النصرة لسيد العترة في حرب البصرة

النصرة لسيد العترة في حرب البصرة

الشيخ المفيد

[47]

المقدمة : في سبب تأليف الكتاب :

الحمد لله الذي ضمن النصر لناصريه و أعان على الحق بتوفيقه متبعيه و خذل من عند عن دينه و ألحد فيه و صلاته على صفوته من خلقه و محبيه محمد و آله المخصوصين بالطهارة و التنزيه.

و بعد سألت أيدك الله بتوفيقه أن أورد لك ذكر الاختلاف بين أهل القبلة في حديث الفتنة بالبصرة و ما كان بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

[48]

و بين عائشة و طلحة و الزبير من الحرب المهولة في ذلك و المقال و مذهب كل فريق من الأمة فيه على شرح له و بيان و إثبات سبب هذه الفتنة و الأخبار التي جاءت فيما جرى بين القوم من القتال و الفعال فإن كل كتاب صنف في هذا الفن قد تضمن أخبارا تلتبس معانيها على جمهور الناس و لم يأت أحد من المصنفين بذكر الحرب في هذه الفتنة على الترتيب و النظام بل خلطوا الأخبار فيها خلطا لم يحصل معه تصور الخلل فيما كان بين الجميع فيه على الظهور و التبيان للذي جاء.

فقد جمعت لك أيدك الله كل ما صدر عنهم و أثبته في هذا الكتاب برهانا يفضي الناظر فيه إلى صحة الاعتقاد في أحكام القوم بأسمائهم بأعمالهم و ما فيها من الكفر و الإيمان و الطاعة و العصيان و التبين و الضلال لتعلم وفقك الله بالنظر و الاعتبار و تخرج بذلك من التقليد الموبق لصاحبه لتظفر بالحق و يزول عنك الاشتباه الذي التبس عليك الأمر فيما كان هناك و أجبتك إلى ما سألت معتصما بالله عز و جل و سائلا لك التوفيق و الرشاد و بالله أستعين .

[49]

حرب الجمل