تضعضع أصحاب الجمل :

و لما رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) جرأة القوم على القتال و صبرهم على الهلاك نادى أصحاب ميمنته أن يميلوا على ميسرة القوم و نادى أصحاب ميسرته أن يميلوا على ميمنتهم و وقف (عليه السلام) في القلب فما كان بأسرع من أن تضعضع القوم و أخذت السيوف من هاماتهم مآخذها فانكشفوا و قد قتل منهم ما لا يحصى كثرة و أصيب من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) نفر كثير ; و أحاطت الأزد بالجمل يقدمهم كعب بن سور و خطام الجمل بيده و اجتمع إليهم من كان أنفل بالهزيمة و نادت عائشة : يا بني ; الكرة ; الكرة , اصبروا فإني ضامنة لكم الجنة .

فحفوا بها من كل جانب و استقدموا حتى دنوا من عسكر أمير المؤمنين (عليه السلام) و ألقت عائشة نفسها بردة كانت معها و قلبت يمينها عن منكبها الأيمن إلى الأيسر و الأيسر إلى الأيمن كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصنع عند الاستسقاء ثم قالت ناولوني كفا من تراب فناولوها فحثت به في وجوه أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) و قالت : شاهت الوجوه كما فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأهل بدر .

[348]

قال : و جر كعب بن سور بالخطام , و قال : اللهم إن أردت أن تحقن الدماء و تطفئ هذه الفتنة فاقتل عليا .

و لما فعلت عائشة ما فعلت من قلب البرد و حصب أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالتراب .

قال (عليه السلام) : و ما رميت إذ رميت يا عائشة , و لكن الشيطان رمى , و ليعودن وبالك عليك إن شاء الله .

حرب الجمل