
الفصل 7: في أن ولاية علي عليه السلام أحسن وسيلة لرفع الاختلاف
1ـعن سلمان الفارسي رضى الله عنه:«ألا يا أيها الناس اسمعوا عني حديثي ثم اعقلوه عني،إلا
و إنى أوتيت علما كثيرا،فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام
لقالت طائفة منكم:هو مجنون،و قالت طائفة اخرى:اللهم اغفر لقاتل سلمانـإلى أن قال:ـأما
و الذي نفس سلمان بيده لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم (1) ،و لو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء،و لو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم،و لما
عال ولي الله،و لا طاش (2) لكم سهم من فرائض الله،و لا اختلف اثنان في حكم الله،و لكن أبيتم فوليتموها غيره،فأبشروا
بالبلاء (3) ».
2ـعن أبى ذر الغفاري رضى الله عنه و هو آخذ بحلقة باب الكعبة:«أيها الناس!من عرفني فقد
عرفني،و من لم يعرفني فسانبئه بإسمي:فأنا جندب أبوذر الغفاريـإلى أن قال:ـألا أيتها
الأمة المتحيرة بعد نبيها،لو قدمتم من قدم الله،و أخرتم من أخر الله،و جعلتم الولاية
حيث جعلها الله لما عال ولي الله،و لما ضاع فرض
من فرائض الله،و لا اختلف اثنان في حكم من أحكام الله...فذوقوا و بال ما كسبتم (4) ».
3ـعن فاطمة الزهراء عليها السلام:«أما و الله،لو تركوا الحق على أهله،و اتبعوا عترة
نبيه،لما اختلف في الله اثنان،و لورثها سلف عن سلف،و خلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع
من ولد الحسين،و لكن قدموا من أخره الله،و أخروا من قدمه الله حتى إذا ألحدوا المبعوث،و
أودعوه الجدث المجدوث،و اختاروا بشهوتهم،و عملوا بآرائهم.تبا لهم،أو لم يسمعوا الله
يقول:/و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة/ (5) ؟بل سمعوا و لكنهم كما قال الله سبحانه:/فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى
فى الصدور/ (6) هيهات!بسطوا في الدنيا آمالهم،و نسوا آجالهم،فتعسا لهم (7) ».و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
4ـعن الحسن بن علي عليه السلام:«أقسم بالله،لو أن الناس سمعوا قول الله و قول رسوله
لأعطتهم السماء قطرها،و الأرض بركتها،و لما اختلف في هذه الامة سيفان،و ما طمعت فيها
يا معاوية،و لكن لما اخرجت سالفا عن معدنها،و زحزحت عن قواعدها تنازعتها قريش بينها،و
ترامتها كترامى الكرةـإلى أن قال:ـو قد سمعت هذه الامة قول النبى صلى الله عليه و آله
و سلم لأبي:إنه مني بمنزلة هارون من موسى،إلا إنه لا نبي بعديـالحديث
(8) ».و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
5ـعن إبن عباس:«أيم الله،أن لو قدم من قدم الله،و اخر من أخر الله ما عالت فريضة».
تعليقات:
1ـأقدامكم خ ل.
2ـأي مال عن الهدف.
3ـالإحتجاج للطبرسى،ج 1:ص 111،ط بيروت.
4ـالبحار،ج 27:ص .319
5ـالقصص: .68
6ـالحج: .46
7ـالبحار،ج 36:ص 353.و الجدث:القبر،و المجدوث:المحفور.
8ـبهج الصباغة في شرح نهج البلاغة،ج 3:ص .448