استخلاف ابن عباس على البصرة :

و روى الواقدي عن رجاله قال : لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) الخروج من البصرة استخلف عليها عبد الله بن العباس و أوصاه و كان في وصيته له أن قال :

يا ابن عباس , عليك بتقوى الله , و العدل بمن وليت عليه , و أن تبسط للناس وجهك , و توسع عليهم مجلسك , و تسعهم بحلمك , و إياك و الغضب فإنه طيرة من الشيطان , و إياك و الهوى فإنه يصدك عن سبيل الله , و اعلم أن ما قربك من الله فهو مباعدك من النار , و ما باعدك من الله فهو مقربك من النار , و اذكر الله كثيرا , و لا تكن من الغافلين .

و روى أبو مخنف لوط بن يحيى قال : لما استعمل أمير المؤمنين (عليه السلام) عبد الله بن العباس على البصرة خطب الناس فحمد الله و أثنى عليه و صلى على رسوله ثم قال يا معاشر الناس قد استخلفت عليكم عبد الله بن العباس فاسمعوا له و أطيعوا أمره ما أطاع الله و رسوله فإن أحدث فيكم أو زاغ عن الحق فأعلموني أعزله عنكم فإني

[421]

أرجو أن أجده عفيفا تقيا ورعا و إني لم أوله عليكم إلا و أنا أظن ذلك به غفر الله لنا و لكم .

فأقام عبد الله بالبصرة حتى عمل أمير المؤمنين (عليه السلام) على التوجه إلى الشام فاستخلف عليها زياد ابن أبيه و ضم إليه أبا الأسود الدؤلي و لحق بأمير المؤمنين (عليه السلام) حتى سار إلى صفين .

[422]

حرب الجمل