وأما علم الخطابة والمخاطبة

115- فمنها: ما ذكر أنّ المرتضى رضوان اللَّه عليه خطب فقال بعد حمداللَّه والثناء عليه والصلاة على رسوله محمّد صلى اللَّه عليه:

'إنّ الدنيا قد أدبرت و اذنت بوداع، و إنّ الاخرة قد أقبلت و أشرفت باطّلاع، ألا و إنّ المضمار اليوم و غداً السباق.

ألا و إنّكم في أيّام أمل من ورائه أجل، فمن قصّر في أيّام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله، و من عمل في أيّام مهله قبل حضور أجله نفعه عمله ولم يضرّه أجله(1) و إن قصر أمله؟

ألا و اعملوا للَّه في الرغبة كما تعملون له في الرهبة.

ألا و إنّي لم أر كالجنّة نام طالبها، و لم أر كالنار نام هاربها."217"

ألا و إنّه من لم ينفعه الحقّ ضرّه الباطل و من لم يستقم به الهدى جار به الضلال(2).

ألا و إنّكم قد أمرتكم بالظعن، و دللتم على الزاد، و إنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى و طول الأمل.

ألا و إنّ الأمل يشهي القلب؟ و يكذب الوعد و يأتي بالغفلة و يورث الحسرة.

ألا فاعذبوا عن الدنيا كأشدّ ما أنتم تعذبون فإنّها غرور و صاحبها منه في عناء معن؟

و افزعوا إلى قوام دينكم لإيتاء الصلاة في وقتها و إعطاء الزكاة في حينها والتضرّع والخشوع.

و ارغبوا في ثواب اللَّه و اهربوا من عقاب اللَّه فإنّي لم أر كالجنّة نام طالبها و لا كالنار نام هاربها.

فخذوا لأنفسكم من الدنيا ما تحرزون به نفوسكم من القصوى'(3).

116- وحكي عن الحكم بن سنان بن وهب، عن أبيه، عن جدّه قال(4): كان علي رضى الله عنه عندنا بالحديبيّة فهنّأ رجل رجلاً بغلام فقال له: 'يهنّيك الفارس'. فقال |له علي عليه السلام|: و ما |قول| يُهَنّيك الفارس؟ فقال: كيف أقول يا أميرالمؤمنين؟ قال: قل: 'شكرت الواهب و بورك لك في الموهوب و بلغ رشده ورزقت برّه و لا جعله اللَّه قدريّاً و لا حروريّاً'.

و إن شئت قلت: 'جعله اللَّه بارّاً تقيّاً، يكفيك في حياتك، و يخلفك بعد وفاتك'.

و إن شئت قل: 'بارك اللَّه "218" لك في موهبته، و وهب لك تمام فضيلته، و جعله زين عشيرته، و زكى أدبه، و حسن خَلقَه و خُلقَه، و أكمل رزقه'.

117- و خطب |عليه السلام| يوماً فقال(5): 'رحم اللَّه امرأً سمع فوعى، و أخذ بحُجزَة هادٍ فنجا، قدّم خالصاً و عمل صالحاً، واكتسب مذخوراً و اجتنب محذوراً، رمى غَرَضاً و أخذ عوضاً، كابَرَ هواه و كذّب مناه و أصلح مثواه، فاغتنم المهل و بادر الأجل و كذّب الأمل و تزوّد من العمل'.

118- و خطبة أخرى له رضي اللَّه عنه حين قتل عامله بالأنبار(6): 'عجباً من جدّ هؤلاء |القوم| في باطلهم وفَشَلِكم عن حقّكم(7)، فقُبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يُرمى، يغار عليكم و لا تغيرون، و تُغزَون و لا تَغزُون، و يُعصى اللَّه و ترضون!!!

إن أمرتكم بالمسير إليهم في الحرّ قلتم: |هذه| حمّارة القيظ أمهلنا ينسلخ الحرّ، و إن دعوتكم بالمسير إليهم في الشتاء قلتم: أمهلنا ينسلخ القرّ، أكلّ هذا فراراً من الحرّ و البرد؟ فأنتم واللَّه من السيف أفرّ، يا أشباه الرّجال و لا رجال!!! أحلام الأطفال، و عقول ربّات الحجال |لقد| أفسدتم عليَّ رأيي بالعصيان و الخذلان، حتّى قالت قريش: إنّ ابن أبي طالب |رجل| شجاع و لكن لا علم له بالحرب!!!

للَّه أبوهم هل منهم أحد لها أشدّ مراساً و لا أطول تجربةً منّي؟ |لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين| فها أنا الان قد نيّفت على السِتّين و لكن لارأي لمن لا يطاع'."219"

|قال العاصمي:| و يروى: '|لقد| ذرّفت على الستّين' أي قاربتها.

119- و له |عليه السلام| خطبة أخرى تسمّى 'المونقة'(8):

ذكر عن محمّد بن السائب الكلبي قال: اجتمع أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه فتذاكروا أيّ الحروف أدخل في الكلام، فأجمعوا |على| أنّ الألف أكثر دخولاً من سائرها، فقام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه فخطب هذه الخطبة على البديهة وسمّاها 'المونقة':

'حمدت من عظمت منّته، و سبغت نعمته، و سبقت غضبَه رحمتُه، و تمّت كلمته، و نفذت مشيّته، و بلغت قضيّته.

حمدته حمد عبد مقرّ بربوبيّته، متخضّع لعبوديّته، متنصّل في خطيئته؟

معترف بتوحيده، مؤمّل من ربّه مغفرة تنجيه، يوم يشغل |كلّ| عن فصيلته و بنيه(9)، و نستعينه و نسترشده و نستهديه، و نؤمن به و نتوكّل عليه.

و شهدت له شهود مخلص موقن، و فرّدته تفريد مؤمن متقن، و وحّدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه، و لم يكن له وليّ في صنعه، جلّ عن كلّ مشير و وزير، و عن عون معين و نظير.

علم فستر، و بطن فخبر، و ملك فقهر، و عُصي فغَفر، و حكم فعدل، لم يزل و لن يزول، ليس كمثله شي ء، و هو قبل كلّ شي ء، و بعد كلّ شي ء.

ربّ متفرّد بعزّته، متمكّن بقوّته، متقدّس بعُلُوّه، متكبّر بسموّه "220" ليس يدركه بصر، و لم يحط به نظر، قويّ منيع، عليم سميع، رؤف رحيم، لطيف حكيم.

عجز عن وصفه من يصفه، و ضلّ عن نعته من يعرفه(10)، قرب فبعد، و بعد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه و يرزقه و يحبوه.

ذو لطف خفيّ، و بطش قويّ، و رحمة موسعة و عقوبة موجعة(11)، و رحمته جنّة عريضة مونقة، و عقوبته جحيم ممدودة موبقة.

و شهدت ببعث محمّد عبده و رسوله، و صفيّه و نبيّه، و حبيبه و خليله، بعثه في خير مصر(12) و حين فترة و كفر، رحمة لعبيده و منّة لمزيده، ختم به نبوّته، و وضح |به|حجّته، فوعظ و نصح، و بلغ و كدح، رؤوف بكلّ مؤمن، رحيم سخيّ، كريم رضي، برّ زكي، عليه رحمة و تسليم(13)، و بركة و تكريم، من ربّ غفور رحيم، قريب مجيب.

وصّيتكم معشر من حضرني بوصيّة ربّكم، و ذكرتكم سنّة نبيّكم، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم، و خشية تذري دموعكم، و تقيّة تنجيكم قبل يوم ذهلكم و يبليكم، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته، وخفّ وزن سيّئته(14)، و في رواية محمّد بن طلحة في كتاب مطالب السؤول: 'وخفّ وزن خطيئته...'. و ليكن مسألتكم و تملّقكم مسألة ذلّ و خضوع، و شكر و خشوع، و توبة و نزوع، و ندم و رجوع.

وليغتنم كلّ مغتنم |منكم| صحّته قبل سقمه، وشيبته قبل هرمه، وسعته قبل فقره، وفرغته قبل شغله، وحضره قبل سفره(15)، قبل "221" أن يكبر و يهرم، و يمرض و يسقم، و يملّه طبيبه، و يعرض عنه حبيبه(16) و ينقطع عمره، و يتغيّر عقله، ثمّ قيل: هو موهوك؟ و جسمه منهوك، ثمّ جدّ في نزع شديد، و حضر|ه| كلّ قريب و بعيد، فشخص ببصره و طمح بنظره، و رشح جبينه، و خرط عرنينه، و سكن حنينه(17)، و جذبت نفسه، و بكته عرسه، و حفر رمسه، و يتم منه ولده، و تفرّق عنه عدده، و قسم جمعه، و ذهب بصره و سمعه، و لقّن و مدّد، و وجّه و جرّد و عري، و غسل و نشف و سجّي(18)، و بسط له وهُيّي، و نشر عليه كفنه، وشدّ منه ذقنه، وقمّص و عمّم، و ودّع و سُلّم(19)، وحمل فوق سرير، و صلّي عليه بتكبير، و نقل من دور مزخرفة، و قصور مشيّدة، و حجر منجّدة، فجعل في ضريح ملحود، و ضيق مرصود، بلبن منضود، مسقف بجلمود، و هيل عليه عفره، و حُثي عليه مدره، فتحقق حذره، و نسي خبره، و رجع عنه وليّه و صفيّه، و نديمه و نسيبه، و تبدل به قريبه و حبيبه، فهو حشو قبر، ورهين قفر، تسعى في جسمه دود قبره، و يسيل صديده من منخره، يسحق تربته لحمه، و ينشف دمه، و يرم عظمه حتّى يوم حشره، فينشر من قبره و ينفخ في صور، و يُدعى بحشر و نشور، فثَمّ بُعثِرت قبور، و حصّلت |سريرة| صدور، و جي ء بكلّ نبي و صدّيق، و شهيد نطيق، و قعد للفصل |ربّ| قدير، بعبده خبير بصير.

فكم من زفرة "222" تعقبه، و حسرة تصيبه(20)، في موقف مهيل، و مشهد جليل بين يدي ملك عظيم، بكلّ صغيرة و كبيرة عليم، فحينئذ يلجمه عرقه، و يحفزه قلقه، عبرته غير مرحومة، و ضرعته غير مسموعة، و حجّته غير مقبولة، و تزل صحيفته؟ و تبيّن جريرته(21)، و نظر في سوء عمله، و شهدت عينه بنظره، و يده ببطشه، و رجله بخطوه، و فرجه بلمسه، و جلده بمسّه، و تهدّده منكر و نكير، و كشف به عن حيث يصير، فسلسل جيده و غلل يده(22)، و سيق يسحب وحده، فورد جهنّم بكرب و شدّة، فظلّ يعذّب في جحيم، و يُسقى شربة من حميم، تشوي وجهه، و تسلخ جلده، تضربه زبنية بمقمع من حديد، و يعود جلده بعد نضجه و هو جديد، و يستغيث فيعرض عنه خزنة جهنّم، و يستصرخ فيلبث حقبة يندم(23).

نعوذ بربّ قدير، من شرّ كلّ مصير، و نسأله عفو من رضي عنه، و مغفرة من قبل منه فهو وليّ مسألتي و منجح طَلِبَتي(24).

فمن زُحزِح عن تعذيب ربّه، جُعِل في جنّة مقرّبة، و خُلِّد في قصور مشيّدة، و ملك بحور عين وحفدة(25)، و طيف عليه بكؤس، و سكن حظيرة قُدّوس، فتقلّب في نعيم، و سُقي من تسنيم، من عين سلسبيل، و |قد| مُزِج له بزنجبيل، مختم بمسك و عبير(26) مستديم للملك، مستشعر للسرور، يشرب من خمور "223" في روض مغدق، ليس يصدّع من شربة و لا ينزف(27).

هذه منقلب من خشي ربّه، و حذّر نفسه |معصيته|، و تلك عقوبة من عصى منشئه، و سوّلت له نفسه معصيته.

ذلك قول فصل، و حكم عدل، |و| خير قصص قصّ(28)، و وعظ نصّ، تنزيل من |حكيم| حميد، قد نزل به روح قدس مبين؟ في قلب نبيّ مهتد رشيد؟ صلّت عليه رسل سفرة، مكرّمون بررة.

عذت بربّ رحيم عليم، من شرّ |كلّ| عدوّ لعين |رجيم، و| ليتضرّع متضرّعكم، و ليبتهل مبتهلكم، و ليستغفر ربّ كلّ مربوب لي ولكم'(29).

ثمّ قرأ |عليه السلام|: 'تلك الدار الاخرة نجعلها للّذين لا يريدون علواً في الأرض و لا فساداً والعاقبة للمتّقين' :|83 القصص: 28|(30).

 

 

وأمّا علم المكاتبة والكتبة

فإنّه رضي اللَّه عنه كان من متقدّمي كتبة الوحي والمهرة فيها، معروف ذلك في الأخبار والأسمار، و إن كان غيره أيضاً يكتب للنبي صلى اللَّه عليه في بعض الاوقات، فإنّ المرتضى رضوان اللَّه عليه فاز بالسبقة فيها، كما فاز بسائر خصال المكارم و معاليها.

ثمّ قد كان له رضي اللَّه عنه في هذا الفنّ من العلوم الحظّ الوافر، والقسط التام الظاهر، و هو من أجلّ العلوم، و أعلى النظوم، و قد قيل :"224"

ما النّاس إلّا الكتبة *** هم فضّة في ذهبة

قد أحرزوا دنياهم *** بقطعة من قصبة

120- ويدلّك على كمال حظّه فيها كتاب كتبه إلى عثمان بن حنيف عامله بالبصرة(31)، |و| هو لعمري كتاب يجمع الشجاعة والنجدة والزهد والحكمة و الفصاحة والموعظة، كتب إليه:

بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم

'أمّا بعد |يا ابن حنيف| فقد بلغني أنّ رجلاً من قطّان البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت |إليها، تستطاب لك الألوان| و كرّت عليكم الجفان(32)

فكرعت و أكلت منها "225" أكل يتيم نهم، وضبع قرم(33)، و ما خلتك |أن| تأكل طعام قومٍ عائلهم مجفوّ، و غنيّهم مدعوّ(34)، و ما على هذا تركنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه |و اله و سلم|(35).

|ألا و إنّ لكلّ مأموم إماماً يقتدي به و يستضي ء بنور علمه|.

و اعلمو أنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطِمريه |و| يسدّ فورة جوعه بقرصيه(36)، فما تطعّم الفلذة في حوليه إلّا من سنة أضحيته(37) وإن|-كم لن| تقدروا على ذلك فأعينوني بورع و اجتهاد(38)، فواللَّه ما كنزت من دنياكم تِبراً، و لا ادّخرت من أقطارها شبراً(39)، و ما اقتات منها إلّا بعض قوت|مثل

قوت| أتان دبرة، و لهي في عيني أهون من عفصة مقرة(40).

ألا |و| إنّ للصابر على البلوى أجراً عظيماً، فصدق اللَّه جلّت عظمته |حيث يقول:| 'تِلكَ الدّارُ الاخِرَة نَجعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدونَ عُلُوّاً في الأَرضِ وَ لا فَساداً وَالْعاقِبةُ لَلْمُتَّقين' :|83 القصص:28 |

و لو شئت لاهْتديت |الطريق| إلى هذا العسل المصفّى ولُباب البُرّ المربّى(41) و ضربت هذا بذاك، حتّى تنضجه وقوده، |و| هيهات أن يغرّني معقوده(42)، و لعلّ باليمامة يتيماً يتضوّر من سَغبه(43)، أأبيت مبطاناً و حولي بطون غرثى(44)، إذا يخصمني في القيامة دهم من ذكر و أنثى(45).

و كأنّي بقائلكم يقول: إذا كان قوت ابن أبي طالب هذا فقد قعد به الضعف عن مبارزة الأقران و مناجزة الشجعان(46)، ألم يسمع |هذا القائل، أنّ| اللَّه يقول :"226"'فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللَّه و ما ضعفوا و ما استكانوا و اللَّه يحبّ الصابرين' :|146 ال عمران:3 |

ألا و إنّ الشجرة البرّية أصلب عوداً، والرّواتع الخضرة أرقّ جلوداً، والنابتة المعذبة أقوى وقوداً و أبطأ خموداً(47).

و بحقّ أقول: ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانية و لا بحركة غذائية، و لكن أُيَّدت بقوّة ملكوتيّة و نفس بنور بارئها مضيئة، و أنا من أحمد كالصِنو من الصِنو(48).

و حقّاً أقول: لو تظاهرت العرب على قتالي |ل|ما ولّيت |عنها| و لو أمكنني من رقابها ما أنفيت(49) و من لم يبال متى حتفه عليه ساقط، فجنانه في الملمّات رابط(50).

و واللَّه لو ارتدّت العرب عن حنيفيّة أحمد لخضت إليها حياض المنون بنفسي، و لضربتها ضرباً يقدّ الهام و يرضّ العظام، حتّى يحكم اللَّه بيني و بينها و هو خير الحاكمين(51).

و سأجهد في تطهير الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المنكوس حتّى تخرج المدرة من |بين| حبّ الحصيد(52).

الّلهم انصرنا على القوم المجرمين، و سيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.

إليك عنّي يادنيا فحبلك على غاربك بئست لي الحبالة(53) فانسللت من مخالبك و رأيت اثار مكائدك، فاجتنبت العبور "227" عن مداحظك(54)، أين القرون اللّواتي أغويتها بز خارفك(55) هاهي في بلاقعها قد أفنيتها بمصائبك(56)، و لو كنت شخصاً مرئياً، أو قالباً حسياً(57) لأقمت عليك حدود اللَّه تعالى في أقوام أسلمتهم إلى التلف، و أوردتهم موارد الهلاك.

هيهات هيهات من وطئ دحضك زلق، و من شرب من مائك شرق، |و| السالم منك لا يشتغل بك سمعه و لا بصره(58)، فاعزبي عنّي فما ألين لك فتذليني و لا انقاد لك فتخد عيني(59)!!!

أتغرّيني بأن أنام في القباطي من اليمن، و أتمرّغ في مفروش من متوش الأرمن(60) فاغذي نفسي بحلوها و مرها للسمن؟ إذاً أكون كإبل ترعى و تبعر(61).

واللَّه لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ |معها| إلى قوتها إذا رقدت، و تقنع بملحها مأدوماً إذا أفطرت، و تستلين الصوف ملبساً إذا نعمت(62)، ولأدعنّ عيني كعين ماء نضبت(63)، لعلّها تنال نعيماً و ملكاً كبيراً.

هيهات هيهات أتمتلئ الإبل من رعيها فتغفى و ترتع البهيمة في عشبها فتبرك و يأكل علي قرصه فينام(64

قرّت عينه إذاً بفعلته البهيميّة إذا اقتدى بعد السنين |المتطاولة| بالسائمة المرعيّة!!!(65).

فاتّق اللَّه يا ابن حنيف و ليكفك أقراصك ليكون في ذلك من النار "228" خلاصك والسلام'.

 

و منها كتاب من باب الشروط كتبه لشريح القاضي :

121- ذكر أنّ شريح القاضي(66) اشترى |داراً| بالكوفة، فاتّصل خبره بأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه فبعث إليه و استحضره فقال له: يا شريح بلغني أنّك ابتعت داراً بثمانين ديناراً؟ و كتبت كتاباً و أشهدت عليه عدولاً؟ قال: قد كان ذلك يا أميرالمؤمنين.

|ف|قال: 'يا شريح إنّه واللَّه يأتيك عن قريب من لاينظر في كتابك و لا يسألك عن بيّنتك، فيخرجك من دارك شاخصاً و يسلّمك إلى قبرك خالصاً، فلو أنّك يا شريح أعلمتني في الوقت الّذي اشتريتها كتبت لك كتاباً ماكنت تشتريها بدرهمين'؟!!

قال |شريح|: وأيّ شي ء كنت تكتب ياأميرالمؤمنين؟ قال: كنت أكتب لك:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

'هذا ما اشترى عبد ذليل من ميّت قد أزعج بالرحيل، و اشترى منه داراً من دور الغرور في الجانب الفاني؟ إلى عسكر الهالكين(67) و تجمع هذه الدار

حدود أربعة:

فأحد حدودها: ينتهي إلى دواعي المصيبات(68).

و |الحد| الثاني |منها| ينتهي إلى دواعي الافات.

و |الحد| الثالث |منها| ينتهي إلى الهوى المردي.

و |الحد| الرابع |منها| ينتهي إلى الشيطان المغوي.

اشترى هذا المفتون بالأمل، من هذا المزعج "229" بالأجل، جميع هذاالدار بالخروج من عزّ القنوع والدخول في ذلّ الطلب(69).

فما أدرك هذا المشتري فيما اشتراه |منه من درك|، فعلى مبلي أجسام الملوك، و سالب نفوس الجبابرة، |و مزيل ملك الفراعنة|(70)، مثل كسرى و قيصر، و تُبَّع و حِميَر، و من جمع المال، فأكثر، و من بنى و شيّد، و زخرف و نجّد، و نظر بزعمه للولد(71) إشخاصهم جميعاً إلى عرصة القيامة، إذا وضع اللَّه جلّ جلاله كرسيّه لفصل القضاء(72) و خسر هنالك المبطلون، شهد بذلك العقل إذا خرج من أسرالهوى و نظر بعين الزوال إلى أهل الدنيا'(73).

قال شريح: فقلت: يا أميرالمؤمنين خصّنا منك بدعوة قبل أن نتفرّق.

|ف|قال |عليه السلام|: 'جعلنا اللَّه و إيّاكم من أوجه من توجّه إليه في هذا اليوم'.

قال |شريح|: قلت: زدنا يا أميرالمؤمنين. قال: 'جعلنا اللَّه و إيّاكم من الّذين جانبوا خلال دارالظالمين'(74).

|قال العاصمي|: فانظر رحمك اللَّه إلى هذه الوثيقة كيف جمع شرائطها، و ضمّت بسائطها، و دلّت على مناهج الزهد، و أشارت إلى مدارج الرشد، و فوق كلّ ذي علم عليم.

 

و منها كلامه (ع) في كيفيّة الصلوات على النبي (ص):

122- فيما يرويه يزيد بن هارون(75)، عن نوح بن قيس |البصري|، عن سلامة الكندي(76) قال: كان |أميرالمؤمنين| علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه يُعَلِّمنا الصلوات على النبيّ عليه السلام |بهذه الكلمات|:

'الّلهم داحي المدحوات(77)، "230" و بارئ المسموكات، و جبّار القلوب على فطراتها شقيّها و سعيدها، اجعل شرائف صلواتك و نوامي بركاتك و رأفة تحنّنك(78) على محمّد عبدك ورسولك، الفاتح لما أغلق(79)، والخاتم لما سبق، والمعلن الحقّ بالحقّ، و الدامغ جيشات الأباطيل(80)، كما حُمِّل فاضطلع |قائماً و بأمرك لطاعتك، مستوفزاً في مرضاتك(81) بغير نكل في قدم، و لا و هي في عزم(82)، واعياً لوحيك، حافظاً لعهدك، ماضياً على نفاذ أمرك، حتّى أورى قبساً لقابس |و أنار علماً لحابس|(83).

آلاء اللَّه تصل بأهله أسبابه(84)، و به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والاثم؟ موضحات الأعلام و نائرات الأحكام، ومنيرات الإسلام(85) فهو أمينك المأمون، و خازن علمك المخزون، و شهيدك يوم الدّين، و بعيثك نعمة(86)، ورسولك بالحقّ رحمة.

الّلهم افسح له مفسحاً في عدلك أو عدنك(87)، و اجزه مضاعفات الخير من فضلك له، مهنّئات غير مكدّرات، من فوز ثوابك المحلول، و جزل عطائك المعلول(88).

الّلهم أعل على بناء البانين بناءه، و أكرم مثواه لديك و نزله(89)، و أتمم له نوره، و اجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة، مرضيّ المقالة، ذا منطق عدل و خطّة فصل، و برهان عظيم(90)."231" .

تفسير غريب هذا الحديث:

قوله: 'داحي المدحوّات' يعني باسط الأرضين، و كان خلقها رَبوةً ثمّ بسطها |كما في| قوله تعالى: 'والأرض بعد ذلك دحيها' "|30 النازعات:79 |

و قوله: 'بارئ المسموكات' أي خالق السماوات المرفوعات.

و قوله: 'جبّار القلوب على فطراتها' من قولك: 'جبرت العظم فجبر' إذا كان مكسوراً فلأمته و أقمته، كأنّه |تعالى| أقام القلوب وأثبتها على ما فطرها عليه من معرفته والإقرار به.

و قوله: 'دامغ جيشات الأباطيل' يريد المهلك لمانجم وارتفع من الأباطيل، و أصل الدمغ من الدماغ، كأنّه يضرب وسط الرأس فيدمغ أي يصيب الدماغ.

و قوله: 'كما حمل فاضطلع' أي قوي، |واللفظة مأخوذة| من الضلاعة و هي القوّة، والضلاعة العظم. و |يحتمل| أيضاً |أنّها| أخذت من الأضلاع، |و هى عظام الجنبين| لأنّ الجنبين إذا عظما قوي البعير على الحمل.

وقوله: 'بغير نكل في قدم' النكل: النكول |و هو الرجوع والإنصراف| والقدم التقدّم، يقال: 'رجل قدم' إذا كان شجاعاً.

و قوله: 'و لا و هى في عزم' أي و لا ضعف في رأي.

و قوله: 'حتّى أورى قبساً لقابس' أي أظهر نوراً من الحقّ، يقال: 'أوريت النار' إذا قدحتها فأظهرتها.

و قوله: 'الاء اللَّه تصل بأهله أسبابه' أي نعم اللَّه تعالى تصل بأهل ذلك القبس و |الاء اللَّه| هو الإسلام، والحقّ أسبابه، و أهله المؤمنون. "232"

|و قوله:| 'به هديت القلوب بعد الكفر والفتن(91) |موضحات الأعلام|' أي هديت لموضحات الأعلام.

و قوله: 'نائرات الأحكام و منيرات الإسلام' يريد الواضحات البيّنات.

و قوله: 'شهيدك يوم الدين' أي شاهدك.

و قوله: 'بعيثك رحمة' أي مبعوثك.

و قوله: 'افسح له مفسحاً' أي أوسع له سعة في دار 'عدلك'، يعني يوم القيامة، أو في جنّة عدن.

و قوله: 'المعلول' |مأخوذ| من العلل، و هو الشرب بعد النهل.

و قوله: 'أعل على |بناء| البانين بناءه' أي ارفع فوق أعمال العاملين عمله.

|قوله عليه السلام|: 'و أكرم مثواه' من 'الثوى' |و هي| الإقامة.

فتأمّلها رحمك اللَّه بعين النصفة تعرف منزلته، و تعلم أنّه أوتي الحكمة و فصل الخطاب.

و منها كتاب كتبه إلى ابن عبّاس بالبصرة

123- 'أمّا بعد فإنّ المرء يسرّه درك ما لم يكن ليحرمه(92)، و يسوءه فوت مالم يكن ليدركه، فليكن سرورك فيما قدّمت من أجر أو منطق، و ليكن أسفك فيما فرّطت فيه من ذلك(93)، و انظر مافاتك من الدنيا فلا تكثر عليه جزعاً، و مانلت |منها| فلا تبغ به فرحاً، و ليكن همّك لما بعد الموت(94) والسلام'.

 

و منها كتابه إلى سلمان الفارسي يعزّيه في وفاة زوجته:

124- 'أمّا بعد فقد بلغني مصيبتك |بأهلك|(95)، فبلغت منّي حيث يجب لك(96) و لعمري إنّ مصيبة تبقى لك أجرها خير |لك| من نعمة يجب عليك شكرها' "233" .

فانظر رحمك اللَّه و إيّانا في هذه الألفاظ، كيف بلغت حكمة لقمان مبلغها، و هو الّذي به ضرب المثل، لتعرف بذلك رجحان ما ذكرناه.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا هوالظاهر الموافق لما في المختار:28 من نهج البلاغة، و في أصلي: 'و لم يضرّه عجله' و للخطبة مصادر كثيرة علّقناها على المختار:28 من نهج البلاغة.

(2) من قوله: 'و من لم يستقم به الهدى' إلى قوله: 'و اهربوا من عقاب اللَّه' غيرموجود في المختار:28 من نهج البلاغة.

(3) و قريب منه جدّاً في المختار:28 من نهج البلاغة، و فيه: 'فتزوّدوا من الدنيا ما تحرزون أنفسكم به غداً'.

(4) الكلام إلى قوله: 'ورزقت برّه' رواه السيّد الرضي رفع اللَّه مقامه في المختار:354 من قصار نهج البلاغة، و أمّا ذيل الحديث فلم أعهد له مصدراً.

(5) المختار:76 من نهج البلاغة.

(6) و رواه السيّد الرضي مع صدر غير مذكور هنا في المختار:27 من نهج البلاغة، و له مصادر كثيرة.

(7) هذا هو الصواب المذكور في المختار:27 من نهج البلاغة، و في أصلي: 'وفشلهم عن حقّكم...وتغزون ولاتغترون...'.

(8) المونقة: المعجبة، و إنّما سمّيت مونقة لإعجاب كلّ من يسمعها منها.

والخطبة قد رويناها عن مصادر في المختار:20 من كتاب 'نهج السعادة': ج1 ص87 ط2.

(9) هذا هو الصواب، و في أصلي تصحيف، و ما وضعناه بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.

(10) هذا هو الصواب الموافق لرواية ابن أبى الحديد، و فى أصلي: 'و ضلّ عن نعمه من يعرفه...'. و في كتاب مطالب السؤول: 'عجز عن وصفه من وصفه، و ضلّ عن نعته من عرفه...'.

(11) كذا في أصلي، و في رواية ابن أبي الحديد: 'و رحمته موسعة و عقوبته موجعة...'.

(12) الظاهر أنّ هذا هو الصواب، و في أصلي- و مثله في رواية ابن أبي الحديد-: 'بعثه في خير عصر'.

(13) كذا في أصلي، و في رواية ابن أبي الحديد: 'رحيم سخي رضي ولي زكي عليه رحمة و تسليم...'.

(14) هذا هو الظاهرالموافق لرواية ابن أبي الحديد، و في أصلي: 'يقوم فيه'.

(15) هذا هو الظاهر الموافق لرواية ابن أبي الحديد، و في أصلي: 'و حضرته قبل سفره...'.

(16) هذا هو الصواب، و في أصلي: 'و يعرض عليه حبيبه'.

(17) كذا في أصلي، و مثله في مطالب السؤول غير أنّ فيه: 'وخطف عرينه...'. و في رواية ابن أبي الحديد: 'فشخص بصره و طمح نظره...و عطف عرينه'.

(18) هذا هو الظاهرالموافق لرواية ابن أبي الحديد، و في أصلي: 'وتنجي'.

(19) هذا هو الصواب الموافق لرواية ابن أبي الحديد، و في أصلي: 'وودّع وعليه سلم...'.

(20) كذا في ظاهر رسم الخطّ من أصلي، و في رواية ابن أبي الحديد: 'فكم من زفرة تضنيه و حسرة تنضيه في موقف مهول..'.

(21) كذا في أصلي، و في رواية ابن أبي الحديد: 'فحينئذ يلجمه عرقه، و يحضره قلقه، عثرته غير مرحومة، و صرخته غير مسموعة، و حجّته غير مقبولة، زالت جريدته و نشرت صحيفته...'.

(22) كذا في رواية ابن أبي الحديد، غير أنّ فيها: 'و غلّت يده، و سيق بِسَحب وحده'. و في أصلي: 'فسلس جيده، وغلل خده'.

(23) كذا في رواية ابن أبي الحديد، و في أصلي: 'فلبث حقنه مقدم'.

(24) و مثله في رواية ابن أبي الحديد.

(25) هذا هو الظاهر الّذي جاء في رواية ابن أبي الحديد، و في أصلي: 'و دُلّل في حورعين و حفدة، و طيب عليه بكؤس، و سكن حظيرة فردوس، فنقلت في نعيم...'.

(26) كذا في رواية ابن أبي الحديد، و في أصلي: 'فتختم بمسك و عنبر'.

(27) اقتباس من الاية:19 من سورة الواقعة: :56 'يطوف عليهم ولدان مخلّدون بأكواب و أباريق و كأس من معين لا يصّدّعون عنها و لا ينزفون'.

(28) كذا في رواية ابن أبي الحديد، و في أصلي: 'خير قصّ قصّ...'.

(29) هذا هو الظاهر، و في أصلي: 'نتضرع متضرعكم و نبتهل مبتهلكم و نستغفر ربّ كلّ مربوب لي ولكم'.

و في رواية ابن أبي الحديد: 'فليتضرع متضرعكم وليبتهل مبتهلكم وليستغفر كلّ مربوب لي ولكم و حسبي ربّي وحده'.

(30) من قوله: 'ثمّ قرأ' إلى اخر الاية الكريمة لم يأت في بقيّة المصادر الّتي اطّلعنا عليها.

(31) و قبله برواية العاصمي عن محمّدبن الفضل السمرقندي عن السري بن يحيى التميمي عن المنهال بن عمرو، عن عبداللَّه بن مسعود، أنّ علياً عليه السلام كتب إلى أبي بكر: أن اكتب إليّ بأحبّ الأشياء إليك و أوقعها على قلبك. و بعد ماجاء جواب أبي بكر كتب إليه:

'إنّه لا شي ء أحسن من الليل على الساجد والأنس بالماجد، والزهد على الزاهد أحسن من حليّ على الناهد'.

و لجهالة بعض رواته، و عدم عثورنا عليه في طول أربعين سنة في غير هذا الكتاب، لم نطمئن بصدوره عنه عليه السلام، فلم نذكره حرفياً، و إنّما أشرنا إليه كي لا ينسبنا أحد إلى الغفلة عنه.

(32) ما وضع بين المعقوفات أخذناه من المختار:14 من باب رسائل أميرالمؤمنين عليه السلام من نهج السعادة: ج4 ص32 ط 1

وقطان- جمع قاطن-: ساكن. والمأدبة- بفتح الدال و ضمّها و فتح الباء-: الطعام الّذي يصنع للمدعوّين إلى الضيافة.

و 'كرّت' من التكرار و هو إعادة الشي ء مرّة بعد أخرى. والجفان- جمع جفنة-: القصعة.

(33) كرعت- على زنة منعت و بابه-: شربت بفيك من قصعته، و يعبّر عنه في اللغة الفارسية: 'بسر كشيدن'. والنهم- على زنة الشحم-: الشره والحرص والإفراط في تناول الشي ء. والضبع من الحيوان المفترس و هو معروف. والقرم: اشتداد الشهوة إلى اللحم.

(34) عائلهم: فقيرهم و محتاجهم. و مجفوّ- مأخوذ من الجفاء-: غير معتنى به محروم من فواضل نعم الأغنياء.

(35) كذا في أصلي، و لم أعهد مصدراً يذكر هذه الفقرة في هذا المورد، و إن كان معناها أمراً واقعياً.

(36) و قريب منه في كتاب الخرائج. و طمريه: مثنّى طِمْر- على زنة حبر-: الثوب الخلق. و فورة الجوع: حدّته و فورانه.

(37) الفلذة- بكسر الفاء و سكون اللام-: القطعة من الكبد واللحم. والأضحية: الضحيّة و هي الذبيحة والشاة الّتي يضحّى بها.

(38) ما بين المعقوفين لابدّ منه، و هو مذكور في المختار:48 من الباب2 من نهج البلاغة.

(39) و قريب منه في نهج البلاغة. والتِّبر- على زنة الحبر-: فتات الذهب والفضة قبل أن يصاغ. والأقطار: جمع قطر- بضمّ فسكون-:.......الإقليم: الجانب، الناحية.

(40) الأتان- على زنة مكان-: الحمارة. و عفصة- على زنة عطسة-: دبس يترشّح من الأشجار. و مقرة- بفتح ثمّ كسر ثمّ فتح-: مُرّة أو حامضة.

(41) و في نهج البلاغة: 'و لو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفّى هذا العسل و لباب هذا القمح و نسائج هذا القزّ...'.

(42) و في نهج البلاغة: 'و لكن هيهات أن يغلبنى هواي و يقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة...'.

(43) السغب- على زنة الفلس والسبب-: الجوع. يتضوّر: يتلوّى من الجوع.

(44) غرثى- مؤنث غرثان-: الجوعان. و مبطان: ممتلئ البطن.

(45) الدهم- على زنة الشحم-: العدد الكثير.

(46) ومثله في نهج البلاغة.

(47) و في نهج البلاغة: 'النباتات البدوية أقوى وقوداً و أبطأ خموداً...'.

(48) و هذه الفقرة و جملاًمما قبلها رواها محمّد بن أبي بكر التلمساني في فضائل علي عليه السلام من كتاب الجوهرة: ج1 ص 82.

و في نهج البلاغة: 'أنا من رسول اللَّه كالصنو من الصنو والذراع من العضد...'.

(49) وفي نهج البلاغة: 'واللَّه لوتظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت عنها و لو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها...'.

(50) الحتف- على زنة الفلس-: الموت. والجنان- بفتح الجيم-: القلب.

(51) المنون: الموت. و يقدّ- على زنة يمدّ و بابه-: يقطعه مستأصلاً. والهام: الرأس. و يرضّ: على زنة يدقّ لفظاً و معناً.

(52) و في نهج البلاغة: 'و سأجهد في أن أطهّر الأرض...والجسم المركوس...'. والمدرة- بالتحريك-: القطعة من الطين اليابس. وحبّ الحصيد: أي المحصود نباته و ساقته.

(53) كذا في أصلي غير أنّ لفظة: 'يئست' رسم خطّها غامض و يصلح أن يقرأ: 'ثنيت'؟ و في نهج البلاغة: 'إليك عنّي يادنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، و أفّلت من حبائلك...'.

(54) و في نهج البلاغة: 'واجتنبت الذهاب في مداحضك...'.

(55) و في نهج البلاغة: 'أين القوم الّذين غررتهم بمداعبك، أين الأمم الّذين فتنتهم بزخارفك، هاهم رهائن القبور، و مضامين اللحود...'.

(56) كذا في أصلي، والبلاقع- جمع البلقع على زنة جعفر-: القفر.

(57) وفي نهج البلاغة: 'و قالباً حسياً...'.

(58) الدحض- على زنة فلس-: المحلّ الزلق الّذي لايثبت فيه الرجل.

و في نهج البلاغة: 'هيهات من وطئ دحضك زلق و من ركب لججك غرق، و من ازورّ عن حبالك وفّق، والسالم منك لايبالي إن ضاق به مناخه، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه'.

(59) و في نهج البلاغة: 'اعزبي عنّي فواللَّه لا أذلّ لك فتستذلّيني و لا أسلس لك فتقوديني...'.

(60) كذا.

(61) كذا.

(62) كذا في أصلي- بتحريف في بعض ألفاظه- و في نهج البلاغة: 'وأيم اللَّه- يميناً استثني فيها بمشيئة اللَّه- لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً و تقنع'.

(63) و في نهج البلاغة: 'و لأدعنّ مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها...'.

(64) وفي نهج البلاغة: 'أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك؟ و تشبع الربيضة من عشبها فتربض و يأكل عليّ من زاده فيهجع؟!!'.

(65) و في نهج البلاغة: 'قرت إذاً عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعيّة...'.

(66) و هذه الرسالة أوردها السيد الرضي رفع اللَّه مقامه في المختار الثالث من الباب الثاني من نهج البلاغة، و نحن أيضاً أوردناها في المختار:168 من باب الخطب من نهج السعادة: ج5 ص602 نقلاً عن الحديث10 من المجلس51 من أمالي الشيخ الصدوق؛.

و رواه سبط ابن الجوزي في أواخر الباب السادس من تذكرة الخواص عن الشعبي، و رواه الزرندي عن الليث بن سعد، عن نافع، عن شريح، في أواخر السمط الأوّل من نظم درر السمطين ص 170

و رواه القضاعي في المختار7 من الباب7 من دستور معالم الحكم، طبع مصر ص 135.

(67) كذا في أصلي، و في المختار:168 من باب الخطب من نهج السعادة: ج :1 'اشترى منه داراً في دار الغرور'.

و في المختار الثالث من الباب الثاني من نهج البلاغة: 'هذا ما اشترى عبد ذليل من عبد قد أزعج للرحيل، اشترى منه داراً من دارالغرور من جانب الفانين و خطة الهالكين...'.

(68) و في نهج البلاغة: 'الحدّ الأول ينتهي إلى دواعي الافات، و |الحدّ| الثاني منها ينتهي إلى دواعي المصيبات...'.

(69) و مثله في نهج السعادة، و في نهج البلاغة: 'اشترى هذا المغترّ بالأمل من هذا المزعج بالأجل هذه الدار بالخروج من عزّ القناعة والدّخول في ذلّ الطلب والضراعة...'. و كان في أصلي: 'اشترى هذا المغبون الأمل'.

(70) و مثله في نهج السعادة، غير أنّ جملة: 'فيمااشتراه' قد سقطت من مصدره.

و في نهج البلاغة: 'فعلى مبلبل أجسام الملوك...'. و ما وضع بين المعقوفين أيضاً مأخوذ من نهج البلاغة. وفي أصلي: 'فبما أتتك هذا المشتري'.

(71) و مثله في نهج البلاغة، و في نهج السعادة: 'و من جمع المال إلى المال فأكثر... و ادّخر بزعمه للولد...'.

(72) و في نهج البلاغة: 'إشخاصهم جميعاً إلى موقف العرض والحساب، و موضع الثواب والعقاب إذا وقع الأمر بفصل القضاء...'.

(73) و في نهج البلاغة: 'شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى و سلم من علائق الدنيا'.

(74) كذا في أصلي، و هذا الذيل مغاير لذيل الكلام في نهج السعادة فليلاحظ.

(75) رواه ابن قتيبة في الحديث37 من غريب كلام أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب غريب الحديث: ج1 ص 373 و منه أخذ المصنّف.

و الحديث رواه السيّد الرضي في المختار:72 من نهج البلاغة، و له مصادر كثيرة مذكورة في ذيل المختار:65 من باب الدعاء من نهج السعادة: ج6 ص 282

و رواه أيضاً الحافظ الأقدم أبوبكر بن أبي شيبة- باختلاف لفظي في بعض فقراته- في كتاب الدعاء في الحديث9569 من المصنّف: ج10 ص325 ط الهند، قال:

حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عبداللَّه الأسدي، عن رجل؟ عن علي |عليه السلام انّه| كان يقول...

و رواه أيضاً إبراهيم بن محمّد الثقفي و لكن قال: 'عن أبي سلام الكندي' كما في الحديث:85 من تلخيص الغارات: ج1 ص 158 ط 1.

(76) و أشار إلى هذا السند كلّ من البخاري و ابن أبي حاتم و ابن حبّان في ترجمة الرجل من كتبهم، و مثله في غير واحد من مصادر الكلام.

(77) الداحي: الباسط. والمدحوّات: المبسوطات الممهّدات.

(78) هذا هو الظاهر الموافق لما في غير واحد من المصادر، و في أصلي 'ورأفة تحيتك'. والداحي: الباسط. والمدحوّات: المبسوطات الممهّدات.

(79) و مثله رواه ابن أبي الحديد عن ابن قتيبة.

و في المختار:69 من نهج البلاغة، والدعاء12 من الصحيفة العلويّة- للسماهيجي-: 'الخاتم لما سبق، والفاتح لما انغلق'.

(80) كذا في أصلي، و في نهج البلاغة: 'والدافع جيشات الأباطيل، والدامغ صولات الأضاليل...'.

(81) مستوفزاً: مسارعاً مستعجلاً.

(82) كذا في أصلي، و في نهج البلاغة: 'غير ناكل عن قدم ولاواه في عزم، واعياً لوحيك...'.

(83) و في نهج البلاغة: 'حتّى أورى قبس القابس، وأضاء الطريق للخابط و هديت به القلوب'. و ما بين المعقوفين من غريب الحديث.

(84) قال ابن أبي الحديد: تقدير الكلام: حتّى أورى قبساً لقابس تصل أسباب ذلك القبس الاء اللَّه و نعمه بأهله المؤمنين به.

(85) و في الصحيفة العلويّة:'و هديت به القلوب بعد خوضات الفتن والاثام و أقام موضحات الأعلام و نيّرات الأحكام...'.

(86) والبعيث بمعنى المفعول أي المبعوث- كحبيب بمعنى محبوب- والشهيد بمعنى الفاعل أي الشاهد.

(87) كذا في أصلي، و في نهج البلاغة والصحيفة العلوية: 'الّلهم افسح له مفسحاً في ظلّك...'.

و في دستور معالم الحكم: 'اللهمّ افسح له مفسحاً في عدلك أو عدنك'.

و في مصنّف ابن أبي شيبة: 'اللهمّ افسح له مفسحاً عندك و أعطه بعد رضاه الرضى من فوز ثوابك المحلول، وعظيم جزائك المعلول'.

قال ابن قتيبه: |معنى قوله عليه السلام: 'في عدلك'|: أي في دار عدلك، يعني يوم القيامة. و من روى 'في عدنك'- بالنون-: أراد جنّة عدن.

(88) كذا في أصلي، و في دستور معالم الحكم: 'و جزيل عطائك المعلول'.

قال ابن قتيبة: 'المعلول' من العلل و هو الشرب بعد الشرب، فالشرب الأوّل نهل، والثاني علل، يريد أنّ عطاءه عزّوجلّ مضاعف كأنّه يعلّ عباده أي يعطيهم عطاءاً بعد عطاء.

(89) و مثله إلى اخر الكلام في الرواية الّتي رواها ابن أبي الحديد في شرح غريب كلام أميرالمؤمنين عليه السلام قبيل المختار:267 من قصار نهج البلاغة من شرحه: ج19 ص135 ط الحديث بمصر.

(90) كذا في أصلي، و في نهج البلاغة- و قريب منه جداً في الصحيفة العلويّة- للسماهيجي-: 'و أكرم لديك منزلته، و أتمم له نوره، و أجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة و مرضي المقالة، ذا منطق عدل و خطة فصل.

الّلهم اجمع بيننا و بينه في برد العيش و قرار النعمة و مُنى الشهوات، و أهواء اللذّات، و رخاء الدعة، و منتهى الطمأنينة، و تحف الكرامة'.

(91) كذا في أصلي هاهنا، و كان قبل ذلك في أثناء الدعاء هكذا: 'و به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم'؟.

(92) كذا في المختار22 من نهج البلاغة، و في أصلي: 'فإنّ المزيز بدرك...'. والظاهر أنّ الأصل كان: 'فإنّ المرء يسرّ بدرك...' فصحّف، و للكلام مصادر كثيرة جدّاً.

(93) و في نهج البلاغة: 'فليكن سرورك بمانلت من اخرتك، و ليكن أسفك على مافاتك منها...'.

(94) و في نهج البلاغة: 'و ما نلت من دنياك فلاتكثر به فرحاً، و مافاتك منها فلاتأس عليه جزعاً، و ليكن عمّك فيما بعد الموت'.

(95) و رويناه مسنداً في المختار الثالث من باب الكتب من نهج السعادة: ج4 ص10 ط 1.

(96) كذا في أصلي، والظاهر أنّه مصحّف، و في المختار الثالث من باب الكتب من نهج السعادة ج4 ص10 ط :1 'و أوجعني بعض ما أوجعك...'.