تردد الزبير في حرب أمير المؤمنين (عليه السلام) :

و روى داود بن أبي هند عن أبي عمرة مولى الزبير : أن الزبير قال يومئذ أ لا ألف فارس أ لا خمسمائة فارس ينهضون معي الساعة لأسير بهم إلى علي بن أبي طالب فإما أن أبيته بياتا أو أصحبه صباحا لعلي أقتله قبل أن يأتيه مدده .

فلم يخف معه أحد .

فاغتاظ لذلك , و قال : هذه و الله الفتنة التي كنا نحدث بها .

فقال له مولاه أبو عمرة : رحمك الله يا أبا عبد الله تسميها فتنة ثم ترى القتال فيها .

فقال ويحك : إنا نبصر و لكن لا نصبر .

ثم قال بعد ذلك بيوم أو يومين : و الله ما كان أمر قط إلا علمت أين أضع قدمي فيه إلا هذا الأمر فإني لم أدر أنا فيه مقبل أو مدبر .

فقال له ابنه عبد الله : و الله ما بك هذا , و إنا لنتعامى , فما يحملك على هذا القول ; إلا أنك أحسست برايات علي بن أبي طالب قد أظلت , و علمت أن الموت الناقع تحتها .

فقال له : اعزب ويحك فإنك لا علم لك بالأمور.

[289]

و روى الحارث بن الفضل عن أبي عبد الله الأغر : أن الزبير بن العوام قال لابنه يومئذ ويلك لا تدعنا على حال أنت و الله قطعت بيننا و فرقت ألفتنا بما بليت به من هذا المسير و ما كنت مباليا من ولي هذا الأمر و قام به و الله لا يقوم أحد من الناس إلا من قام مقام عمر بن الخطاب فيهم فمن ذا يقوم مقام عمر بن الخطاب فإن سرنا بسيرة عثمان قتلنا فما أصنع بهذا المسير و ضرب الناس بعضهم ببعض فقال له عبد الله ابنه أ فتدع عليا يستولي على الأمر و أنت تعلم أنه كان أحسن أهل الشورى عند عمر بن الخطاب و لقد أشار عمر و هو مطعون يقول لأهل الشورى ويلكم أطعموا عليا فيها لا يفتق في الإسلام فتقا عظيما و منوه حتى تجمعوا على رجل سواه.

و لما صار عثمان بن حنيف إلى ذي قار أقام بها مع أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو مريض يعالج حتى ورد على أمير المؤمنين (عليه السلام) أهل الكوفة .

[290]

حرب الجمل