هودج عائشة :

و روى الواقدي عن ابن الزبير قال : خرجت عائشة يوم البصرة على جملها عسكر و قد اتخذت عليه خدرا و دقته بالدروع خشية أن يخلص إليها النبل و سار إليهم علي بن أبي طالب حتى التقوا و اقتتلوا قتالا شديدا و أخذ بخطام الجمل يومئذ سبعون رجلا من قريش كلهم قتل و جرح مروان بن الحكم و عبد الله بن الزبير و رأيتهما جريحين فلما قتلت تلك العصابة من قريش أخذ رجال كثير من بني ضبة بخطام الجمل فقتلوا عن آخرهم و لم يأخذ بخطامه أحد إلا قتل حتى غرق الجمل بدماء القتلى و تقدم محمد بن أبي بكر فقطع بطان الجمل و حمل الخدر و معه أصحابه و فيه عائشة حتى أنزلوها بعض دور البصرة و ولى الزبير منهزما فأدركه ابن جرموز فقتله و لما رأى مروان توجه الأمر على أصحاب الجمل نظر إلى طلحة و هو يريد الهرب فقال و الله لا يفوتني ثاري من عثمان فرماه بسهم قطع أكحله فسقط بدمه و حمل من موضعه و هو يقول إنا لله هذا سهم لم يأتني من بعد ما أراه إلا من

[377]

معسكرنا و الله ما رأيت مصرع شيخ أضيع من مصرعي ثم لم يلبث أن هلك.

و روى الواقدي أيضا عن موسى بن عبد الله عن الحسين بن عطية عن أبيه قال : شهدت الجمل مع علي (عليه السلام) فلقد رأيت جمل عائشة و عليه هودجها و عليه دروع الحديد ثم لقد رأيت فيه من النبل و النشاب أمرا عظيما ثم عقر فما سمعت كصوته شيئا قط و نادى أصحاب علي (عليه السلام) عليكم الجمل فاعقروه فشدت عليه رجال فعقروه فوقع لجنبه.

و روى يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : نظرت الهودج يوم الجمل و هو كأنه قنفذ من النشاب و النبل.

و روى ابن أبي سبرة عن علقمة بن أبي علقمة عن أبيه قال : جعلنا الهودج من خشب فيه مسامير الحديد و فوقه دروع من حديد و فوقها طيالسة من خز أخضر و فوق ذلك أدم أحمر و جعلنا لعائشة منه منظر العين فما أغنى ذلك عنها من القوم .

[378]

حرب الجمل