‹ صفحه 178 ›
إسحاق حين فرغ من الحديث : يا ابكر في أشياء اخر ) ( 1 ) .
السابع والعشرون : الشيخ في أماليه ، قال : أخبرنا أبو عمر ، قال : حدثنا
أحمد ( بن محمد بن سعيد - يعني ابن عقدة - ) ( 2 ) قال : حدثنا الحسن بن علي
بن عفان ، قال : حدثنا عبيد الله ( 3 ) بن موسى ، قال : حدثنا هاني بن أيوب ، عن
طلحة بن مصرف ، عن [ عميرة ] بن سعد ، انه سمع عليا ( عليه السلام ) في
الرحبة ينشد الناس من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من
كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه فقام بضعة عشر
فشهدوا ( 4 ) .
الثامن والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن
الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى ، قال : قال :
حدثنا علي بن ثابت ، قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود ، عن مسلم الملائي ،
عن انس بن مالك : انه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم غدير
خم : انا أولي بالمؤمنين من أنفسهم ، واخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من
كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ( 5 ) .
التاسع والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا ابن الصلت ( 6 ) ، قال :
أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا داود بن سليمان ،
قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن
الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله
00000000000000000
( 1 ) أمالي الطوسي ج 1 ص 260 .
( 2 ) ليس في المصدر .
( 3 ) في المصدر : عبد الله .
( 4 ) أمالي الطوسي ج 1 ص 278 .
( 5 ) أمالي الطوسي ج 1 ص 341 .
( 6 ) في المصدر : وبالاسناد قال : أخبرني الشيخ المفيد أبو علي - رحمه الله - قال
: أخبرني
والدي قال ابن الصلت .
‹ صفحه 179 ›
( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد
من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره ( 1 ) .
الثلاثون : الشيخ في أماليه باسناده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى ( 2 ) ،
قال : قال أبي : دفع النبي ( صلى الله عليه وآله ) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي
طالب
( عليه السلام ) ففتح الله عليه ، واوقفه يوم غدير خم ، فاعلم [ الناس ] ( 3 ) انه
مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وقال له ، أنت مني ، وأنا منك ، وقال له : تقاتل يا علي
على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، وقال له : أنت مني بمنزلة هارون من
موسى ، ( الا انه نبي بعدي ) ( 4 ) ، وقال له : انا سلم لمن سالمك ، وحرب
لمن حاربك ( 5 ) ، وقال له : أنت العروة الوثقى ، وقال له : أنت تبين لهم ما
اشتبه عليهم بعدي ، وقال له : أنت امام كل مؤمن ومؤمنة ، وولي كل مؤمن
ومؤمنة بعدي ، وقال له : أنت الذي انزل الله فيه * ( واذان من الله ورسوله
إلى الناس يوم الحج الأكبر ) * ( 6 ) وقال له : أنت الآخذ بسنتي والذاب عن
ملتي ، وقال له : انا أول من تنشق عنه الأرض وأنت معي ، وقال له : انا عند
الحوض وأنت معي ، وقال له : انا أول من يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها ،
والحسن والحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) وقال له : ان الله اوحى إلي بان
أقوم بفضلك ، فقمت به في الناس ، وبلغتهم ما امرني الله بتبليغه ، وقال له :
00000000000000000
( 1 ) أمالي الطوسي ج 1 ص 352 .
( 2 ) المؤلف هنا حذف السند وهو هكذا : أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد
الطوسي قراءة عليه قال : أخبرنا والدي - رحمه الله - قال : أخبرنا أبو الفتح هلال
بن محمد
بن جعفر الحفار قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال : حدثني أبو
الحسن
علي بن موسى الخزاز من كتابه قال : حدثنا الحسن بن علي الهاشمي قال : حدثنا
إسماعيل بن ابان ، قال : حدثنا أبو مريم عن ثور بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمن بن
أبي
ليلى .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) ليس في المصدر .
( 5 ) في المصدر انا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت .
( 6 ) التوبة 3 .
‹ صفحه 180 ›
اتق الضغائن التي في صدور ( 1 ) من لا يظهرها الا بعد موتي ، أولئك يلعنهم
الله ويلعنهم اللاعنون ، ثم بكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقيل : مم بكاؤك
يا رسول الله ؟ قال : اخبرني جبرئيل ( 2 ) ( عليه السلام ) عن الله عز وجل ان
ذلك يزول إذ قام قائمهم ، وعلت كلمتهم ، وأجمعت الأمة على محبتهم ،
وكان الشانئ لهم قليلا ، والكاره لهم ذليلا ، وكثر المادح لهم ، وذلك حين
تغير البلاد ، وتضعف ( 3 ) العباد ، والاياس من الفرج ، وعند ذلك يظهر
القائم فيهم ( 4 ) ، [ فقيل له : ما أسمه ؟ ] ( 5 ) قال النبي ( صلى الله عليه
وآله ) : اسمه
كاسمي ، واسم أبيه كاسم أبي ، [ هو ] ( 6 ) ومن ولد ابنتي ، يظهر الله الحق بهم ،
ويخمد
الباطل بأسيافهم ، ويتبعهم الناس بين راغب إليهم ، وخائف منهم ، قال : وسكن
البكاء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : معاشر المؤمنين أبشروا
بالفرج ، فان وعد الله لا يخلف ، وقضاؤه لا يرد ، وهو الحكيم الخبير ، فان
فتح الله قريب .
اللهم انهم أهلي فاذهب عنهم الرجس ، وطهر هم تطهيرا ، اللهم اكلأهم ،
( واحفظهم ) ( 7 ) وارعهم وكن لهم ، وانصرهم ، وأعنهم ، وأعزهم ، ولا تذلهم ،
واخلفني فيهم ، انك على كل شئ قدير ( 8 ) .
الحادي والثلاثون : الشيخ في " أماليه " ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي
000000000000000000
( 1 ) في المصدر : الضغائن التي لك في صدر .
( 2 ) في المصدر : اخبرني جبرئيل عليه السلام انهم يظلمونه ويمنعونه حقه ،
ويقاتلونه
ويقتلون ولده ويظلمونهم بعدي وأخبرني جبرئيل عن الله عز وجل .
( 3 ) في المصدر : وصعف .
( 4 ) من المصدر : منهم .
( 5 ) من المصدر .
( 6 ) من المصدر .
( 7 ) ليس في المصدر .
( 8 ) أمالي الطوسي ج 1 ص 361 - 362 .
‹ صفحه 181 ›
المفضل ، قال : حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب السواني ( 1 )
بجرجان ، قال : حدثنا هارون بن عمر بن عبد العزيز بن محمد أبو موسى
المجاشعي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه أبي عبد الله
( عليه السلام ) قال المجاشعي : وحدثنا الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى
( عليهما السلام ) ، عن ( أبيه ) ( 2 ) جعفر بن محمد ، وقالا جميعا ، عن آبائه ( 3
) ، عن
علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) يقول : بني الاسلام على خمس خصال : على الشهادتين ، والقرينتين ،
فقيل له : اما الشهادتان فقد عرفناهما ، فما القرينتان ؟ قال : الصلاة والزكاة ،
[ فإنه ] ( 4 ) لا تقبل أحدهما الا بالأخرى ، والصيام ، وحج بيت الله من استطاع
[ إليه ] ( 5 ) سبيلا ، وختم ذلك بالولاية ، فأنزل الله عز وجل : * ( اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام
دينا ) * ( 6 ) ( 7 ) .
الثاني والثلاثون : الشيخ الطوسي في مجالسه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن
أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن عبد ( 8 ) الله بن عمار الثقفي ، قال : حدثنا
علي بن محمد ( 9 ) بن سليمان ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ،
قال : حدثنا معتب مولانا ، قال : حدثنا ( 10 ) عمر بن علي بن الحسين ( 11 ) ، قال
:
سمعت محمد بن أبي عبيدة ( 12 ) بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث عن أبيه ،
عن جده محمد بن عمار بن ياسر ، قال : سمعت أبا ذر جندب بن جنادة
00000000000000000
( 1 ) في المصدر : الشعراني .
( 2 ) ليس في المصدر .
( 3 ) في المصدر : آبائهما .
( 4 ) من المصدر .
( 5 ) من المصدر .
( 6 ) المائدة 3 . ( 7 ) أمالي الطوسي ج 2 ص 131 .
( 8 ) في المصدر : عبيد .
( 9 ) في المصدر بزيادة : ابن محمد .
( 10 ) في المصدر : حدثني .
( 11 ) في المصدر : علي بن عمر بن علي الحسين .
( 12 ) في المصدر : عبيد الله .
‹ صفحه 182 ›
يقول : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اخذ بيد علي بن أبي طالب
( عليه السلام ) ، فقال له : يا علي أنت أخي وصفيي ، ووصيي ، ووزيري ،
وأميني ، مكانك مني في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى ، الا انه
لا نبي معي ، من مات وهو يحبك ختم الله عز وجل له بالأمن والايمان ، ومن
مات وهو يبغضك لم يكن له في الاسلام نصيب ( 1 ) .
وعنه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن بن علي
بن زكريا العاصمي ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني ( 2 ) ، قال : حدثنا
الربيع بن سيار ، قال : حدثنا الأعمش بن ( 3 ) سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى
أبي ذر ( رضي الله عنه ) : ان عليا ( عليه السلام ) وعثمان ، وطلحة ، والزبير ،
وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وأمرهم عمر بن الخطاب ان
يدخلوا بيتا ، ويغلقوا عليهم بابه ، ويتشاوروا في امرهم ، واجلهم ثلاثة أيام ،
فان توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل ، وان
توفق أربعة وأبى اثنان قتل اثنان ، ( 4 ) فلما توافقوا جميعا على رأي واحد ، قال
لهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : اني أحب ان تسمعوا مني ما أقول
( لكم ) ( 5 ) فان يكن حقا فاقبلوه ، وان يكن باطلا فأنكروه ، قالوا : قل ، فذكر
علي
( عليه السلام ) سوابقه ، وفضائله ، وما قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
ونصه عليه ( عليه السلام ) ، والكل منهم يصدقه فيما يقول ( عليه السلام ) ، إلى أن
قال ( عليه السلام ) : فهل فيكم أحد قال [ له ] رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه
ليبلغ الشاهد الغائب ذلك غيري ؟ قالوا : لا ، فهل فيكم أحد قال له رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) بالجحفة بالشجيرات من خم : من أطاعك فقد
0000000000000000
( 1 ) أمالي الطوسي ج 2 ص 185 .
( 2 ) في المصدر : العدلي .
( 3 ) في المصدر : الأعمش عن .
( 4 ) في المصدر : الاثنان .
( 5 ) ليس في المصدر .
‹ صفحه 183 ›
أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاك فقد عصاني ، ومن عصاني
فقد عصى الله تعالى غيري ؟ قالوا : لا ( 1 ) .
الثالث والثلاثون : الشيخ في كتاب " المجالس " ، قال : أخبرنا جماعة عن
أبي الفضل ، قال : حدثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري ، ومحمد بن
جعفر بن ربيس البسري ( 2 ) بالقصر ، وعلي بن محمد بن الحسن ( 3 ) بن كأس ( 4 )
بالرملة ، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قالوا : حدثنا أحمد بن يحيى
بن زكريا الأزدي الصوفي ، قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد ( 5 ) ،
قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي ، عن معروف بن خربوذ ، وزياد بن
المنذر ، وسعيد بن محمد الأسدي ( 6 ) ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة
الكناني ، قال :
لما احتضر ( 7 ) عمر بن الخطاب ، جعلها شورى بين ستة [ بين ] ( 8 ) ، علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) ، وعثمان ( 9 ) ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ،
وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن عمر فيمن يشاور ولا يولى .
قال أبو الطفيل : فلما اجتمعوا أجلسوني على الباب ، أرد عنهم الناس ،
فقال علي ( عليه السلام ) : انكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له ، فانصتوا ،
فأتكلم ، فان قلت حقا صدقتموني ، وان قلت باطلا ردوا علي ، ولا تهابوني
انما انا رجل كأحدكم .
ثم ذكر فضائل سوابقه ، وما قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
وناشدهم صدقه فيما ذكره ، والكل يصدقه فيما ذكره ، إلى أن قال : فأنشدكم
بالله فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما قال في غزاة
0000000000000000
( 1 ) أمالي الطوسي ج 2 ص 195 .
( 2 ) في المصدر : رميس الهبيري .
( 3 ) في المصدر : علي بن الحسين .
( 4 ) في المصدر : الحسين بن لحاس النخعي .
( 5 ) في المصدر : القتاد .
( 6 ) في المصدر : الأسلمي .
( 7 ) في النسخة : أحضر ، وما أثبتناه من المصدر .
( 8 ) من المصدر .
( 9 ) في المصدر بزيادة : ابن عفان .
‹ صفحه 184 ›
تبوك : انما أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي ،
غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم بالله ، هل فيكم أحد قال له رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) مقالته يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ،
اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : فأنشدكم
بالله ، هل فيكم أحد وصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أهله ، وماله
غيري ؟ قالوا : اللهم لا ( 1 ) .
الرابع والثلاثون : الشيخ في " مجالسه " قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي
المفضل ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن جورية الجندي سابوري من
أصل كتابه ، قال : حدثنا علي بن منصور الترجماني ، قال : أخبرنا الحسن بن
عنبسة النهشلي ، قال : حدثنا شريك بن ( 2 ) عبد الله النخعي القاضي ، عن أبي
إسحاق ، عن عمر بن ميمون الأزدي ( 3 ) ، انه ذكر عنده علي بن أبي طالب
( عليه السلام ) ، فقال : ان قوما ينالون منه ، أولئك هم وقود النار ، ولقد سمعت
عدة من أصحاب محمد ( عليه السلام ) منهم حذيفة بن اليمان ، وكعب بن
عجزة ، يقول كل رجل منهم : لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر ، هو زوج
فاطمة سيدة نساء الأولين والآخرين ، فمن رأى مثلها ، أو سمع انه تزوج
بمثلها أحد في الأولين والآخرين ، وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة من الأولين والآخرين ، فمن فمن له أيها الناس مثلهما ، ورسول الله
( ص ) حموه ، وهو وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أهله وازواجه ،
وسد الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه ، وهو صاحب باب خيبر ، وهو
صاحب الراية يوم خيبر ، وتفل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يومئذ في
عينيه وهو أرمد ، فما اشتكاهما بعد ، ولا وجد حرا ولا قرا ( 4 ) بعد يوم ذلك ،
وهو صاحب يوم غدير خم إذ نوه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باسمه ،
00000000000000000
( 1 ) أمالي الطوسي ج 2 ص 166 .
( 2 ) في المصدر : عن .
( 3 ) في المصدر : الأودي .
( 4 ) في المصدر أو بردا .
‹ صفحه 185 ›
والزم أمته ولايته ، وعرفهم بخطره ، وبين لهم مكانه ، فقال : أيها الناس من
أولي بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله ورسوله ، قال : فمن كنت مولاه فهذا علي
مولاه ( 1 ) .
الخامس والثلاثون : الشيخ في " مجالسه " قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي
المفضل ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد ( 2 ) الله العرزمي ( 3 ) ، عن
أبيه ، عن عمار أبي اليقظان ، عن أبي عمير زادان في خطبة خطبها الحسن بن
علي ( عليهما السلام ) في الناس بحضور معاوية ، وذكر الخطبة ، وذكر فيها
فضل أبيه ( عليه السلام ) ، وسوابقه ، وما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
من النص ، إلى أن قال الحسن ( عليه السلام ) في الخطبة : فقد تركت بنو
إسرائيل هارون ، وهم يعلمون ، انه خليفة موسى فيهم ، واتبعوا السامري ، وقد
تركت هذه الأمة أبي ، وبايعوا غيره ، وقد سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) يقول له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، الا النبوة وقد رأوا
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصب أبي يوم غدير خم ، وأمرهم ان يبلغ
الشاهد منهم الغائب ( 4 ) .
السادس والثلاثون : الشيخ في مجالسه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي
المفضل ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن
الهمداني بالكوفة ( 5 ) ، قال : حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس
الأشعري ، قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن
كثير ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ( عليهم
السلام ) ، وذكر خطبة للحسن بن علي ( عليهما السلام ) بمحضر الناس ،
ومعاوية ، وذكر فيها فضل أبيه ( عليه السلام ) وسوابقه ، وما قال فيه رسول الله
0000000000000000
( 1 ) أمالي الطوسي ج 2 ص 170 .
( 2 ) في المصدر : عبيد .
( 3 ) في المصدر : العردي . وما أثبتناه وهو الصحيح .
( 4 ) أمالي الطوسي ج 2 ص 171 .
( 5 ) في المصدر بزيادة وسألته .
‹ صفحه 186 ›
( صلى الله عليه وآله ) من النص ، إلى أن قال الحسن ( عليه السلام ) في
الخطبة : وقد تركت بنوا إسرائيل - وكانوا أصحاب موسى - هارون أخاه ،
وخليفته ، ووزيره ، وعكفوا على العجل ، وأطاعوا فيه سامريهم ، [ هم ] ( 1 ) يعلمون
انه
خليفة موسى ، وقد سمعت هذه الأمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول
ذلك لأبي ( عليه السلام ) : انه مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي
بعدي .
وقد رأو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين نصبه لهم بغدير خم ،
وسمعوه ، ونادى له بالولاية ، ثم امرهم ان يبلغ الشاهد منهم الغائب ( 2 ) .
السابع والثلاثون : الشيخ في " مجالسه " ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد
الله ، عن علي بن محمد العلوي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن صالح بن
شعيب الجوهري ( 3 ) ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن محمد
بن ( 4 ) إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما
السلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : حدثنا الحسن بن علي
( صلوات الله عليه ) : ان الله عز وجل بمنه ورحمته لما فرض عليكم
الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه ، بل رحمة منه ، لا اله الا
هو ، ليميز الخبيث من الطيب ، وليبتلي ما في صدوركم ، وليمحص ما في
قلوبكم ، ولتتسابقوا إلى رحمته ، ولتتفاضل منازلكم في جنته ، ففرض عليكم
الحج والعمرة ، وإقام الصلاة ، وايتاء الزكاة والصوم ، والولاية ، وجعل لكم
بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا إلى سبيله ( 5 ) ، ولولا محمد ( صلى الله
عليه وآله ) والأوصياء من ولده ( عليهم السلام ) كنتم حيارى كالبهائم ، لا
تعرفون فرضا من الفرائض ، وهل تدخلون ( 6 ) قرية الا من بابها ، فلما من
0000000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) أمالي الطوسي ج 2 ص 174 .
( 3 ) في المصدر : الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري .
( 4 ) في المصدر : عن .
( 5 ) في المصدر : سبله .
( 6 ) في المصدر : يدخل .
‹ صفحه 187 ›
عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) *
ففرض ( 1 ) عليكم لأوليائه حقوقا ، وأمركم بأدائها إليهم ، ليحل لكم ما وراء
ظهوركم من أزواجكم ، وأموالكم ، ومآكلكم ، ومشاربكم ، ويعرفكم بذلك
البركة والنماء والثروة ، ليعلم من يطيعه منكم بالغيب ، ثم قال عز وجل :
* ( قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) * ( 2 ) فاعلموا ان
* ( من يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) * ( 3 ) ان * ( والله هو الغني وأنتم
الفقراء ) * ( 4 ) إليه ، فاعلموا ( 5 ) ما شئتم ، * ( فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون ) * ( 6 ) . * ( ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما
كنتم تعملون ) * ( 7 ) . * ( والعاقبة للمتقين ) * ( 8 ) . * ( فلا عدوان الا على
الظالمين ) * ( 9 ) .
سمعت جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : خلقت من نور الله
عز وجل ، وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبيهم من نورهم ، وسائر الخلق
في النار ( 10 ) .
الثامن والثلاثون : الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في
أماليه ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس
أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا علي بن الحسن التيملي ، قال : وجدت
في كتاب أبي ، حدثنا محمد بن مسلم الأشجعي ، عن محمد بن نوفل بن
عائذ الصير في ( 11 ) ، دخل علينا أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، فذكرنا أمير
00000000000000000
( 1 ) في المصدر : وفرض .
( 2 ) الشورى 23 .
( 3 ) محمد 38 .
( 4 ) محمد 38 .
( 5 ) في المصدر بزيادة من بعد .
( 6 ) التوبة 105 .
( 7 ) التوبة 94 .
( 8 ) الأعراف 128 .
( 9 ) البقرة 193 .
( 10 ) أمالي الطوسي ج 2 ص 268 .
( 11 ) في المصدر بزيادة قال : كنت عند الهيثم
بن حبيب الصير في ، فدخل .
‹ صفحه 188 ›
المؤمنين [ علي بن أبي طالب ] ( 1 ) ( عليه السلام ) ، ودار بيننا كلام في غدير
خم ، فقال أبو حنيفة : قد قلت لأصحابنا : لا تقروا لهم بغدير خم ( 2 ) ،
فيخصموكم ، فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي ، وقال له : لم لا تقرون ( 3 )
به ؟ اما هو عندك يا نعمان ؟ ! قال : [ بلى ] ( 4 ) هو عندي ، وقد رويته ، فقال :
لم لا
تقرون ( 5 ) به ، وقد حدثنا به حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن
أرقم : ان عليا ( عليه السلام ) نشد الله في الرحبة من سمعه ؟ ! فقال أبو حنيفة :
أفلا ترون انه قد جرى في ذلك خوض ، حتى نشد علي الناس لذلك ؟ فقال
الهيثم : فنحن نكذب عليا ، أو نرد قوله ! فقال أبو حنيفة : ما نكذب عليا ، ولا
نرد قولا قاله ، ولكنك تعلم أن الناس قد غلا منهم قوم ، فقال الهيثم : يقوله ( 6 )
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويخطب به ، ونشفق نحن منه ، ونتقيه بغلو
غال ، أو قول قائل ( 7 ) .
التاسع والثلاثون : ابن بابويه في كتاب " النصوص عن الأئمة الاثني
عشر ( عليهم السلام ) " ، قال : حدثنا علي بن الحسن ( 8 ) ، قال : حدثنا محمد
بن
الحسين الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن علي بن زكريا ، عن عبد الله بن
الضحاك ، عن هشام بن محمد ، عن عبد الرحمن بن عاصم ، عن عمر بن
محمود بن لبيد ( 9 ) ، قال : لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كانت
فاطمة ( عليها السلام ) تأتي قبور الشهداء ، وتأتي قبر حمزة وتبكي هناك ، فلما
كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة ( رضي الله عنه ) ، فوجدتها ( صلوات الله
عليها ) تبكي هناك ، فأمهلتها حتى سكتت ، فأتيتها ، وسلمت عليها ، وقلت لها :
يا سيدة النسوان ، قد والله قطعت نياط قلبي من بكائك ، فقالت : يا أبا عمر
00000000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) في المصدر : بحديث غدير هم .
( 3 ) في المصدر : يقرون .
( 4 ) من المصدر .
( 5 ) في المصدر : يقرون .
( 6 ) من المصدر ، وفي النسخة يقول .
( 7 ) أمالي المفيد ص 26 رقم 9 .
( 8 ) في كفاية الأثر الحسين .
( 9 ) في كفاية الأثر عن عبد الرحمن ، عن عاصم
بن عمر ، عن محمود بن لبيد .
‹ صفحه 189 ›
يحق لي بالبكاء ( 1 ) ، فلقد أصبت بخير الآباء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
ثم أنشأت ( 2 ) تقول :
إذ مات يوم ميت قل ذكره * وذكر أبي قد مات والله أكثر ( 3 )
قلت : يا سيدتي اني مسائلك ( 4 ) عن مسألة تلجلج في صدري ، قالت : سل ،
قلت : هل نص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل وفاته على علي بالإمامة ؟
قالت : واعجبا أنسيتم يوم غدير خم ؟ ! قلت : قد كان ذلك ، ولكن أخبريني
بما أسر إليك ، قالت : اشهد الله تعالى لقد سمعته يقول : علي ( فيكم ) ( 5 ) خير
من أخلفه فيكم ، وهو الامام والخليفة بعدي ، وسبطي ( 6 ) ، وتسعة من صلب
الحسين أئمة أبرار ، لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين ، ولئن
خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة .
قلت : يا سيدتي ، فما باله قعد عن حقه ؟ قالت : يا أبا عمر ، لقد قال رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) : مثل الامام مثل الكعبة ، إذ تؤتى ولا يأتي ( 7 ) -
أو
قالت : مثل علي - ثم قالت : أما والله لو تركوا الحق على أهله ، واتبعوا عترة
نبيهم لما اختلف في الله تعالى اثنان ، ولورثها سلف عن سلف ، وخلف عن
خلف ، حتى يقوم قائمنا التاسع من صلب ولدي الحسين ( 8 ) ، ولكن قدموا من
أخره الله ، وأخروا من قدمه الله ، حتى إذا ألحدوا المبعوث ، وأودعوه
الحدث المحدوث ، اختاروا بشهوتهم ، وعملوا بآرائهم ، تبا لهم لم يسمعوا
الله يقول : * ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ) * ( 9 ) ، بل
سمعوا ولكنهم كما قال الله * ( فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى
000000000000000000
( 1 ) في كفاية الأثر :
( 2 ) في كفاية الأثر : وأشوقاه إلى رسول الله ،
ثم أنشأت .
( 3 ) في النسخة : أكبر ، وما أثبتناه من كفاية الأثر .
( 4 ) في كفاية الأثر : سألك .
( 5 ) ليس في كفاية الأثر .
( 6 ) في النسخة : وسبطاه وما أثبتناه من كفاية
الأثر .
( 7 ) في كفاية الأثر : تأتي .
( 8 ) في كفاية الأثر من ولد الحسين .
( 9 ) القصص 68 .
‹ صفحه 190 ›
القلوب التي في الصدور ) * ( 1 ) هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ، ونسوا
آجالهم ، * ( فتعسا لهم وأضل أعمالهم ) * ( 2 ) أعوذ بك يا رب من الجور
بعد الكور ( 3 ) .
الأربعون : الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في
كتاب " الاحتجاج " ، قال : حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن
أبي
حرث الحسيني ( 4 ) ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن
الشيخ [ السعيد ] ( 5 ) أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) ،
قال : أخبرنا ( 6 ) الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر ( قدس الله روحه ) ، قال :
أخبرني جماعة ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : أخبرنا أبو
علي محمد بن همام ، قال : أخبرنا علي بن السوري ( 7 ) ، قال : أخبرنا أبو محمد
العلوي من ولد الأفطس - وكان من عباد الله الصالحين - قال : حدثنا محمد
بن موسى الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثني ( 8 )
سيف بن عميرة ، وصالح بن عقبة ، جميعا ، عن قيس بن سمعان ، عن علقمة
بن محمد الحضرمي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) أنه قال :
حج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من المدينة ، وقد بلغ جميع الشرائع
قومه ، غير الحج ، والولاية ، فاتاه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال له : يا محمد ان
الله جل اسمه يقرؤك السلام ، ويقول لك : اني لم اقبض نبيا من أنبيائي ، ولا
0000000000000000
( 1 ) الحج 46 .
( 2 ) محمد 8 .
( 3 ) كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر : للخزاز القمي ص 197 - 200 .
( 4 ) في المصدر : حرب المرعشي .
( 5 ) من المصدر .
( 6 ) في المصدر : أخبرني .
( 7 ) في المصدر : علي السوري .
( 8 ) في المصدر : حدثنا .
‹ صفحه 191 ›
رسولا من رسلي ، الا بعد اكمال ديني ، وتأكيد حجتي ، وقد بقي عليك من
ذلك ( 1 ) فريضتان مما ( 2 ) تحتاج ان تبلغهما قومك ، فريضة الحج ، وفريضة
الولاية والخلافة من بعدك ، فاني لم أخل أرضي من حجة ، ولن أخليها ابدا ،
فان الله جل ثناؤه يأمرك ان تبلغ قومك الحج وتحج ويحج معك ( كل ) ( 3 ) من
استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والاعراب ، وتعلمهم من
[ معالم ] ( 4 ) حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم ، وتوقفهم
من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع .
فنادى مناد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الناس ألا ان رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) يريد الحج ، وان يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم
من شرائع دينكم ، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره .
فخرج ( صلى الله عليه وآله ) وخرج معه الناس واصغوا إليه لينظروا ما
يصنع ، فيصنعوا مثله ، فحج بهم ، وبلغ من حج مع رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) من أهل المدينة وأهل الأطراف والاعراب سبعين الف انسان أو
يزيدون ، على [ نحو ] ( 5 ) عدد أصحاب موسى ( عليه السلام ) السبعين الألف ،
الذين اخذ عليهم بيعة هارون ( عليه السلام ) ، فنكثوا ، واتبعوا العجل
والسامري ، وكذلك أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) البيعة لعلي ( عليه
السلام ) بالخلافة على عدد أصحاب موسى ( عليه السلام ) فنكثوا البيعة ،
واتبعوا العجل ( 3 ) سنة بسنة ، ومثلا بمثل .
واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة ، فلما وقف بالموقف ، اتاه جبرئيل
( عليه السلام ) عن الله تعالى ، فقال : يا محمد ان الله عز وجل يقرؤك السلام ،
ويقول لك : انه قد دنا اجلك ومدتك ، وانا مستقدمك على ما لا بد منه ، ولا
00000000000000000
( 1 ) في المصدر : ذاك .
( 2 ) في النسخة : بهما ، وما أثبتناه من المصدر .
( 3 ) ليس في المصدر .
( 4 ) من المصدر .
( 5 ) من المصدر . ( 6 ) في المصدر العجل والسامري .
‹ صفحه 192 ›
عنه محيص ، واعهد عهدك ، ونفذ وصيتك ، واعمد إلى ما عندك من العلم
وميراث علوم الأنبياء من قبلك ، والسلاح ، والتابوت ، وجميع ما عندك من
آيات الأنبياء ( عليهم السلام ) فسلمها ( 1 ) إلى وصيك وخليفتك من بعدك ،
حجتي البالغة على خلقي ، علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فاقمه للناس
[ علما ] ( 2 ) ، وجدد عهده وميثاقه وبيعته ، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي
وميثاقي الذي واثقهم ( به ) ( 3 ) ، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ،
ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فاني لم
أقبض نبيا من الأنبياء الا من بعد اكمال ديني ( 4 ) ، واتمام نعمتي على
( خلقي ) ( 5 ) بولاية أوليائي ، ومعاداة أعدائي ، وذلك كمال توحيدي وديني ،
واتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته ، وذلك اني لا أترك أرضي بغير
قيم ( 6 ) ، ليكون حجة لي على خلقي ، فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي بولاية وليي ( 7 ) ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي [ عبدي ] ( 8 ) ،
ووصي نبيي ، والخليفة من بعده ، الحجة ( 9 ) البالغة على خلقي ، مقرونة طاعته
بطاعة محمد نبيي ، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي ، من اطاعه فقد
أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني ، جعلته علما بيني وبين خلقي ، من عرفه كان
مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن أشرك بيعته كان مشركا ، ومن لقيني
بولايته دخل الجنة ، ومن لقيني بعداوته دخل النار فأقم يا محمد عليا علما ،
000000000000000
( 1 ) في المصدر فسلمه .
( 2 ) من المصدر .
( 3 ) ليس من المصدر .
( 4 ) في المصدر بزيادة وحجتي .
( 5 ) ليس في المصدر .
( 6 ) في المصدر : بغير ولي ولا قيم .
( 7 ) في المصدر : ورضيت لكم الاسلام دينا بولاية وليي .
( 8 ) في النسخة : بعدي .
( 9 ) في المصدر : وحجتي .
‹ صفحه 193 ›
وخذ عليهم البيعة ، وجدد عهدي وميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه ، فاني
قابضك إلي ، ومستقدمك علي ، فخشي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قومه ( 1 )
وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية ( 2 ) ، لما عرف من عداوتهم ،
ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي ( عليه السلام ) من ( 3 ) البغضاء .
وسأل جبرئيل ان يسأل ربه العصمة من الناس ، وانتظر ( 4 ) جبرئيل
بالعصمة من الناس من ( 5 ) الله جل اسمه ، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد
الخيف ، فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) في مسجد الخيف ، فامره بان يعهد
عهده ، ويقيم عليا علما للناس ( 6 ) ، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي
أراد حتى بلغ كراع الغميم ، بين مكة والمدينة ، فاتاه جبرئيل ( ع ) فامره
بالذي اتاه فيه من قبل الله تعالى ، ولم يأته العصمة ، فقال : يا جبرئيل اني
اخشى قومي ان يكذبوني ، ولا يقبلوا قولي في علي ( عليه السلام ) ، فرحل ،
فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال ، اتاه جبرئيل ( ع ) على خمس
ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار ، والعصمة من الناس ، فقال : يا
محمد ان الله عز وجل يقرؤك السلام ، ويقول لك : * ( يا أيها الرسول بلغ
ما انزل إليك من ربك - في علي - وان لم تفعل فما بلغت رسالته
والله يعصمك من الناس ) * ( 7 ) وكان أوائلهم قريب من الجحفة ، فامره بان
يرد من تقدم منهم ، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ، ليقيم عليا [ علما ] ( 8 )
للناس ، ويبلغهم ما انزل الله تعالى في علي ( ع ) ، وأخبره ان الله عز وجل قد
عصمه من الناس ، فامر رسول الله ( ص ) عندما جاءته العصمة ، مناديا ينادي
في الناس : الصلاة جامعة ، ويرد من تقدم منهم ، ويحبس من تأخر ، وتنحى
عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير ، امره بذلك جبرئيل ( ع ) عن الله
00000000000000000
( 1 ) في المصدر : من قومه .
( 2 ) في المصدر : إلى جاهلية .
( 3 ) في المصدر : من العداوة والبغضاء .
( 4 ) في المصدر بزيادة أن يأتيه .
( 5 ) في المصدر : عن .
( 6 ) في المصدر بزيادة : يهتدون به .
( 7 ) المائدة 67 .
( 8 ) من المصدر .
‹ صفحه 194 ›
عز وجل [ وكان ] ( 1 ) في الموضع سلمات ( 2 ) فامر رسول الله ( ص ) ان يقم ما
تحتهن ،
وينصب له حجارة كهيئة المنبر ، ليشرف على الناس ، فتراجع الناس واحتبس
أو اخرهم في ذلك المكان لا يزالون ، فقام رسول الله ( ص ) فوق تلك
الاحجار ( 3 ) ، فقال الحمد لله الذي علا في توحده ، ودنا في تفرده ، وجل في
سلطانه ، وعظم في أركانه ، وأحاط بكل شئ علما ، وهو في مكانه ، وقهر
جميع الخلق بقدرته وبرهانه ، مجيدا لم يزل محمودا ، لا يزال بارئ
الممسوكات ، وداحي المدحوات ، وجبار [ الأرضين ] ( 4 ) والسماوات ، قدوس سبوح ، رب
الملائكة والروح ، متفضل على جميع من برأه ، متطول على من أدناه ، يلحظ
كل عين والعيون لا تراه ، كريم حليم ، ذو أناة ، قد وسع كل شئ رحمته ،
ومن عليهم بنعمته ، لا يعجل بانتقامه ، ولا يبادر إليهم بما استخفوا من
عذابه ، قد فهم السرائر ، وعلم الضمائر ، ولم تخف عليه المكنونات ، ولا
اشتبهت عليه الخفيات ، له الإحاطة بكل شئ ، والغلبة على كل شئ ، والقوة
في كل شئ ، والقدرة على كل شئ ، وليس مثله شئ ، وهو منشئ الشئ
حين لا شئ ، دائم قائم بالقسط ، لا اله الا هو العزيز الحكيم ، جل عن أن
تدركه الابصار ، وهو يدرك الابصار ، وهو اللطيف الخبير ، لا يلحق أحد
وصفه من معاينة ، ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية ، الا بما دل عز
وجل على نفسه ، واشهد بأنه ( 6 ) الله الذي ملأ الدهر قدسه ، والذي يغشى الأبد
نوره ، والذي ينفذ امره بلا مشاورة مشير ، ولا معه شريك ، ولا تقدير ، ولا
تفاوت في تدبير ، صور ما أبدع على غير مثال ، وخلق ما خلق بلا معاونة من
أحد ، ولا تكلف ولا احتيال ، أنشأها فكانت ، وبرأها فبانت ، فهو الله الذي لا
اله الا هو المتقن [ الصنعة ] ( 7 ) الحسن الصنيعة ، العدل الذي لا يجور ، والأكرم
0000000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) سلمات : أشجار .
( 3 ) في المصدر : ثم حمد الله وأثنى عليه .
( 4 ) من المصدر .
( 5 ) في المصدر : أنشأه .
( 6 ) في المصدر : انه .
( 7 ) من المصدر .
‹ صفحه 195 ›
الذي ترجع إليه الأمور ، واشهد انه الذي تواضع كل شئ لقدرته ، وخضع
كل شئ لهيبته ، مالك الاملاك ، ومفلك الأفلاك ، ومسخر الشمس والقمر ،
كل يجري لأجل مسمى ، يكور الليل على النهار ، ويكور النهار على الليل
يطلبه حثيثا ، قاصم كل جبار عنيد ، ومهلك كل شيطان مريد ، لم يكن معه
ضد ولا ند ، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، واحد ، رب [ إله واحد
] ( 1 )
ما جد ، يشاء فيمضي ، ويريد فيقضي ، ويعلم فيحصي ، ويميت ويحيي ، ويفقر
ويغني ، ويضحك ويبكي ، ويمنع ويعطي ، له الملك ، وله الحمد ، بيده الخير
وهو على كل شئ قدير ، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ، لا اله
الا هو العزيز الغفار ، مستجيب ( 2 ) الدعاء ، ومجزل العطاء ، محصي الأنفاس ،
ورب الجنة والناس ، لا يشكل عليه شئ ، ولا يضجره صراخ المستصرخين ،
ولا يبرمه الحاح الملحين ، العاصم للصالحين ، والموفق للمفلحين ، ومولى
العالمين ، الذي استحق من كل خلق ان يشكره ، ويحمده ، [ احمده ] ( 3 ) على السراء
والضراء ، والشدة والرخاء ، وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله ، اسمع امره
وأطيع ، وأبادر إلى كل ما يرضاه ، واستلم ( 4 ) لقضائه ، رغبة في طاعته ، وخوفا من
عقوبته ، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ، ولا يخاف جوره ، وأقر له على نفسي
بالعبودية ، واشهد له بالربوبية ، وأؤدي ما أوحي إلي حذارا من أن لا افعل ،
فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد ، وان عظمت حيلته ، لا اله الا هو ،
لأنه قد اعلمني اني ان لم أبلغ ما انزل إلي فما بلغت رسالته ، وقد ضمن لي
تبارك وتعالى العصمة ، وهو الله الكافي الكريم ، فاوحى لي * ( بسم الله
الرحمن الرحيم يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ) * في
علي ، يعني في الخلافة لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) * ( وان لم تفعل فما
بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) * .
0000000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) في المصدر : مجيب .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) في المصدر : واستسلم .
‹ صفحه 196 ›
معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله ( 1 ) وانا مبين لكم سبب نزول
هذه الآية : ان جبرئيل ( ع ) هبط إلي مرارا ثلاث ، يأمرني عن الله ( 2 ) ربي وهو
السلام ، ان أقوم في هذا المشهد ، فاعلم كل أبيض واسود : ان علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) أخي ووصيي ، وخليفتي والإمام بعدي ، الذي محله مني
محل هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ، وهو وليكم من بعد الله ورسوله ،
وقد أنزل الله تبارك وتعالي [ علي ] ( 3 ) بذلك آية من كتابه * ( انما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم
راكعون ) * ( 4 ) وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أقام الصلاة وآتى الزكاة
وهو راكع ، يريد الله عز وجل في كل حال .
وسألت جبرئيل ( ع ) ان يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس ،
لعلمي بقلة المتقين ، وكثر المنافقين ، وادغال الآثمين ، وختل المستهزئين
بالاسلام ، الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم * ( يقولون بألسنتهم ما ليس
في قلوبهم ) * ( 5 ) * ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) * ( 6 ) وكثرة اذاهم
لي في غير مرة حتى سموني اذنا وزعموا اني كذلك ، لكثرة ملازمته إياي
واقبالي عليه ، حتى انزل الله عز وجل في ذلك [ قرآنا ] ( 7 ) * ( ومنهم الذين
يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن ) * - على الذين يزعمون أنه اذن -
* ( خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ) * الآية ( 8 ) ولو شئت ان اسمي
بأسمائهم لسميت ، وان اؤمي إليهم بأعيانهم لا ومئت ، وان أدل عليهم لدللت ،
ولكني والله في أمورهم قد تكرمت ، وكل ذلك لا يرضى الله مني الا ان
أبلغ ما انزل إلي ، ثم تلا ( عليه السلام ) * ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل
0000000000000000
( 1 ) في المصدر : ما انزل الله تعالى إلي .
( 2 ) في المصدر : عن السلام ربي .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) المائدة 55 .
( 5 ) الفتح 11 .
( 6 ) النور 15 .
( 7 ) من المصدر .
( 8 ) التوبة 61 .
‹ صفحه 197 ›
إليك من ربك ) * - في علي - * ( وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله
يعصمك من الناس ) * ( 1 ) فاعلموا معاشر الناس ان الله قد نصبه لكم وليا
واماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين باحسان ،
وعلى البادي والحاضر ، وعلى الأعجمي والعربي ، والحر والمملوك ،
والصغير والكبير ، وعلى الأبيض والأسود ، وعلى كل موحد ماض حكمه ،
جائز قوله ، نافذ امره ، ملعون من خالفه ، مرحوم من تبعه ، مؤمن من صدقه فقد
غفر الله له ، ولمن سمع منه ، وأطاع له .
معاشر الناس انه آخر مقام أقومه في هذا المشهد ، فاسمعوا
وأطيعوا ، وانقادوا لأمر ربكم ، فان الله عز وجل هو مولاكم والهكم ، ثم من
دونه ( رسولكم ) ( 2 ) محمد ( ص ) وليكم القائم المخاطب لكم ، ثم من بعدي
علي وليكم وامامكم ، بمر ربكم ، ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم
تلقون الله ( عز وجل ) ( 3 ) ورسوله ، لا حلال الا ما أحله الله ، ولا حرام الا ما
حرمه الله ، عرفني الحلال والحرام ، وانا أفضيت لما علمني ربي من كتابه ،
وحلاله وحرامه إليه .
معاشر الناس ما من علم الا وقد أحصاه الله في ، وكل علم علمت فقد
أحصيته في امام ( 4 ) مبين ، وما من علم الا علمته عليا ، وهو الامام المبين .
معاشر الناس لا تضلوا عنه ، ولا تتفرقوا ( 5 ) منه ، ولا تستكبروا ولا
تستنكفوا من ولايته ، فهو الذي يهدي إلى الحق ، ويعمل به ، ويزهق الباطل ،
وينهى عنه ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله ،
وهو الذي فدى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه ، وهو الذي كان مع
رسول الله ( ص ) ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره .
0000000000000000
( 1 ) المائدة : 67 .
( 2 ) ليس في المصدر .
( 3 ) ليس في المصدر .
( 4 ) في المصدر : امام المتقين .
( 5 ) في المصدر : تنفروا .
‹ صفحه 198 ›
معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله ، واقبلوه فقد نصبه الله .
معاشر الناس انه امام من الله ، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ،
ولن يغفر له حتما على الله ان يفعل ذلك بمن خالف امره فيه ، وان يعذبه
عذابا شديدا نكرا أبد الآباد ، ودهر الدهور ، فاحذروا ان تخالفوه ، فتصلوا
نارا * ( وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) * . ( 1 ) .
يا أيها الناس بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين ، وانا خاتم
الأنبياء والمرسلين ، والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات
والأرضين ، ومن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى ، ومن شك في
[ شئ من ] ( 2 ) قولي هذا فقد شك في الكل منه ، والشاك في ذلك فله النار .
معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي ، واحسانا منه إلي ،
ولا اله الا هو ، وله الحمد مني أبد الآبدين ، ودهر الداهرين ، على كل حال .
معاشر الناس فضلوا عليا ، فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى ، بنا
انزل الله الرزق ، وبقي الخلق ، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد علي
قولي هذا ، وان لم يوافقه ، الا ان جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك ،
ويقول : من عادى عليا ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي ، فلتنظر نفس ما
قدمت لغد واتقوا الله ان تخالفوه : فتزل قدم بعد ثبوتها ، * ( ان الله خبير
بما تعملون ) * ( 3 ) .
معاشر الناس انه جنب الله تعالى ، في كتابه ( 4 ) * ( أن تقول نفس يا
حسرتي على ما فرطت في جنب الله ) * ( 5 ) .
0000000000000000
( 1 ) البقرة 24 .
( 2 ) من المصدر .
( 3 ) المائدة 8 .
( 4 ) في المصدر : انه جنب الله الذي ذكر في كتابه .
( 5 ) الزمر 56 .
‹ صفحه 199 ›
معاشر الناس تدبروا القرآن ، وافهموا آياته ، وانظروا إلى محكماته ،
ولا تتبعوا متشابه ، فوالله لن يبين لكم زواجره ، ولا يوضح لكم تفسيره الا
الذي انا آخذ بيده ومصعده [ إلي ] ( 1 ) وشائل بعضده ، ومعلمكم ان ( 2 ) من كنت
مولاه فهذا علي مولاه ، وهو علي بن أبي طالب ( ع ) ، أخي ، ووصيي ، وموالاته
من الله عز وجل ، أنزلها علي .
معاشر الناس ان عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر ، والقرآن
الثقل الأكبر ، فكل واحد منبئ عن صاحبه ، وموافق له ، لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض ، هم أمناء الله في خلقه ، وحكماؤه في ارضه ، الا وقد أديت ، الا
وقد بلغت ، الا وقد أسمعت ، الا وقد أوضحت ، الا وان الله عز وجل قال ،
وانا قلت عن الله عز وجل ، الا انه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ، ولا
تحل امرة المؤمنين بعدي لأحد غيره ثم ضرب بيده إلى عضده ، فرفعه وكان
منذ أول ما صعد رسول الله ( ص ) شال عليا ، حتى صارت رجله مع ركبة
رسول الله ( ص ) ، ثم قال : معاشر الناس ، هذا علي أخي ، ووصيي ، وواعي
علمي ، وخليفتي على أمتي ، وعلى تفسير كتاب الله عز وجل ، والداعي إليه ،
والعامل بما يرضاه ، والمحارب لأعدائه ، والموالي على طاعته ، والناهي عن
معصيته خليفة رسول الله ( ص ) وأمير المؤمنين ، والإمام الهادي ، ( وهو ) ( 3 ) ،
قاتل
الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين بأمر الله .
أقول وما يبدل القول لدي بأمر ربي ، أقول : اللهم وال من والاه ، وعاد
من عاداه ، والعن من أنكره ، واغضب على من جحد حقه ، اللهم انك أنزلت
علي في كتابك ان الإمامة لعلي ( 4 ) وليك ، عند تبياني ذلك ، ونصبي إياه بما
أكملت لعبادك من دينهم ، وأتممت عليهم بنعمتك ، ورضيت لهم الاسلام
دينا ، فقلت * ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة
00000000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) من المصدر : اني .
( 3 ) ليس في المصدر .
( 4 ) في المصدر : علي ان الإمامة بعدي لعلي .
‹ صفحه 200 ›
من الخاسرين ) * ( 1 ) اللهم إني أشهدك [ وكفى بك شهيدا ] ( 2 ) اني قد بلغت .
معاشر الناس انما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته ، فمن لم يأتم به
وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة ، والعرض على الله عز
وجل ، فأولئك الذين حبطت أعمالهم ، وفي النار هم فيها خالدون ، * ( لا
يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ) * .
معاشر الناس هذا علي أنصركم ، وأحقكم بي ، وأقر بكم إلي ، وأعز كم
علي ، والله عز وجل وانا عنه راضيان ، وما نزلت آية رضا الا فيه ، وما خاطب
الله الذين آمنوا الا بدأ به ، وما نزلت ( 3 ) آية مدح في القرآن الا فيه ، ولا
شهد
( الله ) ( 4 ) بالجنة في * ( هل اتى على الانسان ) * ( 5 ) الا له ، ولا أنزلها
في
سواه ، ولا مدح بها غيره .
معاشر الناس هو ناصر دين الله ، والمجادل عن رسول الله ، وهو التقي
النقي ، الهادي المهدي ، نبيكم خير نبي ، ووصيكم خير وصي ( 6 ) .
معاشر الناس ذرية كل نبي من صلبه ، وذريتي من صلب علي .
معاشر الناس ان إبليس اخرج آدم من الجنة بالحسد ، فلا تحسدوه ،
فتحبط أعمالكم ، وتزل أقدامكم ، فان آدم ( عليه السلام ) اهبط إلى الأرض
لخطيئة واحدة ، وهو صفوة الله عز وجل ، فكيف بكم ، وأنتم أنتم ( 7 ) عباد الله
ما يبغض ( 8 ) علي الا شقي ، ولا يتوالى عليا الا تقي ، ولا يؤمن به الا مؤمن
مخلص ، وفي علي والله نزلت سورة العصر * ( بسم الله الرحمن الرحيم
والعصر ان الانسان لفي خسر ) * إلى آخره .
معاشر الناس قد استشهدت الله ، وبلغتكم رسالتي ، وما على الرسول
الا البلاغ المبين .
00000000000000000
( 1 ) آل عمران 85 .
( 2 ) من المصدر .
( 3 ) في المصدر : ولا نزلت .
( 4 ) ليس في المصدر .
( 5 ) الانسان 2 .
( 6 ) في المصدر بزيادة : وبنوه خير الأوصياء .
( 7 ) في المصدر : وأنتم أنتم ومنكم أعداء الله .
( 8 ) في المصدر : انه لا يبغض .
‹ صفحه 201 ›
معاشر الناس * ( اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن الا وأنتم
مسلمون ) * ( 1 ) .
معاشر الناس آمنوا بالله ورسوله والنور الذي انزل معه من قبل ان
نطمس وجوها فنردها على ادبارها .
معاشر الناس النور من الله عز وجل في ، ثم مسلوك في علي ( 2 ) ( ع )
ثم في النسل منه إلى القائم المهدي ، الذي يأخذ بحق الله ، وبكل حق هو
لنا ، لان الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين ، والمعاندين ،
والمخالفين ، والخاطئين ( 3 ) والآثمين ، والظالمين ، من جميع العالمين .
معاشر الناس أنذركم اني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل ، أفإن
مت أو قتلت انقلبتم على اعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا
وسيجزي الله الشاكرين ، الا وان عليا [ هو ] ( 4 ) الموصوف بالصبر والشكر ،
ثم من بعده ولدي من صلبه .
معاشر الناس لا تمنوا على الله اسلامكم ، فسيخط عليكم ، فيصيبكم
بعذاب من عنده ، انه لبالمرصاد .
معاشر الناس انه سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ، ويوم القيامة
لا ينصرون .
معاشر الناس ان الله وانا بريئان منهم .
معاشر الناس انهم وأنصارهم وأشياعهم واتباعهم في الدرك الأسفل من
النار ولبئس مثوى المتكبرين ، الا انهم أصحاب الصحيفة ، فلينظر أحدكم
في صحيفته .
قال : فذهب على الناس الا شرذمة منهم أمر الصحيفة .
0000000000000000
( 1 ) آل عمران 102 .
( 2 ) في المصدر : مسلوك في ثم في علي .
( 3 ) في المصدر : والمخالفين والخائنين .
( 4 ) من المصدر .
‹ صفحه 202 ›
معاشر الناس اني أدعها أمانة ( 1 ) ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة ، وقد
بلغت ما امرت بتبليغه ، حجة على كل حاضر وغائب ، وعلى كل أحد ممن
شهد أولم يشهد ، ولد أو لم يولد ، فليبلغ الحاضر الغائب ، والوالد الولد
إلى يوم القيامة ، وسيجعلونها ملكا واغتصابا ، الا لعن الله الغاصبين
[ والمغتصبين ] ( 2 ) وعندها * ( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) * ( 3 ) * ( يرسل
عليكما شواظ
من نار ونحاس فلا تنتصران ) * ( 4 ) .
معاشر الناس ان الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه ، حتى
يميز الخبيث من الطيب ، وما كان الله ليطلعكم على الغيب .
معاشر الناس انه ما من قرية الا والله مهلكها بتكذيبها ، وكذلك يهلك
القرى وهي ظالمة ، كما ذكر الله تعالى ، وهذا علي امامكم ووليكم ، وهو
مواعيد الله ، والله يصدق ما وعده .
معاشر الناس قد ضل قبلكم أكثر الأولين ، والله لقد أهلك الأولين ،
وهو مهلك الآخرين قال الله تعالى : * ( ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين
كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين ) * ( 5 ) .
معاشر الناس ان الله قد امرني ونهاني ، وقد امرت عليا ونهيته ، فعلم
الأمر والنهي من ربه عز وجل ، فاسمعوا لامره وسلموا ، ( 6 ) وأطيعوا تهتدوا ،
وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا إلى مراده ، ولا يتفرق بكم السبل عن سبيله .
معاشر الناس انا صراط الله المستقيم ، الذي امركم ( الله ) ( 7 ) باتباعه ،
ثم علي من بعدي ، ثم ولدي من صلبه ، أئمة يهدون إلى الحق وبه يعدلون ، ثم
قرأ * ( الحمد لله رب العالمين ) * ( 8 ) إلى آخرها ، وقال في نزلت ، وفيهم
00000000000000
( 1 ) في المصدر : أدعها أمامة .
( 2 ) من المصدر .
( 3 ) الرحمن 31 .
( 4 ) الرحمن 35 .
( 5 ) المرسلات 16 - 19 .
( 6 ) في المصدر : تسلموا .
( 7 ) ليس في المصدر .
( 8 ) الفاتحة 2 .
‹ صفحه 203 ›
نزلت ولهم عمت ، واياهم خصت ، أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون ، * ( الا فان حزب الله هم الغالبون ) * الا ان أعداء علي هم أهل الشقاق
[ والنفاق والحادون وهم ] ( 1 ) العادون ، واخوان الشياطين ، الذي ( 2 ) يوحي
بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا الا ان أولياء هم الذين ذكرهم الله في
كتابه ( بالمؤمنون ) ( 3 ) ، فقال عز وجل : * ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم
الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) * ( 4 ) إلى آخر الآية ، الا انهم أوليائهم
الذين وصفهم الله عز وجل ، فقال : * ( الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم
بظلم أولئك لهم الا من وهم مهتدون ) * ( 5 ) الا ان أولياءهم الذين
[ وصفهم الله عز وجل فقال : الذين ] ( 6 ) يدخلون الجنة آمنين وتتلقاهم الملائكة
بالتسليم ان طبتم فادخلوها خالدين ( 7 ) ، الا ان أولياءهم الذين قال الله عز
وجل * ( يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ) * ( 8 ) الا ان أعدائهم
يصلون سعيرا ، الا ان أعدائهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ، ولها
زفير [ الا ان أعدائهم الذين قال الله فيهم ] ( 9 ) * ( كلما دخلت أمة لعنت
أختها ) * ( 10 ) ، الا ان أعدائهما الذين قال الله * ( كلما القي فيها فوج سألهم
خزنتها ألم يأتكم نذير ) * ( 11 ) الا ان أوليائهم * ( الذين يخشون ربهم
000000000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) في المصدر : الذين .
( 3 ) ليس في المصدر .
( 4 ) المجادلة 22 .
( 5 ) الانعام 82 .
( 6 ) من المصدر .
( 7 ) هذا مضمون مأخوذ من قوله تعالى * ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا
حتى إذا
جاؤوها وفتحت أبوابها قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) * الزمر
73 .
( 8 ) مأخوذ من قوله تعالى : * ( فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ) *
غافر 40 .
( 9 ) من المصدر .
( 10 ) الأعراف 38 .
( 11 ) الملك 8 - 9 . في الاحتجاج : * ( كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها ألم
يأتكم نذير
قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان أنتم الا في ضلال مبين
) * .
‹ صفحه 204 ›
بالغيب لهم مغفرة واجر كبير ) * ( 1 )
معاشر الناس شتان ما بين السعير والجنة ، عدونا من ذمه الله ولعنه ،
وولينا من مدحه الله وأحبه .
معاشر الناس الا واني منذر ، وعلي هاد .
معاشر الناس اني نبي ، وعلي وصي ، الا ان خاتم الأئمة منا القائم
المهدي ( صلوات الله عليه ) ، الا انه الظاهر على الدين ، الا انه المنتقم من
الظالمين ، الا انه فاتح الحصون وهادمها ، الا انه قاتل كل قبيلة من أهل
الشرك ، الا انه المدرك بكل ثار أولياء الله عز وجل ، الا انه الناصر لدين
الله ، الا انه الغراف من بحر عميق ، الا انه يسم ( 2 ) كل ذي فضل بفضله ،
وكل ذي جهل بجهله ، الا انه خيرة الله مختارة ، الا انه وارث كل علم ،
والمحيط به ، الا انه المخبر عن ربه عز وجل ، والمنبه بأمر ايمانه ، الا انه
الرشيد السديد ، الا انه المفوض إليه ، ألا انه قد بشر به من سلف بين يديه ،
الا انه الباقي حجة ولا حجة بعده ، ولا حق الا معه ، ولا نور الا عنده ، الا انه
لا غالب له ، ولا منصور عليه ، الا وانه ولي الله في ارضه ، وحكمه في خلقه
وأمينه في سره وعلانيته .
معاشر الناس قد بينت لكم وأفهمتكم ، وهذا علي يفهمكم بعدي ، الا
واني عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي ( 3 ) على بيعته ، والاقرار به ،
ثم مصافقته بعدي ، الا واني قد بايعت الله ، وعلي قد بايعني ، وانا آخذكم
بالبيعة له عن الله عز وجل ، * ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) * ( 4 ) ،
الآية .
معاشر الناس * ( ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت
0000000000000000
( 1 ) الملك 12 .
( 2 ) يسم الشئ : يجعل له علامة يعرف بها .
( 3 ) صفق يده بالبيعة ، وصفق على يده : ضرب يده ، والمصافقة : المبايعة .
( 4 ) الفتح 10 .
‹ صفحه 205 ›
أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ) * ( 1 ) .
معاشر الناس فما ورده ( 2 ) أهل بيت الا استغنوا ( عنه ) ( 3 ) ولا تخلقوا عنه
الا افترقوا .
معاشر الناس ما وقف بالموقف مؤمن الا غفر الله له ما سلف من ذنبه
إلى وقته ذلك ، فإذا انقضت حجته استونف عمله .
معاشر الناس الحجاج معانون ( 4 ) ، ونفقاتهم مخلفة ، والله لا يضيع
اجر المحسنين .
معاشر الناس حجوا البيت بكمال الدين والتفقه ، ولا تنصرفوا ( 5 ) عن
المشاهد الا بتوبة واقلاع .
معاشر الناس أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما امركم الله عز وجل ،
فان ( 6 ) طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم ، ومبين لكم الذي
نصبه الله عز وجل بعدي ، ومن خلقه ( 7 ) الله مني ومنه ، يخبركم بما تسألون عنه ،
ويبين لكم مالا تعلمون ، الا ان الحلال والحرام أكثر من أحصيها واعرفها ( 8 )
فامر بالحلال ونهى عن الحرام في مقام واحد ، فامرت ان آخذ البيعة منكم ،
والصفقة لكن يقول ( 9 ) : ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين ،
والأئمة من بعده ، الذين هم مني ومنه ، انه قائمهم فيهم خاتمهم المهدي ( 10 )
إلى يوم القيامة ، الذي يقضي بالحق .
معاشر الناس وكل حلال دللتكم عليه وكل ( 11 ) حرام نهيتكم عنه ، فاني
لم ارجع عن ذلك ، ولم ابدل ، الا فاذكروا ذلك واحفظوه ، وتواصوا به ، ولا
00000000000000000
( 1 ) البقرة 158 .
( 2 ) في المصدر : حجوا البيت فما ورده .
( 3 ) ليس في المصدر .
( 4 ) في المصدر : معاونون . ومعانون : اي مساعدون .
( 5 ) في النسخة : ولا تتفرقوا .
( 6 ) في المصدر : لئن .
( 7 ) في المصدر : خلفه .
( 8 ) في المصدر : من أن أحصيها وأعرفها .
( 9 ) في المصدر : بقبول .
( 10 ) في المصدر : أئمة قائمة منهم المهدي .
( 11 ) في المصدر : أ و .
‹ صفحه 206 ›
تبدلوه ولا تغيروه ، الا واني أجدد القول ، الا فأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ،
وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، الا وان رأس الامر بالمعروف [ والنهي
عن المنكر ] ( 1 ) ان تنتهوا إلى قولي ، وتبلغوه من لم يحضر ، وتأمروه بقبوله ،
وتنهوه عن مخالفته ، فإنه أمر من الله عز وجل ومني ، ولا أمر بالمعروف ولا
نهى عن منكر الا مع امام معصوم .
معاشر الناس القرآن يعرفكم ان الأئمة من بعده ولده ، وعرفتكم
انهم مني ومنه ( 2 ) حيث يقول الله عز وجل * ( وجعلها كلمة باقية في
عقبه ) * ( 3 ) وقلت : لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما .
معاشر الناس التقوى التقوى ، احذروا الساعة ، كما قال الله عز وجل
* ( ان زلزلة الساعة شئ عظيم ) * ( 4 ) اذكروا الممات والحساب ،
والموازين ، والمحاسبة بين يدي رب العالمين ، والثواب والعقاب ، فمن جاء
بالحسنة أثيب ، ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب .
معاشر الناس [ انكم ] ( 5 ) أكثر من أن تصافقوني يكف واحدة ، وأمرني الله عز
وجل ان آخذ من ألسنتكم الا قرار بما عقدت لعلي بإمرة المؤمنين ، ومن جاء
بعده من الأئمة مني ومنه ، على ما أعلمتكم ان ذريتي من صلبه ، فقولوا
بأجمعكم انا سامعون مطيعون ، راضون ، منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في
أمر علي وامر ولده من صلبه من الأئمة ، نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا
وألسنتنا وأيدينا ، على ذلك نحيا ونموت ، ونبعث ، ولا نغير ولا نبدل ولا
نشك ولا نرتاب ، ولا نرجع على ( 6 ) عهد ، ولا ننقض الميثاق ، ونطيع الله ،
ونطيعك ، وعليا أمير المؤمنين وولده الأئمة ، الذين ذكرتهم من ذريتك من
صلبه بعد الحسن والحسين الذين قد عرفتكم مكانهما مني ، ومحلهما
00000000000000
( 1 ) من المصدر .
( 2 ) في المصدر : انه مني وأنا منه .
( 3 ) الزخرف 28 .
( 4 ) الحج 1 .
( 5 ) من المصدر .
( 6 ) في المصدر : عن .