الفصل 13: الإمام علي عليه السلام عصمته،و طهارته

1ـقال عليه السلام:«عزب رأي امرء تخلف عني،ما شككت في الحق مذ أريته (1) ».

قال قطب الدين الراوندي رحمه الله(المتوفى 573)في شرحه:«ثم نبه عليه السلام على كونه معصوما بأن قال:أنا منذ حصلت المعارف الواجبة ما دخلني شك قط.بعد ذلك،فأنا على يقين،و من ضل عني فهو شاك كافر (2) ».

و قال ابن ميثم البحراني رحمه الله:«و ما أفاضه(الله تعالى)على نفسه القدسية من الكمال مستلزم للإخبار بكمال قوته على استثبات الحق الذي رآه و شدة جلائه له بحيث لا يعرض له شبهة فيه،و الإمامية تستدل بذلك على وجوب عصمته و طهارته عن الأرجاس (3) ».

2ـو قال عليه السلام:«و إن معي لبصيرتي،ما لبست على نفسي،و لا لبس علي (4) ».

قال ابن أبي الحديد:«قوله:«ما لبست»تقسيم جيد لأن كل ضال عن الهداية،فإما أن يضل من تلقاء نفسه،أو بإضلال غيره له (5) ».

و قال:«قال أبو مخنف:و قام رجل إلى علي عليه السلام،فقال:يا أمير المؤمنين!أي فتنة أعظم من هذه(يعني حرب الجمل)؟إن البدرية ليمشي بعضها إلى بعض بالسيف!فقال علي عليه السلام :ويحك،أتكون فتنة أنا أميرها و قائدها؟و الذي بعث محمدا بالحق و كرم وجهه،ما كذبت و لا كذبت،و لا ضللت و لا ضل بي،و لا زللت و لازل بي،و إني لعلى بينه من ربي بينها الله لرسوله،و بينها رسوله لي،و سادعي يوم القيامة و لا ذنب لي... (6) ».

3ـو قال عليه السلام:«و الله،ما كتمت وشمة(أي كلمة)،و لا كذبت كذبة،و لقد نبئت بهذا و هذا اليوم(أي يوم بيعته) (7) .

4ـو قال عليه السلام:«و إني لعلى بينة من ربي،و منهاج من نبيي،و إني لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطا،انظروا أهل بيت نبيكم،فالزموا سمتهم،و اتبعوا أثرهم،فلن يخرجوكم من هدى،و لن يعيدوكم في ردي،فإن لبدوا فالبدوا،و إن نهضوا فانهضوا،و لا تسبقوهم فتضلوا،و لا تتأخروا عنهم فتهلكوا (8) ».

أقول:اللقط:أخذ الشي‏ء من الأرض،و إنما سمى اتباعه لمنهاج الحق لقطا لأن الحق واحد،و الباطل ألوان مختلفة،فهو يلتقط الحق من بين ضروب الباطل،و السمتـبالفتحـ:الطريق،و لبد :أقام.

5ـو قال عليه السلام: «و قد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالقرابة القريبة،و المنزلة الخصيصة،وضعني في حجره و أنا وليد[خ ل أنا ولد]،يضمني إلى صدره،و يكنفني في فراشه،و يمسني جسده،و يشمني عرفه،و كان يمضغ الشي‏ثم يلقمنيه،و ما وجد لي كذبة في قول،و لا خطلة في فعل (9) ».

قال ابن أبي الحديد:«روى الفضل بن عباس رحمه الله قال:سألت أبي عن ولد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الذكور أيهم كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم له أشد حبا؟فقال:علي بن أبي طالب عليه السلام،فقلت له:سألتك عن بنيه،فقال:إنه كان أحب عليه من بنيه جميعا و أرأف،ما رأيناه زايله يوما من الدهر منذ كان طفلا...و ما رأينا أبا أبر بابن منه لعلي،و لا ابنا أطوع لأب من علي له (10) ».

أقول:و إن من كان هذا شأنه لا يكون إلا من عصمه الله من الزلل،و آمنه من الفتن،و طهره من الدنس،و أذهب عنه الرجس،و طهره تطهيرا.

6ـقال العلامة المجلسي رحمه الله:عن بريدة الأسلميـفي حديثهـأنه قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم:«قال لي جبرئيل:يا محمد!إن حفظة علي بن أبي طالب تفتخر على الملائكة أنها لم تكتب على علي خطيئة منذ صحبته (11) ».

تعليقات:

1ـنهج البلاغة،خ .4

2ـالراوندي:شرح نهج البلاغة،ج 1:ص .141

3ـالبحراني:شرح نهج البلاغة،ج 1:ص .275

4ـنهج البلاغة،خ .10

5ـابن أبي الحديد:شرح النهج،ج 1:ص .239

6ـابن أبي الحديد:شرح النهج،ج 1:ص .265

7ـنهج البلاغة،خ .16

8ـالمصدر،خ .95

9ـنهج البلاغة،خ .190

10ـابن أبي الحديد:شرح النهج،ج 13:ص .200

11ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 38:ص .65