يا محمد هؤلاء الأئمة من بعدك أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، وشيعتهم و محبهم شيعة الحق، وموالي الله ورسوله، الذين رفضوا الباطل واجتنبوه، وقصدوا الحق واتبعوه، يتولونهم في حياتهم، ويزورونهم بعد وفاتهم، متناصرون متعاضدون على محبيهم رحمة الله عليهم [ رحمة الله عليهم ] إنه غفور رحيم.
وأسند برجاله أيضا قول النبي صلى الله عليه وآله: من سره أن يلقى الله آمنا مطهرا فليتولك وولدك الحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر ابن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، و الحسين بن علي، ثم المهدي وهو قائمهم، ليكونن في آخر الزمان قوم يتولونك يا علي، يشنؤنهم الناس، يؤثرونك على الآباء والأمهات، والعشائر والقرابات أولئك يحشرون تحت لواء الحمد، يتجاوز عن سيئاتهم ويرفع درجاتهم.
وأسند إلى ابن عباس أنه قال يوم الشورى: كم تمنعون حقنا، ورب البيت إن عليا هو الإمام والخليفة، وليملكن من ولده أئمة إحدى عشر، يقضون بالحق أولهم الحسن بوصية أبيه إليه، ثم الحسين بوصية أخيه إليه، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه، ثم ابنه جعفر بوصية أبيه إليه، ثم ابنه موسى بوصية أبيه إليه ثم ابنه على بوصية أبيه إليه، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه، ثم ابنه الحسن بوصية أبيه إليه، فإذا مضى فالمنتظر صاحب الغيبة قال عليم لابن عباس: من أين لك هذا؟ قال: وإن رسول الله
تذنيب:
أسند الشيخ أبو جعفر الطوسي برجاله إلى علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله عند وفاته أملا عليه وصيته، وفي بعضها: سيكون بعدي اثنا عشر إماما أولهم أنت، ثم عد أولاده، وأمر أن يسلمها كل إلى ابنه، قال: ومن بعدهم اثني عشر مهديا.
قلت: الرواية بالاثني عشر عبد الاثني عشر شاذة، ومخالفة للروايات الصحيحة المتواترة الشهيرة بأنه ليس بعد القائم دولة، وأنه لم يمض من الدنيا إلا أربعين يوما فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة، على أن البعدية في قوله: من بعدهم لا تقتضي البعدية الزمانية كما قال تعالى: (فمن يهديه من بعد الله(1)) فجاز كونهم في زمان الإمام وهم نوابه عليه السلام.
إن قلت: قال في الرواية: (فإذا حضرته يعني المهدي الوفاة فليسلمها إلى ابنه) ينفي هذا التأويل، قلت: لا يدل هذا على البقاء بعده يجوز أن يكون لوظيفة الوصية لئلا يكون ميتة جاهلية، ويجوز أن يبقى بعده من يدعو إلى إمامته ولا يضر ذلك في حصر الاثني عشر فيه وفي آبائه.
قال المرتضى: لا يقطع بزوال التكليف عند موته، بل يجوز أن يبقى حصر الاثني عشر فيه، بعد أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله، ولا يخرجنا هذا القول عن التسمية بالاثني عشرية لأنا كلفنا بأن نعلم إمامتهم إذ هو موضع الخلاف وقد بينا ذلك بيانا شافيا فيهم، ولا موافق لنا عليهم، فانفردنا بهذا الاسم عن غيرنا من مخالفيهم.
وأنا أقول: هذه الرواية آحادية، توجب ظنا، ومسألة الإمامة علمية و لأن النبي صلى الله عليه وآله إن لم يبين المتأخرين بجميع أسمائهم، ولا كشف عن صفاتهم
____________
(1) الجاثية: 23.
إن قلت: لا معارضة بينهما لأن غاية الروايات يكون بعدي اثنى عشر خليفة.
الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل ونحوها قلت: لو أمكن ذلك لزم العبث و التعمية في ذكر الاثني عشر، ولأن في أكثر الروايات وتسعة من ولد الحسين ويجب حصر المبتدأ في الخبر، ولأنهم لم يذكروا في التوراة وأشعار قس وغيرها ولا أخبر النبي صلى الله عليه وآله برؤيتهم ليلة إسرائه إلى حضرة ربه، ولما عد الأئمة الاثني عشر، قال للحسن: لا تخلوا الأرض منهم، ويعني به زمان التكليف، فلو كان بعدهم أئمة لخلت الأرض منهم، ويبعد حمل الخلو على أن المقصود به أولادهم لأنه من المجاز، ولا ضرورة تحوج إليه.
(8)
فصل
أسند علي بن محمد بن علي برجاله إلى الأصبغ ابن نباتة إلى علي عليه السلام قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة فدخل سلمان وأبو ذر والمقداد و ابن عوف وجماعة فقال سلمان: يا رسول الله إن لكل نبي وصيا، وسبطين فمن وصيك وسبطاك؟ فأطرق.
ثم قال: إن الله تعالى بعث أربعة آلاف نبي وكان لهم أربعة آلاف وصي و ثمانية آلاف سبط، والذي نفسي بيده لأنا خير الأنبياء، ووصيي خير الأوصياء و سبطاي خير الأسباط.
إن آدم أوصى إلى ابنه شيث، وشيث إلى سنان، وسنان إلى مجلث، و مجلث إلى محوق، إلى عثميشا، إلى أخنوخ، إلى ياخور، إلى نوح، إلى سام إلى عتامر، إلى برعيشاشا، إلى يافث، إلى بره، إلى حفيسة إلى عمران، إلى إبراهيم، إلى إسماعيل، إلى إسحاق، إلى يعقوب، إلى يوسف إلى ريثا، إلى شعيب
ثم رفع صوته وقال: الحذر الحذر إذا؟ فقد الخامس من ولد السابع من ولدي ثم يخرج من اليمن من قرية يقال لها: كرعة ينادى هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه.
وأسند محمد بن علي القمي برجاله إلى الحسن عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله خطب قبل وفاته وقال بعدها: اللهم إني أعلم أن العلم يبيد، وأنك لا تخلي أرضك من حجة ظاهرة، ليس بالمطاع أو خائف مغمور.
فلما نزل قلت: يا رسول الله! ألست الحجة على الخلق؟ قال صلى الله عليه وآله: أنا الحجة المنذر، وعلي الهادي، فهو الإمام والحجة بعدي، وأنت الحجة بعده والحسين الحجة بعدك، والحجة بعده علي ابنه، والحجة بعده محمد ابنه، والحجة بعده جعفر ابنه، والحجة بعده موسى ابنه، والحجة بعده علي ابنه، والحجة بعده محمد ابنه، والحجة بعده علي ابنه والحجة بعده الحسن ابنه والحجة بعده القائم إمام زمانه ومنقذ أوليائه يغيب ثم يظهر، لا تخلو الأرض منكم، أعطاكم الله علمي وفهمي وأسند علي بن الحسين إلى الحسن بن علي قول النبي صلى الله عليه وآله: لعلي: أنت وارث علمي، ومعدن حكمي، والإمام بعدي، فإذا استشهدت، فابنك الحسن فإذا استشهد فالحسين، فإذا استشهد فعلي ابنه: يتلوه تسعة أئمة أبرار قلت: فما أسماؤهم قال: علي، ومحمد، وجعفر، وموسى، وعلي، ومحمد، وعلي، والحسن والمهدي.
وأسند الشيخ أبو جعفر ابن بابويه إلى الجواد إلى آبائه أب أب إلى الحسين عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: مرحبا بك يا زين السماوات و
للحسين في السماء أكبر منه في الأرض، ثم وصفه وقال: يخرج من صلبه نطفة طيبة اسمه علي، ثم وصفه فقال أبي: هل من خلف له؟ قال صلى الله عليه وآله: نعم محمد ابنه ثم وصفه، فركب الله في صلبه نطفة طيبة وسماها جعفرا، ثم وصفه وركب في هذه نطفة زكية وسماها موسى.
قال أبي: يا رسول الله كأنهم يتواصفون؟ قال صلى الله عليه وآله: وصفهم لي جبرائيل عن رب العالمين وركب الله في صلبة نطفة مرضية سماها عليا، ثم وصفه، وركب في صلبه نطفة مباركة سماها محمدا ثم وصفه، وركب في صلبه نطفة بارة غير طاغية سماها عليا ثم وصفه، وركب في صلبه نطفة سماها الحسن ثم وصفه، ووصف دعاء كل إمام عند ذكره، تركناه حذر التطويل به، وركب الله في صلب الحسن نطفة مباركة يرضى بها كل مؤمن، فهو إمام تقي مهدي يحكم بالعدل، ويأمر به، يصدق الله في قوله، يخرج من تهامة حين تظهر العلامات، وهي علم ينشر، وسيف ينضى وينطقان بإذن الله: أخرج يا ولي الله، واقتل أعداء الله، فيخرج وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة، ورجال مسومة، ويجتمع إليه من أقاصي البلاد، عدة أهل بدر، معه صحيفة مختومة فيها عدة أصحابه، وأسماؤهم وبلدانهم وحلاهم كدادون مجدون في طاعته، يخرج وجبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وشعيب بن صالح على مقدمته، قال أبي: كيف بيان هؤلاء الأئمة عن الله؟ قال صلى الله عليه وآله إن الله تعالى أنزل اثني عشر خاتما واثني عشر صحيفة، اسم كل إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته.
وأسند محمد بن علي القمي إلى الحسين عليه السلام قال: لما نزلت آية (أولي الأرحام) سألت النبي صلى الله عليه وآله عنها فقال: ما عني بها غيركم، إذا مت فأبوك علي أولى بمكاني، فإذا مضى فأخوك أولى به، فإذا مضى فأنت أولى به، ثم ابنك علي أولى بك، فإذا مضي فابنه محمد فإذا مضى فابنه جعفر، فإذا مضى فابنه موسى، فإذا مضى فابنه علي، فإذا مضى فابنه محمد فإذا مضى فابنه علي، فإذا مضى فابنه الحسن
وأسند صاحب الكفاية أن أعرابيا أتى الحسين عليه السلام فسأله عن أشياء فكان في آخرها: كم الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: اثني عشر قال: سمهم لي فأطرق ثم قال: الإمام والخليفة بعده علي بن أبي طالب، والحسن، وأنا، وتسعة من ولدي، منهم علي ابني، وبعده محمد ابنه، وبعده جعفر ابنه، وبعده موسى ابنه، و بعده علي ابنه، وبعده محمد ابنه، وبعده علي ابنه وبعد الحسن ابنه، وبعده الخلف التاسع المهدي من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان.
وأسند أيضا عن يحيى بن زيد قال: سألت أبي عن الأئمة فقال: اثنا عشر أربعة من الماضين، وثمانية من الباقين، قلت: سمهم لي قال: الماضون علي والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، والباقون أخي الباقر، وبعده جعفر ابنه، وبعده موسى ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده محمد ابنه، وبعده علي ابنه، وبعده الحسن ابنه، وبعده المهدي.
قلت: يا أبت لست منهم؟ قال: لا، ولكني من العترة قلت: فمن أين عرفت أسماءهم قال: بعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأسند أبو المفضل إلى ابن الكميت أنه دخل على الباقر فأنشده شعرا يقول فيه:
متى يقوم الحق فيكم متى | يقوم مهديكم الثاني |
فقال مرتين: سريعا إن شاء الله. ثم الأئمة اثنا عشر أولهم علي بن أبي - طالب وبعده الحسن، وبعده الحسين، وبعده علي بن الحسين وأنا، ثم بعدي هذا، ووضع يده على كتف جعفر.
قلت: فمن بعده؟ قال: ابنه موسى، وبعده ابنه علي، وبعده ابنه محمد، و بعده ابنه علي، وبعده ابنه الحسن، وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويشف صدور شيعتنا(1) قلت: فمتى يخرج: قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك فقال: مثله كالساعة، لا تأتيكم إلا بغتة.
____________
(1) صدور قوم مؤمنين: خ ل.
(9)
فصل
أبو محمد الحذاء وهو يروي عن الكشي عن العياشي نقلت هذا الحديث من مجموع قرئ عليه، وأثبت خطه عليه، أسند علي بن محمد أن يونس بن ظبيان دخل على الصادق عليه السلام فوجد عنده قوما يختلفون في صفات الله فرد عليهم، وفسر لهم، ثم قال بعد كلامه: يا يونس إذا أردت العلم فعندنا أهل البيت، الأئمة الاثنا عشر، فقلت: سمهم لي، فقال: علي بن أبي طالب، وبعده الحسن، والحسين وبعده علي بن الحسين، وبعده محمد بن علي، وبعده جعفر بن محمد، وبعده موسى بن جعفر، وبعده علي بن موسى، وبعده محمد بن علي، وبعده علي بن محمد، وبعده الحسن بن علي، وبعد الحسن الحجة: اصطفانا الله وطهرنا وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين.
قال صاحب المقتضب: من أعجب الروايات في أعداد الأئمة وأسمائهم من طريق المخالفين ما أسنده عبد الصمد ابن مكرم الطشي إلى داود بن كثير الرقي قال:
دخلت على الصادق عليه السلام فقال: ما أبطأك يا داود؟ قلت: عرض لي حاجة في الكوفة قال: ما رأيت بها؟ قلت: عمك زيدا يدعو إلى نفسه، قال: يا سماعة آتني بتلك الصحيفة فجاءه فدفعها إلي وقال: هذه مما أخرج إلينا أهل البيت يسر به كابر كابر من لدن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقرأتها فإذا سطران الأول لا إله إلا الله محمد رسول الله والسطر الثاني (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم)(1) علي بن أبي طالب، والحسن و الحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر وعلي بن، موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد والحسن بن علي، والخلف منهم الحجة لله.
____________
(1) براءة: 36.
وأسند علي بن محمد القمي أن الصادق عليه السلام قال: لعلقمة الحضرمي: الأئمة اثنا عشر: علي ابن أبي طالب، والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي ثم أنا وقد أوصيت إلى ولدي موسى، وبعده علي ابنه، يدعى بالرضا، وبعد علي ابنه محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، والمهدي من ولد الحسن.
وأسند القطان والدقاق ومحمد الشيباني والوراق أن تميم بن بهلول سأل عبد الله بن أبي الهذيل فيمن تجب الإمامة وما علامتها؟ فقال: الحجة على المسلمين والقائم بأحكام الدين، أخو نبي الله صلى الله عليه وآله وخليفته ووصيه، الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، ونزل الكتاب بطاعته في قوله تعالى: (وأولي الأمر منكم(1)) وبولايته في قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله الآية(2) المدعو له في غدير خم بالإمامة، وذلك علي بن أبي طالب، وبعده الحسن، ثم الحسين، ثم علي ابن الحسين، ثم محمد به علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم ابن الحسن واحدا بعد واحد قال تميم: وحدثني معاوية عن الأعمش عن الصادق عليه السلام مثله.
وأسند الشيخ أبو جعفر محمد بن علي إلى الفضل بن شاذان أن المأمون لما سأل الرضا عليه السلام أن يكتب له صحيفة الاسلام على اختصار فكتب الشهادتين وشيئا من صفات الله ورسوله، والاقرار بسالفي أنبيائه، والتصديق بكتابه، والعجز عن معارضته، وأن علي بن أبي طالب الناطق به العالم بأحكامه، والخليفة بعد نبيه وبعده الحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم المنتظر صلوات الله عليهم أشهد لهم بالوصية والإمامة، وأن الأرض لا تخلو من حجة في كل عصر، ثم وصفهم بالأوصاف الجميلة.
____________
(1) النساء: 59.
(2) المائدة: 55.
فقال عليه السلام: ومن بعدي علي ابني، ثم من بعده الحسن ابنه، وكيف للناس بالخلف من بعده؟ قلت: كيف ذلك؟ قال: لا يرى شخصه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا.
ثم أقر بوجوب طاعتهم وبأحوال الآخرة، وبالفرائض المعلومة، فقال عليه السلام: هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
وحدث أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد الموصلي عن الصقر بن أبي دلف قال: دخلت إلى مولاي أبي الحسن الهادي عليه السلام فقلت: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: لا تعادوا الأيام فتعاديكم؟ قال: نحن الأيام ما قامت السماوات والأرض: فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله، والأحد اسم أمير المؤمنين والاثنين الحسن والحسين، والثلاثاء علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، والأربعاء موسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وأنا، والخميس ابني الحسن والجمعة ابن ابني إليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة. ورواه أيضا علي بن محمد القمي عن علي بن محمد بن رمسويه عن أحمد بن زياد.
فهذه نبذة من النصوص في أئمة العباد، وسادات البلاد، نقلها الثقاة والفراد والجم الغفير والأمجاد، مع تباعد مكانهم، وتباين زمانهم لا يقبل العقل السقيم فضلا عن السليم، إنكارها لاشتهارها، ولا يميل الطبع اللئيم فضلا عن الكريم إلى
القطب الثالث
* (في نص كل واحد بعد ثبوت إمامته على المعين من بعده) *
الأول
* (النص على الحسن عليه السلام) *
أسند الشيخ أبو جعفر القمي إلى تميم بن بهلول إلى أبيه إلى عبيد الله بن الفضل إلى جابر الجعفي إلى سفيان بن ليلى إلى الأصبغ بن نباته أن عليا عليه السلام لما ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله دعا بالحسنين، فقال: إني مقبوض في ليلتي هذه فاسمعا قولي، وأنت يا حسن وصيي والقائم بالأمر من بعدي، وأنت يا حسين شريكه في الوصية فأنصت ما نطق، وكن لأمره تابعا ما بقي، فإذا خرج من الدنيا فأنت الناطق بعده، والقائم بالأمر عنه، وكتب له بوصيته عهدا مشهورا نقله جمهور العلماء، وانتفع به كثير من الفهماء، فدعا إلى نفسه، وبايعه الناس إلى طاعة ربه إلى أن وقعت الهدنة مع معاوية، لما رأى من الصلاح فيها عند تخاذل أكثر أتباعه وتفصيل ذلك وغيره مشهور في الارشاد وغيره.
____________
(1) الأحقاف: 4.
(2) الزخرف: 23.
(3) البقرة: 18.
(4) يوسف: 18.
الثاني
* (النص على الحسين عليه السلام) *
روت الشيعة أن الحسن عليه السلام أوصى إلى أخيه الحسين عند وفاته، ودفع إليه مواثيق النبوة، وعهود الإمامة، ودل شيعته على استخلافه. ونصبه لهم علما من بعده، وذلك مشهور لا خفاء به.
الثالث
* (النص على زين العابدين عليه السلام) *
قال الحسين عليه السلام: دخلت على جدي وعنده أبي بن كعب، فقال لي:
مرحبا يا زين السماوات والأرض، فقال أبي: كيف يكون غيرك زينهما؟ فقال صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق إنه لفي السماء أكبر منه في الأرض وإنه مكتوب على يمين العرش، وإنه مصباح هدى، وسفينة نجاة، وإن الله تعالى ركب في صلبه نطفة كالقمر، يكون من اتبعه رشيدا، ومن ضل عنه هويا قال: فما اسمه قال: علي، وقد سلف هذا الحديث قريبا.
وكتب الحسين عليه السلام وصية وأودعها أم سلمة وجعل طلبها منها علامة على إمامة الطالب لها من الأنام، فطلبها زين العابدين عليه السلام.
الرابع
* (النص على الباقر عليه السلام) *
دخل جابر على زين العابدين عليه السلام فرأى عنده غلاما فقال له: أقبل فأقبل فقال له: أدبر فأدبر فقال جابر: شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال لزين العابدين: من هذا؟ قال: ابني ووصيي وخليفتي من بعدي، اسمه محمد الباقر. فقام جابر وقبل رأسه ورجليه وأبلغه سلام جده وأبيه عليه السلام.
الخامس
* (النص على الصادق عليه السلام) *
روى محمد بن يعقوب بالأسانيد الصحاح إلى أبي الصباح أن الباقر عليه السلام نظر إلى الصادق عليه السلام وقال: هذا من الذين قال الله فيهم: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين(1)).
وروى بصحاح الأسانيد إلى جابر بن يزيد أن الباقر عليه السلام سئل عن القائم بعده، فضرب بيده على الصادق عليه السلام وقال: هذا والله قائم آل محمد يعني القائم بعد أبيه، لا أنه القائم المنتظر عليه السلام.
وروى علي ابن الحكم عن طاهر قال: أقبل الصادق فقال الباقر عليهما السلام:
هذا خير البرية.
وروى يونس بن عبد الرحمن مولى آل سام قول الصادق عليه السلام: أشهد أبي على أني وصيه أربعة من قريش فقلت لأبي في ذلك: فقال: كرهت أن تغلب، ويقال: لم يوص إليه، فأردت أن تكون لك الحجة.
السادس
* (النص على الكاظم عليه السلام) *
روى الأرجاني عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: دخلت على الصادق في بيته وهو يدعو وعلى يمينه ابنه موسى عليه السلام يؤمن عليه قلت: من ولي الأمر بعدك؟
قال الصادق عليه السلام: إن موسى قد لبس الدرع فاستوى عليه قلت: لا أحتاج بعدها إلى شئ.
____________
(1) القصص: 5.
وروى عبد الأعلى عن العيص بن المختار قال: قلت للصادق عليه السلام: خذ بيدي من النار من لنا بعدك؟ فدخل وأخرج موسى غلاما وقال: هذا صاحبكم فتمسكوا به.
وأسند ابن أبي نجران إلى عيسى بن عبد الله قال: قلت للصادق عليه السلام: إن كان كون ولا أراني الله ذلك فبمن أئتم؟ فأومأ بيده إلى موسى ابنه، قلت: فإن حدث بموسى حدث؟ قال: بولده، قلت: فإن حدث بولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا؟ قال: بولده ثم هكذا أبدا.
وروى ابن مسكان عن سلمان ابن خالد قال: دعا الصادق يوما الكاظم عليهما السلام وقال لنا: عليكم بهذا بعدي فهو والله صاحبكم.
وأسند محمد بن يعقوب متصلا إلى معاذ بن كثير قال: قلت للصادق عليه السلام:
أسأل الله الذي رزقك من أبيك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات؟
فقال عليه السلام: قد فعل الله ذلك، قلت: من هو؟ قال: هذا ابني موسى وأشار إليه و هو راقد غلاما.
وبالإسناد الوكيد إلى محمد بن الوليد قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول لجماعة من خاصته: استوصوا بابني موسى خيرا فإنه أفضل ولدي، ومن أخلف بعدي والقائم مقامي، والحجة على كافة الخلق بعدي، ونحو هذا عن المفضل بن عمر ومعاذ بن كثير ويعقوب السراج وصفوان الجمال وغيرهم.
وروى المفضل أيضا عن طاهر قال: رأيت الصادق عليه السلام يعظ ابنه عبد الله و يلومه ويقول له: ما يمنعك أن تكون مثل أخيك، والله إني لأعرف النور في وجهه قال عبد الله: كيف وأبي وأبوه واحد؟ فقال عليه السلام: إنه من نفسي وأنت ابني.
وروى ابن سنان عن السراج قال: قال لي الصادق عليه السلام: ادن فسلم على
وسئل الصادق عليه السلام عن صاحب هذا الأمر فقال عليه السلام: هو من لا يلهو ولا يلعب!
فأقبل الكاظم عليه السلام صغيرا ومعه عناق له، وهو يقول لها: اسجدي لربك فضمه الصادق عليه السلام وقال: بأبي من لا يلهو ولا يلعب.
وروى يعقوب بن جعفر قال: حدثنا إسحاق بن جعفر الصادق عليه السلام أنه كان عند أبيه فسأله عمر بن علي: إلى من يفزع الناس بعدك؟ فقال: إلى صاحب هذين الثوبين الأصفرين فما لبثنا أن طلع الكاظم عليه السلام وعليه ثوبان أصفران.
السابع
* (النص على الرضا عليه السلام) *
روي عن أبي الصلت الهروي أنه قال: لقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى ابن جعفر عن أبيه عن جده موسى عليه السلام أنه كان يقول: هذا أخوك علي بن موسى عالم آل محمد فاسألوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإني سمعت أبي جعفرا يقول غير مرة: إن عالم آل محمد لفي صلبك، وليتني أدركه فإنه سمي أمير المؤمنين عليه السلام.
وروت الثقاة عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن الحسن عن ابن أبي عمير عن محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن الأول: ألا تدلني على من آخذ عنه ديني فقال عليه السلام: هذا ابني علي.
وروي عن أبي نعيم القابوسي عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: ابني علي أكبر ولدي، وآثرهم لدي وأحبهم إلي، وهو ينظر معي في الجفر، ولم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي.
وعن زياد بن مروان القندي قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام وعنده ابنه فقال عليه السلام: هذا ابني كتابه كتابي، وكلامه كلامي، ورسوله رسولي، وما قال فالقول قوله.
إني أوخذ في هذه السنة والأمر إلى ابني علي، سمي علي وعلي، الأول علي بن أبي طالب أعطي حكمه وفهمه وبصره ووده ودينه ومحنه، والآخر علي بن الحسين أعطي صبره على ما يكره.
وعن محمد بن إسماعيل الهاشمي قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام وقد اشتكى شكوى شديدة فقلت: إن كان ما أسأل الله أن لا يريناه فإلى من؟ فقال:
إلى علي ابني فكتابه كتابي، وهو وصيي وخليفتي من بعدي.
وعن علي بن يقطين كنت عند أبي الحسن وعنده هشام بن سالم فقال يا علي:
هذا ابني، سيد ولدي، وقد أنحلته كنيتي، فضرب هشام بن سالم بيده على جبهته وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون نعى والله إليك نفسه.
وروي بالأسانيد عن محمد بن سنان عن داود الرقي قال: قلت لأبي إبراهيم عليه السلام قد كبر سني فحدثني من الإمام بعدك؟ فأشار إلى الرضا عليه السلام وقال: هذا صاحبكم بعدي، ونحو ذلك عنه أيضا بطريق آخر.
وروي بالأسانيد إلى سليمان بن حفص المروزي قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام أريد أسأله عن الحجة عن الناس بعده، فابتدأني وقال: إن عليا ابني هو وصيي، والحجة على الناس بعدي، وهو أفضل ولدي، فإن بقيت بعدي فاشهد [ لي ] وله بذلك عند شيعتي، وأهل ولايتي، والمستخبرين من خليفتي بعدي.
وأسند الشيخ المفيد في إرشاده إلى الحسين بن المختار قال: خرج إلينا ألواح من الكاظم عليه السلام وهو في الحبس: عهدي إلى أكبر ولدي، أن يفعل كذا.
وأسند إلى المخزومي قال: جمعنا الكاظم عليه السلام وقال: اشهدوا أن هذا ابني علي وصيي، والقائم بأمري، وخليفتي من بعدي.
وأسند إلى داود بن سليمان قال: قلت: إني أخاف أن يحدث حدث ولا ألقاك فمن الإمام بعدك؟ فقال عليه السلام: ابني فلان يعني الرضا عليه السلام.
وأسند إلى النضر بن قابوس قال: قلت للكاظم عليه السلام: إني سألت أباك من
وأسند إلى داود بن رزين قال: جئت إلى الكاظم عليه السلام بمال فأخذ بعضه و ترك بعضه، قلت: لم تركته؟ فقال: إن صاحب هذا الأمر يطلبه منك، فطلبه الرضا عليه السلام بعد أبيه فدفعته إليه.
وأسند إلى ابن سنان قال: دخلت على الكاظم عليه السلام والرضا عليه السلام بين يديه فقال عليه السلام: من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه السلام إمامته، وجحده بعد رسول الله صلى الله عليه وآله حقه.
الثامن
(النص على الجواد عليه السلام)
روي عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا عليه السلام: كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول: يهب الله لي غلاما وقد وهبه الله لك فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من؟ فأشار عليه السلام إلى الجواد وهو قائم، قلت: هو ابن ثلاث سنين، فقال عليه السلام: وما يضره وقد قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث سنين ونحوه أسند المفيد إلى الخيراني.
وروي عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي، وصيرته مكاني، إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا أكابرنا القذة بالقذة.
وروي عن أبي الحسن محمد بن [ علي بن ] أبي عباد قال: سمعت الرضا عليه السلام بقول: أبو جعفر وصيي، وخليفتي في أهلي بعدي.
وأسند المفيد إلى الواسطي كنا نقول: كيف يكون إماما وليس لك ولد؟
فقال عليه السلام: وما علمك والله لا تمضي الأيام والليالي حتى يرزقني الله ذكرا يفرق بين الحق والباطل.