الصفحة 119
وأحد عشر من ولده. وأسند أخطب خوارزم برجاله إلى سليم بن قيس الهلالي قول النبي صلى الله عليه وآله للحسين: أنت سيد ابن سيد، أبو سادة تسعة، إمام بن إمام، أبو أئمة تسعة، أنت حجة ابن حجة، أبو جحج تسع من صلبك، تاسعهم قائمهم، ورواه الشيخ أبو جعفر عن سالم عن سلمان.

وأسند في مراصد العرفان إلى سلمان حين سأله من الخليفة بعدك يا رسول الله؟

قال: أدخل على أبا ذر والمقداد وأبا أيوب، فقال: اشهدوا وافهموا أن عليا وصيي، ووارثي، وقاضي ديني، وحامل لوائي، وولده بعده، ثم من ولد الحسين أئمة تسعة هداة إلى يوم القيامة، أشكو إلى الله جحد أمتي له وأخذهم حقه.

وأسند الشيخ محمد بن علي إلى سليم إلى سلمان قول النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة في مرضه - وقد بكت وقالت: أخشى الضيعة بعدك - فقال صلى الله عليه وآله: إن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني نبيا، وثانية فاختار بعلك وصيا، أول الأوصياء بعده حسن، ثم حسين، ثم تسعة من ولد الحسين.

وقريب من هذا أسند صاحب الكفاية والكيدري في بصائر الأنس عن القاسم بن حسان عن جابر بن عبد الله إلى أن قال: ويخرج الله من صلب الحسين تسعة أمناء معصومين ومنا مهدي هذه الأمة، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوله، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما، وقد سلف نحو هذا وسيأتي نحوه أيضا من صاحب الكفاية مسندا إلى ابن عباس وأسند نحوه التلعكبري إلى فاطمة.

وأسند الإمام محمد بن جرير الطبري في كتاب المناقب المؤلف على حروف المعجم، المجموع من روايات المصريين ومكة والمدينة والشام إلى جابر قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: أنت أخي ووزيري في الدنيا والآخرة تختم بالعقيق الأصفر فإنه أول حجر أقر لله بالربوبية، ولي بالنبوة ولك بالخلافة ولذريتك بالإمامة، ولشيعتك ومحبيك بالجنة.

وأسند الخزاز إلى سلمان أن النبي صلى الله عليه وآله وضع يده على كتف الحسين عليه السلام

الصفحة 120
وقال: إنه إمام ابن الإمام، تسعة من صلبه أئمة أبرار، أمناء معصومون، والتاسع قائمهم.

وفي أحاديث سليم قال: سمعت عبد الله ابن جعفر الطيار يقول: قلت لمعاوية سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثم ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم يكمله(1) اثنى عشر إماما تسعة من ولد الحسين قال عبد الله: واستشهد على ذلك الحسن، والحسين، وابن عباس، وأبا سلمة وأسامة بن زيد فشهدوا عند معاوية قال سليم: وكنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة أنهم سمعوه من النبي صلى الله عليه وآله، وروى ذلك الشيخ الطوسي بطريقين عن الكليني.

وأسند الشيخ أحمد بن محمد الجوهري إلى جابر الأنصاري صلى الله عليه وآله: اختار الله من الأيام الجمعة، ومن الليالي القدر، ومن الشهور رمضان، واختارني وعليا واختار من علي الحسن والحسين، حجة الضالين، تاسعهم قائمهم أعلمهم وأحكمهم وأسند نحوه صاحب المقتضب وأبو جعفر ابن بابويه إلى الباقر عليه السلام.

وفي حديث جابر لما اجتمع بالباقر عليه السلام وأبلغه سلام رسول الله صلى الله عليه وآله حكى عنه أنه قال: إنه سميي وأشبه الناس بي، علمه علمي، وحكمه حكمي سبعة من ولده أمناء معصومون، أئمة أبرار والسابع مهديهم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا)(2) الآية.

وذكر صاحب البصائر عن جابر قول النبي صلى الله عليه وآله: ابناي خير الأسباط، و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار، والتاسع قائمهم يملأ الأرض قسطا وعدلا يقاتل على التأويل كما؟ قاتلت على التنزيل.

____________

(1) تكملة خ ل.

(2) الأنبياء: 73.


الصفحة 121
وأسند جعفر بن محمد الدوريستي قول ابن عباس للنبي صلى الله عليه وآله حين حضرته الوفاة: إذا كان ما نعوذ بالله منه فإلى من؟ فأشار إلى علي، وقال: إلى هذا فإنه مع الحق والحق معه، ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته.

وأسند محمد بن علي القطان إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله: أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ونحوه أسند الشيخ محمد بن علي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

وأسند ابن بابويه إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون، وأسند صاحب الكفاية إلى ابن جبير إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله: إن الله اطلع إلى الأرض فاختارني فجعلني نبيا، وثانية فاختار عليا، وأمرني أن اتخذه وصيا، فهو أبو سبطي جعلني الله وإياهم حججا على عباده، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي، والتاسع منهم قائم أهل بيتي، وأشبه الناس بي، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة.

وذكر الكيدري في بصائر حديثا مسندا إلى ابن عباس وهو قول النبي صلى الله عليه وآله: ناداني ربي في المعراج: فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قلت: إلهي وسيدي أنت أعلم قالت: هلا اتخذت من الآدميين وزيرا قلت: اختر لي أنت يا إلهي قال: قد اخترت علي بن أبي طالب، هو وارثك وصاحب لوائك، أقسمت على نفسي أن لا يشرب منه مبغض لك ولأهلك حقا أقول: لأدخلن الجنة جميع أمتك إلا من أبى، قلت: يا رب وأحد يأبى دخول الجنة؟ قال: من أبى حق علي، قلت:

يا رب وما حق علي؟ قال: حقه على أمتك كحقك عليهم في حياتك، فمن أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنة، عزيمة مني لا يدخل الجنة من أبغضه وعاداه وأنكر ولايته، وقد أعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا آخر رجل منهم يصلي عيسى خلفه.

وأسند جعفر بن محمد الدوريستي إلى العباس بن عبد المطلب قول النبي صلى الله عليه وآله

الصفحة 122
يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة، ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله تعالى أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ويمكث ما شاء الله، ثم يخرج الدحال.

وذكر صاحب البصائر وصاحب الكفاية حديثا مسندا إلى عمر بن الخطاب هو قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر، ورواية عمر بن الخطاب في هذا الباب فصل الخطاب.

وأسند علي بن الحسين إلى عمر قول النبي صلى الله عليه وآله: عترتي من ولد علي و فاطمة، وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار، هم عترتي من لحمي ودمي.

وأسند علي بن الحسين إلى ابن المسيب إلى عمر قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي تسعة من صلب الحسين، منها مهدي هذه الأمة من تمسك من بعدي بهم فقد استمسك بحب الله.

وأسند الدوريستي أن المثنى سأل عائشة كم خليفة بعد الرسول صلى الله عليه وآله فقالت:

أخبرني باثني عشر أسماؤهم عندي مكتوبة بإملائه، فقلت: اعرضيها علي فأبت.

وأسند صاحب الكفاية إلى أم سلمة حين سألت النبي صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى:

(فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم(1)) الآية، قال: (الذين أنعم الله عليهم من النبيين) أنا (والصديقين) علي بن أبي طالب (والشهداء) الحسنان (والصالحين) حمزة (وحسن أولئك رفيقا) الأئمة الاثنا عشر.

وأسند الحسين بن محمد إليها قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي، فالويل لمبغضيهم.

وأسند علي بن محمد عن علي بن الحسين إلى فاطمة قالت: سألت أبي عن قول الله تعالى: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم(2)) قال: هم الأئمة بعدي علي وسبطاي، وتسعة من صلب الحسين، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و

____________

(1) النساء: 69.

(2) الأعراف: 48.


الصفحة 123
يعرفونه، والنار من أنكرهم وينكرونه.

وأسند الكوفي إلى محمود بن أسيد أنه سأل فاطمة عليها السلام هل نص النبي صلى الله عليه وآله قبل وفاته على علي بالإمامة؟ فقالت: واعجبا أنسيت يوم غدير خم؟ قلت: قد كان ذلك فأخبريني بما أسر إليك، قالت: أشهد بالله أني سمعته يقول: علي خير من أخلفه فيكم، وهو الإمام والخليفة بعدي، وسبطاي وتسعة من ولد الحسين أئمة أبرار، لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين، ولئن خالفتموهم ليكونن الخلاف فيكم إلى يوم القيامة.

ثم قالت: أما والله لو تركوا الحق على أهله، لما اختلف في الله اثنان و لورثها خلف بعد خلف، حتى يقوم التاسع من ولد الحسين، ولكنهم قدموا من أخر الله بشهادتهم، وأخروا من قدم بآرائهم، ولم يسمعوا ما قال الله: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من أمرهم(3).

وأسند علي بن محمد أن فاطمة عليها السلام ناولت النبي صلى الله عليه وآله الحسين ملفوفا في خرقة فرده إليها وقال: إنه الإمام أبو أئمة تسعة من صلبه أئمة أبرار التاسع قائمهم وأسند مثله من طريق آخر.

(4)
فصل


لما تقرر بما سلف تعيينهم من غيرهم، وقامت الحجة بنقل من سواهم فيهم فخليق أن نذكر ما صدر في ذلك عنهم، فنبدء بجملة، ليكون على نسق ما سبق فإذا أتينا بالمفصل من غيرهم بعد هذا كما وعدنا، أتينا بالمفصل منهم إن شاء الله تعالى.

علي عليه السلام:

أسند الشيخ الجليل أبو جعفر بن بابويه [ إلى ابن نباتة ](2) قال: خرج علينا علي وفي يده يد ولده الحسن، وقال: هكذا خرج النبي صلى الله عليه وآله ويده في يدي، وقال:

____________

(1) القصص: 68 (2) الزيادة من نسخة كمال الدين ص 150.


الصفحة 124
خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا، وهو إمام كل مسلم ومولى كل مؤمن، وأنا أقول في ابني هذا مثل قوله ألا إنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول الله، وخير الخلق بعده الحسين الشهيد، ومن بعده تسعة من صلبه، خلفاء الله في أرضه، وحججه على عباده، تاسعهم القائم لقد نزل بذلك الوحي.

وسئل النبي صلى الله عليه وآله عنهم وأنا عنده، فقال: (والسماء ذات البروج(1)) [ ثم ] إنهم كعدد البروج، أولهم هذا، ووضع يده على رأسي، وآخرهم المهدي من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني، وهم خلفائي وأئمة المسلمين بعدي.

وأسند الشيخ أبو جعفر بن بابويه إلى أبي جعفر الثاني إلى آبائه إلى علي عليه السلام قول علي عليه السلام لابن عباس: ليلة القدر في كل سنة ويبين فيها أمر السنة وكذلك ولاة الأمر من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله قال ابن عباس: من هم؟ قال:

أنا وأحد عشر من صلبي أئمة مهديون محدثون ونحوه روى الشيخ أبو جعفر الطوسي.

وفي أحاديث الكليني عن النبي صلى الله عليه وآله آمنوا بليلة القدر فإنه ينزل فيها أمر السنة وكذلك ولاة الأمر من بعدي علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده.

وأسند علي بن محمد القمي إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي، والخليفة على الأحياء من أمتي، وأنت أبو الأئمة الإحدى عشر من صلبك، مطهرون معصومون، ومنهم المهدي.

وأسند أيضا بطريق آخر إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي من ذريتك عدد نقباء بني إسرائيل من رد عليهم وأنكرهم فقد رد علي وأنكرني.

وأسند صاحب المقتضب إلى أبي الطفيل قول علي عليه السلام يقول: ليلة القدر كل سنة على الوصاة بعد النبي صلى الله عليه وآله قلت: ومن الوصاة؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي الأئمة المحدثون، وروي ذلك عن ابن عباس.

وأسند أبو جعفر بن بابويه قول النبي صلى الله عليه وآله كيف تهلك أمة أنا وعلي وأحد عشر من ولدي أولوا الألباب أولها، والمسيح آخرها، ولكن يهلك بين

____________

(1) البروج: 1.


الصفحة 125
ذلك من لست منه وليس مني وقد سلف ونحوه أسند حمزة بن علي إلى الصادق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأسند علي بن محمد بن الحسين عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأسند أن يهوديا سأل عمر فأرشده إلى علي عليه السلام فقال: أخبرني كم بعد نبيكم إمام؟ وفي أي جنة هو؟ ومن يسكن معه؟ فقال عليه السلام: اثنا عشر، وهم مع النبي صلى الله عليه وآله في جنة عدن، فأسلم اليهودي وقال: أنت أولى بهذا المجلس من هذا، أنت الذي تفوق ولا تفاق.

وذكره صاحب البصائر مسندا بإسناد الشيخ الطوسي برجاله، والشيخ المفيد برجاله، وفي آخره إني لأجد ذلك في كتب أبي هارون بيده.

ورواه أيضا الشيخ أبو جعفر بن بابويه برجاله وذكره صاحب المقتضب برجاله من طرق العامة، وزاد فيه إنه أخرج إلى علي كتابا فعرف اسمه وقال:

إنه عبراني وأنت عربي؟ فقال: نعم اسمي في التوراة هابيل، وفي الإنجيل حيدار فحلف أنه بخط أبيه، وإملاء موسى يتوارثونه.

وأسند أبو جعفر بن بابويه إلى الرضا إلى آبائه أب أب إلى علي عليهم السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: ما خلق الله أفضل مني، إن الله فضل المرسلين على الملائكة المقربين وفضلني على المرسلين، والفضل بعدي لك يا علي، وللأئمة من بعدك، إن الله تعالى خاطبني في الأسرى بأنك نوري في عبادي، ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي، ثم أراني اثني عشر نورا على ساق العرش، في كل نور اسم وصي أولهم علي، وآخرهم المهدي، ثم ناداني يا محمد وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأنصرنهم بجندي، حتى تعلو دعوتي، وتجتمع الخلق على توحيدي ولأداولن الأيام إلى يوم القيامة بين أوليائي، وهذا حديث طويل اشتمل على تعليمهم الملائكة تسبيح ربهم، وعلى عظم الثناء عليهم، أخذنا منه موضع الفرض من هذا الكتاب.

وأسند الحاجب إلى الحسن العسكري إلى آبائه أب أب إلى علي عليهم السلام

الصفحة 126
قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة من ولدك ينظرون بنور الله قذف الحكمة في قلوبهم أولهم أنت، وأوسطهم علي، وآخرهم مهدي يملأ الأرض عدلا.

وأسند علي بن محمد إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة ناجية، وهم المتمسكون بولايتكم لا يعملون برأيهم أولئك ما عليهم من سبيل، وسأله عن الأئمة فقال صلى الله عليه وآله: عدد نقباء بني إسرائيل.

وأسند ابن بابويه إلى زين العابدين عليه السلام إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم المهدي، يفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها، ورواه محمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله وعبد الله الحميري ومحمد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن ابن أبي الخطاب وأحمد بن عيسى والبرقي وإبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال.

وبهذه الطرق أن الأصبغ دخل على علي فوجده متفكرا فقال: فيم؟ فقال:

في الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يكون له حيرة وغيبة يضل فيها قوم، و يهتدي فيها آخرون، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة، ونحوه أسند ابن بابويه بطريقين إلى علي عليه السلام.

وأسند ابن ماجيلويه إلى الرضا إلى آبائه عليهم السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: من أحب أن يستمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي، فليقتد بعلي فإنه خليفتي على أمتي، قوله قولي، وأمره أمري، من فارقه فارقني، لم يرني ولم أره يوم القيامة وحرم الله تعالى عليه الجنة، والحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما، ومن ولد الحسين أئمة تسعة تاسعهم القائم، طاعتهم طاعتي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم المضيعين حرمتهم بعدي ونحوه أسند أحمد بن زياد إلى الرضا إلى آبائه عليهم السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله.

وأسند علي بن الحسين عليه السلام أن رجلا قال لعلي عليه السلام تدعى أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم؟ قال: الله تعالى، قال: فغضب فقال له النبي صلى الله عليه وآله: هو أمير المؤمنين بولاية من الله عقدها له فوق عرشه، من جهله فقد جهلني، ومن جحد إمرته فقد

الصفحة 127
جحد رسالتي، وهو زوج ابنتي، وأبو ولدي، أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه.

وروى سليم برجاله قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي: قد استجاب الله تعالى فيك و في شركائك من بعدك الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعتي في قوله تعالى: (و أولي الأمر منكم(1)) أولهم أنت يا علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم سيد العابدين، ثم محمد الباقر، ثم تكملة اثني عشر إماما من ولدك يا حسين إلى مهدي أمة محمد، والله والله إني لأعرفه باسمه، حيث يبايع له بين الركن والمقام، وأعرف اسم أنصاره وقبائلهم.

قال سليم: فلقيت الحسنين فحدثتهما به فقالا: صدقت وحدثت به علي بن الحسين فقال: أقرأنيه أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

قال أبان بن أبي عياش: حدثت علي بن الحسين بذلك عن سليم فقال: صدق قال أبان: فلقيت الباقر فحدثته فقال: صدق وأورده جعفر بن بابويه.

وأسند قول النبي صلى الله عليه وآله لابن مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي، و خليفتي عليكم، فإذا مضى فالحسن، فإذا مضى فالحسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد، قائمهم تاسعهم، لا يحبهم ويواليهم إلا مؤمن طابت ولادته، ولا يبغضهم ويعاديهم إلا كافر خبثت ولادته، من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، ما أنا ناطق عن الهوى في علي والأئمة من ولده.

وأسند علي بن محمد إلى الصادق إلى آبائه عليهم السلام قول رسول الله صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم، هم خلفائي، المقر بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر.

وأسند أيضا إلى علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: قال الله تعالى: لأعذبن كل رعية دانت بإمام جائر وإن كانت في نفسها برة تقية، ولأرحمن كل رعية دانت بإمام عادل مني وإن كانت في نفسها غير برة تقية.

____________

(1) النساء: 59.


الصفحة 128
قلت: فكم يكون بعدك؟ قال: تسعة من ولد الحسين عليه السلام تاسعهم قائمهم يحزن لفقده أهل الأرض والسماء فكم مؤمن متأسف حيران، كأني بهم آيس ما يكون إذ نودي في رجب ثلاثة أصوات: نداء يسمع من البعد كالقرب (ألا لعنة الله على الظالمين(1)) والثاني (أزفة الآزفة(2)) والثالث يرون بدنا مع قرن الشمس أن الله قد بعث فلان بن فلان حتى ينسبه إلى علي عليه السلام.

الحسن عليه السلام:

أسند عتبة الحمصي إلى الحسن عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: الأمر يملكه بعدي اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي وأسند الشيباني إلى الصادق إلى آبائه إلى الحسن بن علي عليهم السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل، وحواري عيسى، من أحبهم فهو مؤمن، ومن أبغضهم فهو كافر.

وأسند الخزاز إلى جنادة ابن أبي أمية أنه دخل على الحسن عليه السلام في مرضه وهو يقذف الدم في طشت من سمه فقلت: ألا تعالج نفسك؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة وما منا إلا مسموم أو مقتول وأسند نحوه الشيخ محمد بن علي بن الحسين إلى الحسن عليه السلام.

وأسند القمي إلى الأصبغ بن نباتة قول الحسن عليه السلام الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر تسعة من صلب الحسين ومنهم مهدي هذه الأمة ونحوه أسند علي بن الحسين إلى الحسن عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله وفي آخره: متى يخرج القائم؟ قال عليه السلام: مثله كالساعة، لا تأتيكم إلا بغتة ونحوه أسند علي بن محمد ومحمد ابن الحسن إلى الحسن عليه السلام.

وأسند الشيخ الثقة محمد بن علي أن الحسن عليه السلام لما صالح معاوية لأمه بعض الناس فقال: للذي عملت خير مما طلعت عليه الشمس لشيعتي، ألا تعلمون أني إمامكم بنص رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قالوا: بلى فقال: الخضر لما خرق السفينة، وقتل الغلام

____________

(1) هود: 18.

(2) النجم: 68.


الصفحة 129
وأقام الجدار، كان ذلك سخطا لموسى إذ خفي عليه وجه الحكمة، فما منا إلا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم وهو التاسع من ولد أخي يطيل الله عمره في غيبته، ثم يخرج في صورة شاب دون أربعين سنة.

الحسين عليه السلام:

أسند أبو جعفر ابن بابويه إلى الباقر عليه السلام إلى أبيه قول الحسين:

أجلسني أنا وأخي جدي على فخذيه، وقال: بأبي أنتما وأمي من إمامين صالحين اختار كما الله مني ومن أبيكما وأمكما، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم كلكم في الفضل سواء.

وأسند إلى الصادق إلى الباقر إلى أبيه قول الحسين عليهم السلام: في التاسع من ولدي سنة من يوسف، وسنة من عيسى، وهو قائمنا يصلح الله أمره في ليلة واحدة.

وأسند أيضا إلى الحسين عليه السلام قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة يقسم ميراثه وهو حي وأسند أيضا إليه: منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق.

وأسند صاحب المقتضب أيضا وصاحب الكفاية أيضا دخول الحسين عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فوجده متفكرا مغموما فسأله فقال صلى الله عليه وآله: أتاني جبرائيل وقال:

يقول لك رب العالمين: قد قضيت نبوتك فاجعل الاسم الأكبر وميراث علم النبوة عند علي بن أبي طالب فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي، فإني لا أقطع علم النبوة من ذريتك كما لم أقطعه من ذريات الأنبياء قبلك، فعلي أخي وخليفتي وبعده أخوك وبعده أنت وتسعة من صلبك تكملة اثنا عشر إماما حتى يقوم قائمنا.

وأسند أبو المفضل إلى الحسين عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: إن الله كتب على حواشي حجبه، وعلى أركان عرشه، وعلى أطوار أرضه، وعلى حدود لوحه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي وصيه، فمن زعم أنه يحب النبي ولا يحب الوصي

الصفحة 130
فقد كذب، ومن زعم أنه يعرف النبي ولا يعرف الوصي فقد كفر، ألا إن أهل بيتي أمان لكم فحبوهم كحبي: علي وسبطاه وتسعة من صلب الحسين عليه السلام.

وأسند علي بن الحسن إلى الحسين عليه السلام أن أعرابيا أتى النبي ومعه ضب فقال: لا أؤمن بك حتى يؤمن هذا الضب، فقال النبي صلى الله عليه وآله للضب: من أنا قال: محمد بن عبد الله فأسلم الأعرابي وقال: هل بعدك نبي؟ قال: لا، ولكن أئمة من ذريتي عدد نقباء بني إسرائيل أولهم علي وتسعة من صلب هذا، ووضع يده على صدري، والقائم تاسعهم. فمدح النبي صلى الله عليه وآله بشعر فحمله على ناقة، فقال قوم طمعا فجاء آخر وبقي يوما في الصفة لم يأكل شيئا فتقدم إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال:


يا أيها المرء الذي لا نعدمهقد جئت بالحق وشئ نعلمه
أنت رسول الله حقا نفهمهودينك الاسلام دين نعظمه

نبغي مع الاسلام شيئا نقضمه

فتبسم النبي صلى الله عليه وآله ودفعه إلى علي فأعطاه ناقة وحملها تمرا.

وأسند الحسين عليه السلام: كان فيما بشرني النبي صلى الله عليه وآله به أن قال: أنت سيد ابن سيد [ أخو سيد ] أبو السادة تسعة من ولدك أئمة أبرار، والتاسع قائمهم، و نحوه أسند خالد الواسطي إلى أبيه إلى جده [ إلى ] الحسين عليه السلام.

وأسند المفيد إلى الحسين بن علي عليه السلام أن الله تعالى خلق محمدا واثني عشر من أهل بيته من نور عظمته، هم الأئمة بعده، ونحوه أسند ابن بابويه.

وأسند علي بن محمد القمي إلى علي بن الحسين قول أبيه عليهما السلام: عهد إلينا نبينا كون الأئمة بعده عدد نقباء بني إسرائيل ونحوه أسند الحسين بن محمد بن سعيد وروى نحوه علي بن محمد وعلي بن الحسن.

علي بن الحسين عليه السلام:

أسند الشيخ أبو جعفر إلى الكابلي دخل على زين العابدين عليهما السلام وقال:

أخبرني عن الذين فرض الله طاعتهم، فقال: علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم أنا، وسكت. قلت: روي عن أمير المؤمنين أن الأرض لا تخلو من

الصفحة 131
حجة فمن الحجة بعدك؟ قال: ابني محمد اسمه في التوراة الباقر: يبقر العلم، وبعده ابنه جعفر اسمه عند أهل السماوات الصادق، قلت: كيف ذلك وكلكم صادقون؟

قال: حدثني أبي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أن يسميه بذلك، وقال: الخامس من ولده اسمه جعفر يدعي الإمامة حسدا لأخيه وافتراء على الله فهو جعفر الكذاب عند الله كأني به وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله، المغيب في حفظ الله.

قلت: وإن ذلك لكائن؟ قال: إي وربي ذلك مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا، قلت: ثم يكون ماذا؟ قال: تمتد غيبة الثاني عشر، وإن المنتظرين القائلين بإمامته، أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تعالى أعطاهم من العقول ما صارت به الغيبة كالعيان.

وأسند علي بن محمد إلى الكابلي أنه دخل على زين العابدين وسأله كم الأئمة بعدك؟ فقال عليه السلام: ثمانية لأن الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وآله اثنا عشر ثلاثة من الماضين وأنا الرابع، وثمانية من ولدي، من أحبنا وعمل بأمرنا كان معنا، ومن رد علينا أو على واحد منا فهو كافر.

وأسند المفضل إلى علي بن الحسين عليه السلام أنه كان يقول: ادعوا لي الباقر وقلت لابني الباقر، فقلت: ولم سميته الباقر؟ فتبسم وقال: الإمامة في ولده إلى أن يقوم قائمنا، والأئمة بعده سبعة ومنهم المهدي.

وأسند الحسين بن علي أن الزهري دخل على علي بن الحسين في مرضه وقال: إلى من نختلف بعدك؟ قال عليه السلام: إلى ابني هذا - وأشار إلى محمد - وصيي و باقر العلم، سوف يختلف إليه خلاصة شيعتي، فيبقر لهم العلم بقرا، قلت: هلا أوصيت إلى أكبر أولادك! قال عليه السلام: الإمامة ليست بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله عليه السلام، ووجدناه في اللوح والصحيفة، قلت: فكم يكون الأوصياء من بعده، قال: وجدنا في الصحيفة واللوح اثني عشر إماما بأسمائهم وأسماء آبائهم و أمهاتهم، ثم قال: يخرج من صلب ابني محمد سبعة منهم المهدي.


الصفحة 132

الباقر عليه السلام:

أسند المفيد إلى الباقر عليه السلام قال: من آل محمد اثنا عشر إماما كلهم محدثون.

وأسند أيضا إلى الباقر عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: أنا واثنا عشر من أهل بيتي علي بن أبي طالب أولهم أوتاد الأرض، فإذا ذهبوا ماجت الأرض بأهلها ولم ينظروا وعن الكليني من عدة طرق إلى الباقر عليه السلام نحو ذلك، ونحوه روى أيضا أبو جعفر الطوسي وأبو جعفر ابن بابويه من طريقين وأسند نحوه علي بن محمد القمي إلى محمد بن مسلم إلى الباقر عليه السلام.

وأسند الشيباني إلى الباقر عليه السلام: إنه لعهد عهده إلينا النبي صلى الله عليه وآله أن الأئمة بعده اثنا عشر: تسعة من صلب الحسين، ومنها المهدي(1) وأسند أبو جعفر ابن بابويه إلى الباقر عليه السلام ذكر سير الخلفاء الاثني عشر فلما بلغ آخرهم قال:

الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه.

وأسند أبو العباس: أن الباقر عليه السلام جمع ولده ثم أخرج إليهم كتابا بخط علي وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه حديث اللوح.

وأسند علي بن الحسين إلى عبد الغفار قال: قلت للباقر عليه السلام: قد كبر سني ولا أرى فيكم ما أسر به، وقمت على قائمكم أقول: يخرج اليوم أو غدا، فقال: هو السابع من ولدي، وليس هذا أوان ظهوره، ولقد حدثني أبي عن آبائه قول النبي صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين والتاسع قائمهم، يخرج في آخر الزمان. قلت: فإن كان كائن فإلى من بعدك؟ قال: إلى ابني جعفر.

الصادق عليه السلام:

أسند الخزاز إلى مسعدة أن شيخا سلم على الصادق عليه السلام وقال: أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول: هذا الشهر، هذه السنة، وقد اقترب أجلي ولا أرى فيكم ما أحب، فبكى الصادق عليه السلام [ لبكائه ] وقال: إن أدركت كنت معنا، وإلا جئت يوم القيامة في ثقل محمد إن قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن من علي

____________

(1) في النسخ هنا زيادة: (الباقر عليه السلام) وأظنه هامشا قد خلط بالمتن.


الصفحة 133
وعلي من محمد، ومحمد من علي وعلي من ابني موسى. نحن اثنا عشر معصومون فقال الشيخ: لا أبالي بعد ما سمعت هذا.

وأسند النيشابوري في أماليه إلى الرقي أنه دخل على الصادق عليه السلام رجل وقال: ما أكذبكم؟ تقولون: عرض الله ولايتكم على يونس، فلما استثقلها حبسه في بطن الحوت فقال عليه السلام: يا رقي خذ بيد الرجل وضع يدك على عينيه والأخرى على عينيك، وثب به، فوثبت وفتحت عيني وأنا على شاطئ الجال(1) مسيرة أربعة أيام من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله فصلى عليه السلام وتفل في البحر فتشققت أمواجه فضج بالشهادتين والاقرار بعلي وأولاده الأئمة، وخرج شئ رافع رأسه كالجبل وقال:

أنا زاليخا حوت يونس، فقال عليه السلام: لأي شئ حبس يونس فيك؟ فقال: عرضت ولايتكم عليه، فقال: لا أقدر على حملها، فحبس في وكان يسبح بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فقال عليه السلام: يا رقي ثب فقمت وتركت الرجل فدخل عليه بعد أربعة أيام، وقال: لم يكن خلق أبغض إلي منك، والآن فما خلق أحب إلي منك، فهل من توبة؟ فقال عليه السلام: من تاب تاب الله عليه.

وأسند الحاجب إلى داود بن كثير الرقي أنه دخل على الصادق عليه السلام وهو يبكي فقال عليه السلام: ما يبكيك؟ قال: قوم يزعمون أن الله لم يخصكم بشئ مما خص به غيركم؟ فقال عليه السلام: كذب أعداء الله وركض الدار برجله، فإذا بحر وسفينة فركبنا وانتهينا إلى جزيرة وإذا فيها قباب من الدر، ونودي منها: مرحبا بالصادق والخلف الناطق، قلت: ما هذه؟ قال: الأئمة كلما فقد منهم واحد انتهى إليها ثم رفع لنا الستر عن قبة فإذا فيها أمير المؤمنين عليه السلام فسلمنا عليه، ثم أتينا أخرى فإذا فيها الحسن عليه السلام فسلمنا عليه، ثم أخرى، فإذا فيها الحسين عليه السلام فسلمنا عليه، ثم أخرى فإذا فيها علي بن الحسين عليه السلام فسلمنا عليه، ثم أخرى فإذا فيها محمد الباقر عليه السلام فسلمنا عليه ثم قال لي: أنظر إلى يمين الجزيرة فنظرت فإذا خمس قباب بلا ستور قلت: لمن هذه؟ قال عليه السلام: للأوصياء من ولدي، ثم قال

____________

(1) الجال وهكذا الجول والجيل: ناحية البحر وجانبه قاله الفيروزآبادي.


الصفحة 134
لي: أنظر إلى وسط الجزيرة فنظرت فإذا قبة عالية فقال: هذه للقائم من آل محمد أشفيت صدرك؟ قلت: نعم ثم رجعنا من حيث جئنا.

وأسند محمد بن جعفر الآدمي إلى وهب بن منبه أن موسى نظر إلى شجرة في الطور وجدها ناطقة باسم محمد واثني عشر وصيا قال حسين بن علوان: فذكرت ذلك للصادق عليه السلام فقال: هم اثنا عشر: علي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، ومن شاء الله. قلت: إنما سألتك لتفتيني بالحق، فقال عليه السلام: أنا وابني هذا وأومأ بيده إلى موسى بن جعفر عليه السلام والخامس من ولده يغيب شخصه، ولا يحل ذكره باسمه.

وأسند الحسين بن إدريس قول الصادق عليه السلام: أن الله خلق أربعة عشر نورا قبل الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين آخرهم القائم بعد غيبته، يقتل الدجال، ويطهر الأرض.

وأسند جماعة منا: سأل السابوري الصادق عليه السلام عن قوله تعالى: (أصلها ثابت وفرعها في السماء)(1) فقال: النبي صلى الله عليه وآله أصلها، وعلي فرعها والحسنان ثمرها، و تسعة من ولد الحسين أغصانها، والشيعة ورقها.

وأسند المظفر بن جعفر العلوي إلى أبي بصير قول الصادق عليه السلام: يكون بعد الحسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم.

وقد وجد من بقية الأئمة النص على المهدي عليه السلام وهو يستلزم العدد المذكور، وستسمعه قريبا إن شاء الله في هذا المسطور.

____________

(1) إبراهيم: 30.