الصفحة 76
سبحانه بدعوات سمعها أكثرهم، ثمّ تقدّم إلى الفرات متوكّئاً على قضيب بيده، وضرب به صفحة الماء وقال: أُنقص باذن الله تعالى ومشيّته.

فغاض الماء حتّى بدت الحيتان في قعر الفرات، فنطق كثير منها بالسلام عليه بامرة المؤمنين، ولم ينطق منها أصناف من السموك، وهي الجرّيّ والمرماهي والزمّار.

فتعجّب الناس لذلك وسألوه عليه السّلام عن نطق ما نطق منها، وصموت ما صمت؟ فقال عليه السّلام: أنطق الله تعالى لي ما تطهّر(1) من السموك، وأصمت عنّي ما حرّمه ونجّسه وبعّده(2).

فصلّى الله على مجهول القدر، ومن بولائه والبراءة من أعدائه يُقبل العمل، ويحصل الأجر.

الباب الثاني: في الفضائل الحاصلة من الخارج وهي كثيرة

[قرابته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم]

منها: نَسَبُهُ وقربه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا شكّ أنّ النسب والقرب من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فضيلة عظيمة، ومزيّة عالية، دنياً وآخرةً، أمّا دنياً فظاهر، وأما آخرةً فلقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: كلّ نسب منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي.

فكلّ من كان أقرب إلى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كان أعظم قدراً، وأشرف ذكراً، وأكثر فخراً ممن ليس له ذلك.


فكفى بنا فضلا على من غيرناقرب النبيّ محمد إيّانا

____________

1- في "ب" : طهر .

2- راجع ارشاد المفيد : 183 ، وكشف اليقين : 113 ، وارشاد القلوب 2: 39، ومناقب ابن شهر آشوب 2 : 330 ، عنه البحار 41 : 268 ضمن حديث 22 باب 112 .


الصفحة 77
وأمير المؤمنين عليه السّلام كان ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأبيه وأمّه; لأنّه عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب، فعبد المطلب جدّهما، وفيه يجتمعان صلى الله عليهما، وأبو طالب وعبد الله لا غير أخوان من أب وأُم واحدة، فلم يكن أحد حينئذ أقرب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام.

[مؤاخاته للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم]

ومنها: مؤاخاته للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، روى أحمد بن حنبل في مسنده أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم آخى بين الصحابة ولم يواخ بين عليّ وأحد منهم، فضاق صدر عليّ عليه السّلام حيث لم يواخ بينه وبين أحد.

فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما أخّرتك واخترتك إلاّ لنفسي، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي، وأنت معي في قصري في الجنّة.

ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (اِخْوَاناً عَلَى سُرُر مُّتَقَابِلِينَ)(1)(2).

قال حذيفة بن اليمان: آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين المهاجرينوالأنصار، فكان يواخي بين الرجل ونظيره، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال: هذا أخي(3).

فرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سيد ولد آدم، كما قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وعليّ عليه السّلام أخوه ووزيره، وشبهُهُ ونظيره، وهذه منزلة شريفة،

____________

1- الحجر : 47 .

2- مناقب أحمد بن حنبل: 42، عنه كشف الغمة: 1: 333، وكشف اليقين: 20، وارشاد القلوب 2: 44، ونحوه المناقب لابن المغازلي: 37، وكفاية الطالب: 194.

3- المناقب لابن المغازلي: 38 ح60، عنه كشف اليقين: 208، وفي أمالي الطوسي: 587 ح1115، عنه البحار 38: 333 ح5، وارشاد القلوب 2: 44.


الصفحة 78
ومقام عظيم لم يحصل لأحد سواه.

[مصاهرته للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم]

ومنها: تزويجه بفاطمة عليها السّلام التي قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حقّها: فاطمة بضعة منّي، من آذاها فقد آذاني، يرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها، وهي سيدة نساء العالمين(1).

وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّما سمّيت ابنتي فاطمة; لأنّ الله عزوجل فطمها وفطم من أحبّها من النار(2).

وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت الحجب: يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم، ونكّسوا رؤوسكم، فهذه فاطمة بنت محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم تريد أن تمرّ على الصراط(3).

قال ابن عباس: خطب جماعة من الأكابر والأشراف فاطمة عليها السّلام فكان لا يذكرها أحدٌ عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ أعرض عنه وقال: أتوقّع الأمر من السماء، فانّ أمرها إلى الله تعالى.

قال سعد بن معاذ الأنصاري لعليّ عليه السّلام: خاطب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في أمر فاطمة فوالله إنّي ما أرى أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يريد بها غيرك، فجاء أمير المؤمنين عليه السّلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتعرّض لذلك، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: كأنّ لك حاجة يا عليّ؟

فقال: أجل يا رسول الله، قال: هات، قال: جئت خاطباً إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: [مرحباً] (4) وحبّاً

____________

1- انظر كفاية الطالب : 364 و 365 ، والمناقب لابن المغازلي: 351، وارشاد القلوب 2: 45.

2- راجع البحار 43 : 12 ح 5 باب 2 ، وفي المناقب لابن المغازلي: 65 ح92، وارشاد القلوب 1: 45.

3- كفاية الطالب: 364، كشف الغمة 2: 78، وارشاد القلوب 2: 45، والبحار 37: 70 ح38.

4- أثبتنا ما بين المعقوفتين من "ب".


الصفحة 79
وزوّجه بها.

فلمّا دخل البيت دعا فاطمة عليها السّلام وقال لها: قد زوّجتك يا فاطمة سيداً في الدنيا وإنّه في الآخرة لمن الصالحين، ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فبكت فاطمة عليها السّلام حياءً وفراقَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

فقال لها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما زوّجتك من نفسي بل الله تعالى تولّى تزويجك في السماء، كان جبرئيل الخاطب، والله تعالى الوليّ، وأمر شجرة طوبى فحملت الحليّ والحلل والدر والياقوت ثمّ نثرته، وأمر الحور العين فاجتمعن ولقطن، فهنّ يتهادينه إلى يوم القيامة، ويقلن: هذا نثار فاطمة.

ولمّا كان ليلة زفافها إلى عليّ عليه السّلام كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قدّامها، وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك خلفها يسبّحون الله تعالى ويقدّسونه إلى طلوع الفجر(1).

[المباهلة]

ومنها: قضية المباهلة; وهي تدلّ على فضل تامٍّ وورع كامل لمولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسّلام، ولولديه وزوجته صلى الله عليهم حيث استعان بهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الدعاء إلى الله تعالى، والتأمين على دعائه لتحصل له الإجابة(2).

____________

1- كشف اليقين : 195، إرشاد القلوب 2: 45.

2- قال الزمخشري في الكشاف 1: 369 في تفسير آية المباهلة:

فإن قلت: ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلاّ ليتبيّن الكاذب منه ومن خصمه وذلك أمر يختصّ به وبمن يكاذبه فما معنى ضمّ الأبناء والنساء؟

قلت: ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه، حيث استجرأ على تعريض أعزّته وأفلاذ كبده وأحبّ الناس إليه لذلك ولم يقتصر على تعريض نفسه له، وعلى ثقته لكذب خصمه حتى يهلك خصمه مع أحبّته وأعزّته هلاك الاستئصال إن تمّت المباهلة، وخصّ الأبناء والنساء لأنّهم أعزّ الأهل وألصقهم بالقلوب وربّما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتى يقتل ... وقدّمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم، وليؤذن بأنّهم مقدّمون على الأنفس مفدون بها، وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام ... .


الصفحة 80

[أبو الأئمة]

ومنها: إنّ أولاده عليهم السلام هم الأئمة المعصومون الذين أوجب الله تعالى طاعتهم على جميع العباد، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فأوّلهم الامام المعصوم أبو محمد الحسن بن عليّ الزكي، وآخرهم الامام القائم المهديّ عليه السّلام، وكلّ واحد منهم هو إمام زمانه، وأفضل أهل عصره وأوانه، وكمالهم وفضلهم أشهر من الأمس، وأبين من الشمس، واتّباعهم والالتزام بهم هو السعادة والهداية، وتركهم والتخلّف عنهم هو الشقاق والغواية.

روى الخوارزمي في مناقبه عن ابن عباس أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها هلك(1).

وفي الجمع بين الصحيحين عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلّهم من قريش(2).

ومن مسند أحمد بن حنبل عن مسروق قال: كنّا جلوساً في المسجد مع عبدالله بن مسعود، فأتاه رجل فقال: يا ابن مسعود هل حدّثكم نبيّكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: نعم، كعدّة نقباء بني اسرائيل(3).

وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم للحسين عليه السّلام: هذا ابني امام، ابن امام، أخو امام، أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم.

والأخبار في فضائلهم وكمالاتهم أكثر من أن تُحصى، ولكن حيث أنّ هذه الرسالة موضوعة على سبيل الاختصار، مخصوصة بفضائل الامام الكرّار غير الفرّار، أخّرنا ذكر فضائل أولاده الأئمة الأطهار لنفرد لذلك رسالة إن شاء الله تعالى.

____________

1- المناقب لابن المغازلي: 132 ح173، والطرائف: 132 ح206 عنه البحار 23: 123 ح49، وارشاد القلوب 2: 47، ولم نجده في المناقب للخوارزمي.

2- راجع الطرائف : 170 ح 260 عن صحيح البخاري ومسلم ، والعمدة : 419 ح 871 عن الجمع بين الصحيحين .

3- مسند أحمد 1: 398 ح3772، عنه ارشاد القلوب 2: 47.


الصفحة 81

[عروج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم]

ومنها: من كتاب كفاية الطالب للحافظ الشافعي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: مررت ليلة أُسري بي إلى السماء فاذا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدق به، فقلت: يا جبرئيل من هذا الملك؟

فقال: أُدن منه وسلّم عليه، فدنوت منه وسلّمت عليه، فاذا أنا بأخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب.

فقلت: يا جبرئيل سبقني عليّ إلى السماء الرابعة؟ فقال: لا يا محمّد(1)، ولكن الملائكة شكت حبّها لعليّ بن أبي طالب [عليه السّلام] ، فخلق الله هذا الملك من نور على صورة عليّ [عليه السّلام] ، فالملائكة تزوره في كلّ ليلة جمعة، ويوم جمعة سبعين ألف مرّة، يسبّحون الله تعالى ويقدّسونه، ويهدون ثوابه لمحبّ عليّ [عليه السّلام] (2).

ومنها: من كتاب المناقب للخوارزمي عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد سُئل بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟ فقال: خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب، فألهمني أن قلت: يا ربّ خاطبتني [أنت] (3) أم عليّ؟

فقال: يا أحمد أنا شيء ليس كالأشياء، ولا أُقاس بالناس، ولا أُوصف بالأشباه(4)، خلقتك من نوري، وخلقت عليّاً من نورك، فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحبّ [إليك] (5) من عليّ بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئنّ قلبك(6).

____________

1- في المصدر : فقال لي : يا محمد لا .

2- كفاية الطالب : 133 الباب السادس والعشرون، عنه كشف الغمة 1: 137، والبحار 18: 386 ح94، وارشاد القلوب 2: 47.

3- أثبتنا ما بين المعقوفتين من المصدر .

4- في المصدر : بالشبهات .

5- أثبتنا ما بين المعقوفتين من المصدر .

6- المناقب للخوارزمي : 78 ح 61 فصل 6، عنه البحار 18: 386 ح94، وارشاد القلوب 2: 48.


الصفحة 82

[في محبّته عليه السلام]

ومنها: ما ورد في محبّته والتوعّد على بغضه، وهو كثير:

منه ما رواه صاحب كتاب الفردوس عن معاذ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: حبّ عليّ بن أبي طالب حسنة لا تضرّ معها سيّئة، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة(1).

ورواه الخوارزمي أيضاً في مناقبه(2).

ومن كتاب الفردوس أيضاً عن ابن عباس أنّه قال: نظر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فقال: أنت سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة، من أحبّك فقد أحبّني وحبيبي حبيب الله، ومن أبغضك أبغضني وبغيضي بغيض الله، فالويل لمن أبغضك بعدي(3).

ومن الفردوس عن ابن عباس أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً "لا إله الاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ حبيب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله"(4).

ومن كتاب المناقب عن ابن عباس أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لو اجتمع الناس على حبّ عليّ بن أبي طالب لما خلق الله عزوجل النار(5).

ومن كتاب اليواقيت(6) لابن عمر الزاهد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث عليّاً في سريّة، قال الراوي: فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رافعاً يديه إلى

____________

1- الفردوس 2: 142 ح2725، عنه كشف الغمة 1: 92، والبحار 39: 248 ح10، وارشاد القلوب 2: 48.

2- راجع المناقب : 75 ح 56 فصل 6 .

3- الفردوس 5: 324 ح8325، كشف الغمة 1: 93، إرشاد القلوب 2: 48.

4- نحوه في مناقب الخوارزمي : 302 ح 297 فصل 19، وكشف الغمة 1: 93، وارشاد القلوب 2: 48.

5- مناقب الخوارزمي : 67 ح 39 فصل 6، كشف الغمة 1: 98، والفردوس 3: 373 ح5135، وارشاد القلوب 2: 49.

6- في "ب" : المناقب .


الصفحة 83
السماء وهو يقول: اللّهمّ لا تمُتني حتّى تريني عليّاً(1).

ومن كتاب المناقب للخوارزمي عن عائشة أنّها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو في بيتي لمّا حضره الموت: أدعوا لي حبيبي، فدعوت أبابكر، فنظر إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووضع رأسه.

ثمّ قال: أدعوا لي حبيبي، قلت: ويلكم أدعوا له عليّ بن أبي طالب، فوالله لا يريد غيره، فلمّا رآه فرج الثوب الذي كان عليه ثمّ أدخله فيه، فلم يزل يحتضنه حتّى قبض صلوات الله عليه وآله ويده عليه(2).

ومنه عن أنس بن مالك أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: خلق الله تعالى من نور وجه عليّ بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبّيه إلى يوم القيامة(3).

ومنه عن الحسن البصري أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس، وهو جبل قد علا على الجنّة وفوقه عرش ربّ العالمين، ومن سفحه يتفجّر أنهار الجنّة، وتتفرّق في الجنّة(4)، وهو جالس على كرسيّ من نور يجري بين يديه التسنيم، لا يجوز أحد الصراط إلاّ ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف على الجنّة فيدخل محبّيه الجنّة ومبغضيه النار(5).

____________

1- راجع مناقب الخوارزمي : 70 ح 46 فصل 6، والمناقب لابن المغازلي : 122 ح160، وكشف الغمة 1: 101، وارشاد القلوب 2: 49.

2- مناقب الخوارزمي : 68 ح 41 فصل 6 ، وكفاية الطالب : 262 باب 62، وكشف الغمة 1: 100، والبحار 38: 307 ح9.

3- مناقب الخوارزمي : 71 ح 47 فصل 6 ، ومائة منقبة : 66 ح19، وكشف الغمة 1: 101، والبحار 39: 275 ح52.

4- في المصدر : الجنان .

5- مناقب الخوارزمي : 71 ح 48 فصل 6، مائة منقبة : 107 ح52، كشف الغمة 1: 101، البحار 39: 202، ارشاد القلوب 2: 49.


الصفحة 84
ومنه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أوّل من اتّخذ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أخاً من أهل السماء إسرافيل، ثمّ ميكائيل، ثمّ جبرئيل.

وأوّل من أحبّه من أهل السماء حملة العرش، ثمّ رضوان خازن الجنّة، ثمّ ملك الموت، وإنّ ملك الموت يترحّم على محبّي عليّ بن أبي طالب كما يترحّم على الأنبياء [عليهم السّلام] (1).

ومنه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أحبّ عليّاً قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه، ألا ومن أحبّ عليّاً أعطاه الله بكلّ عِرق في بدنه مدينة في الجنّة.

ألا ومن أحبّ آل محمّد أمن من الحساب والميزان والصراط، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فأنا كفيله بالجنّة مع الأنبياء، ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: "آيس من رحمة الله"(2).

ومن مناقب ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: أقبلت ذات يوم قاصداً إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال لي: يا أبا سعيد، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: إنّ لله عموداً تحت العرش يُضيء لأهل الجنّة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، لا يناله إلاّ عليّ ومحبّوه(3).

ومنه عن الامام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام أنّه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين خليفة الله في أرضه، فيقوم داود النبي عليه السّلام، فيأتي النداء من عند الله عزوجل: لسنا إيّاك أردنا وإن كنت لله تعالى خليفة.

____________

1- المناقب للخوارزمي : 71 ح 49 فصل 6 ، ومائة منقبة : 119 ح 64، وكشف الغمة 1: 101، البحار 39: 202، ارشاد القلوب 2: 50.

2- المناقب للخوارزمي : 72 ح 51 فصل 6 ، ومائة منقبة : 149 ح 95، كشف الغمة 1: 102، البحار 68: 40 ح83 .

3- راجع ارشاد القلوب 2: 50، والبحار 39 : 269 ضمن حديث 43 باب 87 عن كشف الغمة عن مناقب ابن مردويه.


الصفحة 85
ثمّ ينادي: أين خليفة الله في أرضه، فيقوم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فيأتي النداء من قبل الله عزوجل: يا معشر الخلائق هذا عليّ بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجّته على عباده، فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق بحبله في هذا اليوم، يستضيء بنوره، وليتبعه إلى الدرجات العُلى من الجنان.

قال: فيقوم أُناسٌ قد تعلّقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنّة، ثمّ يأتي النداء من عند الله جلّ جلاله: ألا من ائتمّ بإمام فليتبعه إلى حيث يذهب به، فحينئذ يتبرأ الذين اتُّبِعوا من الذين اتَّبَعوا، ورأوا العذاب، وتقطعت بهم الأسباب(1).

ومن مناقب الخوارزمي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّ الله عزوجل منع بني اسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم واختلافهم في دينهم، وإنّه أخذ هذه الأمة بالسنين ومانعهم قطر السماء ببغضهم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام(2).

ومنه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّ لله عزوجل خلقاً ليسوا من ولد آدم، يلعنون مبغض عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم القنابر، ينادون في السحر على رؤوس الشجر: ألا لعنة الله على مبغضي عليّ بن أبي طالب، بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على عباده الذين اصطفى(3).

ومنه عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من ناصب علياً الخلافة بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله، ومن شكَّ في عليّ فهو كافر(4).

____________

1- أمالي الطوسي: 63 ح1، عنه البحار 8: 10 ح3، وكشف الغمة 1: 139، وارشاد القلوب 2: 51.

2- مناقب ابن المغازلي : 141 ح 186 ، وفي البحار 39 : 309 ح 125 باب 87 عن كنز الكراجكي، وفي ارشاد القلوب 2: 51، ولم نجده في المصدر.

3- راجع العمدة : 358 ح 692 ، عن مناقب ابن المغازلي : 142 ح 187، وفي ارشاد القلوب 2: 51، ولم نجده في مناقب الخوارزمي.

4- راجع الطرائف : 23 ح 18 ، عن مناقب ابن المغازلي : 45 ح 68، وفي ارشاد القلوب 2: 52، ولم نجده في مناقب الخوارزمي.


الصفحة 86
ومنه عن معاوية بن وحيد القشيري قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعليّ عليه السّلام: لا يُبالى من مات وهو مبغضك مات يهودياً أو نصرانياً(1).

ومن مناقب الخوارزمي عن أبي سعيد الخدري، عن سلمان قال: قلت: يا رسول الله لكلّ نبيّ وصيّ، فمن وصيّك؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: من وصيّ موسى؟ قلت: يوشع بن نون، قال: لِمَ؟ قلت: لأنّه كان أعلمهم.

قال: فوصيّي، وموضع سرّي، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام(2).

ومن كتاب الأربعين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنا وعليّ حجّة الله على عباده(3).

ومن كتاب المناقب للخوارزمي، ومناقب ابن مردويه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كان في صحن الدار ورأسه في حجر دحية الكلبي، فدخل عليه عليّ عليه السّلام، فلمّا رآه دحية سلّم عليه، فقال له أمير المؤمنين: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟

فقال: بخير يا أخا رسول الله، فقال له عليّ عليه السّلام: جزاك الله عنّا أهل البيت خيراً، فقال له دحية: إنّي لأحبّك، وإنّ لك عندي مدحة أزفّها إليك: أنت أمير المؤمنين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تُزفّ أنت وشيعتك إلى الجنان، أفلح من تولاّك، وخسر من تخلاّك، أُدن منّي يا صفوة الله وخذ رأس ابن عمّك، فأنت أحقّ به منّي.

____________

1- مناقب ابن المغازلي : 50 ح 74 ، وفي البحار 27 : 79 ح 16 باب 4 عن عيون أخبار الرضا عليه السّلام، وفي ارشاد القلوب 2: 52، ولم نجده في مناقب الخوارزمي.

2- كشف الغمة 1 : 155 ، عنه البحار 38 : 11 ضمن حديث 17 باب 56 عن مناقب ابن مردويه باختلاف يسير، وفي ارشاد القلوب 2: 52، ولم نجده في مناقب الخوارزمي.

3- راجع ارشاد القلوب 2: 52، والبحار 38 : 138 ح 98 باب 61 عن كشف الغمة عن أربعين الحافظ أبي بكر محمد بن أبي نصر.


الصفحة 87
فأخذ عليّ عليه السّلام رأس النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فوضعه في حجره، فانتبه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: ما هذه الهمهمة؟ فأخبره عليّ عليه السّلام، فقال له صلّى الله عليه وآله وسلّم: لم يكن دحية الكلبي وإنّما هو جبرئيل عليه السّلام يا عليّ، سمّاك باسم سمّاك الله به(1).

ومن المناقب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لمّا أُسري بي إلى السماء ثمّ من السماء إلى سدرة المنتهى(2)، وقفت بين يدي الله عزوجل، فقال: يا محمد، قلت: لبيك وسعديك، قال: قد بلوت خلقي فأيّهم رأيت أطوع لك؟ قلت: ربّ عليّاً.

قال: صدقت يا محمد، فهل اتّخذت لنفسك خليفة، يؤدّي عنك، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت: ربّ اختر لي فانّ خيرتك خيرتي، قال: قد اخترت لك عليّاً، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيّاً، ونحلته علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً لم ينلها أحد قبله، وليست لأحد بعده.

يا محمد علي راية الهدى، وإمام من أطاعني ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين، من أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني ... لولا عليّ لم يُعرف حزبي، ولا أوليائي(3).

القسم الرابع: في فضائله الثابتة له بعد مضيّه عليه السّلام وحياته

وهي كثيرة، فمنها ما نذكره في الفصل الثالث، ومنها ما نذكره في هذا القسم، وهو غزير.

____________

1- مناقب الخوارزمي : 322 ح 329 ، عنه كشف الغمة 1 : 356، والبحار 39: 96 ح8 باختلاف يسير، وفي ارشاد القلوب 2: 52.

2- في المصدر : من السماء إلى السماء إلى سدرة المنتهى .

3- المناقب للخوارزمي : 303 ح 299 فصل 19، عنه كشف الغمة 1: 355، والبحار 40: 13 ح28، وارشاد القلوب 2: 53.


الصفحة 88

[حكاية الشاعر الببّغا]

ومنها: ما روي أنّ الشاعر الببّغا وفد على بعض الملوك، وكان يفد عليه في كلّ سنة، فوجده في الصيد، فكتب وزير الملك يخبر بقدومه، فأمره أن يسكنه في بعض دوره.

وكان على باب تلك الدار غرفة(1) كان الببغا يبيت ليله فيها، ولها مطلع إلى الدرب، وكان الحارس يخرج كلّ ليلة بعد نصف الليل فيصيح بأعلى صوته: يا غافلين اذكروا الله على باغض معاوية لعنة الله، وكان الببغا الشاعر ينزعج لصوته.

فاتّفق في بعض الليالي أنّ الشاعر رأى في منامه أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قد جاء هو وعليّ عليه السّلام إلى ذلك الدرب، ووجد الحارس، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ عليه السّلام: اصفعه بيدك فانّه يسبّك.

فضربه أمير المؤمنين عليه السّلام بين كتفيه، وانتبه الشاعر منزعجاً من المنام، ثمّ انتظر الصوت الذي كان يسمعه من الحارس كلّ ليلة فلم يسمعه، فعجب من ذلك، ثمّ سمع صياحاً ورأى رجالا قد أقبلوا إلى دار الحارس، فسألهم الخبر فقالوا: إنّ الحارس قد حصل له بين كتفيه ضربة بقدر الكفّ وهي تتشقّق وتمنعه القرار، فلم يكن وقت الصباح حتّى مات، وشاهده بذلك الحال أربعون نفساً(2).

[حكاية ابن أبي دلف]

ومنها: إنّه كان لأبي دلف ولد، فتحادث أصحابه في حبّ عليّ عليه السّلام وبغضه، فروى بعضهم عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم [أنّه قال:] يا عليّ ما يحبّك إلاّ مؤمن تقيّ، ولا يبغضك إلاّ كافر شقيّ، وَلَدُ زنية أو حيضة.

فقال ولد أبي دلف: ما تقولون في الأمير هل يُؤتى في أهله؟ فقالوا: لا، فقال:

____________

1- في "ب" : هذا .

2- عنه اثبات الهداة 5: 89 ح504، وراجع كشف اليقين : 478 فصل 4 ، عنه البحار 42 : 9 ح 12 باب 115، وارشاد القلوب 2: 388.


الصفحة 89
أنا أبغض عليّاً وليس كما روى هذا الرجل، فخرج أبوه وهم في التشاجر، فقال: ما تقولون؟ فقالوا: كذا، وحكوا كلام ولده.

فقال: والله إنّ هذا الخبر حقّ، وإنّه ولد زنية وحيضة معاً، إنّي كنت مريضاً في دار أخي، فتماثلت ودخلت عليّ جاريته لقضاء حاجة، فدعتني نفسي إليها، فأبت وقالت: إنّي حائض، فكابرتها على نفسها ووطئتها فحملت بهذا، فهو لزنية وحيضة معاً(1).

[حكاية الناصبي ببلدة موصل]

ومنها: ما حكي أنّه كان ببلدة الموصل شخص يقال له: حَمْدان بن حَمْدون العدوي، وكان شديد العناد، كثير البغض لمولانا أمير المؤمنين عليه السّلام، فأراد بعض أعيان أهل الموصل الحجّ، فجاء إليه يودّعه وقال: إنّي قد عزمت على الخروج إلى الحجّ فإن كان لك حاجة هناك فعرّفني حتّى أقضيها.

قال: إنّ لي حاجة مهمّة وهي عليك سهلة، فقال له: مُرني بها حتّى أفعلها، فقال: إذا قضيت الحجّ فوردت المدينة وزرت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فخاطبه عنّي وقل له: يا رسول الله ما أعجبك من عليّ بن أبي طالب حتّى زوّجته ابنتك، عِظم بطنه، أو دقّة ساقه، أو صلعة رأسه، وحلّفه وعزم عليه أن يبلّغ هذا الكلام.

فلمّا بلغ الرجل المدينة، وقضى أمره أُنسي تلك الوصية، فرأى أمير المؤمنين عليه السّلام في منامه وهو يقول: لم لا تبلّغ وصية فلان بن فلان؟

فانتبه ومضى لوقته إلى القبر المقدّس، وخاطب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بما أوصاه ذلك الرجل، ثمّ نام فرأى أمير المؤمنين عليه السّلام، فأخذه ومشى هو وإيّاه إلى منزل ذلك الرجل، وفتح الأبواب، وأخذ مدية(2) فذبحه أمير المؤمنين عليه السّلام بها،

____________

1- راجع كشف اليقين : 482 فصل 4 ، عنه البحار 39 : 287 ح 80 باب 87، وارشاد القلوب 2: 338.

2- المدية : الشفرة / القاموس المحيط.


الصفحة 90
ثمّ مسح المدية بملحفة كانت عليه، ثمّ جاء إلى سقف باب الدار فرفعه بيده ووضع المدية تحته وخرج.

فانتبه الحاج منزعجاً من ذلك، وكتب صورة المنام هو وأصحابه، وانتهى الخبر إلى سلطان الموصل في تلك الليلة، فأخذ الجيران والمتشبّهين ورماهم السجن، واستعجب أهل الموصل من قتله حيث لم يجدوا نقباً، ولا أثر تسليق على حائط، ولا باباً مفتوحاً.

وبقي السلطان متحيّراً في أمره ما يدري ماذا يصنع في قضيّته، ولم يزل الجيران وغيرهم في السجن حتّى ورد الحاجّ من مكّة، فلقى الجيران في السجن فسأل عن سبب ذلك، فقيل له: في الليلة الفلانية وُجد فلان مذبوحاً في داره، ولم يُعرف قاتله.

فكبّر هو وأصحابه وقال لأصحابه: أخرجوا صورة المنام المكتوبة عندكم، فأخرجوها فوجدوا ليلة المنام هي ليلة القتل، ثمّ مضى هو وأصحابه إلى دار المقتول، وأمرهم باخراج الملحفة وأخبرهم بالدم الذي كان فيها، فوجدوها كما قال، ثمّ أمر برفع المردم، فرفع فوجدوا السكين تحته.

فعرفوا صدق منامه وأفرج عن المحبّسين، ورجع أهل المقتول وكثير من أهل البلد إلى الايمان، وكان ذلك من لطف الله سبحانه وتعالى في حقّهم(1).

وهذه القضيّة مشهورة وهي من الغرائب، فماذا تقول في فضل هذا الرجل وعظم شأنه، وارتفاع منزلته، وعلوّ مكانه.


از خلق شرم دارم اگر گويمش بشرمى ترسم از خداى كه گويم كه او خداست

فصلّى الله على مجهول القدر، ومن بولائه والبراءة من أعدائه يُقبل العمل ويحصل الأجر.

____________

1- كشف اليقين : 480 فصل 4 ، عنه البحار 42 : 10 ضمن حديث 12 باب 115، وارشاد القلوب 2: 338.