(5)
فصل
قد علمت أن النصوص متناجزة في أئمتنا عليهم السلام، متظاهرة في ساداتنا. وقد ذكرهم الله سبحانه في كتبه السالفة، وسخر لنقلهم الأمم الخالفة، ونقل النص بعددهم المخالف والمؤالف، ونطق بشرف قدرهم الجاهل والعارف، ووجدت الصفات المعتبرة في الاستحقاق في كل إمام، وحصلت الأسماء المنسوبة إليهم على الترتيب والنظام، وذلك أوضح دليل برهان، وأفصح حجة وبيان، على أنهم بعد النبي صلى الله عليه وآله أئمة الأزمان، وحجج الله على الإنس والجان. وقد جاء في قديم الأشعار، عدد الأئمة الأطهار: كشعر قس حكيم العرب فيهم، وشوقه إليهم وتحسره عليهم، وسيجئ وهو من الحجج اللامعة، والبراهين القاطعة، على ثبوت إمامتهم، وتحقيق ولايتهم، إذ لا يمكن حصول عرفانهم قبل أوانهم إلا بإعلام الخبير العلام.
ومن الأشعار أيضا ما أسنده الشيخ العالم أحمد بن عياش أن عبد الملك بن مروان بعث إليه عامله على المغرب(1): بلغني أن مدينة من صفر بمفازة من الأندلس بناها الجن لسليمان، وأودعها الكنوز وأن الإسكندر استعد عاما كاملا للخروج إليها فأخبر بموانع دونها [ فلم يهم بها ظ ] لبعد مسافتها وصعوبتها، وأن أحدا لم يهم بها إلا قصر عنها، فكتب عبد الملك إلى عامله أن يكثر من الأزواد، ويخرج إليها ففعل وبلغها وكتب إلى عبد الملك بأمرها وفي آخر كتابه: رأيت عند سورها كتابة بالعربية فقرأتها وأمرت بنسخها وهي هذه:
ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن | يرجو الخلود وما حي بمخلود |
لو كان خلق ينال الخلد في مهل | لنال ذاك سليمان بن داود |
سالت له القطر عين القطر فائضة | بالقطر منه عطاء غير مردود |
فقال للجن ابنوا لي به أثرا | يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي |
____________
(1) وهو موسى بن نصر على ما في البحار ج 51 من طبعته الحديثة.
فصيروه صفاحا ثم هيلسة(1) | إلى السماء بإحكام وتجويد |
وأفرغ القطر فوق السور منصلتا | فصار أصلب من صماء جلمود |
وبث فيه كنوز الأرض قاطبة | وسوف تظهر يوما غير محدود |
وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا | مضمنا بطوابيق الجلاميد |
لم يبق من بعده للملك باقية | حتى تضمن رمسا غير أخدود |
هذا ليعلم أن الملك منقطع | إلا من الله ذي النعماء والجود |
حتى إذا ولدت عدنان صاحبها | من هاشم كان منها خير مولود |
وخصه الله بالآيات منبعثا | إلى الخليقة منها البيض والسود |
له مقاليد أهل الأرض قاطبة | والأوصياء له أهل المقاليد |
هم الخلائف اثنا عشرة حجج | من بعده أولياء السادة الصيد |
حتى يقوم بأمر الله قائمهم | من السماء إذا ما باسمه نودي |
فلما قرأ عبد الملك الكتاب، قال: للزهري هل علمت من المنادي باسمه؟
قال الزهري: إله عن ذلك، فقال عبد الملك: قل: ساءني أم سرني، قال الزهري:
هو المهدي من ولد فاطمة قال: كذبت بل هو منا، قال الزهري: أنا رويته عن علي بن الحسين، فإن شئت فاسأله، قال عبد الملك: لا حاجة لي في سؤال بني أبي تراب، وإياك إن تسمع هذا أحدا، فقال الزهري: علي ذلك.
____________
(1) وفي نسخة البحار ج 51 من طبعته الحديثة ص 165: (هيل له).
القطب الثاني
* (في ذكر العدد المصاحب للأسماء والترتيب) *
وفيه فصول وفيها نصوص وسأورد [ عند ] ذلك في آخر هذه النصوص: ذكر أعاظم رجالها، إذ السبيل وعر لكثرتها إلى حصرها بكمالها.
فمن النصوص: الصحيفة التي أخرجها جابر وقال: اشهد بالله أني هكذا رأيته مكتوبا في اللوح.
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز العليم، لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا، قاصم الجبارين، و مذل الظالمين، وديان الدين، إني أنا الله لا إله أنا، فمن رجا غير فضلي، أو خاف غير عدلي، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين.
فإياي فاعبد، وعلي فتوكل، إني لم أبعث نبيا ثم أكملت أيامه وانقضت مدته، إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء، وأكرمته بشبليك بعده وسبطيك، حسن وحسين فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة، و ضمنت له السعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة جعلت الكلمة التامة معه، والحجة البالغة عنده.
بعترته أثيب وأعاقب أولهم سيد العابدين، وزين أوليائي الماضين، وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي، والمعدن لحكمي، وسيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، انتجبت بعده موسى وانتجبت(1) بعده فتنة عمياء حندس لأن خطة فرضي لا تنقطع، وحجتي لا تخفى، وإن أوليائي لا يشقون، ألا و
____________
(1) في الكافي ج 1 ص 528 (أتيحت).
فأختم بالسعادة لابنه علي ولي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي [ الحسن ] ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب، سيذل أوليائي في زمانه، ويهادون برؤوسهم كما تتهادى رؤس الترك فيقتلون ويخوفون، ويكونوا خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنين في نسائهم أولئك أوليائي حقا بهم أرفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل وأرفع الآصال والأغلال، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
قال عبد الله بن سالم قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله، وقد روي هذه الصحيفة عن جابر بنيف وأربعين رجلا ذكرهم صاحب عيون الرضا بأسمائهم وآبائهم، منهم الشيخ الجليل أبو جعفر الطوسي برجاله والشيخ أبو جعفر محمد بن علي برجاله، ومنهم محمد بن موسى المتوكل برجاله ومنهم محمد بن إبراهيم الطالقاني برجاله، ومنهم الفلكي مسندا إلى الصادق عليه السلام برجاله.
وروى صحيفة أخرى بعبارة أخرى أولها أبو القاسم محمد المصطفى أمه آمنة بنت وهب أبو حسن علي بن أبي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد، أبو محمد الحسن ابن علي الزكي، أبو عبد الله الحسين بن علي الشهيد، أمهما فاطمة بنت محمد رسول الله، أبو محمد علي بن الحسين العدل أمه شهربانو، أبو جعفر محمد بن علي الباقر أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق
فقال الحاضرون: لقد قلت عجبا، فقال صلى الله عليه وآله: أعجب منه أن أقواما يسمعون مني مثل هذا ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله، يؤذونني فيهم، ما لهم؟
لا أنالهم الله شفاعتي.
وأسند نحو هذا الشيخ محمد بن بابويه، والشيخ أبو جعفر الطوسي برجالهما على تغاير يسير في ألفاظهما، تركنا إيرادهما خوف الإطالة بهما.
سؤال: ما الطريق إلى معرفة الإمام السابق عين الإمام اللاحق قبل وضع الاسم عليه، مع تعدد أولادهم؟
وبالجملة فإذا ثبت صدق المتقدم حكمنا بصحة نصه على المتأخر، وليس علينا النظر في طريق ذلك كما ليس علينا النظر في خلق المؤذيات بعد علمنا بعدل الله سبحانه وسيأتي أن الله تعالى أنزل في الخواتيم أسماءهم وصفاتهم.
وأسند أيضا إلى أبي هريرة أن الحسين عليه السلام دخل على النبي صلى الله عليه وآله فأخذه وقبله وقال: حزقة حزقة ترق عين بقة، ثم قال: أنت الإمام ابن الإمام أبو أئمة تسعة - قال ابن مسعود: منهم؟ قال: يخرج من صلب ابني هذا ولد سمي جده مبارك عليه سيماء العباد، ونور الزهاد، ويخرج من صلبه سميي وأشبه الناس بي يبقر العلم بقرا ينطق بالحق، ويخرج من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق جعفر الراد عليه كالراد علي، ويخرج من صلبه مولود طاهر أسمر ربعة سمي موسى ويخرج من صلب موسى علي ابنه يدعى الرضا، موضع العلم، ومعدن الحلم، و يخرج من صلبه ابنه محمد المحمود المطهر أطهر الناس خلقا وأحسنهم خلقا ويخرج من صلب محمد علي ابنه طاهر الجنبة صادق اللهجة، ويخرج من صلب علي الحسن ابنه الميمون أبو حجة الله ويخرج من صلبه قائما أهل البيت يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، له عمر نوح، وغيبة موسى، وحلم داود، وبهاء عيسى، ثم تلا صلى الله عليه وآله: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم(1)) فقال له علي: من هؤلاء؟
____________
(1) آل عمران: 31.
وأسند الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عياش إلى عبد الله عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: أوحى الله إلي في الأسرى: من خلفت على أمتك؟ قلت: أخي علي بن أبي طالب، فقال سبحانه: اطلعت إلى الأرض فاخترتك منها، وثانية فاخترت عليا، وشققت له اسما من أسمائي يا محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد، ولو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحدا لولايتهم لأدخلته ناري، ثم أراه سبحانه أسماءهم وأعلمه بقائمهم.
قال ابن عمر: سماهم كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة: ينبوذ، قيدورا اوبايل، ميسور، مشموع، دموه، سوه، حيدور، وتمر، بطور، بوقيش، قيدمه.
قال أبو عامر هشام الدستواني سألت عنها يهوديا عالما فقال: هذه نعوت أقوام بالعبرانية صحيحة نجدها في التوراة ولو سألت عنها غيري لعمي عنها، للجهل بها أو تعامى لئلا يكون على دينه ظهرا، ولولا أني أؤمن بمحمد باطنا لما أقررت لك بها قلت: ولم؟ قال: لأني أجد في كتب آبائي من ولد هارون أنه لن يؤمن بهذا النبي صلى الله عليه وآله الذي اسمه محمد ظاهرا ويؤمن به باطنا حتى يظهر المهدي القائم من ولده.
قلت: فانعت لي هذه النعوت لأعلمها، قال: نعم فعه وصنه إلا عن أهله ثم نعت لي أسماء تخالف ما سلف، وأظنها من تصحيف الكتاب فقال: هو؟؟؟ وهو أول الأوصياء، ووصي آخر الأنبياء، قيدور ثاني الأوصياء العترة الأصفياء، دبيرا ثالث الأوصياء وسيد الشهداء، ستفوقا سيد من عبد الله، سموعا وارث علم الأولين والآخرين، دموه المدره الناطق عن الله الصادق عليه السلام مسهو حير المسجونين في سجن الظالمين، هذار تحفة المنجوع، النازح عن الأوطان الممنوع، تيمو القصير العمر
وأسند الشيباني إلى أبي أمامة قول النبي صلى الله عليه وآله: رأيت على ساق العرش مكتوبا بالنور لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدته بعلي ونصرته به، ثم بعده الحسن والحسين، ثم رأيت عليا عليا عليا، محمدا محمدا جعفرا موسى الحجة فقلت: ربي من هؤلاء فنوديت هم الأئمة من بعدك والأخيار من ذريتك.
(1)
فصل
أسند صاحب الكفاية إلى سلمان الفارسي قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إني راحل عن قريب، ومنطلق إلى المغيب، أوصيكم بعترتي خيرا، من فقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين، ومن فقدهما فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي، قال: ثم نزل فتبعته إلى منزل عائشة فسألته عن ذلك فقال صلى الله عليه وآله: أنا الشمس، وعلي القمر، والحسنان الفرقدان، والنجوم الزاهرة التسعة الطاهرة من ولد الحسين، والتاسع مهديهم، الأوصياء والخلفاء بعدي، أئمة أبرار، عدة أسباط يعقوب، وحواري عيسى.
قلت: فسمهم لي قال: علي وسبطاه، وبعدهما زين العابدين، وبعده محمد بن علي، باقر علم النبيين، والصادق جعفر بن محمد، وابنه الكاظم يسمى موسى سمي ابن عمران والذي يقتل بأرض الغربة ابنه علي ثم ابنه محمد والصادقان علي والحسن، و الحجة المنتظر في غيبته، فإنهم عترتي من لحمي ودمي، علمهم علمي، وحكمهم حكمي، من آذاني فيهم لا أناله الله شفاعتي.
وأسند الشيخ أبو عبد الله أحمد بن محمد إلى الطاطري إلى زاذان إلى سلمان قول النبي صلى الله عليه وآله: لم يبعث الله رسولا إلا وجعل له اثني عشر نقيبا قلت: قد عرفت
وأسند موفق بن أحمد الخوارزمي إلى أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي الرب عز وجل في الأسرى، من خلفت لأمتك؟ قلت:
خيرها قال: علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم، فقال تعالى: خلقتك وعليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ نوري، لو أن عبدا جاحدا لولايتكم عبدني حتى ينقطع، ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، ثم أراني على يمين العرش عليا، وفاطمة، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر ابن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور، وأسنده صاحب المقتضب إلى الحسن بن علي الموصلي إلي أبي سلمى أيضا.
وأسند الشيخ أبو جعفر محمد بن علي إلى جابر بن عبد الله قوله للنبي صلى الله عليه وآله:
من أولي الأمر لما نزلت (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم(1)) قال: خلفائي وأئمة المسلمين بعدي علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة الباقر وستدركه يا جابر ثم الصادق جعفر، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه، يغيب
____________
(1) النساء: 59.
وأسند صاحب الكفاية إلى جابر المذكور قول النبي صلى الله عليه وآله للحسين عليه السلام:
يخرج من صلبك تسعة أئمة منهم مهدي هذه الأمة، فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده فإذا سم الحسن فأنت فإذا استشهدت فعلي ابنك، فإذا مضى علي فمحمد ابنه فإذا مضى محمد فجعفر ابنه، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه، فإذا مضى موسى فعلي ابنه فإذا مضى علي فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فعلي ابنه، فإذا مضى فالحسن ابنه، ثم الحجة بعد الحسن يملأ الأرض به قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ونحو هذا أسند علي بن محمد بن سعيد القزويني وذكر عدد الأئمة وأسماءهم.
(2)
فصل
أسند الشيباني إلى ابن عباس أن يهوديا اسمه نعثل سأل النبي صلى الله عليه وآله عن أشياء: فلما أجابه قال: من وصيك فما من نبي إلا وله وصي؟ قال صلى الله عليه وآله: وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلو تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار: فإذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى فابنه محمد، فإذا مضى فابنه جعفر فإذا مضى فابنه موسى، فإذا مضى فابنه علي، فإذا مضى فابنه محمد، فإذا مضى فابنه علي، فإذا مضى فابنه الحسن، فإذا مضى فالحجة بن الحسن، فأسلم اليهودي وقال: وجدت هذا في الكتب السالفة، وفيما عهد إلينا موسى: إن أحمد خاتم الأنبياء ويخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط، غاب منهم لاوي عن بني إسرائيل طويلا ثم عاد فأظهر شريعته، فقال صلى الله عليه وآله: كائن في أمتي مثله، يغيب الثاني عشر من ولدي حتى لا يرى، ولا يبقى من الاسلام إلا رسمه فيأذن الله له بالخروج فيظهر الاسلام.
وأسند ابن ماجيلويه إلى ابن عباس إلى النبي صلى الله عليه وآله أن الله تعالى أهبط جبرائيل في ألف قبيل من الملائكة والقبيل ألف ألف، يهنؤا محمدا بولده الحسين
وأسند الشيخ علي بن محمد بن علي إلى ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وآله: له والحسين عليه السلام على عاتقه يقبله، من زاره عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة، ومن زاره كمن زارني، ومن زارني كمن زار الله في عرشه، وحق الزائر على المزور وهو الله تعالى أن لا يعذبه في النار ألا إن الإجابة تحت قبته والشفاء في تربته، والأئمة من ذريته.
قلت: سم لي الأئمة بعدك! فقال صلى الله عليه وآله: اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين، فإذا انقضى الحسين، فابنه علي، فإذا انقضى فابنه محمد، فإذا انقضى فابنه جعفر، فإذا انقضى فابنه موسى، فإذا انقضى فابنه علي، فإذا انقضى فابنه محمد، فإذا انقضى فابنه علي، فإذا انقضى فابنه الحسن، فإذا انقضى فابنه الحجة.
يا ابن عباس إنهم أمناء معصومون، من أتاني يوم القيامة عارفا بحقهم أخذت بيده، وأدخلته الجنة، ومن أنكر واحدا منهم فكأنهم أنكرني، ومن أنكرني فكأنما أنكر الله.
وأسند علي بن محمد عن أبي المفضل إلى عائشة قالت: كان لنا مشربة وكان جبرائيل إذا لقيه لقيه فيها فلقيه مرة فصعد إليه الحسين فأجلسه النبي صلى الله عليه وآله على فخذه فخبره جبرائيل بقتله فبكى فقال: لا تبك سينتقم الله من قاتليه بقائمكم أهل البيت التاسع من ولد الحسين، فإن ربي أخبرني أنه سيخلق من صلبه ولدا وسماه عنده عليا خاضع لله خاشع، ثم يخرج من صلب علي ابنه، وسماه عنده محمدا، قانت لله ساجد
وأسند هذا الحديث علي بن زكريا البصري إلى أبي سلمة وأسنده محمد بن بدر إلى أبي سلمة ومحمد بن جعفر القرميسي إلى أبي سلمة وأبو العباس بن كشمرد إلى أبي سلمة ورواه الكركي النقيب عن أبي المفضل.
(6)
فصل
أسند الشيخ أحمد بن محمد بن عياش إلى عبد الله بن ربيعة رجل من قريش قال:
قال لي: إني محدثك بحديث فاحفظه عني، واكتمه علي ما دمت حيا، قال: قلت ما هو؟ قال: كنت ممن عمل مع ابن الزبير في الكعبة فحفرنا كثيرا فوجدت كتابا فأخذته وسترته، ولا أدري من أي شئ هو؟ إلا أنه يطوى كما تطوى الكتب فقرأته في منزلي، فإذا فيه: بسم الله لا شئ قبله، خلق الخلق بحكمته، وجعلهم قبائل لسابق علمه، وكرم من القبائل قبيلة هي أهل الإمامة، وجعل منها نبيا خصه بالرفعة، هم ولد عبد المطلب، ثم اختار منه نبيا يقال له: محمد يبشر به الأنبياء، ويرث علمه خير الأوصياء، يؤيده الله بنصره، ويعضده بأخيه وابن عمه ووصيه في أمته، ينصبه علما عند اقتراب أجله، هو باب الله ضل من أتاه من غيره، لا يزال محمودا محسودا ممنوعا من حقه لعلو مرتبته وعلمه، مسؤول غير سائل عالم غير جاهل، يقبضه الله شهيدا يدفن بالغري.
____________
(1) الزيادة من المصدر ص 312.
ثم يكون بعده ابنه جعفر، وهو الصادق بالحكمة، وسراج الأمة، ومحيي السنة، يدفن بأرض طيبة، ثم الإمام بعده ابنه المختلف في دفنه سمي المناجي لربه موسى بن جعفر، يقتل بالسم في محبسه، يدفن بالزوراء، ثم الإمام القائم بعده علي ابن موسى المرتضى لدين الله يقتل بالسم في أرض العجم ثم القائم بعده ابنه محمد يموت ويدفن بالزوراء، ثم القائم بعده ابنه علي لله ناصر وولي، يموت ويدفن بالمدينة المحدثة ثم القائم بعده ابنه الحسن وارث علم النبوة، ومعدن الحكمة، يموت و يدفن أيضا في المدينة المحدثة.
ثم المنتظر بعده اسمه اسم النبي محمد، يكشف الله به الظلم، ويرعى الذئب في أيامه مع الغنم، يرضى عنه ساكن السماء، والحيتان في البحر، والطير في الهواء طوبى لمن أطاعه وقاتل معه، أولئك هم المهتدون، أولئك هم المفلحون، أولئك هم الفائزون. وأسند أيضا هذا الحديث الحا؟؟ المنصور برجاله إلى عمران بن عيسى ابن المنصور.
وأسند حسن بن علي إلى سهل بن سعيد الأنصاري قال: سألت فاطمة عن الأئمة عليهم السلام فقالت عليها السلام: كان النبي صلى الله عليه وآله يقول: يا علي أنت الإمام والخليفة من بعدي وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم
وأسند أيضا الشيخ الجليل علي بن محمد القمي برجاله وذكره الكيدري في بصائره وأسند الحاجب إلى أمير المؤمنين عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: من سره أن يلقى الله وهو عنه راض فليتولك يا علي، ومن أحب أن يلقى الله مقبلا عليه فليتول ابنك الحسن، ومن أحب أن يلقى الله لا خوف عليه فليتول ابنك الحسين، ومن أحب أن يلقاه وقد محص عنه ذنوبه، فليتول علي بن الحسين، ومن أحب أن يلقاه وقد رفعت درجاته، وبدلت بالحسنات سيئاته فليتول محمد بن علي، ومن أحب أن يلقى الله وهو قرير العين، فليتول جعفر بن محمد، ومن أحب أن يلقى الله وهو مطهر فليتول ابنه موسى، ومن أحب أن يلقى الله وهو ضاحك فليتول ابنه عليا الرضا، ومن أحب أن يلقاه فيعطيه كتابه بيمينه، فليتول ابنه محمدا، و من أحب أن يلقاه فيحاسبه حسابا يسيرا ويدخل الجنة فليتول ابنه عليا، ومن أحب أن يلقاه وهو من الفائزين، فليتول ابنه الحسن، ومن أحب أن يلقاه وقد كمل أيمانه فليتول ابنه محمدا المنتظر.
فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمة الهدى، من تولاهم كنت ضامنا له على الله الجنة.
وأسند الشيخ أبو جعفر الطوسي إلى الحسين بن عبيد الله الغضائري إلى محمد ابن بابويه القمي برجاله إلى الصادق عليه السلام قال: أنزل الله على نبيه كتابا قبل موته، عليه خواتيم من ذهب، وقال: هذا وصيتك إلى النجيب من أهلك علي بن أبي طالب، فدفعه إلى علي وأمره أن يفك خاتما ويعمل بما فيه ففعل، ثم دفعه إلى الحسن ففك خاتما وفعل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين فإذا فيه: أخرج إلى
(7)
فصل
أسند محمد بن علي إلى الصادق إلى آبائه عليهم السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: حدثني جبرائيل عن ربي أن من علم أن لا إله إلا أنا وحدي، وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي وأن الأئمة من ولده حججي، أدخلته الجنة برحمتي ونجيته من النار بعفوي، وأوجبت له كرامتي، وجعلته من خالصتي، إن ناداني لبيته، وإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سكت ابتدأته، وإن أساء رحمته، وإن فر مني دعوته، وإن رجع إلي قبلته، وإن قرع بابي فتحته له.
ومن لم يشهد بوحدتي، أو شهد ولم يشهد لمحمد برسالتي، أو شهد ولم يشهد أن عليا خليفتي، أو شهد ولم يشهد أن ولده حججي، فقد جحد نعمتي، وصغر عظمتي، وكفر بآياتي، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيبته، وذلك مني جزاؤه وما أنا بظلام للعبيد.
فقام جابر وقال: من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ فقال صلى الله عليه وآله:
الحسن والحسين ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى ابن جعفر، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن ابن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
ورواه أيضا الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن شاذان مسندا إلى علي عليه السلام وأسند نحوه الأعمش وسعيد بن قيس عن النبي صلى الله عليه وآله.
وأسند البغوي إلى ابن عمر قول النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أنا نذير أمتي، و أنت هاديها، والحسن قائدها، والحسين ساقيها، وعلي بن الحسين جامعها، و محمد بن علي عارفها، وجعفر بن محمد كاتبها، وموسى بن جعفر محصيها، وعلي بن موسى معبرها ومنجيها، وطارد مبغضيها، ومدني مؤمنيها، ومحمد بن علي قائدها وسائقها، وعلي بن محمد ساترها وعالمها، والحسن بن علي مناديها ومعطيها، و القائم الخلف ناشدها وشاهدها (إن في ذلك لآيات للمتوسمين). وأسند ابن حنبل عن ابن عمر بأربعة وثلاثين طريقا وأسند علي بن محمد القمي إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد نزلت آية التطهير فقال:
يا علي هذه نزلت فيك وفي سبطيك والأئمة من ولدك فقلت: فكم الأئمة بعدك قال صلى الله عليه وآله: أنت يا علي ثم ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد جعفر ابنه، وبعد جعفر موسى ابنه، وبعد موسى علي ابنه وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد علي ابنه، وبعد علي الحسن ابنه، والحجة من ولد الحسن هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش فسألت الله عنهم قال: هم الأئمة بعدك مطهرون معصومون، وأعداؤهم ملعونون.
وأسند الحاجب برجاله إلى أمير المؤمنين عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله: رأيت ليلة
الأسرى في السماء قصورا من ياقوت، ثم وصفها بما فيها من الفرش والثمار، فسألت