فصل في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) في أهل البصرة :
و روى فطر بن خليفة عن منذر الثوري قال : لما انهزم الناس يوم الجمل أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) مناديا ينادي أن لا يجهزوا على جريح و لا يتبعوا مدبرا و قسم ما حواه العسكر من السلاح و الكراع.
و روى سفيان بن سعيد قال : قال عمار رضي الله عنه لأمير المؤمنين (عليه السلام) ما ترى في سبي الذرية قال ما أرى عليهم من سبيل إنما قاتلنا من قاتلنا و لما قسم ما حواه العسكر قال له بعض القراء من أصحابه اقسم لنا من ذراريهم و أموالهم و إلا فما الذي أحل دماءهم و لم يحل أموالهم .
فقال (عليه السلام) : هذه الذرية لا سبيل عليها و هم في دار هجرة و إنما قتلنا من حاربنا و بغى علينا ; و أما أموالهم فهي ميراث لمستحقيها من أرحامهم .
فقال عمار : أ لا نتبع مدبرهم و لا نجهز على جريحهم ؟
فقال (عليه السلام) : لا لأني آمنتهم .
و روى سعد بن جشم عن خارجة بن مصعب عن أبيه قال : شهدنا مع
[406]
أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمل فلما ظفرنا بهم خرجنا في طلب الطعام فجعلنا نمر بالذهب و الفضة فلا نتعرض له و إذا وجدنا الطعام أصبنا منه .
قال : و قسم علي (عليه السلام) ما وجده في العسكر من طيب بين نسائنا ; و قال (عليه السلام) : مروا نساء هؤلاء المقتولين من أهل البصرة أن يعتدن منهم و لنقسم أموالهم في أهلهم فهي ميراث لهم على فريضة من الله .
قال : و كان إذا أتي بأسير منهم فإن كان قد قتل قتله و إن لم تقم عليه بينة بالقتل أطلقه و لما قسم ما حواه العسكر أمر بفرس فيه كادت أن تباع فقام إليه رجل قال يا أمير المؤمنين هذه الفرس كانت لي و إنما أعرتها لفلان و لم أدر أنه يخرج عليها فسأله البينة على ذلك فأقام البينة إنها عارية فردها و قسم ما سوى ذلك .
[407]
حرب الجمل