اعتراض ابن الزبير على أبيه :

و لما استقر الأمر عند القوم بعد خروج عثمان بن حنيف و علم طلحة و الزبير و عائشة أن أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قار ينتظر الجموع و أنه لا يصبر على ما فعلوه بصاحبه و المسلمين أمرت عائشة الزبير أن يستنفر الناس إليه فخطبهم الزبير و أمرهم بالجد و الاجتهاد و قال لهم إن عدوكم قد أظلكم و الله لئن ظفر بكم لا ترك لكم عينا تطرف فانهضوا إليه حتى نكبس عليه قبل أن تلحقه أنصاره ; و قال لهم : امضوا فخذوا أعطيتكم .

فلما رجع إلى منزله , قال له ابنه عبد الله : أمرت الناس أن يأخذوا أعطيتهم ليتفرقوا بالمال قبل أن يأتي علي بن أبي طالب فتضعف ; بئس الرأي الذي رأيت .

فقال له الزبير : اسكت ويلك ما كان غير الذي قلت .

فقال له طلحة : صدق عبد الله و ما ينبغي أن يسلم هذا المال حتى يقرب منا علي فنضعه في مواضعه فيمن يدفعه عنا .

فغضب الزبير و قال و الله لو لم يبق إلا درهم واحد لأعطيته .

فلامته عائشة على ذلك و وافق رأيها رأي الرجلين .

فقال الزبير : لتدعوني أو لألحقن بمعاوية فقد بايع بالشام الناس فأمسكوا عنه .

[288]

حرب الجمل