ما نزل من القرآن في عليّ(ع) (3)
1 / قوله تعالى : ( وَاجْعَل لِّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى الْأَخِرِينَ) (الآية: 84). 1 . ابن مردويه، عن علاء بن فضيل قال: سألت أبا عبداللَّه جعفر بن محمّد عن هذه الآية؟ قال: ( لِسَانَ صِدْقٍ)
هو عليّ بن أبي طالب. إن إبراهيم(ع) عرضت ولايته عليه فقال: «اللهمّ اجعله من ذريتي». ففعل اللَّه ذلك.(1) ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الآية: 214). 2 . ابن مردويه، عن عليّ قال: لمّا نزلت: ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)
قال رسول اللَّه: عليّ يقضي ديني، وينجز بوعدي.(2) ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال: أمر اللَّه محمّداً« أن ينذر قومه ويبدأ بأهل بيته وفصيلته. قال: ( وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ).(3)
4 . ابن مردويه، عن ربيعة بن ناجد، أنّ رجلاً قال لعليّ: يا أميرالمؤمنين لِمَ ورثت ابن عمّك دون عمّك؟ (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)
دعاني رسول اللَّه فقال: «يا عليّ، إنّ اللَّه أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، فاصنع لنا صاعاً من الطعام، واجعل عليه رجل شاة، وعساً من لبن، ثمّ اجمع لي بني عبدالمطلب وأبلغهم ما أمرت به». ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)
دعا النبيّ« بني عبدالمطلب، وصنع لهم طعاماً ليس بالكثير، فقال: «كلوا بسم اللَّه من جوانبها، فإن البركة تنزل من ذروتها»، ووضع يده أوّلهم، فأكلوا حتّى شبعوا، ثمّ دعا بقدح فشرب أوّلهم، ثمّ سقاهم فشربوا حتّى رووا، فقال أبولهب: لقد سحركم! وقال: «يا بني عبدالمطلب إنّي جئتكم بما لم يجيء به أحد قط، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وإلى اللَّه، وإلى كتابه»، فنفروا وتفرقوا، ثمّ دعاهم الثانيّة على مثلها، فقال أبولهب كما قال المرة الأُولى، فدعاهم، ففعلوا مثل ذلك، ثمّ قال لهم - ومدّ يده -: «من يبايعني على أن يكون أخي، وصاحبي، ووليّكم من بعدي؟»، فمددت يدي وقلت: أنا أُبايعك - وأنا يومئذٍ أصغر القوم، عظيم البطن، فبايعني على ذلك. قال: وذلك الطعام أنا صنعته.(5) ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)
دعاني رسول الله (ص) فقال: «يا عليّ، إنّ اللَّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفتُ أني مهما أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليها حتّى جاءني جبريل فقال: يا محمّد، إنّك إن لم تفعل ماتؤمر به يعذبك ربّك، فاصنع لي صاعاً من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واجعل لنا عُسَّاً من لبن، ثمّ اجمع لي بني عبدالمطلب حتّى أُكلّمهم وأُبلغ ما أُمرت به»، ففعلت ماأمرني به، ثمّ دعوتهم له، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبوطالب وحمزة والعباس وأبولهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الّذي صنعته لهم فجئت به، فلمّا وضعته تناول النبيّ« جَشْبَ حزبة من اللّحم فشقّها بأسنانه ثمّ ألقاها في نواحي الصفحة، ثمّ قال: «كلوا بسم اللَّه»، فأكل القوم حتّى نهلوا عنه، ما نرى إلّا آثار أصابعهم، واللَّه إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثلَ ما قدمتُ لجميعهم! ثمّ قال: «اسق القوم يا عليّ»، فجئتهم بذلك العُسِّ، فشربوا منه حتّى رووا جميعاً! وأيمُ اللَّه، إن كان الرجل منهم ليشرب مثله! فلمّا أراد النبيّ« أن يكلّمهم بَدَره أبولهب إلى الكلام فقال: لقد سحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلّمهم النبيّ«، فلمّا كان الغد قال: «ياعليّ، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلّمهم، فَعُدَّ لنا مثل الّذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثمّ اجمعهم لي»، ففعلتُ ثم جمعتهم، ثمّ دعاني بالطعام فقربته، ففعل به كما فعل بالأمسِ، فأكلوا وشربوا حتّى نهلوا، ثمّ تكلّم النبيّ« فقال: «يا بني عبدالمطلب، إنّي واللَّهِ ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به! إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة! وقد أمرني اللَّه أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازِرُني على أمري هذا؟»، فقلتُ - وأنا أحْدَثُهم سنّاً، وأرمَصُهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً -: أنا يا نبي اللَّه أكون وزيرك عليه! فأخذ برقبتي فقال: «إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا»، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لعليّ.(6) ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)
جمع رسول الله (ص) بني عبدالمطلب، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً منهم العشرة يأكلون المسنة ويشربون العس، وأمر عليّاً برجلِ شاةٍ صنعها لهم، ثمّ قربها إلى
رسول الله (ص) فأخذ منها بضعة، فأكل منها، ثمّ تتبع بها جوانب القصعة، ثمّ قال: «ادنوا بسم اللَّه»، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتّى صدروا، ثمّ دعا بقعب من لبن، فجرع منها جرعة فناولهم فقال: «اشربوا بسم اللَّه»، فشربوا حتّى رووا عن آخرهم، فقطع كلامهم رجل فقال لهم: ما سحركم مثل هذا الرجل! فأُسكت النبيّ« يومئذٍ فلم يتكلّم، ثمّ دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب، ثمّ بدرهم بالكلام فقال: «يا بني عبدالمطلب إنّي أنا النذير إليكم من اللَّه والبشير، قد جئتكم بما لم يجيء به أحد، جئتكم بالدنيا والآخرة، فأسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا».(7) 3 / قوله تعالى : ( مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئذٍ ءَامِنُونَ وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ) (الآية: 89 - 90).
8 . ابن مردويه، عن أبي عبداللَّه الجدلي قال: قال عليّ: أتدري ما معنى هذه الآية يا أبا عبداللَّه؟ الحسنة حبّنا، والسيئة بغضنا.(8) 4 / قوله تعالى : ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) (الآية: 35). 9 . ابن مردويه، عن ابن عبّاس، بينا هو جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله (ص) إذ أقبل رجل متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس لايقول: قال رسول الله (ص) إلّا قال الرجل: قال رسول الله (ص) ، فقال ابن عباس: سألتك باللَّه من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال: أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني، أنا جندب بن جنادة البدري أبوذر الغفاري، سمعت رسول الله (ص) بهاتين وإلّا فصمّتا، ورأيته بهاتين وإلّا فعميتا يقول عن عليّ: إنّه «قائد البررة وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، أما إنّي صليت مع رسول الله (ص) يوماً من الأيام الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئاً، وكان عليّ في الصلاة راكعاً، فأومى إليه بخنصره اليمنى، وكان متختماً خاتماً، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلك بمرأى من النبيّ« وهو يصلي، فلمّا فرغ النبيّ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: «اللهمّ إنّ أخي موسى سألك فقال: ( رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَيَسِّرْ لِى أَمْرِى * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُواْ قَوْلِى * وَاجْعَل لِّى وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِى * هَرُونَ أَخِى * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى * وَأَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى) (9)، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَنًا فَلَايَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بَِايَتِنَآ).
اللهمّ، وأنا محمّد نبيّك وصفيّك، اللهمّ، فاشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً اشدد به ظهري». ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ).(10) 5 / قوله تعالى : ( أَفَمَن وَعَدْنَهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَهُ مَتَعَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا ثُمَ هُوَ يَوْمَ الْقِيَمَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) (الآية: 61).
10 . ابن مردويه، عن مجاهد: نزلت في عليّ وحمزة.(11) ( تِلْكَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَايُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الآية: 83). 11 . ابن مردويه، عن عليّ بن أبي طالب: أنّه كان يمشي في الأسواق وحده وهو والٍ، يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمرّ بالبقّال والبيّع، فيفتح عليه القرآن ويقرأ: ( تِلْكَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَايُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا)
ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع في الولاة، وأهل القدرة من سائر الناس.(12) 7 / قوله تعالى : ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُونَ) (الآية: 2).
12 . ابن مردويه، عن عليّ قال: قلت: يا رسول اللَّه، ما هذه الفتنة؟ قال: «ياعليّ، بك فإنّك تخاصم، فأعد للخصومة».(13) 8 / قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّايَسْتَوُونَ) (الآية: 18). 14 . ابن مردويه، عن ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - في قوله: ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا)
قال: أمّا المؤمن فعليّ بن أبي طالب، وأمّا الفاسق فالوليد بن عقبة بن أبي معيط؛ وذلك لسباب كان بينهما، فأنزل اللَّه ذلك.(15) ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّايَسْتَوُونَ) (16).
16 . ابن مردويه، من رواية الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: مثله.(17) ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّايَسْتَوُونَ)،
يعني بالمؤمن: عليّاً، وبالفاسق: الوليد بن عقبة بن أبي معيط.(18) 9 / قوله تعالى : ( النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُوْلُواْ الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَبِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ) (الآية: 6).
18 . ابن مردويه، عن ابن عباس قال: ذلك عليّ؛ لأنّه كان مؤمناً مهاجراً ذارحم.(19) ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً) (الآية: 23). 20 . ابن مردويه، عن أبي الورد، عن أبي جعفر قال: ( رِجَالٌ صَدَقُواْ) حمزة وعليّ وجعفر. ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ) أي: عهده، وهو حمزة وجعفر. ( وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ)
قال: عليّ بن أبي طالب(ع).(21) ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ)؟
فقال: اللهمّ عفواً، هذه الآية نزلت فيَّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمّي عبيدة ابن الحارث، فإنّه قضى نحبه يوم بدر. فأما عمّي حمزة فإنّه قضى نحبه يوم اُحد، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضّب هذه من هذه - وأشار إلى لحيته ورأسه، وقال: - عهد عهده إليَّ أبوالقاسم
رسول الله (ص) .(22) ( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) (الآية: 25).
22 . ابن مردويه، عن ابن مسعود
أنّه كان يقرأ هذا الحرف: وكفى اللَّه المؤمنين القتال بعليّ بن أبي طالب.(23) ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الآية: 33).
24 . ابن مردويه، من أزيد من مئة طريق أنّها في محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(ع).(25) ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)
وفي البيت فاطمة وعليّ والحسن والحسين. فجلَّلهم رسول الله
(ص) بكساء كان عليه ثمّ قال: «هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً».(27) ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)،
نزلت في بيتي، وأنا جالسة عندالباب، وفي البيت رسول الله (ص) ، وعليّ وفاطمة، وحسن وحسين. فجلّلهم بكساء وقال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي، وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً». فقالت: وأنا معهم يا رسول اللَّه؟ ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
قال: فدعا رسول اللَّه بحسن وحسين وفاطمة وعليّ، فضمّهم إليه ونشر عليهم الثوب، والحجاب على أُم سلمة مضروب. ثمّ قال: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)،
فأخذ النبيّ« بفضلة إزاره فغشاهم إيّاها، ثمّ أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثمّ قال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، قالها ثلاث مرات. ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ... تَطْهِيرًا)
في بيت أُم سلمة، وأنا في بيت أُم سلمة، فدعا النبيّ« فاطمة وعليّاً وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء، ثمّ قال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً». وقالت أُم سلمة: أنا معهم يا رسول اللَّه؟ ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)،
وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل(ع)، وعليّ وفاطمة، والحسن والحسين -رضي اللَّه عنهم - وأنا على باب البيت. يا رسول اللَّه، ألست من أهل البيت؟ ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).(35) 35 . ابن مردويه، عن أنس أنّ رسول الله (ص) كان يمرّ بباب فاطمة(س) إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول: «الصلاة يا أهل البيت، الصلاة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)».(36) 36 . ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا دخل علي بفاطمة -رضي اللَّه عنها- جاء النبيّ« أربعين صباحاً إلى بابها يقول: «السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه وبركاته. الصلاة رحمكم اللَّه ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
أنا حرب لمن حاربتم، أنا سلم لمن سالمتم».(37) ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)».(38) 38 . ابن مردويه، عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله (ص) ، قال: رأيت رسول الله (ص) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة -رضي اللَّه عنها- فقال: «الصلاة الصلاة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)».(39) 39 . ابن مردويه، عن أبي الحمراء قال: صحبت رسول الله (ص) ثمانية أشهر، فكان إذا أصبح أتى باب فاطمة وهو يقول: «أهل البيت يرحمكم اللَّه ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)».(40) 40 . ابن مردويه، عن أبي الحمراء قال: حفظت من رسول الله (ص) ثمانية أشهر بالمدينة، ليس من مرّة يخرج إلى صلاة الغداة إلّا أتى إلى باب علي، فوضع يده على جنبتي الباب، ثمّ قال: «الصلاة الصلاة. ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)».(41) 41 . ابن مردويه، عن ابن عباس قال: شهدنا رسول الله (ص) تسعة أشهر، يأتي كلّ يوم باب عليّ بن أبي طالب عند وقت كلّ صلاة، فيقول: «السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)،
الصلاة رحمكم اللَّه»، كلّ يوم خمس مرات.(42) ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ) ( وَأَصْحَبُ الشِّمَالِ). فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين. ثمّ جعل القسمين أثلاثاً، فجعلني في خيرهما ثلثاً، فذلك قوله: ( فَأَصْحَبُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَبُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَبُ الْمَشَْمَةِ مَآ أَصْحَبُ الْمَشَْمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ). فأنا من السابقين، وأنا خير السابقين. ثمّ جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله: ( وَجَعَلْنَكُمْ شُعُوبًا وَقَبائلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). وأنا أتقى ولد آدم، وأكرمهم على اللَّه تعالى، ولا فخر. ثمّ جعل القبائل بيوتاً، فجعلني في خيرها بيتاً، فذلك قوله: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب».(43) ( إِنَّ اللَّهَ وَمََلائكته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً) (الآية: 56).
43 . ابن مردويه، يرفعه بسنده، عن ابن عباس قال: قال النبيّ«: «اللهمّ هؤلاء آل محمّد، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمّد كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد».(44) ( إِنَّ اللَّهَ وَمََلائكته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)
قلنا: يا رسول اللَّه، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: «اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد».(49) ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) (الآية: 58).
58 . ابن مردويه، عن مقاتل بن سليمان قال: إنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب. وذلك أنّ نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه.(59) 15 / قوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) (الآية:32).
59 . ابن مردويه، عن عليّ في هذه الآية، قال: نحن هم.(60) 16 / قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسُْولُونَ) (الآية: 24). 61 . ابن مردويه، عن ابن عباس، أن النبيّ« قال: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسُْولُونَ)
عن ولاية عليّ بن أبي طالب.(62) ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) (الآية: 130). 63 . ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)
قال: نحن آل محمّد آل ياسين.(64) 18 / قوله تعالى : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَفِرِينَ) (الآية: 32).
65 . ابن مردويه، عن عليّ(ع) قال: الصدق، ولايتنا أهل البيت.(66) ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ)
قال: هو من ردّ قول رسول الله (ص) في عليّ.(67) ( وَالَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِى أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (الآية: 33). 67 . ابن مردويه، عن أبي هريرة: ( وَالَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ) قال: رسول اللَّه، ( وَصَدَّقَ بِهِى)
قال: عليّ بن أبي طالب.(68) ( وَصَدَّقَ بِهِى)
عليّ بن أبي طالب.(69) ( الَّذِى جَآءَ بِالصِّدْقِ) محمّد(ص). والّذي ( وَصَدَّقَ بِهِى)
عليّ بن أبي طالب.(70) 20 / قوله تعالى : ( قُل لا أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى) (الآية:23). 70 . ابن مردويه، من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية: ( قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى)
قالوا: يا رسول اللَّه، مَن قرابتك هؤلاء الّذين وجبت مودتهم؟ قال: «عليّ وفاطمة وولداها».(71) ( قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى)
قالوا: يا رسول اللَّه، مَن قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: «عليّ وفاطمة وولدهما، وأبنائها».(72) ( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى)
قال: تحفظوني في قرابتي.(73) ( قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى).(74) 74 . ابن مردويه، من طريق سعيد بن جبير قال: قالت الأنصار فيما بينهم: لولا جمعنا لرسول الله (ص) مالاً يبسط يده لايحول بينه وبينه أحد، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّا أردنا أن نجمع لك من أموالنا. فأنزل اللَّه: ( قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى). فخرجوا مختلفين. فقالوا: لمن ترون ما قال رسول الله (ص) . فقال بعضهم: إنّما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم. فأنزل اللَّه: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا - إلى قوله - وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِى)(75). فعرض لهم بالتوبة، إلى قوله: ( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ)(76) هم الّذين قالوا هذا إن يتوبوا إلى اللَّه ويستغفرونه.(77) |
الهوامش |
1 . توضيح الدلائل، ص 163. |