خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في حث أصحابه :

ثم قام خطيبا يتوكأ على قوس عربية فحمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه ثم قال :

أما بعد فإن الموت طالب حثيث لا يفوته الهارب و لا يعجزه فاقدموا و لا تنكلوا و هذه الأصوات التي تسمعونها من عدوكم فشل و اختلاف إنا كنا نؤمر في الحروب بالصمت فعضوا على النواجذ و اصبروا لوقع السيوف و الذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون علي من موت على الفراش فقاتلوهم صابرين محتسبين فإن الكتاب معكم و السنة معكم و من كانا معه فهو القوي اصدقوهم بالضرب فأي امرئ أحس من نفسه شجاعة و إقداما و صبرا عند اللقاء فلا يبطر به و لا يرى أن له فضلا على من هو دونه و إن رأى من أخيه فشلا أو ضعفا فليذب عنه كما يذب عن نفسه فإن الله لو شاء لجعله مثله .

[259]

حرب الجمل