كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى قرظة بن كعب و أهل الكوفة :

و روى عمر بن سعد عن يزيد بن أبي الصلت عن عامر الأسدي : إن عليا كتب بفتح البصرة مع عمرو بن سلمة الأرحبي إلى أهل الكوفة من عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى قرظة بن كعب و من قبله من المسلمين سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنا لقينا القوم الناكثين لبيعتنا المفرقين لجماعتنا الباغين علينا من أمتنا فحاججناهم إلى الله فنصرنا الله عليهم و قتل طلحة و الزبير و قد تقدمت إليهما بالمعذرة و استشهدت عليهما صلحاء الأمة و نكثهما بالبيعة فما أطاعا المرشدين و لا أجابا الناصحين و لاذ أهل البصرة بعائشة فقتل حولها عالم جم لا يحصي عددهم إلا الله ثم ضرب الله وجه بقيتهم فأدبروا فما كانت ناقة الحجر بأشأم منها على أهل ذلك المصر مع ما جاءت به من الحوب الكبير في معصيتها لربها و نبيها و اغترار من اغتر بها و ما صنعته من التفرقة بين المؤمنين و سفك دماء المسلمين بلا بينة و لا معذرة و لا حجة لها فلما هزمهم الله أمرت أن لا يقتل مدبرا و لا يجهز على جريح و لا يكشف عورة و لا يهتك ستر و لا يدخل دار إلا

[404]

بإذن أهلها و قد آمنت الناس و قد استشهد منا رجال صالحون ضاعف الله لهم الحسنات و رفع درجاتهم و أثابهم ثواب الصابرين و جزاهم من أهل مصر عن أهل بيت نبيهم أحسن ما يجزي العاملين بطاعته و الشاكرين لنعمته فقد سمعتم و أطعتم و دعيتم فأجبتم فنعم الإخوان و الأعوان على الحق أنتم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كتب عبيد الله بن أبي رافع في رجب سنة ست و ثلاثين .

[405]

حرب الجمل