
الفصل 14: الامام علي عليه السلام و المحققون
1ـسئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا العلمـيعنى علم التصوفـفقال
:«لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب،ذاك أمير المؤمنين (1) ».
2ـعن بعض الفضلاءـو قد سئل عن فضائله عليه السلامـفقال:«ما أقول في شخص أخفى أعداؤه
فضائله حسدا،و أخفى أولياؤه فضائله خوفا و حذرا،و ظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق و
الغرب (2) ».
3ـعن هارون الحضرمي،قال:سمعت أحمد بن حنبل يقول:«ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه و آله و سلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام (3) ».
4ـ«أن عليا عليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه و آله و سلم كالعصا لموسى،و
إحياء الموتى لعيسى عليه السلام (4) ».
(محمد بن اسحقاق الواقدى)
ـ«إن تصديق علي عليه السلامـو هو ما عليه من البراعة في البلاغةـهو بنفسه دليل على أن
القرآن وحي إلهي،كيف و هو رب الفصاحة و البلاغة،و هو المثل الأعلى في المعارف؟ (5) »
(آية الله العظمى الخوئى رحمه الله)
6ـ«إحتياج الكل إليه،و استغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل (6) ».
(خليل بن أحمد الفراهيدى صاحب علم العروض)
7ـ«قد أجمع المؤرخون و كتاب السير على أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان ممتازا بمميزات
كبرى لم يجتمع لغيره،هو أمة في رجل (7) ».
(الدكتور السعادة)
8ـ«أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به،و أدركها دون أن تدركه (8) ».
(الدكتور مهدى محبوبة)
9ـ«في عقيدتي أن ابن أبي طالب كان أول عربى لازم الروح الكلية و جاورها،مات علي شهيد
عظمته،مات و الصلاة بين شفتيه،مات و في قلبه الشوق إلي ربه،و لم يعرف العرب حقيقة مقامه
و مقداره حتى قام من جيرانهم الفرس اناس يدركون الفارق بين الجواهر و الحصى (9) ».
10ـ«انظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها،و تملكه زمامها،فسبحان الله من منح
هذا الرجل هذه المزايا النفيسة و الخصائص الشريفة،أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم
يخالط الحكماء،و خرج أعرف بالحكمة من
أفلاطون و أرسطو،و لم يعاشر أرباب الحكم الخلقية،و خرج أعرف بهذا الباب من سقراط،و لم
يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة،و خرج أشجع من كل بشر مشى على الأرض.قيل
لخلف الأحمر:أيما أشجع علي أم عنبسة و بسطام؟فقال:إنما يذكر عنبسة و بسطام مع البشر
و مع الناس،لا مع من يرتفع عن هذه الطبقة.فقيل له:فعلى كل حال،قال:و الله،لو صاح في
وجوههما لماتا قبل أن يحمل عليهما (10) ».
(ابن أبي الحديد)
11ـعن الجاحظ قال:سمعت النظام يقول:«علي بن أبي طالب عليه السلام محنة للمتكلم،إن وفى
حقه غلى،و إن بخسه حقه أساء،و المنزلة الوسطى دقيقة الوزن،حادة اللسان،صعبة الترقي إلا
على الحاذق الزكي (11) ».
12ـكان أمير المؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة و موردها،و منشأ البلاغة و مولدها،و
منه عليه السلام ظهر مكنونها،و عنه أخذت قوانينها،و على أمثلته حذا كل قائل خطيب،و بكلامه
استعان كل واعظ بليغ،و مع ذلك فقد سبق فقصروا،و تقدم و تأخروا،لأن كلامه عليه السلام
الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي،و فيه عبقة من الكلام النبوي...
و من عجائبه عليه السلام التي انفرد بها،و أمن المشاركة فيها،أن كلامه الوارد في الزهد
و المواعظ،و التذكير و الزواجر،إذا تأمله المتأمل،و فكر فيه المتفكر،و خلع من قلبه أنه
كلام مثله ممن عظم قدره،و نفذ أمره،و أحاط بالرقاب ملكه،لم يعترضه الشك في أنه من كلام
من لا حظ له في غير الزهادة،و لا شغل له بغير العبادة،قد قبع في كسر بيت،أو انقطع إلى
سفح جبل،لا يسمع إلا حسه و لا يرى إلا نفسه،و لا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب
مصلتا سيفه،فيقط الرقاب،و يجدل الابطال،و يعود به ينطف دما،و يقطر مهجا،و هو مع ذلك
الحال زاهد الزهاد،و بدل الأبدال.و هذه من فضائله العجيبة،و خصائصه اللطيفة،التي جمع
بها الأضداد،و ألف بين الأشتات (12) ».
(العلامة السيد الرضي)
13ـ«و من اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه و نفسه (13) ».
(الفخر الرازي)
14ـ«أما إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يجهر بالتسمية،فقد ثبت بالتواتر،و من اقتدى
في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى،و الدليل عليه قوله عليه السلام:اللهم أدر الحق
مع علي حيث دار (14) ».
15ـ«إن علي بن أبي طالب عليه السلام كلام الله الناطق،و قلب الله الواعي،نسبته إلى من
عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس،و ذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله (15) ».
16ـ«مات الإمام علي شأن جميع الأنبياء الباصرين الذين يأتون إلى بلد ليس ببلدهم،و إلى
قوم ليس بقومهم،في زمن ليس بزمنهم (16) ».
(جبران خليل)
ـ«إن عليا لمن عمالقة الفكر و الروح و البيان في كل زمان و مكان (17) »
(جبران خليل)
18ـ«و ما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة،و تعظمه الفلاسفة على معاندتهم
لأهل الملة،و تصور ملوك الفرنج و الروم صورته في بيعها و بيوت عباداتها،و تصور ملوك
الترك و الديلم صورته على أسيافها (18) ».
19ـ«و ما أقول في رجل أقر له أعداوه و خصومه بالفضل،و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان
فضائله،فقد علمت أنه استولى بنو امية على سلطان الإسلام في شرق الأرض و غربها،و اجتهدوا
بكل حيلة في إطفاء نوره و التحريف عليه و وضع المعايب و المثالب له،و لعنوه على جميع
المنابر،و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم،و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو
يرفع له ذكرا،حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه،فما زاده ذلك إلا رفعة و سموا،و كان كالمسك
كلما ستر انتشر عرفه،و كلما كتم يتضوع نشره،و كالشمس لا تستر بالراح (19) ،و كضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة.و ما أقول في رجل تعزى إليه
كل فضيلة،و تنتهي إليه كل فرقة،و تتجاذبه كل طائفة،فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو
عذرها (20) ».
أنا و جميع من فوق التراب
فداء تراب نعل أبي تراب
(لصاحب بن عباد)
20ـ«و إني لا طيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود،ثم
يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظةبكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان
الذين لم يأكلوا لحما و لم يريقوا دما،فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس(الشجاع)،و تارة
يكون في صورة سقراط و المسيح بن مريم الالهي.و اقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت
هذه الخطبة (21) منذ خمسين سنة و إلى الآن أكثر من ألف مرة،ما قرأتها قط إلا و أحدثت عندي روعة و خوفا
و عظة،أثرت في قلبي و جيبا،و لا تأملتها إلا و ذكرت الموتى من أهلي و أقاربي و أرباب
ودي،و خيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام عليه السلام حاله (22) ».
21ـ«و أما فضائله عليه السلام فإنها قد بلغت من العظم و الجلال و الإنتشار و الإشتهار
مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها و التصدي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله
بن يحيى بن خاقان،وزير المتوكل و المعتمد:«رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن
ضوء النهار الباهر و القمر الزهر،الذي لا يخفى على الناظر،فأيقنت أني حيث انتهى بي القول
منسوب إلى العجز،مقصر عن الغاية،فانصرفت عن الثناء عليك الى الدعاء لك،و وكلت الإخبار
عنك إلى علم الناس بك (23) ».
22ـ«بطولات الإمام ما اقتصرت يوما على ميادين الحرب،فقد كان بطلا في صفاء بصيرته،و طهارة
وجدانه و سحر بيانه،و حرارة إيمانه،و سمودعته،و نصرته للمحروم و المظلوم،و تعبده للحق
أينما تجلى له الحق هذه البطولات لا تزال غنيا نعود إليه اليوم و في كل يوم (24) ».
(ميخائيل نعيمة)ـ«الإمام علي بن أبي طالب عظيم العظماء،نسخة مفردة لم يرلها الشرق و
لا الغرب،صورة طبق الأصل لا قديما و لا حديثا (25) .»
(شبلى شميل)
24ـ«فالتاريخ و الحقيقة يشهد ان أنه الضمير العملاق الشهيد أبو الشهداء و شخصية الشرق
الخالدة و ماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فأعطيت في كل زمن عليا بعقله و قلبه و لسانه
و ذي فقاره! (26) .»
25ـ«عن عامر الشعبي قال تكلم أمير المؤمنين عليه السلام بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا
فقأن عيون البلاغة و أيتمن جواهر الحكمة و قطعن جميع الانام عن اللحاق بواحدة منهن ثلاث
منها في المناجاة و ثلاث منها في الحكمة و ثلاث منها في الأدب فأما اللاتي في المناجاة
فقال الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا و كفى بي فخرا أن تكون لي ربا أنت كما احب فاجعلني
كما تحب و أما الللاتي في الحكمة فقال قيمة كل امرء ما يحسنه و ما هلك امرء عرف قدره
و المرء مخبو تحت لسانه و اللاتي في الأدب فقال امنن على من شئت تكن أميره و استغن عمن
شئت تكن نظيره و احتج الى من شئت تكن أسيره (27) .»
26ـ«هل كان علي عليه السلام من عظماءالدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه،أم ملكوتيا
ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته؟لاي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم
العرفانية؟و بأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم من علوم محدودة؟ما فهمه العظماء
و العرفاء و الفلاسفة بكل ما لديهم من فضائل و علوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم
و مرآة نفوسهم المحدودة،و علي غير ذلك (28) .»
تعليقات:
1ـفرائد السمطين،ج 1:ص .380
2ـمقدمة المناقب للخوارزمي،ص .8
3ـفرائد السمطين،ج 1:ص .79
4ـالفهرست،لابن نديم،ص .111
5ـالبيان في تفسير القرآن،ص .91
6ـعبقرية الإمام،للدكتور مهدى محبوبة،ص .138
7ـمقدمة الإمام علي،للدكتور السعادة.
8ـعبقرية الإمام،للدكتور مهدى محبوبة،ص .138
9ـالإمام علي صوت العدالة الانسانية،ج 5:ص .1222
10ـشرح نهج البلاغة،ج 16:ص 146 بالتلخيص.
11ـسفينة البحار،ج 1:ص 146،مادة«جحظ».
12ـمقدمة نهج البلاغة.
13ـالتفسير الكبير،ج 1:صص 205 و .207
14ـالمصدر.
15ـحاشية الشفاء،ص 566،باب الخليفة و الامام.
16ـصوت العدالة،ج 5:ص .1213
17ـصوت العدالة،ج 5:ص .1213
18ـشرح نهج البلاغة،لابن أبي الحديد،ج 1:صص 29 و .17
19ـأي الكف.
20ـشرح نهج البلاغة،لابن أبي الحديد،ج 1:صص 29 و .17
21ـيعنى الخطبة 216،أوله:«يا له مراما ما أبعده».
22ـشرح النهج،لابن أبي الحديد،ج 11:ص .150
23ـشرح النهج،ج 1:ص .16
24ـصوت العدالة،ج 1:ص .22
25ـصوت العدالة،ج 1:ص 37 و .49
26ـالمصدر.
27ـسفينة البحار،ج 1:ص .123
28ـنبراس السياسة و منهل الشريعه،لآية الله الخمينى:ص .17