كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أهل المدينة :

ثم رجع إلى خيمته فاستدعى عبيد الله بن أبي رافع كاتبه و قال اكتب إلى أهل المدينة بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي بن أبي طالب سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله بمنه و فضله و حسن بلائه عندي و عندكم حكم عدل و قد قال سبحانه في كتابه و قوله الحق إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ و إني مخبركم عنا و عمن سرنا إليه من جموع أهل البصرة و من سار إليهم من قريش و غيرهم مع طلحة و الزبير و نكثهما على ما قد علمتم من بيعتي و هما طائعان غير مكرهين فخرجت من عندكم فيمن خرجت ممن سارع إلى بيعتي و إلى الحق حتى نزلت ذا قار فنفر معي من نفر من أهل الكوفة و قدم طلحة و الزبير البصرة و صنعا بعاملي عثمان بن حنيف ما صنعا فقدمت إليهم الرسل و أعذرت كل الأعذار ثم نزلت ظهر البصرة فأعذرت بالدعاء و قدمت الحجة و أقلت العثرة و الزلة و استتبتهما و من معهما من نكثهم بيعتي و نقضهما عهدي فأبوا إلا قتالي و قتال من معي و التمادي في الغي فلم أجد بدا من مناصفتهم لي فناصفتهم بالجهاد فقتل الله من قتل منهم ناكثا و ولى من ولى منهم و غمدت

[396]

السيوف عنهم و أخذت بالعفو فيهم و أجريت الحق و السنة في حكمهم و اخترت لهم عاملا استعمله عليهم و هو عبد الله بن العباس و إني سائر إلى الكوفة إن شاء الله تعالى و كتب عبيد الله بن أبي رافع في جمادى الأولى من سنة ست و ثلاثين من الهجرة .

[397]

حرب الجمل