٢٣٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الخامس : التحذير من الغلوّ فى حبّه
٦٠٩٠ ـ الإمام علىّ ¼ : دعانى رسول الله ½ فقال : إنّ فيك من عيسي مثلا ; أبغضَته يهود حتي بهتوا اُمّه ، وأحبّته النصاري حتي أنزلوه بالمنزل الذى ليس به . ألا وإنّه يهلك فىَّ اثنان : محبّ يقرّظنى بما ليس فىَّ ، ومبغض يحمله شنآنى علي أن يبهتنى(١) . ٦٠٩١ ـ رسول الله ½ : يا علىّ ، إنّ فيك مثلا من عيسي بن مريم ; أحبّه قوم فأفرطوا فى حبّه فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم فأفرطوا فى بغضه فهلكوا فيه ، واقتصد فيه قوم فنجوا(٢) . (١) مسند ابن حنبل : ١ / ٣٣٧ / ١٣٧٧ عن ناجذ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٣٣ / ٤٦٢٢ ، مسند أبى يعلي : ١ / ٢٧٣ / ٥٣٠ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٩٣ ـ ٢٩٦ ، المناقب لابن المغازلى : ٧١ / ١٠٤ ; الغارات : ٢ / ٥٨٩ ، الأمالى للطوسى : ٢٥٦ / ٤٦٢ كلّها عن ربيعة بن ناجذ . ٢٣٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الخامس : التحذير من الغلوّ فى حبّه
٦٠٩٢ ـ عنه ½ : يا علىّ ، مَثَلك فى اُمّتى مَثَل المسيح عيسي بن مريم ; افترق قومه ثلاث فِرق : فرقة مؤمنون ، وهم الحواريّون ، وفرقة عادوه ، وهم اليهود ، وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان . وإنّ اُمّتى ستفترق فيك ثلاث فرق : فرقة شيعتك ، وهم المؤمنون ، وفرقة أعداؤك ، وهم الناكثون ، وفرقة غَلَوا فيك ، وهم الجاحدون السابقون . فأنت ـ يا علىّ ـ وشيعتك فى الجنّة ، ومحبّوا شيعتك فى الجنّة ، وعدوّك والغالى فيك فى النار(١) . ٦٠٩٣ ـ الإمام علىّ ¼ : ليحبّنى قوم حتي يدخلوا النار فى حبّى ، وليبغضنى قوم حتي يدخلوا النار فى بغضى(٢) . ٦٠٩٤ ـ عنه ¼ : يهلك فىَّ رجلان : محبّ مفرط ، ومبغض مفترى(٣) . ٦٠٩٥ ـ عنه ¼ : يهلك فىَّ رجلان : مفرط غال ، ومبغضٌ قال(٤) . ٦٠٩٦ ـ عنه ¼ : يهلك فىَّ رجلان : محبّ مفرط ، وباهت مفتر(٥) . ٦٠٩٧ ـ عنه ¼ : سيهلك فىَّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلي غير الحقّ ، (١) المناقب للخوارزمى : ٣١٧ / ٣١٨ ، مائة منقبة : ١٠٣ / ٤٨ وفيه "الشاكّون" بدل "الناكثون" وكلاهما عن عمر ابن اُذينة عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام الحسين
(ع) . ٢٣٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الخامس : التحذير من الغلوّ فى حبّه
ومبغضٌ مفرط يذهب به البغض إلي غير الحقّ . وخير الناس فىَّ حالا النمَطُ الأوسط ، فالزَمُوه(١) . ٦٠٩٨ ـ عنه ¼ : اللهمّ إنّى برىء من الغلاة كبراءة عيسي بن مريم من النصاري ، اللهمّ اخذلهم أبداً ، ولا تنصر منهم أحداً(٢) . ٦٠٩٩ ـ عنه ¼ : يهلك فىَّ اثنان ولا ذنب لى : محبّ مفرط ، ومبغض مفرط . وأنا أبرأ إلي الله تبارك وتعالي ممّن يغلو فينا ، ويرفعنا فوق حدّنا كبراءة عيسي بن مريم ¼ من النصاري(٣) . (١) نهج البلاغة : الخطبة ١٢٧ وراجع المناقب للكوفى : ٢ / ٢٨٣ / ٧٤٧ . ٢٤٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الخامس : التحذير من الغلوّ فى حبّه
٢٤١ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ
وفيه فصول : الفصل الأوّل : بواعث بغضه الفصل الثانى : التحذير من بغضه الفصل الثالث : مضارّ بغضه الفصل الرابع : صفات مبغضيه الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه الفصل السادس : قبائل تبغضه الفصل السابع : كيد أعدائه لإطفاء نوره الفصل الثامن : خيبة آمال أعدائه ٢٤٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ
٢٤٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه
١ / ١ ٦١٠٠ ـ الإمام علىّ ¼ : كلّ حقد حقدتْه قريش علي رسول الله ½ أظهَرَتْه فىَّ ، وستُظهره فى ولدى من بعدى . ما لى ولقريش ! إنّما وَتَرْتُهم(١) بأمر الله وأمر رسوله ، أ فهذا جزاء من أطاع الله ورسوله إن كانوا مسلمين ؟ !(٢) ٦١٠١ ـ عنه ¼ : اللهمّ إنّى أستعديك علي قريش ; فإنّهم أضمَروا لرسولك ½ ضروباً من الشرّ والغدر ، فعجزوا عنها وحُلتَ بينهم وبينها ، فكانت الوجبة(٣) بى ، والدائرة(٤) علىَّ . (١) وَتَرْتُ الرجل : إذا قتلت له قتيلاً وأخذت له مالاً (لسان العرب : ٥ / ٢٧٤) . ٢٤٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / أحقاد علي رسول الله
اللهمّ احفظ حسناً وحسيناً ولا تمكّن فجرة قريش منهما ما دمتُ حيّاً ، فإذا توفّيتنى فأنت الرقيب عليهم ، وأنت علي كلّ شىء شهيد(١) . ٦١٠٢ ـ شرح نهج البلاغة : قال له قائل : يا أمير المؤمنين ، أ رأيت لو كان رسول الله ½ ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحلم ، وآنس منه الرشد ; أ كانت العرب تسلّم إليه أمرها ؟ قال : لا ، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلتُ . إنّ العرب كرهت أمر محمّد ½ ، وحسدته علي ما آتاه الله من فضله ، واستطالت أيّامه حتي قدفت زوجته ، ونفّرت به ناقته ، مع عظيم إحسانه إليها ، وجسيم مننه عندها ، وأجمعت ـ مذ كان حيّاً ـ علي صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته ، ولولا أنّ قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلي الرياسة ، وسلّماً إلي العزّ والإمرة ، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً ، ولارتدّت فى حافرتها(٢) ، وعاد قارِحها جَذَعاً ، وبازِلها بِكْراً(٣) ، ثمّ فتح الله عليها الفتوح ، فأثْرَتْ بعد الفاقة ، وتموّلت بعد الجهد والمخمصة ; فحسن فى عيونها من الإسلام ما كان سَمِجاً(٤) ، وثبت فى قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً ، وقالت : لولا أنّه حقّ لما كان كذا . ثمّ نسبت تلك الفتوح إلي آراء ولاتها ، وحسن تدبير الاُمراء القائمين بها ، (١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٩٨ / ٤١٣ . ٢٤٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / أحقاد بدريّة وحنينيّة وغيرهنّ
فتأكّد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين ; فكنّا نحن ممّن خمَلَ ذكره ، وخبتْ ناره ، وانقطع صوته وصِيْتُه ، حتي أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت السِّنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير ممّن يُعرَف ، ونشأ كثير ممّن لا يُعرف . وما عسي أن يكون الولد لو كان ؟ إنّ رسول الله ½ لم يقرّبنى ما تعلمونه من القرب للنسب واللحمة ; بل للجهاد والنصيحة ; أ فتراه لو كان له ولد هل كان يفعلُ ما فعلت ؟ وكذاك لم يكن يقرّب ما قرّبت ، ثمّ لم يكن عند قريش والعرب سبباً للحُظوة والمنزلة ، بل للحرمان والجفوة . اللهمّ إنّك تعلم أنّى لم اُرِد الإمرة ، ولا علوّ الملك والرياسة ; وإنّما أردت القيام بحدودك ، والأداء لشرعك ، ووضع الاُمور فى مواضعها ، وتوفير الحقوق علي أهلها ، والمضىّ علي منهاج نبيّك ، وإرشاد الضالّ إلي أنوار هدايتك(١) . ١ / ٢ ٦١٠٣ ـ الإمام الصادق ¼ : قال رجل لعلىّ بن الحسين : ما أشدّ بغض قريش لأبيك ! قال : لأنّه أورد أوّلهم النار ، وألزم آخرهم العار(٢) . ٦١٠٤ ـ تاريخ دمشق عن ابن طاووس عن أبيه : قلت لعلىّ بن حسين بن علىّ : ما بال قريش لا تحبّ عليّاً ؟ ! فقال : لأنّه أورد أوّلهم النار ، وألزم آخرهم العار(٣) . (١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٩٨ / ٤١٤ . ٢٤٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / أحقاد بدريّة وحنينيّة وغيرهنّ
٦١٠٥ ـ عيون أخبار الرضا عن الحسن بن علىّ بن فضّال عن الإمام الرضا ¼ : سألته عن أمير المؤمنين ¼ كيف مالَ الناس عنه إلي غيره وقد عرفوا فضله وسابقته ومكانه من رسول الله ½ ؟ فقال : إنّما مالوا عنه إلي غيره وقد عرفوا فضله ; لأنّه قد كان قتل من آبائهم وأجدادهم وإخوانهم وأعمامهم وأخوالهم وأقربائهم ; المحادّين لله ولرسوله عدداً كثيراً ، فكان حقدهم عليه لذلك فى قلوبهم ; فلم يحبّوا أن يتولّي عليهم ، ولم يكن فى قلوبهم علي غيره مثل ذلك ; لأنّه لم يكن له فى الجهاد بين يدى رسول الله ½ مثل ما كان له ، فلذلك عدلوا عنه ومالوا إلي سواه(١) . ٦١٠٦ ـ معرفة الصحابة عن ابن عبّاس : قال عثمان لعلىّ : ما ذنبى إن لم تحبّك قريش وقد قتلت منهم سبعين رجلا ; كأنّ وجوههم سيوف الذهب ؟(٢) ٦١٠٧ ـ الغارات ـ فى وصف الوليد بن عقبة ـ : هو من مبغضى علىّ ¼ وأعدائه وأعداء النبىّ ½ ; لأنّ أباه قتله النبىّ ½ بيد علىّ صبراً(٣) يوم بدر بالصفراء(٤) (٥) . ٦١٠٨ ـ شرح نهج البلاغة : إنّ قريشاً كلّها كانت تبغضه أشدّ البغض ، ولو عمّر عمر نوح ، وتوصّل إلي الخلافة بجميع أنواع التوصّل ; كالزهد فيها تارة ، والمناشدة بفضائله تارة ، وبما فعله فى ابتداء الأمر من إخراج زوجته وأطفاله (١) عيون أخبار الرضا : ٢ / ٨١ / ١٥ ، علل الشرائع : ١٤٦ / ٣ وفيه "المحاربين" بدل "المحادّين" . ٢٤٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / أحقاد بدريّة وحنينيّة وغيرهنّ
ليلا إلي بيوت الأنصار ، وبما اعتمده إذ ذاك من تخلّفه فى بيته وإظهار أنّه قد انعكف علي جمع القرآن ، وبسائر أنواع الحيل فيها ، لم تحصل له إلاّ بتجريد السيف كما فعل فى آخر الأمر ولست ألوم العرب ، لا سيّما قريشاً فى بغضها له ، وانحرافها عنه ; فإنّه وترها ، وسفك دماءها ، وكشفَ القناع فى منابذتها ، ونفوس العرب وأكبادها كما تعلم ! وليس الإسلام بمانع من بقاء الأحقاد فى النفوس ، كما نشاهده اليوم عياناً ، والناس كالناس الاُول ، والطبائع واحدة ، فاحسب أنّك كنت من سنتين أو ثلاث جاهلياً أو من بعض الروم ، وقد قتل واحدٌ من المسلمين ابنك أو أخاك ، ثمّ أسلمت ; أ كان إسلامُك يُذهب عنك ما تجده من بغض ذلك القاتل وشنآنه ؟ كلاّ . إنّ ذلك لَغير ذاهب ، هذا إذا كان الإسلام صحيحاً ، والعقيدة محقّقة ، لا كإسلام كثير من العرب ; فبعضهم تقليداً ، وبعضهم للطمع والكسب ، وبعضهم خوفاً من السيف ، وبعضهم علي طريق الحميّة والانتصار ، أو لعداوة قوم آخرين من أضداد الإسلام وأعدائه . واعلم أنّ كلّ دم أراقه رسول الله ½ بسيفِ علىّ ¼ وبسيف غيره ; فإنّ العرب بعد وفاته ¼ عَصَبت(١) تلك الدماء بعلىّ بن أبى طالب ¼ وحده ; لأنّه لم يكن فى رهطه من يستحقّ فى شرعهم وسنّتهم وعادتهم أن يُعصَب به تلك الدماء إلاّ بعلىّ وحده ، وهذه عادة العرب إذا قُتل منها قتلي طالبت بتلك الدماء القاتلَ ; فإن مات أو تعذّرت عليها مطالبتُه ، طالبت بها أمثل الناس من أهله . . . . سألت النقيب أبا جعفر يحيي بن أبى زيد رحمه الله ! فقلت له : إنّى لأعجبُ من (١) أى قرنوا هذه الحال به ونسبوها إليه (انظر النهاية : ٣ / ٢٤٤) . ٢٤٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / الحسد
علىّ ¼ ! كيف بقى تلك المدّة الطويلة بعد رسول الله ½ ؟ وكيف ما اغتيل وفُتك(١) به فى جوف منزله ، مع تلظّى الأكباد عليه ؟ ! فقال : لولا أنّه أرغم أنفه بالتراب ، ووضع خدّه فى حضيض الأرض(٢) لقتل ، ولكنّه أخمل نفسه ، واشتغل بالعبادة والصلاة والنظر فى القرآن ، وخرج عن ذلك الزىّ الأوّل وذلك الشعار ، ونسىَ السيف ، وصار كالفاتك ; يتوب ويصير سائحاً فى الأرض ، أو راهباً فى الجبال . ولمّا أطاع القومَ الذين ولّوا الأمر ، وصار أذلّ لهم من الحذاء ، تركوه وسكتوا عنه ، ولم تكن العرب لتقدم عليه إلاّ بمواطأة من متولّى الأمر ، وباطن فى السرِّ منه ،فلمّا لم يكن لولاة الأمر باعثٌ وداع إلي قتله وقع الإمساك عنه ، ولولا ذلك لقتل(٣) . ١ / ٣ ٦١٠٩ ـ شرح نهج البلاغة : جاء فى تفسير قوله تعالي : ³ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ² (٤) أنّها اُنزلت فى علىّ ¼ وما خُصّ به من العلم(٥) . (١) فَتَك بالرجل فَتْكاً : انتهز منه غِرّة فقتله أو جرحه ، وكلّ من قتل رجلاً غارّاً فهو فاتك (لسان العرب : ١٠ / ٤٧٢). إرجاعات
٣١٤ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الوليد بن عقبة
٤٠٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الرابع : الخصائص السياسيّة والاجتماعيّة / المظلوميّة بعد النبيّ
٢٤٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / الحسد
٦١١٠ ـ الإمام علىّ ¼ : ما لنا ولقريش ! ! وما تنكر منا قريش غير أنّا أهل بيت شيّد الله بنيانهم ببنياننا ، وأعلي الله فوق رؤوسهم رؤوسَنا ، واختارنا الله عليهم ; فنقموا علي الله أن اختارنا عليهم وسخطوا ما رضى الله وأحبّوا ما كره الله ، فلمّا اختارنا الله عليهم شركناهم فى حريمنا ، وعرّفناهم الكتاب والنبوّة ، وعلّمناهم الفرض والدين ، وحفّظناهم الصُّحُف والزُّبُر ، وديّنّاهم الدين والإسلام ، فوثبوا علينا ، وجحدوا فضلنا ،و منعونا حقّنا ، وألَتونا(١) أسباب أعمالنا وأعلامنا ! ! اللهمّ فإنّى أستعديك(٢) علي قريش ; فخذ لى بحقّى منها ، ولا تدع مظلمتى لديها ، وطالِبْهم يا رب بحقّى ; فإنّك الحَكَم العدل(٣) . ٦١١١ ـ عنه ¼ ـ فى خطبة له عند خروجه لقتال أهل البصرة ، وفيها يذمّ الخارجين عليه ـ : ما لى ولقريش ! والله لقد قاتلتهم كافرين ، ولاُقاتلنّهم مفتونين ، وإنّى لَصاحبهم بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم ! والله ما تنقم منّا قريش إلاّ أنّ الله اختارنا عليهم ، فأدخلناهم فى حيّزنا فكانوا كما قال الأوّل :
(١) يقال : ألَته يألِتُه إذا نَقَصَه (النهاية : ١ / ٥٩) . ٢٥٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / الجهالة
٦١١٢ ـ شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس ـ من كلامه لعثمان ـ : فأمّا صرْفُ قومنا عنّا الأمر ، فعن حسد قد ـ والله ـ عرفته ، وبغى قد ـ والله ـ علمته ، فالله بيننا وبين قومنا(١) . ١ / ٤ ٦١١٣ ـ الإمام علىّ ¼ ـ من كلامه فى شأن الحَكَمين وذمّ أهل الشام ـ : جفاةٌ طَغامٌ(٢) ، وعبيدٌ أقزامٌ(٣) ، جُمعوا من كلّ أوب(٤) ، وتلقّطوا من كلّ شوب ; ممّن ينبغى أن يُفقَّه ويُؤدَّب ، ويُعلَّم ويُدرَّب ، ويولّي عليه ويؤخَذ علي يديه . ليسوا من المهاجرين والأنصار ، ولا من الذين تبوّؤوا الدار والإيمان(٥) . ٦١١٤ ـ عنه ¼ ـ من كتاب له إلي عقيل ـ : ألا وإنّ العرب قد اجتمعت علي حرب أخيك اليوم اجتماعها علي حرب النبىّ ½ قبل اليوم ، فأصبحوا قد جهلوا حقّه وجحدوا فضله(٦) . ٦١١٥ ـ الفتوح ـ فى وقائع النهروان ـ : صاح ذو الثُّدَيّة حرقوص وقال : والله يابن أبى طالب ، ما نريد بقتالنا إيّاك إلاّ وجه الله والدار الآخرة ! ! (١) شرح نهج البلاغة : ٩ / ٩ . ٢٥١ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / الجهالة
قال : فقال علىّ (ع) : هل اُنبّئكم بالأخسرين أعمالا ؟ ³ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ² (١) منهم أهل النهروان وربِّ الكعبة !(٢) (١) الكهف : ١٠٤ . إرجاعات
٧١ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الأوّل : قصّة السقيفة / مجالات نجاح قرار السقيفة
٧٣ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الأوّل : قصّة السقيفة / مجالات نجاح قرار السقيفة / ب : الحسد
٣٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / نظرة عامّة في حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة في قتال الإمام / الحقد
٣٥ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / نظرة عامّة في حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة في قتال الإمام / الحسد
٤٢ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / نظرة عامّة في حروب الإمام / الفصل الخامس : دوافع البغاة في قتال الإمام / الجهالة
٢٥٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / الجهالة
٢٥٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الثانى : التحذير من بُغضه
٢ / ١ ٦١١٦ ـ مجمع الزوائد عن أبى رافع : بعث رسول الله ½ عليّاً أميراً علي اليمن وخرج معه رجل من أسلم يقال له : عمرو بن شاس الأسلمى ، فرجع وهو يذمّ عليّاً ويشكوه ، فبعث إليه رسول الله ½ فقال : اخسأْ يا عمرو ! هل رأيت من علىٍّ جوراً فى حُكْمِه أو أثَرةً فى قَسْمِه ؟ قال : اللهمّ لا ، قال : فعلامَ تقول الذى بلغنى ؟ قال : بغضه لا أملك . قال : فغضب رسول الله ½ حتي عُرف ذلك فى وجهه ، ثمّ قال : من أبغضه فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى فقد أبغض الله ; ومن أحبّه فقد أحبّنى ، ومن أحبّنى فقد أحبّ الله تعالي(١) . ٦١١٧ ـ رسول الله ½ : من أحبّنى فليحبّ عليّاً ; ومن أبغض عليّاً فقد أبغضنى ، (١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٧٤ / ١٤٧٣٧ نقلاً عن البزّار ; شرح الأخبار : ١ / ١٥٣ / ٩٨ نحوه . ٢٥٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الثانى : التحذير من بُغضه / بغضه بغض الله ورسوله
ومن أبغضنى فقد أبغض الله عزّ وجلّ ، ومن أبغض الله أدخله النار(١) . ٦١١٨ ـ عنه ½ ـ فى وصف علىّ ¼ ـ : إنّه عزّ وجلّ يقول : من عاداه عادانى ، ومن والاه والانى ، ومن ناصبه ناصبنى ، ومن خالفه خالفنى ، ومن عصاه عصانى ، ومن آذاه آذانى ، ومن أبغضه أبغضنى ، ومن أحبّه أحبّنى ، ومن أرداه أردانى ، ومن كاده كادنى ، ومن نصره نصرنى(٢) . ٦١١٩ ـ كنز العمّال عن ابن عبّاس : خرج رسول الله ½ قابضاً علي يد علىّ ذات يوم فقال : ألا من أبغض هذا فقد أبغض الله ورسوله ، ومن أحبّ هذا فقد أحبّ الله ورسوله(٣) . ٦١٢٠ ـ تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : إنّ النبىّ ½ نظر إلي علىّ بن أبى طالب فقال : أنت سيّد فى الدنيا سيّد فى الآخرة ، من أحبّك فقد أحبّنى ، وحبيبك حبيب الله ; ومن أبغضك فقد أبغضنى ، وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن أبغضك من بعدى !(٤) (١) تاريخ بغداد : ١٣ / ٣٢ / ٦٩٨٨ عن عبد الله بن مسعود . إرجاعات
١٨ - المجلد الحادي عشر / القسم الثاني عشر : قضايا الإمام عليّ / الفصل الثالث : نماذج من قضاياه بعد النبيّ / جارية اُخذت عذرتها بالإصبع
١٨٥ - المجلد الحادي عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ / الفصل الأوّل : التأكيد على حبّه
٢٥٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الثانى : التحذير من بُغضه / عداوته عداوة الله ورسوله
٢ / ٢ ٦١٢١ ـ رسول الله ½ : يا علىّ ، أنت سيّد فى الدنيا سيّد فى الآخرة ، حبيبك حبيبى ، وحبيبى حبيب الله ; وعدوّك عدوّى ، وعدوّى عدوّ الله ، والويل لمن أبغضك بعدى !(١) ٦١٢٢ ـ عنه ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : وليّك وليّى ، ووليّى ولىّ الله ; وعدوّك عدوّى وعدوّى عدوّ الله(٢) . ٦١٢٣ ـ عنه ½ : أيّها الناس ! إنّ عليّاً سيّد الوصيّين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ومولي المؤمنين ، وليّه وليّى ، ووليّى ولىّ الله ; وعدوّه عدوّى ، وعدوّى عدوّ الله(٣) . ٦١٢٤ ـ عنه ½ ـ فى علىّ ¼ ـ : هو أخى ووارثى وخليفتى علي اُمّتى ، ولايته فريضة ، واتّباعه فضيلة ، ومحبّته إلي الله وسيلة ، فحزبه حزب الله ، وشيعته أنصار (١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٣٨ / ٤٦٤٠ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٤٢ / ١٠٩٢ وفيه "حبيبك حبيب الله" بدل "حبيبى حبيب الله" ، تاريخ بغداد : ٤ / ٤١ ، المناقب لابن المغازلى : ١٠٣ / ١٤٥ كلّها عن ابن عبّاس وراجع كمال الدين : ٢٥١ / ١ . ٢٥٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الثانى : التحذير من بُغضه / ويل لمن أبغضه
الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله(١) . ٦١٢٥ ـ عنه ½ : ولىّ علىّ ولىّ الله ، وعدوّ علىّ عدوّ الله(٢) . ٦١٢٦ ـ عنه ½ : إنّ علىّ بن أبى طالب ¼ خليفة الله وخليفتى . . . محبّه محبّى ، ومبغضه مبغضى ; ووليّه وليّى ، وعدوّه عدوّى(٣) . ٢ / ٣ ٦١٢٧ ـ رسول الله ½ : يا علىّ ، طوبي لمن أحبّك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك(٤) . ٦١٢٨ ـ عنه ½ ـ لعلىّ ¼ ـ : طوبي لمن أحبّك وصدّق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك . يا علىّ ، أنت العَلَم لهذه الاُمّة ; من أحبّك فاز ، ومن أبغضك هلك(٥) . (١) الأمالى للصدوق : ٦٧٨ / ٩٢٤ عن عائشة وراجع بشارة المصطفي : ١٦ وص ١٥٣ . إرجاعات
١٨٥ - المجلد الحادي عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ / الفصل الأوّل : التأكيد على حبّه
٢٥٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الثانى : التحذير من بُغضه / سخط الله علي من أبغضه
٢ / ٤ ٦١٢٩ ـ رسول الله ½ : ألا إنّ جبرئيل خبّرنى عن الله تعالي . . . ويقول : من عادي عليّاً ولم يتولّه فعليه لعنتى وغضبى(١) . ٦١٣٠ ـ كنز الفوائد عن أبى هريرة : كنت عند النبىّ ½ إذ أقبل علىّ بن أبى طالب فقال : أ تدرى من هذا ؟ قلت : هذا علىّ بن أبى طالب . فقال النبىّ ½ : هذا البحر الزاخر ، هذا الشمس الطالعة ، أسخي من الفرات كفّاً ، وأوسع من الدنيا قلباً ; فمن أبغضه فعليه لعنة الله(٢) . ٢ / ٥ ٦١٣١ ـ خصائص أمير المؤمنين عن سعد بن أبى وقّاص : سمعت رسول الله ½ يوم الجحفة ، فأخذ بيد علىّ ¼ فخطب فحمد الله وأثني عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّى وليّكم ! قالوا : صدقت يا رسول الله ، أنت وليّنا . ثمّ أخذ بيد علىّ فرفعها فقال : هذا وليّى ، ويؤدّى عنّى دينى ، وأنا موالى من والاه ، ومعادى من عاداه(٣) . ٦١٣٢ ـ المناقب لابن المغازلى عن عبد الله بن مسعود : رأيت النبىّ ½ أخذ بيد (١) الاحتجاج : ١ / ١٤٦ / ٣٢ عن علقمة بن محمّد الحضرمى عن الإمام الباقر ¼ . ٢٥٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الثانى : التحذير من بُغضه / سخط النبىّ علي من أبغضه
علىّ ¼ وهو يقول : الله وليّى وأنا وليّك ، ومعادى من عاداك ، ومسالم من سالمك(١) . ٦١٣٣ ـ رسول الله ½ : معاشر الناس ، من أحبّ عليّاً أحببته ، ومن أبغض عليّاً أبغضته ، ومن وصل عليّاً وصلته ، ومن قطع عليّاً قطعته ، ومن جفا عليّاً جفوته ، ومن والَي عليّاً واليته ، ومن عادي عليّاً عاديته(٢) . ٦١٣٤ ـ عنه ½ : ثلاث من كنّ فيه فليس منّى ولا أنا منه : بغضُ علىّ بن أبى طالب ، ونصب لأهل بيتى ، ومن قال : الإيمان كلام(٣) . ٦١٣٥ ـ تاريخ دمشق عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه : بعث رسول الله ½ علىّ بن أبى طالب وخالد بن الوليد ، كلّ واحد منهما وحده ، وجمعهما فقال : إذا اجتمعتما فعليكم علىٌّ . قال : فأخذنا يميناً أو يساراً ، قال : فأخذ علىّ فأبعد ، فأصاب سبياً ، فأخذ جارية من الخمس . قال بريدة : وكنت من أشدّ الناس بغضاً لعلىّ ! وقد علم ذلك خالد بن الوليد ، فأتي رجلٌ خالداً فأخبره أنّه أخذ جارية من الخمس ، فقال : ما هذا ؟ ثمّ جاء آخر ، ثمّ أتي آخر ، ثمّ تتابعت الأخبار علي ذلك ، فدعانى خالد فقال : يا بريدة ، (١) المناقب لابن المغازلى : ٤٣١ / ٩ وص ٢٧٧ / ٣٢٣ ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ١٠٧ وزاد فى صدره "و روي الناس كافّة" ، الرياض النضرة : ٣ / ١٣٠ ; شرح الأخبار : ١ / ٢٢٩ / ٢١٨ وكلّها نحوه ، كشف الغمّة : ١ / ٩٤ . ٢٥٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الثانى : التحذير من بُغضه / سخط النبىّ علي من أبغضه
قد عرفت الذى صنع ، فانطلقْ بكتابى هذا إلي رسول الله ½ فأخبرْه ، وكتب إليه . فانطلقت بكتابه حتي دخلت علي رسول الله ½ ، فأخذ الكتاب فأمسكه بشماله وكان كما قال الله عزّ وجلّ لا يكتب ولا يقرأ ، وكنتُ رجلاً إذا تكلّمت طأطأت رأسى حتي أفرغ من حاجتى ، فطأطأت رأسى أو(١) تكلّمتُ فوقعتُ فى علىّ حتي فرغت ، ثمّ رفعت رأسى ، فرأيت رسول الله ½ قد غضب غضباً لم أرَه غضب مثله قطّ إلاّ يوم قُرَيظة والنضير ، فنظر إلىَّ فقال : يا بريدة ! إنّ عليّاً وليّكم بعدى ، فأحِبَّ عليّاً ; فإنّه يفعل ما يؤمر . قال : فقمتُ وما أحدٌ من الناس أحبّ إلىَّ منه . وقال عبد الله بن عطاء : حدَّثتُ بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة فقال : كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث : إنّ رسول الله ½ قال له : أ نافقتَ بعدى يا بريدة ؟ !(٢) ٦١٣٦ ـ المعجم الأوسط عن ابن بريدة عن أبيه : بعث رسول الله ½ عليّاً أميراً علي اليمن ، وبعث خالد بن الوليد علي الجبل ، فقال : "إن اجتمعتما فعلىٌّ علي الناس" فالتقوا ، وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله ، وأخذ علىّ جارية من الخمس ، فدعا خالد بن الوليد بريدة ، فقال : اغتنِمْها ، فأخبِر النبىَّ ½ بما صنع . فقدمت المدينة ، ودخلت المسجد ، ورسول الله ½ فى منزله ، وناس من أصحابه علي بابه ، فقالوا : ما الخبر يا بريدة ؟ فقلت : خيرٌ ; فتح الله علي (١) كذا فى المصدر ، والظاهر أنّ الصحيح : "و تكلّمت" . ٢٦٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الثانى : التحذير من بُغضه / سخط النبىّ علي من أبغضه
المسلمين ، فقالوا : ما أقدمك ؟ قال : جارية أخذها علىّ من الخمس ، فجئت لاُخبر النبىّ ½ . قالوا: فأخبِرْه، فإنّه يُسقطه من عين رسول الله ½ ، ورسول الله ½ يسمع الكلام ، فخرج مغضباً وقال : ما بال أقوام ينتقصون عليّاً ؟ ! من ينتقص عليّاً فقد انتقصنى ، ومن فارق عليّاً فقد فارقنى ، إنّ عليّاً منّى وأنا منه ; خُلق من طينتى ، وخُلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم ³ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ² (١) . وقال : يا بريدة ، أ ما علمت أنّ لعلىّ أكثر من الجارية التى أخذ ، وأنّه وليّكم من بعدى . فقلت : يا رسول الله ! بالصحبة إلاّ بسطتَ يدك حتي اُبايعك علي الإسلام جديداً . قال : فما فارقته حتي بايعته علي الإسلام(٢) . ٦١٣٧ ـ مسند ابن حنبل عن عبد الله بن بريدة : حدّثنى أبى بريدة قال : أبغضتُ عليّاً بغضاً لم يبغضه أحد قطّ ، قال : وأحببت رجلاً من قريش لم أحبّه إلاّ علي بغضه عليّاً ، قال : فبُعث ذلك الرجل علي خيل فصحبته ، ما أصحبه إلاّ علي بغضه عليّاً ، قال : فأصبنا سبياً ، قال : فكتب إلي رسول الله ½ ابعث إلينا من يخمّسه ، قال : فبعث إلينا عليّاً ، وفى السبى وصيفة هى أفضل من السبى ، فخمّس وقسّم فخرج رأسه مغطّي ، فقلنا : يا أبا الحسن ، ما هذا ؟ قال : أ لم تروا إلي الوصيفة التى كانت فى السبى ; فإنّى قسّمت وخمّست فصارت فى الخمس ، ثمّ صارت فى أهل بيت النبىّ ½ ، ثمّ صارت فى آل علىّ ووقعتُ بها . قال : فكتب الرجل إلي نبىّ الله ½ ، فقلت : ابعثنى ، فبعثنى مصدّقاً . قال : فجعلت أقرأ الكتاب وأقول : صَدَق . قال : فأمسك يدى والكتاب وقال : أ تبغض (١) آل عمران : ٣٤ . ٢٦١ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الثانى : التحذير من بُغضه / سخط النبىّ علي من أبغضه
عليّاً ؟ قال : قلت : نعم ، قال : فلا تبغضه ، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّاً ، فو الذى نفس محمّد بيده لَنصيب آل علىّ فى الخمس أفضل من وصيفة . قال : فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله ½ أحبَّ إلىَّ من علىّ . قال عبد الله : فو الذى لا إله غيره ما بينى وبين النبىّ ½ فى هذا الحديث غير أبى بريدة(١) . ٦١٣٨ ـ الإرشاد ـ فى خبر سبى علىّ ¼ نساءً من قوم عمرو بن معديكرب واصطفائه جارية لنفسه ـ : قال بريدة : يا رسول الله ، إنّك إن رخّصت للناس فى مثل هذا ذهب فيؤهم . فقال له النبىّ ½ : ويحك يا بريدة ! أحدَثتَ نِفاقاً ! إنّ علىّ بن أبى طالب يحلّ له من الفىء ما يحلّ لى ، إنّ علىّ بن أبى طالب خير الناس لك ولقومك ، وخير من اُخلّف من بعدى لكافّة اُمّتى . يا بريدة ، احذر أن تُبغض عليّاً فيبغضك الله . قال بريدة : فتمنّيت أنّ الأرض انشقّت بى فسُخْتُ(٢) فيها ، وقلت : أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، يا رسول الله استغفر لى ; فلن اُبغض عليّاً أبداً ، ولا أقول فيه إلاّ خيراً . فاستغفر له النبىّ ½ (٣) . (١) مسند ابن حنبل : ٩ / ١٣ / ٢٣٠٢٨ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٩١ / ١١٨٠ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٧٨ / ٩٧ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ١٩٥ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٥ وراجع صحيح البخارى : ٤ / ١٥٨١ / ٤٠٩٣ . إرجاعات
١٩٧ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل السابع : أحاديث الولاية |
||||