125- فمنها ما روي أنّ رجلاً قال له رضى الله عنه و هو يخطب(
1): صِف لنا الدنيا.فقال |عليه السلام|:
'ما أصف من دار أوّلها عناء و اخرها فناء، في حلالها حساب و في حرامها عذاب، من صحّ فيها أمن، و من مرض فيها ندم(
2)، و من استغنى عنه فتن؟ و من افتقر فيها حزن'.126- و منها قوله(
3) |عليه السلام|: '|يا| ابن ادم لاتحمل همّ يومك الّذي لم يأت على |همّ| يومك الّذي أنت فيه، فإنّه إن بقي من أجلك يأت عليك رزقك، و اعلم أنّك لاتكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلّا كنت فيه خازناً لغيرك'.127- و منها قوله |عليه السلام|: 'من سرّه الغنى بلامال، والعزّ بلاسلطان، والكثرة بلا عشيرة، فليخرج من ذلّ معصية اللَّه إلى عزّ طاعته، فإنّه و اجد ذلك كلّه'.
128- و منها قوله |عليه السلام|: 'القلب إذا أكره عمي'.
129- |قال العاصمي:| و هذا كما قال ابن مسعود: '|إنّ| القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة'(
4).130- و منها: حكي ذمّ رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب، فقال علي رضى الله عنه: '|الدنيا| دار صدق لمن صدّقها، و دار نجاة لمن فهم عنها "134" و دار غناء لمن تزوّد منها، مهبط وحي اللَّه، و مصلّى ملائكته، و مسجد أنبياء اللَّه، و متجر أوليائه، ربحوا فيها الرحمة و اكتسبوا فيها الجنّة.
فمن ذا يذمّها؟ و قد اذنت ببينها و نادت بفراقها، و شبّهت بسرورها السرور، و ببلائها البلاء، راحت بفجيعة(
5) و ابتكرت بعافية تحذيراً و ترغيباً و ترهيباً.فذمها أقوام غداة الندامة(
6)، ذكّرتهم فلم يذّكّروا و حدّثتهم فلم يصدّقوا، و حمدها اخرون ذكّرتهم فذكّروا و حدّثتهم فصدّقوا.فأيّها الذامّ للدّنيا، المغترّ بتغريرها(
7)، المنخدع بأباطيلها، المعلّل نفسه |بأمانيّها|، متى خدعتك الدنيا؟ أم متى استذمّت إليك؟ |أ|بمصارع ابائك في الثرى؟ أم بمضاجع أمّهاتك في البلى؟ كم مرّضت بيديك؟ و علّلت بكفّيك، تطلب له الشفاء؟ |و| تستوصف له الأطبّاء؟ ثمّ لم ينفعه شفقتك، و لم تسعف له بطلبتك |و| لم ينفعه دواءك، و لم يغن عنه أطبّاؤك(8) |قد| مثلت لك به الدنيا نفسك بمضجعه مضجعك، غداة لا يُغني عنه دواؤك، و لا ينفعه بكاؤك(9).131- و عن أوفى بن دِلهم |البصري| قال: قال عليّ رضوان اللَّه عليه:
'تعلّموا العلم تُعرَفوا به، و اعملوا به تكونوا من أهله، فإنّه يأتي من بعدكم زمان يُنكر فيه الحقّ تسعة أعشاره، و لا ينجو فيه إلّا كلّ |مؤمن| نُوَمَة- يعنى الميّت الداء(
10)- أولئك "235" أئمّة الهدى ومصابيح العلم، ليسوا بالعجل المذاييع لبُذُر'.132- و منها قوله |عليه السلام|: 'ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت إليه لأنّ اللَّه تعالى يقول: 'من عمل صالحاً فلنفسه و من أساء فعليها' :|46 فصّلت:41 |
133- و منها قوله |عليه السلام|: 'من جمع ستّ خصال لم يَدَع للجنّة مطلباً و لا للنّار مهرباً:
أولاها عرف اللَّه فأطاعه، و عرف الشيطان فعصاه، و عرف الحقّ فاتّبعه، و عرف الباطل فاتّقاه، و عرف الدّنيا فرفضها، و عرف الاخرة فطلبها'.
134- و قال أيضاً(
11): 'أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، و أبغض بغيضك يوماً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما'.135- و قال لابنه الحسن |عليهماالسلام|(
12): 'يا بُنَيّ ينبغي للعاقل أن يعرف شأنه، و يعرف |أهل| زمانه و يحفظ لسانه.يا بنيّ إنّ من البلاء الفاقة، و أشدّ من الفاقة مرض البدن، و أشدّ من مرض البدن مرض القلب.
يا بنيّ إنّ من النعمة السعة، و أفضل من السعة صحّة البدن، و أفضل من صحّة البدن صحّة القلب.
يا بنيّ لا ينبغي أن يكون سعي المؤمن إلّا في ثلاث: مرمّة لمعاشه، و عدّة لمعاده، ولذّة في غير محرم يكون فيها حمام نفسه'.
136- و أيضاً قال |عليه السلام|(
13): 'لا يَدَع الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلّا فتح اللَّه عليهم ما هو "236" أضرّ لهم'.137- و أيضاً قال |عليه السلام|(
14): 'شتّان بين عملين: عمل تذهب مؤنته و يبقى ذخره الأبد، و عمل تذهب لذّته و تبقى تَبِعَته الأبد'.138- و أيضاً قال |عليه السلام|: 'أربعة أشياء القليل منها كثير: الوجع و النار و الفقر والعداوة'.
139- و قال |عليه السلام|: 'بقيّة عمر المؤمن لاقيمة لها يدرك بها مافات و يحيي بها ماأمات'.
140- و قال(
15)، |عليه السلام: 'الجهاد على أربع شعب: على| الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، |والصدق في المواطن| و شنان الفاسقين.فمن أمر بالمعروف شدّ ظهر المؤمن، و من نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق، |و من صدق في المواطن قضى الّذى عليه|، و من شَنِى ء الفاسقين و غضب للَّه غضب اللَّه له'.
141- و قال |عليه السلام|(
16): 'ألا أنبّئكم بأخسر الخاسرين و أخسر الأخسرين؟ |هو رجل جمع درهماً و قيراطاً إلى قيراط، ثمّ مات فورثه غيره فوضعه في حقّه و أمسكه عن حقّه'(17).142- و قال |عليه السلام|: 'سيماء الصالحين صفرة الألوان من السهر، وعمش العيون من البكاء، و ذبول الشفاه من الصوم، عليهم غبرة الخاشعين'.
143- و قال |عليه السلام|: 'للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، و ينشط إذا كان في النّاس، و يزيد في العمل إذا أثني عليه، و ينقص إذا ذُمّ به'.
144- و قال |عليه السلام|: 'خير للمرأة أن لاترى الرجال، وخير للرجال أن لايروهنّ'(
18).145- و أيضاً قال |عليه السلام|: 'لا يكون الرجل قَيِّمُ أهله حتّى لايبالي بأيّ ثوبيه ابتذل، و لا ما يسدّ به فورة الجوع'.
146- و قال |عليه السلام| لعمر "237" بن الخطّاب: 'إن أردت أن تلقى صاحبك؟ فارقع قميصك واخصف نعلك و قصّر أملك و كُلْ دون الشبع'.
147- قال |بعض الرواة|(
19): و دخل جابر بن عبداللَّه على أميرالمؤمنين رضى الله عنه يعوده في مرضه فقال:'يا جابر قوام الدنيا بأربعة: عالم مستعمل لعلمه، و جاهل لايستنكف أن يتعلّم(
20) و غني لا يبخل بمعروفه، و فقير لا يبيع اخرته بدنياه.فإذا عطّل العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلّم(
21)، و إذا بخل الغنيّ بمعروفه باع الفقير اخرته بدنياه، فالويل كلّ الويل عند ذلك سبعين مرّة!!!يا جابر من كثرت نعماء اللَّه عليه كثرت حوائج الناس إليه، فإن قام فيها بما يجب، تعرّض للدوام والبقا، و إن لم يقم فيها بمايجب تعرّض للزوال والفناء'(
22).ثمّ أنشأ يقول:
ما أحسن الدنيا و إقبالها *** إذا أطاع اللَّه من نالها
من لم يواس الناس من فضله *** عرّض للإدبار إقبالها
فاحذر زوال الفضل يا جابر *** و واس من دنياك من سالها
فإنّ ذا العرش جزيل العطا *** يعطيك بالجنّة أمثالها؟
148- قيل: دخل المرتضى رضوان اللَّه عليه مسجد الكوفة فراى قاصاً يقصّ فقال: من هذا؟ فقيل: رجل يحدّث. قال: 'إنّ هذا رجل يقول "238" اعرفوني أنا فلان بن فلان'(
23).149- و قال |عليه السلام|(
24): 'لاخير في الصمت عن العلم، كما لا خير في الكلام مع الجهل'.150- و قال |عليه السلام|: 'إنّ أوّل عوض الحليم أن يكون النّاس أنصاره |على الجاهل|'.
151- و قال |عليه السلام|: 'إذا سمعت بكلمة مُرَّة فأعرض عنها فإنّ لها إخوة و أخوات'.
152- و قال |عليه السلام|: 'الإخاء على ثلاثة أصناف: فرع بائن من أصله،
و أصل يتّصل بفرعه، و فرع ليس له أصل.
أمّا الفرع البائن من أصله فإخاء بُنِي على موّدة ثمّ انقطعت فحفظ على ذمام الصحبة.
و أمّا الأصل المتّصل بفرعه فإخاء أصله الكرم و أغصانه التقوى.
و أمّا الفرع الّذي ليس له أصل فالإخوة الظاهرة الّتي ليس لها باطن'.
|قال العاصمي|: هذا دفتر يجمع أربع مائة و ثلاثين نكتة |و حكمة|(
25):153- العقل حرز، والدّين عزّ، والعلم كنز، والصمت فوز.
و غاية الزهد الورع، و هدم الدين البدع، و أصل التهمة الطمع.
و ركن الدين الوفاء، و صيانة العرض الحياء، و منتهى المجد السخاء.
و ذكر الجور عار، و غضب السلطان نار، و حطبها الوقوع فيهم، و لهبها التهاون بهم.
و السلامة من الافات أهنأ ملك، والتهاون بالسلطان أدنا هلك(
26).و ألذّ الأشياء العافية، و أفضل "239" الدارين الباقية، و مفتاح الدين الأمانة، و قلادة العزّ الصيانة.
و افة العلم النسيان، والصمت أمان من الهذيان.
أيمن الخصال المشورة، و أتمّ النعماء المعرفة، و حلل الكرام المدائح(
27) وملابس الأحرار المنائح.و خير الكنوز الرجال، و شرّ الكلام المحال، والدين أنفع شيء.
والحلال ترس واقية، والصبر دواء نافعة، والأدب نعمة جامعة.
و طيبة النفس أتمّ برّ، و صدق النيّة أكرم سرّ.
والمروءة الظاهرة من الأخلاق الطاهرة.
الخلق الحسن جوهر الإنسان، والصبر مقمع الحدثان، والإخوان دعائم الإخوان؟ والحرص |من| دواعي الحرمان.
بالتوفيق يكون السعادة، و بالشكر ينال الزيادة.
و يحسن الإضطراب يكون الإكتساب، و بحسن الصحبة تطيب الغربة.
والنظر في العواقب منجاة من المصائب، و رأس الدين صحّة اليقين، و تمام الإخلاص إجتناب المعاصي.
أوّل العيوب الجرأة على الذنوب، و كثرة المعاصي تسوّد القلوب.
أوّل الجهالة التمادي في الضلالة، البطالة تعلم البدالة؟
سوء الطاعة يفرّق الجماعة، و بذل المال أنجح من الشفاعة."240"
أوّل الكرم الوفاء بالذمم |و| كفر النعم مفتاح النقم.
أوّل الردى قلّة الحياء، |و| افة الرأي إتّباع الهوى، و أفضل الأعمال صيانة العرض بالمال.
لا صديق لملول، و لارأي لعجول، و لا مروءة لكذوب، و لا ورع لغضوب؟
ليس كلّ طالب يصيب، و لا كلّ غائب يؤب.
لا عار أسمج من الكذب، و لا كفر أقرب من الغضب.
إذا جاء الصواب انقطع الجواب.
إذا لاح الشيب ظهر العيب، إذا عاديت من تملكك فلا تأمنه أن يهلكك.
إذا جفاك السلطان رأيت في أمرك النقصان.
الجفاء يكبت الحسود و يذلّ الحقود.
من الفساد إضاعة الزاد، والإجتهاد يقودك إلى الرشاد.
العافية أطيب اللباس، واليأس خير من الحاجة إلى النّاس.
اللطف في الحيلة أحرى من الوسيلة، والحرص على الأمانة دليل على الخيانة.
الحرص مرسلة في الغمرات؟ والحسود دائم الحسرات.
المروّة لباس التصوّن والمجون طرف من الجنون.
كثرة المعاتبة تفسد المصاحبة.
محاربة الأهواء أشدّ من معاندة الأعداء."241" الحسد يورث الكمد.
الإختلاف يفسد الإئتلاف. الإعتراف يدحض الإقتراف. والإلحاف يذهب بالإسعاف(
28).الرغبة أسنى من الرهبة.
العدل مألوف، والقضاء به عسوف.
والتواضع في السرف أسنى من الشرف. الغنى يزيل المنى. القنوع أحسن من الخضوع.الطمع يفسد الورع. الصبر مقرون به النصر.
لا ينفع الحذر عند نزول القدر |و| لا ينفع العدة عند انقضاء المدّة.
في الصمت السلامة لمن خاف الغرامة.
التحلّي بالأدب أحسن من التزيّن بالذهب، والعقل أفضل من الحسب، والرغبة مفتاح التعب.
الثعلب في دولته أهيب من الأسد في صولته.
و مدبّر الأمور بغير عقل كمباهي الرُماة بغير نبل.
و معامل الملوك بغير حذر، كشار الصبر بغير قدر(
29).والإخاء بلانصح كالطعام بلاملح.
بالعقل يصلح كلّ أمر فاسد، و بالحلم يدارى كلّ عدوّ حاسد.
و بالعلم يتفاضل الأديب الأريب، و بالكرم يمدح الحسيب النسيب،
و بالتواضع يدرك الحبيب؟ و بالرأي يعرف اللبيب.
و من لانت كلمته وجبت محبّته "242" و من استقامت طريقته سلمت عاقبته.
و من عرف بعادة السوء نسب إليها، و من سقى بكأس سُقِي بها، و من ردّ نصيحة الناصح اصطلى بمكر الكاشح.
و من حفر حفرة السوء وقع فيها، و من شفر شفرة البلاء ذبح بها.
و من تكلّف ما لا يعنيه ألجئ إلى ما يؤذيه.
و من تهاون بالرجال كان كمن تغافل في القتال.
و من جهل عواقب الأمور ابتلى بالأمر المحذور.
و من زرع المكارم عاجلاً حصد الماثر اجلاً، و من صعد مصاعد النهى بلغ درجة العلى، ومن يصح الحيران أن يلده(
30).رزق المحبّة لولده، و من أعجب برأيه تهاون بأكفائه، و من أعطى من نفسه الحقّ نجامن القصاص، و من جرّب المجرّب حلّت به الندامة، و من أمسك عن الفضول عدل رأيه المعقول(
31).من استشار ذوي الألباب دلّ على عين الصواب، |و| من أحبّ المكارم اجتنب المحارم، |و| من قعد به حسبه نهض به أدبه، |و| من كثر مناه قلّ رضاه، |و| من ركب هواه طال عناه، |و| من بحث عن عيب أخيه كشف عيوبه، |و| من تداوى بدائه لم يصل إلى شفائه.
من عرف أجله "243" قصر أمله، |و| من ملك عقله أبان فضله، |و| من كثر جهله ملّه أهله.
من كثرت لحظاته دامت حسراته، |و| من لم يفكّر في العواقب حلّت به المصائب.
من اصطنع قوماًاحتاج إليهم يوماً، |و| من صحب الملوك بالجهل أسلمه
ذلك إلى القتل.
من أكثر شيئاً عرف به |و| من مازح استخفّ به، |و| من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دواء، |و| من كان النّاس عنده سواء لم يكونوا له أصدقاء، |و| من كثر همّه طال غمّه.
من لم يملك لسانه يندم، |و| من لا يَرحَم لا يُرحَم. من بغي عوقب، و من سبّ عوتب.
و من عقل ارتفع، و من علم انتفع.
من صبر سلم، و من سكت غنم، و من شكر نعم، و من انقاد عصم.
و من عاب عيب، و من جنا ضرب، و من و فى كوفي، و من عفا عوفي.
و من شتم أجيب، و من سفه أصيب.
و من غرس أشجار التُقى التقط ثمارالهدى. ومن سلك مسلك الرشد بلغ منتهى المجد،و من بذر بذر الجور حصد زرع الوزر.
و من وطأ بساط الحكمة صعد سرير الرحمة.
و من تواضع للَّه رحمه، و من تجبّر على اللَّه قصمه.
و من نظر في عيبه اشتغل عن عيب غيره، و من هتك "244" حجاب أخيه هتكت عورات بنيه(
32)، و من حبس لسانه ستراللَّه عليه عورته، و من دخل مداخل السوء اتُّهِم.و من جالس العلماء وُ قِّر، و من خالط الأنذال حُقِّر، و من اقتحم اللجج غرق، و من حمل ما لا يطيق عجز، و من كابد الأمور عطب، و من تهاون |ب|الدين اختطف(
33).و من رضي بعقله زلّ، و من استعصم برأيه ضلّ، و من تجبّر على النّاس ذلّ. و من عقل أيقن، و من أيقن باللَّه وثق، و من جاراستجار؟ و لا ندم من استخار.
و ما بطل فضل عاقل، و لا سقط ذكر عادل.
من أغنم أموال النّاس افتقر، و من انتظر العاقبة اصطبر.
رأس الحكم خشية اللَّه و جملة الخير الورع في ذات اللَّه، و أصدق الكلام كلام اللَّه.
من خاصم اللَّه خصم، و من سالمه سلم.
من أيّ شي ء يخاف من كان اللَّه معه، و من أيّ شي ء يأمن من كان اللَّه عليه لا له.
لم أجد للراحة مثل القنوع، و لم أجد للدعة مثل العزلة، و لم أجد لرفض الحسد مثل ذكر الموت، و لم أجد لباساً أزين من الحلم، و لم أجد هيبة أهيب من حسن السريرة، و لم أجد رسولاً أنفذ من قول الحقّ، و لم أجد مقتصداً أبلغ من الإجتماع،و لم أجد رفعة أشرف من التواضع "245" و لم أجد جمالاً أحسن من اللين، و لم أجد نجاةً من النار مثل رفض الشهوات، و لم أجد منزلاً أرفع من مناجاة الربّ، و لم أجد سلامة أسلم من الصمت، و لم أجد حاجة أنجح من الرغبة إلى اللَّه، و لم أجد احتياطاً للعمل أحسن من اليقين باللَّه، و لم أجد حارساً أحرس من التوكّل على اللَّه، و لم أجد ميراثاً للمرء خيراً من العمل الصالح.
من فزع إلى غير اللَّه أسلم إلى نفسه، من كان سلوته من غير فكرة فهو ساهٍ، و من كان نظره من غير عبرة فهو لاهٍ، و من كان كلامه في غير ذكر اللَّه فهو لاغٍ.
يُسأل الإنسان عن عمره بما ذا أفناه، و عن ماله في ماذا أقواه، و عن جسمه على ماذا أبلاه، و عن كلّ ذي نعمة عن حلالها فضلاً عن حرامها.
إن كان القدر حقّاً فالحرص باطل، و إن كان الموت مكتوباً على جميع الخلق فالطمأنينة إلى الدنيا جنون، وإن كان الغدر في الناس طبائع فالثقة بكلّ أحد حمق.
و من أحبّ الدنيا هانت عليه نفسه. إذا ربحت في دينك فلاتبال بما تخسر في دنياك، فإنّ خسران الدنيا حينئذ لا يضرّ بك.
الدنيا بالأقسام، والاخرة بقدر العمل.
لذّة الدنيا كلذّة النائم تتلاشى إذا استيقظ!!
الصبر في الدنيا "246" أسهل من الصبر في الاخرة، العمل في حال السعة أيسر من العمل في وقت البليّة.
الدّنيا سفر والاخرة منزل.
من تكلّم بالحقّ فلحت حجّته.
لكلّ حقّ حقيقة، و لكلّ زمان خليفة؟ و لكلّ إنسان طريقة.
من أطاع اللَّه أطيع، و من عصاه عصي.
الإستقامة في السيرة خير من الإنحراف في السريرة.
في الدنيا دوائر، و في الاخرة مخاوف.
الحقّ ينجي و الباطل يردي. الحلال يغني و الحرام يفني.
الزهد زين و الحرص شين. و الأمل يشغل، و الشيطان يضلّ.
كن مع العلماء لتلحق بهم، واحلم عن السفهاء لتسلم بينهم |ظ|.
ممازحة الصديق شتم باطن له؟ ومعايبته قطع خفيّ عنه؟ ومخادعته داء لاعلاج له.
اكتم لسانك كما تكتم مالك، و استر خيرك كما تستر شرّك، وت وقّ صديقك كما تتوقّي عدوّك.
الدنيا مجاز والاخرة أثمان(
34).ردّ الشهوة أقضى لها من التمتع بها.
عمر الرجل يومه، و يومه عمره.
الليل وفاة و النهار حياة، فاجعل لحياتك حظاً من وفاتك؟ الموت هو نومك و القيامة هي يقظتك.
العاقل يرى ببصر قلبه ما لا يدركه ابصار العيون، بصر العاقل بقلبه و بصر الجاهل بعينه.
كن عالماً تكن عاملاً، و كن "247" صوتاً تكن قائلاً؟
كن في الدنيا زاهداً تعيش فيها غنيّاً.
الصمت أمن و في المقال خطر. يصير العبد بالمال حرّاً و يصير الحرّ باللسان عبداً؟
أقلّ منفعة الصمت السلامة، و أقل مضرّة القول الملامة |ظ|.
إذا أردت أمراً فكن فيه كمن يأباه، و إذا خشيت أمراً فتصوّر بأنّك لست تخشاه.
اطلب نصح من نصح نفسه، و احذر نصيحة من خان نفسه؟
المشورة أمين حكم، و السكوت أتمّ علم؟
العدوّ من الأقارب أضرّ من عدوّ الأجانب.
رفق الظلوم في ظلمه غدر؟ |و|فشل الظلوم ظلم لنفسه؟ ربّ مظلوم تعدّى على ظالمه حتّى صار ظالماً له، احتمل من العدوّ(
35) قدر ماتحتمله من العمل؟ فإنّ الزيادة عليه من الجهل؟إذا تعلّمت العلم فاجتهد في حفظه، فإنّ إضاعته بعد التعلّم من الجهل بحقّه ومن ألقى العلم إلى الجهّال استخفّ بحقّه ولم يتخلّص من وصمة جهلهم، و من جالس الضُلّال عُرف بهم، و من وضع العلم غير موضعه فكأنّه أبطله.
و إذا أحببت أن تكون عالماً فاعمل بعلمك و اعلم جهلك؟
من أقرّ بفضل العلماء كان منهم و إن لم يعلم.
من علم عيب نفسه كان عالماً.
من ذاق طعم العلم لم يصبر عنه بعده.
من خالف هوى نفسه أدرك غاية عمله، |و| رأس العلم حسن التدبير.
العالم "248" من زيّن علمه بنفسه، والجاهل من زيّن نفسه بعلمه.
العالم لايشبع من العلم.
العالم من يأخذ العلم بالأمانة.
من تذلّل للعالم وتواضع للمتعلّم ساد بالعلم.
العالم يعيش معلّماً و يموت عالماً.
الحرص من الإنسان حرمانه، جبن الرجل قتله، أكل الحلال شبع، أكل الحرام جوع، الحلم قدرة، الصبر كرامة، الجهل ضعف الترفّق.
ثمن الجور شوم.
صلاح ذات البين غنىً، فساد ذات البين ذلّ.
التواضع رفعة، النخوة دناءة.
العلم وثيقة، الجهل غرّة، الصداقة مؤنة، العداوة كربة، الأمانة نجاة، المخالفة غدر.
الوصلة قوام، القطيعة مصيبة.
الصلف تقصير، الغفلة إسلام النفس للهلك، الصبر قوة، الجرأة ضعف، الظلم مصيبة، الفرح من غير معنى خساسة، الغمّ ضعف، رفع الصوت سفه، الجهالة خسارة، النميمة خيانة، الكذب هوان، الصدق قوّة، السرّ أمانة، الجوار قربة، الصحبة مودّة، العقل تجربة، الصمت زينة، الحياء زين، البخل فقر، السخاء غناء، الرفق عقل.
عداوة العالم أسلم من مودّة الجاهل.
من استعمل ما له لنفسه ربح به، و من استعمل نفسه لما له خسر عليه، كم من صاحب مال ليس له، من صادقتة فلا تأمنه، و من عاديته فلا تقطعه "249" لا تعاتب الصديق |و| لا يُثار العدوّ.
اقبل العذر و إن كان كاذباً، |و| دع الجواب و إن قدرت عليه و لك نفع فيه.
أبق للإحسان موضعاً إذا كنت قادراً.
الإعتذار من الذنب أصوب من الإصرار عليه، العذر يزيل الغضب فلاتمحوه.
مواصلة الناس راحة |ف|قارب البعيد و أكرم القريب.
من ملك نفسه عزّ، و من ملكته نفسه ذلّ.
من رفع شيئاً لغير وجه اللَّه وضع، و من عرف عظمة اللَّه صغر مادونه في عينه.
ليس الجمال كلّه بالمال والولد، و لكنّه بالحلم والتقوى.
يجد الساكت بسكوته ما لا يجد المتكلّم بكلامه.
لا تفرح بما ألفيته و لا تحزن على ما حرمته، فإنّك لاتعلم في أيّهما صلاحك؟
ربّ حاجة كان قضاؤها منعها، و ربّ حاجة كان منعها في نجحها.
الخائن أخون لنفسه منه لغيره.
أسباب يوم القيامة هي أعمال الخير، أهنأ ما في الدنيا ليس للدنيا و أوخم ما فيها مالها.
لا يكن غمّك بالرزق في الدنيا فليس ذاك إليك، و ليكن غمّك بالرزق في الاخرة فإنّ ذلك عليك.
الفقر إثنان: أحدهما العدم والحاجة، والاخر الحرص والفاقة.
الشكر على النعمة في وقتها و تركه عند زوالها ممّا يبغض الدين.
الذنب مع الندم عليه "250" أحمد من العجب بعمل البرّ.
زن أعمالك كماتزن أحوالك، كما لا ينبغي لك أن تغترّ بالمال، كذلك لا ينبغي لك أن تغترّ بالعمل؟ إذا عملت للدنيا فتمكّث فيه و إذا عملت "بادرت 'خ ل'" للاخرة فبادر بما تعمل.
كلّ ما كان لذات اللَّه من الأعمال ثقل أوّله و خفّ اخره.
أنت على ردّ مالم تقله أقدر منك على ردّ ما قلته، اللّسان سهم يخطئ و يصيب.
أبعد الناس من ربّه من لا يخافه عند قربه، و أهونهم على اللَّه من يتهاون بأمره، و أحمقهم من يعلن إلى اللَّه ما يستره من عباده، و أعينهم من باعه تعالى ذكره بما سواه؟
أرأس الناس من يرأس على نفسه، أسخى الناس من يسخو على نفسه، أرفع الناس من يتواضع بنفسه، أقوى الناس من قوي على نفسه، أعجز الناس من عجز عن نفسه، أنصف الناس من أنصفهم من نفسه.
صبر الرجل عمّا يشتهيه أيسر عليه من صبره على ما يحتويه؟
انزل نفسك منك منزلة ما لا تحتاج إليه و لابدّ لك منه.
مفاتيح البلايا موضوعة في الشهوات.
أعمى العمى جهل الإنسان بقدره.
من أساء إلى نفسه لم يؤمن على غيره.
اعرف من الناس ما تعرفه منك، و لا تعلم منهم ما تعلمه منك.
الناس أربع طبقات: موافق في الدين مخالف في الخلق "251" و مخالف في الدين موافق في الخلق، و موافق في الدين و الخلق، و مخالف في الدين والخلق، فتجنّب الرابع، و كن في دينك كمن اب من سفره فازداد كلّ يوم قرباً من منزله و نجاة من كدّه، و كن في دنياك كمضارب مال غيره، إن ربح ربح لنفسه، و إن خسر كان خسرانه على غيره؟
الدنيا سوق والناس فيها سفر، والاخرة وطن فتزوّد لوطنك من سوقك.
كن لنفسك حارساً و احرسها منها.
ربّ قتيل كان قتله بسلاحه |و|ربّ ناج كان نجاته بسلاح غيره.
ربّ خير أورث شرّاً، و ربّ شرّ أعقب خيراً.
من يئس من شي ء يهان عليه ذلك، من دبر كلامه قلّ عيبه.
المعادى أروح من المعادي، الأبله أروح من الفطن.
ذكر النعمة شكر على النعمة، ذكر البليّة شكوى من البليّة.
عدوّ العقل الغضب، |و| عدوّ العمل الكسل.
الغضب لؤم القدرة، الغمّ لؤم القلب، الحسد لؤم الطبع، السليم من سلم نفسه.
قوّة المؤمن في قلبه و قوّة الفاجر في جسده.
الخلوة مع اللَّه عبادة، والإجتماع مع الخلق غفلة.
من أكثر |من| شي ء عُرِف به(
36)، و من رفع نفسه أفسد أمره، و من قلّذنبه قلّ خوفه.
و من عاب الناس فليبدأ من نفسه.
و من أقرّ بعيبه برئ من عيبه؟ "252" و من استبدّ بأمره كثر خطاؤه.
طلاق الدنيا مهر الجنّة.
فهذا منتهى النكت من هذا الدفتر(
37).154- و أيضاً قال |عليه السلام|: 'تفقّه ثمّ اتَّجِر، فإنّ التاجر فاجر إلّا من أخذ الحقّ و أعطاه'.
155- و قال |عليه السلام|: 'إنّ اللَّه أوحى إلى المسيح أن مر بني إسرائيل أن لاتدخلوا بيتاً من بيوتي إلّا بقلوب طاهرة و نفوس و جلة و أبصار خاشعة و أيدٍ نقيّة، و أعلمهم أنّي لا أجيب لأحد منهم دعوة و لخلق|-ي| قِبَلَه مظلمة'.
156- و عزّى المرتضى رضوان اللَّه عليه رجلاً بابنه، فقال(
38): 'إن تجزع على ابنك فقد يستحقّ ذلك منك بالرحم و لك بيعقوب قدوة، و إن تصبر ففي اللَّه خلف'.157- و عزّى |عليه السلام| الأشعث بن قيس و قال(
39): 'إنّك إن صبرت جرت عليك المقادير و أنت مأجور، و إن جزعت جرت عليك المقادير و أنت مأزور'.158- و قال |عليه السلام|(
40): 'لا يقلّ عمل مع التقوى و كيف يقلّ عمل مقبول'.159- وقال |عليه السلام|: 'حسن الخُلق مؤاتاة الناس و مؤالفتهم بما لم يكن للَّه معصية'.
160- وقال |عليه السلام|(
41): 'من كثر همّه سقم بدنه، و من ساء خلقه عذّب نفسه، و من لاحى الرّجال سقطت مروءته و ذهبت كرامته، و من كثر ضحكه قلّت هيبته، و من قلّ ورعه مات قلبه'.161- و قال |عليه السلام|: 'خير المسلمين من وصل و أعان ونفع'.
162- و قال سالم بن أبي الجعد: نظر المرتضى رضوان اللَّه "253" عليه إلى ثورين يحترثان فقام أحدهما فبقي الاخر، فقال علي: 'هكذا التعاون في
الدين'.
163- و قال |عليه السلام|(
42): 'إنّ من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك المسلم'.164- و كان |عليه السلام| إذا صعد المنبر يقول: 'ينبغي للمرء المسلم أن يجتنب مؤاخاة الفاجر والأحمق والكذّاب.
أمّا الفاجر فيُزيّن لك فعاله، و لا يُعينك على أمر دينك و معادك، فمقاربته جفاء و قسوة، و مدخله و مخرجه من عندك عار عليك.
و أمّا الأحمق فإنّه لا يشير عليك بخير، و لا ترجوه لصرف سوء عنك، و لربّما أراد أن ينفعك فيضرّك، سكوته خير من نطقه، و بُعده خير من قربه، و موته خير من حياته.
و أمّا الكذّاب فإنّه لا يهنئك معه عيش، ينقل حديثك إلى غيرك، و ينقل أحاديث الناس إليك، ويُغري بينك و بين النّاس العداوة'.
165- و قال |عليه السلام|(
43): 'إنّ من جهاد المرأة حسن التبعّل لزوجها'.166- و أيضاً قال |عليه السلام|: 'عليكم بالنمط الأوسط الّذي ينتهي إليه التالي و يرجع إليه الغالي'(
44).167- و أيضاً قال |عليه السلام|: 'عليكم بالإخوان فإنّهم عدّة للدنيا والدين
ألا تسمع إلى قول أهل جهنّم: 'فما لنا من شافعين و لا صديق حميم'' :|101 الشعراء:26|(
45).168- و أيضاً قال |عليه السلام|: 'الّلهمّ إنّي لم أعمَل من الحسنات إلّا بما أعطيت، و لم أعمل من السيّئات إلّا بما قضيت، فلولا قضاؤك لكنت من الفائزين، و لو لا عطاؤك لكنت من الخاسرين(
46).الّلهمّ فعُد بما أعطيت على ما قضيت، حتّى تمحو ذلك بذاه؟
الّلهمّ فإن قبلت ما أعطيت فأنت أهل لذلك، و إن عذّبت على ما قضيت فلك الحكم في ذلك، لأنّك قلت: 'لا يُسأل عمّا يفعل و هم يُسأَلون'' :|23 الأنبياء:21 |
169- و قيل للمرتضى رضوان اللَّه عليه: كيف أصبحت؟ فقال: 'كيف يصبح من علم أنّ من اللَّه عليه حافظين و خطاياه كلّها مكتوبة في الديوان، |ف|إن لم يرحمه فيكن مرجعه غداً إلى النيران'.
و قيل له مرّة أخرى: كيف أصبحت يا أميرالمؤمنين؟ قال: 'أصبحت في نعم من اللَّه لا تحصى(
47) مع كثرة ما نعصيه، فلا ندري أيّهما نشكر؟ أقبيح ما ستر، أو جميل ما نشر' |ظ|.170- قيل: خرج المرتضى رضوان اللَّه عليه يوماً فرأى سلمان على الباب، فقال: كيف أصبحت يا أباعبداللَّه؟ قال |سلمان|: 'كيف يصبح من كان اسمه عبداً، و يدفن غداً في القبر وحداً، و يحشر بين يدي اللَّه عزّوجلّ فرداً'.
171- و أيضاً قال |عليه السلام: 'إنّ| الدنيا قد ارتحلت مدبرة، و إنّ الاخرة قد اذنت مقبلة، و لكلّ واحدة منهما بنون، فكونوا |من| أبناء الاخرة، و لا تكونوا |من| أبناء الدنيا.
ألا إنّ الزاهدين اتّخذوا الأرض بساطاً والتراب فراشاً، والماء طيباً.
ألا من اشتاق إلى الجنّة سلا "257"(
48) عن الشهوات، و من أشفق من النار رجع عن الحوبات(49) ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات.ألا إنّ للَّه عباداً كمن رأى أهل الجنّة في الجنّة مخلّدين، و أهل النّار في النّار معذّبين، شرورهم مأمونة و قلوبهم محزونة، و أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة، صبروا أيّاماً |قليلة| لعقبى راحلة طويلة(
50) أمّا اللّيل فصافّون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم، يَجأرون إلى اللَّه تعالى |قائلين:| ربّنا ربنّا، يطلبون فكاك رقابهم.و أمّا النّهار فحلماء علماء، بررة أتقياء، كأنّهم القداح، ينظر إليهم الناظر فيقول: |هم| مرضى!- و ما بالقوم |من| مرض، و قد خولطوا، و لقد خالط القوم أمر عظيم'(
51).172- و قال رضى الله عنه لكميل- حين ذكر |له| حجج اللَّه في الأرض-: 'هجم بهم
العلم على حقائق الأمر(
52) فباشروا روح اليقين و استلانوا ما استوعر|ه| المترفون، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى، هاه شوقاً إلى رؤيتهم'(53).173- و أيضاً قال |عليه السلام|(
54): 'عجباً لمن يهلك و النجاة معه'. قيل: و ما هي؟ قال: 'الإستغفار'.174- و أخبرنا الأستاذ(
55) أبوبكر أحمد بن علي النحوي(56) قال: حدثنا أبو|القاسم| جعفر |بن عبداللَّه| الفناكي المحدّث ببغداد، قال: حدثنا |محمّد بن هارون أبوبكر| الروياني عن |أبي محمّد عبداللَّه بن مسلم بن قتيبة| القتبي قال حدثنا أبي قال: حدّثنا علي بن محمّد بن العبّاس "258" عن إسماعيل بن إسحاق الأنصاري، عن عبداللَّه بن لهيعة، عن عبداللَّه بن هبيرة(57):عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه أنّه قال: 'ذمّتي رهينة و أنابه زعيم- لجميع من
صرّحت له العبر- أن لا يهيج على التقوى زرع قوم و لا يظمأ |عليها| سنخ أصل(
58).ألا و إنّ أبغض خلق اللَّه تعالى رجل قمش علماً غارّاً بأغباش الفتنة، عُمياً بما في غيب الهدنة، سمّاه أشباهه من الناس عالماً و لم يغن في العلم يوماً سالماً(
59)، بكّر فاستكثر مما قلّ منه فهو خير له مما كثر(60)، حتّى إذا |ما| ارتوى من اجن، و اكتنز من غير طائل، قعد بين الناس قاضياً، لتلخيص ما التبس على غيره(61)، فإن نزلت به إحدى المبهمات هيّأ لها حشواً |رثاً| رأياً من رأيه- و يروى: حشو رأي من رأيه-، فهو من قطع الشبهات في مثل غزل العنكبوت |لأنّه| لايعلم- إذا أخطأ- أخطأ أم أصاب؟!(62)، خبّاط عشوات، ركّاب جهالات، لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم، و لا يعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري |الرواية| ذرو الريح الهشيم، تبكي منه الدماء و تصرخ منه المواريث، و يستحلّ بقضائه الفرج الحرام، و يحرّم بقضائه الفرج الحلال!!!لا ملي ء واللَّه بإصدار ماورد عليه، و لا هو أهل لما قرظ به منه'(
63)؟!!تفسير غريب هذا الحديث(
64):قوله: 'ذمّتي رهينة' يعني عهدي لازم."259"
و |قوله| 'و أنا به زعيم' أي كفيل.
و قوله: 'أن لا يهيج' يعني لا يجفّ و لا ييبس، |و هذا مقتبس| من قوله |تعالى في الاية:20 من سورة الزمر:39 والاية:20 من سورة الحديد: :57| 'ثمّ يهيج فتراه مصفرّاً |ثمّ يكون حطاماً'|.
و قوله: 'سنخ أصل' السنخ هو الأصل أيضاً، فأضاف أحدهما إلى الاخر لاختلاف اللفظين، و أراد أنّه من عمل للَّه عملاً لم يَفسُد ذلك العمل و لم يبطل، كما يفسد النبت بهيج أعلاه و بعطش أصله، و لكنّه لا يزال ناضراً.
و قوله: 'قمش' أي جمع.
و قوله: 'غارّاً' أي غافلاً، والغرّة: الغفلة.
و قوله: 'بأغباش الفتنة' يعني ظلمها، واحدها غبش، و أغباش الليل: بقايا ظلمته.
و قوله: 'لم يغن في العلم يوماً' أي لم يلبث في العلم يوماً، من قولهم: 'غنيت بالمكان' إذا أقمت به.
و قوله: 'حتّى إذا ما ارتوى من اجن' أي روي من ماء متغيّر اسن. شبّه علمه به.
و قوله: 'لتلخيص ماالتبس' أي تبيينه، و هو والتخليص متقاربان.
و قوله: 'إحدى المبهمات' أي مسألة معضلة مشكلة أبهمت عن البيان كأنّها أصمتت فلم يجعل عليها دليل و لا إليها سبيل، و منه قيل لما لاينطق من الحيوان: البهائم.
و قوله: 'خبّاط عشوات' أي يخبط في ظلمات، و خابط العشوة مثل واطئ العشوة، و منه: خبط عشواء، و هو الّذي يمشي في الليل بلا مصباح، فيتحيّر و يضلّ و ربما تردّى في بئر أو سقط على سبع.
و قوله: 'لايعضّ في العلم بضرس' "260" يريد إنّه لم يتقن و لم يحكم الأمور، فيكون بمنزلة من يعضّ بناجذ، والناجذ اخر الأسنان نباتاً، و إنّما يطلع إذا استحكم شباب الرجل و اشتدّت مرّته، و لذلك تدعوه العوام: 'ضرس الحلم' كأنّ الحلم يأتي مع طلوعه.
و قوله: 'لا ملي ء واللَّه بإصدار ماورد عليه' أي ليس بكامل لردّ ماسئل عنه و ما أصاب فيه(
65).و قوله: 'و لا هو أهل لما قرظ به' أي مدح |به|، والتقريض: المدح.
175- و أيضاً قال رضوان اللَّه عليه: 'معرفة النعمة شكر، والحمد زيادة، والندم توبة، والإستغفار زيادة، والحالة مسألة والدعاء زيادة'.
176- و منها ما أخبرنيه شيخي محمّد بن أحمد قال(
66): حدثنا عليّ بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن هارون قال: حدثنا أبولبيد قال: حدثنا محمّد بن يحيى بن أبي عمر المكّي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن السري بن إسماعيل عن الشعبي قال:قال علي رضي اللَّه عنه: 'خذوا منّي هذه الكلمات الخمس فإنّكم واللَّه لو ركبتم الإبل حتّى تنضوها ماأدركتم مثلهّن: لا يرجونّ عبد إلّا ربّه، و لا يخافنّ إلّا ذنبه، و إذا سئل عمّا لايعلم فليقل: لا أعلم، و لا يستحيي أن يتعلّم إذا لم يعلم، و أنّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، و لا خير في جسد لا رأس له'.
|قال العاصمي:| و في غير هذا الحديث: 'و اعلموا أنّ الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد؟ "261" فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، و إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان'(
67).177- و كان |عليه السلام| يقول: 'من حقّ العالم عليك إذا أتيته أن تسلّم على القوم عامّة و تخُصّه بالتحيّة، و أن تجلس قدّامه، و لا تشر بيدك، و لا تغمز بعينك، و لا تقول: 'قال فلان' خلافاً لقوله، و لا تغتاب عنده أحداً، و لا تسارّ في مجلسه، و لا تأخذ بثوبه، و لا تلحّ عليه إذا كسل، و لا تغرض من صحبته لك(
68)، فإنّما هو بمنزلة النخلة لاتزال تسقط عليك منها شي ء'.178- و منها ماسئل عن المرتضى رضي اللَّه عنه عن سبع خصال- و قيل: أتبع رجل رجلاً من الصحابة سبع مائة فرسخ لسبع |من| هذه الكلمات(
69)- فقال: أخبرني عن السماء ما أثقل منها؟ و عن الأرضين ماأوسع منها؟ و عن البحار ما أغنى منها؟ و عن النار ما أحرّ منها؟ و عن الحجر ما أقسى منها؟ و عن الزمهرير ماأبرد منها؟ و عن السمّ ما أذعف منه؟فقال: 'البهتان على البريء أثقل من سبع سماوات، والحقّ أوسع من سبع أرضين، و قلب القانع أغنى من البحر، و جشعة الحريص أحرّ من النّار، و قلب الكافر والمنافق أقسى من الحجر، والحاجة إذا رفعتها إلى ذي قرابة فلم تنجح أبرد من الزمهرير، والنميمة إذا استبان على صاحبها أذعف من السمّ'.
179- و أيضاً قال(
70) |عليه السلام|: لكميل |بن زياد|: 'العلم خير من المال، العلم يحرسك "161" وأنت تحرس المال، |و| المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق.يا كميل بن زياد، مات خزّان الأموال و هم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر'.
180- و أيضاً قال |عليه السلام|(
71): 'إنّ الخير والشرّ لا يعرفان إلّا بالناس؟ فإذا أردت أن تعرف الشرّ فاعمل الشرّ تعرف أهله'.181- وأيضاً قال(
72) |عليه السلام|: 'إذا أرذل اللَّه عبداً حظر عليه العلم'(73).182- و أيضاً قال(
74): |عليه السلام|: 'قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان'.183- 'والحكمة ضالّة المؤمن فليطلبها و لو في أيدي أهل الشرك'(
75).184- و قال المرتضى رضوان اللَّه عليه(
76)، يعظ الحسين ابنه رضي اللَّه عنه:أحسين إنّي واعظ و مؤدّب *** فافهم فإنّ العاقل المتأدّب
و احفظ وصيّة والد متحننّ *** يغذوك بالاداب كي لا تعطب
أبُنَيّ إنّ الرزق مكفول به *** فعليك بالإجمال فيما تطلب
لا تجعلنّ المال كسبك مفرداً *** و تُقى إلهك فاجعلن ما تكسب
كفل الإله برزق كلّ بريّة *** والمال عارية(
77) تجيء و تذهبوالرزق أسرع من تلفُّت ناظر *** سبباً إلى الإنسان حين تسبّب
و من السيول إلى مقرّ قرارها(
78) *** والطير للأوكار حين تصوّبأبُنَيّ إنّ الذكر(
79) فيه مواعظ *** فمن(80) الّذي بعظاته يتأدّبو اعمل(
81) لنفسك في حياتك صالحا *** إنّ الزمان بأهله يتقلّبو اعبد إلهك بالإنابة مخلصا *** و انظر إلى الأمثال فيما تضرب
فاقرا الكتاب كتاب ربّك واتله(
82) *** فيمن يقوم به هناك و ينصببتفكّر و تخشّع و تقرّب *** إنّ المقرّب عنده المتقرّب
و إذا مررت باية تصف العذاب *** فقل بها؟ و دموع عينك تسكب
يا من يعذّب من يشاء بقدرة *** لا تجعلنّي في الّذين تعذّب
إنّي أبوء بعثرتي و خطيئتي *** هرباً و هل إلّا إليك المهرب
و تنال عيشاً لا انقطاع لوقته *** و تنال ملك كرامة لا تسلب
بادر هواك إذا هممت بصالح *** خوفاً لعائقة تجي ء و تغلب
و إذا هممت بسيّ ءٍ فتعده *** و تجنّب الأمر الّذي يتجنّب
والضيف أكرم ما استطعت له القرى *** حتّى تكون له أباً تتحدّب
والجار أكرم ما استطعت جواره *** حتّى يعدّك و ارثاً يتنسّب
و احفظ صديقك بالمواطن كلّها *** و عليك بالمرء الّذي لايكذب
و اجعل(
83) صديقك من إذا اخيته *** حفظ الإخاء و كان دونك يضربو اطلبهم طلب المريض شفاءه *** و دع الكذوب و قربه يتنكّب
وَ اقْلِ الكذوب "264" و قربه و جواره *** إنّ الكذوب معذّب من يصحب
يُعطيك ما فوق المُنى بلسانه *** و يروغ عنك كما يروغ الثعلب
و احذر ذوي الملق اللِّئام فإنّهم *** في النائبات عليك فيمن يحطب
يبكون حول المرء ما طمعوا به *** و إذا نبا دهر جفوا و تعيّبوا(
84)والحقّ لا يصعب عليك طلابه *** إنّي أراه على أناس يصعب
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي *** والنصح أرخص ما يباع و يوهب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للكلام مصادر كثيرة يجدها الطالب فيما علّقناه على المختار:80 من نهج البلاغة.
(2) كذا في أصلي، و في المختار:80 من قصار نهج البلاغة: 'و في حرامها عقاب، من استغنى فيها فُتِن و من افتقر فيها حزن، و من ساعاها فاتته، و من قعد عنها واتته، و من أبصر بَصّرَته و من أبصر إليها أعمته!!'.
(3) رواه المبرّد في كتاب الكامل: ج1 ص 158 و رواه أيضاً الدينوري كما رواه عنه السيوطي في مسند علي عليه السلام من كتاب جمع الجوامع: ج2 ص 120
و هو المختار:267 من قصار نهج البلاغة.
(4) قصر المصنف أن يعرف أنّ هذه الدرّة أيضاً من أصداف بحار باب مدينه العلم عليّ عليه السلام كما في المختار:91 و197 من قصار نهج البلاغة، و له أيضاً مصادر أخر.
(5) هذا هو الصواب المذكور في المختار:131 من قصار نهج البلاغة و في كثير من المصادر، و في أصلي: 'راحت هجيعة'.
(6) هذا هو الصواب، و في أصلي تصحيف.
(7) هذا هو الصواب، و في أصلي: 'المغتنم بتغريرها'.
(8) هذا هو الظاهر المذكور في غير واحد من مصادر الكلام، و في أصلي: 'ثمّ لم ينفعه شفقتك و لم تشفع له بطلبتك...'.
(9) و في المختار:131 من قصار نهج البلاغة: 'و لا يجدي عليهم بكاؤك...'.
(10) هذا هو الصواب المذكور في الحديث:1279 من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج3 ص 259 و نهج السعادة: ج1 ص479 ط 2 و في الحديث:1345 من مسند علي من جمع الجوامع: ج2 ص :129 'كلّ نومة منبت ميّت؟...'.
و في أصلي: 'تسعة اعشرائهم لاضحوا فيه إلّا كلّ نومة- يعني الميّت الد-'.
(11) للكلام مصادر كثيرة بعضها مذكورة في المختار:53 من القسم الأوّل و ذيل المختار:102 من القسم الثاني من نهج السعادة: ج1 ص187 ط 2 و ج3 ص 387 والمختار:268 من قصار نهج البلاغة.
(12) و قريباً منه رويناه في المختار:28 من باب الوصايا من نهج السعادة: ج8 ص165 ط1.
(13) رواه السيّد الرضي في المختار:106 من قصار نهج البلاغة.
(14) و قريباً منه جدّاً رواه السيّد الرضي في المختار:121 من قصار نهج البلاغة.
(15) للكلام مصادر كثيرة يجد الطالب كثيراً منها في المختار:101 و ما بعده من القسم الثاني من خطب نهج السعادة: ج3 ص375 ط 1.
(16) و في معناه ما رواه السيّد الرضي في المختار:429 و تاليه من قصار نهج البلاغة.
(17) و قريباً منه جدّاً رواه محمّد بن سليمان- من أعلام القرن الثالث- في أواسط الجزء السادس تحت الرقم:769 من كتابه مناقب عليّ عليه السلام، الورق165 ب و في ط:1 ج2 ص 294 و في أصلي: 'غزة الخاشعين'. أو: 'غرة'.
(18) و جاء في غير واحد من المصادر أنّ الكلام لأمّ الأئمّة فاطمة صلوات اللَّه عليها كما في الحديث:677 في الجزء6 من كتاب المناقب لمحمّد بن سليمان الكوفي: الورق152 ب و في ط:1 ج2 ص 211.
(19) و رواه الحموئي مسنداً في الحديث:341 في أواسط الخاتمة من كتاب فرائد السمطين: ج1 ص403 ط 1.
(20) هذا هو الظاهر الوافق لما في فرائد السمطين، و في أصلي: 'مستعمل بعلمه و جاهل لا...أن يتعلّمه'.
(21) كذا في أصلي، و في المختار:372 من قصار نهج البلاغة: 'فإذا ضيّع العالم...'.
(22) و في نهج البلاغة: 'من كثرت نعم اللَّه عليه كثرت حوائج الناس إليه، فمن قام للَّه فيها بما يحبّ عرّضها للدّوام والبقاء و من لم يقم فيها بما يحبّ عرّضها للزوال والفناء'.
(23) و رواه السيّد الرضي في المختار:182 من الباب الثالث من نهج البلاغة، و فيه: 'لاخير في الصمت عن الحكم'.
(24) و للكلام مصادر، و قد رواه السيّد الرضي في المختار:206 من قصار نهج البلاغة.
(25) و بعده في أصلي بياض بقدركلمتين.
و لم أجد بعد قرينة تدلّ على اعتبار هذا الدفتر الّذي ذكره المؤلّف هذه الحكم منه، فالمتّبع والمقبول من محتويات هذا الدفتر ماقامت القرائن على أنّها صدرت من أميرالمؤمنين عليه السلام و لا معارض لها.
و ليعلم أنّ هذه الأربع مائة من الحكم غير الأربع مائة المذكورة في كتاب الخصال.
(26) كذا. و رسم الخطّ من 'أدنا' غير واضح.
(27) رسم الخط من هذه الكلمة غير واضح.
(28) هذا هو الصواب ، و في أصلي: 'الإلهاف'.
(29) كذا.
(30) كذا.
(31) كذا.
(32) كذا في أصلي.
(33) كذا في أصلي.
(34) و في كتاب الغرر- للامدي-: 'ليس عن الاخرة عوض، و ليست الدنيا للنفس بثمن'.
(35) كذا، و لعلّ الصواب: 'العلم' أو 'العلوم'.
(36) و تقدّم قبل صفحات في بداية الورقة243 من الأصل: 'من أكثر شيئاً عرف به'.
(37) قد ذكرنا في تعليقنا على بداية هذه الحكم بأنّا لم نظفر بعدُ على الحكم المذكورة الّتي ذكرها المصنّف هاهنا عن دفتر، في غير كتاب زين الفتى هذا، والمصنّف لم يذكر للحكم سنداً، كما لم يذكر أنّ كاتب الدفتر من هو حتّى من ناحية معرفة صاحب الدفتر يحصل لنا الظنّ بنسبة الحكم إلى أميرالمؤمنين عليه السلام، أو لا يحصل الظنّ بالنسبة و يستقرّ الشكّ و تبقي نسبتها إلى أميرالمؤمنين عليه السلام غير مشروعة.
نعم بعض فقراتها و جملها ورد في مصادر موثوقة عن أميرالمؤمنين عليه السلام، و لكن لم يتيسّر لي بذل الوسع والطاقة لاستعلام كمية المقدار الموافق منها للقرائن الخارجيّة والمصادر الموثوقة، لما فوجئنا و ابتلينا به من وفات ابني الشيخ جعفر المحمودي و أخته و ابنه- و جرح الاخرين من أهل بيتي- بسبب تقلّب سيّارته في يوم الثلثاء الموافق لليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجّة الحرام من العام 1408 فإنّا للَّه و إنّا إليه راجعون، و عنداللَّه أحتسبه رائداً لنا إلى الجنّة.
(38) و للكلام أو ما هو في معناه مصادر كثيرة، و ذكره السيد الرضي في المختار:104 من قصار نهج البلاغة.
(39) و هذان الحديثان أيضاً لهما مصادر، و قد ذكرهما السيّد الرضي في المختار:291 من قصار نهج البلاغة.
(40) و للكلام مصادر قيّمة منها المختار:95 من قصار نهج البلاغة.
(41) و لبعض فقرات هذا الكلام أيضاً مصادر، منها المختار:349 من قصار نهج البلاغة.
(42) هذا هو الظاهر، و في أصلي: 'إنّ من واجبات المغفره...أخيه المسلم'.
(43) الحديث معروف عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله و لا تنافي بين النسبتين لأنّ أميرالمؤمنين باب علم الرسول.
(44) هذا هو الصواب، و في أصلي: 'عليكم بالقسط الأوسط...'.
(45) و هذا المضمون مستفيض عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام كما في تفسير الاية الكريمة من تفسير البرهان: ج3 ص186 ط 3.
(46) الحديث مرسل و بنفسه غير حجّة، فإن قامت قرينة خارجية على صدور مثل الكلام عن أميرالمؤمنين عليه السلام فلابدّ من التوفيق بينه و بين محكمات الشريعة من أدلّة العدل والإختيار.
(47) هذا المعنى- أو ما يقربه- معروف عنهم عليهم السلام.
(48) كذا في ترقيم الصفحات من أصلي المخطوط هاهنا، و مقتضى تسلسل الصفحات- و عدم النقص في هذا المقام- أن يرقّم هذه الصفحة برقم: 255.
(49) كذا في أصلي، و في المختار:144 من نهج السعادة: ج1 ص480 ط :2 'و من أشفق من النار رجع عن المحرّمات...'.
(50) هذا هو الصواب، و في أصلي: 'هابت عليه المصيبات... راحلة طويلة'.
(51) و هذا الذيل مذكور في الخطبة الهمّامية المذكورة في المختار:190 من نهج البلاغة، والمختار:143 من نهج السعادة: ج1 ص467 ط2.
(52) كذا في أصلي، و في جلّ المصادر: 'هجم بهم العلم على حقائق الأمور...'.
(53) و قطعة منه رواه أحمد بن مروان- المتوفّى سنة:-303 في أوائل الجزء13 من كتاب المجالسة ص276 قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا أبي، حدّثنا وكيع، عن عمر بن منبه، عن أوفى بن دلهم قال: قال علي بن أبي طالب لكميل...
(54) و للكلام مصادر، و قريباً منه رواه السيد الرضي في المختار:87 من الباب الثالث من كتاب نهج البلاغة.
(55) والكلام من غرر خطب أمير المؤمنين عليه السلام، و له مصادر و أسانيد، علّقناها على المختار:17 من نهج البلاغة.
و ذكره أيضاً ابن قتيبة في الحديث24 من غريب كلام علي عليه السلام من كتاب غريب الحديث: ج1 ص 360.
(56) و للمؤلّف رواية عنه بتاريخ سنة:389 كما يأتي في ص598 من المخطوطة.
(57) هو من رجال مسلم و أربعة اخرين من أرباب الصحاح الستّ، مترجم في تهذيب التهذيب: ج6 ص61.
(58) كذا في أصلي، و في غريب الحديث: 360:1 'لمن صرحت' وما بين المعقوفين منه.
(59) و في نهج البلاغة: 'ألا و إنّ أبغض الخلائق إلى اللَّه رجلان: رجل و كّله اللَّه إلى نفسه، و رجل قمش جهلاً موضع في جهّال الأمّة، غاد في أغباش الفتنة، عمٍ بما في عقد الهدنة، قد سمّاه أشباه النّاس عالماً و ليس به'. و في غريب الحديث: 'عمياً بما في غيب الهدنة'.
(60) كذا في أصلي، و في الحديث:1295 من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج3 ص274 ط :2 'بكّر فاستكثر ما قلّ منه- و قال الحربي: و ما قلّ منه- خير ممّا كثر...'. و لفظة 'له' لم ترد في غريب الحديث.
(61) و انظر ما يذكره المصنّف في تفسير غريب الكلام.
(62) كذا في أصلي، و في نهج البلاغة: 'فإن نزلت به إحدى المبهمات، هيّأ لها حشواً رثّاً من رأيه ثمّ قطع به، فهو من لبس الشبهات، في مثل نسج العنكبوت، لا يدري أصاب أم أخطأ، فإن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ، و إن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب'. و ما بين المعقوفين من غريب الحديث. و يؤيّد الأوّل ما سيأتي في تفسير غريب الحديث قريباً حيث قال: و قوله: 'حتّى إذا ما ارتوى...'.
(63) كذا في أصلي، و في نهج البلاغة: 'لم يعضّ على العلم بضرس قاطع، يذري الروايات إذراء الريح الهشيم، لا ملي ء واللَّه بإصدار ماورد عليه، و لا هو أهل لما فوّض إليه...'.
و بعده في نهج البلاغة زيادات جيّدة جداً. و لفظة 'منه' لم ترد في غريب الحديث.
(64) و نحوه في غريب الحديث للقتيبي.
(65) هذا هو الصواب الموافق لما في غريب الحديث، و في النسخة: 'وقد أصابه فيه'.
(66) و للكلام مصادر و أسانيد كثيرة جدّاً.
(67) و للكلام مصادر، و ذكره أيضاً ابن عبدربّه في عنوان: 'تبجيل العلماء' من كتاب الزبرجدة من العقد الفريد: ج2 ص 91
و رواه الشيخ المفيد- بأطول ممّا هاهنا- في الفصل4 ممّا اختاره من كلم أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الإرشاد ص 230.
(68) أي لا تملّ و لا تضجر من صحبته لك. و ما ذكرناه هو الصواب، و ذكره في أصلي بالعين المهملة: 'و لا تعرض' والفعل على زنة 'تعلم' و بابه.
(69) هذا هو الظاهر من سياق الكلام الموافق لكتاب الخصال، و في أصلي: 'لستّ...'.
و في معناه ما رواه الشيخ الصدوق رفع اللَّه مقامه في الحديث21 من الباب7 من الخصال ص348 قال:
حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضى الله عنه قال: حدثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد قال: حدثني أبوعبداللَّه الرازي، عن سجادة- و اسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان- و اسم أبي عثمان حبيب- عن محمّد بن أبي حمزة، عن معاوية بن وهب:
عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: تبع حكيم حكيماً سبع مائة فرسخ في سبع كلمات، فلمّا لحق به قال له: يا هذا، ما أرفع من السماء، و أوسع من الأرض، و أغنى من البحر، و أقسى من الحجر، و أشدّ حرارة من النّار، و أشدّ برداً من الزمهرير، و أثقل من الجبال الراسيات؟ فقال له: يا هذا، الحقّ أرفع من السماء، والعدل أءسع من الأرض، و غنى النفس أغنى من البحر، و قلب الكافر أقسى من الحجر، والحريص الجشع أشدّ حرارة من النّار، واليأس من روح اللَّه أشدّ برداً من الزمهرير، والبهتان على البري ء أثقل من الجبال الراسيات.
(70) هذه قطعة من وصيّة أميرالمؤمنين عليه السلام إلى كميل المذكورة في المختار:147 من الباب الثالث من نهج البلاغة، والوصيّة المذكورة من أشهر كلم أميرالمؤمنين عليه السلام بين الخاصة والعامة.
(71) انظر المختار262 من قصار نهج البلاغة.
(72) رواه السيّد الرضي في المختار:288 من قصار نهج البلاغة، و فيه: 'عليه العلم'.
(73) هذا هو الظاهر الموافق لما في نهج البلاغة، و في أصلي: 'حظر عنه العلم'.
(74) و رواه أيضاًابن قتيبة في عيون الأخبار: ج2 ص 123 و رواه السيّد الرضي في نهج البلاغة بمغايرة تحت الرقم:20 من قصار الحكم.
(75) و قريباً منه رواه السيّد الرضي رفع اللَّه مقامه في المختار:79 من قصار نهج البلاغة.
(76) والأبيات ذكرها مسندة- وبنقص أشطار منها- ابن عساكر في الحديث:1339 من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج3 ص304 ط 2.
(77) مقسوم 'خ ل'.
(78) مكانها 'خ ل'.
(79) الموت 'خ ل'.
(80) فاز 'خ ل'.
(81) / 263 /.
(82) كذا في أصلي، و في الديوان المنسوب إلى أميرالمؤمنين عليه السلام- جمع الكيدري-: 'فاقرأ كتب اللَّه جهدك واتله...'.
(83) هذا هو الظاهر الموافق لما في تاريخ دمشق، و في أصلي: 'واحفظ صديقك'.
(84) لعلّ هذا هو الصواب، و في أصلي: 'يسكون حول المرء ماطعموا'، و في جمع الكيدري من الديوان المنسوب إلى أميرالمؤمنين عليه السلام: 'يسعون حول المرء ما طمعوا به...'. والشطران غير موجودين في تاريخ دمشق.