بشر العامري و حذيفة :
و فيما كان من أمر الجمل و قطع أيدي الآخذين بخطامه و جذ أقدامهم ما رواه مسلمة بن عمارة , قال :حدثني بشر العامري : أقبلت من نحو المدينة أريد الكوفة في زمن عثمان فلقيت علجا قد جعل على وجه حماره ورقة فيها قرآن فأعظمت ذلك و أخذت العلج و شتمته .
فقال : ما تريد مني ؟
قلت : ما هذا الذي صنعت ؟ ويلك تحمل على وجه حمارك ورقة من القرآن ؟
فقال : ويحك إن هذا و مثله مطروح على الكناسات و الحشوش عندنا ; إن كتب صاحبكم صارت تمزق و تلقى في الحشوش .
قال : فلقيت حذيفة فأخبرته ; فقال : قد فعلوا ذلك كأني بهم و قد ساروا بها و الذي بعث محمدا بالحق نبيا و الأزد و ضبة قد حفوا بها جذ الله أقدامهم .
قال : فحضرت الوقعة بالبصرة فنظرت إلى الأزد و ضبة و تميم حول
[353]
الجمل و نظرت إلى الأزد و قد قطعت أقدامهم من العراقيب و أسفل منها .
قال : و لما قتل كعب بن سور تقدم غلام من الحدان يقال له وائل بن عمر و هو يبكي و يقول :
يا رب فارحم سيد القبائل *** كعب بن سور غرة القنابل
و خير حاف منهم و ناعل *** و خير مقتول و خير قاتل
يا كعب فلتبشر بخير كامل *** بنصرك الحق و ترك الباطل
فخرج إليه رجل يقال له عبد الرحمن بن هاشم و هو يقول :
لا رحم الله ابن سور إذ مضى *** و لا تولاه بعفو و رضى
فقد قضى بالجور فيما قد قضى *** و دان بالكفر و لم يعص الهوى
و اتبع الضلال من أهل العمى *** فصار بالفتنة مع من قد هوى
ثم ضرب وائل بن عمر فقتله و برز رجل من بني قشير يقال له خيثمة بن الأسود و هو يقول :
نحن صحاب الجمل المكرم *** و مانعو هودجه المعظم
و ناصرو زوج النبي الأكرم *** ذلك دين الله فينا الأقدم
فخرج إليه رجل من شيعة علي (عليه السلام) يقال له عبيد الله بن سالم الربعي و هو يقول :
نحن مطيعون جميعا لعلي *** إذ أنت ساع في الفساد يا شقي
[354]
إن الغوي تابع أمر الغوي *** قد خالفت زوج النبي للنبي
و خرجت من بيتها مع من هوي
ثم ضرب يده بالسيف فقطعها و وقع لجنبه و رام أصحابه تخليصه فازدحموا عليه فوطئوه .
[355]
حرب الجمل