خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذم أهل البصرة :

و روى نصر عن عمر بن سعد عن أبي خالد عن عبد الله بن عاصم عن محمد بن بشر الهمداني عن الحارث بن سريع قال : لما ظهر أمير المؤمنين (عليه السلام) على أهل البصرة و قسم ما حواه العسكر قام فيهم خطيبا فحمد الله و أثنى عليه و صلى على رسوله و قال :

أيها الناس إن الله عز و جل ذو رحمة واسعة و مغفرة دائمة لأهل طاعته و قضى أن نقمته و عقابه على أهل معصيته .

يا أهل البصرة : يا أهل المؤتفكة ; و يا جند المرأة و أتباع البهيمة ; رغا فأجبتم و عقر فانهزمتم , أحلامكم دقاق , و عهدكم شقاق , و دينكم نفاق , و أنتم فسقة مراق .

يا أهل البصرة : أنتم شر خلق الله أرضكم قريبة من الماء بعيدة من السماء خفت عقولكم و سفهت أحلامكم شهرتم سيوفكم و سفكتم دماءكم و خالفتم إمامكم فأنتم أكلة الآكل و فريسة الظافر فالنار لكم مدخر و العار لكم مفخر .

يا أهل البصرة : نكثتم بيعتي و ظاهرتم على ذوي عداوتي فما ظنكم يا أهل البصرة الآن

[408]

فقام رجال منهم , فقالوا : نظن خيرا يا أمير المؤمنين و نرى أنك ظفرت و قدرت فإن عاقبت فقد أجرمنا و إن عفوت فالعفو أحب إلى رب العالمين .

فقال (عليه السلام) : قد عفوت عنكم فإياكم و الفتنة فإنكم أول من نكث البيعة و شق عصا الأمة فارجعوا عن الحوبة و أخلصوا فيما بينكم و بين الله بالتوبة .

و لما فرغ (عليه السلام) من خطبته و كلامه لأهل البصرة ركب بغلته و اجتمع إليه جماعة من شرطة الخميس و طوائف من الناس .

[409]

حرب الجمل