حديث معاذ بن عبيد الله عن حرب الجمل :

و روى الواقدي قال حدثنا هشام بن سعد عن عباس بن عبد الله بن معبد عن معاذ بن عبيد الله التميمي قال : لما قدمنا البصرة مع عائشة و أقمنا ما أقمنا ندعوا الناس إلى نصرتنا و القيام معنا فالقابل لما ندعوا إليه و الآبي له و نحن على ما نحن عليه نقول لا نقاتل ابن أبي طالب أبدا إلى أن قيل قد نزل علي فما أدري متى نشبت الحرب أنشبها الصبيان و أوقدها العبيد و إذا الجمل رحل و الناس يهوون إلى القتال و إذا عسكر علي قد تحرك فبادر أصحابنا فرموا و جلبوا و صيحوا و أكثروا فسمعت عائشة تقول هذا أول الفشل و علي (عليه السلام) و عسكره لا ينسبون ثم صف علي (عليه السلام) أصحابه و ولى الرايات مواضعها و أعطى ابنه محمدا الراية العظمى راية بيضاء تملأ الرمح ثم وقف علي (عليه السلام) في القلب و حمل

[374]

سرعان الميمنة و الميسرة و حمل سرعان القلب .

فأسمع عليا ينادي ابنه تقدم بالراية و توسط القلب فينكر من تقدمك فإن جالوا أو دفعوا يلحقك من تأخر عنك و كان خلفك ثم سمعته يقول أصحابك أمامك تقدم تقدم و تقدم علي و الراية بين كتفيه و جرد سيفه و ضرب رجلا فأبان زنده .

ثم انتهى إلى الجمل و قد اجتمع الناس حوله و اختلطوا و أحدقوا به من كل جانب و ناحية و استجن الناس تحت بطان الجمل فأنظر و الله إلى علي (عليه السلام) يصيح بمحمد بن أبي بكر أقطع البطان و أرى عليا قد قتل ممن أخذ بخطام الجمل عشرة بيده و كلما قتل رجلا مسح سيفه بثيابه ثم جاوزه حتى صرنا في أيديهم كأننا غنم نساق فانصرمنا حينئذ أمرنا و تلاومنا و ندمنا .

[375]

حرب الجمل