.

 وكيف كان فالكتاب مشتمل على الغث والسمين فأكثر فيه من الرواية عن الشيباني وقال الشيخ والنجاشي: ضعف الشيباني جماعة من أصحابنا، وجل أصحابنا، وقال ابن الغضائري: إنه كذاب وضاع للحديث.

 وعن البلوي عن عمارة بن زيد، وقال الغضائريان: " سئل البلوي عن عمارة الذي يروي عنه، فقال: رجل نزل من السماء حدثني ثم عرج " - وزاد الثاني " قال الاصحاب: إن عمارة بن زيد اسم ما تحته أحد وكل ما يرويه كذب، والكذب بين في وجه حديثه ".

 فتلخص مما ذكرنا، أن ابن جرير الامامي: إثنان أحدهما صاحب " المسترشد " الذي عنونه الشيخ والنجاشي.

 والثاني ذاك الذي روى الكتاب بإسناده عنه عن العسكري (عليه السلام).

 [وقال المامقاني ]: " الثاني صاحب ذاك الكتاب لان الشيخ قال في الاول: محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير " ومفهومه أن لنا " محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير ولان السيد البحراني نسب ما ينقل إلى إمامة الطبري ".

 


[ 34 ]

ويرد تعليله الاول أن مراده بالكبير الجليل فليس له مفهوم، وقال فيه وفي رجاله: وليس بصاحب التاريخ فهو لدفع توهم الطبري العامي.

 وتعليله الثاني أنه مبتن على وهم البحراني أن الموجود لمحمد بن جرير الطبري تبعا لابن طاووس كالمجلسي كما مر.

 وأما ما في فهرست ابن النديم في الصفحة 59 (1)، وأغاني أبي الفرج ص 101 من ج 11 وفي ط، ج 12 ص 297.

 أبو جعفر بن رستم الطبري في طريق حديث طرق أبي الاسود عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وضع النحو، فاحتمال كونه هذا - كما صدر عن بعض فوهم عظيم، حيث أن ذاك " أحمد بن محمد بن يزداد بن رستم " يروي عن المازني، وعن صاحبي الكسائي عنونه الخطيب (2) والحموي في باب أحمد، فكيف يحتمل أتحاد " محمد بن جرير " و " أحمد بن محمد "، نعم يمكن التعبير عن كل منهما " بأبي جعفر، ورستم جد الاول وأبوجد هذا، إلا أن العامة كلما أطلقو اللفظ أرادوا به، " أحمد بن محمد " وابو طاووس أطلقه على " محمد بن جرير " فلا إشتباه أيضا في أبي جعفر بن رستم.

 أقول: انتهى كلام العلامة التستري سلمه الله.

 16 - وللعلامة المامقاني " رحمه الله " جولة في المقام في كتابه تنقيح المقال المجلد الثاني من أبواب الميم إذ يأتي بثلاث محمدين كلهم ابن


(1) - أول المقالة الثانية في أخبار النحويين.

 (2) - تاريخ بغداد، ج 5، ص 125.

 


[ 35 ]

جرير وطبريون آمليون وعند نقل كلمات المتقدمين وبعض المتأخرين سترى أن كتاب " المسترشد "، أو الامامة، أو دلائل الامامة، أو خبر غدير خم، أو حديث الولاية، منسوب إلى هؤلاء، وكذا الشعر المنسوب إلى أبو بكر محمد بن عياش الخوارزمي (1) كما نسب إلى صاحب التاريخ أيضا فلذلك رأيت أن أنقل كل كلماته ليقف القارئ عليها ويرى ما هو الواقع والحقيقة، فان التحقيق هنا يحتاج إلى زمن طويل وبذل جهد كبير، وتأمل واسع، وكل يدعي وصلا بليلى، فأقول مستمدا من الله تعالى: قال العلامة المامقاني (رحمه الله): محمد بن جرير بن يزيد كثير بن غالب أبو جعفر الطبري قد مر ضبط جرير في إسحاق بن جرير، وضبط الطبري في إبراهيم بن أحمد بن محمد، وقد نص جمع على كزن الرجل عاميا، قال النجاشي: محمد بن جرير أبو جعفر الطبري عامي، له كتاب الرد على الحرقوصية، ذكر طرق يوم الغدير.

 أخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جرير بكتابه الرد على الحرقوصية، إنتهى.

 وقال في الفهرست: محمد بن جرير أبو جعفر صاحب التاريخ عامي المذهب، له كتاب خبر غدير خم تصنيفه وشرح أمره.

 أخبرنا أحمد بن عبدون، عن الدوري عن ابن كامل عنه، انتهى، وعن ابن الخطيب أنه كان أحد الائمة وأثنى عليه ثناء بليغا ثم قال: له كتاب تاريخ الامم، وكتاب التفسير الذي لم يصنف مثله.

 مولده بآمل طبرستان


(1) - وقيل عباس، فراجع ترجمة الرجل في الرجال.

 


[ 36 ]

سند (324) والطبراني نسبة إلى طبرية، انتهى.

 وعده في الخلاصة في القسم الثاني وقال: إنه عامي المذهب، ومثله فعل ابن داوود، ثم قال: هذا غير الشيخ المعظم محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي مصنف كتاب " المسترشد " في الامامة، ذاك من أعيان أصحابنا عظيم الشأن حسن التصنيف انتهى.

 ورام في روضات الجنات اثبات كون الرجل إماميا لا عاميا، واستدل بوجوه قاصرة عن ذلك مثل كونه، من بلدة كانوا قديمي التشيع خصوصا في زمن سلاطين آل بويه وعدم قبوله أحدا من المذاهب الاربعة التي انحصر فيها أهل السنة ونحو ذلك مما لا يعارض به شهادة مثل النجاشي (رحمه الله) والعلامة (رحمه الله) بكونه عاميا مع أن ما استدل به، ناش عن عدم التفاته إلى تاريخ وفات الرجل، والا لالتفت إلى ان دولة آل بويه لم تكن تشكلت عند موت الرجل، ولم تكن لهم يومئذ سلطنة على طبرستان وكذا انحصار مذاهب العامة في الاربعة كان بعد وفاته بكثير.

 واما استدلاله بأنه ذكر طرق خبر الغدير ولا يفعله إلا شيعي، فإشتباه إيضا فإن خبر الغدير قد أورده نيف وأربعون من علماء العامة الذين لا يشك في عاميتهم، وما كل من روى حقا ملتزما به بحقه، بل قد يسوله الشيطان المناقشة في الدلالة، مع تسليم أصل القضية، كما هو كثير.

 وقال في الحاوي ما لفظه ذكر الشيخ (رحمه الله) في بعض كتبه، أن صاحب التاريخ، محمد بن رستم بن جرير، وكأنه نسب إلى جده، انتهى.

 وهو وهم من وجهين، أحدهما أن الذي في نسبه، رستم، هو


[ 37 ]

الخاصي الآتي، دون العامي صاحب التاريخ وأن الثاني، ذاك جده رستم لا أبوه، كما ستعرف.

 بقي هنا شئ وهو أن ابن النديم عنون الرجل بتغيير في جده حيث حكى عن محمد بن إسحاق النديم، عن أبي الفرج المعافا ابن زكريا النهرواني، أنه أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري الآملي، علامة وقته، وإمام عصره، وفقيه زمانه، ولد بآمل سنة مأتين وأربع وعشرين، ومات في شوال، سنة ثلاثمائة وعشرة، وله سبع وثمانون سنة الخ، فأبدل كثير بخالد، ثم ذكر مشايخه وتلامذته ومصنفاته وعد منها: " المسترشد "، وأقول: إن " المسترشد " المعروف في الامامة لمحمد بن جرير الآتي، فعده لهذا إما اشتباه، أو من باب التوافق في الاسم، والتميز قد سمعت من النجاشي رواية إبراهيم بن مخلد عن أبيه عنه، ومن الفهرست، رواية ابن كامل، عنه وميزه بهما في المشتركات.

 محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي أبو جعفر، قد اشرنا في سابقه إلى محل ضبط جرير والطبري، ومر ضبط رستم في زياد بن رستم، وضبط الآملي في أحمد بن محمد أبي عبد الله الطبري، وقد عد الشيخ (رحمه الله) الرجل ممن لم يرو عنهم بقوله: محمد بن جرير بن رستم الطبري وليس بصاحب التاريخ انتهى، وقال في الفهرست: محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير يكنى أبا جعفر، دين فاضل، وليس هو صاحب التاريخ فإنه عامي المذهب، له كتب، منها: كتاب " المسترشد "،


[ 38 ]

وقال النجاشي: محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، أبو جعفر جليل من أصحابنا كثير العلم، حسن الكلام، ثقة في الحديث، له كتاب " المسترشد " في الامامة، أخبرناه أحمد بن علي بن نوح، عن الحسن بن حمزة الظبري، قال: حدثنا محمد بن جرير بن رستم بهذا الكتاب وبسائر كتبه، انتهى.

 ومثله إلى قوله في الحديث بزيادة ضبط جرير ورستم في القسم الاول من الخلاصة، وعنونه ابن داوود في الباب الاول، ورمز بـ لم، جخ، ثم رمز: ست، جش، ثم نقل ما في الكتابين، وقد سمعت كلامه الراجع إلى هذا في سابقه، وعده في الحاوي في قسم الثقات، ووثقه في الباب و مشتركات الكاظمي (رحمه الله) وباب الالقاب من النقد، وكذا في الوجيزة، وإن أجمل ذلك حيث قال: وابن جرير الطبري اثنان، أحدهما عامي والآخر ثقة، انتهى.

 وكان ينبغي أن يميز الثقة عن غيره، ومن اشتباهات الشيخ الطريحي أنه قال: محمد بن جرير المشترك بين رجلين لا حظ لهما في التوثيق، الخ (1) فإن وثاقة ابن جرير بن رستم مما لا خلاف فيها، حتى من الفاضل الجزائري الذي هو صعب التوثيق.

 [قال المامقاني ]: ولابن أبي الحديد في حق الرجل كلام لا بأس بنقله قال في جملة كلام له: وهذه الاخبار ما وقفنا عليها إلا من كتاب


(1) - راجع جامع المقال في ما يتعلق بأحوال الحديث والرجال للفخر الدين الطريحي المتوفي (1085).

 


[ 39 ]

المرتضى وكتاب آخر يعرف بالمستنير (1) لمحمد بن جرير الطبري، وليس هو محمد بن جرير صاحب التاريخ، بل هو من رجال الشيعة، وأظن أن أمه من بني جرير من مدينة آمل طبرستان، وبنو جرير الآمليون، شيعة مشهورون بالتشيع، ينسب إلى أخواله، ويدل على ذلك شعر يروى عنه:

بآمل مولــــدي وبنو جـــرير * فأخوالي ويحكى المرء خاله

فمـــن يك رافضيا عــن أبيـه * فإنـــي رافضــــي عن كلاله

إنتهى (2).

ولكن نقل في روضة الجنات عن كتاب (مقامع الفضل)، نسبة هذه الابيات إلى أبي بكر محمد بن عياش الخوارزمي ابن أخت محمد بن جرير بن رستم هذا، ولا يخفى أن ابن ابي الحديد أضبط.

[قال المامقاني]: محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، وهو من علماء الامامية، وليس له ذكر في كلمات أصحابنا الرجاليين، وقد إشتبه الامر على بعضهم، فزعمه السابق وليس بذلك، بل هو غيره قطعا، فإن ذاك من علماء حدود المائة الثالثة، معاصر لمحمد بن جرير العامي


(1) - كذا في النسخة، والصحيح بـ " المسترشد " كما في الاصل وسائر النسخ، وكما ذكر الشيخ آغا بزرگ الطهراني في الذريعة ج 21، ص 15 الرقم: 3712 قال: " المستنير " لمحمد بن جرير بن رستم الطبري من رجال الشيعة، نقل عنه بهذا الوصف والعنوان عز الدين بن أبي الحديد في شرحه، والظاهر أنه " المسترشد " كما مر.

 (2) - أي كلام ابن ابي الحديد.

 


[ 40 ]

المتوفى كما عرفت سنة ثلثمائة وعشرة، وهذا من علماء حدود المأة الرابعة من معاصري الشيخ الطوسي على ما يستفاد من سلسلة سنده، وإليه أشار الشيخ (رحمه الله) في عبارة الفهرست المزبور في ذاك بتقييده ذاك بالكبير فإنه يهدينا إلى أن في علمائنا من هو مطابق له إسما ووالدا وجدا ووطنا أصغر منه.

وقد وثق السيد الجليل السيد هاشم البحراني هذا في مقدمة كتابه مدينة المعاجز بقوله: عند تعداد الكتب التي نقل عنها كتاب الامامة للشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الاملي، كثير العلم، حسن الكلام، انتهى (1).

وقد أكثر السيد الرواية عنه، في المدينة وقال في المعجزة السابعة من معاجز الامام المجتبى: السابع إخراجه من الصخرة عسلا، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الامامة وكلما في هذا عنه فهو منه، (2) إنتهى.

يعني أن كلما أروي في هذا الكتاب عنه فهو من كتابه هذا.

ومما يشهد من كلام السيد على كون هذا غير سابقه، روايته عن هذا عن ذاك في مواضع، من جلمتها، قوله في باب معاجز العسكري عليهما السلام: الثامن والثلاثون كلام الذئب:

أبو جعفر محمد بن جرير، في كتابه قال: قال أبو جعفر محمد بن


(1) - أي انتهى الكلام صاحب الروضات، نقلا عن مقامع الفضل، ثم انظر مقدمة مدينة المعاجز عند نقل المصادر ص 4.

 (2) - مذينة المعاجز، ط طهران، ص 204.

 


[ 41 ]

جرير الطبري: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام يكلم الذئب فكلمه (1)، الحديث دل على رواية محمد بن جرير هذا عن محمد بن جرير السابق، وأن ذاك قد أدرك العسكري (عليه السلام)، ويساعده أن ذاك معاصر للطبري العامي المزبور المولود في زمان [الامام] الجواد (عليه السلام) والمدرك لزمان الهادي والعسكري عليهم السلام جميعا.

 ومما يشهد بكون محمد بن جرير هذا غير سابقه: قول السيد، في باب معاجز مولانا العسكري (عليه السلام): التاسع والستون خبر صاحب العجوز، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبد الله الحسين بن الغضائري قال: حدثني أبو الحسن علي بن عبد الله القاشاني، الخ، فإن روايته عن خط الحسين بن الغضائري المتوفى كما مر في ترجمته سنة إحدى عشرة وأربع مأة، تكشف عن كون محمد بن جرير هذا من علماء حدود الاربعمأة من معاصري الشيخ والنجاشي رحمهما الله.

ومن سبر كتاب مدينة المعاجز ظهر له أن هذا يروي عن مشايخ الشيخ والنجاشي، فلابد وأن يكون معاصرا لهما.

فتحقق مما ذكرنا كله أن محمد بن جرير بن رستم الطبري من أصحابنا إثنان، كبير وهو السابق، وصغير وهو هذا، وكلاهما ثقتان عدلان مرضيان، ولكل منهما كتاب في الامامة، فللاول كتاب " المسترشد "، وللثاني كتاب دلائل الامامة الذي يعبر عنه السيد هاشم البحراني بكتاب


(1) - أنظر مدينة المعاجز للبحراني، ص 568.

 


[ 42 ]

الامامة.

 (قال المامقاني): فاغتنم ذلك، فإنه من خواص كتابنا هذا، ولم أقف على من تنبه له من أصحابنا في الكتب الرجالية، والحمد لله سبحانه على نعمه التي لا تحصى.

 فالتمييز قد سمعت من النجاشي رواية الحسن بن حمزة الطبري عنه، وبه ميزه في المشتركات.

 أقول: انتهى كلام الشيخ المامقاني رحمه الله في هذا المقام.

 فتبين من كلام الشيخ (رحمه الله) أن المترجم له - المؤلف - هو الاول وهو الكبير، وله كتاب "المسترشد"، والثاني هو الصغير، وله كتاب (دلائل الامامة) الذي هو من معاصري الشيخ الطوسي والنجاشي رحمهما الله، وأن كلاهما غير العامي، وإليه أشار الشيخ الطهراني (الرازي ره) في نوابغ الرواة كما تقدم، وفي الذريعة كما يأتي.

17 - وقال العلامة السيد حسن الصدر (رحمه الله) المتوفي (1354) في كتابه تأسيس الشيعة، ص 96، ط بغداد في ذيل ترجمة أبي جعفر أحمد بن محمد بن رستم بن نردبان الطبري: قلت: آل رستم الطبري بيت جليل في الشيعة الامامية منهم: محمد بن جرير بن رستم الآملي الطبري الامامي صاحب كتاب مناقب فاطمة (عليها السلام) وولدها، وكتاب دلائل الامامة و " المسترشد " في الامامة.

18 - وقال المحدث الجليل الحاج الشيخ عباس القمي (رحمه الله) المتوفى (1359) في كتابه الكني والالقاب، ج 1، ط النجف ص 243.

 


[ 43 ]

الطبري يطلق على رجلين من الفريقين، كلاهما يسميان محمد بن جرير، وكلاهما طبريان.

 فالطبري العامي، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد المحدث الفقيه المؤرخ علامة وقته، ووحيد زمانه، الذي جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، صاحب المصنفات الكثيرة، منها: التفسير الكبير، والتاريخ الشهير، وكتاب طرق حديث الغدير المسمى بكتاب الولاية الذي قال الذهبي: إني وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه.

 وقال إسماعيل بن عمر الشافعي في ترجمته: إني رأيت كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين، وكتابا جمع فيه طرق حديث الطير.

 وأما ابن جرير الطبري الشيعي، فهو أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، من أعاظم علمائنا الامامية، في المائة الرابعة، ومن أجلائهم وثقاتهم، صاحب كتاب دلائل الامامة والايضاح و (المسترشد).

 قال (جش) محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي أبو جعفر جليل من أصحابنا، كثير العلم حسن الكلام، ثقة في الحديث، له كتاب (المسترشد) في الامامة، إنتهى.

 وقال: والطبري يأتي ما يتعلق به في الطبرسي.

 وقال أيضا في كتابه هدية الاحباب في ذكر المعروفين بالكنى والالقاب والانساب، ص 53 ط طهران: وأما الطبري الشيعي فهو: محمد بن جرير بن رستم، من أجلة


[ 44 ]

العلماء الامامية في الماة الرابعة وصاحب كتاب دلائل الامامة والايضاح و " المسترشد ".

 وقال رحمه الله أيضا في كتابه الفوائد الرضوية ط، إيران ص 532: محمد بن رستم الطبري الكبير، دين فاضل، وليس هو صاحب التاريح من كتبه " المسترشد " في الامامة، ودلائل الامامة الواضح، قاله ابن شهر آشوب كذا في أمل الآمل، [قال القمي ]: قلت: الظاهر أنه هو محمد بن جرير بن رستم الطبري الذي مضى ذكره، وفي كمله له: كتاب مناقب فاطمة وولدها، وكتاب نوادر المعجزات في مناقب الائمة الاثني عشر وهو أخصر من كتاب دلائل الامامة، وله كتاب الرواة عن أهل البيت عليهما السلام كما في ميزان الاعتدال.

 وله (ر ه) ترجمة أخرى للطبري العامي وفيها تعرض لترجمة المؤلف رحمه الله كما في صفحة 447 من الفوائد فقال: والآخر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي من أعاظم علماء الامامية في المأة الرابعة، ومن أجلة الاصحاب، ثقة، جليل القدر، وقد يشتبه الطبريان كما يشتبهان ابنا حجر معا موضع الاشتباه في أبي بكر الخوارزمي محمد بن العباس ابن أخت محمد بن جرير الطبري ويقال له: الطبرخزي نسبة إلى طبرستان وخوارزم.

 وقيل إنه خال للطبري العامي، الا أن صاحب كتاب مقامع الفضل و بعض آخر قالوا: إنه خال للطبري الامامي، وذكروا البيتين للخوارزمي


[ 45 ]

قال القمي (ره): وبالجملة محمد بن جرير شيعي وهو مؤلف كتاب " المسترشد " ودلائل الامامة، وفي الايام التي كنت في محضر شيخي العلامة النوري نور الله مرقده، إستنسخت له كتاب دلائل الامامة بيدي كما نقلت عنه في بعض مؤلفاتي هذا الحديث الشريف، وينبغي أن أذكره هنا: روى الشيخ المذكور في أحوال سيدتنا الطاهرة سلام الله عليها بإسناده إلى ابن مسعود أنه قال: جاء رجل إلى فاطمة عليهما السلام، فقال: يا إبنة رسول الله، هل ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندك شيئا تطوقينيه ؟ الخ، أقول: انتهى كلام الشيخ القمي رحمه الله.

 19 - وقال المؤرخ بهاء الدين محمد بن الحسن الشهير بابن اسفنديار في تاريخ طبرستان المؤلف (613 هـ)، ط طهران ص 130: محمد بن جرير بن رستم السروي، فقيه ومتكلم، وصاحب حديث ومن المحققين في مذهب أهل البيت عليهم السلام، وفي فترة طويلة كان في محضر الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام (1) وله تصانيف أشهرها: كتاب " المسترشد " وكتاب، حذو النعل بالنعل.

 20 - وقال العلامة المحقق السيد مير مصطفى الحسيني التفريشي المتوفى (...)، في كتاب نقد الرجال الرقم: 181، ص 296: محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي أبو جعفر جليل، من


(1) - لعل المراد: سكن فترة طويلة في مشهد الامام الرضا عليه السلام.

 


[ 46 ]

أصحابنا، كثير العلم، حسن الكلام، ثقة في الحديث، له كتب، روى عنه الحسن بن حمزة الطبري، جش.

 محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير يكنى أبا جعفر، دين فاضل وليس هو صاحب التاريخ فإنه عامي المذهب، وله كتب، ست - لم - جخ -.

 21 - وقال العلامة المتتبع الخبير الحاج الشيخ آغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة في أعلام القرن الخامس، ط بيروت، ص 153.

 محمد بن جرير، أبو جعفر الطبري المتأخر الصغير في مقابل الكبير الذي ترجمة النجاشي، والصغير هذا هو صاحب الكتاب الامامة، الذي أكثر النقل عنه السيد هاشم البحراني في " مدينة المعجزات "، و صرح عند ذكره المعجزة السابعة للحسن السبط (عليه السلام) بما لفظه: (أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الامامة، وكلما في هذا عنه فهو منه...) يعني كلما أنقل في هذا الكتاب عن محمد بن جرير الطبري فهو من كتاب (الامامة).

 وذكر في أول " مدينة المعجزات ": (أن كتاب الامامة لابي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، كثير العلم، حسن الكلام).

 وظاهره أنه إعتقده أن صاحب كتاب الامامة الذي ينقل عنه هو بعينه، ابن جرير الطبري الامامي صاحب " المسترشد " الذي ترجمه النجاشي بهذا الاسم والنسب والوصف المعاصر لسميه أبي جعفر العامي، (1) وصاحب


(1) - وهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، أو محمد ابن جرير بن يزيد بن خالد


[ 47 ]

" المسترشد "، الموجود هو الامامي، الذي ترجمه النجاشي بما مر في " نوابغ ص 250 - 253 " وترجمه الطوسي في الفهرست بقوله: (محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير يكنى أبا جعفر، دين، فاضل، وليس هو صاحب التاريح فإنه عامي المذهب، الخ (1).

 وبالجملة فصاحب الترجمة متأخر بكثير عن محمد بن جرير الكبير صاحب كتاب " المسترشد " و " مناقب أهل البيت ".

 وهذا الكبير هو معاصر للعامي المذكور، ويروي عنه الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة المرعشي الطبري الذي توفي (358).

وأما محمد بن جرير صاحب كتاب " الامامة " الذي عقدت له هذا الترجمة فيظهر من مشايخه وأسانيده أنه كان من المعاصرين للطوسي، و النجاشي، ومتأخرا عن صاحب " المسترشد " وقد ألف " الامامة " بعد (411) التي توفي فيها ابن الغضائري، كما حكاه عنه في " مدينة المعجزات " في التاسع والستين من معجزات صاحب الزمان (عليه السلام) بما لفظه: [أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال نقلت هذا الخبر من أصل


= الطبري كما ترجمه ابن النديم عن تلميذه أبي الفرج المعافى وذكر أنه مؤسس المذهب الجريري في مقابل المذاهب الاخرى، وأنه مصنف التاريخ والتفسير الكبيرين وأنه ولد (224) ومات (310)، ونسب إليه كتابا باسم المسترشد أيضا.

 لكن يظهر أن مراده " مسترشد " آخر غير ما هو الموجود اليوم، فإن في كل صفحة من هذا الموجود ردود على العامة تمنع صدورها عن مثل صاحب التاريخ والتفسير.

 (1) - قال الشيخ الطهراني (رحمه الله) معلقا على كلامه: والظاهر أن هذا الكبير الامامي هو صاحب كتاب " مناقب أهل البيت " الذي رتبه أبوابا بترتيب الحروف في أسماء من رواه عنهم كما ذكرناه في " النوابغ " لا العامي المؤرخ، وإن ابن طاووس على نسبته إلى العامي.

 


[ 48 ]

بخط شيخنا أبي عبد الله الغضائري (رحمه الله)، قال حدثني أبو الحسن علي بن عبد الله القاساني] إلى آخر كلامه الصريح في أن ابن الغضائري من مشايخه، وأنه كتبه عن خطه بعد وفاته.

 وابن الغضائري من أجلة مشايخ النجاشي والطوسي.

 ويروي في الكتاب غالبا هم جماعة هم يروون عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري الذي توفى (385) وهم: ولده أبو الحسين محمد بن هارون، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسين، و أبو طالب محمد بن عيسى القطان، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي.

 كما أن الطوسي يروي عن جماعة عن التلعكبري، منهم: ولده الحسين بن هارون بن موسى.

 وكذلك النجاشي يروي عنه بواسطة ولده محمد بن هارون، وإن ذكر النجاشي أنه أدرك التلعكبري وكان يحضر مجلسه مع ولده محمد بن هارون، لكن ما روى عنه لصغر سنه يومئذ، لانه ولد النجاشي (372) فكان في وقت وفات التلعكبري ابن ثلاثة عشر أو أقل.

 ويروي أيضا في كتاب " الامامة " عن الصدوق المتوفى (381) بواسطة تلاميذه، منهم: أبو الحسن علي بن هبة الله بن عثمان بن الرائقه الموصلي، صاحب كتاب " المتمسك بحبل آل الرسول) المذكور في (ص 132)، كما أن الطوسي والنجاشي يرويان عن الصدوق بواسطة واحدة.

 ويروي في الكتاب أيضا عن أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى المعروف بابن الخياط القمي، الذي هو من مشايخ الطوسي، وله الرواية عن أحمد بن محمد بن عياش صاحب " مقتضب الاثر " المتوفى (401).

 


[ 49 ]

ويروي أيضا عن أخيه المتوفى قبل تأليف " الامامة " لانه دعا له برضى الله عنه، وقال: إنه قرأ أخوه في (395) على ابن البغدادي المولود بسوراء من نواحي بابل، وهو أبو الحسين أحمد بن علي.

 ويروي في الكتاب أيضا عن أبي المفضل الشيباني الذي أدركه النجاشي أيضا.

 ويروي فيه أيضا عن القاضي أبي الفرج بن المعافى، المروج لمذهب ابن جرير العامي (1).

 ويروي في الكتاب عن قول أبي جعفر محمد بن جرير الطبري الذي رأى الامام أبا محمد الحسن العسكري (عليه السلام)، وشاهد منه المعجزات التسع، بعنوان: قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: رأيت الحسن بن علي السراج، وفي ثلاثة مواضع منها خاطبه بقوله: يابن جرير.

 ويمكن أن يكون ابن جرير هذا المخاطب من الامام، بابن الجرير هو الكبير صاحب " المسترشد " الذي ترجمه النجاشي، والشيخ في " الفهرست " كما ترجما معاصره العامي، وتركا ترجمة الصغير، (صاحب الترجمة) كما تركا ترجمة جمع من الاعلام المعاصرين لهما (2).

 


(1) - أنظر سير أعلام النبلاء ج 6، ص 544.

 (2) - مثل الكراجكي المتوفى (449) وسالار بن عبد العزيز تلميذ المفيد، والقاضي ابن البراج تلميذ المرتضى، ومحمد بن علي الطرازي، وغيرهم ممن ذكرهم منتجب الدين ابن بابويه، أو لم يذكرهم هو أيضا.

 


[ 50 ]

ومن تصانيف صاحب الترجمة: " الدلائل " الذي نقل عنه ابن طاووس في أبواب 65، 66، 67 من كتاب " اليقين " وكأنه عين ما نقل عنه في كتابه " الاقبال و " اللهوف "، بعنوان: " دلائل الامامة ".

 ويحتمل إتحاد الجميع مع كتاب " الامامة " الذي أكثر النقل عنه السيد هاشم البحراني، كما مر لانه روى في كتاب " اليقين " أيضا بقوله: عن أبي الفرج المعافى وأبي المفضل الشيباني.

 وراجع ما فصلناه في الذريعة (8: 241 - 247).

وقال أيضا في مصفى المقال ط بيروت ص 397: محمد بن جرير (الشيخ أبو جعفر...) ابن رستم بن جرير، الآملي الكحي (1) الطبري.

 قال الذهبي في " ميزان الاعتدال " ما لفظه [محمد ابن جرير، أبو جعفر الطبري، رافضي، له كتاب " الرواة عن أهل البيت " رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني...].

أقول: هو الامامي الجليل صاحب " الايضاح " و " المسترشد " الذي يروي عنه السيد الشريف، أبو محمد الحسن بن حمزة الطبري الذي توفي (358) وهو معاصر لسميه العامي صاحب التاريخ والتفسير الكبيرين محمد بن جرير بن يزيد، أو غالب بدل يزيد، الطبري المتوفى (310).

و " المسترشد " في الامامة لصاحب الترجمة موجود وطبع أخيرا.

ونسبة ابن النديم " المسترشد " إلى الطبري المؤرخ المفسر العامي إما من


(1) - كذا في المصدر.

 


[ 51 ]

جهة إتحاد الاسم والنسب والنسبة، أو أن للعامي أيضا كتاب " المسترشد " آخر غير هذا الموجود بأيدينا الذي هو في الامامة.

 قال أحمد المحمودي: إلى هنا إنتهى كلام الشيخ الطهراني (رحمه الله مفصلا، فلله دره وعليه اجره، ونرى اتحاد مضمون كلامه مع الشيخ المامقاني والشيخ التستري بأن الكبير صاحب (المسترشد)، وصاحب الدلائل هو المتأخر عنه والمعاصر للطوسي والنجاشي (رحمهما الله).

 فتدبر ولا تغفل.

 22 - وقال العلامة الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى (1104 هـ)، في أمل الآمل ج 2، ص 272، الرقم، (792): محمد بن رستم الطبري الكبير، دين فاضل، [و] ليس هو صاحب التاريخ، من كتبه: " المسترشد " في الامامة، ودلائل الامامة، الفاضح (1) قاله ابن شهر آشوب (2).

 وقال أيضا في خاتمة وسائل الشيعة، ج 20، ص 320، ط طهران (3): محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، أبو جعفر: جليل من أصحابنا، كثير العلم حسن الكلام ثقة في الحديث، قاله


(1) - وفي حاشية أمل الآمل هكذا: كذا في (ع)، والمصدر وفي المطبوعة: الواضح.

 (2) - معالم العلماء ص 106.

 (3) - وفي ط، مؤسسة آل البيت، ج 30، ص 464.

 


[ 52 ]

النجاشي والعلامة، وقال الشيخ: إنه دين فاضل، وليس بصاحب التاريخ فإنه عامي.

 أقول: ذكر الشيخ الحر رحمه الله في مقدمة إثبات الهداة (1) عند نقل مصادر كتب العامة، " المسترشد " للطبري، ! لعله سهو من قلمه، أو مسترشد آخر، والله العالم.

 23 - وقال العلامة المتتبع الخبير، المبرزا عبد الله الافندي (رحمه الله) المتوفى (...) في رياض العلماء، ج 5، ص 103:

محمد بن رستم الطبري الكبير:

ديّن فاضل وليس هو صاحب التاريخ، من كتبه، " المسترشد " في الامامة، ودلائل الامامة، الفاضح (2) قاله ابن شهر آشوب (3) [قال الافندي]: أقول: قد ذكره العامة وطعنوا عليه لاجل تشيعه، وقد نسب إليه المؤلف في فهرست كتاب الهداة كتاب مناقب فاطمة وولدها، وينقل عنه فيه مع تركه في هذا الموضع. فلاحظ (4).

 وقال أيضا في نفس المصدر ص 430: أبو جعفر بن جرير الطبري،


(1) - ج 1، ص 67.

(2) - وفي بعض النسخ، الواضح كما تقدم.

(3) - معالم العلماء ص 106.

(4) - إثبات الهداة ج 1، ص 31.


[ 53 ]

هو الشيخ أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الامامي الآتي، ويروي عن أبي جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري.

 [وقال ]: أبو جعفر بن رستم الطبري، هو الشيخ أبو جعفر بن محمد بن جرير بن رستم بن جرير الطبري الامامي صاحب كتاب دلائل الامامة و غيره.

 24 - وقال العلامة القاضي الشهيد، السيد نور الله التستري، المستشهد سنة (1019 هـ) في كتابه مجالس المؤمنين، ج 1، ص 491، وهو بالفارسية ما ملخصها: الشيخ المتكلم أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي، ذكره العلامة الحلي (رحمه الله) في كتابه من المقبولين، وقال: إنه من أعاظم أصحابنا، كثير العلم، حسن الكلام وثقة في الحديث.

 وهو غير محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ المشهور، كما أن العلامة ذكره في المردودين من كتاب الخلاصة بالتصريح، لان صاحب التاريخ مشهور أنه من علماء الشافعية والنووي الذي هو من متأخري علماء الشافعية، ذكر صاحب التاريخ في كتابه تهذيب الاسماء (1) أنه من الشافعية، وكتب ورقا كاملا في مدحه، وأن إسمه ونسبه كذا: محمد بن جرير بن كثير بن غالب الطبري، ومن هنا أيضا يظهر إختلاف المحمدين في الجد.

 


(1) - تهذيب الاسماء واللغات للنووي، ج 1، ص 78.

 


[ 54 ]

فبالاجمال أن محمد بن جرير بن رستم، من أكابر علماء الشيعة، وقد اشتبه لبعض لمشاركة اسمه مع محمد بن جرير الشافعي والاب، و حسبوا، أن محمد بن جرير شخصا واحدا، ولذلك أجاب بعض الجهال من السنة، عند نقل علماء الشيعة كلام ابن جرير العامي صاحب التاريخ الذي ينافي مذهب أهل السنة أنه شيعي، وكلامه ليس حجة علينا ولم يعلموا، أن محمد بن جرير صاحب التاريخ شافعي، وهو غير إبن جرير المتكلم الامامي.

 ومن تآليف محمد بن جرير المتكلم، كتاب " المسترشد " في الامامة، وكتاب الايضاح في الامامة، وهذا الكتاب رأيته وقت تأليف كتاب المجالس وإنتخبت منه بعض فوائده.

 25 - وقال العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن مطهر رحمه الله المتوفى (726) في إيضاح الاشتباه، ص 286، الرقم: 661: محمد بن جرير - بالجيم والراء بعدها، ثم الياء ثم الراء - بن رستم بضم الراء وإسكان السين وفتح التاء المنقطة فوقها نقطتين، الطبري الآملي بضم الميم أبو جعفر، جليل من أصحابنا كثير العلم حسن الكلام ثقة في الحديث.

 [قال العلامة ]: وجدت بخط السيد السعيد صفي الدين محمد بن معد الموسوي، قال: ليس هذا صاحب التاريخ، وذالك عامي، وذا إمامي.

 26 - وقال العلامة المجلسي رحمه الله، المتوفى (1111) في المجلد الحادي عشر من البحار ص 6، ط الكمباني، وفي ط بيروت ج 46، ص 15


[ 55 ]

في أحوال الامام الرابع صلوات الله وسلامه عليه، نقلا عن العدد القوية لدفع المخاوف اليومية (1) للشيخ الفقيه رضى الدين علي بن يوسف بن مطهر الحلي رحمه الله [قال ]: قال أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الشيعي، ليس التاريخي.

 أقول: ذكر العلامة المجلسي (رحمه الله) في عدة مناسبات من بحار الانوار، الطبري الشيعي، وكتابه " المسترشد " وكان وقت تأليفه البحار بيده نسخة خطية منه، وهي الموقوفة من نماء الحمام في أراضي الشاه جهان باصفهان في عصر الشاه سليمان الصفوي، والوقفية بخط العلامة المجلسي في (1095) وصك خاتمه: باقر العلوم (2) وهو من مصادر البحار ونقل منه معبرا عنه بالطبري الشيعي، أو الامامي، كما يأتي في البحث حول الكتاب إنشاء الله تعالى.

 27 - وقال العالم الرباني محمد باقر الملقب بالوحيد البهبهاني (رحمه الله) المتوفى (1206) (3) في رجاله المسمى بالتعليقة البهبهانية ص 288، وهو تعليقات على كتاب، منهج المقال لميرزا محمد الاسترآبادي (4):


(1) - العدد القوية ط قم ص 56، تحقيق السيد مهدي الرجائي.

 (2) - أنظر ص 84 و 85 من هذا الكتاب، نموذج 1.

 (3) - الكنى والالقاب للمحدث القمي (ره) ج 2، ص 109.

 (4) - الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 4 ص 223.

 


[ 56 ]

محمد بن جرير بالجيم قبل الراء، بن رستم بالتاء المنقطة فوقها نقطتين بعد السين المهملة الطبري الآملي أبو جعفر جليل من أصحابنا كثير العلم، حسن الكلام ثقة في الحديث، وزاد جش: له كتاب " المسترشد " في الامامة.

 أخبرنا به أحمد بن علي بن نوح، عن الحسن بن حمزة الطبري قال حدثنا محمد بن جرير بن رستم بهذا الكتاب وبسائر كتبه، وفي ست، محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير يكنى أبا جعفر دين فاضل، وليس هو صاحب التاريخ فإنه عامي المذهب، له كتب جماعة منها كتاب " المسترشد ".

 وفي لم محمد بن جرير بن رستم الطبري، وليس بصاحب التاريخ.

 28 - وقال العلامة الخبير، محمد بن إسماعيل المدعو بأبي علي رحمه الله المتوفى (...) في منتهى المقال في أحوال الرجال،: محمد بن جرير بالجيم قبل الراء إبن رستم الطبري الآملي أبو جعفر، جليل من أصحابنا كثير العلم، حسن الكلام، ثقة في الحديث، صه، وزاد جش له كتاب " المسترشد " في الامامة.

 أخبرنا أحمد بن علي بن نوح، عن الحسن بن حمزة الطبري عن محمد بن جرير بن رستم، وفي ست ابن جرير بن رستم الطبري الكبير يكنى أبا جعفر، دين فاضل وليس هو صاحب التاريخ فإنه عامي المذهب، [قال أبو علي ]: أقول: في " ضح " كما مر عن " صه "، وزاد: وجدت


[ 57 ]

بخط السيد السعيد صفي الدين إبن معد قال: ليس هذا صاحب التاريخ ذلك عامي وذا إمامي إنتهى، وفي الوجيزة: إبن جرير الطبري إثنان أحدهما عامي والآخر ثقة، إنتهى، ومضى في الذي قبله ما يجب ملاحظته، وفي " مشكا " إبن [جرير] أبو جعفر الطبري الآملي الثقة، صاحب كتاب الايضاح وغيره في الامامة، عنه الحسن بن حمزة الطبري.

 29 - وللعلامة الرجالي الحاج ملا علي العلياري التبريزي المتوفى (1327) مقال عند تعرضه لترجمة الطبري العامي صاحب التاريخ، في كتابه بهجة الآمال في شرح زبدة المقال، ج 6، ص 324، قائلا: أقول: [هو] غير الشيخ المعظم محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي مصنف كتاب " المسترشد " في الامامة، ذاك من أعيان أصحابنا، عظيم الشأن، حسن التصنيف، فتأمل، إنتهى.

 30 - وقال العلامة المحقق الخبير، المتتبع المتضلع في خبر الغدير، الاميني رحمه الله في كتابه الشهير، ج 2 ص 36، عند نقل أبيات حسان بن ثابت:

ورواه من أعلام الامامية:

أبو جعفر: محمد بن جرير رستم بن يزيد الطبري، رواه في


[ 58 ]

المسترشد، بإسناده عن يحي الحماني، عن قيس، عن العبدي، عن أبي سعيد (1)، قال أحمد المحمودي: ومن هنا آتي إلى ختام المسك، وأمسك القلم في البحث عن الشخصية الفذة، وكل ما نقلت من أرباب التراجم وأصحاب السير، وذوي التحقيق فإنها غيض من فيض لعبقرية هذا الرجل العظيم الذي كانت شخصيته مجهولة في زوايا التاريخ، وصفحات الكتب.

 وشاء الله أن تبرز تلك الذروة العالية، والمكانة السامية مهما تكاثفت الغيوم وتكاثرت السموم، وبالرغم من الفصل الزمني البعيد الذي يتجاوز أكثر من ألف عام بدأ يلتمع نجمه في الاوساط العلمية ويتسع إشراقه، فرفع له ذكر محمود، وفضل مشهود بين الاعلام، إذ بقيت له آثار خالدة، وكتب قيمة، منها كتاب " المسترشد " الذي بين يديك وهو الكتاب الذي يعرفك صاحبه علما وفضلا وتعهدا.

 وكنت أتمنى أن يتاح لي حتى أقف موقفا خاصا لتحليل هذه الناحية المتلالئة في حياته، بيد أني منه في مقام التعريف لشخصيته العلمية وقوة الاستدلال، لكن التعمق في ترجمة هذا الرجل، والتجول و السبر في كتابه " المسترشد " أغناني، وسيغنيك أيها القارئ الكريم إمعان يسير في الكتاب، وبعد النظر في الاستدلال، وسلامة الذوق،

 


(1) - أنظر ص 343، من هذا الكتاب.

 


[ 59 ]

وسلاسة البيان والفن، في إيضاح المشاكل وتحليل المسائل، ففي كل بحث من أبحاث الكتاب، وكل فصل من فصوله له لسان مبين عن غوامضه فالكتاب خير معرف لصاحبه، فإن قلنا: إن للكتب حياة فإنها لا تنفصل عن مؤلفيها ففي الاثر: أن الكتابة تدل على عقل الكاتب.

 فلي ولك أيها القارئ الكريم أن نقف عند هذا الحد من التعريف فإن عرفناه مما قال المترجمون وأصحاب الدراية ولو على نحو الايجاز أو التفصيل، لكفى، ؟.

فإن القول ما قالت حذام.


[ 60 ]

 


[ 61 ]

 

إطرائه والثناء عليه


[ 62 ]

من حسن حظ مؤلفنا العظيم أن كل من إستعرض ترجمته من علمائنا، إتفق في توثيقه وجلالة شأنه، وغزارة علمه، وعظمة شخصيته، بالتعابير التالية:

الشيخ الجليل، الامامي، الكبير (1) الشيخ المعظم، من أعيان أصحابنا (2) عظيم الشأن، حسن التصنيف، ثقة، جليل القدر، دين، فاضل (3) كثير العلم، حسن الكلام، ثقة في الحديث، (4) الرجل الفاضل، مسلم الوثاقة والجلالة، أجلة ثقاة علمائنا الامامية (5)؛

الشيخ المتكلم، أكابر علماء الشيعة، المتكلم، المتكلم الامامي (6)، صاحب حديث، ومن المحققين في مذهب أهل البيت (ع) (7). أجلة الاصحاب (8)، أعاظم علمائنا الامامية (9).

 


(1) - بحار الانوار ج 1، ص 20 ط بيروت.

 (2) - بهجة الآمال، في شرح زبدة المقال للعلامة العلياري (ره)، ج 6.

 (3) - الفهرست لشيخ الطوسي (ره).

 (4) - رجال النجاشي (ره)، ط بيروت، ج 2، ص 289.

 (5) - ريحانة الادب للتبريزي، ج 4، ص 43.

 (6) - مجالس المؤمنين للتستري ج 1، ص 491.

 (7) - تاريخ طبرستان لابن إسفنديار، ص 130.

 (8) - إعيان الشيعة للسيد الامين (ره).

 (9) - الكنى والالقاب للقمي ج 1، ص 243.

 


[ 63 ]

 

آثاره العلمية


[ 64 ]

إن لمؤلفنا العظيم، كتبا قيمة، وتراثا ثمينة، تشهد على غزارة علمه، فهي وإن كانت من الكمية معدودة إلا أن كيفيتها تدل على الاصالة والاستيعاب لمؤلفها، فهي بما فيها من قوة غور وتفكير، تدل أيضا على فضله، وخصوبة سليقته، وإليك أيها القارئ الكريم بعض آثاره الخالدة:

1 - المسترشد في الامامة: هذا الكتاب، (الدي بين يديك) أصدق نموذجا لما كتب حول الامامة، والذب عن كيان الخلافة الصحيحة الصادقة المصدقة للرسول الاعظم صلى الله عليه وآله، ولا أطيل على القارئ الكريم، فإن لسان الكتاب أبين من حديثي، وإنما أكتفي حول الكتاب بنقل ما أورده خريت هذا الفن شيخنا العلامة الطهراني (الرازي) رحمه الله، في موسوعته الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 21 ص 9، ط بيروت، فأورد ما كتب حول الكتاب، لانه من المهتمين بشأن المؤلف رحمه الله إهتماما بليغا، كما أن عنايته بشأن الكتاب لا تقل عن ذلك، وإليك النص:

" المسترشد " في الامامة لمحمد بن جرير بن رستم بن جرير، وفي بعض النسخ ابن يزيد الطبري، ولعله من جهة الاشتباه بالعامي المؤرخ، فإن في أجداده الذي هو صاحب دلائل الامامة أيضا كما مر، ذكره


[ 65 ]

النجاشي، والفهرست وفي معالم العلماء.

 ويظهر من أول البحار، أنه جزم المجلسي بإتحاد " المسترشد " مع دلائل الامامة (1)، والظاهر أنه رأى في نسخة النجاشي له كتاب " المسترشد " في دلائل الامامة كما نقله كذلك في أول البحار.

 مع أن ما رأيت من نسخ النجاشي له كتاب " المسترشد " في الامامة وهذا هو الصحيح، وصاحب " دلائل الامامة " أو " الامامة " هو ابن جرير الامامي الصغير المتأخر عن صاحب " المسترشد " الموصوف بالكبير بمأة سنة تقريبا، والكبير معاصر للكليني يروي النجاشي المسترشد عنه بواسطتين، ثانيهما الشريف أبي محمد الحسن بن حمزة الطبري المتوفى سنة (358)، وهو يروي عن مؤلفه فيكون المؤلف معاصر للكليني المتوفى (329) كما يروي النجاشي عن الكليني أيضا بواسطتين، وأما صاحب دلائل الامامة فهو معاصر للنجاشي، ويروي عن جماعة من مشايخه: منها ما نقله عن خط الحسين بن عبيدالله الغضائري المتوفى (411)، فيكون تأليفه بعد هذا التاريخ.

نسخة من " المسترشد " الموقوفة من نماء الحمام في أراضي الشاه جهان بإصفهان في عصر الشاه سليمان، والوقفية بخط العلامة المجلسي في (1095)، وصك خاتمه: محمد باقر العلوم، موجودة عند السيد آقا


(1) - أي إحتساب كتابي المسترشد والدلائل كتابا واحدة، فعلي هذا يكون الدلائل المجلد الثاني للمسترشد، ولا يبعد.

 


[ 66 ]

التستري لكنها ناقصة الآخر، ونسخة أخرى من موقوفة السيد محمد رضا ابن أبي القاسم بن فتح الله ابن نجم الدين الحسيني الكالي الاسترآبادي الطبيب بالحلة المتوفى (1364)، في مكتبة [الحسينية] الشوشترية بالنجف، وهي تامة الآخر (1).

 وإستنسخ الفاضل الشيخ شير محمد الهمداني نسخة تامة عن هاتين النسختين ثم إستنسخ عن نسخته نسخ أخرى موجودات بحمد الله تعالى.

 أوله بعد الحمد مختصرا: قال أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم بن يزيد الطبري رحمه الله، إحتج قوم من أهل الزيغ والعداوة لله جل ذكره، ولرسوله صلوات الله عليه وآله، أن الخلافة لا تصلح بعد الرسول صلى الله عليه وآله، إلا في أبي بكر بن أبي قحافة، بدعواهم أنه كان أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله - إلى قوله: تثبيت الفضل لمن له الفضل (2) إلى قوله:

باب نفي الامامة عمن لم يصلح لها.

 باب الرد على من قال: لم قعد علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن حقه ؟ !

 


(1) - وهي النسخة التي إعتمدنا عليها واستنسخناها، وعليها الوقفية بخط العلامة المجلسي (رحمه الله)، وهي الموجودة في المكتبة الحسينية الشوشترية في النجف الاشرف.

 (2) - هو الباب الثالث حسب تبويب المؤلف (رحمه الله) أو ما جاء في الكتاب، وكل الابواب عشرة والباب الثاني: باب الفضل والعلم لمن إدعوهما له.

 


[ 67 ]

باب قصة الغار.

 باب شرح [قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي (عليه السلام) ]: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

 باب الرد على من قال: إسلام علي إسلام الصبيان.

 باب تثبيت الامامة وأنها مفترضة.

 باب تثبيت الوصايا والوصي. وهكذا إلى آخر الابواب.

هذا تمام كلام العلامة الرازي رحمه الله حول الكتاب والمؤلف، وإنني جمعت كلمات الاصحاب في هذا الباب لتكون مقدمة لمن يريد تحقيقا أكثر من ذلك، ولوجود المجال فيه.

ومن أن العلامة المجلسي نقل في البحار موارد عديدة من " المسترشد " معبرا: وقال الطبري الشيعي، أو الامامي في " المسترشد " و كما قال العلامة الرازي في الذريعة أن المجلسي جزم بإتحاد " المسترشد " ودلائل الامامة، فنجزم أن " المسترشد " من مصادر البحار، كما يبدو من كلام السيد عبد الزهراء الخطيب أن الكتاب يعتبر من مصادر نهج البلاغة، وذلك لنقل بعض الخطب منه (1).

وأنت رأيت مما تقدم أن الكلمات متضاربة، وتشخيص الواقع و الحقيقة في غاية الصعوبة، ولا يتحقق ذلك إلا ببذل الجهود الكبيرة


(1) - مصادر نهج البلاغة وأسانيده، ج 1 ص 40، ط بيروت.

 


[ 68 ]

الجبارة وزمن أطول، ولعل في المستقبل الآجل غير البعيد، نجدد العمل حول الكتاب بمشيئة الله وتوفيقه ثانية، ومن هنا أناشد جميع المحققين الكرام والعاملين في هذا المجال، أن يتعاونوا معنا، ويساهموا في هذه الساحة العلمية المقدسة فإن لله فيه رضي ولنا ولاهل الحق ورواده صلاح وصواب، وللمساهمين أجر وثواب.

 


[ 69 ]

النسخ الخطية للكتاب


[ 70 ]

وأما النسخ الخطية الموجودة لهذا الكتاب، فهي كما أشار إليها، الشيخ الرازي في الذريعة، نسختان موجودتان في مكتبة الحسينية الشوشترية في النجف الاشرف، والنسخة التي إعتمدنا عليها هي التي عليها وقفية بخط العلامة المجلسي (رحمه الله) فاستنسخناها، وهي التي مطابقة للمطبوع (1)، فجعلناها الاصل، وأما بقية النسخ التي قابلنا الاصل معها إينما وجدناها فنسخ، منها:

2 - نسخة في مكتبة السيد الحكيم (رحمه الله) العامة في النجف الاشرف وهي بخط العلامة الشيخ محمد السماوي (رحمه الله)، وقال في الصفحة الاخيرة من الكتاب: تم على نسخة كثيرة الغلط والتحريف، ! على يد العبد الضعيف محمد بن الطاهر السماوي، في السابع من شهر رمضان المبارك، سنة ألف وثلاثمأة وتسع وأربعين هجرية، في بغداد، حامدا مصليا.

 3 - ومنها: نسختان مخطوطتان أخريتان في المكتبة الرضوية في المشهد المقدس على قاطنها آلاف التحية والثناء، الاولى بخط محمد حسين بن زيد العابدين الارموي، وفي آخرها هكذا: يقول الفقير


(1) - طبع هذا الكتاب للمرة الاولى في النجف الاشرف في المطبعة الحيدرية على نفقة الفاضل الشيخ محمد كاظم الكتبي النجفي مجرد حفظ الكتاب من الضياع والتلف على نسخة الشيخ شير محمد الهمداني، دون تحقيق وتعليق، وهذه هي المرة الاولى التي يتكلل الكتاب بهذا النجاح، ويتزين بزينة التحقيق والتقديم والتعليق، ولله الحمد.

 


[ 71 ]

إلى الله الغني محمد حسين بن زين العابدين الارموي: هذا تمام ما في النسخة التي حررت هذه النسخة منها، ولقد وقع الفراغ من إتمامها بعون الله جل وعلا، في السابع والعشرين من شهر ذي الحجه الحرام من شهور سنة [ألف و] تسع وأربعين (1) من الهجرة النبوية على هاجريها من الله ألف سلام وتحية، في مشهد مولاي ومولى المؤمنين علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وآله، أللهم اغفر لنا ولاخواننا الماضين من شيعة آل محمد صلواتك عليهم أجمعين، تمت بالخير والبركة.

 الثانية وفي آخرها هكذا: كتبه إبن محمد حسن أقل الطلبة... (2) عبد الله التبريزي في الغري [سنة] (1351) والسلام على من إتبع الهدى.

 فلما فيها من الاختلاف في بعض الكلمات وبعض الجمل، فرمزنا لكل منها هكذا: " ش " لنسخة الحسينية الشوشترية، و " ح " لنسخة مكتبة السيد الحكيم، و " ر 1 "، و " ر 2 " لنسختي مكتبة الرضوية.

 ومن المحتمل أن توجد نسخ أخرى للكتاب في زوايا المكتبات العامة والخاصة، كما قال لي غير مرة، سماحة آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله نزيل قم المقدسة، بأن كان لديه نسخة من الكتاب، وكما أذكر أنه حفظه الله قال: قد كتبت على


(1) - كلمة: (ألف) كانت ساقطة من النسخة فجعلناها بين المعقوفين.

 (2) - رسم الخط غير مقروء.

 


[ 72 ]

حاشيته بعض فقرات زيارة عاشوراء، وكان مصرا على ذلك وقد طلبت أيضا من نجله الدكتور السيد محمود المرعشي مدير مكتبته العامرة العامة، وكما طلبت أيضا مكررا من صديقنا الاجل وسمينا المبجل سماحة الحجة الحاج السيد أحمد الحسيني الذي بذل جهدا كبيرا لتنظيم فهرس بديع لمخطوطات مكتبة السيد المرعشي، وكان الجواب بعدم العثور عليه إلى الآن، ونأمل العثور عليه فيما بعد إنشاء الله.

 قال العلامة زين الدين أبو محمد علي بن يونس النباطي البياضي المتوفى (877) في الصراط المستقيم، ج 1، ص 4، من المقدمة في ذكر المصادر وفي ذكر أشياء من الكتب التي عثر عليها ونقل عنها: المسترشد للطبري.

 وفي ج 2 ص 296، قال: فقد أخرج الطبري في المسترشد إن جماعة من الصحابة كره تأمير أسامة فبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، فخطب وأوصى به...

 وفي ج 3 ص 277، هكذا.

 فمن هذا النقل يبدوا أن نسخة " المسترشد " كانت في يده ذاك اليوم.

 كما أعلمني بعض السادة العلماء من الاصدقاء الاجلاء (1) بوجود نسخة من الكتاب في المكتبة البريطانية (بلندن) العامة، وحيث يحتمل أن تكون النسخة المشار إليها هناك، قديمة، ولم نظفر مع الاسف إلى الآن على أية نسخة منها سوى ما ذكرنا، ونبذل الجهود لتحصيلها على قدر الامكان إنشاء الله ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.  وليس لنا إلا أن نتمثل بما


(1) - هو السيد الممجد سماحة السيد محمد حسين الحسيني الجلالي سلمه الله.

 


[ 73 ]

هو المشهور: إن التمر على النخل، وأيدينا قصيرة عنه.

 وقال العلامة السيد إعجاز حسين الكنتوري رحمه الله (1) المتوفى (1240) في كتابه كشف الحجب والاستار ص 520، تحت الرقم 2932: " المسترشد " في الامامة لمحمد بن جرير بن رستم الطبري المتكلم الامامي.

 

 المسترشد مصدر لنهج البلاغة :

قال العلامة المعاصر السيد عبد الزهراء الخطيب في كتابه، مصادر نهج البلاغة وأسانيده، ج 1 ص 40 ط بيروت، في ضمن إعداده المصادر: " المسترشد " في الامامة لمحمد بن جرير الطبري الامامي من أعلام القرن الرابع، ط المطيعة الحيدرية في النجف الاشرف.

 وفي المجلد الثاني من الكتاب، ص 337، عند ذكر مصدر الخطبة، 148:

روى الطبري في " المسترشد " ص 74 (2)، فقرأت من أواخر هذه الخطبة، باختلاف في بعض الالفاظ، ويظهر من رواية الطبري، أن هذه الخطبة طويلة، لانه جاء في روايته فصول لم يروها الرضي (ره)، ولانه قال في أول روايته لما رواه: وقال (عليه السلام) أيضا في خطبته، الخ.

 


(1) - وهو أخ العلامة النحرير السيد مير حامد حسين الهندي صاحب كتاب الشهير " عبقات الانوار ".

 (2) - من طبعة النجف الاشرف.

 


[ 74 ]

وقال الخطيب أيضا عند نقل مصدر كلامه (عليه السلام) الرقم (160): كما رواه الطبري في " المسترشد " ص 64، والمفيد في الارشاد، و في " المسترشد " والارشاد: أن السائل ابن دودان (1).

 وقال السيد مير جلال الدين الحسيني الارموي (رحمه الله) في تعليقه على كتاب الغارات لابي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي، ج 2، ص 827: وقال الطبري في " المسترشد "، ص 124، من طبعة النجف: ومما نقموا عليه، (أي على عمر): ما أحدث في الفروج، وقوله: لامنعن فروج ذوات الاحساب إلا من الاكفاء، الخ (2).

أقول: إن كلمات القدماء والمتأخرين إن دلت على شئ فإنما تدل على وحدة الكتاب والمؤلف، وصحة نسبة الكتاب - أي كتاب " المسترشد " إلى مؤلفه وهو ابن جرير الطبري الامامي، وهو كما قال صاحب الذريعة أنه لو كان الكتاب لغيره لبان، إلا أن في " المسترشد " ردودا لا تناسب مما يعتقد به صاحب التفسير والتاريخ فكيف بكتابتها، فبناء على هذا، ما أسنده ابن النديم


(1) - في الباب الخامس باب الرد على من قال: لم قعد علي عن حقه ؟ !، وسؤال ابن دودان عن أمير المؤمنين 7: عجبت لهؤلاء القوم الذين عدلوا هذا الامر عنكم ! وأنتم الاعلون نسبا وفرطا برسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا ابن دودان، أنظر ص 194، من هذا الكتاب.

 (2) - أنظر ص 433 من هذا الكتاب.

 


[ 75 ]

أو غيره المسترشد إلى صاحب التاريخ وكذلك ما ذكر في هامش تلخيص الشافي ج 2، ص 172، إما سهو قلم، أو مسترشد آخر، والله العالم.

 وإن أردنا أن نشرح بالتفصيل لطال بنا المقام، وانتفض بنا الغرض فإن في البداية عهدنا مع القراء الكرام، الايجاز، وكما قيل: كم ترك الاول للآخر، فنترك الساحة للآخرين حتى يتبين الحق، وعلى مر التاريخ ومرور الزمن تنكشف الحقائق وتتجلى الشقائق ولكل نباء مستقر وسوف يعلمون، (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)(1).


(1) - سورة الطلاق، الآية: 1


[ 77 ]

 

سائر كتب المؤلف


[ 78 ]

وأما بقية آثار المؤلف، فهي التي ذكرها المترجمون خلال استعراضهم لترجمته فحياة الكتب لا تنفصل عن حياة المؤلف، فإذا وقفنا وقفة يسيرة بجانب " المسترشد "، لان هذا هو الكتاب الذي عرفنا صاحبه وتعرفنا به على الطبري الامامي، فلنتعرف على بقية آثاره:

2 - الرواة عن أهل البيت (عليهم السلام) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء، ج 14، ص 282، عند ترجمة المؤلف، قال الذهبي نقلا عن عبد العزيز الكناني: أن محمد بن جرير رافضي، له كتاب " الرواة عن أهل البيت " وكتاب " المسترشد في الامامة " واعتبر هذا دليل رفضه، وعبره عنه بالضلال (1).

 


(1) - وهذا أيضا من عجائب الدهر، أن طائفة من المسلمين الذين يعتبرون أنفسهم من أمة رسول الله صلى الله عليه وآله، يرمون طائفة أخرى من المسلمين بالضلال والرفض دون أي إلمام وإشعار بالمعني، ولم يعلم من الذي اختلق هذا اللفظ ومن أين هذا التخطيط لزرع بذر الفرقة والخلاف، ومن المستهدف بذلك، أو ليس من الاجدر أن يتجنب الانسان التقليد الاعمى، ويفكر في معقوله قبل أن يتفكر في مأكوله ؟ إلى متى وحتى متى ؟ !، فلضيق المجال، نكتفي بما هو منسوب إلى الامام الشافعي، وأنصف الله المنصفين إذا كان هناك إنصاف ! قال الامام الشافعي:

يا راكبــــا قف بالمحصب من منـى * واهتف بقاعد (*) جمعها والناهض

سحـــــرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض (**)

قـف ثـــم واشهـــد أننــــي بمحمــــد * ووصيه وبنيــــه لســــت بباغض =

(*) - وفي بعض النسخ: بساكن خيفها.

(**) - وفي تتمة المنتاهى للمحدث القمي نقلا عن إبن الصباغ المالكي وابن الحجر هكذا.

 


[ 79 ]

وذكر الكتاب أيضا السيد الامين (رحمه الله) في الاعيان، وقال عند عد كتب المؤلف: كتاب الرواة عن أهل البيت (عليهم السلام) كما في ميزان الاعتدال، ج 3، ص 499، ط بيروت، وذكره أيضا عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين، ج 9، ص 146، كما تقدم.


= أعلمتم ؟ أن التشيع مذهبـي * إنــــي أقول به ولست بناقض

إن كان رفضا حب آل محمــد * فليشهـــد الثقلان أني رافضي

أنظر مادة رفض من تاج العروس للزبيدي، ج 18، ص 354، إذ قال: والرفض بالكسر معتقد الرافضة، ومنه قول الامام الشافعي رضي الله عنه، في ما ينسب إليه، وأنشدناه غير واحد من الشيوخ.

 فدكر البيت الاخير، وبقية الابيات في كتب الاعلام والتراجم، كما ذكر العلامة الخطيب المعاصر الدكتور الشيخ أحمد الوائلي دام فضله وتوفيقه، في كتابه هوية التشيع ص 42.

 كما في حلية الاولياء لابي نعيم الاصبهاني ج 9 ص 152، ط بيروت.

 وكما تجد أيضا في ديوان الشافعي، ط بيروت، ص 55، وهكذا في مقدمة كتاب دليل فقه الشافعي، ط جامعة طهران، ص 11، قال إبن حجر العسقلاني في تعليقاته على فردوس الاخبار للديلمي ج 5 ص 410، في تعليقته على حديث: يا علي لا يبغضك من الرجال إلا منافق ولا يبغضك من النساء إلا السلقلق، قال: ورأيت عند مناقب الشافعي للبيهقي عن الربيع بن سليمان قال: قيل للشافعي: إن ناسا لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة لاهل البيت، وإذا سمعوا أحدا يذكرها قالوا: هذا رافضي، وأخذوا في حديث آخر. فأنشأ الشافعي رضي الله تعالى عنه يقول:

إذا فـــي مجلـــس ذكروا عليا * وسبطيـــه وفاطمة الزكيــة

فأجرى بعضهم ذكرى سواهم * فــأيقـــن أنــــــه لسلقلقيـــة

وقـــال: تجـــاوزا يا قوم هذا * فهذا من حديث الرافضيــــة

برئت إلى المهيمن من أناس * يرون الرفض حب الفاطمية

على آل الرسول صلاة ربي * ولعنتـــه لتلـــك الجـــــاهلية

 


[ 80 ]

3 - دلائل الائمة، أو الامامة الواضحة، ذكره السيد الامين (رحمه الله) في الاعيان، ج 9، ص 199 وقال: روى فيه في أحوال الزهراء [عليها السلام ]، بإسناده إلى ابن مسعود أنه قال: جاء إلى فاطمة فقال: يا بنت رسول الله... إلى آخر الحديث.

 وذكره أيضا ابن شهر آشوب المازندراني في معالم العلماء، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلفين، والسيد حسن الصدر في تأسيس الشيعة.

 وللشيخ الطهراني، والتستري، والمامقاني بيان شامل جدا حول الكتاب ما تقدم في ترجمة المؤلف، فلا حاجة إلى التطويل.

 واحتمل بعض العلماء من وضع الكتاب أن يكون المجلد الثاني للمسترشد، كما تقدم ولعله هو الصواب.

 وقال العلامة المحقق السيد إعجاز حسين النيسابوري الكنتوري في كشف الحجب والاستار ص 215: دلائل الامامة، للشيخ الجليل، محمد بن جرير الطبري الامامي، و يسمى بـ " المسترشد ".

 أقول: ومن هذا الكلام أيضا يستفاد أن دلائل الامامة يعتبر المجلد الثاني لكتاب المسترشد فتأمل جدا.

 4 - مناقب فاطمة وولدها

قال العلامة الرازي في الذريعة، ج 22، ص 332، الرقم، 7322:


[ 81 ]

مناقب فاطمة الزهراء وولدها (ع) لابي جعفر محمد بن جرير بن رستم بن جرير الآملي الطبري، دلائل الامامة وغيره، كذا ذكره سيدنا الصدر في تأسيس الشيعة.

 أقول: إن للعلامة الرازي (ره) بيان حول الكتاب ونسبته إلى الطبري الكبير ولصاحب " المسترشد " ؟ أم لا، وكذا نقل مدينة المعاجز عنه، فهذا نصه: [قال الرازي ]: أقول: ينقل عنه في " مدينة المعاجز: 53 " وفي النسخة المطبوعة غلط فأنه كتب فيها محمد بن جعفر الطبري بدل جرير فلا تغفل وفيه رواية عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، ويروي عنه في " دلائل الامامة " أيضا وكذا روايته عن أبي المفضل الشيباني، كما يروي في دلائله عنهما كثيرا مؤيد لكونهما لرجل واحد لكن ليس هو صاحب " المسترشد " لان " المسترشد " رواه عن مصنفه الشريف أبو محمد الحسين بن حمزة العلوي المرعشي الطبري، المتوفى سنة 358، وفي " دلائل " و " المناقب " يروى عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري الذي هو من مشايخ النجاشي، وتوفي والده سنة 385، فصاحب " المناقب " معاصر للنجاشي، وصاحب " المسترشد " معاصر لابي جعفر الطبري العامي الذي توفى سنة 310، والسيد بن طاووس نقل عن كتابه في " الطرف " الطرفة الخامسة والعشرون وقال [إن محمد بن جرير الطبري سمى كتابه هذا بـ " مناقب أهل البيت " ورتبه أبوابا على الحروف المعجم فقال في باب الياء...]. وقد مر (22: 324) ان مناقب أهل البيت للشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري الكبير، كما وصفه كذلك في


[ 82 ]

"الفهرست" والمعاصر لسميه العامي الذي مات سنة 310، و " مناقب فاطمة " هذا لمحمد بن جرير المتأخر الصغير المعاصر للشيخ الطوسي والنجاشي كما يظهر من اتحاد جملة من مشايخهم.

5 - نور المعجزات (1) في مناقب الائمة الاثني عشر:

ذكره السيد الامين وقال: وهو أخصر من الدلائل، وذكره عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين.

6 - الايضاح:

ذكره السيد الامين في الاعيان، والخوانساري في روضات الجنات ج 7، نقلا عن كتاب مقامع الفضل للبهبهاني، كما تقدم في ترجمة المؤلف.

7 - غريب القرآن:

ذكره الشيخ المفيد (رحمه الله) في الامالي ط طهران، ص 19، والشيخ الطهراني في نوابغ الرواة، كما تقدم.

8 - الآداب الحميدة:

ذكره الميرزا محمد علي التبريزي المعروف بالمدرس في كتابه ريحانة الادب ج 4، ص 43، وقال: ومن تأليف هذا الطبري الكبير الامامي الآداب الحميدة الذي ينقل عنه القاضي التنوخي.

 وقال العلامة الطهراني في الذريعة ج 1، ص 18، الرقم / 82. الآداب


(1) - قال المحدث القمي (ره) في الفوائد الرضوية ص 533: نوادر المعجزات.

 


[ 83 ]

الحميدة: للشيخ الجليل محمد بن جرير الطبري الامامي نقل عنه القاضي التنوخي في الفرج بعد الشدة وعنه نقل الشيخ الشهيد محمد بن مكي في مجموعته، وحكى عنها العلامة المجلسي في أواخر مفاتيح الغيب و الكفعمي في المصباح ونسبه في كشف الظنون إلى ابن جرير الطبري العامي صاحب التاريخ والتفسير من جهة الاشتراك في الاسم وهو وهم.

 9 - حذو النعل بالنعل :

ذكره ابن اسفنديار في تاريخ طبرستان ص 130، قائلا: ومن أشهر تصانيفه: " المسترشد " وكتاب حذو النعل بالنعل كما تقدم.

فهذا: ما وصل إلينا من آثاره العلمية، ولعل هناك آثارا أخرى للمؤلف رحمه الله، بقيت في مخابئ الارض، وزوايا المكتبات العامة والخاصة التي لم تصل إلينا، وما وصلت يدنا إليها يحتاج إلى التحقيق، إذ لم يستقص في هذا المجال حق الاستقصاء التام الشامل لعامة المكتبات الموجودة في الشرق والغرب من الهند، واليمن، وتركيا (إسطانبول) ومصر، وإفريقيا، والاندلس (إسبانيا) والحجاز، وفرنسا، وبريطانيا، و أمريكا والمغرب، وغيرها من المدن، من العراق وإيران، إذ نجد في كل شهر وعام، يصدر من كل منها كتاب جديد أو نشرة جديدة تنبئ عن وجود شئ من التراث القديمة والنسخ التي تمر عليها قرون من ثلاث مأة وأربع مأة إلى ألف عام فصاعدا.

 والاستقصاء في كل منها بحاجة إلى لجاب ثقافية، ودعمها الشامل


[ 84 ]

لتقوم بدويها الفعال دون وقفة وتمهال وتسويف، كذلك المؤتمرات الناتجة من الافكار السليمة البعيدة عن كل تحزب وتشويه وهذا من سوء حظ أرباب العلم أنهم أحيانا يواجهون من لا شأن له في هذا الوادي، إلا أنه يملك مفاتيح الخزائن للمراكز الثقافية والعلمية والدينية، فيتواضع لمن ملكه، ويركع أمامه للدنيا، والتراث دفين، ولا يختص بمكان وزمان، بل أصبحت هذه المشكلة عامة البلوى، حتى وصلت إلى مجامعنا التراثية، وجامعاتنا التربوية كما نسمع ونرى.

ولا تختص هذه البلية بمؤلف كتابنا فحسب بل كتب البلاء على الولاء ثم الامثل، هذا شيخنا المفيد معلم الامة (رحمه الله)، حيث تكون مؤلفاته مكتبة غنية تتجاوز أكثر من مائتين وخمسين مؤلفا، والذي وصل منها إلينا لم يبلغ الاربعين، ومثله شيخ الطائفة، وعلم الهدى المرتضى، و الموسوي السيد الرضي رحمهم الله جميعا، قرنا بعد قرن، من نصير الملة والدين الفيلسوف الطوسي رحمه الله، إلى الفقيه العلامة الحلي، ومن الصاحب ابن عباد، إلى يومنا هذا، كانت مكتبة أهل البيت (ع) تعاني مما تعرضت له من الحوادث بالرغم من أنها غنية بالذات وبالقوة في جميع المجالات العلمية، من الادب، والمنطق، والكلام، والاصول، إلى الفقه والتفسير، والتاريخ، وإلى الطب، والفن، والاخلاق، والفلسفة، والرياضيات والفلكيات، وعلم النفس والاجتماع.

وأما التي في أيدينا من العلوم بالفعل ليست إلا حبة من سنبلة، و غرفة من بحر وغيض من فيض.

 


[ 85 ]

وفي ختام هذه المقدمة، ألفت نظر الباحثين الكرام، إلى أمور: الاول، أن الكمال لله وحده، وأن الانسان قد يقع في السهو والنسيان فبناء على هذا، إذا وجد هنا سهو قلم أو خطأ، فيرجى من السادة العلماء التذكير والتنبيه على ما يرون من الاخطاء، وأعلن بكل صراحة أني مستعد لقبول كل نقد بناء من كل إنسان مؤمن بالله لا يريد إلا الخير.

الثاني: يوجد في الكتاب بعض المطالب ذكره المؤلف رحمه الله دون أن يشير إلى مصدر أو مأخذ، وحاولت بكل الجهد والسعي، وأخرجت جل محتويات الكتاب عن مصدر أو مصادر من مخطوط أو المطبوع، وذكرت المصادر في الهامش والتعليق أيضا، بذكر الكتاب والمجلد والصفحة والطبعة، إلا أن هناك بعض المطالب الذي ذكره المصنف (رحمه الله) قبل ألف سنة، وذلك اليوم لم يكن في متناول أيدي المصنفين، والمؤلفين من وسائل التأليف الفني، كما يتداول اليوم، ولعلهم كانوا ينقلون شفهيا، دون أن يدونوا أو يسجلوا في دفاترهم وكتبهم.

وأما المصادر الموجودة مع توفرها وكثرتها فلم تغن المكتبات رغم وجود المخطوطات والمطبوعات، فإن كثيرا من المصادر المخطوطة بعد مفقودة، أو في غير متناول الايدي، والذي يتناول أيضا يحتاج إلى الاخراج والتحقيق والتعليق كما تقدم، فإذا يبقي كثير من المطالب بدون مأخذ، وأحيانا نجد في الكتاب حديثا أو أكثر لم نجده في غيره، وذلك كما لا يدل على بطلان الحديث - لانه عدم الوجدان


[ 86 ]

لا يدل على عدم الوحود - لا يكون أيضا حجة، لان القضايا الدينية لا تبني على المتفردات التي لا شاهد لها، ولكن أبقيناه بحاله فلعلنا أو من يظفر على شاهد له، وأما عدم العثور على مصدر له أيضا لا يدل على بطلانه في الواقع فلعله أسقط عن بعض تعمدا (1) أو سهوا أو نسيانا، أو لعروض سانحة، وبالجملة لا نلتزم بصحته ولا ببطلانه فأبقيناه في الكتاب كما ذكر المؤلف، حفظا للامانة، وأداء للحق، وأملا في المستقبل.

 فهذا المرشد العظيم يرشدنا بمسترشده إلى من كان يقول: لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وأهل الانجيل بإنجيلهم، وأهل الزبور بزبورهم وأهل الفرقان بفرقانهم، وإلى من كان يشير إلى صدره ويقول: هاه..  إن هاهنا لعلما جما.

 فإلى " المسترشد " ودلائله الواضحة، وآدابه الحميدة وتبيين المناقب الجلية.

بقي هنا شيء وهو: أني لم أشر إلى سنة ولادة المؤلف ولا عام وفاته إذ لم يتعرض أحد من المترجمين في رجالهم، وهذا أيضا من حظ المؤلف، إذ ترجمه من هو أقرب العهد إليه كالنجاشي والشيخ الطوسي و المفيد، مع عنايتهم التامة بشأنه ومؤلفاته، ومع ذلك لم يتعرضوا لذكر


(1) - كما نشاهد هذا اليوم في كثير من الكتب المطبوعة من الفريقين، أليس من الافضل أن لا نتصرف في كتب القدماء، ولا نفسر الكلام ما لا يرضى صاحبه، لان كل مؤلف ومحقق هو مسئول عما يكتب، إلا من سهو قلم أو ما لا يلائم الشريعة السمحاء ؟ !.

 


[ 87 ]

عام ولادته وحتى سنة وفاته شيئا.

 نعم ذكر بعض المتأخرين عام ولادته كما في معجم المؤلفين وبعض آخر أشار إلى عام ولادته (226)، وإلى ان عام وفاته (310)، إلا أنه لا نملك دليلا وافيا يدل على ذلك، فكما قال المدرس التبريزي في ريحانة الادب: لم نعثر على عام وفاته رحمه الله تعالى، ونقول: فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

 هذا ما وصل من ترجمته رحمه الله، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

 


[ 88 ]

 


[ 89 ]

 

ملخص ما قمنا به من عمل التحقيق في هذا الكتاب


[ 90 ]

" ا ": استنسخنا الكتاب وقابلناه مع النسخ الموجودة، وذكرنا موارد الاختلاف، وجعلنا المخطوطتين الموجودتين في المكتبة الحسينية الشوشترية، ومكتبة السيد الحكيم (ره) في النجف الاشرف هما الاصل، إذ كانتا تطابقان المطبوع.

 " ب ": قدمنا مقدمة بحثنا فيها عن الكتاب والمؤلف، فأوردنا ما وجدنا من كلمات أرباب الفن والتحقيق حولهما، وتبيين آرائهم، كما أشرنا فيها إلى سائر آثاره العلمية والتراثية.

 " جـ ": خرجنا النصوص عن مصادرها ومظانها فأشرنا إليها، وتكثير الشواهد، وكذلك تتميم السقطات الموجودة في الكتاب مما تعرضت له إثر الحوادث من الامكنة والازمان على قدر الامكان.

 " د ": شكلنا الآيات، والخطب الموجودة والاحاديث الواردة في الكتاب، وتكميلها حسب الضرورة والاقتضاء.

 " هـ ": صححنا أسماء الاعلام والرواة وضبطها، وترجمة الرجال مع مراجعة كتب التراجم والسير، وتبويب الفصول والمواضيع على نهج المصنف رحمه الله.

 " و ": وضعنا الفهارس الفنية لآيات الكريمة القرآنية والاحاديث الشريفة، والابيات الشعرية، والاعلام، والامكنة والايام، والكتب والمؤلفات المذكورة في الهامش.

 


[ 91 ]

وأحمد الله تعالى على ما أنعم علي بتوفيقه لما قمت بهذا العمل الشريف المتواضع راجيا منه القبول يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى بالحسنات والقلب السليم.

(ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).

 شوال 1410 هـ

قم المقدسة

وكتب

الشيخ أحمد المحمودي


[ 93 ]

 

نماذج مصورة من نسخ الكتاب


[ 94 ]

 

الصورة الفتوغرافية الوقفية لكتاب (المسترشد) بخط العلامة المجلسي (ره).


[ 95 ]

نص الوقفية بخط العلامة المجلسي رحمه الله لكتاب " المسترشد "

هو الواقف على الضماير

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى

أما بعد فهذا الكتاب المستطاب ما عمل وصنع واستنسخ، من نماء الحمام الواقع في أراضي نفشجهان ببلدة إصفهان، من أوقاف السلطان الاعظم والخاقان الاعدل الاكرم، محيي مراسم الشريعة الغراء، مشيد قواعد الملة البيضاء، فرع الشجرة الطيبة النبوية، غصن الدوحة العلية العلوية، ممهد أساس الدين المبين ومروج آثار آبائه الطاهرين، أعني السلطان بن السلطان، والخاقانا بن الخاقان، أبا المظفر سلطان سليمان الموسوي الصفوي بهادر خان شد الله أطناب دولته بأوتاد الخلود، وزين سرير سلطنته بدرر الغر والسعود، فوقفته بأمره الاعلى على الشيعة الامامية الاثنى عشرية وقفا بتا، الا يباع ولا يشترى، ولا يوهب ولا يحبس من مستحقه، وجعلت توليته والنظر فيه لنفسي ثم لمن عينته لتوليته أوقافي، ثم لمن عينه هذا المتولي، وهكذا، ثم إلى العالم المحدث الصالح المتوطن في بلدة إصفهان، ومع التشاح إلى من أخرجته القرعة منهم.

 فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه.

 وكتب الداعي لخلود الدولة القاهرة: محمد باقر بن محمد تقي المجلسي عفى الله عنهما في شهر ذي القعدة الحرام لسنة خمس وتسعين بعد الالف.

 والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على سيد المرسلين محمد وعترته الاكرمين. محل خاتمه محمد باقر العلوم.


[ 96 ]

النموذج (2)

 


[ 97 ]

الصفحة الثانية الفتوغرافية الموقوفة لكتاب (المسترشد)، ن. "ش"


[ 98 ]

النموذج (3)

الصفحة الأولى من مخطوطة مكتبة السيد الحكيم (ره) بخط الشيخ محمد السماوي

 


[ 99 ]

النموذج (4)

 

الصفحة الأخيرة الفتوغرافية الموقوفة لكتاب (المسترشد)، ن. "ش"

 


[ 100 ]

النموذج (5)

 


[ 101 ]

النموذج (6)

 


[ 102 ]

النموذج (7)

 

الصفحة الأولى من النسخة الخطية الثانية في المكتبة الرضوية

 


[ 103 ]

النموذج (8)

 

الصفحة الثانية من مخطوطة المكتبة الرضوية من النسخة الثانية

 


[ 104 ]

النموذج (9)

 

الصفحة الأخيرة من النسخة الخطية في المكتبة الرضوية بآستان قدس برقم 7963

 


[ 105 ]

النموذج (10)

 


[ 106 ]

النموذج (11)

 


[ 107 ]

النموذج (12)

 


[ 108 ]

 


[ 109 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

بدأت باستنساخ الكتاب يوم الجمعة الثالث من شهر صفر

لسنة (1398) في دار العلم قم المقدسة.