٥٨ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام عليّ
٥٩ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة
١ / ١ إنّ اُرومة الناس دليل علي شخصيّتهم وفكرهم وثقافتهم . فاُولو النزاهة والصلاح والعقل والحكمة ينحدرون ـ فى الغالب ـ من اُسَر كريمة طيّبة مهذّبة ، وذوو السوء والقبح والشرّ غالباً هم ممّن نشأ فى أحضان غير سليمة ، وانحدر من اُصول لئيمة . ويتجلّي القسم الأوّل فى الأنبياء ـ الذين هم عِلْية وجوه التاريخ ، وقمم الشرف والكرامة والعزّة ـ ومَنْ تفرّع من دوحاتهم ، ورسخت جذوره فى بيوتاتهم الرفيعة . وكانت لأمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ جذور ضاربة فى سلالة طاهرة كريمة هى سلالة إبراهيم ¼ ، فهو كرسول الله ½ فى ذلك . وإبراهيم ¼ هو بطل التوحيد ، الراغب إلي الله ، المغرم بحبّه ، وهو الواضع سنّة الحجّ ; رمز العبودية ومقارعة الشرك . وهكذا فالحديث عن جُدود النبىّ ½ حديث عن جدود ٦٠ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / النسب
علىّ ¼ ، والكلام عن سلالته ½ هو بعينه الكلام عن سلالة أخيه ووصيّه ¼ ، قال ½ فى أسلافه : "إنّ الله اصطفي من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفي من ولد إسماعيل بنى كِنانة ، واصطفي من بنى كنانة قريشاً ، واصطفي من قريش بنى هاشم ، واصطفانى من بنى هاشم"(١) . وهكذا فبنو هاشم هم صفوة اختيرت من بين صفوة الاُسر ، ورسول الله ½ وعلىّ ¼ هما صفوة هذه الصفوة ، قال الإمام ¼ واصفاً سلالة النبىّ ½ : "اُسرته خير الاُسر ، وشجرته خير الشجر ; نَبَتت فى حرَم ، وبَسَقت فى كَرَم ، لها فروع طوال ، وثمر لا يُنال"(٢) . وهذا الثناء ـ بحقّ ـ هو ثناء علي سلالته ¼ أيضاً ، حيث قال رسول الله ½ : "أنا وعلىّ من شجرة واحدة"(٣) . وقال : "لحمه لحمى ، ودمه دمى"(٤) . وعلي هذا يكون بيت رسول الله ½ وبيت علىّ هو بيت النبوّة ، واُرومتهما اُرومة النور والكرامة ، وهما المصطفيان من نسل إبراهيم وبنى هاشم ، مع خصائص ومزايا سامقة; كالطهارة، والفصاحة ، والسماحة ، والشجاعة ، والذكاء ، والحياء ، والعفّة ، والحلم ، والصبر وأمثالها(٥) . ناهيك عن منزلتهما المرموقة (١) سنن الترمذى : ٥ / ٥٨٣ / ٣٦٠٥ ، كفاية الطالب : ٤١٠ .
إرجاعات
٦٤ - المجلد
الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني :
عليّ عن لسان النبيّ / الخِلْقَة ٦١ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / النسب
العليّة بين قبائل العرب بأجمعها . ١ ـ المناقب لابن المغازلى عن مُصعب بن عبد الله : هو علىّ بن أبى طالب بن عبد المطَّلب بن هاشم بن عبد مَناف بن قُصَىّ بن كِلاب بن مُرّة بن كَعْب بن لُؤَىّ ابن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنانة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نَزار بن معدّ بن عَدنان . واسم أبى طالب عبد مَناف(١) . ٢ ـ شرح نهج البلاغة : هو أبو الحسن علىّ بن أبى طالب ـ واسمه عبد مناف ـ ابن عبد المطّلب ـ واسمه شَيْبة ـ ابن هاشم ـ واسمه عمرو ـ ابن عبد مناف بن قصىّ(٢) . ٣ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من كلام له علي منبر البصرة ـ : اسم أبى : عبد مناف ، فغلبت الكنية علي الاسم ، وإنّ اسم عبد المطّلب : عامر ، فغلب اللقب علي الاسم ، واسم هاشم : عمرو ، فغلب اللقب علي الاسم ، واسم عبد مناف : المغيرة ، فغلب اللقب علي الاسم ، وإنّ اسم قصىّ : زيد ، فسمّته العرب مجمعاً ; لجمعه إيّاها من البلد الأقصي إلي مكّة ، فغلب اللقب علي الاسم(٣) . ٤ ـ رسول الله ½ : خُلقت أنا وعلىّ من نور واحد . . . فلم يزل ينقلنا الله عزّ وجلّ من أصلاب طاهرة إلي أرحام طاهرة حتي انتهي بنا إلي عبد المطّلب(٤) . (١) المناقب لابن المغازلى : ٥ / ١ . إرجاعات
٦٤ - المجلد
الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني :
عليّ عن لسان النبيّ / الخِلْقَة ٦٢ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الأب
١ / ٢ عبد مناف بن عبد المطّلب ، المشهور بأبى طالب ، أحد العشرة من أولاد عبد المطّلب(١) . وكان عبد المطّلب الوجه المتألِّق فى قريش ، وله منزلته السامقة فى أوساطها . ثمّ جاء بعده ولده أبو طالب فورث تلك المكانة الاجتماعيّة العليّة(٢) . وكانت اُسرة أبى طالب أوّل الاُسر التى اجتمع فيها زوجان هاشميّان(٣) . تولّي أبو طالب رعاية النبىّ ½ الذى فقد أبو يه فى طفولته ، ثمّ فقد جدّه(٤) . ولمّا بُعث أمين قريش ½ لم يدّخر أبو طالب وسعاً فى دعمه ومؤازرته علي ما هو بسبيله فى مسيرته الجهادية الشاقّة . وآمن به أرسخ الإيمان(٥) ، وأصحر بذلك فى شِعره(٦) . وكانت منزلته (١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١١ ، شرح الأخبار : ٣ / ٢١٩ .
٦٣ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الأب
الاجتماعيّة السامية بين قريش وأهل مكّة ، ودعمه السخىّ لرسول الله ½ ، حائلَين أصليّين دون وصول الأذي إليه ½ من قريش(١) . رافقه فى حصار الشِّعب ، وتحمّل مصائب المقاطعة الاقتصاديّة علي كبر سنّه ، ولم يتنازل عن معاضدته ومواساته(٢) . وكان له حقّ عظيم علي الإسلام والمسلمين فى غربة الدين يومئذ . وبعد خروجه من الشعب فارق الحياة حميداً . ففقد النبىّ ½ بوفاته ووفاة خديجة ¤ عضدَين وفيّين مضحّيين . واشتدّ أذي قريش وتعذيبها للمؤمنين عقب ذلك(٣) . ٥ ـ كمال الدين عن الأصبغ بن نباتة : سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : والله ما عبد أبى ولا جدّى عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ ! قيل له : فما كانوا يعبدون ؟ قال : كانوا يصلّون إلي البيت علي دين إبراهيم ¼ ، متمسّكين به(٤) . ٦ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ أبا طالب أظهر الكفر وأسرّ الإيمان . فلمّا حضرته الوفاة أوحي الله عزّ وجلّ إلي رسول الله ½ : اُخرج منها ; فليس لك بها ناصر . فهاجر إلي المدينة(٥) . (١) السيرة النبويّة لابن هشام : ٢ / ٥٧ .
٦٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الأب
٧ ـ عنه ¼ : كان أمير المؤمنين ¼ يعجبه أن يُروي شعر أبى طالب وأن يُدوَّن ، وقال : تعلَّموه وعلِّموه أولادكم ; فإنّه كان علي دين الله ، وفيه علم كثير(١) . ٨ ـ إيمان أبى طـالب عن علىّ بن محمّد الصـوفى العلـوى العمرى : أنشدنى أبو عبد الله بن منعية(٢) الهاشمى ـ معلّمى بالبصرة ـ لأبى طالب :
٩ ـ إيمان أبى طالب عن ضوء بن صلصال : كنت أنصر النبىّ ½ مع أبى طالب قبل إسلامى ، فإنّى يوماً لجالس بالقرب من منزل أبى طالب فى شدّة القيظ ، إذ خرج أبو طالب إلىّ شبيهاً بالملهوف ، فقال لى : يا أبا الغضنفر ، هل رأيت هذين الغلامين ؟ ـ يعنى النبىّ وعليّاً صلوات الله عليهما ـ فقلت : ما رأيتهما مذ جلست ، فقال : قم بنا فى الطلب لهما ; فلست آمَنُ قريشاً أن تكون اغتالتهما . قال : فمضينا حتي خرجنا من أبيات مكّة ، ثمّ صرنا إلي جبل من جبالها فاستَرْقيناه إلي قلّته ، فإذا النبىّ ½ وعلىّ ¼ عن يمينه وهما قائمان بإزاء عين الشمس يركعان ويسجدان . قال : فقال أبو طالب لجعفر ابنه : صِل جناح ابن عمّك ، فقام إلي جنب علىّ ، فأحسّ بهما النبىّ ½ فتقدّمهما ، وأقبلوا علي أمرهم حتي فرغوا ممّا كانوا فيه ، ثمّ أقبلوا نحونا ، فرأيت السرور يتردّد فى وجه (١) إيمان أبى طالب لفخّار بن معد : ١٣٠ عن علىّ بن أحمد بن
مسعدة عن عمّه ، بحار الأنوار : ٣٥ / ١١٥ / ٥٤ . ٦٥ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الأب
أبى طالب ، ثمّ انبعث يقول :
١٠ ـ الفصول المختارة ـ فى ذكر ما جري فى شعب أبى طالب ـ : لمّا نامت العيون ، جاء أبو طالب ومعه أمير المؤمنين ¼ فأقام رسول الله ½ وأضجع أمير المؤمنين ¼ مكانه ، فقال أمير المؤمنين ¼ : يا أبتاه ، إنّى مقتول ، فقال أبو طالب :
قال : فقال أمير المؤمنين ¼ :
(١) إيمان أبى طالب لفخّار بن معد : ٢٤٨ ، كنز الفوائد : ١
/ ٢٧٠ نحوه ، بحار الأنوار : ٣٥ / ١٢٠ / ٦٣ ; شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٦٩
نحوه . ٦٦ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الأب
١١ ـ الكافى عن إسحاق بن جعفر عن الإمام الصادق ¼ : قيل له : إنّهم يزعمون أنّ أبا طالب كان كافراً ؟ فقال : كذبوا ، كيف يكون كافراً وهو يقول :
وفى حديث آخر : كيف يكون أبو طالب كافراً وهو يقول :
١٢ ـ إيمان أبى طالب عن الحسن بن جمهور العمى يرفعه : قيل لتأبّط شرّاً الشاعر ـ واسمه ثابت بن جابر ـ : من سيّد العرب ؟ فقال : اُخبرُكم : سيّد العرب أبو طالب بن عبد المطّلب . وقيل للأحنف بن قيس التميمى(٢) : من أين اقتبست هذه الحكم ، وتعلّمت هذا الحلم ؟ قال : من حكيم عصره وحليم دهره ; قيس بن عاصم المنقرى(٣) . ولقد قيل لقيس : حلمَ من رأيتَ فتحلّمت ؟ وعلمَ من رويتَ (١) الكافى : ١ / ٤٤٨ / ٢٩ ، بحار الأنوار : ٣٥ / ١٣٦ / ٨١
. إرجاعات
٤٧ - المجلد
الثاني عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام عليّ وعمّاله / الأحْنَفُ بنُ
قَيْس ٦٧ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الاُمّ
فتعلّمت ؟ فقال : من الحليم الذى لم تحلّ قطّ حبْوته ، والحكيم الذى لم تنفد قطّ حكمته ; أكْثَم بن صَيْفىّ التميمى(١) . ولقد قيل لأكثم : ممّن تعلّمت الحكم والرئاسة والحلم والسياسة ؟ فقال : من حليف الحلم والأدب ، سيّد العجم والعرب ; أبى طالب بن عبد المطّلب(٢) . ١ / ٣ فاطمة بنت أسد ، وكانت امرأة لبيبة ، صلبة العقيدة ، فتيّة القلب ، بَرّة ، مبجَّلة . احتضنت النبىّ ½ فى طفولته(٣) ، فكان يحبّها حبّاً شديداً ، حتي قال فيها : "كانت اُمّى بعد اُمّى التى ولدتنى"(٤) . (١) هو أكثم بن صيفى بن عبد العزّي ، ولمّا بلغه ظهور رسول
الله ½
أرسل إليه رجلين يسألانه عن نسبه وما جاء به ، فأخبرهما وقرأ عليهما : ³
٦٨ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الاُمّ
وكان يُثنى علي حنانها وشفقتها عليه قائلاً : "لم يكن بعد أبى طالب أبرّ بى منها"(١) . وكانت أوّل امرأة بايعت النبىّ ½ (٢) . وهاجرت إلي المدينة مع علىّ وفاطمة ¤ مشياً علي الأقدام . ولمّا توفّيت هذه المرأة العظيمة كفّنها رسول الله ½ بقميصه(٣) ، وشارك فى تشييعها ، وصلّي عليها ، ثمّ وضعها فى قبرها بعدما اضطجع فيه(٤) . وكان علىّ ¼ رابع ولد لهذين الوجهين المتألِّقين فى التاريخ الإسلامى ، إذ زيّن حياتهما بهاءً وسناءً بعد طالب وعقيل وجعفر(٥) . ١٣ ـ فضائل الصحابة عن مصعب الزبيرى : إنّ اُمّ علىّ بن أبى طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصىّ . وهى أوّل هاشميّة ولدت هاشميّاً . وهاجرت إلي النبىّ ½ وماتت ، وشهدها النبىّ ½ (٦) . (١) الاستيعاب : ٤ / ٤٤٦ / ٣٤٨٦ ، سير أعلام النبلاء : ٢ /
١١٨ / ١٧ ، اُسد الغابة : ٧ / ٢١٣ / ٧١٧٦ ، شرح نهج البلاغة : ١ / ١٤ .
٦٩ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الاُمّ
١٤ ـ المناقب لابن شهر آشوب : خطب أبو طالب فى نكاح فاطمة بنت أسد : الحمد لله ربّ العالمين ربّ العرش العظيم ، والمقام الكريم ، والمشعر والحطيم ، الذى اصطفانا أعلاماً وسَدَنة ، وعرفاء وخلصاء ، وحجّته بَهاليل(١) ، أطهار من الخَنا(٢) والريب ، والأذي والعيب ، وأقام لنا المشاعر ، وفضّلنا علي العشائر ، نخب آل إبراهيم وصفوته ، وزرع إسماعيل ، فى كلام له . ثمّ قال : وقد تزوّجتُ بنت أسد ، وسقتُ المهر ، ونفّذتُ الأمر ، فاسألوه واشهدوا . فقال أسد : زوّجناك ورضينا بك(٣) . ١٥ ـ الكافى عن عبد الله بن مسكان عن الإمام الصادق ¼ : إنّ فاطمة بنت أسد جاءت إلي أبى طالب لتبشّره بمولد النبىّ ½ ، فقال أبو طالب : اصبرى سبتاً اُبشّرك بمثله إلاّ النبوّة . وقال : السبت ثلاثون سنة ، وكان بين رسول الله ½ وأمير المؤمنين ¼ ثلاثون سنة(٤) . ١٦ ـ الإمام علىّ ¼ : لمّا ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم ، كفّنها رسول الله ½ فى قميصه ، وصلّي عليها ، وكبّر عليها سبعين تكبيرة ، ونزل فى قبرها ; فجعل يومى فى نواحى القبر كأنّه يوسّعه ويسوّى عليها ، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان ، وحثا(٥) فى قبرها . فلمّا ذهب قال له عمر بن الخطّاب : يا رسول الله ، رأيتك فعلت علي هذه (١) بهاليل : جمع بُهْلول : العزيز الجامع لكلّ خير (لسان
العرب : ١١ / ٧٣) . ٧٠ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الاُمّ
المرأة شيئاً لم تفعله علي أحد ! فقال : يا عمر ، إنّ هذه المرأة كانت اُمّى [بعد اُمّي](١) التى ولدتنى ، إنّ أبا طالب كان يصنع الصنيع ، وتكون له المأدبة ، وكان يجمعنا علي طعامه ، فكانت هذه المرأة تفضل منه كلّه نصيباً ، فأعود فيه ، وإنّ جبريل ¼ أخبرنى عن ربّى عزّ وجلّ أنّها من أهل الجنّة ، وأخبرنى جبريل ¼ أنّ الله تعالي أمر سبعين ألفاً من الملائكة يصلّون عليها(٢) . ١٧ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ فاطمة بنت أسد اُمّ أمير المؤمنين كانت أوّل امرأة هاجرت إلي رسول الله ½ من مكّة إلي المدينة علي قدميها . وكانت من أبرّ الناس برسول الله ½ ، فسمعتْ رسول الله وهو يقول : إنّ الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما وُلدوا ، فقالت : وا سوأتاه ! فقال لها رسول الله ½ : فإنّى أسأل الله أن يبعثك كاسية . وسمعته يذكر ضغطة القبر ، فقالت : وا ضعفاه ! فقال لها رسول الله ½ : فإنّى أسأل الله أن يكفيك ذلك . وقالت لرسول الله ½ يوماً : إنّى اُريد أن اُعتق جاريتى هذه ، فقال لها : إن فعلت أعتق الله بكلّ عضو منها عضواً منك من النار . فلمّا مرضت أوصت إلي رسول الله ½ ، وأمرت أن يعتق خادمها ، واعتقل لسانها ، فجعلت تومى إلي رسول الله ½ إيماءً ، فقبل رسول الله ½ وصيّتها . فبينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين ¼ وهو يبكى ، فقال له رسول الله ½ : ما يبكيك ؟ فقال : ماتت اُمّى فاطمة ، فقال رسول الله : واُمّى (١) ما بين المعقوفين أثبتناه من كنز العمّال .
٧١ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / المولد
والله ! وقام مسرعاً حتي دخل ، فنظر إليها وبكي . ثمّ أمر النساء أن يغسِّلنها ، وقال ½ : إذا فرغتنّ فلا تُحْدثن شيئاً حتي تُعْلمننى ، فلمّا فرغن أعلمنه بذلك ، فأعطاهنّ أحد قميصيه الذى يلى جسده وأمرهنّ أن يكفّنّها فيه ، وقال للمسلمين : إذا رأيتمونى قد فعلت شيئاً لم أفعله قبل ذلك فسلونى : لِمَ فعلته ؟ فلمّا فرغن من غسلها وكفنها ، دخل ½ فحمل جنازتها علي عاتقه ، فلم يزل تحت جنازتها حتي أوردها قبرها ، ثمّ وضعها ودخل القبر فاضطجع فيه ، ثمّ قام فأخذها علي يديه حتي وضعها فى القبر ، ثمّ انكبّ عليها طويلا يناجيها . . .(١) . ١ / ٤ ولد الإمام علىّ ¼ فى يوم الجمعة(٢) الثالث عشر من شهر رجب(٣) بعد ثلاثين (١) الكافى : ١ / ٤٥٣ / ٢ عن محمّد بن جمهور عن بعض أصحابنا
وراجع بصائر الدرجات : ٢٨٧ / ٩ وبحار الأنوار : ٣٥ / ٨١ / ٢٣ .
٧٢ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / المولد
سنة من عام الفيل(١) فى الكعبة المكرّمة(٢) . قال العلاّمة الأمينى فى مولد الإمام ¼ وفى فضيلته التى لا بديل لها : " وهذه حقيقة ناصعة أصفق علي إثباتها الفريقان ، وتضافرت بها الأحاديث ، وطفحت بها الكتب ، فلا نعبأ بجلبة رماة القول علي عواهنه بعد نصّ جمع من أعلام الفريقين علي تواتر حديث هذه الأثارة"(٣) . ١٨ ـ المستدرك علي الصحيحين : قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد (١) الكافى : ١ / ٤٥٢ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ١٩ ، الإرشاد :
١ / ٥ ، المقنعة : ٤٦١ ، خصائص الأئمّة (ع) : ٣٩ ، كشف اليقين : ٣١ ، العمدة : ٢٤ ، تاج
المواليد : ٨٨ ، المستجاد : ٢٩٤ ، روضة الواعظين : ٨٧ وص ٩٢ ، المناقب لابن
شهر آشوب : ٣ / ٣٠٧ ، عمدة الطالب : ٥٨ ، إعلام الوري : ١ / ٣٠٦ ، كشف الغمّة
: ١ / ٥٩ ; الفصول المهمّة : ٢٩ ، كفاية الطالب : ٤٠٧ . وفى سنة ولادته أقوال
اُخر ، منها : ١٢ سنة قبل البعثة (يعنى ٢٨ سنة بعد عام الفيل) ، راجع مصباح
المتهجّد : ٨٠٥ والمصباح للكفعمى : ٦٧٨ والإقبال : ٣ / ٢٣١ / ٥١ وتاريخ
الأئمّة (ع) :
٥ وتاريخ مواليد الأئمّة (ع) : ١٦٨ والفصول المهمّة : ٢٩ . ومنها : بُعِث النبىّ ½ وعلىّ ابن
سبع سنين ، راجع تاريخ بغداد : ١ / ١٣٤ وفيه أيضاً : ابن ثمان سنين . ومنها :
٢٩ سنة بعد عام الفيل ، راجع المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠٧ .
٧٣ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / المولد
ولدت أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ فى جوف الكعبة(١) . ١٩ ـ روضة الواعظين عن جابر بن عبد الله الأنصارى : سألت رسول الله ½ عن ميلاد أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ ، فقال : آه ، آه ! لقد سألتنى عن خير مولود وُلد بعدى علي سنّة المسيح ¼ ; إنّ الله تبارك وتعالي خلقنى وعليّاً من نور واحد . . . ثمّ نقلنا من صلبه [ آدم ¼ ] فى الأصلاب الطاهرات إلي الأرحام الطيّبة ، فلم نزَل كذلك حتي أطلعنى الله تبارك وتعالي من ظهر طاهر وهو عبد الله بن عبد المطّلب ، فاستودعنى خير رحم وهى آمنة ، ثمّ أطلع الله تبارك وتعالي عليّاً من ظهر طاهر وهو أبو طالب، واستودعه خير رحم وهى فاطمة بنت أسد(٢) . ٢٠ ـ الإرشاد : وُلد بمكّة فى البيت الحرام ، يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل . ولم يولد قبله ولا بعده مولود فى بيت الله تعالي سواه ; إكراماً من الله تعالي له بذلك ، وإجلالاً لمحلّه فى التعظيم(٣) . ٢١ ـ علل الشرائع عن سعيد بن جبير : قال يزيد بن قَعْنَب : كنت جالساً مع (١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٥٠ / ٦٠٤٤ وراجع مروج
الذهب : ٢ / ٣٥٨ والمناقب لابن المغازلى: ٧/٣ وتذكرة الخواصّ: ١٠ ومطالب
السؤول: ١١ وكنز الفوائد: ١/٢٥٥ وإثبات الوصيّة: ١٤٢ والإقبال : ٣ / ٢٣١ / ٥١
وروضة الواعظين : ٩٢ و٩٣ والمناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٧٤ و١٧٥ .
٧٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / المولد
العبّاس بن عبد المطّلب وفريق من عبد العُزّي بإزاء البيت الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد اُمّ أمير المؤمنين ¼ وكانت حاملة به تسعة أشهر وقد أخذها الطلق ، فقالت : ربّ ، إنّى مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنّى مصدّقة بكلام جدّى إبراهيم الخليل ¼ وإنّه بني البيت العتيق ، فبحقّ الذى بني هذا البيت ، وبحقّ المولود الذى فى بطنى ، لمّا يسّرت علىَّ ولادتى . قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره ، ودخلت فاطمة وغابت عن أبصارنا ، والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله تعالي . ثمّ خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين ¼ ، ثمّ قالت : إنّى فُضّلت علي من تقدّمنى من النساء ; لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله سرّاً فى موضع لا يحبّ أن يُعبد الله فيه إلاّ اضطراراً ، وأنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتي أكلت منها رطباً جنيّاً ، وإنّى دخلت بيت الله الحرام وأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها(١) . ٢٢ ـ الإمام الباقر عن الإمام زين العابدين ¤ : كنت جالساً مع أبى ونحن زائرون قبر جدّنا ¼ وهناك نسوان كثيرة ، إذ أقبلت امرأة منهنّ ، فقلت لها : من أنت يرحمك الله ؟ قالت : أنا زيدة بنت قَريبة بن العَجْلان من بنى ساعدة ، فقلت لها : فهل عندك شىء تحدّثينا ؟ فقالت : إى والله ; حدّثتنى اُمّى اُمّ عُمارة بنت عُبادة بن نَضْلة بن مالك بن العَجلان الساعدى أنّها كانت ذات يوم فى نساء من ٧٥ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / المولد
العرب ، إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً ، فقلت له : ما شأنك يا با طالب ؟ قال : إنّ فاطمة بنت أسد فى شدّة المخاض ثمّ وضع يديه علي وجهه . فبينا هو كذلك ، إذ أقبل محمّد ½ ، فقال له : ما شأنك يا عمّ ؟ فقال : إنّ فاطمة بنت أسد تشتكى المخاض ، فأخذ بيده وجاء وهى معه ، فجاء بها إلي الكعبة فأجلسها فى الكعبة ، ثمّ قال : اجلسى علي اسم الله ، قال : فطلقت طلقة فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً مُنظفاً لم أرَ كحسن وجهه ، فسمّاه أبو طالب عليّاً ، وحمله النبىّ ½ حتي أدّاه إلي منزلها . قال علىّ بن الحسين ¤ : فو الله ما سمعتُ بشىء قطّ إلاّ وهذا أحسن منه !(١) ٢٣ ـ شرح نهج البلاغة : روى أنّ السنة التى ولد فيها علىّ ¼ هى السنة التى بُدئ فيها برسالة رسول الله ½ ، فاُسمع الهتاف من الأحجار والأشجار ، وكُشف عن بصره ، فشاهد أنواراً وأشخاصاً ، ولم يخاطَب فيها بشىء . وهذه السنة هى السنة التى ابتدأ فيها بالتبتّل والانقطاع والعزلة فى جبل حراء ، فلم يزل به حتي كُوشِف بالرسالة ، واُنزل عليه الوحى . وكان رسول الله ½ يتيمّن بتلك السنة وبولادة علىّ ¼ فيها ، ويسمّيها سنة الخير وسنة البركة . وقال لأهله ليلة ولادته ـ وفيها شاهد ما شاهد من الكرامات والقدرة الإلهيّة ، ولم يكن من قبلها شاهد من ذلك شيئاً ـ : "لقد وُلد لنا الليلة مولود يفتح الله علينا به أبواباً كثيرة من النعمة والرحمة" . وكان كما قال صلوات الله عليه ; فإنّه ¼ كان ناصره ، والمحامى عنه ، وكاشف (١) المناقب لابن المغازلى : ٧ / ٣ عن محمّد بن سعيد
الدارمى عن الإمام الكاظم عن أبيه ¤ .
٧٦ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الأسماء
الغمّاء عن وجهه ، وبسيفه ثبت دين الإسلام ، ورست دعائمه ، وتمهّدت قواعده(١) . ٢٤ ـ ديوان السيّد الحميرى ـ من قصيدة له فى ولادة أمير المؤمنين ¼ ـ :
١ / ٥ لمّا ولد الإمام ¼ ، اختارت له اُمّه فاطمة بنت أسد اسم "حيدرة"(٣) تيمّناً باسم أبيها "أسد" ، ثمّ اتّفقت هى وأبوه ـ وبإلهام ربّانى ـ علي تسميته "عليّاً"(٤) . وكانت له أسماء اُخري أيضاً ستأتى فى سياق النصوص التاريخيّة والروائيّة لهذا الفصل . ٢٥ ـ علل الشرائع عن فاطمة بنت أسد : إنّى دخلت بيت الله الحرام ، وأكلت من (١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ١١٤ . ٧٧ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الأسماء
ثمار الجنّة وأرزاقها ، فلمّا أردت أن أخرج هتف بى هاتف : يا فاطمة ! سمّيه عليّاً ، فهو علىّ ، والله العلىّ الأعلي يقول : إنّى شققت اسمه من اسمى ، وأدّبته بأدبى ، ووقفته علي غامض علمى ، وهو الذى يكسّر الأصنام فى بيتى ، وهو الذى يؤذّن فوق ظهر بيتى ، ويقدّسنى ويمجّدنى ، فطوبي لمن أحبّه وأطاعه ، وويلٌ لمن عصاه وأبغضه(١) . ٢٦ ـ ينابيع المودّة عن العبّاس بن عبد المطّلب : لمّا ولدت فاطمة بنت أسد عليّاً سمّته باسم أبيها(٢) أسد ، ولم يرضَ أبو طالب بهذا ، فقال : هلمّ حتي نعلو أبا قبيس ليلاً ، وندعو خالق الخضراء ، فلعلّه أن ينبئنا فى اسمه . فلمّا أمسيا ، خرجا وصعدا أبا قبيس ودعيا الله تعالي ، فأنشأ أبو طالب شعراً :
فإذا خشخشة من السماء ، فرفع أبو طالب طرفه ، فإذا لوحٌ مثل زبرجد أخضر فيه أربعة أسطر ، فأخذه بكلتا يديه وضمّه إلي صدره ضمّاً شديداً ، فإذا مكتوب :
فسُرّ أبو طالب سروراً عظيماً ، وخرّ ساجداً لله تبارك وتعالي ، وعقّ بعشرة من الإبل . (١) علل الشرائع : ١٣٦ / ٣ ، معانى الأخبار : ٦٢ / ١٠ ،
الأمالى للصدوق : ١٩٥ / ٢٠٦ ، بشارة المصطفي : ٨ ، روضة الواعظين : ٨٨ وراجع
الأمالى للطوسى : ٧٠٧ / ١٥١١ . ٧٨ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الأسماء
وكان اللوح معلّقاً فى بيت [الله](١) الحرام يفتخر به بنو هاشم علي قريش ، حتي غاب زمان قتال الحجّاج ابنَ الزبير(٢) . ٢٧ ـ الإمام زين العابدين ¼ : كان رسول الله ½ ذات يوم جالساً وعنده علىّ وفاطمة والحسن والحسين (ع) ، فقال : والذى بعثنى بالحقّ بشيراً ، ما علي وجه الأرض خلق أحبّ إلي الله عزّ وجلّ ولا أكرم عليه منّا . إنّ الله تبارك وتعالي شقّ لى اسماً من أسمائه ; فهو محمود وأنا محمّد ، وشقّ لك يا علىّ اسماً من أسمائه ; فهو العلىّ الأعلي وأنت علىّ . . .(٣) . ٢٨ ـ الإمام علىّ ¼ : أنا اسمى فى الإنجيل إليا، وفى التوراة بريء، وفى الزبور أرىّ، وعند الهند كبكر، وعند الروم بطريسا، وعند الفرس جبتر، وعند الترك بثير، وعند الزنج حيتر ، وعند الكهنة بوىء ، وعند الحبشة بثريك ، وعند اُمّى حيدرة ، وعند ظئرى ميمون ، وعند العرب علىّ ، وعند الأرمن فريق ، وعند أبى ظهير(٤) . ٢٩ ـ رسول الله ½ : إذا كان يوم القيامة ، ينادون علىّ بن أبى طالب بسبعة أسماء : يا صدّيق ، يا دالّ ، يا عابد ، يا هادى ، يا مهدىّ ، يا فتي ، يا علىّ ; اُدخل أنت وشيعتك الجنّة بغير حساب(٥) . (١) ما بين المعقوفين إضافة منّا يقتضيها السياق .
٧٩ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الكنى
٣٠ ـ شرح نهج البلاغة : كان اسمه الأوّل الذى سمّته به اُمّه : حَيْدَرة ، باسم أبيها أسد بن هاشم ـ والحيدرة : الأسد ـ فغيّر أبوه اسمه ، وسمّاه عليّاً . وقيل : إنّ حيدرة اسمٌ كانت قريش تسمّيه به . والقول الأوّل أصحّ ; يدلّ عليه خبرُه يوم برز إليه مَرْحب ، وارتجز عليه فقال : أنا الذى سمّتنى اُمّى مَرْحَبا فأجابه ¼ رجزاً : أنا الذى سمّتنى اُمّى حَيْدَرَه(١) ١ / ٦ كانت لأمير المؤمنين ¼ كني عديدة ، أشهرها : أبو الحسن(٢) ، وثمّة كني (١) شرح نهج البلاغة : ١ / ١٢ . إنّ شعر الإمام علىّ ¼ الذى ارتجزه
فى معركة خيبر لدي لقائه مرحب اليهودىّ والذى أوّله : "أنا الذى سمّتنى اُمّى
حيدرة" جاء فى قسم كبير من المصادر التاريخيّة والحديثيّة ، منها : صحيح مسلم
: ٣ / ١٤٤١ / ١٣٢ ، مسند ابن حنبل : ٥ / ٥٥٨ / ١٦٥٣٨ ، فضائل الصحابة لابن
حنبل : ٢ / ٦٠٧ / ١٠٣٦ وص ٦٤٤ / ١٠٩٤ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٤١ /
٤٣٤٣ ، الطبقات الكبري : ٢ / ١١٢ ، مقاتل الطالبيّين : ٤٠ ، الرياض النضرة :
٣ / ١٤٩ ; الإرشاد : ١ / ١٢٧ ، وقعة صفّين : ٣٩٠ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣
/ ١٢٩ ، روضة الواعظين : ١٤٦ ، الديوان المنسوب إلي الإمام علىّ ¼ : ٢٨٦ / ٢١٢
. راجع : القسم الثانى / الدور المصيرى فى فتح خيبر . إرجاعات
٢٢٥ - المجلد
الأوّل / القسم الثاني : الإمام عليّ مع النبيّ / الفصل الثامن : الدور
المصيري في فتح خيبر ٨٠ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الكنى
اُخري ذُكرت له ¼ ، منها : أبو الحسين ، وأبو السبطين(١) ، وأبو الريحانتين(٢) ، وأبو تراب ، وإن كان التعريف الاصطلاحى للكنية لا ينطبق علي بعضها . ويتراءي من الروايات أنّ كنية "أبو تراب" كانت أحبّ الكني إليه ¼ ، وأنّه كان يُسرّ إذا نودى بها ; لاُمور منها : أنّه كان يجد فيها نوعاً من التواضع والتذلّل لله سبحانه . ومنها : أنّها كانت تذكّره بملاطفة النبىّ ½ معه فى غزوة ذات العشيرة حيث كان متوسّداً التراب بصحبة عمّار بن ياسر وقد أصابه شىء منه ، ولذا كان له ¼ انشداد وتعلّق خاصّ بتلك الكنية . ٣١ ـ الإمام علىّ ¼ : كان الحسن فى حياة رسول الله ½ يدعونى أبا الحسين ، وكان الحسين يدعونى أبا الحسن ، ويدعوان رسول الله ½ أباهما . فلمّا توفّى رسول الله ½ دعوانى بأبيهما(٣) . ٣٢ ـ عنه ¼ : ما سمّانى الحسن والحسين يا أبة حتي توفّى رسول الله ½ ، كانا يقولان لرسول الله ½ : يا أبة ، وكان الحسن يقول لى : يا أبا الحسين ، وكان الحسين يقول لى : يا أبا الحسن(٤) . ٣٣ ـ الطبقات الكبري ـ فى ذكر غزوة ذى العُشَيرة ـ : بذى العشيرة كني (١) الفصول المهمّة : ١٢٩ ; تاج المواليد : ٨٨ ، إعلام
الوري : ١ / ٣٠٧ . إرجاعات
٧١ - المجلد
الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني :
عليّ عن لسان النبيّ / الاُسرة ٨١ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الكنى
رسول الله ½ علىّ بن أبى طالب أبا تراب ; وذلك أنّه رآه نائماً متمرّغاً فى البَوْغاء(١) فقال : اجلس ، أبا تراب ، فجلس(٢) . ٣٤ ـ مسند ابن حنبل عن عمّار بن ياسر : كنت أنا وعلىّ رفيقين فى غزوة ذات العُشَيرة ، فلمّا نزلها رسول الله ½ وأقام بها رأينا ناساً من بنى مُدلج يعملون فى عين لهم فى نخل ، فقال لى علىّ : يا أبا اليقظان ، هل لك أن نأتى هؤلاء فننظر كيف يعملون ؟ فجئناهم فنظرنا إلي عملهم ساعة ، ثمّ غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعلىّ فاضطجعنا فى صَوْر(٣) من النخل فى دَقْعاء(٤) من التراب فنمنا ، فو الله ما أهبَّنا(٥) إلاّ رسول الله ½ يحرّكنا برجله وقد تترّبنا من تلك الدقعاء ، فيومئذ قال رسول الله ½ لعلىّ : يا أبا تراب ; لما يري عليه من التراب . قال : أ لا اُحدّثكما بأشقي الناس رَجُلين ؟ قلنا : بلي يا رسول الله ، قال : اُحيمر ثمود الذى عقر الناقة ، والذى يضربك يا علىّ علي هذه ـ يعنى قرنه ـ حتي تبلّ منه هذه ـ يعنى لحيته ـ(٦) . (١) البَوْغاء : التراب الناعم (النهاية : ١ / ١٦٢) .
٨٢ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الكنى
٣٥ ـ المعجم الأوسط عن أبى الطفيل : جاء النبىّ ½ وعلىّ ¼ نائم فى التراب ، فقال : إنّ أحقّ أسمائك أبو تراب ، أنت أبو تراب !(١) ٣٦ ـ رسول الله ½ ـ أنّه كان يقول ـ : إنّا كنّا نمدح عليّاً إذا قلنا له أبا تراب(٢) . ٣٧ ـ صحيح مسلم عن أبى حازم عن سهل بن سعد : استُعمل علي المدينة رجل من آل مروان ، قال : فدعا سهلَ بن سعد ، فأمره أن يشتم عليّاً ، قال : فأبي سهل ، فقال له : أمّا إذ أبيتَ فقل : لعن الله أبا التراب ، فقال سهل : ما كان لعلىّ اسم أحبّ إليه من أبى التراب ! وإن كان لَيفرح إذا دُعى بها(٣) . ٣٨ ـ صحيح البخارى عن أبى حازم : إنّ رجلاً جاء إلي سهل بن سعد فقال : هذا فلانٌ ـ لاِمير المدينة ـ يدعو عليّاً عند المنبر . قال : فيقول ماذا ؟ قال : يقول له : أبو تراب . فضحك ; قال : والله ما سمّاه إلاّ النبىّ ½ ! وما كان ـ والله ـ له اسم أحبّ إليه منه ! فاستطعمتُ الحديثَ سهلاً ، وقلت : يا أبا عبّاس ، كيف ذلك ؟ قال : دخل علىّ علي فاطمة ثمّ خرج ، فاضطجع فى المسجد ، فقال النبىّ ½ : أين ابن عمّك ؟ قالت : فى المسجد ، فخرج إليه ، فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، وخلص الترابُ إلي ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول : اجلس يا (١) المعجم الأوسط : ١ / ٢٣٧ / ٧٧٥ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٨
/ ٨٣٥٩ . ٨٣ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الألقاب
أبا تراب ـ مرّتين ـ(١) . ٣٩ ـ علل الشرائع عن ابن عمر : بينا أنا مع النبىّ ½ فى نخيل المدينة وهو يطلب عليّاً ¼ ، إذا انتهي إلي حائط ، فاطّلع فيه ، فنظر إلي علىّ ¼ وهو يعمل فى الأرض وقد اغبارَّ ، فقال : ما ألوم الناس إن يكنوك أبا تراب !(٢) ٤٠ ـ تذكرة الخواصّ : أمّا كنيته : فأبو الحسن والحسين ، وأبو القاسم ، وأبو تراب ، وأبو محمّد(٣) . ١ / ٧ إنّ شخصيّة علىّ ¼ بحر لا يُدرك غوره ، فهو ذو شخصيّة فذّة ذات أبعاد عظيمة فريدة فى التاريخ لا نظير لها . وكان للإمام ¼ ألقاب(٤) وأوصاف كثيرة يشير كلٌّ منها إلي بعد من تلك الأبعاد العلميّة والعمليّة والثقافيّة والاجتماعيّة والمعنويّة والسياسيّة الرفيعة لشخصيّته ¼ . ويعود جُلّها إلي عصر النبىّ ½ ; إذ (١) صحيح البخارى : ٣ / ١٣٥٨ / ٣٥٠٠ ، المعجم الكبير : ٦ /
١٦٧ / ٥٨٧٩ ، تاريخ الطبرى : ٢ / ٤٠٩ وراجع صحيح البخارى : ٥ / ٢٢٩١ / ٥٨٥١
وص ٢٣١٦ / ٥٩٢٤ والأدب المفرد : ٢٥٣ / ٨٥٢ والمعجم الكبير : ٦ / ١٤٩ / ٥٨٠٨
والبداية والنهاية : ٣ / ٢٤٧ . وقد جاء فى بعض المصادر ـ فى أصل هذه الكنية ـ
إنّ خلافاً ظهر بين الإمام والزهراء ¤ ، فترك الإمام البيت ممتعضاً
، ونام فى المسجد مغتاظاً ! هكذا نُقل ، ولكنّ عصمة هذين العظيمين ، وقول
الإمام فيها بعد استشهادها £ : "ما أغضبتنى قطّ" يدلّ دلالة قاطعة علي
أنّ هذا القسم من النصّ موضوع منحول ، أقحمه فيه أعداؤهما ومناوئوهما .
٨٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الألقاب / أمير المؤمنين
كان رسول الله ½ يناديه بها. ومن هذه الألقاب : "أعلم الاُمّة" ، "أقضي الاُمّة" ، "أوّل من أسلم" ، "أوّل من صلّي" ، "خير البشر" ، "أمير المؤمنين" ، "إمام المتّقين" ، "سيّد المسلمين" ، "يعسوب المؤمنين" ، "عمود الدين" ، "سيّد الشهداء" ، "سيّد العرب" ، "راية الهدي" ، "باب الهدي" ، "المرتضي" ، "الولىّ" ، "الوصىّ"(١) . وما برح رسول الله ½ يذكر الإمام ¼ بهذه الألقاب . وكان فى الحقيقة يمهّد بها لقيادته وزعامته ، والتعريف بمنزلته العظيمة وموقعه المتميّز فى القيادة مع تبيين أبعاد شخصيّته ¼ ، وذلك من منطلق اهتمامه بمستقبل الاُمّة الإسلاميّة ومهمّة الإمام العظمي فى المستقبل المنظور . وإذا لاحظنا ألقاب الإمام ¼ نجد أنّ أشهرها لقبان هما : ١ ـ أمير المؤمنين وهو خاصّ به ¼ ، لا يشاركه به أحد ، كما ليس لامرئ أن يخاطَب به البتّةَ . وتدلّ النصوص الروائيّة المتنوّعة ـ التى سيأتى قسم منها لاحقاً ـ علي أنّنا لا يحقّ لنا أن نطلقه حتي علي الأئمّة (ع) (٢) . ٢ ـ الوصىّ وكان مشهوراً به فى عصر النبوّة نفسه ، وعرفه به القاصى والدانى والصديق والعدوّ ، وسنذكر النصوص التاريخيّة والروائيّة الدالّة علي هذه الحقيقة . ونكتفى الآن بالإشارة إلي أحدها ، وهى أنّه خرج فى معركة الجمل شابٌّ من "بنى ضَبَّة" من أصحاب الجمل ، وارتجز يقول : (١) اُنظر الأبواب المرتبطة بهذه العناوين .
إرجاعات
١٨١ - المجلد
الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل الخامس :
أحاديث الإمارة / اختصاص هذا الاسم بعليّ ٨٥ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الألقاب / الوصيّ
٤١ ـ تاريخ دمشق عن أنس بن مالك : قال رسول الله ½ : اسكب إلىّ ماءً ـ أو وضوءاً ـ فتوضّأ ، ثمّ قام فصلّي ركعتين ، ثمّ قال : يا أنس ، أوّل من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين(٢) ، سيّد المؤمنين ; علىّ(٣) . ٤٢ ـ الكافى عن علىّ بن أبى حمزة : سأل أبو بصير أبا عبد الله ¼ وأنا حاضر ، فقال : جعلت فداك ! كم عُرج برسول الله ½ ؟ فقال : مرّتين ، فأوقفه جبرئيل موقفاً ، فقال له : مكانك يا محمّد ! فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قطّ ولا نبىّ . . . . فقال الله تبارك وتعالي : يا محمّد ! قال : لبّيك ربّى . قال : مَن لاُمّتك من بعدك ؟ قال : الله أعلم ! قال : علىّ بن أبى طالب ، أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين(٤) . ٤٣ ـ الإمام علىّ ¼ : قال رسول الله ½ : يا علىّ ، إنّ الله عزّ وجلّ قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّى شيعتك ، فأبشر ! فإنّك الأنزع البطين : المنزوع من الشرك ، البطين من العلم(٥) . (١) راجع : القسم الثالث / أحاديث الوصاية / وصاية الإمام
فى أدب صدر الإسلام . إرجاعات
١٢٠ - المجلد
الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل الأوّل :
أحاديث الوصاية / وصيّ خاتم الأنبياء / أوّل أوصياء خاتم الأنبياء
٨٦ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الشمائل
٤٤ ـ معانى الأخبار عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر ¼ : قلت له : جعلت فداك ! لِمَ سُمّى أمير المؤمنين ¼ أميرَ المؤمنين ؟ قال : لأنّه يَمِيرهم(١) العلم ; أ ما سمعت كتاب الله عزّ وجلّ : ³ وَنَمِيرُ أَهْلَنَا ² (٢) ؟ !(٣) ٤٥ ـ الفصول المهمّة : أمّا لقبه : فالمرتضي ، وحيدر ، وأمير المؤمنين ، والأنزع البطين(٤) . ٤٦ ـ تاج العروس : والوصىّ كغنىّ : لقب علىّ ¢ (٥) (٦) . ١ / ٨ لم تحمل إلينا النصوص التاريخيّة والحديثيّة شيئاً عن ملامح الإمام ¼ إبّان ولادته وفى صغره ، ومن هنا فإنّ ما يأتى فى هذا المجال يرتبط بملامحه وهندامه أيّام خلافته ¼ . وفى ضوء ذلك يتسنّي لنا أن نصفه ¼ فنقول : كان ¼ رَبْعة من الرجال ; إلي القِصَر أقرب وإلي السمن ، من أحسن الناس وجهاً ، وكأنّ وجهه القمر ليلة البدر حسناً ، كثير التبسُّم ، آدَم اللون يميل إلي السُّمرة ، أدْعَج(٧) العينين عظيمهما ، فى عينيه لين ، أصلع ، كأنّ عنقه إبريق فضّة ، (١) المِيرَة : هى الطعام ونحوه ، يقال : مارَهم يَميرُهم :
إذا أعطاهم المِيرَة (النهاية : ٤ / ٣٧٩) . ٨٧ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الشمائل
كَثّ اللحية ، لا يغيّر شيبَه ، عريض ما بين المنكبين ، شَثْن الكفّين(١) ، شديد الساعد واليد ، عريض الصدر ، ذا بطن ، ضخم الكَرادِيس(٢) ، ضخم عضلة الذراع والساق دقيقَ مُستدَقّها ، إذا مشي تكفّأ(٣) ، وإذا مشي إلي الحرب هرول . ٤٧ ـ الطبقات الكبري عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة : سألت أبا جعفر محمّد بن علىّ ¤ ، قلت : ما كانت صفة علىّ ¼ ؟ قال : رجل آدمُ شديد الاُدْمة ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذو بطن ، أصلع ، إلي القِصَر أقرب(٤) . ٤٨ ـ الغارات عن قدامة بن عتّاب : كان علىّ ¼ ضخم البطن ، ضخم مُشاشة(٥) المنكب ، ضخم عضلة الذراع دقيقَ مستدقّها ، ضخم عضلة الساق دقيقَ مستدقّها(٦). ٤٩ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن المغيرة : كان علىّ ¼ علي هيئة الأسد ; (١) شَثْن الكفّين : أى أنّهما يميلان إلي الغِلَظ والقِصَر
(النهاية : ٢ / ٤٤٤) . ٨٨ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الشمائل
غليظاً منه ما استغلظ ، دقيقاً منه ما استدقّ(١) . ٥٠ ـ الكامل فى التاريخ : كان علىّ ¼ فوق الرَّبعة ، وكان ضخم عضلة الذراع دقيقَ مستدقّها ، ضخم عضلة الساق دقيقَ مستدقّها ، وكان من أحسن الناس وجهاً ، ولا يغيّر شيبَه ، كثير التبسّم(٢) . ٥١ ـ مقاتل الطالبيّين : كان ¼ أسمر ، مربوعاً ، وهو إلي القصر أقرب ، عظيم البطن ، دقيق الأصابع ، غليظ الذراعين ، حَمْش الساقين(٣) ، فى عينيه لين ، عظيم اللحية ، أصلع ، ناتئ الجبهة(٤) . ٥٢ ـ فضائل الصحابة عن أبى إسحاق : قال أبى : يا بنىّ تريد أن اُريك أمير المؤمنين ـ يعنى عليّاً ؟ قلت : نعم ، فرفعنى علي يديه فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية ، أصلع ، عظيم البطن ، عريض ما بين المنكبين(٥) . ٥٣ ـ مقاتل الطالبيّين عن داود بن عبد الجبّار عن أبى إسحاق : أدخلنى أبى المسجد يوم الجمعة ، فرفعنى فرأيت عليّاً يخطب علي المنبر ; شيخاً ، أصلع ، ناتئ الجبهة ، عريض ما بين المنكبين ، له لحية قد ملأت صدره ، فى عينه اطْرِغْشاش ـ قال داود : يعنى ليناً فى العين ـ فقلت لأبى : مَن هذا يا أبة ؟ (١) المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠٧ ، شرح الأخبار : ٢ /
٤٢٨ / ٧٧٤ . ٨٩ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الشمائل
فقال : هذا علىّ بن أبى طالب ابن عمّ رسول الله ½ وأخو رسول الله ، ووصىّ رسول الله ، وأمير المؤمنين(١) . ٥٤ ـ الطبقات الكبري عن رزام بن سعد الضبّى : سمعت أبى ينعت عليّاً ، قال : كان رجلاً فوق الربعة ، ضخم المنكبين ، طويل اللحية وإن شئت قلت ـ إذا نظرت إليه ـ : هو آدم ، وإن تبيّنته من قريب قلت : أن يكون أسمر أدني من أن يكون آدم(٢) . ٥٥ ـ وقعة صفّين : كان علىّ رجلاً دَحداحاً(٣) ، أدعج العينين ، كأنّ وجهه القمر ليلة البدر حسناً ، ضخم البطن ، عريض المَسرُبة(٤) ، شثن الكفّين ، ضخم الكسور ، كأنّ عنقه إبريق فضّة ، أصلع ليس فى رأسه شعر إلاّ خفاف من خلفه ، لمنكبيه مُشاش كمُشاش السبع الضارى ، إذا مشي تكفّأ به ومارَ(٥) به جسده ، له سنام كسنام الثور ، لا تبين عضده من ساعده ، قد اُدمجت إدماجاً ، لم يمسك بذراع رجل قطّ إلاّ أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفّس. وهو إلي السمرة ، أذلف(٦) الأنف ، إذا مشي إلي الحرب هرول ، وقد أيّده الله بالعزّ والنصر(٧) . (١) مقاتل الطالبيّين : ٤٢ . ٩٠ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل :
اُسرة الإمام علىّ / الفصل الأوّل : الولادة / الشمائل
٥٦ ـ المناقب للخوارزمى عن محمّد بن حبيب البغدادى صاحب المحبّر ـ فى بيان صفاته ¼ ـ : آدم اللون ، حسن الوجه ، ضخم الكراديس(١) . ٥٧ ـ تاريخ دمشق عن مُدرك : رأيت عليّاً له وَفْرة(٢) ، وكان من أحسن الناس وجهاً(٣) . ٥٨ ـ نثر الدرّ : انصرف [علىّ ¼ ] من صفّين وكأنّه رأسه ولحيته قطنة ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، لو غيّرت ، فقال : إنّ الخضاب زينة ، ونحن قوم محزونون(٤) (٥) . ٥٩ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن ابن إسحاق وابن شهاب : أنّه كتب حلية أمير المؤمنين ¼ عن ثبيت الخادم علي عمره(٦) ، فأخذها عمرو بن العاص ، فزمّ بأنفه(٧) فقطّعها ، وكتب : إنّ أبا تراب كان شديد الاُدمة ، عظيم البطن ، حمش الساقين ، ونحو ذلك ، فلذلك وقع الخلاف فى حليته(٨) . (١) المناقب للخوارزمى : ٤٥ ; كشف الغمّة : ١ / ٧٥ .
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||