[ 300 ]
باب ما ذكر في معاوية من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم و [ بعض ما ورد فيه عن غيره ] [ ويبتدأ بما ورد عن الصحابي الكبير أبي سعيد الخدري ]
775 - محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن رجاء بن صالح القرشي قال.
/ 166 / ب / حدثنا جندل بن والق التغلبي عن محمد بن بشر العبدي عن أبي الوداك: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم معاوية على منبري فاضربوا رأسه.
قال شهاب: أحسبه قال: بالسيف (1)
(1) كذا في أصلي ولم تتبين لي معرفة شهاب هذا.
775 - وللحديث أسانيد ومصادر وقد رواه جماعة من عدول الصحابة باختلاف طفيف في بعض الالفاظ واتحاد المعنى في جميع الطرق فقد ظفرنا في الموضوع على حديث سهل بن حنيف الصحابي و عبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله الانصاري وأبي سعيد الخدري وكلهم من أجلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أما حديث أبي سعيد فقد رواه جماعة منهم ابن عدي في ترجمة عبد الرزاق من كتاب الكامل: ج 5 ص 1951، ط دار الفكر قال: أخبرنا الحسن بن سفيان النسوي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة:
[ 301 ]
............................................................................................................................
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
[ قال ابن عدي: ] وهذا حديث يعرف بعبد الرزاق عن ابن عيينة وقد روي [ أيضا عن ] غير عبد الرزاق عن ابن عيينة: حدثناه محمد بن سعيد بن معاوية بنصيبين قال: حدثنا سليمان بن أيوب الصريفيني حدثنا ابن عيينة عن علي بن زيد بإسناده نحوه.
ولم أكتبه بعلو إلا عن ابن معاوية هذا.
وقد رواه علي بن المديني عن [ ابن ] عيينة: حدثناه محمد بن العباس الدمشقي عن عمار بن رجاء عن علي بن المديني.
[ و ] حدثنا محمد بن إبراهيم الاصبهاني حدثنا أحمد بن الفرات حدثنا عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن علي بن زيد بإسناده نحوه.
[ قال ابن عدي: ] وجعفر بن سليمان هذا يعد في الشيعة من أهل البصرة [ غير أنه من رجال البخاري ومسلم وأربعة آخرين من مؤلفي الصحاح الست ].
و عبد الرزاق أيضا يعد في الشيعة [ لكنه من رجال الصحاح الست ].
وهذا الحديث لجعفر بن سليمان أشبه من ابن عيينة على أن ابن عيينة كوفي وقد قال ابن عيينة في حديثه له - [ و ] قيل له: فيه ذكر عثمان ؟ قال: نعم ولكني سكت لاني غلام كوفي ! ! ورواه الذهبي عنه حرفيا في ترجمة عبد الرزاق من كتاب ميزان الاعتدال: ج 2 ص ص 128، ورواه عنه العلامة الاميني في كتاب الغدير: ج 10، ص 145.
وأيضا رواه ابن عدي في ترجمة علي بن زيد من كتاب الكامل: ج 5 ص 1844، قال: حدثنا محمد بن سعيد بن معاوية النصيبي حدثنا سليمان بن أيوب أبو عمر الصريفيني حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة: عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا رأيتم معاوية على منبري فارجموه.
وهذا الحديث رواه عن ابن عيينة عبد الرزاق.
وقد روي هذا عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن علي بن زيد.
وقد روى هذا الحديث عن علي بن زيد أيضا حماد بن سلمة في كتابي بخطي عن الفضل بن الحباب.
[ 302 ]
..........................................................................................................................
حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم معاوية على هذه الاعواد فاقتلوه.
[ قال: فلما كان عهد عمر صعد معاوية المنبر كي يخطب ] فقام إليه رجل من الانصار [ وهو يخطب ] بالسيف فقال أبو سعيد: ما تصنع ؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا رأيتم معاوية يخطب على الاعواد فاقتلوه.
فقال له أبو سعيد: إنا قد سمعنا ما سمعت ولكنا نكره أن نسل السيف على عهد عمر حتى نستأمره ! ! ! فكتبوا إلى عمر في ذلك فجاء موته قبل أن يجئ جوابه.
وقد رواه أيضا ابن عدي في ترجمة مجالد بن سعيد من كتاب الكامل: ج 6 ص 2416 قال: حدثنا أحمد بن عامر البرقعيدي حدثنا بشر بن عبد الوهاب الدمشقي حدثنا محمد بن بشر حدثنا مجالد عن أبي الوداك: عن أبي سعيد [ قال: ] سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا رأيتم معاوية على منبر [ ي ] يخطب فاقتلوه.
قال بشر: فما فعلوا.
قال الشيخ [ ابن عدي ]: وهذا لا أعلم يرويه عن أبي الوداك غير مجالد و [ رواه ] عنه ابن بشر وقد رواه [ أيضا ] غير ابن بشر عن مجالد.
وأيضا رواه ابن عدي في ترجمة الوليد بن القاسم من كتاب الكامل: ج 7 ص 2544 قال: أخبرنا علي بن المثنى حدثنا الوليد بن القاسم عن مجالد عن أبي الوداك: عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
قال [ [ ابن عدي ]: وهذا رواه عن مجالد محمد بن بشر وغيره.
أقول: ورواه أيضا بأسانيد من غير نقاش الذهبي في ترجمة معاوية من سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 149، قال: [ وعن ] محمد بن بشر العبدي حدثنا مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد مرفوعا: إذا رأيتم فلانا يخطب على منبري فاقتلوه.
[ قال: و ] رواه جندل بن والق [ من رجال البخاري في كتاب الادب المفرد المترجم في تهذيب التهذيب: ج 2 ص 119، وفي الجرح والتعديل: ج 2 ص 535 ] عن
[ 303 ]
...........................................................................................................................
محمد بن بشر فقال بدل " فلانا " معاوية.
وتابعه الوليد بن القاسم عن مجالد.
وقال حماد وجماعة: عن علي بن زيد [ من رجال البخاري ومسلم وآخرين من أصحاب الصحاح الست ] عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
ورواه أيضا ابن حجر في ترجمة علي بن زيد من كتاب تهذيب التهذيب: ج 7 ص 324 قال: وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا: إذا رأيتم معاوية على هذه الاعواد فاقتلوه.
ثم قال ابن حجر: وأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن إسحاق عن عبد الرزاق عن ابن عيينة عن علي بن زيد.
ثم قال ابن حجر: والمحفوظ عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن علي، ولكن لفظ ابن عيينة: " فارجموه".
أقول ورواه بعضهم عن ميزان الاعتدال: ج 2 ص 7 و 129.
وروى البلاذري في الحديث: " 370 " من ترجمة معاوية من كتاب أنساب الاشراف: ج 2 / الورق / 75 / ب / قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا حجاج بن محمد حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة [ المنذر بن مالك ]: عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من الانصار أراد قتل معاوية فقلنا له: لا تسل السيف في عهد عمر حتى نكتب إليه ! ! قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا رأيتم معاوية يخطب على الاعواد فاقتلوه.
قالوا: ونحن [ أيضا ] سمعناه ولكن لا نفعل حتى نكتب إلى عمر ! ! ! فكتبوا إليه فلم يأتهم جواب حتى مات.
ورواه عنه مع شرحه صحة الحديث العلامة الاميني رفع الله مقامه في كتاب الغدير: ج 10، ص 143، ولفظ الحديث أخذناه منه لان مخطوطة أنساب الاشراف لم تكن عندي حين تحرير هذا المقام.
[ 304 ]
[ حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حول معاوية ]
776 - محمد بن سليمان قال: حدثنا خضر بن أبان الهاشمي قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبي عوانة عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد: عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: معاوية يوم القيامة في صندوق من نار.
[ كلام سعد بن أبي وقاص في معاوية لما نهى عن متعة الحج ]
777 - [ حدثنا ] خضر بن أبان قال: حدثنا ابن عبد الحميد الحماني عن شريك عن عبد الملك عن بشير: عن غنم بن قيس قال: سألت سعد بن مالك عن متعة الحج ؟ فقلت: إن معاوية ينهى عنها فقال: وما يدري الفاسق ؟ فعلناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعاوية كافر بالله.
[ 305 ]
778 - [ حدثنا ] خضر بن أبان قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن عبد الله بن المبارك عن سليمان التيمي: عن غنم بن قيس قال: قال: سألت سعدا عن المتعة للحج ؟ فقال: قد فعلناها.
فقلت: إن معاوية قد نهى عنها فقال: إن معاوية لكافر بالعرش !
[ أحاديث حسن البصري في شأن معاوية ]
779 - [ حدثنا ] خضر بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن عبد الكريم عن شريك عن إسماعيل بن مسلم: عن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه.
قال الحسن: فلم يفعلوا فأذلهم الله.
780 - [ حدثنا ] خضر بن أبان قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن شريك عن إسماعيل بن مسلم: عن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فقتلوه.
780 - وقريبا منه رواه أحمد بن حنبل كما في الحديث: (814) من كتاب السنة - تأليف عبد الله بن أحمد بن حنبل - ص 151، ط 1، قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، قال: قال رجل لايوب: إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم معاوية منبري فاقتلوه.
[ 306 ]
[ حديث حبر الامة عبد الله بن العباس حول معاوية ]
781 - محمد / 167 / أ / بن سليمان قال: أخبرنا بعض أصحابنا عن أبي سلمة المسلم بن محمد بن المسلم بن عفان قال: أخبرنا عبد الرزاق بن همام قال: أخبرني الثوري عن حبيب بن أبي ثابت: عن سعيد بن جبير قال: سمعت ابن عباس يلعن معاوية يوم عرفة قال: [ فـ] قلت: ما شأنه يا ابن عباس ؟ قال: إن عليا كان يأمر بالتلبية في هذا اليوم فنهى عنها [ معاوية ] لذلك ! ! !
782 - [ وبالسند المتقدم قال: أخبرنا ] أبو سلمة قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب: عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس يقول: لعن الله معاوية عمد إلى أفضل أيام الحج فقطع فيه التلبية وأذهب نوره.
يعني يوم عرفة.
[ 307 ]
خبر سعية [ بن العريض مع معاوية ] (1)
783 - محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن حازم الغفاري قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن التغلبي قال: حدثنا هشام بن المغيرة عن سليمان بن محمد القرشي عن جابر بن إسحاق البصري عن أحمد بن محمد بن ربيعة بن عجلان عن عبد الله بن لهيعة: عن أبي الزبير أن معاوية بن أبي سفيان قدم المدينة فدخل المسجد فرمى ببصره في صحن المسجد فإذا شيخ له ضفيرتان من أحسن ما رئيت من الشيوخ سمتا وأنقاه ثوبا وأشده تشميرا فقال: من هذا الشيخ ؟ فقيل: [ هو ] سعية بن العريض بن السموأل التيمي قال فبعث إليه معاوية يدعوه فأتاه الرسول فقال له: أجب.
قال: ويلك ولمن أجيب ؟ قال: لامير المؤمنين.
قال ومن أمير المؤمنين ؟ قال: معاوية بن أبي سفيان.
قال: التراب في فيك وفي في معاوية بن أبي سفيان ! ! قال: فرجع الرسول إلى معاوية فأخبره بالذي قال [ قال: ] فقال له معاوية: ارجع إليه فقل له: إما أن تأتينا وإما أن نأتيك.
(1) قد سبق خبر سعية بن العريض - هذا - مع معاوية بسنده ومتنه [ حرفيا ] في أواخر الجزء الثالث تحت الرقم: " 321 " من كتاب المناقب هذا في الورق / 84 / ب / وفي هذه الطبعة في ج 1.
وقد روى البرزنجي صدر الحديث عن كتاب الاغاني في كتابه النصائح الكافية ص 126 ط 2.
[ 308 ]
قال: فرجع الرسول إليه فقال له: يقول معاوية: إما أن تأتينا وإما أن نأتيك ؟ قال: أما هذا فنعم.
قال: فأتاه فسلم عليه بغير تسليم الامارة ولا الخلافة فقال له معاوية: من أنت ؟ قال سعية: لا بل من أنت ؟ ! قال: أنا معاوية بن أبي سفيان.
قال له سعية: وأنا سعية بن العريض بن السموأل.
قال: ما فعلت أرضك التي بـ" تيماء " ؟ قال: يكسى منها العاري ويعاد بفضلها على الجار.
قال له معاوية: أتبيعنيها ؟ قال له سعية: نعم ولو لا خلة داخلة في الحي ما بعتكها بشئ.
قال: فبكم تبيعها ؟ قال: بست مائة ألف قال: فقال له معاوية: بخ بخ فقد أحببت أن تثمن بها (1) أتبيعها بستين ألفا ؟ قال: فقال: لا ولو كانت لبعض جلسائك لاخذتها بست مائة ألف.
فقال له معاوية: وعسى أن تكون كما تقول أنشدني مرثية أبيك التي رثى بها نفسه.
قال: نعم أبي الذي يقول:
ألا ليت شعري يوم أندب هالكا * ماذا يبكيني [ به ] نواحي (2)
لا تبعدن فرب يوم كريهة * فرجتها بشجاعة وسماح
ولقد أصبت بفضل مالي حقه * عند الشتاء وشدة الارواح
ولقد أجبت الحق غير مخاصم * ولقد بذلت الحق غير ملاحي
وإذا دعيت لضيقة سهلتها * أدعو بأفلح مرة ورباح
(1) هذا هو الظاهر الموافق لما تقدم في الحديث: " 322 " في الورق: / 85 / أ / وفي هذه الطبعة ص.
وهاهنا في أصلي: " أن تنمر بها.. ".
(2) قال كاتب أصلي هذا في هامش هذا المقام ما لفظه: " هذا من بحر الكامل فما يستقيم إلا أن يكون " يا ليت " وأما " ألا ليت شعري " فيكون المصراع الاول من الطويل وبقية الابيات من الكامل.
[ 309 ]
قال: فقال له معاوية: أنا والله كنت أحق بهذه الابيات من أبيك ؟ ! قال: فقال له سعية: كذبت والله ولؤمت ! قال: فقال له معاوية: أما قولك: كذبت فقد عرفنا معناه فما معنى [ قولك: ] ولؤمت ؟ قال: لانك أمت الحق في الجاهلية [ مرة ] وفي الاسلام أخرى ! ! أما في الجاهلية فإنك / 168 / أ / قاتلت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والوحي فجعل الله خدك الاسفل وكيدك المردود ! وإما في الاسلام فإنك أمرت إمارة ما جعلها الله لك تخبطها عمياء مظلمة تهوي بها في نار جهنم ! ! ! قال: فقال له معاوية: ما أظن شيخكم هذا إلا قد خرف.
قال: فقال سعية: والله ما خرفت ولا عزب عني عقلي [ ثم قال: ] نشدتك الله يا معاوية إن كنت صادقا لما صدقتني وإن كنت كاذبا لما كذبتني.
قال: اذكر.
فقال له سعية: [ يا معاوية أ ] تذكر يوم كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله حين رفع النبي [ صلى الله عليه ] رأسه إلى أبي بكر فقال له: كيف أنت يا أبا بكر إن أت وليت الامر غدا ؟ قال: الله ورسوله أعلم.
فانتقع وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سكت طويلا ثم رفع رأسه إلى عمر فقال له: كيف أنت يا عمر إن وليت الامر غدا ؟ قال: الله ورسوله أعلم.
فانتقع وجه رسول الله ثم سكت ثم التفت إلى عثمان فقال له: كيف أنت يا ابن عفان إن وليت هذا الامر غدا ؟ قال: الله ورسوله أعلم. فانتقع وجه رسول.
الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم سكت ثم رفع رأسه إلى علي فقال له: كيف أنت
[ 310 ]
يا أبا حسن إن وليت الامر غدا ؟ قال: أعدل يا رسول الله في الرعية وأقسم بينهم بالسوية وأقسم التمرة وأحمي الحرة وأعز الذليل وأشفي الغليل وأهدم المرح وأحمي الفرج.
قال: أنت لها.
قال: فنكس علي رأسه [ ثم ] قال: بأبي أنت وأمي ألي ؟ أم علي ؟ قال: لا بل لك - ثلاث مرات - وأنت أول من يجثو للخصوم.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله إني سألت الله أن يجمع الامة عليك فأبى ذلك علي / 168 / ب / حتى يبلو بعضهم ببعض ليميز الله الخبيث من الطيب ولكنه عوضك من ذلك سبع خصال: تستر عورتي وتقضي ديني وعداتي وأنت معي على حوضي معك لوائي الاعظم تحته آدم ومن ولد وأنت [ أقرب الناس ] إلي يوم القيامة (1) ولن ترجع كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان.
فقال عمر: بخ بخ لقد أعطي بن أبي طالب خصالا لان يكون في آل الخطاب واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ! ! ! ثم أقبل عليك يا معاوية ثم قال: كيف أنت إن وليت غدا ؟ فقلت: الله ورسوله أعلم.
فانتقع وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: أنت مفتاح الفتنة ورأس الغي أملك طويل وأجلك قصير تأكل فلا تشبع تخطبها عمياء مظلمة.
قال: فانصرف عن معاوية فنام من الناس - قال إبراهيم: والفيام: مائة ألف - قال: فقيل لمعاوية أتهيج رجلا قد سمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله فيك ؟
(1) هذا هو الظاهر من سياق الكلام وبقدر نصف ما وضعناه بين المعقوفين كان في أصلي بياض ولكن الحديث تقدم تحت الرقم: " 322 " في الورق / 86 / أ / وفي هذه
[ 311 ]
[ حديث عبد الله بن عمرو بن العاص حول معاوية ]
[ ثم ما اقترحه المغيرة بن شعبة على علي عليه السلام حول معاوية والزبير في بداية خلافة علي عليه السلام ]
784 - محمد بن سليمان قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق القاضي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا نوح بن دراج عن ليث عن طاووس: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يطلع من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي.
[ قال عبد الله: ] فأشفقت أن يكون أبي فطلع معاوية.
الطبعة ص... وكان هناك فيه: " ميكالي " وصوبناه بـ" تكاتي " الوارد في الحديث: " 255 " من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل ص 182، ط قم.
784 - والحديث رواه البلاذري بسندين في ترجمة معاوية من كتاب أنساب الاشراف: ج 2 الورق / 75 / أ / من مخطوطة تركيا - قال: حدثني عبد الله بن صالح حدثني يحيي بن آدم عن شريك عن ليث عن طاووس: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي.
قال [ عبد الله ]: وتركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع فطلع معاوية.
وحدثني إسحاق قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام أنبأنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
أقول: لفظ الحديث أخذناه من كتاب الغدير: ج 1، ص 141، ط بيروت إذ حين تحقيق هذا المقام لم يكن بمتناولي مخطوطة أنساب الاشراف.
[ 312 ]
785 - محمد بن سليمان قال: حدثنا عثمان بن محمد الالثغ قال: حدثنا جعفر بن مسلم السراج قال: حدثنا يحيى بن الحسن الحريري، قال: حدثنا عاصم، عن نوح بن دراج عن محمد بن إسحاق:
عن الزهري قال: قال المغيرة [ بن شعبة ]: لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: إني قد غششتك ثلاث [مرات] من الدهر والله لانصحنك اليوم دع معاوية / 169 / أ / على أهل الشام واستبق الزبير على العراق ؟ فإذا استقام لك الامر فاعزلهما ! !
[ فـ] قال [ له علي عليه السلام ]: ليس يحكمان في سلطاني يوما واحدا لا والله ولو تخطفني السباع والطير ! ! !
785 - وقريبا منه ذكره أبو عمر ابن عبد البر في ترجمة مغيرة بن شعبة من كتاب الاستيعاب بهامش الاصابة: ج 3 ص 390.
ورواه أيضا الطوسي في الحديث: " 42 " من الجزء الثالث من أماليه: ج 1، ص 85 طبعة بيروت.
وله مصادر وشواهد يجد الباحث بعضها في شرح المختار: " 83 " من نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد: ج 2 ص 469.
وأيضا ذكر له شواهد في المختار: " 70 " من كتاب نهج السعادة: ج 1، ص 238 ط 2.
[ 313 ]
خبر معاوية وعمرو بن العاص [في قصة تغنيهما في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله]
786 - محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن مروان قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال: أخبرنا علي بن حكيم الاودي قال: أخبرنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبي عن يزيد بن أبي زياد: عن سليمان بن عمرو بن الاحوص الازدي قال: حدثنا أبو هلال أنه سمع أبا برزة الاسلمي أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ في سفر ] فسمعوا غناءا فتشوفوا له (1) فقام رجل فاستمع له وذلك قبل أن يحرم الخمر فأتاهم ثم رجع ثم قال: هذا معاوية وعمرو بن العاص يرد أحدهما على الآخر وهو يقول:
لا تزال حواري تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يجن فتقبرا (2)
[ قال: ] فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله يديه فقال: اللهم اركسهما في الفتنة ركسا اللهم دعهما إلى النار دعا.
اللام في قوله: " له " بمعنى " إلى " ولفظة: " فتشوفوا " غير واضحة في أصلي، ويصلح أن تقرأ: " فتشرفوا له " وهما بمعنى واحد يقال: فلان تشوف إلى الشئ تشوفا: نظر إليه وأشرف عليه. تطلع إليه.
(2) كلمة: " تجن " رسم خطها غير جلي في أصلي، وقال ابن منظور في كتاب لسان العرب: " وحكى بعضهم [ وقال ] زلت أفعل أي ما زلت أفعل. والحس: القتل الشديد.
وفي الآية: " 252 " من سورة آل عمران: * (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه) * والاركاس: الرد والارجاع.
والدع: الدفع الشديد، ومنه قوله تعالى في الآية: " 13 " من سورة الطور: * (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا).
[ 314 ]
...........................................................................................................................
786 - وللحديث مصادر، وقد رواه نصر بن مزاحم المنقري في الجزء الرابع من كتاب صفين ص 219 قال: [ و ] عن محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الاحوص الازدي قال: أخبرني أبو هلال أنه سمع أبا بزرة الاسلمي يقول: إنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم [ في سفر ] فسمعوا غناء فتشوفوا له فقام رجل فاستمع له وذلك قبل أن تحرم الخمر فأتاهم ثم رجع فقال: هذا معاوية وعمرو بن العاص يجيب أحدهما الآخر وهو يقول: يزال حواريي تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يحس فيقبرا فرفع رسول الله يديه فقال: اللهم اركسها في الفتنة ركسا، اللهم دعها إلى النار دعا.
وأشار ابن منظور إلى الحديث في مادة (ركس) و (دع) من لسان العرب ورواه أيضا احمد بن حنبل في مسند أبي برزة من كتاب المسند 4 / 421 ط 1 ورواه أبو يعلى الموصلي في سنده ج 13 ص 429 ح 17 و 18 من مسند أبي بزرة عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير ومحمد بن فضيل عن يزيد.
وعن أبي بكر ابن أبي شيبة عن ابن فضيل.
وأخرجه البزار 2 / 453 برقم 2093 من طريق عباد بن يعقوب عن ابن فضيل.
[ 315 ]
خبر [ سفيان ] بن الليل [ وما جرى بينه وبين الامام الحسن عليه السلام ]
787 - [ محمد بن سليمان قال: ] حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي بن حكيم قال: أخبرنا محمد بن فضيل عن السري بن إسماعيل عن الشعبي: عن سفيان بن الليل أنه أتى حسنا بالمدينة حين انصرف من عند معاوية فوجده بفناء داره فلما انتهى إليه قال: السلام عليك يا مذل المؤمنين ! ! ! قال: فقال [ الحسن ]: وما ذكرك لهذا ؟ قال: فذكرته الذي كان منه من تركه القتال ورجوعه إلى المدينة ! ! ! [ فـ] قال حسن: يا سفيان أما إني سمعت / 169 / ب / عليا يقول: لا تذهب الليالي والايام حتى يجتمع أمر هذه [ الامة ] على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع لا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر ولا في الارض حامد وإنه معاوية. وإني عرفت أن الله بالغ أمره.
788 - قال أبو جعفر محمد بن سليمان: وحدثنا إسحاق بن محمد بن [ محمد بن ] إسحاق القاضي - اظن - عن عباد عن محمد بن فضيل مثل هذا الحديث بإسناده مثله.
(1) وللحديث مصادر كثيرة ومصادر جمة وقد رواه الثعلبي المتوفى سنة 428 في تفسير سورة القدر من تفسيره: ج 4 الورق: / 36 / أ / قال:
[ 316 ]
.........................................................................................................................
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن شنبه [ كذا ] قال: حدثنا محعبد الله بن محمد بن الاشقر قال: حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو داوود قال: حدثنا القاسم بن الفضل: عن يوسف بن مازن الراسبي قال: قام رجل إلى الحسن بن علي فقال: سودت وجوه المؤمنين عمدت إلى هذا الرجل فبايعته ؟ - يعني معاوية -.
فقال له الحسن: لا تؤنبني رحمك الله فإن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قد أري بني أمية يخطبون على منبره رجل رجل ؟ فساءه ذلك فنزلت: * (إنا أعطيناك الكوثر) * ونزلت: * (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) * يملكه بنو أمية.
قال القاسم [ بن الفضل ]: فحسبنا ملك بني أمية فإذا هو ألف شهر لا يزيد ولا ينقص.
أقول: ومن أحب أن يعرف صحة الحديث وكثرة أسانيده ومصادره فعليه بما علقناه على الحديث: " 327 " وما بعده من ترجمة الامام الحسن من تاريخ دمشق ص 198، ط بيروت.
[ 317 ]
خبر القاضي [ الشامي مع عمر بن الخطاب ]
789 - [ محمد بن سليمان قال: ] حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد: عن عطاء بن السائب قال: أخبرني غير واحد أن قاضيا من قضاة الشام أتى عمر فقال له عمر: كيف تقضي ؟ فقال: أقضي بما في كتاب الله.
قال: فإذا أتاك ما ليس في كتاب الله ؟ قال: أقضي بما قضى به رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال: فإذا أتاك ما ليس في كتاب الله وما لم يقض به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال: أشاور رجالا وأجتهد رأيي.
فلما مضى قال [ عمر ]: هكذا يكون القضاء فإذا جلست تقضي فقل: اللهم ارزقني أقضي بعلم وأن أنطق بحلم وارزقني العدل في الرضى والغضب.
قال: فانطلق فسار ما شاء الله ثم رجع فقال له عمر: وما ردك ؟ قال: رأيت رؤيا أفظعتني.
قال: وما هي ؟ قال: رأيت الشمس والقمر يقتتلان والكواكب بينهما نصفين.
قال: مع أيهما كنت ثكلتك أمك ؟ ! قال: كنت مع القمر.
قال: فقرأ عمر: هذا الآية: * (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) * [ / 12 / الاسراء:: 17 ] [ ثم قال له: ] انطلق فلا تعمل لي عملا أبدا.
قال عطاء: فبلغني أنه قتل مع معاوية بصفين.
789 - والحديث قد تقدم حرفيا تحت الرقم: (519) في الجزء الخامس من هذا الكتاب: ج 2 ص 35.
[ 318 ]
[ حديث الحسن البصري حول معاوية من طريق ثالث ]
790 - محمد / 170 / أ / بن سليمان قال: حدثنا خضر بن أبان قال: حدثنا يحى بن عبد الحميد الحماني عن شريك عن إسماعيل بن مسلم: عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
ورواه ابن ابي شيبة في المصنف 11 / 74 و 144 ط 1 تحت الرقم 10554 و 10754 قال: إن قاضيا من قضاة أهل الشام أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين رأيت رؤيا أفظعتني.
قال: وما رأيت ؟ قال: رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم معهما نصفين.
قال: فمع أيهما كنت ؟ قال: مع القمر على الشمس.
قال عمر بن الخطاب: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) [ 12 / الاسراء: 17) فانطلق فو الله لا تعمل لي عملا أبدا.
قال [ عطاء ]: فبلغني أنه قتل مع معاوية بصفين.
790 - والحديث رواه ابن عدي بسندين في ترجمة عمر بن عبيد من كتاب الكامل: ج 5 ص 1751، قال: حدثنا ابن حماد قال: حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: قيل لايوب: إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه.
وأيضا روى ابن عدي في نفس الترجمة من كتاب الكامل ص 1756، قال: حدثنا الساجي قال: حدثنا بندار قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: قيل لايوب [ السختياني ]: إن عمرا روى عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم [ أنه ] قال: إذا رأيتم معاوية على المنبر فقتلوه.
[ 319 ]
[ لعن الامام أمير المؤمنين عليه السلام معاوية وابن العاص وأبا الاعور وأبا موسى ]
791 - محمد بن سليمان قال: حدثنا علي [ بن ] السري المقري ؟ قال: حدثنا نصر بن مزاحم المنقري قال: حدثنا عمر بن سعد الاسدي قال: حدثني يحي بن سعيد والصعق بن زهير: عن يوسف بن أبي روق [ قال: ] إن علي بن أبي طالب بعدما حكم الحكمان [ عمرو بن العاص وأبو موسى بالجور والهوى ] قال: اللهم العن معاوية بن أبي سفيان بادئا وعمرو بن العاص ثانيا وأبا الاعور السلمي ثالثا و عبد الله بن قيس رابعا.
[ وكان عليه السلام ] يمد بها صوته (1).
ورواه أيضا البلاذري بسند صحيح في ترجمة معاوية من كتاب أنساب الاشراف: ج 2 / الورق: / 75 / ب / قال: حدثنا يوسف بن موسى وأبو موسى إسحاق الفروي قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد [ قال: ] حدثنا إسماعيل بن أبي خالد والاعمش عن الحسن [ البصري ] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
[ قال الحسن: ] فتركوا أمره فلم يفلحوا ولم ينجحوا.
وانظر ما أفاده العلامة الاميني رفع الله مقامه حول تصحيح الحديث في كتاب الغدير: ج 10، ص 143، ودقق النظر فيما أورده بعده من القرائن والشواهد الخارجية الدالة على صحة الحديث وصدقه.
(1) والحديث رواه نصر بن مزاحم في آخر كتاب صفين ص 552، وفي ط ص 625.
ورواه أيضا البلاذري في الحديث: (423) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب أنساب الاشراف: ج 2 ص 352.
ورواه أيضا الطبري في حوادث سنة (38) من كتابه تاريخ الامم والملوك: ج 5 ص 71.
[ 320 ]
[ لعن ابن عباس في يوم عرفة معاوية بن أبي سفيان ]
792 - محمد بن سليمان قال: أخبرنا بعض أصحابنا ممن أثق بن عن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عمر الكشوري قال: حدثنا محمد بن يوسف الحذاقي (1) قال: حدثنا عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت: عن سعيد بن جبير قال: سمعت ابن عباس يلعن معاوية بعرفة يوم عرفة قال: قلت: ما شأنه يا ابن عباس ؟ قال: إن عليا كان يأمر بالتلبية في هذا اليوم فنهى [ معاوية ] عنها لذلك ! !
793 - [ وبالسند المتقدم حدثنا ] عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب: عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس يوم عرفة يقول: لعن الله فلانا.
- قال أبو جعفر: قال لمن ؟ الذي حدثني بهذا الحديث سماه لنا الكشوري معاوية - عمد إلى افضل أيام الحج - يعني يوم عرفة - فقطع فيه التلبية فأذهب نوره.
(1) ذكره الدارقطني في عنوان: " الحذاقي " من كتاب المؤتلف والمختلف قال: ومن أهل صنعاء أخوان وهما: محمد وإسحاق ابنا يوسف الحذاقي رويا عن عبد الرزاق، روى عنهما عبيد بن محمد الكشوري الصنعاني.
أقول: وذكره أيضا السمعاني والجزري في عنوان: " الحذاقي " من كتاب الانساب واللباب.
[ 321 ]
[ قول الامام أمير المؤمنين عليه السلام لما سئل عن قتلاه وقتلى معاوية ]
794 - محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن مروان قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال: أخبرنا علي بن حكيم قال: أخبرنا محمد بن فضيل بن غزوان عن فضيل بن / 170 / ب / مرزوق عن عطية: عن عبد الرحمان بن جندب قال: سئل علي رضي الله عنه عن قتلاه وقتلى معاوية ؟ [ فـ] قال: يؤتى بي وبمعاوية فنختصم عند ذي العرش فأينا فلج فلج أصحابه (1).
(1) الفلج - محركة -: الفوز والنجاح.
والحديث رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في عنوان: " أول ما يقضى بين الناس " من كتاب القضاء من المصنف: ج 11 / الورق / 49 / أ / وفي ط 1، ج... ص... قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية بن سعد العوفي عن عبد الرحمان بن جندب: عن علي [ عليه السلام ] أنه سئل عن قتلاه وقتلى معاوية ؟ فقال: أجئ أنا ومعاوية فنختصم عند ذي العرش فأينا فلج فلج أصحابه.
ومثله سندا ومتنا رواه أيضا ابن ديزيل عن وكيع كما رواه عنه ابن أبي الحديد في أواخر شرح المختار: " 35 " من نهج البلاغة من شرحه: ج 1، ص 454 ط الحديث ببيروت.
[ 322 ]
[ 323 ]
باب ما ذكر في الخوارج [ وإخوتهم من الناكثين والقاسطين ويبتدأ بكلام أمير المؤمنين عليه السلام فيهم ]
795 - محمد بن سليمان قال: حدثنا خضر بن أبان الهاشمي قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن فطر بن خليفة عن حكيم بن جبير قال: سمعت إبراهيم قال: سمعت علقمة قال: سمعت عليا [ عليه السلام ] يقول: أمرت أن أقتل الناكثين (1) والقاسطين والمارقين.
796 - [ حدثنا ] خضر بن أبان قال: عبد الله بن نمير عن يونس بن أبي يعفور العبدي قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمان الانصاري: عن أبي سعيد التيمي عن علي قال: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقتل الناكثين والقاسطين والمارقين.
فقال: [ إن ] الناكثين [ هم ] أهل الجمل والمارقين الخوارج والقاسطين أهل الشام.
(1) والحديث يأتي بسندين آخرين تحت الرقم: "
813 - 814 " في الورق: / 174 / أ / وفي الورق: / 174 / ب /.
(1) كذا في أصلي، والذي ورد بنحو الاستفاضة وهو مقطوع الصدور هو " أمرت أن أقاتل الناكثين ".
والظاهر أن ما في أصلي هاهنا من لفظ: " أقتل " مصحف عن " أقاتل " وإن كان هذا التعبير أيضا صحيحا في حد ذاته.
[ 324 ]
[ حديث أبي الطفيل في إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم خيبر عن مروق الخوارج ]
797 - محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسين بن مروان قال: حدثنا الحسن بن علي [ بن ] عفان العامري قال: أخبرنا علي بن حكيم قال: أخبرنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبي عن الوليد بن جميع:
عن عامر بن واثلة قال: لما كان يوم خيبر أتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل مجزوز الرأس محلوق فقال: ما عدلت ! ! ! [ فـ] قال [ له النبي ]: إذا لم أعدل أنا فمن يعدل ؟ قال: فعفا [ النبي ] عن الرجل فذهب فقال: أين الرجل ؟ فطلب فلم يجده فقال: إنه يخرج من أمتي قوم سيماهم سيما هذا يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قدحه فلا يرى شيئا ثم ينظر في رصافه فلا يرى شيئا ثم ينظر في [ نضية ] فلم ير شيئا (2).
وأيضا يأتي الحديث بسند آخر تحت الرقم: " 813 " في الورق: / 174 / أ / وفي هذه الطبعة ص.
وفيه (أقاتل) وهو أيضا يؤيد أن لفظة: " أقتل " هنا مصحفة عن " أقاتل ".
والحديث قد رواه ابن عسكر بأسانيد كثيرة تحت الرقم: " 1206 " وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 200 ط 2.
وقد أوردنا الحديث في تعليقه عن مصادر أخر.
(1) ما بين المعقوفين أخذناه من الحديث: " 174 " من كتاب خصائص أمير المؤمنين عليه السلام تأليف النسائي ص 306 ط بيروت.
وكان في أصلي هاهنا هكذا: " ثم ينظر في رصافه فلم ير شيئا ثم ينظر فلم ير شيئا ".
[ 325 ]
[ إخبار النبي صلى الله عليه وآله عن مروق الخوارج عن الدين برواية أم المؤمنين عائشة وتصديق أمير المؤمنين عليه السلام إياها ]
798 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: / 171 / أ /: أخبرنا علي بن حكيم قال: أخبرنا محمد عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه: قال: كنت عند علي جالسا إذ دخل رجل عليه ثياب السفر - قال: و [ كان ] علي يكلم الناس ويكلمونه - فقال: يا أمير المؤمنين أتأذن لي أن أتكلم ؟ فلم يلتفت إليه وشغله ما هو فيه فجلس الرجل [ إلي ] فسألته ما خبرك ؟ قال: كنت معتمرا فلقيت عائشة فقالت لي: من هؤلاء القوم الذين خرجوا بأرضكم يسمون حرورية ؟ قال: قلت: خرجوا من مكان يسمى حروراء فسموا بذالك.
قالت: شهدت هلكتهم ؟ - قال [ محمد بن عاصم ] -: فلا ادري أي
وقال ابن الاثير في شرح الحديث في مادة " نضي " من النهاية: النضي: نصل السهم.
وقيل: هو السهم قبل أن ينحت إذا كان قدحا.
[ قال ابن الاثير: ] وهو أولى لانه قد جاء في الحديث ذكر النصل بعد النضي.
وقيل: هو من السهم ما بين الريش والنصل.
قالوا: سمي نضيا لكثرة البري والنحت فكنه جعل نضوا أي هزيلا.
798 - والحديث رواه أيضا الحافظ النسائي تحت الرقم: " 182 " من كتابه خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ص 315 ط بيروت قال: أخبرنا علي بن منذر [ الطريقي ] قال: حدثنا [ محمد ] بن فضيل [ بن غزوان ] قال: أخبرنا عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه.
ورواه عبد الله بن أحمد بسندين في آخر مسند علي عليه السلام تحت الرقم: "
1378 - 1279 " من كتاب المسند: ج 1، ص.
ط 1، وفي ط 2 ج 2 ص 356.
ورواه أيضا في الحديث: " 341 " من باب فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص...
[ 326 ]
ذلك [ أجابها هل ] قال: نعم أو [ قال: ] لا.
[ فـ] قالت: طوبى لمن شهد هلكتهم أما والله لو شاء ابن أبي طالب لاخبركم خبرهم.
فجئت أسأله عن خبرهم (1).
[ قال: ] وفرغ علي [ من كلامه مع من كان يتكلم معه ] فقال: أين المستأذن ؟ [ فقام الرجل ] فقص عليه كما قص علينا قال: فأهل علي [ صوته ] فكبر مرتين فقال: إني دخلت على رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وليس عنده أحد غير عائشة فقال: كيف أنت يا علي وقوم كذا وكذا ؟ فقلت: الله ورسوله أعلم.
ثم أشار [ النبي ] بيده فقال: يخرجون من المشرق يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فيهم رجل مخدج كأن يده ثدي حبشية.
[ ثم قال علي عليه السلام: ] أنشدكم الله أخبرتكم به ؟ (2) قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله أخبرتكم بأنه فيهم ؟ قالوا: نعم.
[ قال: ] فأتيتموني فأخبرتموني أنه ليس فيهم فحلفت لكم بالله أنه فيهم فأتيتموني به تسحبونه كما نعت لكم ؟ فقالوا: نعم.
[ قال: ] صدق الله ورسوله.
ورواه أيضا عبد الله بن أحمد بسندين تحت الرقم: (1410) وما بعده من كتاب السنة ص 269 ط 1، قال: حدثني أبو معمر الهذلي إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهروي حدثنا عبد الله بن إدريس أخبرنا عاصم بن كليب عن أبيه.
[ و ] حدثني أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه.
وانظر الحديث: (1398) وما حوله من كتاب السنة ص
267 - 268.
(1) هذا هو الظاهر المذكور في كتاب خصائص علي عليه السلام، وفي أصلي هذا: " أسألك.. ".
(2) هذا هو الظاهر المذكور في الحديث: " 182 " من كتاب الخصائس وفي أصلي: " كأن يده يد حبشية أخبرتكم بهم.. ".
[ 327 ]
[ حديث مروق الخوارج برواية أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وآله ]
799 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن / 171 / ب / بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن أبان بن أبي عياش: عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سينشأ فيكم قوم يعجبونكم ويعجبهم أنفسهم يقرؤن القرآن بألسنتهم لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية.
[ 328 ]
خبر الحرورية [ من الخوارج بطرق أخر عن كبار الصحابة وهم سهل بن حنيف الانصاري وأبي سعيد الخدري وأبي أمامة والامام أمير المؤمنين عليه السلام ]
800 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني: عن يسير بن عمرو قال: دخلت على سهل بن حنيف فقلت: أخبرني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ [ قال: سأخبرك بما سمعته لا أزيدك عليه ] (1) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: - وضرب بيده - يقول: - يخرج من هاهنا قوم يقرؤن القرآن لا يجوز تراقيهم ؟ يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
قال [ يسير ]: فقلت [ لسهل ]: أما لهم علامة ؟ قال: هذا ما سمعته لا أزيدك عليه.
(1) ما بين المعقوفين كان في هامش أصلي وكان كاتب أصلي هذا رحمه الله كتب فوقه حرف: " ظ " وبقدره أبقى في متن الكتاب بياضا وكتب في بداية البياض حرف: " ض " وكان بعد البياض في الاصل: " لا أن تدرك عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وضرب بيده.. ".
[ 329 ]
801 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي بن الحكيم قال: أخبرنا محمد عن أبي سفيان عن أبي نضرة: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تفترق أمتي فرقتين منهم مارقة يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يزيدون على الاسلام حتى يزيد السهم على فوقه (2) سيماهم التحليق يقتلهم أولى الطائفتين بالحق.
[ قال أبو سعيد: ] فلما قتلهم علي قال: إن فيهم رجلا مخدجا.
(2) كذا في أصلي.
[ 330 ]
خبر السلطان الظلوم [ والمارق الخارج من الدين ]
802 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي بن حكيم / 172 أ / قال: أخبرنا محمد بن فضيل عن أبان بن أبي عياش عن أبي غالب: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رجلان من أمتي لا تنالهما شفاعتي ذو سلطان ظلوم غشوم عسوف ومارق من الدين خارج منه.
803 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن أبان عن أبي غالب: عن أبي أمامة قال: جئ برؤس من رؤس الحرورية قال: فبكى أبو أمامة ثم قال: كلاب النار.
فقلنا له: أنت تقوله أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقوله ؟ قال: بل سمعت رسول الله يقوله.
804 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن الاعمش: عن سويد بن غفلة قال: قال علي: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديثا فو الله لئن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة فإني سمعت رسول الله صلى عليه وآله وسلم يقول: سيخرج في آخر الزمان [ قوم ] أحداث الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة.
[ 331 ]
خبر [ حرب ] البصرة [ ووصية علي عليه السلام عسكره أن لا يقتلوا مدبرا ولا يدففوا على جريح... ]
805 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن عطاء بن السائب.
عن الشعبي وأبي البختري وأصحاب علي قالوا: لما ظهر علي على أهل البصرة قال: لا تقتلوا مدبرا / 172 / ب / ولا تدففوا على جريح ولكم ما في عسكرهم وعلى نسائهم العدة وما كان لهم من مال في أهليهم فهو ميراث على فرائض الله تعالى قالوا: كيف يحل لنا دماؤهم ولا يحل لنا نساؤهم وأرقاؤهم ؟ قال: لا يحل لكم ذلك.
فلما أكثروا عليه قال: هاتوا سهامكم اقرعوا على عائشة ! ! قالوا: نستغفر الله.
قال: وأنا أستغفر الله (1).
(1) وانظر الباب الثالث من كتاب تيسير المطالب في ترتيب أمالي السيد أبي طالب ص 62، ط 1.
ولاحظ أيضا اوائل المختار: " 122 " من كتاب نهج السعادة: ج 1، ص 376 ط 2.
[ 332 ]
[ قول أمير المؤمنين عليه السلام في الخوارج: فإن قاتلوا إمام عدل فقاتلوهم وإن قاتلوا إمام جور فلا تقاتلوهم... ]
[ وما ورد حول تخميس أمير المؤمنين عليه السلام أهل النهر وأخذه العبيد والاماء منهم ]
806 - [ حدثنا ] أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا علي بن إسماعيل بن سبيع: عن الحكم أنه قال: خمس علي أهل النهر.
807 - [ حدثنا ] أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي فان: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث الجراني قال: حدثني رجل من بني نصر بن معاوية قال: كنا عند علي [ عليه السلام ] فذكرنا الخوارج فسببناهم فقال: لا تسبوهم فإن قاتلوا إمام عدل فقاتلوهم وإن قاتلوا إمام جور فلا تقاتلوهم فإن لهم بذلك مقالا.
[ 333 ]
[كلام الامام أمير المؤمنين لما طلب من جنده أن يأتوه بالمخدج فقالوا: لا نجده في القتلى]
808 - [ حدثنا ] أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد بن فضيل عن محمد بن حفص عن أبي هريرة عن أبيه قال: أخذ علي يوم الجمل العبد والامة.
809 - [ حدثنا ] أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن عطاء بن السائب عن أبي عباس مولى أبي جحيفة - وقد كان يفضل على أبي جحيفة - قال: سأله ميسرة وأنا أسمع عن أهل النهر ؟ فقال: وجد علي وجدا لم أر وجدا قط أشد منه فقال: ويلكم أي مكان هذا ؟ فقالوا: هذا [ مكان ] كذا وكذا.
فقال: فأي نهر هذا ؟ قالوا: النهروان قال: صدق الله ورسوله وكذبتم التمسوا فإن فيهم رجلا مخدجا ليس له كف ولا ذراع على طرف يده / 173 / أ / مثل ثدي المرأة له حلمة مثل حلمة الثدي عليها سبع شعران طوال معقفات.
[ قال: ] فالتمسنا [ ه ] حتى يئسنا فلما رأيت وجده تحركنا وأنا يومئذ شاب شديد فأتينا خندقا فيه نفر منهم بعضهم على بعض فاستخرجناه فلما انتهينا إليه كبر وفرح فرحا ما رأيت [ منه ] فرحا أشد منه.
فقال له ميسرة: أنت رأيته ؟ فقال: أشهد [ بالله ] أني قد رأيته.
[ 334 ]
[ ما دار بين مسروق وبين أم المؤمنين عائشة حول الخوارج وقولها: ما كنت أشتهي أن يلي علي قتلهم ]
810 - [ حدثنا ] أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن عطاء بن السائب أو الاعمش - شك علي - عن مسلم: عن مسروق [ قال: ] سألتني عائشة أكان في هؤلاء الذين قتل علي رجلا مخدج ؟ قال: قلت: نعم.
قالت: فإذا رجعت إلى الكوفة فاذهب فسل كل ربع من أرباع الكوفة شهادة نفر منهم قال: فأتيناها من كل ربع بشهادة سبعين رجلا كلهم رآه وشهدوا عليه وكتبت أسماءهم وأنسابهم فلما جئتها وقرأت عليها الكتاب قالت: ما كنت أشتهي [ أن ] يلي قتلهم علي ! ! !
810 - والحديث يأتي بسند آخر بتفصيل في متنه في آخر هذا الجزء في الورق: 178 / أ /
[ 335 ]
[ حديث آخر في الخوارج وما ظهر من كرامة علي عليه السلام عندما أخبر عسكره بأن يبحثوا عن المخدج فقالوا: إنا بحثنا عنه ولم نجده ]
811 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي عن محمد عن مسلم الملائي: عن حبة قال: لما أن توجه علي إلى الخوارج دعاهم أن يرجعوا فقالوا: لا.
[ فـ] قال: لا تقاتلوهم.
قال: فرمى الخوارج الناس وجرحوا أناسا من أصحابه فقالوا: يا أمير المؤمنين قد جرح فينا أناس.
[ فـ] قال: انهدوا إليهم فهذا حين حل لكم قتالهم.
[ فهجم جنده عليهم ] فما كان إلا قريب من نصف النهار حتى قتلوا فقال علي: اطلبوا لي رجلا مخدج اليد.
فقال حبة: يا أمير المؤمنين إنك لتنعت نعتة رجل [ رأيته قديما ] رأيت رجلا في [ أهل ] الشرك يسقى إبلا له يمد الغرب (1) فيأخذه بيده ثم يمده فيأخذه بفيه حتى تصدر إبله عن ري ! قال / 173 / ب /: فسأله ابن عم له: ما شأن يدك ؟ قال: عضها بعير.
(1) الغرب - على زنة حرب -: الدلو العظيم.
[ 336 ]
قال: فقال علي: أطلبوه. فطلبوه فلم يقدروا عليه ثم قال: ارفعوا فاطلبوه. [ فطلبوه ] فلم يقدروا عليه ! و [ كان ] جبينه يرشح [ عرقا ] قال: فأتينا مؤخر العسكر فإذ نحن بسواد وإذا نحن بربضة نحو من ثلاث مائة (1) قال: فجعلنا نستخرجهم واحد واحدا قال: فاستخرجناه وجعلناه عى بغل يخط بيده ورجليه الارض فلما أتيناه به قال علي: شقوا عنه فإن فيه آية أخرى.
قال: فأخذ قميصه فشق - و [ كان ] عليه قميص غليظ - فإذا الثدي الذي يلي اليد الضريرة كحبة النابة (2) ليس عليه سواد ! وعلى اليد الصريرة سبع شعرات معقفات كأنهن التي تحرز بهن الاسكاف (3 قال: ثم مددت الصريرة إلى منكبه فما حال بيني وبينها عظم ! [ فـ] قال علي عند ذلك: صدق الله وبلغ رسوله إن رسول الله حدثنا أن قوما يخرجون في آخر الزمان يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية يقتلهم أحد الطائفتين (4).
(1) الربضة - على زنة قربة -: الجثة.
مقتل كل قوم قتلوا في محل واحد.
الجماعة من الناس على هيئة الربض.
(2) كذا.
(3) كذا.
(4) كذا في أصلي، وفي كثير من المصادر: " أولى الطائفتين بالحق ".
[ 337 ]
[ حديث ابن الحنفية حول بداية توجه أمير المؤمنين عليه السلام إلى البصرة إلى بدء مناوشة الفريقين وإلتحام الحرب ]
812 - [ حدثنا ] ] أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا محمد عن فطر: عن منذر الثوري قال: سمعت محمد بن الحنفية [ يقول: ] لما أن توجه طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة قال: سمع بذلك علي وهو في المدينة - قال: - فأقبل وأقبلنا معه في تسع مائة فلما نزل بذيقار قريبا من البصرة - قال: - بعث عمارا والحسن إلى الكوفة فاستنفرهم فنفر معه تسعة آلاف قال: فمنهم من أخذ البر ومنهم من أخذ الماء قال: ولحق بنا من أهل البصرة من عبد القيس ألفان فكنا اثنا عشر ألفا إلا مائة وكانوا أكثر منا.
فلما صاف بعضنا بعضا أعطاني الراية قال: وضج الناس إليه [ أن ] السهام قد عقرتنا.
قال: فأمرهم بالكف، فلما دنا الناس بعضهم من بعض رآى مني نكوصا فأخذها مني فقاتل.
قال: وحملت يومئذ على رجل من أهل البصرة فلما غشيته بالرمح قال: أنا على دين علي بن أبي طالب فلما عرفت الذي أراد كففت عنه.
[ 338 ]
[ طريقان آخران لحديث أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين برواية أمير المؤمنين عليه السلام وأبي أيوب الانصاري ]
813 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن الاعمش: عن أبي سعيد التيمي قال: سمعت عليا يقول: أمرت بقتال ثلاثة الناكثين وهم هؤلاء الذين فرغنا منهم والقاسطين وهذا وجوهنا إليهم والمارقين فلم أردهم بعد ؟
813 - والحديث قد تقدم بسندين آخرين في أول هذا الجزء تحت الرقم: "
795 - 796 " في الورق: / 170 / ب / وتقدم هناك ذكر بعض مصادره فراجع.
وأيضا الحديث يأتي قريبا تحت الرقم: " 817 " في الورق: / 174 / ب / وفي هذه الطبعة ص.
[ 339 ]
814 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن إبراهيم النحري عن رجل من الازد: عن أبي صادق قال: قدم أبو أيوب [ الانصاري ] فاشترت له الازد جزورا فبعثوا بها [ إليه ] مع أبي صادق فدخل عليه أبو صادق بتلك الجزور فقال: يا أبا أيوب رحمك الله ما حملك على استقبال هؤلاء تقاتلهم وقد أكرمك الله بصحبة نبيه وبارك عليك ؟ [ فـ] قال [ أبو أيوب ]: يا أبا صادق إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلي أقاتل الناكثين فقد قاتلتهم وعهد إلي أن أقاتل القاسطين فقد قاتلتهم وعهد إلي أن أقاتل المارقين فلم أقاتلهم بعد.
[ ثم قال: ] حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن قوما يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
814 - وللحديث أسانيد ومصادر جمة يجد الباحث كثيرا منها تحت الرقم " 1216 " وما بعده وتعليقاتها من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 212 ط 2.
[ 340 ]
[ قول أمير المؤمنين عليه السلام لما سمع شعار الخوارج: كلمة حق يراد بها الباطل وجوابه للناس لما قالوا له: أمتهم. فقال: كلا إنهم لفي أصلاب الرجال ]
815 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثتنا الحسن قال: أخبرنا محمد عن صدقة بن المثنى النخعي [ المتفق على توثيقه ] قال: سمعت [ جدي ] رياح بن الحارث يقول: كان علي في المسجد والحرورية في السوق ينادون: " لا حكم إلا لله " فأجابهم / 174 / ب / علي: حكم الله ننتظر فيكم [ إنها ] كلمة حق يراد بها باطل.
فقال الناس: يا أمير المؤمنين أمتهم.
قال: فقال: كلا والله إنهم لفي أصلاب الرجال.
[ 341 ]
[ طريق آخر لقول أمير المؤمنين عليه السلام: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ]
817 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن مسلم الملائي عن إبراهيم: [ عن علقمة ] (1) قال: قال علي: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
[ قول أمير المؤمنين للخوارج لما تنادوا: " لا حكم إلا لله ]: إنها كلمة حق يراد بها الباطل ألا إن لكم عندنا ثلاث خلال ما كنتم معنا ]
818 - حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن الاجلح عن سلمة بن كهيل: عن كثير بن نمر قال: بينما أنا في الجمعة وعلي على المنبر إذ قام رجل فنادى: " لا حكم إلا لله " ثم قال آخر: " لا حكم إلا لله " ثم قاموا من نواحي المسجد يحكمون فأشار إليهم علي بيده [ أن ] اجلسوا [ ثم قال: ] نعم لا حكم إلا لله [ والذي تقولون ] كلمة حق يطلب بها باطل حكم الله أنتظر فيكم ألا إن لكم عندنا ثلاث خلال ما كنتم معنا: لا نمنعكم مساجد الله أن تذكر [ وا ] فيها اسمه ولا أمنعكم الفئ ما دامت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا.
(1) ما بين المعقوفين قد سقط عن أصلي ولا بد منه.
[ 342 ]
[ كلام أمير المؤمنين عليه السلام حول قتاله مع أعدائه ]
819 - حدثنا أحمد قال: حدثنا الحسن قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن سالم بن أبي حفصة: عن مازن [ العائذي ] قال: سمعت عليا يقول: ما وجدت [ بدا ] من القتال أو الكفر بما أنزل الله على محمد.
[ استئذان طلحة والزبير للدخول عليه وإذنه لهما وصعودهما إليه وهما يقولان: ما بايعته قلوبنا وإنما بايعته أيدينا ]
820 - حدثنا أحمد قال: حدثنا الحسن قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد قال: حدثنا حميد الهلالي:
819 - والحديث رواه أيضا الحاكم النيسابوري في كتابه الاربعين كما رواه عنه الحموئي في الباب: " 53 " من السمط الاول من كتاب فرائد السمطين: ج 1، ص 279 ط بيروت.
ورواه أيضا ابن عساكر بسندين تحت الرقم: "
1222 - 1223 " من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 220.
820 - والحديث رواه أبو بكر ابن أبي شيبة بمعايرة جزئية في كتاب الامراء تحت الرقم: (10643) وفي أوائل كتاب الفتن تحت الرقم: (19622) من كتاب المصنف: ج 11، ص 105، 262 قال: حدثنا محمد بن بشر قال: سمعت أحمد بن عبد الله الاصم يذكر عن أم راشد جدته قالت: كنت عند أم هانئ فأتاها علي (عليه السلام) فدعت له بطعام فقال علي (عليه السلام): مالي لا أرى عندكم بركة ؟ - يعني الشاة - قالت: سبحان الله بلى والله إن عند لـ؟ ركة.
قال: إنما عنى الشاة.
قالت [ أم راشد ]: ونزلت فلقيت رجلين في الرحبة فسمعت أحدهما يقول لصاحبه: بايعته
[ 343 ]
عن أم راشد مولاة أم هانئ بنت أبي طالب أن عليا دخل على أم هانئ بنت أبي طالب فقال: ما لي لا أرى عندكم بركة ؟ فقالت أم هانئ: كفى [ بأمير المؤمنين بركة ] (1) فقال: لست أعني هذه إنما أعني الشاة.
[ قالت: ] فقربت له طعام فأكل ثم استسقى فذهبت للماء فإذا رجلان على باب الحجرة فاستئذنا فأذن لهما قالت: [ فـ] نزلت إلى أسفل الدار فأبطأت / 175 / أ / والله بالماء فصعدا الدرج (2) وأحدهما يقول لصاحبه: إنما بايعته أيدينا ولم يبايعه قلوبنا ! ! ! قالت: فأتيته [ بالماء ] فوضعت القدح بين يدي علي
أيدينا ولم تبايعه قلوبنا.
قالت: فقلت: من هذان الرجلان ؟ فقالوا: طلحة والزبير [ ثم ] قاتل: فإني قد سمعت أحدهما يقول لصاحبه: بايعته أيدينا قلوبنا ؟ ! ! فقال علي: * ([ ف ] من نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه الله أجرا عظيما) * [ 10 / الفتح: 48 ].
أقول: هذا لفظ ابن أبي شيبة في أوائل كتاب الفتن، وأما لفظه في كتاب الامراء فأقصر منه، وفيه أيضا: " سمعت حميد بن عبد الرحمان الاصم. ".
- وقريبا من صدر الحديث رواه الطبراني بسند آخر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الرقم: (2707) من كتاب المعجم الاوسط: ج 3 ص 331 قال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا يوسف بن صهيب عن صاحل بن أبي عمرة: عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وآله سلم فقال: مالي لا أرى في بيتك بركة ؟ قلت: وما البركة التي أنكرت من بيتي ؟ قال: لا أرى فيهم شاة.
(1) بقدر ما وضعناه بين المعقوفين كان في أصلي بياض.
(2) الظاهر أن هذا هو الصواب.
وفي أصلي: " فأصعد الدرجة وأحدهما يقول لصاحبه... ". والدرج - محركة -: السلم.
[ 344 ]
صلوا ت الله عليه قالت: فقلت له: جعلت لك الفداء إني سمعت هذين الرجلين يقولان: إنما بايعته أيدينا ولم يبايعه قلوبنا.
[ قالت: ] فقرأ علي هذه الآية: * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) * [ 10 / الفتح: 48 ] [ فقرأ الآية الكريمة ] حتى ختمها.
قال ؟ فقلت لام هانئ: من هذان الرجلان ؟ قالت: طلحة والزبير.
فعرفتهما حتى هلكا ؟
خبر عائشة [ في بدء عزيمتها إلى البصرة ]
821 - [ حدثنا ] أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد بن فضيل عن الاجلح عن عبد الرحمان بن أبزي: عن أبي عبد الله الجدلي قال: بينا نحن بمكة وقد قتل عثمان في ذي الحجة فأقبل طلحة والزبير حتى قدما على عائشة فدخلا عليها فخرج مناديها فنادا: من كان يريد الخروج مع طلحة والزبير فليسر فإن أم المؤمنين سائرة ! ! قال أبو عبد الله: فدخلت عليها - وكنت لها صديقا - فقلت لها: يا أم المؤمنين هل أخرجك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة قط أو في قتال ؟ أولم يأمرك أن تقعدي في بيتك ؟ [ قال: ] فلم أزل بها وأذكرها وأناشدها حتى قعدت فأمرت مناديها [ أن ينادي: ] من كان يريد الخروج مع طلحة والزبير فإن أم المؤمنين قد قعدت.
فلما سمع طلحة [ نداء ] المنادي أقبل فدخل عليها فنفث في
[ 345 ]
أذنها فخرج مناديها فنادا: من كان يريد المسير مع طلحة والزبير فليسر فإن أم المؤمنين سائرة.
! ! فلما كان من أمرها ما كان ورجعت إلى المدينة [ سرت إليها حتى وقفت على باب بيتها فـ] قلت: سلام عليك [ يا أماه ] أيدخل / 175 / ب / أبو عبد الله الجدلي (1) ؟ قال: [ فأذنت لي بالدخول فدخلت وسلمت عليها ] فانتحبت [ حينما رأتني ] حتى رحمتها ثم أنشأت تحدثني: قالت: وقفت مع الناس يوم الجمل على تل علي فسمعت صوتا لم أسمع مثله قط فقلت لغلام كان معي: اذهب ويحك فانظر ما هذا الصوت ؟ فذهب ثم أتاني فقال: تواقعوا.
فقلت: الصوت فينا أو فيهم ؟ قال: لا بل فيكم.
فقلت: ذاك خير لنا أو شر لنا ؟ قال: لا بل شر لكم.
قالت: فسمعت الصوت مرة أخرى فأرسلت الغلام فقال لي مثل مقالته [ في ] المرة الاولى فسمعت الثالثة فذهبت أنظر فإذا أنا في مثل لجة البحر ! قالت: وزلق الجمل فبرك وجاء رجل حتى أدخل يده فقلت: ويلك من أنت ؟ فقال: أبغض أهلك إليك.
قلت: [ أنت ] محمد ؟ قال: نعم.
قالت: [ قلت له: ] فلا تسأل عن عذل قالت: ثم جاء عمار وجاء الاشتر [ فقلت لهما: ] فلا تسألا (2) عن عذل وشتم ! ! ! حتى قال: وددت ؟ أن السيف كان نالك.
(1) هذا هو الظاهر، وما بين العقوفين زيادة توضيحية منا.
وفي أصلي: " أدخل أبو عبد الله الجدلي ".
(2) ما بين المعقوفين زيادة ظنية منا، لاصلاح عبارة المتن وكان في أصلي: " فلا تسال عن عذل وشتم... "
[ 346 ]
[ تذكير أمير المؤمنين عليه السلام أم المؤمنين عائشة بعصيانها لله ولرسوله في حياة النبي صلى الله عليه و آله وسلم وأنه بعد ذلك ما برأها دليل ]
822 - [ حدثنا ] أحمد بن علي [ بن علي ] قال: حدثنا الحسن بن علي [ قال: أخبرنا علي ] قال: أخبرنا محمد عن مسلم: عن حبة قال: قال علي رضي الله عنه لعائشة: أما إنك إحدي اللتين صغت قلوبكما فما الذي برأك ؟ (1).
(1) الكلام إشارة إلى ما هو المحقق عند المسلمين كافة من أن عائشة وحفصة كادتا على أن تبغضا مارية القبطية عند النبي صلى الله عليه وآله فأنزل الله تعالى في تهديدهما الآية الثانية وما بعدها من سورة التحريم وهو قوله تعالى: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت: من أنبأك هذا ؟ قال: نبأني العليم الخبير إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير).
والقصة رواها جمع كثير من الحفاظ منهم أحمد بن حنبل في مسند عمر تحت الرقم: (222) من كتاب المسند: ج 1، ص 33 ط 1، وفي ط 2 ص 252 قال: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبد الله ابن أبي ثور عن ابن عباس قال: لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى [ فيهما ]: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) [ 2 / التحريم: 66 ] حتى حج عمر وحججت معه فلما كنا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالاداوة فتبرز ثم أتاني فسكبت على يديه فتوضأ فقلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله تعالى [ فيهما ]: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) فقال عمر: واعجبا لك يا ابن عباس ! - قال الزهري: كره والله ما سأله عنه و [ لكن ] لم يكتمه عند قال: - هي حفصة وعائشة.
أقول: قريبا منه رواه البخاري في تفسير سورة التحريم من كتاب التفسير من صحيحه.
وقال أحمد محمد شاكر في تعليقه على الحديث المتقدم من كتاب المسند ج 1، ص 33: إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير عند المسند: ج 8 ص 408 - 410 وقال: وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن الزهري به.
[ 347 ]
[ إعتراف أم المؤمنين عائشة بأنها قد أحدثت بعد النبي وتظاهرها بالندم تظاهر الفاشلين في أهدافهم ]
832 - [ حدثنا ] أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن البري: عن سليم مولا لعائشة قال: خرجت إلى مكة من المدينة فما كانت تمر بحجر ولا شجر ولا جبل إلا وقالت: يا ليتني كنت مثل هذا. وتبكي ندامة على ما صنعت ! ! !
824 [ حدثنا ] أحمد قال: حدثنا الحسن قال أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن إسماعيل بن أبي خالد عن مدرك: عن عبادة قال: قالت عائشة: والله لان أكون قعدت فلم أكن خرجت مخرجي هذا [ كان ] أحب إلي من عشرة أولاد كلهم من رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم مثل ولد الحارث بن هشام.
824 - وللحديث مصادر وأسانيد، وقد رواه أيضا البيهقي في عنوان: " ما جاء في إخباره [ أي النبي صلى الله عليه وآله ] بأن واحدة من أمهات المؤمنين تنج عليها كلاب الحوأب... " من كتاب دلائل النبوة: ج 6 ص 411 ط بيروت قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل، حدثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي حدثنا جعفر بن عون أخبرنا اسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم: عن عائشة قالت: وددت أني ثكلت عشرة مثل ولد الحارث بن هشام وأني لم أسر مسيري الذي سرت.
[ 348 ]
[ اعتراف أم المؤمنين عائشة عند ما سمعت نباح كلاب الحوأب بأن النبي صلى الله عليه وآله نهاها من الخروج على علي عليه السلام ]
825 - [ حدثنا ] أحمد / 176 / أ / قال: حدثنا الحسن قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن إسماعيل بن أبي خالد: عن قيس قال: قالت عائشة: إذا أنا مت فادفنوني مع أزواج النبي صلى الله عليه وآله فإني قد أحدثت ! ! !
826 - [ حدثنا ] أحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن إسماعيل: عن قيس قال: لما أن أقبلت عائشة [ من مكة سائرة إلى البصرة ] نزلت ماء الحوأب [ وهو ] ماء لبني عامر [ فنبحت عليها كلاب الماء ] قالت: أي ماء هذا ؟ قالوا: الحوأب.
قالت: ردوني ردوني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كيف أنا بإحداكن إذا نبحت عليها كلاب الحوأب ؟
826 - ورواه البيهقي بأسانيد في العنوان المتقدم الذكر في تعليق الحديث: (824) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله الزبير بن عبد الواحد يقول: سمعت عبدان الاهوازي يقول: حدثنا عمرو بن العباس حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس [ قال: ]: إن عائشة لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت: ما أظنني إلا راجعة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: " أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب ".
فقال الزبير: ترجعين ؟ لعل الله أن يصلح بك بين الناس.
[ 349 ]
إخبار الصحابي العظيم حذيفة بن اليمان قبل حدوث الحادثة بمدة أن أم المؤمنين عائشة ستخرج في جند وتقاتل المسلمين وتجعل بأسهم بينهم قال: وكأني أراكم صرعى حولها ! ! ! ]
827 - [ حدثنا ] أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسن قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا محمد عن مسلم: عن حبة عن حذيفة قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن أصحاب البرانس أصحاب الاساطير (1) شراركم كنتم تصدقوني ؟ قالوا: سبحان الله ! ! ! قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن أمكم الحميراء عائشة تقاتلكم كنتم تصدقوني ؟ قالوا: سبحان الله ؟ ! ! قال: كأني سأنظر إليهم مستمسكون بالسوابير والذنب (2) كأني أراكم صرعى حولها لا تغني عنهم من الله شيئا ! ! !
ثم رواه بسندين آخرين ورواه قبله أحمد بن حنبل في مسند عائشة من كتاب المسند: ج 6 ص 52 و 97.
ورواه قبله أبو بكر ابن أبي شيبة في كتاب الجمل من المصنف: ج 15، ص 259 وص 265 ط 1.
وانظر ما علقناه على الحديث 284 من ترجمة أمير المؤمنين من كتاب أنساب الاشراف: ج 2 ص 224 ط 1.
(1) هذا هو الظاهر، وفي أصلي: " عن أصحاب البرنس أصحاب الاساطير... ".
(2) كذا.