الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الأول

 

 ٩١ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة

 

رافق علىّ  ¼ رسول الله  ½ منذ السنين الاُولي من عمره ; فقد عسرت الحياة علي أبى طالب برهة ، وضاقت به الاُمور ، فاقترح رسول الله  ½ علي إخوة أبى طالب أن يأخذوا منه بعض أولاده إلي بيوتهم ; لتخفيف عبء العيش عن كاهله .

وشاءت إرادة الله تعالي أن يكون علىّ  ¼ فى بيت رسول الله  ½ ، فتولّي تربيته منذ نعومة أظفاره .

وكان النبىّ  ½ يحبّ هذا الطفل الصغير ; يضمّه إلي صدره ، ويُمِسّه عَرْفَه ، ويُلقمه الطعام ، ويرعي حياته لحظة لحظة ، وينفحه بالأنوار الإلهيّة المشعّة .

وهكذا تربّي الإمام  ¼ فى حجر النبوّة ، وارتوي من منهل فضائلها الرائق ، وأمضي أيّامه ملازماً لها ملازمة الظلّ لصاحبه .

وحين سطعت القبسات الاُولي للوحى صدّق بالرسالة المحمّديّة موقناً ; إذ

 ٩٢ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة

كانت روحه قد تواشجت هى وروح صاحبها . من هنا كان أوّل من صدّقه  ½ .

ونجد فى الخطبة البليغة الرفيعة "القاصعة" أجمل تصوير لهذه الملازمة ، ولدور رسول الله  ½ فى تربيته وإعداده  ¼ ، وحبِّه إيّاه ، واستنارةِ الإمام  ¼ بهذه الملازمة . وهو ما تقرؤونه فى سياق النصوص التى يشتمل عليها هذه الفصل .

٦٠ ـ كشف اليقين عن يزيد بن قعنب : ولدت [فاطمة بنت أسد] عليّاً ولرسول الله  ½ ثلاثون سنة ، فأحبّه رسول الله  ½ حبّاً شديداً ، وقال لها : اجعلى مهده بقرب فراشى .

وكان  ½ يلى أكثر تربيته ، وكان يطهّر عليّاً فى وقت غسله ، ويُوجِره(١) اللبن عند شربه ، ويحرّك مهده عند نومه ، ويناغيه فى يقظته ، ويجعله علي صدره(٢) .

٦١ ـ شرح نهج البلاغة عن الحسين بن زيد بن علىّ بن الحسين    ¤ : سمعت زيداً ـ أبى ـ يقول : كان رسول الله  ½ يمضغ اللحمة والتمرة حتي تلين ، ويجعلهما فى فم علىّ  ¼ وهو صغير فى حِجْره(٣) .

٦٢ ـ أنساب الأشراف : قالوا : كان أبو طالب قد أقلّ وأقتر ، فأخذ رسول الله  ½ عليّاً ليخفّف عنه مؤنته ، فنشأ عنده(٤) .

٦٣ ـ مجالس ثعلب عن ابن سلاّم : لمّا أمعَرَ(٥) أبو طالب قالت بنو هاشم : دعنا فليأخذ كلّ رجل منّا رجلاً من ولدك ، قال : اصنعوا ما أحببتم إذا خلّيتم لى عقيلاً .


(١) وَجَرْته الدواءَ : جعلته فى فِيه (لسان العرب : ٥ / ٢٧٩) .
(٢) كشف اليقين : ٣٢ / ١٢ .
(٣) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٠٠ ; بحار الأنوار : ٣٨ / ٣٢٣ .
(٤) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٤٦ .
(٥) أمْعَرَ : افتقر (النهاية : ٤ / ٣٤٢) .

 ٩٣ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة

فأخذ النبىّ  ½ عليّاً ، فكان أوّل من أسلم ممّن تلتفّ عليه خِبْطاته(١) (٢) .

٦٤ ـ مقاتل الطالبيّين عن زيد بن علىّ : كان رسول الله  ½ أخذ عليّاً من أبيه وهو صغير فى سنة(٣) أصابت قريشاً وقحط نالَهم ، وأخذ حمزة جعفراً ، وأخذ العبّاس طالباً ; ليكفوا أباهم مؤنتهم ، ويخفّفوا عنه ثقلهم ، وأخذ هو عقيلاً لميله كان إليه . فقال رسول الله  ½ : اخترت من اختار الله لى عليكم ; عليّاً(٤) .

٦٥ ـ المستدرك علي الصحيحين عن مجاهد بن جبر أبى الحجّاج : كان من نِعَم الله علي علىّ بن أبى طالب  ¼ ما صنع الله له وأراده به من الخير ; أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب فى عيال كثير ، فقال رسول الله  ½ لعمّه العبّاس ـ وكان من أيسر بنى هاشم : يا أبا الفضل ، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما تري من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه نخفّف عنه من عياله ; آخذ من بنيه رجلاً ، وتأخذ أنت رجلاً ، فنكفلهما عنه . فقال العبّاس : نعم .

فانطلقا حتي أتيا أبا طالب ، فقالا : إنّا نريد أن نخفّف عنك من عيالك حتي تنكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لى عقيلاً فاصنعا ما شئتما .

فأخذ رسول الله  ½ عليّاً فضمّه إليه ، وأخذ العبّاس جعفراً فضمّه إليه . فلم يزل علىّ مع رسول الله  ½ حتي بعثه الله نبيّاً ، فاتّبعه وصدّقه ، وأخذ العبّاس جعفراً ،


(١) الخِبطَة : القطعة من البيوت والناس (لسان العرب : ٧ / ٢٨٤) .
(٢) مجالس ثعلب : ١ / ٢٩ .
(٣) السَّنَة : الجَدْب ، يقال : أخذتْهم السَّنة : إذا أجدَبوا واُقحِطوا (النهاية : ٢ / ٤١٣) .
(٤) مقاتل الطالبيّين : ٤١ ، شرح نهج البلاغة : ١ / ١٥ نحوه .

 ٩٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة

ولم يزل جعفر مع العبّاس حتي أسلم واستغني عنه(١) .

٦٦ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى خطبته المسمّاة بالقاصعة ـ : أنا وضعت فى الصغر بكَلاكِل(٢) العرب ، وكسرت نَواجِم(٣) قرون ربيعة ومضر ، وقد علمتم موضعى من رسول الله  ½ بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ; وضعنى فى حجره وأنا ولد يضمّنى إلي صدره ، ويكنفنى فى فراشه ، ويُمِسّنى جسدَه ، ويُشِمّنى عَرْفَه(٤) ، وكان يمضغ الشىء ثمّ يُلقِمنِيه ، وما وجد لى كذبة فى قول ، ولا خَطْلة(٥) فى فعل .

ولقد قرن الله به  ½ من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ; يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالَم ، ليلَه ونهاره . ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفَصِيل(٦) أثر اُمّه ، يرفع لى فى كلّ يوم من أخلاقه علَماً ، ويأمرنى بالاقتداء به . ولقد كان يجاور فى كلّ سنة بحِراء ، فأراه ولا يراه غيرى . ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذ فى الإسلام غير رسول الله  ½ وخديجة وأنا ثالثهما ، أري نور الوحى والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة(٧) .


(١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٦٦ / ٦٤٦٣ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ١ / ٢٦٢ ، تاريخ الطبرى : ٢ / ٣١٣ ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٤٨٤ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ١ / ١٣٦ ، دلائل النبوّة للبيهقى : ٢ / ١٦٢ ، المناقب للخوارزمى : ٥١ / ١٤ ، البداية والنهاية : ٣ / ٢٥ والأربعة الأخيرة نحوه ; علل الشرائع : ١٦٩ / ١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٧٩ ، إعلام الوري : ١ / ١٠٥ كلاهما نحوه ، روضة الواعظين : ٩٨ .
(٢) الكَلْكَل : الصدر من كلّ شىء (لسان العرب : ١١ / ٥٩٦) .
(٣) نَجَم النبتُ : إذا طَلَع ، وكلّ ما طَلَع وظَهَر فقد نجم (النهاية : ٥ / ٢٤) .
(٤) العَرْف : الريح . . . وأكثر استعماله فى الطَّيِّبة (تاج العروس : ١٢ / ٣٧٥) .
(٥) خَطِلَ فى منطقه ورأيه خَطَلا : أخطأ (المصباح المنير : ١٧٤) .
(٦) الفَصيل : ولد الناقة إذا فُصِل عن اُمّه (لسان العرب : ١١ / ٥٢٢) .
(٧) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٢ .

 ٩٥ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة

٦٧ ـ السيرة النبويّة عن ابن إسحاق : كان ممّا أنعم الله به علي علىّ بن أبى طالب أنّه كان فى حِجر رسول الله  ½ قبل الإسلام(١) .

٦٨ ـ شرح نهج البلاغة عن الفضل بن عبّاس : سألت أبى عن ولد رسول الله  ½ الذكور ، أيّهم كان رسول الله  ½ له أشدَّ حبّاً ؟ فقال : علىّ بن أبى طالب  ¼ ، فقلت له : سألتك عن بنيه ! فقال : إنّه كان أحبّ إليه من بنيه جميعاً وأرأف ، ما رأيناه زايَله يوماً من الدهر منذ كان طفلاً ، إلاّ أن يكون فى سفر لخديجة ، وما رأينا أباً أبرّ بابن منه لعلىّ ، ولا ابناً أطوع لأب من علىٍّ له . . . .

وروي جبير بن مُطعِم قال : قال أبى مُطعِم بن عدىّ لنا ونحن صبيان بمكّة : أ لا ترون حبّ هذا الغلام ـ يعنى عليّاً ـ لمحمّد واتّباعه له دون أبيه ؟ ! واللات والعُزّي ! لوددتُ أنّ ابنى بفتيان بنى نوفل جميعاً !(٢)

راجع : القسم التاسع / علىٌّ عن لسان النبىّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / خيرة الله .


(١) السيرة النبويّة لابن هشام : ١ / ٢٦٢ ، تاريخ الطبرى : ٢ / ٣١٢ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ١ / ١٣٦ ، اُسد الغابة : ٤ / ٨٩ / ٣٧٨٩ وفيه "رُبّى فى حِجْر" ، دلائل النبوّة للبيهقى : ٢ / ١٦١ ، المناقب للخوارزمى : ٥١ / ١٣ ، البداية والنهاية : ٣ / ٢٤ ; روضة الواعظين : ٩٨ .
(٢) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٠١ ; بحار الأنوار : ٣٨ / ٣٢٤ .


إرجاعات 
٩٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / خيرة الله

 ٩٦ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة

 ٩٧ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج

٣ / ١

تزويجه فاطمة بنت رسول الله

هاجر رسول الله  ½ إلي المدينة بعد ثلاث عشرة سنة مليئة بالعناء والمشقّة والمصائب المريرة من أجل تبليغ الرسالة ، وأرسي دعائم الحكومة الإسلاميّة هناك .

وكان علىّ  ¼ معه  ½ منذ الأيّام الاُولي للرسالة . وكان فى السنة الاُولي من الهجرة ابن أربع وعشرين سنة ; فلابدّ له من الزواج وبدء الحياة المشتركة .

وكانت الزهراء (ع) قد بلغت يومئذ التاسعة من عمرها(١) . وهى بنت رسول الله  ½ ، ولها منزلتها الرفيعة الزاخرة بالفضائل الإنسانيّة ، والخصائص الملكوتيّة السامية . وقد أثني عليها أبوها مراراً ، وسمّاها بضعته .


(١) الكافى : ٨ / ٣٤٠ / ٥٣٦ ، مختصر بصائر الدرجات : ١٣٠ ، ولمزيد الاطّلاع علي ولادتها فى السنة الخامسة بعد البعثة راجع : الكافى: ١/٤٥٧ و١٠/٤٥٨ وإعلام الوري: ١/٢٩٠ وكشف الغمّة : ٢/٧٥ .

 ٩٨ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

وكان موقع النبىّ  ½ فى زعامة الاُمّة من جهة ، وشخصيّة الزهراء (ع) من جهة اُخري ، عاملَين مشجّعين لكثير من الصحابة ـ بخاصّة من كان يفكّر منهم بمستقبله عبر هذه الأواصر ـ علي التقدّم لخطوبة الزهراء (ع) . بيد أنّ أباها كان يرفض رفضاً قاطعاً ، ويصرّح أحياناً بأنّه ينتظر فيها قضاء الله(١) .

واقترح علي الإمام علىّ  ¼ عدد من الصحابة الموالين له أن يتقدّم لخطوبتها (ع) . وكان قلب الإمام طافحاً بالإيمان ، وصدره مفعماً بحبّ الله ، لكنّه خالى الوفاض من الدراهم والدنانير .

فتوجّه تلقاء البيت النبوىّ ، ومنعته الهيبة النبويّة من الكلام ، وكان ينظر مرّةً إلي النبىّ  ½ نظرة مليئة بالحياء ، واُخري إلي الأرض . فأنطقه النبىّ  ½ من خلال بعض التمهيدات ، ولمّا تكلّم قال له : أ معك شىء ؟ والجواب واضح !

أمّا فاطمة ، فهل لها كُفء غير علىّ ؟ !

وتحقّق الأمر الإلهىّ ، كما أشار إليه النبىّ الأعظم(٢) وبدأ هذان العظيمان حياتهما المشتركة فى السنة الاُولي من الهجرة(٣) بمهر قليل(٤) ، ومراسم


(١) الطبقات الكبري : ٨ / ١٩ ، أنساب الأشراف : ٢ / ٣٠ .
(٢) المعجم الكبير : ١٠/١٥٦/١٠٣٠٥ ، تاريخ دمشق : ٤٢/١٢٥/٨٤٩٤ ، ذخائر العقبي: ٧٠; الكافى : ١/٤٦٠/٨ وج ٥/٥٦٨/٥٤ ، من لا يحضره الفقيه: ٣/٣٩٣/٤٣٨٢، عيون أخبار الرضا: ١/٢٢٥/٣ ، مكارم الأخلاق : ١ / ٤٤٥ / ١٥٢٨ ، الأمالى للطوسى : ٤٠ / ٤٤ و٤٥ ، تاريخ اليعقوبى : ٢/٤١ .
(٣) الطبقات الكبري : ٨ / ٢٢ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٤١ ، وفى تاريخ زواجه أقوال اُخَر ، راجع الكافى : ٨ / ٣٤٠ / ٥٣٦ والأمالى للطوسى : ٤٣ / ٤٧ وكشف الغمّة : ١ / ٣٦٤ . يبدو أنّ زواج الإمام علىّ  ¼ من السيّدة فاطمة (ع) تخلّله فاصل زمنى بين العقد والزفاف ; فالعقد وقع بُعيد الوصول إلي المدينة المنوّرة ، وأمّا الزفاف فقد جاء فى أعقاب معركة بدر . وبهذا يمكن حلّ التعارض الحاصل بين الروايات الواردة فى هذا المضمار .
(٤) مسند ابن حنبل : ١ / ١٧٤ / ٦٠٣ ، السنن الكبري : ٧ / ٣٨٣ / ١٤٣٥٠ ـ ١٤٣٥٢ ، مسند أبى يعلي : ١ / ٢٤٦ / ٤٦٦ ، الطبقات الكبري : ٨ / ٢٠ و٢١ ، تهذيب الكمال : ٣٥ / ٢٤٩ / ٧٨٩٩ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٢٧ / ٨٤٩٨ ; الكافى : ٥ / ٣٧٩ / ٥ ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٤٠١ / ٤٤٠٢ ، مسند زيد : ٣٠٣ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٥١ ، روضة الواعظين : ١٦٢ .

 ٩٩ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

بسيطة(١) ، وجهاز أكثر بساطة(٢) . وهكذا ولد أعظم بيت فى التاريخ ، وبدأت أبهي حياة مشتركة .

وتكوّن فى جوار بيت النبىّ  ½ بيت صغير هو أكبر من التاريخ كلّه ، وكان مغبط أهل السماوات والأرض حقّاً !

وكان منهل الفضائل والمكارم ، والعشق ، والإيمان ، والإيثار ، والجهاد ، وبساطة العيش ، بل كان يناطح السماء علوّاً ورفعة .

أمّا سيّده ـ راهب الليل المتهجِّد فى جوفه ـ فقد كان ليث الوغي ، لا تكاد تبرأ جراحه بعدُ حتي يخوض حرباً اُخري . وكان  ¼ أشجع المقاتلين ، وأعظمهم منازلة للأقران .

وأمّا صاحبته فقد كانت السيّدة الرزينة الصبور ، حملت عبء الحياة ، ورضيت بأقلّ الإمكانات . وكانت تضمّد جراح بعلها وأبيها(٣) ، حتي عبّر عنها رسول الله  ½ تعبيراً لطيفاً ، فقال : "فاطمة اُمّ أبيها"(٤) .


(١) الطبقات الكبري : ٨ / ٢٣ ; الأمالى للطوسى : ٤٢ / ٤٥ .
(٢) سنن النسائى : ٦ / ١٣٥ ، مسند ابن حنبل : ١ / ١٨٣ / ٦٤٣ ، المستدرك علي الصحيحين: ٢ / ٢٠٢ / ٢٧٥٥ ، الطبقات الكبري : ٨ / ٢٣ ، ذخائر العقبي : ٧٥ و٧٦ ; الأمالى للطوسى : ٤٠ / ٤٥ .
(٣) الإرشاد : ١ / ٨٩ ، إعلام الوري : ١ / ٣٧٨ ; المغازى : ١ / ٢٤٩ .
(٤) وربّما كنّيت "اُمّ أبيها" ، لهذا الاعتبار ، راجع تهذيب الكمال : ٣٥ / ٢٤٧ / ٧٨٩٩ ومقاتل الطالبيّين : ٥٧ والاستيعاب : ٤ / ٤٥٢ / ٣٤٩١ والمناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٥٧ .

 ١٠٠ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

وكانت الثمرة الاُولي لهذا الزواج الإلهى هو الإمام الحسن  ¼ الذى ولد فى السنة الثالثة من الهجرة(١) ، والثانية هو الإمام الحسين  ¼ الذى ولد فى السنة الرابعة منها(٢) ، ثمّ ولدت بعدهما زينب واُمّ كلثوم ، وآخرهم هو المحسن الذى اُجهض شهيداً(٣) .

٦٩ ـ سنن النسائى عن بريدة : خطب أبو بكر وعمر فاطمة ، فقال رسول الله  ½ : إنّها صغيرة . فخطبها علىّ ، فزوّجها منه(٤) .

٧٠ ـ الطبقات الكبري عن علباء بن أحمر اليشكرى : إنّ أبا بكر خطب فاطمة إلي النبىّ  ½ ، فقال : يا أبا بكر ، انتظر بها القضاء . فذكر ذلك أبو بكر لعمر ، فقال له عمر : ردّك يا أبا بكر .

ثمّ إنّ أبا بكر قال لعمر : اخطب فاطمة إلي النبىّ  ½ ، فخطبها ، فقال له مثل ما قال لأبى بكر : انتظر بها القضاء(٥) .


(١) تاريخ الطبرى : ٢ / ٥٣٧ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٤٦ / ٤٧ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٣٣ ، تاريخ دمشق : ١٣ / ١٦٧ و١٦٨ و١٧٣ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٥٦٠ / ١٤٩٠ وفيه "فى السنة الرابعة" .
(٢) مروج الذهب : ٢ / ٢٩٥ ، تاريخ دمشق : ١٤ / ١١٥ وص ١٢١ ، الاستيعاب : ١ / ٤٤٢ / ٥٧٤ ; الإرشاد : ٢ / ٢٧ .
(٣) معانى الأخبار : ٢٠٦ ، الاحتجاج : ١ / ٢١٢ / ٣٨ ، الاختصاص : ١٨٥ ، إثبات الوصيّة : ١٥٥ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٥٨ .
(٤) سنن النسائى : ٦ / ٦٢ ، المستدرك علي الصحيحين : ٢ / ١٨١ / ٢٧٠٥ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦١٤ / ١٠٥١ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٢٢٨ / ١٢٣ .
(٥) الطبقات الكبري : ٨ / ١٩ ، أنساب الأشراف : ٢ / ٣٠ نحوه .

 ١٠١ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

٧١ ـ الطبقات الكبري عن عطاء : خطب علىّ فاطمة ، فقال لها رسول الله  ½ : إنّ عليّاً يذكرك ! فسكتت ، فزوّجها(١) .

٧٢ ـ رسول الله  ½ : إنّ الله أمرنى أن اُزوّج فاطمة من علىّ(٢) .

٧٣ ـ عنه  ½ : إنّما أنا بشر مثلكم أتزوّج فيكم واُزوّجكم ، إلاّ فاطمة فإنّ تزويجها نزل من السماء(٣) .

٧٤ ـ عنه  ½ ـ لفاطمة (ع) ـ : والله ما ألَوْت(٤) أن اُزوّجك خير أهلى(٥) .

٧٥ ـ عنه  ½ : يا فاطمة ، أما إنّى ما ألَّيْت أن أنكحتك خير أهلى(٦) .

٧٦ ـ عنه  ½ ـ لفاطمة (ع) ـ : فما ألَوتكِ فى نفسى وقد أصبت لكِ خير أهلى(٧) .

٧٧ ـ الإمام الصادق  ¼ : لولا أنّ الله تبارك وتعالي خلق أمير المؤمنين  ¼


(١) الطبقات الكبري : ٨ / ٢٠ ، ذخائر العقبي : ٦٩ ; كشف الغمّة : ١ / ٣٦٥ .
(٢) المعجم الكبير : ١٠ / ١٥٦ / ١٠٣٠٥ عن عبد الله بن مسعود ، ذخائر العقبي : ٧٠ عن أنس ; المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٥٠ عن الإمام الرضا  ¼ عنه  ½ وعن عبد الله بن مسعود وعن أنس بن مالك .
(٣) الكافى : ٥ / ٥٦٨ / ٥٤ عن أبان بن تغلب عن الإمام الباقر  ¼ ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٣٩٣ / ٤٣٨٢ ، مكارم الأخلاق : ١ / ٤٤٥ / ١٥٢٨ .
(٤) ألا الرجلُ وألَّي : إذا قصَّر وترك الجُهد (لسان العرب : ١٤ / ٤١) .
(٥) خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ٢٣٣ / ١٢٥ عن ابن عبّاس ، الطبقات الكبري : ٨ / ٢٤ عن اُمّ أيمن وراجع كنز العمّال : ١١ / ٦٠٥ / ٣٢٩٢٦ والكافى : ٥ / ٣٧٨ / ٦ .
(٦) الطبقات الكبري : ٨ / ٢٤ عن عكرمة ، كنز العمّال : ١١ / ٦٠٦ / ٣٢٩٣٠ .
(٧) المعجم الكبير : ٢٢ / ٤١٢ / ١٠٢٢ ، كنز العمّال : ١١ / ٦٠٦ / ٣٢٩٢٨ ، كفاية الطالب : ٣٠٦ ; كشف الغمّة : ١ / ٣٧١ وفيهما " ولقد أصبت بك القدر وزوّجتك خير أهلى" بدل "أصبت لك خير أهلى" ، شرح الأخبار : ٢ / ٣٥٨ / ٧١٣ نحوه وكلّها عن ابن عبّاس .

 ١٠٢ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

لفاطمة ، ما كان لها كفوٌ علي ظهر الأرض من آدم ومَن دونه(١) .

٧٨ ـ الإمام علىّ  ¼ : قال لى رسول الله  ½ : يا علىّ ، لقد عاتبتنى رجال من قريش فى أمر فاطمة (ع) وقالوا : خطبناها إليك فمنعتَنا ، وتزوّجت عليّاً ، فقلت لهم : والله ما أنا منعتكم وزوّجته ، بل الله تعالي منعكم وزوّجه ، فهبط علىَّ جبرئيل  ¼ فقال : يا محمّد ، إنّ الله جلّ جلاله يقول : لو لم أخلق عليّاً لما كان لفاطمة ابنتك كفو علي وجه الأرض ; آدم فمَن دونه(٢) .

٧٩ ـ عنه  ¼ : لمّا أدركت فاطمة بنت رسول الله  ½ مدرك النساء ، خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة فى الإسلام والشرف والمال ، وكان كلّما ذكرها رجل من قريش لرسول الله  ½ أعرض رسول الله  ½ عنه بوجهه ، حتي كان الرجل منهم يظنّ فى نفسه أنّ رسول الله  ½ ساخط عليه ، أو قد نزل علي رسول الله  ½ فيه وحى من السماء(٣) .

٨٠ ـ السنن الكبري عن مجاهد عن الإمام علىّ  ¼ : لقد خُطبت فاطمة بنت النبىّ  ½ ، فقالت لى مولاة : هل علمت أنّ فاطمة تخطب ؟ قلت : لا ـ أو نعم ـ قالت : فاخطبْها إليه ، قال : قلت : وهل عندى شىء أخطبها عليه ! قال : فو الله ما زالت ترجّينى حتي دخلتُ عليه ـ وكنّا نجلّه ونعظّمه ـ فلمّا جلستُ بين يديه


(١) الكافى : ١ / ٤٦١ / ١٠ عن يونس بن ظبيان ، تهذيب الأحكام : ٧ / ٤٧٠ / ١٨٨٢ عن المفضّل ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٣٩٣ / ٤٣٨٣ وفيه "خلق فاطمة لعلىّ" بدل "خلق أمير المؤمنين  ¼ لفاطمة" ، الأمالى للطوسى : ٤٣ / ٤٦ وفيه "علي الأرض" بدل "علي ظهر الأرض . . ." ، بشارة المصطفي : ٢٦٧ وفيه "من الأرض" بدل "علي ظهر الأرض . . ." وكلاهما عن يونس بن ظبيان .
(٢) عيون أخبار الرضا : ١ / ٢٢٥ / ٣ عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه    ¥ .
(٣) المناقب للخوارزمى : ٣٤٣ / ٣٦٤ ; كشف الغمّة : ١ / ٣٥٣ .

 ١٠٣ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

اُلجمتُ حتي ما استطعت الكلام ، قال : هل لك من حاجة ؟ فسكتُّ ، فقالها ثلاث مرّات ، قال : لعلّك جئت تخطب فاطمة ! قلت : نعم يا رسول الله ، قال : هل عندك من شىء تستحلّها به ؟ قال : قلت : لا والله يا رسول الله ، قال : فما فعلتَ بالدرع التى كنتُ سلّحتُكها ؟ قال علىّ : والله إنّها لدرعٌ حُطَمِيّة(١) ما ثمنها إلاّ أربعمائة درهم ! قال : اذهب فقد زوّجتكها ، وابعث بها إليها فاستحلّها به(٢) .

٨١ ـ الأمالى للطوسى عن الضحّاك بن مزاحم : سمعت علىّ بن أبى طالب  ¼ يقول : أتانى أبو بكر وعمر فقالا : لو أتيت رسول الله  ½ فذكرت له فاطمة . قال : فأتيته ، فلمّا رآنى رسول الله  ½ ضحك ، ثمّ قال : ما جاء بك يا أبا الحسن ؟ وما حاجتك ؟ قال : فذكرت له قرابتى وقدمى فى الإسلام ونُصرتى له وجهادى ، فقال : يا علىّ صدقت ، فأنت أفضل ممّا تذكر .

فقلت : يا رسول الله ، فاطمة تزوّجنيها ؟ فقال : يا علىّ ، إنّه قد ذكرها قبلك رجال ، فذكرتُ ذلك لها ، فرأيت الكراهة فى وجهها ، ولكن علي رِسلك حتي أخرج إليك . فدخل عليها فقامت إليه ، فأخذت رداءه ونزعت نعليه ، وأتته بالوضوء ، فوضّأته بيدها وغسلت رجليه ، ثمّ قعدت ، فقال لها : يا فاطمة ، فقالت : لبّيك ! حاجتك يا رسول الله ؟ قال : إنّ علىّ بن أبى طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه ، وإنّى قد سألت ربّى أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم إليه ،


(١) دِرعٌ حُطَميّة : هى منسوبة إلي بطن من عبد القيس يقال لهم : حُطَمة بن محارب ، كانوا يعملون الدروع (النهاية : ١ / ٤٠٢) .
(٢) السنن الكبري : ٧ / ٣٨٣ / ١٤٣٥١ ، المناقب للخوارزمى : ٣٣٥ / ٣٥٦ ، الأخبار الموفّقيّات : ٣٧٥ / ٢٣٠ نحوه ، البداية والنهاية : ٣ / ٣٤٦ ; كشف الغمّة : ١ / ٣٦٤ وراجع مسند ابن حنبل : ١ / ١٧٤ / ٦٠٣ والطبقات الكبري : ٨ / ٢٠ .

 ١٠٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

وقد ذكر من أمرك شيئاً ، فما تَرَين ؟ فسكتت ولم تولِّ وجهها ، ولم يرَ فيه رسول الله  ½ كراهة ، فقام وهو يقول : الله أكبر ! سكوتها إقرارها .

فأتاه جبرئيل  ¼ فقال : يا محمّد ، زوِّجها علىّ بن أبى طالب ; فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها(١) .

٨٢ ـ الكافى عن سعيد بن المسيّب : قلت لعلىّ بن الحسين    ¤ : فمتي زوّج رسول الله  ½ فاطمة من علىّ    ¤ ؟ فقال : بالمدينة بعد الهجرة بسنة ، وكان لها يومئذ تسع سنين(٢) .

٨٣ ـ تاريخ اليعقوبى ـ فى ذكر زواج فاطمة (ع) ـ : زوّجها رسول الله من علىّ بعد قدومه بشهرين ، وقد كان جماعة من المهاجرين خطبوها إلي رسول الله ، فلمّا زوّجها عليّاً قالوا فى ذلك ، فقال رسول الله : ما أنا زوّجته ولكنّ الله زوّجه(٣) .

٨٤ ـ الأمالى للطوسى : روى أنّ أمير المؤمنين  ¼ دخل بفاطمة (ع) بعد وفاة اُختها رقيّة زوجة عثمان بستّة عشر يوماً ، وذلك بعد رجوعه من بدر ، وذلك لأيّام خلت من شوّال .

وروى أنّه دخل بها يوم الثلاثاء لستٍّ خلون من ذى الحجّة . والله تعالي أعلم (٤) .

٨٥ ـ المعجم الأوسط عن جابر بن عبد الله : حضرنا عرس علىّ بن أبى طالب


(١) الأمالى للطوسى : ٣٩ / ٤٤ ، بشارة المصطفي : ٢٦١ .
(٢) الكافى : ٨ / ٣٤٠ / ٥٣٦ ، مختصر بصائر الدرجات : ١٣٠ وراجع كشف الغمّة : ١ / ٣٦٤ .
(٣) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٤١ .
(٤) الأمالى للطوسى : ٤٣ / ٤٧ ، بشارة المصطفي : ٢٦٧ .

 ١٠٥ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

وفاطمة بنت رسول الله  ½ ، فما رأينا عرساً كان أحسن منه حَيساً(١) ، وهيّأ لنا رسول الله  ½ زيتاً وتمراً فأكلنا . وكان فراشهما ليلة عرسهما إهاب(٢) كبش(٣) .

٨٦ ـ الطبقات الكبري عن أسماء بنت عميس ـ لاُمّ جعفر ـ : جُهِّزت جدّتك فاطمة إلي جدّك علىّ ، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلاّ الليف . ولقد أولم علىّ علي فاطمة ، فما كانت وليمة فى ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن درعه عند يهودى بشطر(٤) شعير(٥) .

٨٧ ـ سنن ابن ماجة عن عائشة واُمّ سلمة : أمرنا رسول الله  ½ أن نجهّز فاطمة حتي ندخلها علي علىّ . فعمدنا إلي البيت ففرشناه تراباً ليِّناً من أعراض(٦) البطحاء ، ثمّ حشونا مِرفقتين ليفاً فنفشناه بأيدينا ، ثمّ أطعمنا تمراً وزبيباً ، وسقينا ماءً عذباً ، وعمدنا إلي عود فعرضناه فى جانب البيت ليُلقي عليه الثوب ويعلَّق عليه السقاء . فما رأينا عرساً أحسن من عرس فاطمة(٧) (٨).


(١) الحَيس : التمر البَرْنى والأقِط يُدَقّان ويُعجنان بالسمن عجناً شديداً حتي يَنْدُر النوي منه نواةً نواة ، ثمّ يُسوَّي كالثريد (لسان العرب : ٦ / ٦١) .
(٢) الإهاب : الجلد (النهاية : ١ / ٨٣) .
(٣) المعجم الأوسط : ٦ / ٢٩٠ / ٦٤٤١ ، مجمع الزوائد : ٩ / ٣٣٦ / ١٥٢١٥ نحوه وراجع ذخائر العقبي : ٧٤ .
(٤) الشَّطْرُ : النصفُ ، ومنه "أنّه رَهَن درعه بشطر من شعير" قيل : أراد نِصف مَكُّوك ، وقيل : أراد نصفَ وَسْق (النهاية : ٢ / ٤٧٣) .
(٥) الطبقات الكبري : ٨ / ٢٣ ، ذخائر العقبي : ٧٤ وفيه من "و لقد أولم . . ." .
(٦) الأعراض : جمع عُرْض ، وهو الناحية (النهاية : ٣ / ٢١٠) .
(٧) سنن ابن ماجة : ١ / ٦١٦ / ١٩١١ .
(٨) بمراجعة تراجم رواة هذه الأحاديث ; أعنى : أسماء بنت عميس ، واُمّ سلمة ، وسلمان الفارسى ، نجد أنّ أسماء كانت فى السنة الاُولي والثانية للهجرة فى الحبشة ، وأنّ اُمّ سلمة لم تكن زوجاً للنبىّ  ½ تلك الفترة ، وأنّ سلمان لم يأتِ للمدينة بعدُ ، فمن هنا لابدّ من التأمّل والتشكيك فى حضورهم زواج الزهراء (ع) .

 ١٠٦ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

٨٨ ـ الإمام علىّ  ¼ : لمّا أردت أن أجمع فاطمة أعطانى رسول الله  ½ مِصْراً(١) من ذهب ، فقال : ابتع بهذا طعاماً لوليمتك .

قال : فخرجت إلي محافل الأنصار ، فجئت إلي محمّد بن مسلمة فى جَرِين(٢) له قد فُرِّغ من طعامه ، فقلت له : بعنى بهذا المصر طعاماً ، فأعطانى ، حتي إذا جعلتُ طعامى قال : من أنت ؟ قلت : علىّ بن أبى طالب . فقال : ابن عمّ رسول الله  ½ ؟ فقلت : نعم . قال : وما تصنع بهذا الطعام ؟ قلت : أعرس . فقال : وبمن ؟ فقلت : بابنة رسول الله  ½ .

قال : فهذا الطعام وهذا المِصر الذهب فخذه فهما لك . فأخذته ورجعت ، فجمعت أهلى إلىّ .

وكان بيت فاطمة لحارثة بن النعمان ، فسألت فاطمة النبىّ  ½ أن يحوّله ، فقال لها : لقد استحييت من حارثة ممّا يتحوّل لنا عن بيوته . فلمّا سمع بذلك حارثة انتقل منه ، وأسكنه فاطمة(٣) .

٨٩ ـ المصنّف عن ابن عبّاس : دعا [النبىّ  ½ ] بلالاً فقال : يا بلال ، إنّى قد زوّجت ابنتى ابن عمّى ، وأنا اُحبّ أن يكون من سنّة اُمّتى إطعام الطعام عند النكاح ، فائتِ الغنم ، فخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة ، فاجعل لى قصعة لعلّى


(١) المِصْر : الوعاء (لسان العرب : ٥ / ١٧٧) .
(٢) الجَرِين : موضع تجفيف التمر ، وهو له كالبَيدَر للحِنطة (النهاية : ١ / ٢٦٣) .
(٣) الأخبار الموفّقيّات : ٣٧٥ / ٢٣١ عن عبد الله بن أبى بكر .

 ١٠٧ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله

أجمع عليها المهاجرين والأنصار ، فإذا فرغت منها فآذنّى بها .

فانطلق ، ففعل ما أمره ، ثمّ أتاه بقصعة ، فوضعها بين يديه ، فطعن رسول الله  ½ فى رأسها ، ثمّ قال : أدخِل علىَّ الناس زُفّةً زُفّة(١) ، ولا تغادرنّ زفّة إلي غيرها ـ يعنى إذا فرغت زفّة لم تعد ثانية ـ فجعل الناس يردون ; كلّما فرغت زفّة وردت اُخري حتي فرغ الناس .

ثمّ عمد النبىّ  ½ إلي ما فضل منها ، فتفل فيها وبارك ، وقال : يا بلال ، احملها إلي اُمّهاتك وقل لهنّ : كُلْن وأطعِمْن مَن غَشِيكنّ(٢) .

٩٠ ـ من لا يحضره الفقيه عن جابر بن عبد الله الأنصارى ـ فى ذكر زواج فاطمة (ع) ـ : لمّا كانت ليلة الزفاف اُتى النبىّ  ½ ببغلته الشهباء وثُنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة (ع) : اركبى ، وأمر سلمان أن يقودها ، والنبىّ  ½ يسوقها .

فبينا هو فى بعض الطريق إذ سمع النبىّ  ½ وَجْبَة(٣) ، فإذا هو بجبرئيل  ¼ فى سبعين ألفاً وميكائيل فى سبعين ألفاً ، فقال النبىّ  ½ : ما أهبطكم إلي الأرض ؟ ! قالوا : جئنا نزفّ فاطمة (ع) إلي زوجها . وكبّر جبرئيل  ¼ ، وكبّر ميكائيل  ¼ ، وكبّرت الملائكة ، وكبّر محمّد  ½ . فوُضع التكبير علي العرائس من تلك الليلة(٤) .


(١) زُفّةً زُفّة : أى طائفة بعد طائفة ، وزمرة بعد زمرة (النهاية : ٢ / ٣٠٥) .
(٢) المصنّف لعبد الرزّاق : ٥ / ٤٨٧ / ٩٧٨٢ ، المعجم الكبير : ٢٢ / ٤١١ / ١٠٢٢ وج ٢٤ / ٣٦٢١٣٣ ، المناقب للخوارزمى : ٣٣٨ / ٣٥٩ .
(٣) الوَجْبَة : صوت السقوط (النهاية : ٥ / ١٥٤) .
(٤) من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٤٠١ / ٤٤٠٢ ، الأمالى للطوسى : ٢٥٨ / ٤٦٤ ، مكارم الأخلاق : ١ / ٤٥٢ / ١٥٤٧ ، كشف الغمّة : ١ / ٣٦٩ نحوه ; تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٢٧ / ٨٤٩٨ وراجع روضة الواعظين : ١٦٣ .

 ١٠٨ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله

٩١ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى ذكر زواجه من فاطمة (ع) ـ : . . . ثمّ صاح بى رسول الله  ½ : يا علىّ ، فقلت : لبّيك يا رسول الله  ½ ! قال : اُدخل بيتك والطف بزوجتك وارفق بها ; فإنّ فاطمة بضعة منّى ، يؤلمنى ما يؤلمها ويسرّنى ما يسرّها ، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما(١) .

راجع :القسم التاسع / علىٌّ عن لسان النبىّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / وخيرة الله .

/ الاُسرة / أعزّ علىَّ من فاطمة .

٣ / ٢

زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله

عاش الإمام  ¼ تسع سنين مع فاطمة (ع) ، ولم يتزوّج فى حياتها غيرها . وبعد وفاتها (ع) تزوّج عدداً من النساء ، وفيما يأتى أسماؤهنّ(٢) :

١ ـ اُمامة بنت أبى العاص .

٢ ـ أسماء بنت عُمَيس .

٣ ـ فاطمة اُمّ البنين .

٤ ـ اُمّ سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفى .

٥ ـ خولة بنت جعفر بن قيس .


(١) المناقب للخوارزمى : ٣٥٣ / ٣٦٤ ; كشف الغمّة : ١ / ٣٦٣ .
(٢) لمزيد الاطّلاع علي أسماء أزواج الإمام  ¼ راجع : الطبقات الكبري : ٣ / ١٩ ، أنساب الأشراف : ٢ / ٤١١ ـ ٤١٧ ، مروج الذهب : ٢ / ٧٣ ، المعارف لابن قتيبة : ٢١٠ و٢١١ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٥ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٤٠ و٤٤١ ، صفة الصفوة : ١ / ١٣٠ و١٣١ ، البداية والنهاية : ٣٣٢٧ ; الإرشاد : ١ / ٣٥٤ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٣ ، العمدة : ٣٠ ، تاج المواليد : ٩٤ و ٩٥ ، تاريخ مواليد الأئمة    ¥ : ١٧٠ و١٧١ .


إرجاعات 
٩٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / خيرة الله

 ١٠٩ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله

٦ ـ الصَّهْباء بنت ربيعة .

٧ ـ ليلي بنت مسعود .

٨ ـ محيّاة بنت امرئ القيس(١) .

وكان له غيرهنّ سبع عشرة سُرِّيّة(٢) بعضهنّ اُمّهات ولد .

وكانت أزواجه عند استشهاده اُمامة ، واُمّ البنين ، وأسماء بنت عميس ، وليلي بنت مسعود(٣) .

٩٢ ـ الإمام الباقر  ¼ : كان لعلىّ سبع عشرة سرّيّة(٤) .

٩٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب : توفّى عن أربعة : اُمامة ـ واُمّها زينب بنت


(١) عبد الجبّار بن منظور عن عوف بن خارجة قال : إنّى والله لَعِند عمر فى خلافته إذ أقبل رجل أمعر يتخطّي رقاب الناس ، حتي قام بين يدَى عمر ، فحيّاه بتحيّة الخلافة ، فقال : مَن أنت ؟ قال : امرؤ نصرانى ، وأنا امرؤ القيس بن عدىّ الكلبى ، فلم يعرفه عمر . فقال له رجل : هذا صاحب بكر بن وائل الذى أغار عليهم فى الجاهليّة ، قال : فما تريد ؟ قال : اُريد الإسلام ، فعرضه عليه فقبله ، ثمّ دعا له برمح فعقد له علي من أسلم من قضاعة ، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ علي رأسه . قال عوف : ما رأيت رجلاً لم يصلِّ صلاةً اُمِّر علي جماعة من المسلمين قبله . قال : ونهض علىٌّ وابناه حتي أدركه ، فقال له : أنا علىّ بن أبى طالب ابن عمّ النبىّ  ½ ، وهذان ابناى من ابنته ، وقد رغبنا فى صهرك فأنكِحنا . قال : قد أنكحتك يا علىّ المحياة ابنة امرئ القيس ، وأنكحتك يا حسن سلمي بنت امرئ القيس ، وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس (الإصابة : ١ / ٣٥٥ / ٤٨٧) .
(٢) السُّرِّيَّة : الأمَة التى بَوَّأتَها بيتاً (تاج العروس : ٦ / ٥١٤) .
(٣) تاريخ مواليد الأئمّة    ¥ : ١٧٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠٥ .
(٤) تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٥٢ عن الإمام الصادق  ¼ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٣٣ من دون إسناد إلي المعصوم ; دعائم الإسلام : ٢ / ١٩٢ / ٦٩٦ عن الإمام الصادق  ¼ وفيهما "ترك علىّ أربع نسوة وتسع عشرة سرّيّة" .

 ١١٠ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / أ : اُمامة بنت أبى العاص :

النبىّ ـ وأسماء بنت عميس ، وليلي التميميّة ، واُمّ البنين الكلابيّة(١) .

ونتحدّث فيما يأتى بإيجاز عن ثلاث من أشهرهنّ :

أ : اُمامة بنت أبى العاص :

هى بنت زينب بنت رسول الله  ½ . وكانت زينب قد تزوّجت أبا العاص قبل الإسلام . وأبو العاص هو ابن اُخت خديجة (ع) .

أنجبت زينب ولدين هما : علىّ الذى مات صغيراً ، واُمامة التى كان يحبّها النبىّ  ½ ويلاطفها . وتزوّجها الإمام  ¼ بوصيّة الزهراء (ع) إذ أوصته أن يتزوّجها ، وقالت : إنّها تكون لولدى مثلى(٢) .

ونقلت بعض الروايات أنّ الإمام  ¼ أولدها محمّداً الذى كان يسمّي محمّد بن علىّ الأوسط(٣) .

٩٤ ـ اُسد الغابة : تزوّجها علىّ بن أبى طالب  ¼ بعد موت فاطمة (ع) ، وكانت فاطمة وصّت عليّاً أن يتزوّجها . فلمّا توفّيت فاطمة تزوّجها ، زوّجها منه الزبير ابن العوّام ; لأنّ أباها قد أوصاه بها .

فلمّا جُرح علىّ خاف أن يتزوّجها معاوية ، فأمر المغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطّلب أن يتزوّجها بعده . فلمّا توفّى علىّ وقضت العدّة تزوّجها المغيرة ، فولدت له يحيي ، وبه كان يكنّي ، فهلكت عند المغيرة(٤) .


(١) المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠٥ .
(٢) روضة الواعظين : ١٦٨ ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٨٧٠ / ٤٨ وراجع علل الشرائع : ١٨٨ / ٢ .
(٣) الطبقات الكبري : ٣ / ٢٠ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥٤ .
(٤) اُسد الغابة : ٧ / ٢٠ / ٦٧٢٤ ، الإصابة : ٨ / ٢٥ / ١٠٨٢٨ ، الاستيعاب : ٤ / ٣٥١ / ٣٢٧٠ كلاهما نحوه .

 ١١١ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / ب : أسماء بنت عميس الخثعميّة :

ب : أسماء بنت عميس الخثعميّة :

وهى من النساء العظيمات فى التاريخ الإسلامى ، وكانت من اُولَيات النساء اللائى آمنَّ بالنبىّ  ½ .

تزوّجت أسماء جعفر بن أبى طالب ، وهاجرت معه إلي الحبشة ، وأنجبت منه ثلاثة أولاد ; هم : عبد الله ، وعَون ، ومحمّد(١) .

ولمّا استُشهِد جعفر تزوّجها أبو بكر ، فأولدها محمّداً البطل الثابت علي ولاء علىّ  ¼ (٢) .

وكانت رفيقة الزهراء (ع) وصاحبتها(٣) . وهى التى اقترحت عليها أن يضع جثمانها الطاهر فى التابوت وأعانت الإمام  ¼ علي غسلها (ع) (٤) .

وبعد وفاة أبى بكر تزوّجها الإمام  ¼ (٥) ، فأولدها يحيي(٦) . وظلّت مع الإمام  ¼


(١) المعجم الكبير : ٢٤ / ١٣١ / ٣٥٨ ، الطبقات الكبري : ٨ / ٢٨٠ ، تهذيب الكمال : ٣٥/١٢٧/٧٧٨٤ ، مروج الذهب : ٣ / ٧٣ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٢٨٣ / ٥١ ، اُسد الغابة : ٧ / ١٣ / ٦٧١٣ ، الاستيعاب : ٤ / ٣٤٨ / ٣٢٦٤ ، الإصابة : ٨ / ١٥ / ١٠٨٠٩ .
(٢) الطبقات الكبري : ٨ / ٢٨٢ ، تهذيب الكمال : ٣٥ / ١٢٧ / ٧٧٨٤ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ٤٢٦ ، مروج الذهب: ٣/٧٣ ، اُسد الغابة : ٧/١٣/٦٧١٣ ، الاستيعاب : ٤/٣٤٨/٣٢٦٤ ، الإصابة : ٨/١٥/١٠٨٠٩ .
(٣) الأمالى للمفيد : ٢٨١ / ٧ ، الأمالى للطوسى : ١٠٩ / ١٦٦ .
(٤) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٤ ،المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٧٩ / ٤٧٦٩ ; دلائل الإمامة : ١٣٦ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٦٤ .
(٥) الطبقات الكبري : ٨ / ٢٨٥ ، تهذيب الكمال : ٣٥ / ١٢٧ / ٧٧٨٤ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥٤ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٤٠ ، حلية الأولياء : ٢ / ٧٥ / ١٥٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٢٨٣ / ٥١ ، اُسد الغابة : ٧ / ١٣ / ٦٧١٣ ، الاستيعاب : ٤ / ٣٤٨ / ٣٢٦٤ ، الإصابة : ٨ / ١٥ / ١٠٨٠٩ .
(٦) تهذيب الكمال : ٣٥ / ١٢٧ / ٧٧٨٤ ، المعارف لابن قتيبة : ٢١٠ ، مروج الذهب : ٣ / ٧٣ ، اُسد الغابة : ٧ / ١٣ / ٦٧١٣ ، الاستيعاب : ٤ / ٣٤٨ / ٣٢٦٤ ، الطبقات الكبري : ٨ / ٢٨٥ ، تاريخ الطبرى : ٥ / ١٥٤ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٢٨٦ / ٥١ ، الإصابة : ٨ / ١٥ / ١٠٨٠٩ ، المحبّر : ١٠٨ وفى الخمسة الأخيرة "يحيي وعون" ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٤٠ وفيه "محمّد الأصغر ويحيي" ; الإرشاد : ١ / ٣٥٤ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٣ وفيه "عثمان ويحيي" .

 ١١٢ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / ب : أسماء بنت عميس الخثعميّة :

حتي استشهاده(١) .

وهى من رواة الحديث ، وممّن روت حديث ردّ الشمس(٢) .

٩٥ ـ تهذيب الكمال ـ فى ترجمة أسماء بنت عميس ـ : كانت أوّلاً تحت جعفر ابن أبى طالب ، وهاجرت معه إلي أرض الحبشة ، ثمّ قُتل عنها يوم مؤتة ، فتزوّجها أبو بكر الصدّيق ، فمات عنها ، ثمّ تزوّجها علىّ بن أبى طالب .

وولدت لجعفر : عبد الله بن جعفر ، وعون بن جعفر ، ومحمّد بن جعفر . وولدت لأبى بكر : محمّد بن أبى بكر فى حجّة الوداع . وولدت لعلىّ يحيي بن علىّ . فهم إخوة لاُمّ(٣) .

٩٦ ـ صحيح البخارى عن أبى موسي : دخلت أسماء بنت عميس ـ وهى ممّن قدم معنا ـ علي حفصة زوج النبىّ  ½ زائرة ، وقد كانت هاجرت إلي النجاشى فيمن هاجر ، فدخل عمر علي حفصة وأسماء عندها ، فقال عمر حين رأي أسماء : من هذه ؟ قالت : أسماء بنت عميس . قال عمر : الحبشيّة هذه ؟ البحريّة هذه ؟ قالت أسماء : نعم . قال : سبقناكم بالهجرة ; فنحن أحقّ برسول الله  ½ منكم !


(١) تاريخ مواليد الأئمّة    ¥ : ١٧٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠٥ .
(٢) راجع : القسم الثالث عشر / ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبىّ .
(٣) تهذيب الكمال : ٣٥ / ١٢٧ / ٧٧٨٤ ، اُسد الغابة : ٧ / ١٣ / ٦٧١٣ ، الاستيعاب : ٤ / ٣٤٨ / ٣٢٦٤ كلاهما نحوه .


إرجاعات 
٧٨ - المجلد الحادي عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام عليّ / الفصل الثاني : ردّ الشمس له / ردّ الشمس في عهد النبي

 ١١٣ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / ج : اُمّ البنين بنت حِزام :

فغضبت وقالت : كلاّ والله ! كنتم مع رسول الله  ½ يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم ، وكنّا فى دار ـ أو فى أرض ـ البُعَداء البُغَضاء بالحبشة ، وذلك فى الله وفى رسوله  ½ ، وايم الله لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتي أذكر ما قلتَ لرسول الله  ½ ، ونحن كنّا نؤذي ونخاف ، وسأذكر ذلك للنبىّ  ½ وأسأله ، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه !

فلمّا جاء النبىّ  ½ قالت : يا نبىّ الله ، إنّ عمر قال كذا وكذا .

قال : فما قلت له ؟

قالت : قلت له كذا وكذا .

قال : ليس بأحقّ بى منكم ، وله ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم ـ أهل السفينة ـ هجرتان(١) .

ج : اُمّ البنين بنت حِزام :

وكانت من الشخصيّات المتألّقة فى التاريخ الإسلامى . وتنتسب إلي اُسرة لا نظير لها فى الشجاعة والشهامة والقتال . ولمّا عزم الإمام  ¼ علي الزواج بعد رحيل الزهراء (ع) دعا عقيلاً ، وطلب منه أن يختار له امرأة من قبيلة معروفة بالشجاعة لِتلد له فرساناً صناديد . ولمّا كان عقيل عالماً بارعاً فى الأنساب فقد اختار اُمّ البنين ، وذكر أنّ آباءها من أشجع العرب وأثبتهم وأشدّهم قتالاً(٢) .


(١) صحيح البخارى : ٤ / ١٥٤٦ / ٣٩٩٠ ، صحيح مسلم : ٤ / ١٩٤٦ / ٢٥٠٣ وراجع الطبقات الكبري : ٨ / ٢٨١ وسير أعلام النبلاء : ٢ / ٢٨٣ / ٥١ .
(٢) عمدة الطالب : ٣٥٧ .

 ١١٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / ج : اُمّ البنين بنت حِزام :

وكانت اُمّ البنين شاعرة مُفوّهة ، جليلة . أرسلت أولادها الأربعة إلي كربلاء فى ركب الإمام الحسين  ¼ .

وكانت تمضى وقتها فى البقيع ; تنشد الشعر فى رثاء أولادها باكية عليهم(١) ، والناس يجتمعون ويتألّمون ويبكون ، ويطّلعون علي قبائح بنى اُميّة وممارساتهم الدنيئة . وهكذا استطاعت أن تبلّغهم نداء أولادها وهدفهم .


(١) مقاتل الطالبيّين : ٩٠ .