صورة فتوغرافية من الصفحة الأولى للنسخة التي كانت هي الأصل
عند الطباعة تاريخ كتابتها 1080 هـ.
الله أحمد حمدا لا يضاهي على وجوب وجوده وإياه أشكر شكرا لا يتناهى على إفاضة خيره وجوده الذي من أتمه الاغتراف من مناهل عدله ومن أهمه الاعتراف بصدق رسله ومن أجمله الإيمان بخلافة أوصيائه ومن أكمله عرفان ما اختصهم به من صفات أنبيائه ومن أعمه اعتقاد ما أنزل فيهم من الآيات المحكمات ومن أتمه نصوص نبيه عليهم في الروايات المشهورات والاغراق فيما جاء من الله ورسوله في قيام خاتمهم والاشراق بما أظهر الأنام من فضايحهم ظالمهم والمجادلة لنصرة دينهم الذي هو الحق اليقين والمحاولة لرد شبهات المنافقين والتسرع إلى تخطية أيمة الضلال والتسرع في تصحيح؟ شرايع خير الآل فله الفضل الأشمل بما خلصنا من العلايق الدنية الجسمانية ومنه الطول الأكمل بما نجانا من العوايق الردية الظلمانية وبما أرسل على أرواحنا من شوارق أنواره وبما أسجل على نفوسنا من بوارق آثاره إنه الكريم المفضال ذو العز والجلال أما بعد فلما كان كمال الإيمان بمعرفة أئمة الأزمان بمنطوق شريف القرآن وجب صرف الهمة إليها في كل أوان لوجوب الاستمرار على الإيمان في كل آن وقد صنف علماؤنا رضوان الله عليهم في ذلك كتبا مقررة وألف فضلاؤنا في الرد على مخالفيهم أقوالا محررة وأجالوا في الحقايق والدقايق خواطرهم وأحالوا عن العلايق والعوايق نواظرهم ونصبوا في ذلك رايات المعقول والمسموع وأوضحوا آيات المستنبط المطبوع غير حايدين عن رواية الصدق المبين وغير ما يلين عن رعاية الحق اليقين فيستضي المتعرف بأنوار مصنفاتهم ويرتدي المتحرف بأسرار بيناتهم فأحببت أن أضع في ذلك كتابا متوسطا بين الخفيف والثقيل وأجمع من كتب الفريقين ما يقيى عن التطويل وإن كان فيما وضعوا كفاية فهذا زيادة في الحسنى وفيما صنعوا هداية فهو تأكيد للمعنى وكيف لا تصرف العناية إلى قوم هم الأحبار الأشم والأبحار الأخصم أحد السببين الذين من اعتلق بهما فاز قداحه وثاني الثقلين الذين من تعلق بهما أسفر عن جميل السرى صباحه ولايتهم نجاة في الأولى والرقبى مودتهم واجبة قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى فما من شرف تمد إليه الأبصار ولا من طرف يرتفع لديه الأقدار ولا بالله تعظيم فيه الأخطار ولألباب تقحم به الآثار ألا وقد جازته قادات الأطهار وحازته سادات الأبرار مع سعي المعاندين في إطفاء نورهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره وبغي الجاحدين
حياة المؤلف
رسالة سمح بها قلم العلامة أبي المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي دامت بركاته العالية، المسماة برياض الأقاحي في ترجمة العلامة البياضي.
الحمد لله الذي خلقنا في أحسن تقويم، وهدانا إلى الصراط المستقيم، وحبانا بجنة النعيم، وأكرمنا بالكوثر والتسنيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الغطارفة اللهاميم، سيما ابن عمه وخليفته أمير المؤمنين علي بن أبي طالب النبأ العظيم.
وبعد: يقول اللائذ العائذ بأبواب أهل بيت الوحي والسفارة، الفادي بنفسه ومهجته في إعلاء كلمتهم، ونشر علومهم، وبث آثارهم أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي حشره الله مع أحبته، وأخرجه من الدنيا بولايتهم.
إن أصحابنا شيعة آل الرسول الأكرم، وتبعة العترة الطاهرة، قد أتعبوا نفوسهم الزكية، وسهروا الليالي، وأجهدوا الأيام في تأليف كتب ورسائل، و تنسيق زبر وأسفار في المعتقدات، خصوصا مسألة الإمامة، فكم لهم فيها تصانيف رشيقة، وتآليف أنيقة، جزاهم الله جزاء المحامين عن دينه، وأوردهم المنهل العذب من رحمته.
ومن أحسن ما رأيته في هذا المضمار، بحيث لا بعد في عده من النمط الأول والصف المقدم هو كتاب (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) للعلامة البحاثة، المتكلم النحرير الشيخ زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي البياضي قدس الله لطيفه، وأجزل تشريفه.
وحيث لم تكن نسخته مطبوعة منتشرة، وكانت نادرة جدا في خبايا خزائن الكتب تحت أيدي المتصرفين الأشحاء، لا تصل إليها أيمان أرباب الاستفادة.
قيض الله همة الشهم الكريم، التاجر الكتبي الوجيه، ذي الفضل والسداد المؤيد لترويج كلمات الأئمة الهداة، أخينا في الله، والخليل في مرضاته الحاج الشيخ عبد الكريم المشتهر به: چيت چيان مؤسس المكتبة المرتضوية ببلدة طهران أدام الله أيامه، وأسعد أعوامه، ببذل النفقة لطبعه ونشره، وتوفيره وتكثيره تعميما للنفع، وطلبا للأجر.
وقام العالم الفاضل الموفق لإحياء الزبر الدينية الاقا محمد باقر البهبودي شكر الله مساعيه، ووفر معاليه بتصحيحه وتنقيحه بالمراجعة إلى النسخ العديدة وأرجو من فضل ربي الرحيم أن يديم توفيق الناشر والمصحح، وكل من له دخل في هذا المشروع الجميل، وأن يضاعف أجورهم وحسناتهم آمين آمين.
ثم إن الناشر المكرم طلب مني رسالة في ترجمة حياة المؤلف المقدام إحياء لذكره، وتعريفا بشأنه، وحيث لم أجد بدا من إسعاف مأموله، وإنجاح مسؤله ألفت هذه العجالة مع ما بي من تزلزل البال، وانكسار الحال، وتراكم الأحزان ولواعج الأشجان، بحيث أخذ مني الرقاد وسلب الارتياح، وأسأل الله تعالى أن يكشف عنا غمرات الكروب، وسميتها به (رياض الأقاحي في ترجمة العلامة البياضي) سائلا من فضل المولى سبحانه، أن يكرمني بقبولها، وعدها في صفحات أعمالي، إنه البر الرحيم. فأقول:
اسم المؤلف وكنيته ولقبه:
هو العلامة أبو محمد الشيخ زين الدين علي بن محمد بن يونس العاملي النباطي البياضي العنفجري.
آباؤه الغر الكرام:
كان والده العلامة الشيخ محمد ومن قبله من أسلافه وأجداده، من فطاحل العلم وأرباب الأدب والكمال في لبنان.
ميلاده:
ولد في النباطية من قرى جبل عامل لأربع مضين من شهر الله رمضان المبارك سنة 791.
البياضيون:
فليعلم أن عدة من العلماء والأدباء اشتهروا بالبياضي.
منهم: علامة الشعر والأدب أبو جعفر مسعود بن مسعود بن محسن بن عبد الوهاب بن عبد العزيز القرشي البغدادي المتوفى في يوم الثلاثاء 16 ذي القعدة سنة 468 صاحب الكتب الأدبية وديوان الشعر، ومنه قوله في التغزل:
يا ليلة بات فيها البدر معتنقي | إلى الصباح بلا خوف ولا حذر |
كلامه الدر يغني عن كواكبها | ووجهه عوض فيها عن القمر |
وددت لو أنها طالت علي ولو | أمددتها بسواد القلب والبصر |
ومنهم: العلامة الشيخ زين الدين علي بن عبد الجليل الرازي البياضي من مشايخ العلامة الشيخ منتخب الدين بن بابويه صاحب الفهرست المتوفى سنة 585 له كتب: منها كتاب الاعتصام في علم الكلام.
ومنهم: العلامة الشاعر الأديب الملا محمد إبراهيم الهندي الخراساني الأصل البياضي من شعراء السلاطين التيمورية.
ومنهم: العلامة الشيخ زين الدين علي بن محمد بن يونس النباطي البياضي الذي ألفت هذه الرسالة في ترجمة حياته.
وجه الاشتهار بالبياضي:
فبعضهم كأبي جعفر مسعود الشاعر اشتهر به، لأن رجلا من سلفه حضر في مجلس أحد الخلفاء العباسيين، لابسا الثوب الأبيض، جالسا بين العباسية اللابسين الثياب السود، فسأل الخليفة من هذا البياضي؟ فقيل: هو فلان. فلما
وبعضهم اشتهر بالبياضي نسبة إلى البياض بالياء المثناة التحتانية المشددة بعد الباء الموحدة قرية من أعمال بلدة (صور) من لبنان.
وبعضهم اشتهر بالبياضي لأنه ألف سفرا عرف بالبياض وهو في المصطلح العرفي ما يفتح ويقرأ طولا بخلاف الكتاب فإنه يفتح ويقرأ عرضا.
وممن وجه شهرته هذا الوجه هو الملا محمد إبراهيم المذكور، وكان يقال له (بياض خان) ثم قيل له بياضي.
والأظهر عندي في وجه اشتهار المترجم بالبياضي هو المحتمل الثاني، فإذا البياضي بالتشديد، ثم بعد الغمض عن ذلك فالأظهر الوجه الأول.
وجه الاشتهار بالعنفجري:
الظاهر أنه نسبة إلى عين (فجور) وهي قرية كانت بقرب (لبايا) من أعمال البقاع في طريق دمشق الشام وهي اليوم خراب والعين باقية، كما أفاده الشريف الجليل العالم الفاضل السيد حسن الأمين في تعليقته على ج 42 من أعيان الشيعة.
وجه الاشتهار بالنباطي:
عرف به المترجم لأنه ولد في قرية النباطية العليا من قرى جبل عامل، و هذه القرية من القرى المباركة، حيث خرج منها جماعة من علماء الشيعة، وسباق رهان الفضل.
مشايخه:
أخذ عن جماعة من تلامذة شيخنا الشهيد الأول قدس سره.
وممن أخذ وروى عنه والده العلامة الشيخ أبو جعفر محمد بن يونس العاملي.
ومنهم: عمه العلامة الشيخ حسن بن يونس البياضي، كما وجدته في هامش نسخة مخطوطة من أمل الآمل وغيرهما.
تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه:
أخذ وروى عنه جماعة:
منهم: ابنه العلامة الشيخ محمد البياضي، رأيت إجازة والده له على ظهر نسخة من الفقيه في خزانة كتب العلامة فقيد الفضل والأدب الحاج حيدر قلي خان المشتهر به (سردار الكابلي) نزيل بلدة قرميسين حشره الله مع أحبته ومواليه.
وقد أطرى شيخنا المترجم في تلك الإجازة بحيث يظهر منها جلالة شأن ابنه وغزارة علمه، وأنه كان صاحب تأليف وتصنيف.
كلمات العلماء في حقه:
كل من ذكره من أرباب معاجم التراجم أثنى عليه ثناء جميلا، ووصفه بالفضل والفقه والحديث والأدب، وأنه من الأكابر.
قال العلامة الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي صاحب الوسائل في كتابه أمل الآمل بعد ذكر اسمه ما لفظه: كان عالما فاضلا محققا مدققا ثقة متكلما شاعرا أديبا متبحرا الخ...
وقال في حقه علامة علمي التراجم والرجال، مولانا الميرزا عبد الله أفندي في موسوعته النفيسة (رياض العلماء) فوق ما ذكر صاحب الأمل.
وذكره العلامة آية الله السيد محسن الحسيني الأمين الدمشقي العاملي من مشايخنا في الرواية في كتابه أعيان الشيعة ج 42 ص 31 وأورد في حقه ما ينبئ عن نبالته وعلو شأنه ونبوغه وذكره العلامة صاحب الروضات وأثنى عليه.
وذكره العلامة المعاصر البحاثة الميرزا محمد علي المدرس الخياباني التبريزي في كتابه: ريحانة الأدب ج 1 ص 187 قائلا في حقه: عالمي است فاضل فقيه محدث محقق مدقق أديب شاعر متكلم ماهر متبحر، وحيد عصر وفريد دهر خود واز اكابر مشايخ شيعه وجامع كمالات اوائل واواخر.
وفاته ومدفنه:
توفي قدس سره سنة 877 كما نقل ذلك علامة التراجم مولانا الميرزا عبد الله أفندي وكانت وفاته في النباطية من قرى جبل عامل وبها دفن.
وما عن بعض المؤلفين من دفنه بالبصرة لم أقف على مستنده.
آثاره العلمية:
1 - الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح، رتبه على مقصدين الأول في مباحث النفس، والثاني في مباحث الروح، وقد أورد مولانا العلامة المجلسي تمام هذا الكتاب في المجلد الرابع عشر من موسوعته (بحار الأنوار) الذي من على أهل الفضل والتشيع بتأليفه.
2 - كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ها هو المؤلف الشريف الذي بين يديك.
3 - كتاب مختصر مختلف الشيعة لآية الله العلامة الحلي.
4 - مختصر صحاح اللغة للعلامة محمد بن إسماعيل الجوهري اللغوي الشهير.
5 - زبدة البيان في تلخيص مجمع البيان في التفسير، لأمين الاسلام الطبرسي.
6 - اللمعة، رسالة في المنطق، جيدة في بابها، نسبها إليه العلامة صاحب الروضات وأنه رآها بخطه الشريف وتاريخ تأليفها 838.
7 - نجد الفلاح، نسبه إليه العلامة الكفعمي في تعاليقه على كتابي نفسه:
البلد الأمين والمصباح.
8 - منخل الفلاح، نسبه إليه الكفعمي في تعاليقه عليهما.
9 - المقام الأسنى في تفسير أسماء الله الحسنى، جيدة الفوائد، ينقل عنه الكفعمي في تعاليقه عليهما، وقد رآه صاحب الروضات.
10 - رسالة الاكرام والإنعام في علم الكلام، نسبت إليه في هامش النسخة المخطوطة من أمل الآمل.
11 - رسالة في الإمامة حسنة جدا، ومما يغتبط بها.
13 - كتاب الكلمات النافعات في تفسير الباقيات الصالحات، وهو توضيح للرسالة التي ألفها شيخنا العلامة السعيد الشهيد الأول في تفسير الكلمات، رآه صاحب الروضات بخطه.
14 - ذخيرة الإيمان، أرجوزة في علم الكلام، نظمها سنة 834 أولها:
الحمد لله على تمامه | والشكر لله على إنعامه |
وقال في آخرها:
وهذه أرجوزة الضعيف | علي اللاجي إلى اللطيف |
والرسل والأئمة الأنجاب | ليشفعوا في موضع الحساب |
سميتها ذخيرة الإيمان | هدية مني إلى الإخوان |
15 - كتاب فاتح الكنوز المحرزة، في ضمن الأرجوزة، وهو شرح على الأرجوزة التي مر ذكرها.
16 - الرسالة اليونسية في شرح المقالة التكليفية لشيخنا العلامة الشهيد السعيد.
17 - وديوان شعره، أكثره في مناقب الأئمة ومراثيهم، إلى غير ذلك مما جادت به يراعته، وسمح قلمه.
التعريف بكتاب الصراط المستقيم:
ولعمري إنه الكتاب العجيب في موضوعه، قال العلامة صاحب الروضات:
لم أر بعد كتاب الشافي لسيدنا المرتضى علم الهدى مثله، بل راجح عليه لوجوه شتى.
وقال مولانا الآية العلامة السيد محسن الحسيني الأمين في كتابه: (أعيان الشيعة) ج 42 ص 31 ما لفظه: وجدنا منه نسخة في كربلاء مخطوطة وهو في إثبات الواجب وصفاته والنبوة والإمامة، يدل على فضل مؤلفه، وختمه بأبيات من نظمه، قال إنه سمحت بها فكرتي عند تمامه وتاريخ فراغه منه سنة 854 وكانت
هذا الكتاب مبشر برشاد من | يسلك طرائقه بغير خلاف |
وكأنه المبعوث أحمد إذ أتى | في آخر الأديان بالإنصاف |
وكأنه من بين كتب الشيعة | المتقدمين كسورة الأعراف |
ينبيك عن حال الرجال وما رووا | بعبارة تغني وقول شاف |
سهل الطرائق عذبة ألفاظه | وكأنها ممزوجة بسلاف |
فإذا قرأت أصوله وفروعه | رواك من عذب فرات صافي |
فهو الصراط المستقيم ومنهج | الدين القويم لسالكيه كافي |
تأليف من شهدت له آراؤه | بكماله في سائر الأوصاف |
للشيخ زين الدين قطب زمانه | رب المكارم عبد آل مناف |
فلقد أنار منار شيعة حيدر | وأباد من هو للنصوص منافي |
فجزاءه من أحمد ووصيه | أهل السماحة معدن الأشراف |
الخ...
أقول: وكفى في جلالة الكتاب واعتباره أن مولانا العلامة المجلسي عده من مآخذ كتاب البحار ومداركه، واعتمد عليه كل الاعتماد.
وحيث إن الناشر المحترم، مستعجل في نشر الكتاب وبثه، فلنكتف بهذه الأسطر.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يكثر بين الكتبيين وتجرة الأسفار أمثاله وأن يبارك له في متجره ومكسبه، وأرجو من فضله سبحانه أن يوفقنا للعلم و العمل الصالح وأن يجنبنا عما لا يرضاه آمين آمين.
حرره الداعي لإخوانه في الدين شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي أقال الله عثرته يوم تتبع العثرات في سويعات آخرها أصيل يوم الاثنين لأربع عشر مضين من شهر رمضان المبارك 1384 ببلدة قم المشرفة حرم الأئمة عليهم السلام.
الله أحمد حمدا لا يضاهي على وجوب وجوده، وإياه أشكر شكرا لا يتناهى على إفاضة خيره وجوده، الذي من أتمه الاغتراف من مناهل(1) عدله، ومن أهمه الاغتراف بصدق رسله، ومن أجمله الإيمان بخلافة أوصيائه، ومن أكمله عرفان ما اختصهم به من صفات أنبيائه، ومن أعمه اعتقاد ما أنزل فيهم من الآيات المحكمات، ومن أشمه نصوص نبيه عليهم في الروايات المشهورات، والاغراق فيما جاء من الله ورسوله في قيام خاتمهم، والاشراق بما أظهر الأيام من فضائح ظالمهم، والمجادلة لنصرة دينهم الذي هو الحق اليقين، والمحاولة لرد شبهات المنافقين، والتسرع إلى تخطئة أئمة الضلال، والتشرع في تصحيح شرائع خير الآل. فله الفضل الأشمل بما خلصنا من العلائق الدنيئة الجسمانية، ومنه الطول الأكمل بما نجانا من العوائق الرديئة الظلمانية، وبما أرسل على أرواحنا من شوارق أنواره، وبما أسجل على نفوسنا من بوارق آثاره إنه الكريم المفضال ذو العز والجلال.
أما بعد فلما كان كمال الإيمان بمعرفة أئمة الأزمان بمنطوق شريف القرآن، وجب صرف الهمة إليها في كل أوان، لوجوب الاستمرار على الإيمان في كل آن وقد صنف علماؤنا رضوان الله عليهم في ذلك كتبا مقررة، وألف فضلاؤنا في الرد على مخالفيهم أقوالا محررة، وأجالوا في الحقائق والدقائق خواطرهم، وأحالوا عن العلائق والعوائق نواظرهم، ونصبوا في ذلك رايات المعقول والمسموع، وأوضحوا
____________
1 - جمع المنهل - بالفتح - موضع الشرب في الطريق.
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم
مهديا إليه كل ذي عقل سليم. مسلكا فيه كل ذي طبع قويم. وسأجمع فيه إن شاء الله من الأدلة العقلية والنقلية وأضع فيه من البراهين القطعية الجلية والآيات التي لا تحتمل شيئا من التأويل، والروايات المغنية عن الفحص والتطويل، والأشعار المنشئة من كل
____________
1 - حاد عنه - من باب نصر -: مال واعرض.
2 - السير بالليل.
3 - سمل عينه - من باب نصر - قلعها.
____________
1 - مجه السمع - من باب نصر -: استكرهه.
2 - سورة النجم: 13.
3 - في الأصل: فيتعذر لهما.
مقدمة
في ذكر أشياء من الكتب التي عثرت عليها وأضفت ما نقلته إليها:
1 - كتاب الكشاف للزمخشري
2 - منهاج المحدثين للنووي
3 - بغية الطالبين للكنجي الشافعي
4 - الملل والنحل للشهرستاني
5 - الاستيفاء للشيخ الطوسي
6 - تلخيص الشافي للطوسي
7 - المفصح للطوسي
8 - الفرق للنوبختي
9 - المسترشد (دلائل الإمامة)؟ للطبري
10 - مجمع البيان للطبرسي
11 - تهذيب الأحكام للطوسي
12 - الاحتجاج للطبرسي
13 - مصالت القواضب للمازندراني
14 - كتاب القاضي النعماني
15 - بصائر الألسن للكيدري
16 - عقد الدرر لأبي بدر يوسف بن يحيى السلمي
17 - نهج البلاغة للشريف الموسوي
18 - شرحه لابن ميثم البحراني
19 - اللوامع للمقداد السيوري
20 - كتاب الشيخ حسن الصيرفي
21 - كتاب سليم بن قيس الهلالي
22 - الارشاد للمفيد
23 - العيون والمحاسن للمفيد
24 - كشف الالتباس ليحيى بن سعيد
25 - الطرائف لعبد المحمود(1)
26 - الطرف لابن طاوس
27 - نقض الرسالة العثمانية لابن طاوس
28 - الاستيعاب ليوسف بن عبد البر
29 - الخصائص لابن البطريق
____________
1 - هو السيد ابن طاوس رحمه الله.
31 - مطالب السؤل لابن طلحة
32 - الكر والفر جواب مسائل ابن مقاتل
33 - خصائص يوم الغدير
34 - عيون أخبار الرضا لابن بابويه
35 - كشف معايب المتصوفة
36 - الغرر والدرر لأبي القاسم
37 - المسائل البغدادية لأبي القاسم
38 - المسائل الفاخرية للمرتضى
39 - مراصد العرفان لابن قوطة
40 - ذخر البشر ليحيى بن طئ
41 - استقصاء النظر لابن مطهر
42 - نهج الحق لابن مطهر
43 - الألفين لابن مطهر
44 - منهاج الكرامة لابن مطهر
45 - كشف اليقين لابن مطهر
46 - الرسالة السعدية لابن مطهر
47 - مقتضب الأثر لمحمد بن عبد الله بن عياش
48 - الخرائج للراوندي
49 - الماء والخضرة والوجه الحسن لعباس بن أحمد
50 - المعالم للرازي
51 - افعل لا تفعل لمؤمن الطاق
52 - نهج الإيمان لابن جبر
وقد ذكر في ديباجته أنه جمعه بعد الوقوف على ألف كتاب أو ما يقاربها وكتابنا هذا يشتمل إن شاء الله تعالى عليه وعلى غيره، والمشتمل على المشتمل على شئ مشتمل على ذلك الشئ، فإني سأحتلب دررها من أصدافها لأحلي بها إخواني المؤمنين وأحتلب دررها من اخلافها لأغذي بها طالبي النجاة يوم الدين، وما توفيقي إلا بالله الرب المبين عليه أتوكل وبه أستعين.
مقدمة
في ذكر الكتب التي لم أتصفحها ولا عثرت عليها ولكن وجدت في ما نظرته أشياء مضافة إليها فحكيتها عنها:
1 - صحيح البخاري
2 - صحيح مسلم
3 - صحيح النسائي
4 - صحيح الترمذي
5 - موطأ مالك
6 - سنن أبي داود
7 - الجمع بين الصحيحين للحميدي
8 - الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري
9 - الغدير لابن حرير
10 - المناقب لابن شاهين
11 - الفضائل لابن أبي شيبة
12 - العلوية للجاحظ
13 - المنقبة للأصفهاني
14 - نزول القرآن للرماني
15 - الجعفريات للموفق المكي
16 - الأربعين لابن مردويه
17 - رد الشمس لابن مردويه
18 - العمدة لابن البطريق
19 - نزول القرآن في شأن علي للشيرازي
20 - الأربعين للمؤذن
21 - المسند لابن حنبل
22 - الخصائص للنطنزي
23 - المناقب لابن المغازلي
24 - المراتب للبتي
25 - الدرجات للبصري
26 - الحدائق للخطيب
27 - التفسير للثعلبي
28 - الأربعين للرازي
29 - التفسير لابن المرتضى
30 - التفسير للقاضي
31 - المعالم للفراء
32 - المعتمد لأبي يعلى
33 - الشافي في بشائر المصطفى
34 - شرح الطوالع للغنوي
35 - البلغة لمحمد بن علي
36 - الناسخ والمنسوخ لهبة الله البغدادي
37 - إحياء العلوم للغزالي