 |
 |
|
‹ صفحه 207 ›
عندي ، ومنزلتهما من ربي عز وجل ، فقد أديت ذلك إليكم ، وانهما سيدا
شباب أهل الجنة ، وانهما الإمامان بعد أبيهما علي ، وانا أبو هما قبله ، وقولوا
أعطينا ( 1 ) الله بذاك وإياك وعليا والحسن والحسين والأئمة الذين ذكرت عهدا
وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا ، ومصافحة ( 2 )
أيدينا ، من ادركهما بيده ، وأقر بهما بلسانه ، لا نبتغي بذلك بدلا ، ولا نرى
من أنفسنا عنه حولا ابدا ، اشهدنا الله ، وكفى بالله شهيدا ، وأنت علينا به
شهيد ، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر ، وملائكة الله وجنوده وعبيده والله
أكبر من كل شهيد .
معاشر الناس ما تقولون ، فان الله يعلم كل صوت ، وخافيه كل نفس ،
* ( فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها ) * ( 3 ) ومن بايع فإنما
يبايع الله ، يد الله فوق أيديهم .
معاشر الناس فاتقوا الله ، وبايعوا عليا أمير المؤمنين ، والحسن
والحسين والأئمة ، كلمة باقية ، يهلك الله من غدر ويرحم الله من وفى ،
* ( ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ) * ( 4 ) الآية .
معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم ، وسلموا على علي بامرة بالمؤمنين ،
وقولوا * ( سمعنا وأطعنا ، غفرانك ربنا ، واليك المصير ) * ( 5 ) ، وقولوا :
* ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا أنهتدي لولا أن هدانا الله ) * ( 6 )
الآية .
معاشر الناس ان فضائل علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) عند
الله عز وجل وقد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد ، فمن
أنبأكم بها وعرفها ، فصدقوه .
000000000000000
( 1 ) في المصدر : أطعنا .
( 2 ) في المصدر : ومصافقة .
( 3 ) الزمر 39 .
( 4 ) الفتح 10 .
( 5 ) البقرة 285 .
( 6 ) الأعراف 41 .
‹ صفحه 208 ›
معاشر الناس من يطع الله ورسوله ، وعلي والأئمة الذين ذكرتهم ، فقد
فاز فوزا عظيما .
معاشر الناس السابقون السابقون إلى مبايعته ، وموالاته ، والتسليم عليه
بإمرة المؤمنين ، أولئك [ هم ] ( 1 ) الفائزون في جنات النعيم .
معاشر الناس قولوا ما يرضى الله [ به ] ( 2 ) عنكم من القول * ( فان تكفروا
أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا ) * ( 3 ) .
اللهم اغفر للمؤمنين ، واغضب على الكافرين ، والحمد لله رب العالمين ،
فناداه القوم : سمعنا وأطعنا على أمر الله ، وامر رسوله ، بقلوبنا وألسنتنا
وأيدينا ، وتداكوا على رسول الله ( ص ) وعلى علي ( ع ) وصافقوا بأيديهم ،
فكان أول من صافق رسول الله ( ص ) الأول ، والثاني ، والثالث ، والرابع ،
والخامس ، وباقي المهاجرين والأنصار ، وباقي الناس على طبقاتهم ، وقدر
منازلهم ، إلى أن صليت المغرب والعتمة في وقت واحد ، وأوصلوا ( 4 ) البيعة
والمصافقة ، ثلاثا ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول كلما بايع قوم :
الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين وصارت المصافقة سنة ورسما
وربما يستعملها من ليس له حق فيها .
وروي عن الصادق ( ع ) أنه قال : لما فرغ رسول الله ( ص ) من هذه
الخطبة رأى ( في ) ( 5 ) الناس رجلا جميلا بهيا طيب الريح ، قال : تالله ما رأينا
كاليوم قط ( 6 ) ، وما أشد ما يؤكد لابن عمه ، وانه لعقد ( 7 ) عقدا لا يحله الا
كافر بالله العظيم ، وبرسوله ( الكريم ) ( 8 ) ويل طويل لمن حل عقدة ، قال
فالتفت إليه عمر بن الخطاب حين سمع كلامه ، فأعجبته هيئته ثم التفت
0000000000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) من المصدر .
( 3 ) آل عمران 144 .
( 4 ) في المصدر : ووصلوا .
( 5 ) ليس في المصدر .
( 6 ) في المصدر : تالله ما رأيت محمدا
كاليوم قط .
( 7 ) في المصدر : يعقد .
( 8 ) ليس في المصدر .
‹ صفحه 209 ›
إلى النبي ( ص ) وقال : اما سمعت ما قال هذا الرجل ؟ قال : كذا وكذا ؟ فقال
رسول الله ( ص ) : يا عمر أتدري من ذاك الرجل قال : لا ، قال : ذاك الروح
الأمين جبرئيل ( ع ) فإياك ان تحله ، فإنك ان فعلت فالله ورسوله والملائكة
والمؤمنون منك براء ( 1 ) .
وهذه الخطبة متكررة في الكتب ، وقد ذكرها الشيخ الفاضل محمد بن أحمد
بن علي ، المعروف بابن الفارسي في " روضة الواعظين " ( 2 ) .
الحادي والأربعون : الشيخ الطوسي في " التهذيب " عن أبي عبد الله بن
عياش ، قال : حدثني أحمد بن زياد الهمداني وعلي بن محمد التستري ، قالا :
حدثنا محمد بن الليث المكي ، قال : حدثني أبو إسحاق بن عبد الله العلوي
العريضي ، قال : دخل في صدري ( 3 ) ما الأيام التي تصام فقصدت مولانا أبا الحسن
علي بن محمد ( عليهما السلام ) وهو بصربا ( 4 ) ، ولم أبد ذلك لاحد
من خلق الله ، فدخلت عليه ، فلما بصرني قال ( عليه السلام ) : يا أبا إسحاق
جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن ؟ وهي أربعة أولهن يوم السابع
والعشرين من رجب يوم بعث الله تعالى محمدا ( صلى الله عليه وآله ) إلى
خلقه رحمة للعالمين ، ويوم مولده ( صلى الله عليه وآله ) ( بمكة ) ( 5 ) وهو
السابع
عشر من شهر ربيع الأول ، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ، فيه
دحيت الكعبة ، ويوم الغدير ، فيه أقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخاه
عليا ( عليه السلام ) علما للناس ، واماما من بعده ، قلت : صدقت جعلت فداك
لذلك قصدت ، اشهد انك حجة الله على خلقه ( 6 ) .
00000000000000000
( 1 ) الاحتجاج ج 1 ص 55 - 67 .
( 2 ) روضة الواعظين ص 89 - 99 .
( 3 ) في المصدر : وحك في صدري .
( 4 ) في النسخة : بصريا . وفي المصدر : بصربا وهي قرية على ثلاثة أميال من
المدينة .
( 5 ) ليس في المصدر .
( 6 ) التهذيب ج 4 ص 305 .
‹ صفحه 210 ›
الثاني والأربعون : وعنه عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن
يحيى ، عن جده ، عن حسن بن راشد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
قلت له : [ جعلت فداك ] ( 1 ) للمسلمين عيد غير هذين العيدين ؟ قال : نعم يا
حسن ، أعظمهما وأشرفهما ، قال : قلت : وأي يوم هو ؟ قال : هو يوم نصب أمير
المؤمنين عليه السلام فيه علما للناس ( قال ) ( 2 ) : فقلت جعلت فداك ، وما ينبغي
لنا
ان نصنع فيه ؟ قال : تصومه يا حسن ، وتكثر [ فيه ] ( 3 ) ( من ) ( 4 ) الصلاة على
محمد
وآله ، وتبرأ إلى الله عز وجل ممن ظلمهم ، وان الأنبياء ( صلوات الله عليهم )
كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي يقام فيه الوصي ان يتخذ عيدا ، قال : قلت :
فما لمن صامه ؟ قال : صيام ستين شهرا ، ولا تدع صيام سبعة وعشرين من
رجب ، فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد ( صلى الله عليه وآله ) ،
وثوابه مثل ستين شهرا لكم ( 5 ) .
الثالث والأربعون : الشيخ الطوسي في التهذيب ، عن الحسين بن
الحسن الحسيني ، قال : حدثنا محمد بن موسى الهمداني ، قال : حدثنا علي
بن حسان الواسطي ، قال : حدثنا علي بن الحسين العبدي ، قال : سمعت أبا عبد
الله الصادق ( عليه السلام ) يقول : صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر
الدنيا لو عاش انسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك ، وصيامه
يعدل عند الله عز وجل في عام مائة حجة ، ومائة عمرة ، ، مبرورات متقبلات ،
وهو عيد الله الأكبر ، وما بعث الله عز وجل نبيا [ قط ] ( 6 ) الا وتعيد في هذا
اليوم ، وعرف حرمته واسمه في السماء يوم العهد المعهود ، وفي الأرض يوم
الميثاق المأخوذ ، والجمع المشهود ، ومن صلى فيه ركعتين ، يغتسل عند
0000000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) ليس في المصدر .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) ليس في المصدر .
( 5 ) التهذيب ج 4 ص 305 .
( 6 ) من المصدر .
‹ صفحه 211 ›
زوال الشمس من قبل ان تزول مقدار نصف ساعة ، يسأل الله عز وجل ، يقرأ
في كل ركعة سورة الحمد مرة ، وعشر مرات قل هو الله أحد ، وعشر مرات
آية الكرسي ، وعشر مرات انا أنزلناه ، عدلت عند الله عز وجل مائة الف
حجة ، ومائة الف عمرة ، وما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا
وحوائج الآخرة الا قضيت ( له ) ( 1 ) كائنة ما كانت الحاجة ، وان فاتتك الركعتان
والدعاء قضيتهما بعد ذلك ، ومن فطر فيه مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما ( 2 )
فلم يزل يعد إلى أن عقد بيده عشرا ، ثم قال : وتدري كم الفئام ؟ قلت : لا ،
قال : مائة الف كل فئام ، كان له ثواب من أطعم بعددها من النبيين
والصديقين والشهداء في حرم الله عز وجل ، وسقاهم في يوم ذي مسغبة ،
والدرهم فيه بألف ألف درهم ، قال : لعلك ترى ان الله عز وجل خلق يوما
أعظم حرمة منه ، لا والله ، لا والله ، لا والله ، ثم قال : وليكن من قولكم إذ
التقيتم ان
تقولوا : الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم ، وجعلنا من الموفين بعهده
إلينا ، وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة امره ، والقوام بقسطه ، ولم يجعلنا
من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين .
ثم قال : وليكن من دعائك في دبر هاتين الركعتين ان تقول : * ( ربنا اننا
سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا ) * إلى قوله : * ( انك
لا تخلف الميعاد ) * ( 3 ) ثم تقول بعد ذلك : اللهم إني أشهدك وكفى بك
شهيدا ، واشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سمواتك وأرضك
بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ، المعبود الذي ليس من لدن عرشك
إلى قرار أرضك معبود يعبد سواك ، الا باطل مضمحل غير وجهك
الكريم ، لا إله إلا أنت المعبود ، فلا معبود سواك ، تعاليت عما يقول
0000000000000000
( 1 ) الفئام : الجماعة من الناس .
( 2 ) ليس في المصدر .
( 3 ) آل عمران 193 .
‹ صفحه 212 ›
الظالمون علوا كبيرا ، وأشهد أن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) عبدك
ورسولك ، واشهد ان عليا ( صلوات الله عليه ) أمير المؤمنين ،
ووليهم ومولاهم ، ربنا انا سمعنا بالنداء ، وصدقنا المنادي رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ نادى بنداء عنك بالذي امرته ان يبلغ
ما أنزلت إليه من ولاية ولي امرك ، فحذرته وأنذرته ان لم يبلغ ان
تسخط عليه ، وانه ان بلغ رسالاتك عصمته من الناس ، فنادى مبلغا
وحيك ورسالاتك ، الا من كنت مولاه فعلي مولاه ، ومن كنت وليه
فعلي وليه ، ومن كنت نبيه فعلي أميره ، ربنا فقد أجبنا داعيك النذير
المنذر محمدا ( صلى الله عليه وآله ) عبدك ورسولك إلى علي بن
أبي طالب ( عليه السلام ) الذي أنعمت عليه ، وجعلته مثلا لبني
إسرائيل انه أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلى يوم القيامة يوم
الدين ، فإنك قلت إن هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني
إسرائيل ، ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي
الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك على
بصيرة هو ومن اتبعه ، سبحان الله عما يشركون بولايته وبما
يلحدون باتخاذ الولائج دونه ، فاشهد يا الهي انه الإمام الهادي
المرشد الرشيد علي أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فقلت :
* ( وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) * ( 1 ) لا أشرك معه امام ، ولا
اتخذ من دونه وليجة ، اللهم فانا نشهد انه عبدك الهادي من بعد نبيك
النذير المنذر ، وصراطك المستقيم ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر
المحجلين ، وحجتك البالغة ، ولسانك المعبر عنك في خلقك ،
والقائم بالقسط من بعد نبيك ، وديان دينك ، وخازن علمك ، وموضع
00000000000000000
( 1 ) الزخرف 4 .
‹ صفحه 213 ›
سرك ، وعيبة علمك ، وأمينك المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاق
رسولك ( صلى الله عليه وآله ) من جميع خلقك ، وبريتك ، شهادة
الاخلاص لك بالوحدانية ، بأنك الله الذي لا إله إلا أنت ، وأن محمدا
عبدك ورسولك ، وعليا أمير المؤمنين ، وان الاقرار بولايته
تمام توحيدك ، والاخلاص بوحدانيتك وكمال دينك وتمام نعمتك
[ وفضلك ] ( 1 ) على جميع خلقك وبريتك ، فإنك قلت وقولك الحق
* ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الاسلام دينا ) * ( 2 ) .
اللهم فلك الحمد على ما مننت به عليا من الاخلاص لك
بوحدانيتك ، إذ هديتنا لموالاة وليك الهادي من بعد النبي المنذر ،
ورضيت لنا الاسلام دينا بموالاته ، وأتممت علينا نعمتك التي
جددت لنا عهدك وميثاقك ، فذكرتنا ذلك ، وجعلتنا من أهل
الاخلاص والتصديق بعهدك ومياقك ، ومن أهل الوفاء بذلك ، ولم
تجعلنا من الناكثين والجاحدين والمكذبين بيوم الدين ، ولم تجعلنا
من اتباع المغيرين والمبدلين والمنحرفين ، والمبتكين آذان الانعام ،
والمغيرين خلق الله ، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم
ذكر الله وصدهم عن السبيل وعن الصراط المستقيم وأكثر من
قولك في يومك وليلتك أن تقول : اللهم العن الجاحدين والناكثين
والمغيرين والمكذبين بيوم الدين من الأولين والآخرين ، اللهم فلك
الحمد على انعامك علينا بالذي هديتنا إلى ولاية ولاة امرك من بعد
نبيك ، الأئمة الهداة الراشدين ، الذين جعلتهم اركانا لتوحيدك ،
واعلام الهدى ، ومنار التقوى ، والعروة الوثقى ، وكمال دينك وتمام
00000000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) المائدة 3 .
‹ صفحه 214 ›
نعمتك ، فلك الحمد آمنا بك وصدقنا بنبيك واتبعنا من بعده النذير
المنذر ، ووالينا وليهم ، وعادينا عدوهم ، وبرئنا من الجاحدين
والناكثين والمكذبين إلى يوم الدين ، اللهم فكما كان من شأنك يا
صادق الوعد ، يا من لا يخلف الميعاد ، يا من هو كل يوم في شأن ،
ان أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسؤول عنها عبادك ، فإنك قلت
وقولك الحق * ( ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ) * ( 1 ) ، وقلت : * ( وقفوهم
انهم مسؤولون ) * ( 2 ) ومننت علينا بشهادة الاخلاص لك بموالاة
أوليائك والهداة من بعد النذير المنذر ، والسراج المنير ، وأكملت
الدين بموالاتهم والبراءة عن عدوهم ، وأتممت علينا النعمة التي
جددت لنا عهدك ، فذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدأ خلقك
إيانا ، وجعلتنا من أهل الإجابة ، وذكرتنا العهد والميثاق ، ولم تنسنا
ذكرك ، فإنك قلت : * ( وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى ) * ، اللهم بلى شهدنا
بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا ، ومحمد عبدك
ورسولك نبينا ، وعلي أمير المؤمنين ، والحجة العظمى ، وآيتك
الكبرى ، والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون .
اللهم فكما كان من شأنك ان أنعمت علينا بالهداية إلى
معرفتهم ، فليكن من شأنك ان تصلي على محمد وآل محمد ، وان
تبارك لنا في يومنا هذا الذي ذكرتنا فيه عهدك ومياقك ، وأكملت
ديننا ، وأتممت علينا نعمتك ، وجعلتنا من أهل الإجابة والاخلاص
بوحدانيتك ، ومن أهل الايمان والتصديق بولاية أوليائك ، والبراءة
من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين المكذبين بيوم الدين وان لا
00000000000000000
( 1 ) التكاثر 8 .
( 2 ) لصافات 24 .
‹ صفحه 215 ›
تجعلنا من الغاوين ، ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين ، واجعل لنا
قدم صدق مع النبيين ، وتجعل لنا مع المتقين إماما إلى يوم الدين
* ( يوم يدعى كل أناس بامامهم ) * واحشرنا في زمرة الهداة
المهديين ، واحينا ما أحييتنا على الوفاء بعهدك وميثاقك المأخوذ منا
وعلينا لك ، واجعل لنا مع الرسول سبيلا ، وثبت لنا قدم صدق في
الهجرة اللهم واجعل محيانا خير المحيا ، ومماتنا خير الممات ،
ومنقلبنا خير المنقلب ، حتى توفانا وأنت عنا راض قد أوجبت لنا
حلول جنتك برحمتك ، والمثوى في دارك ، والإنابة إلى دار المقامة من فضلك ، لا
يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ، ربنا انك
امرتنا بطاعة ولاة امرك ، وامرتنا ان نكون مع الصادقين ، فقلت :
* ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 1 ) ، وقلت :
* ( اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) * ( 2 ) فسمعنا وأطعنا ، ربنا فثبت
اقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ
هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب .
اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم ، وبالذي فضلتهم
على العالمين جميعا ، ان تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه ،
وان تتم علينا نعمتك ، وتجعله عندنا مستقرا ، ولا تسلبناه ابدا ولا
تجعله مستودعا ، فإنك قلت مستقر ومستودع فجعله مستقرا ولا تجعله
مستودعا وارزقنا نصر دينك مع ولي ( 3 ) هاد منصور من أهل بيت
نبيك ، واجعلنا معه ، وتحت رايته ، شهداء صديقين في سبيلك ،
وعلى نصرة دينك ثم تسأل بعدها حاجتك للدنيا والآخرة ، فإنها والله
000000000000000000
( 1 ) الناس 59 . ( 2 ) التوبة 119 .
( 3 ) في النسخة : وليك .
‹ صفحه 216 ›
مقضية في هذا اليوم إن شاء الله تعالى ( 1 ) قلت : على هذا نقتصر من
روايات الخاصة ، والروايات في قصة غدير خم لا تحصى من طريق الخاصة
والعامة ، قال الشيخ الفاضل محمد بن علي بن شهرآشوب في فصل قصة
غدير خم من كتابه قال : العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر ، وان وقع
الخلاف في تأويله ، ( وقد بلغ في الانتشار والاشتهار إلى حد لا يوازي به
خبر من الاخبار ، وضوحا وبيانا ، وظهورا وعرفانا ، حتى لحق في المعرفة
والبيان بالعلم بالحوادث الكبار ، والبلدان ، فلا يدفعه الا جاحد ، ولا يرده الا
معاند ، وأي خبر من الاخبار جمع في روايته ومعرفة طرقه أكثر من الف
مجلد من تصانيف الخاصة والعامة من المتقدمين والمتأخرين ) ( 2 ) ، ذكره
محمد بن إسحاق ، واحمد البلاذري ، ومسلم بن الحجاج ، وأبو نعيم
الأصفهاني ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو بكر بن مردويه ، وابن شاهين
المروزودي ، وأبو بكر الباقلاني ، وأبو المعالي الجويني ، وأبو إسحاق
الثعلبي ، وأبو سعيد الخركوشي ، وأبو المظفر السمعاني ، وأبو بكر بن
شيبة ، وعلي بن الجعد ، وشعبة ، والأعمش ، وابن عياش ، وابن السلاح ( 3 ) ،
والشعبي ، والزهري ، والأقليشي ، والجعاني ، وابن البيع ، وابن ماجة ، وابن عبد
ربه ، والالكاني ، وشريك القاضي ، وأبو يعلى الموصلي من عدة طرق ،
وأحمد بن حنبل من عشرين ( 4 ) طريقا ، وابن بطة من ثلاث وعشرين طريقا
وقد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير ، وأحمد بن محمد بن سعيد
كتاب من روى خبر غدير خم ، وابن الجرير الطبري كتاب الولاية ، وهو
كتاب غدير خم ، وذكر في سبعين ( 5 ) طريقا ومسعود الشجري كتابا في رواة
0000000000000000
( 1 ) التهذيب ج 3 ص 143 .
( 2 ) ليس في المناقب .
( 3 ) في المناقب : ابن الثلاج .
( 4 ) في المناقب : من أربعين طريقا .
( 5 ) في المناقب : وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقا في كتاب الولاية .
‹ صفحه 217 ›
هذا الخبر وطرقها ، والرازي ( 1 ) في كتابه أسماء رواتها على حروف
المعجم ( 2 ) .
ولقد رواه أبو العباس ابن عقدة ، وقال صاحب الحديث ( ره ) : سمعت أبا
علي العطار الهمداني يقول : اروي هذا الحديث على مائتي وخمسين طريقا ،
وقال : قال جدي شهرآشوب : سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب ويقول :
شاهدت مجلدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات هذا الخبر ، مكتوبا عليه
المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه
في المجلدة التاسعة والعشرين .
وأقول : قد ذكر جمع من العلماء الأفاضل : ان معني ( الولي )
( والمولى ) معني واحد ، وهو الأولى بالتصرف في أمور المسلمين ، الواجب
عليهم طاعته في أوامره ونواهيه ، وهو معنى الامام والخليفة ، واستدلوا على
ذلك بأدلة كثيرة يطول الكتاب بذكرها ، وذكروا رواة هذا الحديث يطول
هذا الكتاب بذكرهم .
اقتصرنا على هذا القدر ومن أراد الوقوف على ذلك مما لا مزيد عليه ،
فعليه بكتاب " الشافي " للسيد المرتضى علم الهدى ، فإنه قد بلغ النهاية
في
ذلك ، وعليه بكتاب الشيخ الفاضل يحيى بن الحسن المعروف بابن البطريق
في كتاب " العمدة " ، وعليه بكتاب " الطرائف " للسيد الجليل
أبي القاسم ابن
طاووس ، وكتاب الشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب ، فان في هذه الكتب ،
بل في بعضها ما هو غنية للمصنف ، والله سبحانه تعالى ولي التوفيق ، وقد
ذكروا من رواة هذا الخبر أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعبد الرحمن بن
عوف ، وطلحة ، والزبير ، وساقوا ذكر الرواة من الصحابة وغيرهم .
00000000000000000
( 1 ) في المناقب : واستخرج منصور اللاتي
الرازي .
( 2 ) مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 25 .
‹ صفحه 218 ›
تم الكتاب بعون الله وحسن توفيقه باليوم الآخر من شهر ذي القعدة
الحرام للسنة الحادية والمائة والألف هجرية نبوية على مهاجرها وآلة الصلاة
والسلام .
بلغ تصحيحا الا ما زاغ عنه البصر ، وحسر عنه النظر في مجالس
متعددة على نسخة المصنف ، وربما حضر مصنفه في أوقات تصحيحه ، باليوم
العاشر من شهر جمادى الآخرى سنة الثانية والمائة والألف ، كتبه الفقير إلى
ربه الديان علي بن سليمان البحراني عفى الله عنهما .
 |
 |
|