الصفحة 103

قال الحارث: اشهدوا علي غدا عند الله أن صخر بن الحكم حدثني، وقال صخر:

اشهدوا علي غدا عند الله أن حيان حدثني، وقال حيان: اشهدوا علي غدا عند الله أن الربيع حدثني، وقال الربيع: اشهدوا علي عند الله أن مالكا حدثني، وقال مالك: اشهدوا علي عند الله أن أبا ذر حدثني به، وقال أبو ذر: اشهدوا علي عند الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني به، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اشهدوا علي جبرائيل حدثني به عن الله.

(1)
فصل


جعل الأئمة من الحجج الماضين أبدالا، وضرب لهم في كتابه أمثالا فقال تعالى: (فانفجرت منه اثنتي عشرة عينا) و (قطعناهم اثنتي عشرة أسباطا(1) و لما بايع النبي صلى الله عليه وآله الأنصار ليلة العقبة، قال: أخرجوا إلي منكم اثنى عشر نقيبا، فصار ذلك طريقا متبعا، وعددا مطلوبا، قال تعالى. (وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا(2)) وإنما اختار النقباء للقيام بأمة موسى عليه السلام وبالشهور يعرف أوقات العبادات، وعدد النساء، وغيرها، وأجل المعاملات، وبالبروج الاثني عشر والكواكب، يعيش الحيوان، وينمو النبات وبالأئمة تستقيم أحوال الناس لمعاشهم ومعادهم.

فبهم تحصل السعادة بالعمل بالديانات لمعادهم، والاستضاءة من الضلالة بأنوارهم وهذا منزل على حديث ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله كم عدد الأوصياء؟ فقال صلى الله عليه وآله: (والسماء ذات البروج(3) عددهم عدد البروج، ورب الأيام والليالي والشهور، ثم وضع يده على كتف علي، وقال: أولهم هذا، و

____________

(1) الأعراف: 160.

(2) المائدة: 12، براءة: 36.

(3) البروج: 1.


الصفحة 104
آخرهم المهدي من ولده.

إن قيل: وكل مذهب لا يخلو من تمثال فللكيسانية أركان البيت الأربعة والتسبيحات الأربعة والطبايع الأربع وللسبعية:(1) البحار والأرضون، والسماوات والكواكب السيارة، وألفاظ الشهادات، وغير ذلك من المفروضات.

قلنا: لم يتواتر في هذه من الروايات ما أوجب صحة هذه التمثيلات، بل هي مجرد خيالات، وليس لها شاهد كما ذكرناه من الروايات، وقد قرنهم رسوله بكتاب ربهم، وحكم بعدم افتراقهم، فوجب الكون معهم، والاقتداء بهم، لأمن خطائهم، بحديث النبي صلى الله عليه وآله فيهم، وبينهم بأعيانهم وأسمائهم، وختمهم بثاني عشرهم كما ختم الله النبوة بجدهم، وقد نص في مواطن مشهورة عليهم، وأوضح في مواضع غير محصورة، وما أمر الله فيهم حتى علمت الشيعة ذلك بضرورة التواتر لما اشتهر فيه من التكاثر.

إن قيل: هب أن الكثرة المعتبرة في التواتر حاصلة الآن، فمن أين علمتم حصولها لأسلافكم، فيما مضى من الأزمان؟

قلنا: للعلماء في ذلك طريقان: الأول: أنهم نقلوا عن الكثيرين الحاضرين تكثير الطبقات السالفين، إلى أن انتهى النقل إلى النبي صلى الله عليه وآله المعصومين وإنا لم نسألهم لأنا نعلم ذلك بالضرورة من حالهم.

والثاني أن النص عليهم لو كان منتحلا حادثا لعلم زمان حدوثه، كما علم زمان حدوث غيره من المذاهب، كحدوث المنزلة بين المنزلتين من واصل وعمرو بن عبيد، ومذهب الخوارج عند التحكيم، والعلاف في تناهي مقدورات الله، والنظام في الجنة والطفرة إن قيل: فقد علم زمان حدوث النص على علي من هشام بن الحكم، ومن ابن الراوندي، ومن أبي عيسى الوراق.

قلنا: لا وإلا لما جاز أن يرد ذلك على حد ردنا.

إن قيل: التحكيم خارج، ولو كان كذلك لم يغفل أعداؤهم عن وضع تاريخه

____________

(1) وهم الواقفية الواقفين على الإمام الكاظم عليه السلام.


الصفحة 105
لما فيه من تقوية قولهم وتصحيحه [ قلنا ] لو حدث في الجم الغفير ذلك لكان عن اجتماع وتوافق، ولا يخفى على أحد ما هذا شأنه، فلما لم تحدث تلك النصوص، علمنا أنها لم تقع عن تواطؤ.

إن قيل: جاز أن يضعها واحد ويكتمه ليتم استدلاله، قلنا: لا يلزم من كتمانه عدم معرفة زمانه.

إن قيل: فقد ابتدعت صنائع ومذاهب لم يعرف زمانها. قلنا: فقد عرف ابتداعها، ولو عرف زمانها لم يحكم بابتداعها.

إن قيل: يجوز أن يدعوهم داع واحد إلى افترائه. فلا يحتاج إلى اجتماعهم فلا يظهر الافتراء [ قلنا ] لو افتعلوه بغير إجماع لاختلف ألفاظ النصوص فإن الداعي الواحد لا يوجب اتفاق الألفاظ، ولما نقلت الشيعة في النصوص ألفاظا متفقة، علمنا أنها ليست عن داع واحد، بل اتفاق الألفاظ إما لاجتماعهم ومثله لا يخفى إذ هو من المهمات التي يتوفر دواعي المخالف إلى نقلها، فإذا بطل الداعي الواحد لها وعلم الاتفاق في ألفاظها علم أن النبي مصدرها، فلهذا كل من ترك الهوى، و الميل إلى الدنيا، أذعن لقبولها، لعلمه باستمرار شرائط التواتر فيها.

إن قيل: لا يمتنع اتفاق الألفاظ مع تباعد البلدان كما في المواردة، فإن امرء القيس وطرفة اتفقا في بيت مع تباعدهما، فلما تنافسا فيه أحضر طرفة خطوط أهل بلده، فكان اليوم نظما فيه واحدا:


وقوف بها صحبي علي مطيهميقولون لا تهلك أسى وتجلدا

قال طرفة: وتجلد. قلنا: لا شك أن ذلك من أندر الأشياء وقوعا، ولولا ندوره لم يختصما فيه، ولما اتفقت ألفاظ النصوص التي ملأت الأقطار، علم أنها ليست عن داع واحد بلا إنكار.

إن قيل: فالنصوص التي تذكرونها إن صدرت عن النبي صلى الله عليه وآله في قوم قليلين فلا تواتر لعدم الكثرة المعتبرة فيه عنهم، وإن صدرت في كثيرين وجب اشتهارها لكونها أمرا عظيما في الدين، ولو اشتهرت امتنع إنكارها من التابعين.


الصفحة 106
قلنا: حاصل هذا الكلام أن النص لو وقع لما وقع فيه الخلاف كما أنه لما نص على القبلة وغيرها لم يقع فيها الخلاف.

وقلنا: لو لم ينص لم يقع فيه الخلاف كما أنه لما لم ينص على أبي هريرة وشبهه فلم يقع فيه الخلاف، مع أنه قد اشتهر الانكار على المعتدين في الصدر الأول والتابعين، قال النابغة:

(نكث بنو تيم بن مرة عهده) وقال علي بن جنادة:


أيؤتى إليكم ما أتى من ظلامةوفيكم وصي المصطفى صاحب الأمر

وقال عتبة بن أبي لهب:


تولت بنو تيم على هاشم ظلماوذادوا عليا عن إمارته قدما

على أن قولكم: إن صدرت عن كثيرين وجب اشتهارها، معارض بكثير من معجزات النبي صلى الله عليه وآله حيث وقعت في كثيرين وقد ذاع في الجاحدين إنكارها، وقد اختلفت الصحابة في كثير من الأحكام كالإقامة وغيرها مع تكرارها، ولو سلمنا جدلا وجوب الانتشار لكنه مع فقد دواعي الإستار، لكن دواعي الكتمان موجودة من الحسد لقوم، بما أظهر النبي صلى الله عليه وآله من فضائلهم والحقد لآخرين، بما قتل أبوهم من أقاربهم، وتشبه على آخرين قول أبي بكر: الأئمة من قريش، فظنوا أنه ناسخ للنصوص فيهم، أو أنهم لما رأوا وجوه الصحابة تركوا العمل بها اعتقدوا أنهم لو لم يعلموا ناسخها لم يتركوها.

إن قيل: يبعد من الخلق الكثير إنكار المعلوم كما سلف قلنا: قد أسلفنا الجواب عنه، ونزيد هنا أن الصحابة لم تكن معاشر قوم موسى مع اتخاذهم العجل إلها على معرفتهم بربهم ونبيهم بفلق البحر لهم، وإظهار الأمر الخارق فيهم، ولولا أن القرآن جاء بذلك منهم، لم يصدق أحد إضافته إليهم، فما ظنك بالصحابة القليلين.

وكل واحد لو تدبر أحوال الخلق، رأى فيهم من الدواعي والهوى، ما يصرفه عن طريق الهدى، وقد قال تعالى: (يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن

الصفحة 107
فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون(1)) وقال: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا(2)).

وقد صرح طلحة والزبير ومعاوية وابن العاص وأتباعهم على علي بالحرب واللعن مع سماعهم قول النبي صلى الله عليه وآله: حربك حربي، الحق يدور مع علي حيث دار، فإذا جاز ذلك على العالمين بحاله، فعلى التابعين أجوز لا محالة.

إن قيل: إذ جاز كتمان النصوص للعلل التي ذكرتم، جاز أن تكتم الأمة العبادات، فلا وثوق بالشرعيات قلنا: قد علمنا بالضرورة عدم الزيادة على المنصوصات.

إن قيل: فلعل معجزات النبي صلى الله عليه وآله لم تكن في كثيرين فلهذا وقع الانكار لها من الجاحدين قلنا: قد علمنا تواترها معنى وإن كانت أفرادها آحادا، فقد اشتركت في الأمر الخارق، وهو متواتر، فعلم من حصول التواتر المعنوي حصول شرطه في المعنى، وكذا النصوص لو جوزنا كونها آحادا لكنها اشتركت في معنى واحد، وهو الاستخلاف، فحصل العلم به تواترا.

إن قيل: اعتقدوا أن حربه حربه، إذ لم يصدر منه عصيان، وقد صدر حيث لم يقتص من قتلة عثمان، والاجماع حجة. قلنا: هذا من الهذيان بل من البهتان كيف ذلك وقد أجمع الصحابة على قتل عثمان، والاجماع حجة بالحديث المقبول بلا نكران، وأيضا فعدم الاقتصاص إن كان حقا فلا عصيان، وإن كان باطلا انفك المتلازمان، وهما قوله: علي مع الحق والحق مع علي.

إن قيل: فلعل المعجزات وما اختلف فيه من الشرعيات كان متواترا، لكن اشتغلوا بالحروب عن نقلها، أو رآها بعضهم من فروع الدين فتساهل عنها في تركها واعتقدوا أن بعضهم يحفظها فصارت آحادا لقلة نقلها، فلهذا أمكن الجاحدين إنكارها. قلنا: ومن الذي يسد علينا هذا الباب ويفتحه لكم؟ فإنا نقول: كان نقل النصوص متواترا فمات بعض نقلته، واشتغلوا بالحروب عنه ومهمات الدنيا، أو

____________

(1) البقرة: 146.

(2) النمل: 14.


الصفحة 108
رآه بعضهم من فروع الدين فتساهل في تركه.

أو لعله كان في جملة الناقلين جمع من المنافقين كما قال تعالى: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم(1)) فحرصوا على الكتمان واستخرجوا لذلك النص شروطا لبسوا فيها على من اعتقد فيهم وعلى ضعفاء الأذهان، خصوصا والزمان كان لبني هند وبني مروان، فقد لعنوا عليا ألف شهر بالاعلان وشردوا أولاد نبيهم وشيعتهم في البلدان، وأخافوا من يروي لهم فضيلة في كل مكان و أوان، فالداعي إلى إنكار النصوص وهو حصول الرئاسة وموجب النفاسة، لم يوجد في إنكار العبادات، وذلك معلوم لمن سبر العبادات.

وأيضا فلو كان النص مكذوبا لم ينقله المنحرفون عن سبيل الإمامية، ولما نقلوه علم بطلان هذه الكلمة الفرية، فقد سخرهم الله سبحانه لنقل ما يخالف معتقدهم وينقض عليهم أمر دينهم، خرقا للعادة في حججه، وظاهر فلجه وسيأتي.

قالوا: نقل المخالف لعله كان قبل الثبوت عنده، فإن بعض المحدثين يروي الغث والسمين، أو كان ممن يتهم بالتشيع. قلنا: في هذا القدح يمكن أن يقدح في جميع الأحاديث المنقولة للأمة إذ لكل أحد أن يبطل قول خصمه بمثله.

قالوا: عندكم أن الأكثر ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا تواتر في الباقين لقلتهم جدا قلنا: حديث الردة آحادي، ولو سلم فمحمول على أنهم تركوا الأولى كما حمل ما روي من معاصي الأنبياء.

على أن المتواترين لا يشترط فيهم اتحاد الدين، بل ربما يكون أوكد حيث صدر عن المختلفين، على أنكم أثبتم تواتر كثير من المعجزات، فيها استواء الطبقات وأثبتم القراءات المتواترات، وهي منتهية إلى السبعة المشهورات، بل واحدة فيها وردت عن واحد، ولم تخرج بذلك عن كونها من المتواترات.

قالوا: وعلماؤكم لا يثبت التواتر بهم لقلتهم، وعوامكم مقلدون لهم، فلا علم عندهم قلنا: أما علماؤنا فقد ملأت الخافقين رؤياهم، وبهر النيرين سناهم

____________

(1) براءة: 101.


الصفحة 109
حتى لو تفحص عنهم في المدن والأصقاع، لوجد من مبرزيهم ما يملأ الأسماع لكن تستروا من شناعة الرفض فيهم، واختفوا خوفا من فتوى علماء السوء بقتلهم وأما عوامهم فحصلت لهم هذه الأمور بضرورة عقولهم، حيث فهموا ورودها عن قوم لا يمكن على الكذب تواطؤهم، لتباعد أوطانهم، حتى أنه يمكن إيراد ذلك من البله والعجايز وغيرهم، والعجب أن خصومنا أجمعوا على وجوب قبول خبر الواحد العدل ظاهرا ولم يقبلوا في النصوص المائتين ولا الألف، لكون ذلك لهوائهم غير مألوف.

إن قالوا: مسألة الإمامة من العلميات، فلا يمكن فيها خبر الواحد، لأنه من الظنيات.

أجاب الإمام قطب الدين الكيدري في كتاب بصائر الأنس في الإمامة بأنه قد روي عن الأئمة أحاديث في الشرعيات، يجب عليكم قبولها فهلا استدللتم بوجوب قبولها على وجوب إمامة ناقليها.

وفي هذا الجواب نظر فإن قبول الخبر أعم من وجوب اعتقاد الإمامة، ولو وجب ذلك وجب اعتقاد الإمامة لكل مخبر، إلا أن يقال: جزمهم بقبولها دال على جزمهم بصدق مصدرها وذلك هو المعصوم، فهو الإمام.

والحق في الجواب أن عندكم مسألة الإمامة ليست من أركان الدين، بل من فروعه، فالتزموا حجيتها من الآحاد، ولهذا جوزتم عقد الإمامة لأبي بكر بقوم لم يبلغوا حد التواتر، على أنه قد صح لنا بحمد الله التواتر في ذلك من طريقي الخاصة والعامة وسنورده قريبا إن شاء الله.

قالوا: كيف تواتر عندكم ولم يصل إلينا؟ قلنا: قد شرط المرتضى في العلم التواتري عدم سبق شبهة إلى سامعه، تمنع من حصوله، وقد بيناها فيكم.


الصفحة 110

(2)
فصل


فيه نبذ من عيون أخبار الرضا وغيره في النصوص حذفت بعض رجالها، و ألفاظها، طلبا للاختصار، ولأن الطاعن في الحديث يمكنه الطعن في رجاله.

منها ما حدث به جابر أبا جعفر الباقر عليه السلام قال: دخلت على مولاتي فاطمة لأهنئها بمولد الحسين عليه السلام فإذا في يدها صحيفة من درة بيضاء، فقلت: ما هذه؟

قالت: فيها أسماء الأئمة من ولدي، قلت: ناولينيها لأنظر فيها، قالت: قد نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي، ولكن انظر من ظاهرها فقرأت فإذا فيها أبو القاسم محمد بن عبد الله أمه آمنة ثم الأئمة كل واحد باسمه واسم أبيه في ذلك الكتاب.

وقد أورده الكيدري في كتاب بصائر الأنس من أراده وقف عليه، ونحوه رواه جابر أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وأنه ذكر له أسماءهم وصفاتهم وعدتهم.

ومنها: ما قال ابن عباس: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: أنا وعلي والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون وسمعته يقول: أنا سيد النبيين، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وآخرهم القائم المهدي.

ومنها: عن علي عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي، وخلقهم من طينتي، فويل للمتكبرين عليهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي.

وقال: كيف تهلك أمة أنا وعلي وأحد عشر من ولدي أولوا الألباب أولها والمسيح بن مريم آخرها، ولكن يهلك بين ذلك من لست منه وليس مني، وقال صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها.

ومنها: أن رجلا دخل على علي عليه السلام يسأله عن مسائل فأمر الحسن عليه السلام فأجابه عنها، فتشهد الشهادتين وأقر لعلي بالوصية، وأشار إلى كل واحد من

الصفحة 111
الأئمة باسمه إلا المهدي، فإنه قال: لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا، ثم خرج.

فقال عليه السلام: للحسن انظر أين يذهب؟ فخرج الحسن عليه السلام فلم يجده، فأخبره فقال علي عليه السلام هو الخضر عليه السلام وذكره الكيدري في بصائره مرويا عن أبي جعفر الطوسي برجاله، وعن ابن بابويه، ومحمد بن الحسن وعبد الله بن جعفر ومحمد بن العطار وأحمد بن إدريس ورواه المفيد أيضا.

ومنها: ما أسنده الحسين بن محمد إلى الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (ولقد وصلنا لهم القول(1)) قال: إمام إلى إمام.

وأسند إليه أيضا أن الشيعة تقول يوم القيامة: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله(2)) أي: هدانا لولاية علي والأئمة من ولده.

وأسند إليه في قوله تعالى: (الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون(3)) قال عليه السلام: استقاموا على الأئمة واحدا بعد واحد.

ومنها: ما قاله الحسين عليه السلام: منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين، و آخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق، يحيي الله به الأرض بعد موتها، و يظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون، فيؤذون ويقال: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين الصابرين في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله.

____________

(1) القصص: 51.

(2) الأعراف: 43.

(3) الأحقاف: 13.


الصفحة 112

(3)
فصل


نذكر فيه ما ورد من الصحابة إجمالا في عددهم، ثم نتبعه بما ورد تفصيلا ليكون أضبط للطالب، وأربط للراغب، وسنعد هؤلاء فمن قنع بالاقتصار تلاهم ومن طلب التوسط أخذ ما سطرناه عنهم، ومن ترقى إلى معرفة الأسانيد أحلناه على الكتب الموضوعة فيهم.

فمن الصحابة ابن مسعود، وجابر بن سمرة، وأبو جحيفة، وعمر بن الخطاب وابنه عبد الله، وعبد الله الأسلمي، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وأبو قتادة، و أبو أيوب، وعبد الرحمن بن سمرة، والخدري، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم وأبو أمامة، وواثلة بن الأسقع، وعمران بن حصين، وسعيد بن مالك، وحذيفة ابن اليمان، وعمار، وأبو ذر، وسلمان، وأبو سلمى: راعي رسول الله صلى الله عليه وآله وعبد الله بن جعفر، وجابر بن عبد الله، والعباس وولده عبد الله.

ومن النساء فاطمة عليها السلام وعائشة، وأم سلمة، وأم سليم: صاحبة الحصى وسيأتي إن شاء الله تفصيل أسمائهم وعددهم في فصل مفرد عن الرواة المذكورين و غيرهم.

سأل أعرابي ابن مسعود هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟

قال: نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل وروي عنه ذلك بطريقين آخرين، و عن جابر بن سمرة من أحد وعشرين طريقا بعضها في صحيح مسلم، وبعضها في صحيح البخاري، وبعضها في حلية الأولياء، ذكر ذلك الكيدري في كتاب بصائر الأنس وذكر أسماء الرواة أيضا، ونحن أعرضنا عنها خوف الإطالة بها.

وحكى عن سمرة محمد اللبان في روضة الواعظين أن النبي صلى الله عليه وآله قال: هم اثنا عشر، تسعه من ولد الحسين، تاسعهم قائمهم.

قال ابن سمرة: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: يكون من بعدي اثنا عشر خليفة

الصفحة 113
ثم أخفى صوته، فقلت لأبي: بما أخفى صوته؟ قال: قال: كلهم من قريش، و في بعضها اثنا عشر أميرا وفي بعضهم وكلهم لا يرى مثله، قال الكيدري: كل من قال بهذا العدد قال بهؤلاء، ومن قال بغيرهم لم يقل به، فالقول به دون القول بهم خرق الاجماع، وسيأتي في تفصيل الاجمال أحاديث تملأ الأسماع.

وروى أبو جحيفة وهب بن عبد الله مثل ذلك مسندا برجاله، وأسنده صاحب المقتضب برجاله وأبو جعفر الطوسي برجاله ورواه أحمد بن محمد الجوهري إلى عبد الله بن أبي أوفى برجاله.

ورواه الشيخ أحمد بن محمد عن أنس برجاله، وفي آخره (فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها).

وأسند الشيخ السعيد علي بن محمد بن علي الخزاز في كتابه الكفاية إلى أنس أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله عن حواري عيسى، فقال: اثنا عشر، قلت: فما حواريك قال صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر، هم من صلب علي وفاطمة عليها السلام.

وأسند مثله [ من ] حديث جابر محمد بن عبد الله البغدادي.

ونحوه أسند علي بن محمد إلى النبي صلى الله عليه وآله وفي آخره تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم.

وأسند أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله رأى أسماءهم على ساق العرش، فسأل ربه عنهم فقال: هم الأوصياء من ذريتك، بهم أثيب وبهم أعاقب.

وأسند نحوه المعافى ابن زكريا إلى أبي أيوب الأنصاري في خبر طويل تركناه خوف التطويل. وأسند الحسين بن سعيد نحوه إلى جابر.

وأسند أيضا علي بن محمد بن معاوية إلى أنس إلى النبي صلى الله عليه وآله وعلي بن محمد ابن علي إلى أنس إلى النبي وأسنده القاضي أبو الفرج إلى أنس إلى النبي صلى الله عليه وآله.

وأسند أيضا إلى أنس قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: أنا خير الأنبياء وأنت خير الأوصياء، وسبطاك خير الأسباط، ومن صلبهما تخرج الأئمة التسعة مطهرون معصومون قوامون بالقسط، والأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل هم عترتي من

الصفحة 114
لحمي ودمي، وأسند جابر بن يزيد إلى أبي أيوب الأنصاري نحوه.

وأسند صاحب الكفاية إلى أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي أولهم علي وأوسطهم جعفر، وآخرهم محمد، مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه.

وأسند صاحب الكفاية أيضا قول النبي صلى الله عليه وآله لأبي هريرة حين سأله عن قوله تعالى: (وجعلها كلمة باقية في عقبه(1)) قال صلى الله عليه وآله: جعل الإمامة باقية في عقب الحسين، يخرج من صلبه تسعة منها مهدي هذه الأمة.

وسأل المفضل بن عمر الصادق عليه السلام لم جعلها في ولد الحسين عليه السلام دون الحسن فقال عليه السلام: جعل الله النبوة في صلب هارون دون موسى، ولم يكن لأحد أن يقول:

لم فعل ذلك لا يسأل عما يفعل.

وأسند إلى أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وآله: ألا أذكركم الله في أهل بيتي!

قالوا نساؤه قال: لا، صلبه وعصبته، فهم الأئمة الاثنا عشر الذي ذكرهم في قوله:

(وجعلها كلمة باقية في عقبه)(1).

وأسند ابن النجار النحوي إلى أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وآله في علي: ألا إنه المبلغ عني، والإمام بعدي، وأبو الأئمة الزهر الاثني عشر ومنها مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا لا تخلو الأرض منهم ولو خلت لساخت بأهلها.

وأسند محمد بن وهبان إلى أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيى.

حياتي، ويموت ميتتي فليتول علي بن أبي طالب، وليقتد بالأئمة من بعده عدد؟

الأسباط.

وأسند الشيباني إلى أبي هريرة: الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، قال:

ومن هم؟ قال: عترتي من لحمي ودمي، هم الأئمة من بعدي، عدد نقباء بني إسرائيل.

____________

(1) الزخرف 28.


الصفحة 115
وأسند الحارث بن ربعي إلى قتادة قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل وعن المفضل عن أبي قتادة نحوه. وعن المفضل عن فاطمة عليها السلام نحوه وأسند علي بن الحسن عن أبي قتادة نحوه.

وأسند محمد بن وهبان إلى قتادة قول النبي صلى الله عليه وآله: كيف تهلك أمة أنا أولها واثنا عشر من بعدي أئمتها، إنما يهلك فيما بين ذلك ثبج أعوج(1) لست منهم و ليسوا مني. ونحوه أسند الشيباني إلى أبي قتادة.

وأسند الشيخ أبو جعفر محمد بن علي أن سمرة قال: يا رسول الله أرشدني إلى النجاة، فقال صلى الله عليه وآله: إذا اختلف الأهواء فعليك بعلي، فإنه إمام أمتي، و خليفتي عليهم من بعدي، من سأله أجابه، ومن طلب الحق عنده وجده، ومن استمسك به نجى، ومن اقتدى به هدى، سلم من سلم له وهلك من عاداه ورد عليه منه إماما أمتي سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائمهم، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وأسند الشيخ علي بن محمد الخزاز إلى الخدري نحوه، وأسند إليه علي بن الحسين أيضا، و علي بن الحسين أيضا ومحمد بن جرير الطبري إلى الخدري نحوه، [ وصاحب الكفاية أيضا(1) ] وأسنده الشيباني والصفواني عن الخدري وفي بعضها ومنهم مهدي هذه الأمة.

وأسند صاحب الكفاية إلى زيد بن ثابت نحوه، وفي آخره والتاسع منهم قائمهم، وأسند محمد بن عبد الله إلى زيد بن ثابت نحوه، وفي آخره من صلب الحسين عليه السلام تخرج الأئمة التسعة منهم مهدي هذه الأمة.

وأسند أبو صالح إلى زيد بن ثابت قول النبي صلى الله عليه وآله: لا تذهب الدنيا حتى

____________

(1) الثبج: المتوسط بين الخيار والرذال، والأعوج: المائل البين العوج، و السيئ الخلق.

(1) المراد بالكفاية هو كتاب كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر ومؤلفه هو علي بن محمد الخزاز، فما جعلناه بين المعقوفتين تكرار.


الصفحة 116
يقوم بأمر أمتي رجل من صلب الحسين عليه السلام يملأها عدلا كما ملئت جورا قلنا:

من هو؟ قال: هو الإمام التاسع من ولد الحسين عليه السلام، وبمعناه حدث الحسين بن علي الرازي وفي آخره إنه ليخرج من صلب الحسين أئمة أبرار معصومون، منها مهدي هذه الأمة، الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه، وهو التاسع من صلب الحسين عليه السلام.

وأسند صاحب الكفاية إلى زيد بن أرقم قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: أنت سيد الأوصياء، وابناك سيدا شباب أهل الجنة، ومن خلف الحسين تخرج الأئمة التسعة، إذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالؤون عليك ويمنعوك حقك.

وأسند الحسين(1) إلى زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله خطب الناس وزهدهم في الدنيا وقال: أوصيكم بعترتي وهم الأمناء المعصومون بعدي، فقال ابن عباس:

وكم هم؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى، تسعة من صلب الحسين منهم مهدي هذه الأمة إن الله عهد إلي، ونحوه أسند أحمد بن عبد الله بن الحسن إلى عمران بن حصين ونحوه أسند محمد بن عبد الله بن المطلب إلى عمران بن حصين ونحوه أسند علي بن محمد بن الحسن إلى عمران بن الحصين.

وأسند علي بن محمد القمي إلى أبي أمامة قول النبي صلى الله عليه وآله: لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق منا، إذا صارت الدنيا هرجا مرجا، وهو التاسع من صلب الحسين.

وأسند علي بن محمد إلى أبي أمامة قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم.

وأسند المعافا ابن زكريا إلى واثلة بن الأسقع قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر من أحبهم واقتدى بهم فاز ونجى، ومن تخلف عنهم ضل وغوى.

وأسند الشيباني إلى واثلة قول النبي صلى الله عليه وآله لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت، عهد الله أنه لا يحبنا إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق شقي، طوبى

____________

(1) هو الحسين بن علي أبو الفتوح الرازي.


الصفحة 117
لمن تمسك بي، وبالأئمة الأطهار من ذريتي، قيل: فكم الأئمة بعدك؟ قال صلى الله عليه وآله: عدد نقباء بني إسرائيل وأسند الحسين بن سعيد إلى واثلة نحوه.

وأسند الخزاز إلى واثلة قول الله للنبي صلى الله عليه وآله في الإسراء: يا محمد ما أرسلت نبيا فانقضت أيامه إلا وأقام بالأمر من بعده وصيه، فاجعل علي بن أبي طالب الوصي بعدك، ثم أراه اثني عشر نورا وقال: يا محمد هؤلاء أسماء الأئمة بعدك أمناء معصومون، ونحوه أسند محمد بن عبد الله برجاله إلى حذيفة بن اليمان وفيه: رأيت في ساق العرش مكتوبا بالنور (لا إله إلا الله، محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به) ثم رأيت أنوار الحسنين وفاطمة والأئمة من ولدها، ونحو هذا روت أم سلمة وذكرت أسماءهم وأن المهدي آخرهم.

وأسند الموفق الخوارزمي وهو المسمى عندهم بصدر الأئمة برجاله أن النبي صلى الله عليه وآله ليلة الأسرى قال له الله تعالى: يا محمد بن خلفت لأمتك؟ قال: خيرهم قال: علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم، فقال لي: يا محمد اعلم أني اطلعت إلى أهل الأرض فاخترتك، وثانية فاخترت عليا، فخلقتك وخلقته، وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين، ولو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم. ثم أراهم إياه بأسمائهم والمهدي في وسطهم.

وأسند محمد بن وهبان إلى سعيد بن مالك قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: حبك إيمان وبغضك نفاق، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة معصومون مطهرون، ومنهم مهدي هذه الأمة الذي يقوم بالدين في آخر الزمان، كما قمت في أوله.

وأسند محمد بن وهبان إلى حذيفة بن أسيد حديث الحوض فلما أوصى النبي صلى الله عليه وآله بعترته ثلاثا قال سلمان: كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي، لا تعلموهم فإنهم أعلم

الصفحة 118
منكم، واتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم.

وأسند الحسين بن محمد إلى حذيفة بن أسيد نحوه وفي آخره: ومنها مهدي هذه الأمة، ونحوه أسند أبو جحيفة إلى حذيفة.

وأسند أبو المفضل الخثمعي الكوفي إلى عمار بن ياسر: علي مني وأنا منه وإنه أبو سبطي والأئمة بعدي، منهم مهدي هذه الأمة إن الله عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين تسعة تاسعهم يغيب عنهم طويلا، يرجع عنه قوم، ويثبت عليه آخرون، وذلك قوله تعالى: (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين(1)) فإذا كان آخر الزمان يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا يا عمار سيكون بعدي فتنة فاتبع عليا إنه مع الحق والحق معه.

وأسند صاحب الكفاية إلى أبي ذر قول النبي صلى الله عليه وآله له في مرضه: فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني، بعلها سيد الوصيين، وابناها إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما، وسوف يخرج من صلب الحسين تسعة معصومون قوامون بالقسط، ومنها مهدي هذه الأمة والأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل، ونحوه عنه من طريق آخر، وفيه لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى علي وعلى أهل بيتي وأسند صاحب المقتضب من طرق العامة إلى سلمان قول النبي صلى الله عليه وآله للحسين:

أنت إمام بن إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم أفضلهم.

وأسند صاحب الكفاية إلى سلمان قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر عدة شهور الحول ومنها مهدي هذه الأمة، له غيبة موسى، وبهاء عيسى، وحكم داود، وصبر أيوب.

وأسند إلى سلمان بطريق آخر قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة من بعدي اثنا عشر وفي كتاب كشف الحيرة أن سلمان سأل النبي صلى الله عليه وآله عن الذين قال الله فيهم:

(لتكونوا شهداء على الناس(2)) قال: هم ثلاثة عشر رجلا خاصة أنا وأخي علي

____________

(1) الملك: 30.

(2) البقرة: 143.