٢٤٥ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل التاسع : النشاطات فى فتح مكّة
تمّ الاتّفاق فى صلح الحديبيّة علي أن يكفّ كلّ من الطرفين عن شنّ الحرب ، وألاّ يحرّضا حلفاءهما علي ذلك ، وألاّ يدعماهم فى حرب من الحروب . لكنّ قريش نكثت مقرّرات ذلك الصلح بتجهيز بنى بكر ـ حلفائهم ـ علي قبيلة خزاعة حليفة المسلمين ، أو بالاشتراك ليلا فى قتال ضدّها(١) . وتناهي إلي أسماع النبىّ ½ استشهاد عدد من المسلمين مظلومين ، واستنجاد عمرو بن سالم ـ رئيس قبيلة خزاعة ـ بأبيات مؤثّرة ، فأنجده . وهكذا عزم علي فتح مكّة ، ومحو معالم الشرك من مركز التوحيد ، إذ لا مانع يحول دون ذلك حينئذ . فسيطر رسول الله ½ علي مكّة عبر خطّة عسكريّة ٢٤٦ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل التاسع : النشاطات فى فتح مكّة
عجيبة ، وفتحها بلا إراقة دم ، ومعه أكثر من عشرة آلاف مقاتل(١) . وشهد الإمام علىّ ¼ هذا النصر ، وكان حضوره فيه لافتاً للنظر من وجوه : ١ ـ كان حاطب بن أبى بلتعة قد كتب إلي قريش كتاباً يخبرهم فيه بعزم النبىّ ½ علي فتح مكّة ، وأرسله مع إحدي النساء . فاستدعي النبىّ ½ عليّاً ¼ ، وبعثه مع اثنين للقبض علي تلك المرأة . ولمّا لقوها وطلبوا منها دفع الكتاب إليهم أنكرت ذلك أشدّ إنكار ، ففتّشوها عدّة مرّات فلم يجدوا عندها شيئاً ، ودلّ تفتيشهم علي صحّة ما تدّعيه . فقال لها الإمام ¼ : والله ما كَذَبنا رسولُ الله صلوات الله عليه . . . والله لتُظهرنّ الكتاب أو لأردنّ رأسك إلي رسول الله ! فاستسلمت المرأة وأخرجته من ضفيرتها ، ودفعته إليه(٢) . ٢ ـ كان سعد بن عبادة يحمل راية الإسلام ، وينادى : اليوم يوم الملحمة . . . . فنادي رسول الله ½ نداء الرحمة والرأفة ، وقال : اليوم يوم المرحمة . . .(٣) ، ثمّ دعا عليّاً ¼ وأمره أن يرفع الراية مكان سعد(٤) . (١) الطبقات الكبري : ٢ / ١٣٥ وص ١٣٩ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ٥٠ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ٤ / ٤٢ ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٦١٢ . ٢٤٧ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل التاسع : النشاطات فى فتح مكّة
٣ ـ أعطي النبىّ ½ الأمان للجميع بعد فتح مكّة إلاّ شرذمة من سود الضمائر المعاندين فقد أهدر دمهم ، منهم الحويرث ـ الذى كان يؤذيه كثيراً يوم كان فى مكّة ـ وامرأة مغنّية كانت تهجوه ½ ، فقتلهما الإمام ¼ (١) . ٢٢٤ ـ تاريخ الطبرى عن عروة بن الزبير وغيره : لمّا أجمع رسول الله ½ المسير إلي مكّة كتب حاطب بن أبى بلتعة كتاباً إلي قريش يخبرهم بالذى أجمع عليه رسول الله ½ من الأمر فى السير إليهم ، ثمّ أعطاه امرأة . . . وجعل لها جُعلاً علي أن تبلّغه قريشاً ، فجعلته فى رأسها ، ثمّ فتلت عليه قرونها ، ثمّ خرجت به . وأتي رسول الله ½ الخبر من السماء بما صنع حاطب ، فبعث علىّ بن أبى طالب والزبير ابن العوّام ، فقال : أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلي قريش ، يحذّرهم ما قد أجمعنا له فى أمرهم . فخرجا حتي أدركاها بالحليفة ـ حليفة ابن أبى أحمد ـ فاستنزلاها ، فالتمسا فى رحلها ، فلم يجدا شيئاً ، فقال لها علىّ بن أبى طالب : إنّى أحلف ما كذب رسول الله ½ ولا كذبنا ، ولتخرِجِنّ إلىّ هذا الكتاب أو لنكشفنّكِ . فلمّا رأت الجدّ منه قالت : أعرض عنّى . فأعرض عنها ، فحلّت قرون رأسها ، فاستخرجت الكتاب منه ، فدفعته إليه ، فجاء به إلي رسول الله ½ (٢) . (١) أنساب الأشراف : ١ / ٤٥٦ و٤٥٧ ; الإرشاد : ١ / ١٣٦ . ٢٤٨ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل التاسع : النشاطات فى فتح مكّة
٢٢٥ ـ صحيح البخارى عن عبيد الله بن أبى رافع : سمعت عليّاً ¢ يقول : بعثنى رسول الله ½ أنا والزبير والمقداد ، فقال : انطلقوا حتي تأتوا روضة خاخ(١) ، فإنّ بها ظعينة(٢) معها كتاب ، فخذوه منها . فانطلقنا تَعادَي بنا خيلنا حتي أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، قلنا لها : أخرجى الكتاب . قالت : ما معى كتاب ! فقلنا : لتُخرِجِنّ الكتاب أو لنُلقينّ الثياب . فأخرجته من عقاصها(٣) . فأتينا به رسول الله ½ (٤) . ٢٢٦ ـ تاريخ الطبرى عن عبد الله بن أبى نجيح : إنّ النبىّ ½ حين فرّق جيشه من ذى طوي ، أمر الزبير أن يدخل فى بعض الناس من كديً(٥) ، وكان الزبير علي المجنِّبة(٦) اليسري ، فأمر سعد بن عبادة أن يدخل فى بعض الناس من كداء(٧) . فزعم بعض أهل العلم أن سعداً قال حين وجّه داخلاً : "اليوم يوم الملحمة ، اليوم تُستحلّ الحُرمة" فسمعها رجل من المهاجرين ، فقال : يا رسول الله ، اسمع ما قال سعد بن عبادة ! وما نأمن أن تكون له فى قريش صولة ! ! فقال رسول الله ½ لعلىّ (١) روضة خاخ : موضع بين الحرمين بقرب حمراء الأسد من المدينة (معجم البلدان : ٢ / ٣٣٥) . ٢٤٩ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل التاسع : النشاطات فى فتح مكّة
ابن أبى طالب : أدركه فخذ الراية ، فكُن أنت الذى تدخل بها(١) . ٢٢٧ ـ أنساب الأشراف : أمّا الحويرث بن نقيذ ، فكان يعظم القول فى رسول الله ½ ، وينشد الهجاء فيه ، ويكثر أذاه ، وهو بمكّة . فلمّا كان يوم الفتح هرب من بيته ، فلقيه علىّ بن أبى طالب فقتله(٢) . (١) تاريخ الطبرى : ٣ / ٥٦ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ٤ / ٤٨ ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٦١٤ وراجع المغازى : ٢ / ٨٢١ والإرشاد : ١ / ١٣٤ وشرح الأخبار : ١ / ٣٠٥ ، وإعلام الوري : ١ / ٣٨٥ والمناقب لابن شهر آشوب : ١ / ٢٠٧ . إرجاعات ١٢٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الأوّل : الخصائص العقائديّة / امتحن الله قلبه للإيمان
٢٥٠ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل التاسع : النشاطات فى فتح مكّة
٢٥١ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل العاشر : المقاومة الرائعة فى غزوة حنين
ألقي فتح مكّة الرعب فى قلوب المشركين ، والذعر والفزع فى نفوسهم ; فتشاورت قبيلتا الطائف المهمّتان هوازن وثقيف مع بعض القبائل الاُخري ، فعزمتا علي المسارعة إلي مواجهة جيش الإسلام قبل أن يقبل عليهم ، وجمعتا جيشاً ضخماً بقيادة شابّ باسل شجاع يدعي : مالك بن عوف النصرى ، وسار الجيش نحو المسلمين(١) . وبادر النبىّ ½ إلي مواجهتهم علي رأس جيش عظيم يتألّف من اثنى عشر ألفاً ; عشرة آلاف من يثرب ، وألفين من المسلمين الجدد ، وبلغت عظمة الجيش درجةً جعلت البعض يصاب بغرور زائف حتي قال : لا نُغلب اليوم من قلّة(٢) . (١) السيرة النبويّة لابن هشام : ٤ / ٨٠ ، الطبقات الكبري : ٢ / ١٤٩ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ٧٠ ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٦٢٤ . ٢٥٢ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل العاشر : المقاومة الرائعة فى غزوة حنين
وأمر مالك جيشه بالاختباء خلف الأحجار والصخور وشعاب الجبال والنقاط المرتفعة فى آخر الوادى الذى كان ممرّاً إلي منطقة حنين . ولمّا وصل الجيش الإسلامى هناك رُشق بالسهام والحجارة ، فمُنى بالهزيمة والانكسار ، وحدث ما حدث ، وفرّ كثير من جيش رسول الله ½ (١) ، حتي قال أبو سفيان مستهزئاً : لا تنتهى هزيمتهم دون البحر(٢) . وفى ساعة العسرة هذه لم يبقَ مع رسول الله ½ إلاّ قليل ; قرابة عشرة ، فاستماتوا فى الدفاع عنه ، وفيهم أمير المؤمنين ¼ فكان لا يفتأ يحوم حوله مدافعاً ، وهزم من كان يريد قتل النبىّ ½ ، وأجبرهم علي الفرار(٣) . وصاح النبىّ ½ بصوت عال فى خضمّ تلك الشدائد والنوازل قائلا : يا أنصار الله وأنصار رسوله ، أنا عبد الله ورسوله ! ثمّ ساق بغلته نحو العدوّ ومعه عدد من الصحابة ، وأمر عمّه العبّاس أن ينادى المسلمين بصوته الجهورىّ ويدعوهم إلي نصرته . وهكذا انتظم أمر الجيش مرّة اُخري(٤) . إنّ ثبات علىّ ¼ وقتاله بلا هوادة فى هذه المعركة لافتان للنظر أيضاً ، فقد قتل (١) الطبقات الكبري : ٢ / ١٥١ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ٧٤ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ٤ / ٨٥ ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٦٢٥ . ٢٥٣ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل العاشر : المقاومة الرائعة فى غزوة حنين
أربعين من هوازن(١) ، وفيهم أبو جرول ; وهو أحد شجعانهم ، وكان هلاكه بداية لانهيار جيشهم(٢) . ولاحق النبىّ ½ الفارّين ، وحاصر قلعتهم بالطائف . وفى هذا الحصار اشتبك الإمام ¼ مع نافع بن غيلان فقتله ، فولّي جمع من المشركين مدبرين ، وأسلم آخرون(٣) . يضاف إلي هذا أنّ الإمام ¼ كلّف عند الحصار بكسر الأصنام التى كانت حول الطائف ، وقد أنجز هذه المهمّة بأحسن ما يكون(٤) . قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه فى حضور الإمام ¼ هذه الغزوة : "فانظر الآن إلي مناقب أمير المؤمنين ¼ فى هذه الغزاة وتأملّها وفكّر فى معانيها تجده قد تولّي كلّ فضل كان فيها ، واختصّ من ذلك بما لم يشركه فيه أحد من الاُمّة"(٥) . ويتسنّي لنا الآن ـ بناءً علي ما ذكرنا وما جاء فى الوقائع التاريخيّة ـ أن نسجّل دور الإمام ¼ فى النقاط الآتية : ١ ـ حمله راية المهاجرين . ٢ ـ حضوره المهيب فى احتدام القتال وهجوم العدوّ بلا هوادة ، ودفعه الخطر (١) الكافى : ٨ / ٣٧٦ / ٥٦٦ ، الإرشاد : ١ / ١٤٤ وص ١٥٠ . ٢٥٤ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل العاشر : المقاومة الرائعة فى غزوة حنين
عن النبىّ ½ فى أحرج اللحظات التى فرّ فيها الكثيرون . ٣ ـ قتلُه أبا جرول والذى استتبع انهيار جيش هوازن . ٤ ـ قتله أربعين من مقاتلى هوازن . ٥ ـ قيادته لكتيبة كانت قد تعبّأت من أجل إزالة الأصنام . ٦ ـ مبارزة شهاب ـ من قبيلة خثعم ـ الذى لم يجرأ أحد من المسلمين علي مبارزته ، فهبّ الإمام ¼ إليه وقضي عليه . ٧ ـ قتله نافعاً ، الذى أدّي إلي إسلام الكثيرين . ٢٢٨ ـ تاريخ اليعقوبى : بلغ رسول الله وهو بمكّة أنّ هوازن قد جمعت بحنين جمعاً كثيراً ، ورئيسهم مالك بن عوف النصرى ، ومعهم دريد بن الصمّة من بنى جشم ; شيخ كبير يتبرّكون برأيه ، وساق مالك مع هوازن أموالهم وحرمهم . فخرج إليهم رسول الله فى جيش عظيم عدّتهم اثنا عشر ألفاً ; عشرة آلاف أصحابه الذين فتح بهم مكّة ، وألفان من أهل مكّة ممّن أسلم طوعاً وكرهاً ، وأخذ من صفوان بن اُميّة مائة درع وقال : "عارية مضمونة" . فأعجبت المسلمين كثرتُهم ، وقال بعضهم : ما نؤتي من قلّة . فكره رسول الله ذلك من قولهم . وكانت هوازن قد كمنت فى الوادى ، فخرجوا علي المسلمين ; وكان يوماً عظيم الخطب ، وانهزم المسلمون عن رسول الله ، حتي بقى فى عشرة من بنى هاشم ، وقيل تسعة ، وهم : علىّ بن أبى طالب ، والعبّاس بن عبد المطّلب ، وأبو سفيان بن الحارث ، ونوفل بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وعتبة ومعتّب ابنا أبى لهب ، والفضل بن العبّاس ، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطّلب ، وقيل : ٢٥٥ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل العاشر : المقاومة الرائعة فى غزوة حنين
أيمن بن اُمّ أيمن . قال الله عزّ وجلّ : ³ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَْرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ± ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَي الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ² (١) (٢) . ٢٢٩ ـ تاريخ الإسلام عن الواقدىّ : سار رسول الله ½ من مكّة لستٍّ خلونَ من شوّال فى اثنى عشر ألفاً ، فقال أبو بكر : لا نُغلب اليوم من قلّة . فانتهوا إلي حُنين لعشر خلونَ من شوّال . وأمر النبىّ ½ أصحابه بالتعبئة ، ووضع الألوية والرايات فى أهلها ، وركب بغلته ، ولبس دِرعين والمِغفر والبيضة . فاستقبلهم من هوازن شيءٌ لم يرَوا مثله من السواد والكثرة ، وذلك فى غبش الصبح . وخرجت الكتائب من مضيق الوادى وشعبه ، فحملوا حملةً واحدة ، فانكشفت خيل بنى سليم مُولّيةً ، وتبعهم أهل مكّة ، وتبعهم الناس(٣) . ٢٣٠ ـ السيرة النبويّة عن جابر بن عبد الله : لمّا استقبلنا وادى حنين انحدرنا فى واد من أودية تهامة أجوف حَطُوط(٤) ، إنّما ننحدر فيه انحداراً ، ـ قال : ـ وفى عَماية الصبح(٥) . وكان القوم قد سبقونا إلي الوادى ، فكمنوا لنا فى شِعابه وأحنائه ومضايقه ، وقد اجمعوا وتهيّؤوا وأعدّوا . فو الله ما راعنا ونحن منحطّون إلاّ الكتائب قد شدُّوا علينا شدّة رجل واحد ، وانشمر الناس راجعين لا يلوى أحد علي أحد ، وانحاز رسول الله ½ ذات اليمين ، ثمّ قال : أين ! ! أيّها الناس هلمُّوا (١) التوبة : ٢٥ و٢٦ . ٢٥٦ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل العاشر : المقاومة الرائعة فى غزوة حنين
إلىّ ! أنا رسول الله ، أنا محمّد بن عبد الله . قال : فلا شىء ; حمَلت الإبل بعضها علي بعض ، فانطلق الناس ، إلاّ أنّه قد بقى مع رسول الله ½ نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته . وفيمن ثبت معه . . . من أهل بيته علىّ بن أبى طالب(١) . ٢٣١ ـ مسند أبى يعلي عن جابر : كان أيّام هوازن رجل جسيم ، علي جمل أحمر ، فى يده راية سوداء ، إذا أدرك طعن بها ، وإذا فاته شىء من بين يديه دفعها من خلفه فأبعده . فعمد له علىّ بن أبى طالب ورجل من الأنصار كلاهما يريده ـ قال : ـ فضربه علىّ علي عرقوبى الجمل ، فوقع علي عجزه ، ـ قال : ـ وضرب الأنصارى ساقه ـ قال : ـ فطرح قدمه بنصف ساقه ، فوقع ، واقتتل الناس(٢) . ٢٣٢ ـ الإرشاد : أقبل رجل من هوازن علي جمل له أحمر ، بيده راية سوداء فى رأس رمح طويل أمام القوم ، إذا أدرك ظفراً من المسلمين أكبّ عليهم ، وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه من المشركين فاتّبعوه ، وهو يرتجز ويقول :
فصمد له أمير المؤمنين ¼ ، فضرب عجز بعيره فصرعه ، ثمّ ضربه فقطره ، ثمّ قال :
فكانت هزيمة المشركين بقتل أبى جرول لعنه الله(٤) . (١) السيرة النبويّة لابن هشام : ٤ / ٨٥ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ٧٤ . ٢٥٧ - المجلد الأوّل / القسم الثانى : الإمام علىّ مع النبىّ / الفصل العاشر : المقاومة الرائعة فى غزوة حنين
٢٣٣ ـ الإرشاد : لمّا قتل أمير المؤمنين ¼ أبا جرول وخُذل القوم لقتله ، وضع المسلمون سيوفهم فيهم ، وأمير المؤمنين ¼ يقدمهم حتي قتل أربعين رجلاً من القوم ، ثمّ كانت الهزيمة والأسر حينئذ(١) . ٢٣٤ ـ مسند أبى يعلي عن أنس : كان علىّ بن أبى طالب ¢ يومئذ [أى يوم حنين ]أشدّ الناس قتالاً بين يديه [ ½ ](٢) . ٢٣٥ ـ الإمام الصادق ¼ : قتل علىّ بن أبى طالب ¼ بيده يوم حنين أربعين(٣) . ٢٣٦ ـ الإرشاد ـ فى ذكر وقايع بعد غزوة حنين ـ ثمّ سار بنفسه إلي الطائف فحاصرهم أيّاماً ... ـ : ثمّ خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان بن معتب فى خيل من ثقيف ، فلقيه أمير المؤمنين ¼ ببطن وَجٍّ(٤) فقتله ، وانهزم المشركون ، ولحق القوم الرعب ، فنزل منهم جماعة إلي النبىّ ½ فأسلموا . وكان حصار النبىّ ½ الطائفَ بضعة عشر يوماً(٥) . (١) الإرشاد : ١ / ١٤٤ ، كشف الغمّة : ١ / ٢٢٣ ، إعلام الوري : ١ / ٣٨٧ ، كشف اليقين : ١٧٥ نحوه . |
||||