٩١ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة
رافق علىّ ¼ رسول الله ½ منذ السنين الاُولي من عمره ; فقد عسرت الحياة علي أبى طالب برهة ، وضاقت به الاُمور ، فاقترح رسول الله ½ علي إخوة أبى طالب أن يأخذوا منه بعض أولاده إلي بيوتهم ; لتخفيف عبء العيش عن كاهله . وشاءت إرادة الله تعالي أن يكون علىّ ¼ فى بيت رسول الله ½ ، فتولّي تربيته منذ نعومة أظفاره . وكان النبىّ ½ يحبّ هذا الطفل الصغير ; يضمّه إلي صدره ، ويُمِسّه عَرْفَه ، ويُلقمه الطعام ، ويرعي حياته لحظة لحظة ، وينفحه بالأنوار الإلهيّة المشعّة . وهكذا تربّي الإمام ¼ فى حجر النبوّة ، وارتوي من منهل فضائلها الرائق ، وأمضي أيّامه ملازماً لها ملازمة الظلّ لصاحبه . وحين سطعت القبسات الاُولي للوحى صدّق بالرسالة المحمّديّة موقناً ; إذ ٩٢ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة
كانت روحه قد تواشجت هى وروح صاحبها . من هنا كان أوّل من صدّقه ½ . ونجد فى الخطبة البليغة الرفيعة "القاصعة" أجمل تصوير لهذه الملازمة ، ولدور رسول الله ½ فى تربيته وإعداده ¼ ، وحبِّه إيّاه ، واستنارةِ الإمام ¼ بهذه الملازمة . وهو ما تقرؤونه فى سياق النصوص التى يشتمل عليها هذه الفصل . ٦٠ ـ كشف اليقين عن يزيد بن قعنب : ولدت [فاطمة بنت أسد] عليّاً ولرسول الله ½ ثلاثون سنة ، فأحبّه رسول الله ½ حبّاً شديداً ، وقال لها : اجعلى مهده بقرب فراشى . وكان ½ يلى أكثر تربيته ، وكان يطهّر عليّاً فى وقت غسله ، ويُوجِره(١) اللبن عند شربه ، ويحرّك مهده عند نومه ، ويناغيه فى يقظته ، ويجعله علي صدره(٢) . ٦١ ـ شرح نهج البلاغة عن الحسين بن زيد بن علىّ بن الحسين ¤ : سمعت زيداً ـ أبى ـ يقول : كان رسول الله ½ يمضغ اللحمة والتمرة حتي تلين ، ويجعلهما فى فم علىّ ¼ وهو صغير فى حِجْره(٣) . ٦٢ ـ أنساب الأشراف : قالوا : كان أبو طالب قد أقلّ وأقتر ، فأخذ رسول الله ½ عليّاً ليخفّف عنه مؤنته ، فنشأ عنده(٤) . ٦٣ ـ مجالس ثعلب عن ابن سلاّم : لمّا أمعَرَ(٥) أبو طالب قالت بنو هاشم : دعنا فليأخذ كلّ رجل منّا رجلاً من ولدك ، قال : اصنعوا ما أحببتم إذا خلّيتم لى عقيلاً . (١) وَجَرْته الدواءَ : جعلته فى فِيه (لسان العرب : ٥ / ٢٧٩) . ٩٣ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة
فأخذ النبىّ ½ عليّاً ، فكان أوّل من أسلم ممّن تلتفّ عليه خِبْطاته(١) (٢) . ٦٤ ـ مقاتل الطالبيّين عن زيد بن علىّ : كان رسول الله ½ أخذ عليّاً من أبيه وهو صغير فى سنة(٣) أصابت قريشاً وقحط نالَهم ، وأخذ حمزة جعفراً ، وأخذ العبّاس طالباً ; ليكفوا أباهم مؤنتهم ، ويخفّفوا عنه ثقلهم ، وأخذ هو عقيلاً لميله كان إليه . فقال رسول الله ½ : اخترت من اختار الله لى عليكم ; عليّاً(٤) . ٦٥ ـ المستدرك علي الصحيحين عن مجاهد بن جبر أبى الحجّاج : كان من نِعَم الله علي علىّ بن أبى طالب ¼ ما صنع الله له وأراده به من الخير ; أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب فى عيال كثير ، فقال رسول الله ½ لعمّه العبّاس ـ وكان من أيسر بنى هاشم : يا أبا الفضل ، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما تري من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه نخفّف عنه من عياله ; آخذ من بنيه رجلاً ، وتأخذ أنت رجلاً ، فنكفلهما عنه . فقال العبّاس : نعم . فانطلقا حتي أتيا أبا طالب ، فقالا : إنّا نريد أن نخفّف عنك من عيالك حتي تنكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لى عقيلاً فاصنعا ما شئتما . فأخذ رسول الله ½ عليّاً فضمّه إليه ، وأخذ العبّاس جعفراً فضمّه إليه . فلم يزل علىّ مع رسول الله ½ حتي بعثه الله نبيّاً ، فاتّبعه وصدّقه ، وأخذ العبّاس جعفراً ، (١) الخِبطَة : القطعة من البيوت والناس (لسان العرب : ٧ / ٢٨٤) . ٩٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة
ولم يزل جعفر مع العبّاس حتي أسلم واستغني عنه(١) . ٦٦ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى خطبته المسمّاة بالقاصعة ـ : أنا وضعت فى الصغر بكَلاكِل(٢) العرب ، وكسرت نَواجِم(٣) قرون ربيعة ومضر ، وقد علمتم موضعى من رسول الله ½ بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ; وضعنى فى حجره وأنا ولد يضمّنى إلي صدره ، ويكنفنى فى فراشه ، ويُمِسّنى جسدَه ، ويُشِمّنى عَرْفَه(٤) ، وكان يمضغ الشىء ثمّ يُلقِمنِيه ، وما وجد لى كذبة فى قول ، ولا خَطْلة(٥) فى فعل . ولقد قرن الله به ½ من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ; يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالَم ، ليلَه ونهاره . ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفَصِيل(٦) أثر اُمّه ، يرفع لى فى كلّ يوم من أخلاقه علَماً ، ويأمرنى بالاقتداء به . ولقد كان يجاور فى كلّ سنة بحِراء ، فأراه ولا يراه غيرى . ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذ فى الإسلام غير رسول الله ½ وخديجة وأنا ثالثهما ، أري نور الوحى والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة(٧) . (١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٦٦ / ٦٤٦٣ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ١ / ٢٦٢ ، تاريخ الطبرى : ٢ / ٣١٣ ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٤٨٤ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ١ / ١٣٦ ، دلائل النبوّة للبيهقى : ٢ / ١٦٢ ، المناقب للخوارزمى : ٥١ / ١٤ ، البداية والنهاية : ٣ / ٢٥ والأربعة الأخيرة نحوه ; علل الشرائع : ١٦٩ / ١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٧٩ ، إعلام الوري : ١ / ١٠٥ كلاهما نحوه ، روضة الواعظين : ٩٨ . ٩٥ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة
٦٧ ـ السيرة النبويّة عن ابن إسحاق : كان ممّا أنعم الله به علي علىّ بن أبى طالب أنّه كان فى حِجر رسول الله ½ قبل الإسلام(١) . ٦٨ ـ شرح نهج البلاغة عن الفضل بن عبّاس : سألت أبى عن ولد رسول الله ½ الذكور ، أيّهم كان رسول الله ½ له أشدَّ حبّاً ؟ فقال : علىّ بن أبى طالب ¼ ، فقلت له : سألتك عن بنيه ! فقال : إنّه كان أحبّ إليه من بنيه جميعاً وأرأف ، ما رأيناه زايَله يوماً من الدهر منذ كان طفلاً ، إلاّ أن يكون فى سفر لخديجة ، وما رأينا أباً أبرّ بابن منه لعلىّ ، ولا ابناً أطوع لأب من علىٍّ له . . . . وروي جبير بن مُطعِم قال : قال أبى مُطعِم بن عدىّ لنا ونحن صبيان بمكّة : أ لا ترون حبّ هذا الغلام ـ يعنى عليّاً ـ لمحمّد واتّباعه له دون أبيه ؟ ! واللات والعُزّي ! لوددتُ أنّ ابنى بفتيان بنى نوفل جميعاً !(٢) (١) السيرة النبويّة لابن هشام : ١ / ٢٦٢ ، تاريخ الطبرى : ٢ / ٣١٢ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ١ / ١٣٦ ، اُسد الغابة : ٤ / ٨٩ / ٣٧٨٩ وفيه "رُبّى فى حِجْر" ، دلائل النبوّة للبيهقى : ٢ / ١٦١ ، المناقب للخوارزمى : ٥١ / ١٣ ، البداية والنهاية : ٣ / ٢٤ ; روضة الواعظين : ٩٨ . إرجاعات ٩٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / خيرة الله
٩٦ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثانى : النشأة
٩٧ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج
٣ / ١ هاجر رسول الله ½ إلي المدينة بعد ثلاث عشرة سنة مليئة بالعناء والمشقّة والمصائب المريرة من أجل تبليغ الرسالة ، وأرسي دعائم الحكومة الإسلاميّة هناك . وكان علىّ ¼ معه ½ منذ الأيّام الاُولي للرسالة . وكان فى السنة الاُولي من الهجرة ابن أربع وعشرين سنة ; فلابدّ له من الزواج وبدء الحياة المشتركة . وكانت الزهراء (ع) قد بلغت يومئذ التاسعة من عمرها(١) . وهى بنت رسول الله ½ ، ولها منزلتها الرفيعة الزاخرة بالفضائل الإنسانيّة ، والخصائص الملكوتيّة السامية . وقد أثني عليها أبوها مراراً ، وسمّاها بضعته . ٩٨ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
وكان موقع النبىّ ½ فى زعامة الاُمّة من جهة ، وشخصيّة الزهراء (ع) من جهة اُخري ، عاملَين مشجّعين لكثير من الصحابة ـ بخاصّة من كان يفكّر منهم بمستقبله عبر هذه الأواصر ـ علي التقدّم لخطوبة الزهراء (ع) . بيد أنّ أباها كان يرفض رفضاً قاطعاً ، ويصرّح أحياناً بأنّه ينتظر فيها قضاء الله(١) . واقترح علي الإمام علىّ ¼ عدد من الصحابة الموالين له أن يتقدّم لخطوبتها (ع) . وكان قلب الإمام طافحاً بالإيمان ، وصدره مفعماً بحبّ الله ، لكنّه خالى الوفاض من الدراهم والدنانير . فتوجّه تلقاء البيت النبوىّ ، ومنعته الهيبة النبويّة من الكلام ، وكان ينظر مرّةً إلي النبىّ ½ نظرة مليئة بالحياء ، واُخري إلي الأرض . فأنطقه النبىّ ½ من خلال بعض التمهيدات ، ولمّا تكلّم قال له : أ معك شىء ؟ والجواب واضح ! أمّا فاطمة ، فهل لها كُفء غير علىّ ؟ ! وتحقّق الأمر الإلهىّ ، كما أشار إليه النبىّ الأعظم(٢) وبدأ هذان العظيمان حياتهما المشتركة فى السنة الاُولي من الهجرة(٣) بمهر قليل(٤) ، ومراسم (١) الطبقات الكبري : ٨ / ١٩ ، أنساب الأشراف : ٢ / ٣٠ . ٩٩ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
بسيطة(١) ، وجهاز أكثر بساطة(٢) . وهكذا ولد أعظم بيت فى التاريخ ، وبدأت أبهي حياة مشتركة . وتكوّن فى جوار بيت النبىّ ½ بيت صغير هو أكبر من التاريخ كلّه ، وكان مغبط أهل السماوات والأرض حقّاً ! وكان منهل الفضائل والمكارم ، والعشق ، والإيمان ، والإيثار ، والجهاد ، وبساطة العيش ، بل كان يناطح السماء علوّاً ورفعة . أمّا سيّده ـ راهب الليل المتهجِّد فى جوفه ـ فقد كان ليث الوغي ، لا تكاد تبرأ جراحه بعدُ حتي يخوض حرباً اُخري . وكان ¼ أشجع المقاتلين ، وأعظمهم منازلة للأقران . وأمّا صاحبته فقد كانت السيّدة الرزينة الصبور ، حملت عبء الحياة ، ورضيت بأقلّ الإمكانات . وكانت تضمّد جراح بعلها وأبيها(٣) ، حتي عبّر عنها رسول الله ½ تعبيراً لطيفاً ، فقال : "فاطمة اُمّ أبيها"(٤) . (١) الطبقات الكبري : ٨ / ٢٣ ; الأمالى للطوسى : ٤٢ / ٤٥ . ١٠٠ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
وكانت الثمرة الاُولي لهذا الزواج الإلهى هو الإمام الحسن ¼ الذى ولد فى السنة الثالثة من الهجرة(١) ، والثانية هو الإمام الحسين ¼ الذى ولد فى السنة الرابعة منها(٢) ، ثمّ ولدت بعدهما زينب واُمّ كلثوم ، وآخرهم هو المحسن الذى اُجهض شهيداً(٣) . ٦٩ ـ سنن النسائى عن بريدة : خطب أبو بكر وعمر فاطمة ، فقال رسول الله ½ : إنّها صغيرة . فخطبها علىّ ، فزوّجها منه(٤) . ٧٠ ـ الطبقات الكبري عن علباء بن أحمر اليشكرى : إنّ أبا بكر خطب فاطمة إلي النبىّ ½ ، فقال : يا أبا بكر ، انتظر بها القضاء . فذكر ذلك أبو بكر لعمر ، فقال له عمر : ردّك يا أبا بكر . ثمّ إنّ أبا بكر قال لعمر : اخطب فاطمة إلي النبىّ ½ ، فخطبها ، فقال له مثل ما قال لأبى بكر : انتظر بها القضاء(٥) . (١) تاريخ الطبرى : ٢ / ٥٣٧ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٤٦ / ٤٧ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٣٣ ، تاريخ دمشق : ١٣ / ١٦٧ و١٦٨ و١٧٣ ، تهذيب التهذيب : ١ / ٥٦٠ / ١٤٩٠ وفيه "فى السنة الرابعة" . ١٠١ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
٧١ ـ الطبقات الكبري عن عطاء : خطب علىّ فاطمة ، فقال لها رسول الله ½ : إنّ عليّاً يذكرك ! فسكتت ، فزوّجها(١) . ٧٢ ـ رسول الله ½ : إنّ الله أمرنى أن اُزوّج فاطمة من علىّ(٢) . ٧٣ ـ عنه ½ : إنّما أنا بشر مثلكم أتزوّج فيكم واُزوّجكم ، إلاّ فاطمة فإنّ تزويجها نزل من السماء(٣) . ٧٤ ـ عنه ½ ـ لفاطمة (ع) ـ : والله ما ألَوْت(٤) أن اُزوّجك خير أهلى(٥) . ٧٥ ـ عنه ½ : يا فاطمة ، أما إنّى ما ألَّيْت أن أنكحتك خير أهلى(٦) . ٧٦ ـ عنه ½ ـ لفاطمة (ع) ـ : فما ألَوتكِ فى نفسى وقد أصبت لكِ خير أهلى(٧) . ٧٧ ـ الإمام الصادق ¼ : لولا أنّ الله تبارك وتعالي خلق أمير المؤمنين ¼ (١) الطبقات الكبري : ٨ / ٢٠ ، ذخائر العقبي : ٦٩ ; كشف الغمّة : ١ / ٣٦٥ . ١٠٢ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
لفاطمة ، ما كان لها كفوٌ علي ظهر الأرض من آدم ومَن دونه(١) . ٧٨ ـ الإمام علىّ ¼ : قال لى رسول الله ½ : يا علىّ ، لقد عاتبتنى رجال من قريش فى أمر فاطمة (ع) وقالوا : خطبناها إليك فمنعتَنا ، وتزوّجت عليّاً ، فقلت لهم : والله ما أنا منعتكم وزوّجته ، بل الله تعالي منعكم وزوّجه ، فهبط علىَّ جبرئيل ¼ فقال : يا محمّد ، إنّ الله جلّ جلاله يقول : لو لم أخلق عليّاً لما كان لفاطمة ابنتك كفو علي وجه الأرض ; آدم فمَن دونه(٢) . ٧٩ ـ عنه ¼ : لمّا أدركت فاطمة بنت رسول الله ½ مدرك النساء ، خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة فى الإسلام والشرف والمال ، وكان كلّما ذكرها رجل من قريش لرسول الله ½ أعرض رسول الله ½ عنه بوجهه ، حتي كان الرجل منهم يظنّ فى نفسه أنّ رسول الله ½ ساخط عليه ، أو قد نزل علي رسول الله ½ فيه وحى من السماء(٣) . ٨٠ ـ السنن الكبري عن مجاهد عن الإمام علىّ ¼ : لقد خُطبت فاطمة بنت النبىّ ½ ، فقالت لى مولاة : هل علمت أنّ فاطمة تخطب ؟ قلت : لا ـ أو نعم ـ قالت : فاخطبْها إليه ، قال : قلت : وهل عندى شىء أخطبها عليه ! قال : فو الله ما زالت ترجّينى حتي دخلتُ عليه ـ وكنّا نجلّه ونعظّمه ـ فلمّا جلستُ بين يديه (١) الكافى : ١ / ٤٦١ / ١٠ عن يونس بن ظبيان ، تهذيب الأحكام : ٧ / ٤٧٠ / ١٨٨٢ عن المفضّل ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٣٩٣ / ٤٣٨٣ وفيه "خلق فاطمة لعلىّ" بدل "خلق أمير المؤمنين ¼ لفاطمة" ، الأمالى للطوسى : ٤٣ / ٤٦ وفيه "علي الأرض" بدل "علي ظهر الأرض . . ." ، بشارة المصطفي : ٢٦٧ وفيه "من الأرض" بدل "علي ظهر الأرض . . ." وكلاهما عن يونس بن ظبيان . ١٠٣ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
اُلجمتُ حتي ما استطعت الكلام ، قال : هل لك من حاجة ؟ فسكتُّ ، فقالها ثلاث مرّات ، قال : لعلّك جئت تخطب فاطمة ! قلت : نعم يا رسول الله ، قال : هل عندك من شىء تستحلّها به ؟ قال : قلت : لا والله يا رسول الله ، قال : فما فعلتَ بالدرع التى كنتُ سلّحتُكها ؟ قال علىّ : والله إنّها لدرعٌ حُطَمِيّة(١) ما ثمنها إلاّ أربعمائة درهم ! قال : اذهب فقد زوّجتكها ، وابعث بها إليها فاستحلّها به(٢) . ٨١ ـ الأمالى للطوسى عن الضحّاك بن مزاحم : سمعت علىّ بن أبى طالب ¼ يقول : أتانى أبو بكر وعمر فقالا : لو أتيت رسول الله ½ فذكرت له فاطمة . قال : فأتيته ، فلمّا رآنى رسول الله ½ ضحك ، ثمّ قال : ما جاء بك يا أبا الحسن ؟ وما حاجتك ؟ قال : فذكرت له قرابتى وقدمى فى الإسلام ونُصرتى له وجهادى ، فقال : يا علىّ صدقت ، فأنت أفضل ممّا تذكر . فقلت : يا رسول الله ، فاطمة تزوّجنيها ؟ فقال : يا علىّ ، إنّه قد ذكرها قبلك رجال ، فذكرتُ ذلك لها ، فرأيت الكراهة فى وجهها ، ولكن علي رِسلك حتي أخرج إليك . فدخل عليها فقامت إليه ، فأخذت رداءه ونزعت نعليه ، وأتته بالوضوء ، فوضّأته بيدها وغسلت رجليه ، ثمّ قعدت ، فقال لها : يا فاطمة ، فقالت : لبّيك ! حاجتك يا رسول الله ؟ قال : إنّ علىّ بن أبى طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه ، وإنّى قد سألت ربّى أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم إليه ، (١) دِرعٌ حُطَميّة : هى منسوبة إلي بطن من عبد القيس يقال لهم : حُطَمة بن محارب ، كانوا يعملون الدروع (النهاية : ١ / ٤٠٢) . ١٠٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
وقد ذكر من أمرك شيئاً ، فما تَرَين ؟ فسكتت ولم تولِّ وجهها ، ولم يرَ فيه رسول الله ½ كراهة ، فقام وهو يقول : الله أكبر ! سكوتها إقرارها . فأتاه جبرئيل ¼ فقال : يا محمّد ، زوِّجها علىّ بن أبى طالب ; فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها(١) . ٨٢ ـ الكافى عن سعيد بن المسيّب : قلت لعلىّ بن الحسين ¤ : فمتي زوّج رسول الله ½ فاطمة من علىّ ¤ ؟ فقال : بالمدينة بعد الهجرة بسنة ، وكان لها يومئذ تسع سنين(٢) . ٨٣ ـ تاريخ اليعقوبى ـ فى ذكر زواج فاطمة (ع) ـ : زوّجها رسول الله من علىّ بعد قدومه بشهرين ، وقد كان جماعة من المهاجرين خطبوها إلي رسول الله ، فلمّا زوّجها عليّاً قالوا فى ذلك ، فقال رسول الله : ما أنا زوّجته ولكنّ الله زوّجه(٣) . ٨٤ ـ الأمالى للطوسى : روى أنّ أمير المؤمنين ¼ دخل بفاطمة (ع) بعد وفاة اُختها رقيّة زوجة عثمان بستّة عشر يوماً ، وذلك بعد رجوعه من بدر ، وذلك لأيّام خلت من شوّال . وروى أنّه دخل بها يوم الثلاثاء لستٍّ خلون من ذى الحجّة . والله تعالي أعلم (٤) . ٨٥ ـ المعجم الأوسط عن جابر بن عبد الله : حضرنا عرس علىّ بن أبى طالب (١) الأمالى للطوسى : ٣٩ / ٤٤ ، بشارة المصطفي : ٢٦١ . ١٠٥ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
وفاطمة بنت رسول الله ½ ، فما رأينا عرساً كان أحسن منه حَيساً(١) ، وهيّأ لنا رسول الله ½ زيتاً وتمراً فأكلنا . وكان فراشهما ليلة عرسهما إهاب(٢) كبش(٣) . ٨٦ ـ الطبقات الكبري عن أسماء بنت عميس ـ لاُمّ جعفر ـ : جُهِّزت جدّتك فاطمة إلي جدّك علىّ ، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلاّ الليف . ولقد أولم علىّ علي فاطمة ، فما كانت وليمة فى ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن درعه عند يهودى بشطر(٤) شعير(٥) . ٨٧ ـ سنن ابن ماجة عن عائشة واُمّ سلمة : أمرنا رسول الله ½ أن نجهّز فاطمة حتي ندخلها علي علىّ . فعمدنا إلي البيت ففرشناه تراباً ليِّناً من أعراض(٦) البطحاء ، ثمّ حشونا مِرفقتين ليفاً فنفشناه بأيدينا ، ثمّ أطعمنا تمراً وزبيباً ، وسقينا ماءً عذباً ، وعمدنا إلي عود فعرضناه فى جانب البيت ليُلقي عليه الثوب ويعلَّق عليه السقاء . فما رأينا عرساً أحسن من عرس فاطمة(٧) (٨). (١) الحَيس : التمر البَرْنى والأقِط يُدَقّان ويُعجنان بالسمن عجناً شديداً حتي يَنْدُر النوي منه نواةً نواة ، ثمّ يُسوَّي كالثريد (لسان العرب : ٦ / ٦١) . ١٠٦ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
٨٨ ـ الإمام علىّ ¼ : لمّا أردت أن أجمع فاطمة أعطانى رسول الله ½ مِصْراً(١) من ذهب ، فقال : ابتع بهذا طعاماً لوليمتك . قال : فخرجت إلي محافل الأنصار ، فجئت إلي محمّد بن مسلمة فى جَرِين(٢) له قد فُرِّغ من طعامه ، فقلت له : بعنى بهذا المصر طعاماً ، فأعطانى ، حتي إذا جعلتُ طعامى قال : من أنت ؟ قلت : علىّ بن أبى طالب . فقال : ابن عمّ رسول الله ½ ؟ فقلت : نعم . قال : وما تصنع بهذا الطعام ؟ قلت : أعرس . فقال : وبمن ؟ فقلت : بابنة رسول الله ½ . قال : فهذا الطعام وهذا المِصر الذهب فخذه فهما لك . فأخذته ورجعت ، فجمعت أهلى إلىّ . وكان بيت فاطمة لحارثة بن النعمان ، فسألت فاطمة النبىّ ½ أن يحوّله ، فقال لها : لقد استحييت من حارثة ممّا يتحوّل لنا عن بيوته . فلمّا سمع بذلك حارثة انتقل منه ، وأسكنه فاطمة(٣) . ٨٩ ـ المصنّف عن ابن عبّاس : دعا [النبىّ ½ ] بلالاً فقال : يا بلال ، إنّى قد زوّجت ابنتى ابن عمّى ، وأنا اُحبّ أن يكون من سنّة اُمّتى إطعام الطعام عند النكاح ، فائتِ الغنم ، فخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة ، فاجعل لى قصعة لعلّى (١) المِصْر : الوعاء (لسان العرب : ٥ / ١٧٧) . ١٠٧ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / تزويجه فاطمة بنت رسول الله
أجمع عليها المهاجرين والأنصار ، فإذا فرغت منها فآذنّى بها . فانطلق ، ففعل ما أمره ، ثمّ أتاه بقصعة ، فوضعها بين يديه ، فطعن رسول الله ½ فى رأسها ، ثمّ قال : أدخِل علىَّ الناس زُفّةً زُفّة(١) ، ولا تغادرنّ زفّة إلي غيرها ـ يعنى إذا فرغت زفّة لم تعد ثانية ـ فجعل الناس يردون ; كلّما فرغت زفّة وردت اُخري حتي فرغ الناس . ثمّ عمد النبىّ ½ إلي ما فضل منها ، فتفل فيها وبارك ، وقال : يا بلال ، احملها إلي اُمّهاتك وقل لهنّ : كُلْن وأطعِمْن مَن غَشِيكنّ(٢) . ٩٠ ـ من لا يحضره الفقيه عن جابر بن عبد الله الأنصارى ـ فى ذكر زواج فاطمة (ع) ـ : لمّا كانت ليلة الزفاف اُتى النبىّ ½ ببغلته الشهباء وثُنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة (ع) : اركبى ، وأمر سلمان أن يقودها ، والنبىّ ½ يسوقها . فبينا هو فى بعض الطريق إذ سمع النبىّ ½ وَجْبَة(٣) ، فإذا هو بجبرئيل ¼ فى سبعين ألفاً وميكائيل فى سبعين ألفاً ، فقال النبىّ ½ : ما أهبطكم إلي الأرض ؟ ! قالوا : جئنا نزفّ فاطمة (ع) إلي زوجها . وكبّر جبرئيل ¼ ، وكبّر ميكائيل ¼ ، وكبّرت الملائكة ، وكبّر محمّد ½ . فوُضع التكبير علي العرائس من تلك الليلة(٤) . (١) زُفّةً زُفّة : أى طائفة بعد طائفة ، وزمرة بعد زمرة (النهاية : ٢ / ٣٠٥) . ١٠٨ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله
٩١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى ذكر زواجه من فاطمة (ع) ـ : . . . ثمّ صاح بى رسول الله ½ : يا علىّ ، فقلت : لبّيك يا رسول الله ½ ! قال : اُدخل بيتك والطف بزوجتك وارفق بها ; فإنّ فاطمة بضعة منّى ، يؤلمنى ما يؤلمها ويسرّنى ما يسرّها ، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما(١) . ٣ / ٢ زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله عاش الإمام ¼ تسع سنين مع فاطمة (ع) ، ولم يتزوّج فى حياتها غيرها . وبعد وفاتها (ع) تزوّج عدداً من النساء ، وفيما يأتى أسماؤهنّ(٢) : ١ ـ اُمامة بنت أبى العاص . ٢ ـ أسماء بنت عُمَيس . ٣ ـ فاطمة اُمّ البنين . ٤ ـ اُمّ سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفى . ٥ ـ خولة بنت جعفر بن قيس . (١) المناقب للخوارزمى : ٣٥٣ / ٣٦٤ ; كشف الغمّة : ١ / ٣٦٣ . إرجاعات ٩٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / خيرة الله
١٠٩ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله
٦ ـ الصَّهْباء بنت ربيعة . ٧ ـ ليلي بنت مسعود . ٨ ـ محيّاة بنت امرئ القيس(١) . وكان له غيرهنّ سبع عشرة سُرِّيّة(٢) بعضهنّ اُمّهات ولد . وكانت أزواجه عند استشهاده اُمامة ، واُمّ البنين ، وأسماء بنت عميس ، وليلي بنت مسعود(٣) . ٩٢ ـ الإمام الباقر ¼ : كان لعلىّ سبع عشرة سرّيّة(٤) . ٩٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب : توفّى عن أربعة : اُمامة ـ واُمّها زينب بنت (١) عبد الجبّار بن منظور عن عوف بن خارجة قال : إنّى والله لَعِند عمر فى خلافته إذ أقبل رجل أمعر يتخطّي رقاب الناس ، حتي قام بين يدَى عمر ، فحيّاه بتحيّة الخلافة ، فقال : مَن أنت ؟ قال : امرؤ نصرانى ، وأنا امرؤ القيس بن عدىّ الكلبى ، فلم يعرفه عمر . فقال له رجل : هذا صاحب بكر بن وائل الذى أغار عليهم فى الجاهليّة ، قال : فما تريد ؟ قال : اُريد الإسلام ، فعرضه عليه فقبله ، ثمّ دعا له برمح فعقد له علي من أسلم من قضاعة ، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ علي رأسه . قال عوف : ما رأيت رجلاً لم يصلِّ صلاةً اُمِّر علي جماعة من المسلمين قبله . قال : ونهض علىٌّ وابناه حتي أدركه ، فقال له : أنا علىّ بن أبى طالب ابن عمّ النبىّ ½ ، وهذان ابناى من ابنته ، وقد رغبنا فى صهرك فأنكِحنا . قال : قد أنكحتك يا علىّ المحياة ابنة امرئ القيس ، وأنكحتك يا حسن سلمي بنت امرئ القيس ، وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس (الإصابة : ١ / ٣٥٥ / ٤٨٧) . ١١٠ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / أ : اُمامة بنت أبى العاص :
النبىّ ـ وأسماء بنت عميس ، وليلي التميميّة ، واُمّ البنين الكلابيّة(١) . ونتحدّث فيما يأتى بإيجاز عن ثلاث من أشهرهنّ : أ : اُمامة بنت أبى العاص : هى بنت زينب بنت رسول الله ½ . وكانت زينب قد تزوّجت أبا العاص قبل الإسلام . وأبو العاص هو ابن اُخت خديجة (ع) . أنجبت زينب ولدين هما : علىّ الذى مات صغيراً ، واُمامة التى كان يحبّها النبىّ ½ ويلاطفها . وتزوّجها الإمام ¼ بوصيّة الزهراء (ع) إذ أوصته أن يتزوّجها ، وقالت : إنّها تكون لولدى مثلى(٢) . ونقلت بعض الروايات أنّ الإمام ¼ أولدها محمّداً الذى كان يسمّي محمّد بن علىّ الأوسط(٣) . ٩٤ ـ اُسد الغابة : تزوّجها علىّ بن أبى طالب ¼ بعد موت فاطمة (ع) ، وكانت فاطمة وصّت عليّاً أن يتزوّجها . فلمّا توفّيت فاطمة تزوّجها ، زوّجها منه الزبير ابن العوّام ; لأنّ أباها قد أوصاه بها . فلمّا جُرح علىّ خاف أن يتزوّجها معاوية ، فأمر المغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطّلب أن يتزوّجها بعده . فلمّا توفّى علىّ وقضت العدّة تزوّجها المغيرة ، فولدت له يحيي ، وبه كان يكنّي ، فهلكت عند المغيرة(٤) . (١) المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠٥ . ١١١ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / ب : أسماء بنت عميس الخثعميّة :
ب : أسماء بنت عميس الخثعميّة : وهى من النساء العظيمات فى التاريخ الإسلامى ، وكانت من اُولَيات النساء اللائى آمنَّ بالنبىّ ½ . تزوّجت أسماء جعفر بن أبى طالب ، وهاجرت معه إلي الحبشة ، وأنجبت منه ثلاثة أولاد ; هم : عبد الله ، وعَون ، ومحمّد(١) . ولمّا استُشهِد جعفر تزوّجها أبو بكر ، فأولدها محمّداً البطل الثابت علي ولاء علىّ ¼ (٢) . وكانت رفيقة الزهراء (ع) وصاحبتها(٣) . وهى التى اقترحت عليها أن يضع جثمانها الطاهر فى التابوت وأعانت الإمام ¼ علي غسلها (ع) (٤) . وبعد وفاة أبى بكر تزوّجها الإمام ¼ (٥) ، فأولدها يحيي(٦) . وظلّت مع الإمام ¼ (١) المعجم الكبير : ٢٤ / ١٣١ / ٣٥٨ ، الطبقات الكبري : ٨ / ٢٨٠ ، تهذيب الكمال : ٣٥/١٢٧/٧٧٨٤ ، مروج الذهب : ٣ / ٧٣ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٢٨٣ / ٥١ ، اُسد الغابة : ٧ / ١٣ / ٦٧١٣ ، الاستيعاب : ٤ / ٣٤٨ / ٣٢٦٤ ، الإصابة : ٨ / ١٥ / ١٠٨٠٩ . ١١٢ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / ب : أسماء بنت عميس الخثعميّة :
حتي استشهاده(١) . وهى من رواة الحديث ، وممّن روت حديث ردّ الشمس(٢) . ٩٥ ـ تهذيب الكمال ـ فى ترجمة أسماء بنت عميس ـ : كانت أوّلاً تحت جعفر ابن أبى طالب ، وهاجرت معه إلي أرض الحبشة ، ثمّ قُتل عنها يوم مؤتة ، فتزوّجها أبو بكر الصدّيق ، فمات عنها ، ثمّ تزوّجها علىّ بن أبى طالب . وولدت لجعفر : عبد الله بن جعفر ، وعون بن جعفر ، ومحمّد بن جعفر . وولدت لأبى بكر : محمّد بن أبى بكر فى حجّة الوداع . وولدت لعلىّ يحيي بن علىّ . فهم إخوة لاُمّ(٣) . ٩٦ ـ صحيح البخارى عن أبى موسي : دخلت أسماء بنت عميس ـ وهى ممّن قدم معنا ـ علي حفصة زوج النبىّ ½ زائرة ، وقد كانت هاجرت إلي النجاشى فيمن هاجر ، فدخل عمر علي حفصة وأسماء عندها ، فقال عمر حين رأي أسماء : من هذه ؟ قالت : أسماء بنت عميس . قال عمر : الحبشيّة هذه ؟ البحريّة هذه ؟ قالت أسماء : نعم . قال : سبقناكم بالهجرة ; فنحن أحقّ برسول الله ½ منكم ! (١) تاريخ مواليد الأئمّة ¥ : ١٧٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣٠٥ . إرجاعات ٧٨ - المجلد الحادي عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام عليّ / الفصل الثاني : ردّ الشمس له / ردّ الشمس في عهد النبي
١١٣ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / ج : اُمّ البنين بنت حِزام :
فغضبت وقالت : كلاّ والله ! كنتم مع رسول الله ½ يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم ، وكنّا فى دار ـ أو فى أرض ـ البُعَداء البُغَضاء بالحبشة ، وذلك فى الله وفى رسوله ½ ، وايم الله لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتي أذكر ما قلتَ لرسول الله ½ ، ونحن كنّا نؤذي ونخاف ، وسأذكر ذلك للنبىّ ½ وأسأله ، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه ! فلمّا جاء النبىّ ½ قالت : يا نبىّ الله ، إنّ عمر قال كذا وكذا . قال : فما قلت له ؟ قالت : قلت له كذا وكذا . قال : ليس بأحقّ بى منكم ، وله ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم ـ أهل السفينة ـ هجرتان(١) . ج : اُمّ البنين بنت حِزام : وكانت من الشخصيّات المتألّقة فى التاريخ الإسلامى . وتنتسب إلي اُسرة لا نظير لها فى الشجاعة والشهامة والقتال . ولمّا عزم الإمام ¼ علي الزواج بعد رحيل الزهراء (ع) دعا عقيلاً ، وطلب منه أن يختار له امرأة من قبيلة معروفة بالشجاعة لِتلد له فرساناً صناديد . ولمّا كان عقيل عالماً بارعاً فى الأنساب فقد اختار اُمّ البنين ، وذكر أنّ آباءها من أشجع العرب وأثبتهم وأشدّهم قتالاً(٢) . (١) صحيح البخارى : ٤ / ١٥٤٦ / ٣٩٩٠ ، صحيح مسلم : ٤ / ١٩٤٦ / ٢٥٠٣ وراجع الطبقات الكبري : ٨ / ٢٨١ وسير أعلام النبلاء : ٢ / ٢٨٣ / ٥١ . ١١٤ - المجلد الأوّل / القسم الأوّل : اُسرة الإمام علىّ / الفصل الثالث : الزواج / زوجاته بعد فاطمة بنت رسول الله / ج : اُمّ البنين بنت حِزام :
وكانت اُمّ البنين شاعرة مُفوّهة ، جليلة . أرسلت أولادها الأربعة إلي كربلاء فى ركب الإمام الحسين ¼ . وكانت تمضى وقتها فى البقيع ; تنشد الشعر فى رثاء أولادها باكية عليهم(١) ، والناس يجتمعون ويتألّمون ويبكون ، ويطّلعون علي قبائح بنى اُميّة وممارساتهم الدنيئة . وهكذا استطاعت أن تبلّغهم نداء أولادها وهدفهم . |