تحذير شباب قريش من الحرب :
و روى محمد بن عبد الله بن عبيد عن عمرو بن دينار عن صفوان قال : لما تصاف الناس يوم الجمل صاح صائح من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يا معاشر شباب قريش أراكم قد لججتم و غلبتم على أمركم هذا و إني أنشدكم الله أن تحقنوا دماءكم و لا تقتلوا أنفسكم اتقوا الأشتر النخعي و جندب بن زهير العامري فإن الأشتر نشر درعه حتى يعفو أثره و إن جندبا يخرم درعه حتى يشمر عنه و في رايته علامة حمراء فلما التقى الناس أقبل الأشتر و جندب قبال الجمل يرفلان في السلاح حتى قتلا عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد و معبد بن زهير بن خلف بن أمية و عمد جندب لابن الزبير فلما عرفه قال أتركك لعائشة.
و روى محمد بن عبد الله بن عبيد بن أبي وهب قال : قطعت يوم الجمل يد عبد الرحمن و فيها الخاتم فأخذه نثر فطرحه باليمامة فأخذه أهل اليمامة و اقتلعوا حجره و كان ياقوتا فابتاعه رجل منهم بخمسمائة دينار فقدم به مكة فباعه بربح عظيم.
و روى محمد بن موسى عن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال : سمعت معاذ بن عبيد
[365]
الله التميمي و كان قد حضر الجمل يقول لما التقينا و اصطففنا نادى منادي علي بن أبي طالب (عليه السلام) يا معاشر قريش اتقوا الله على أنفسكم فإني أعلم أنكم قد خرجتم و ظننتم أن الأمر لا يبلغ إلى هذا فالله الله في أنفسكم فإن السيف ليس له بقيا فإن أحببتم فانصرفوا حتى نحاكم هؤلاء القوم و إن أحببتم فإلي فإنكم آمنون بأمان الله قال فاستحيينا أشد الحياء و أبصرنا ما نحن فيه و لكن الحفاظ حملنا على الصبر مع عائشة حتى قتل من قتل منا فو الله لقد رأيت أصحاب علي (عليه السلام) و قد وصلوا إلى الجمل و صاح منهم صائح اعقروه فعقروه فوقع .
فنادى علي (عليه السلام) : من طرح السلاح فهو آمن و من دخل بيته فهو آمن .
فو الله ما رأيت أكرم عفوا منه.
و روى سليمان بن عبد الله بن عويمر الأسلمي قال : قال ابن الزبير إني لواقف في يمين رجل من قريش إذ صاح صائح يا معشر قريش أحذركم الرجلين جندب العامري و الأشتر النخعي قال و سمعت عمارا يقول لأصحابنا ما تريدون و ما تطلبون فناديناه نطلب بدم عثمان فإن خليتم بيننا و بين قتلته رجعنا عنكم فقال عمار لو سألتمونا أن ترجعوا عنا بئس الفحل فإنه ألأم الغنم فحلا و شرها لجما ما أعطيناكموه ثم التحم القتال و ناديناهم مكنونا من قتلة عثمان و نرجع عنكم فنادانا عمار قد فعلنا هذه عائشة و طلحة و الزبير قتلوه عطشا فابدءوا بهم فإذا فرغتم منهم تعالوا إلينا نبذل لكم الحق فأسكت و الله أصحاب الجمل كلهم .
[366]
حرب الجمل