زهد أمير المؤمنين (عليه السلام) :
ثم نزل (عليه السلام) و استدعى جماعة من أصحابه فمشوا معه حتى دخل بيت المال و أرسل إلى القراء فدعاهم و دعا الخزان و أمرهم بفتح الأبواب التي داخلها المال فلما رأى كثرة المال قال هذا جناي و خياره فيه ثم قسم المال بين
[401]
أصحابه فأصاب كل رجل منهم ستة آلاف ألف درهم و كان أصحابه اثني عشر ألفا و أخذ هو (عليه السلام) كأحدهم فبينا هم على تلك الحالة إذ أتاه آت فقال يا أمير المؤمنين إن اسمي سقط من كتابك و قد رأيت من البلاء ما رأيت فدفع سهمه إلى ذلك الرجل.
و روى الثوري عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود قال : لقد رأيت بالبصرة عجبا لما قدم طلحة و الزبير قد أرسلا إلى أناس من أهل البصرة و أنا فيهم فدخلنا بيت المال معهما فلما رأيا ما فيه من الأموال قالا هذا ما وعدنا الله و رسوله ثم تليا هذه الآية وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ ... إلى آخر الآية و قالا نحن أحق بهذا المال من كل أحد فلما كان من أمر القوم ما كان دعانا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فدخلنا معه بيت المال .
فلما رأى ما فيه ضرب
[402]
إحدى يديه على أخرى و قال : يا صفراء يا بيضاء غري غيري .
و قسمه بين أصحابه بالسوية حتى لم يبق إلا خمسمائة درهم عزلها لنفسه ; فجاءه رجل , فقال : إن اسمي سقط من كتابك .
فقال (عليه السلام) : ردوها عليه .
ثم قال : الحمد لله الذي لم يصل إلي من هذا المال شيء و وفره على المسلمين .
حرب الجمل