٢٨٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه
٥ / ١ كان أبو الأعور عمرو بن سفيان السُّلَمى من مبغضى علىّ ¼ ومعاديه ، وممّن له دور كبير فى مواجهة الإمام فى حرب صفّين . وكان فى بادئ الأمر علي مقدّمة الجيش(١) ، لكنّه لمّا دعاه مالك الأشتر للمبارزة أبي ذلك ، ثمّ لاذ بالفرار من بين يديه ليلاً(٢) . ثمّ راح فسيطر علي شريعة الماء ليحول دون وصول جيش الإمام ¼ إليها(٣) . (١) الأخبار الطوال : ١٦٧ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٦٦ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٨٥ ، الإمامة والسياسة : ١ / ١٢٣ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٥٦ ; وقعة صفّين : ١٥٦ . ٢٩٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / بسر بن أرطاة
وكان أحد الاُمراء فى قتال ذى الحجّة وصفر(١) . ثمّ تولّي قيادة أهل الاُردنّ الذين كانوا علي ميسرة جيش الشام(٢) . وقد دعا عليه الإمام أمير المؤمنين ¼ فى الصلاة(٣) . ٦٢٢٩ ـ اُسد الغابة : أبو الأعور عمرو بن سفيان السلمى . . . من أصحاب معاوية وخاصّته ، وشهد معه صفّين ، وكان أشدَّ مَن عنده علي علىّ بن أبى طالب (ع) ، وكان علىّ يدعو عليه فى القنوت(٤) . ٦٢٣٠ ـ تاريخ الطبرى عن أبى جناب الكلبى : كان [علىّ ¼ ] إذا صلّي الغداة يقنت فيقول : اللهمّ العن معاوية ، وعَمراً ، وأبا الأعور السلمى ، وحبيباً ، وعبد الرحمن بن خالد ، والضحّاك بن قيس ، والوليد !(٥) ٥ / ٢ كان بُسْر من اُمراء جيش معاوية(٦) ، وأحد المعادين للإمام أمير المؤمنين ¼ . (١) تاريخ الطبرى : ٤ / ٥٧٤ وج ٥ / ١٢ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٨٨ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٦٦ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٥٨ وص ٢٦١ ; وقعة صفّين : ١٩٦ وص ٢١٤ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٨٧ . إرجاعات
٧٣ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل السادس : مسير الإمام إلى صفّين / مقابلة مقدّمة الجيشين
٢٩١ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / بسر بن أرطاة
وقد تقابل مع الإمام ¼ فى صفّين ، لكنّه نجا من الموت بكشف عورته(١) . أغار علي المدينة ومكّة واليمن بعد صفّين بأمر معاوية ، وآذي شيعة الإمام ¼ (٢)، وقتل خلقاً كثيراً ، فيهم طفلان لعبيد الله بن العبّاس(٣) ، وأفرط فى قبائحه إفراطاً لا يوصف . كما أنّه خرّب دُور أصحاب الإمام ¼ فى المدينة(٤) ، وأسر النساء المسلمات فى اليمن وباعهنّ(٥) . وقد دعا عليه الإمام ¼ (٦) ، فجُنَّ علي أثر ذلك(٧) . ثمّ هلك حوالى سنة (٧٠ هـ )(٨) . ٦٢٣١ ـ الاستيعاب : كان بسر بن أرطاة من الأبطال الطغاة ، وكان مع معاوية بصفّين ، فأمره أن يلقي عليّاً فى القتال ، وقال له : سمعتك تتمنّي لقاءه ; فلو أظفرك (١) شرح نهج البلاغة : ٦ / ٣١٦ ; وقعة صفّين : ٤٦١ . ٢٩٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / بسر بن أرطاة
الله به وصرعته حصلت علي دنيا وآخرة . ولم يزل به يشجّعه ويمنّيه حتي رآه فقصده فى الحرب ، فالتقيا فصرعه علىّ رضوان الله عليه ، وعرض له معه مثل ما عرض فيما ذكروا لعلىّ (ع) مع عمرو بن العاص(١) . ٦٢٣٢ ـ تاريخ دمشق عن عطاء بن أبى مروان : بعث معاوية بسر بن أرطاة إلي المدينة ومكّة واليمن يستعرض الناس ; فيقتل من كان فى طاعة علىّ بن أبى طالب ، فأقام بالمدينة شهراً ، فما قيل له فى أحد : إنّ هذا ممّن أعان علي عثمان إلاّ قتَله . وقتل قوماً من بنى كعب علي مالهم فيما بين مكّة والمدينة ، وألقاهم فى البئر . ومضي إلي اليمن وكان عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب والياً عليها لعلىّ بن أبى طالب ، فقتل بسر ابنيه : عبد الرحمن وقُثَماً ابنى عبيد الله بن العبّاس ، وقتل عمرو بن اُمّ أراكة الثقفى ، وقتل من همْدان بالجوف(٢) ممّن كان مع علىّ بصفّين ; قتل أكثر من مائتين ، وقتل من الأبناء كثيراً(٣) . ٦٢٣٣ ـ الفتوح ـ فى غارة بسر بن أرطاة ـ : سار حتي جاز بئر ميمون(٤) جعل الناس يهربون بين يديه خوفاً منهم علي أنفسهم . قال : ونظر بسر إلي غلامين من أحسن الغلمان هيئةً وجمالاً وهما هاربان ، فقال : علىَّ بهما ! فاُتى بهما حتي وقفا بين يديه ، فقال لهما : من أنتما ؟ فقال أحدهما : أنا قثم وهذا أخى ابنا عبيد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب . (١) الاستيعاب : ١ / ٢٤٥ / ١٧٥ . ٢٩٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / بسر بن أرطاة
فقال بسر : الله أكبر ! أنتما ممّن أتقرّب بكما وبسفك دمائكما إلي الله تعالي . قال : ثمّ أمر بهما فذبحا ذبحاً . . . . ثمّ سار بسر إلي نجران(١) وبها يومئذ رجل من أصحاب النبىّ ½ يقال له عبد المدان ، فسمّاه النبىّ ½ عبد الله ، وكان من شيعة علىّ (ع) ، فقتله بسر بن أبى أرطاة وقتل ابناً له يسمّي مالكاً . . . . ثمّ سار بسر بن أبى أرطاة إلي بلاد همْدان وبها قوم من أرْحَب من شيعة علىّ بن أبى طالب ، فقتلهم عن آخرهم . ثمّ سار إلي جَيْشان(٢) وبها يومئذ خلق من شيعة علىّ (ع) ، فقتلهم عن آخرهم . ثمّ سار يريد صنعاء(٣) وبها يومئذ عبيد الله بن عبّاس من قِبل علىّ بن أبى طالب (ع) ، فلمّا بلغه خبر بسر دعا برجل يقال له عمرو بن أراكة ، فاستخلفه علي صنعاء وخرج عنها هارباً . وأقبل عدوّ الله حتي دخل صنعاء ، فأخذ عمرو بن أراكة فضرب عنقه صبراً ، وجعل يتلقّط من كان بصنعاء من شيعة علىّ فيقتلهم حتي لم يبقَ منهم أحد . وخرج من صنعاء يريد حضرموت(٤) ، فلمّا دخلها جعل يسأل عن كلّ من (١) نَجْران : ثالث المدن الكبري بعد صنعاء وعدن ، بها نخيل وتشتمل علي أحياء من اليمن وهى عن صنعاء عشر مراحل ، أقرّ أهلها الإسلام وطلبوا المباهلة ، لكن امتنعوا عنها بعد حين ، ودفعوا الجزية (راجع تقويم البلدان : ٩٢) . ٢٩٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / بسر بن أرطاة
يعرف أحداً من موالاة علىّ فيقتله ، حتي قتل خلقاً كثيراً . قال : ثمّ أقبل إلي رجل من ملوكهم يقال له عبد الله بن ثوابة ، وهو فى حصن له ، فلم يزل يختدعه ويحلف له حتي استنزله من حصنه ، ثمّ أمر بقتله . فقال له ابن ثوابة : أيّها الرجل ! إنّى لا أعلم ذنباً لنفسى يوجب القتل ، فَعلامَ تقتلنى ؟ ! فقال له بسر : بقعودك عن بيعة معاوية وتفضيلك علىّ بن أبى طالب . فقال ابن ثوابة : فذرْنى حتي اُصلّى ركعتين أختم بهما عملى . فقال بسر : صلِّ ما بدا لك ، فإنّى قاتلك . قال : فصلّي عبد الله بن ثوابة ركعتين فعجّل عن إتمامهما ، وقطع بالسيف إرباً إرباً(١) . ٦٢٣٤ ـ اُسد الغابة ـ فى بسر بن أرطاة ـ : دخل المدينة ، فهرب منه كثير من أهلها ، منهم : جابر بن عبد الله ، وأبو أيّوب الأنصارى ، وغيرهما ، وقتل فيها كثيراً . وأغار علي همدان باليمن ، وسبي نساءهم ، فكُنّ أوّل مسلمات سُبينَ فى الإسلام ، وهدم بالمدينة دوراً(٢) . ٦٢٣٥ ـ اُسد الغابة عن أبى عمر ـ فى بسر بن أرطاة ـ : كان يحيي بن معين يقول : لا تصحّ له صحبة . وكان يقول : هو رجل سوء ; وذلك لما ركبه فى الإسلام من الاُمور العظام ، منها ما نقله أهل الأخبار وأهل الحديث أيضاً من ذبحه عبد الرحمن وقثم ـ ابنى عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ـ وهما صغيران بين يدى اُمّهما . وكان معاوية سيّره إلي الحجاز واليمن ليقتل شيعة علىّ ، ويأخذ (١) الفتوح : ٤ / ٢٣٣ ـ ٢٣٦ . ٢٩٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / بسر بن أرطاة
البيعة له ، فسار إلي المدينة ففعل بها أفعالاً شنيعة(١) . ٦٢٣٦ ـ الغارات : قد كان علىّ ¼ دعا قبل موته علي بسر بن أبى أرطاة ـ لعنه الله ـ فيما بلغنا ، فقال : اللهمّ إنّ بسراً باع دينه بدنياه ، وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده ممّا عندك ، اللهمّ فلا تُمِته حتي تسلبه عقله . فما لبث بعد وفاة علىّ ¼ إلاّ يسيراً حتي وسوس ، وذهب عقله(٢) . ٦٢٣٧ ـ الكامل فى التاريخ : لمّا سمع أمير المؤمنين بقتلهما [ابنى عبيد الله بن عبّاس ]جزع جزعاً شديداً ، ودعا علي بسر ، فقال : اللهمّ اسلبه دينه وعقله . فأصابه ذلك ، وفقد عقله ، فكان يهذى بالسيف ، ويطلبه فيؤتي بسيف من خشب ، ويُجعل بين يديه زقّ(٣) منفوخ ، فلا يزال يضربه . ولم يزل كذلك حتي مات(٤) . ٦٢٣٨ ـ تاريخ دمشق عن أبى سعيد بن يونس ـ فى بسر بن أرطاة ـ : كان من شيعة معاوية بن أبى سفيان ، وشهد مع معاوية صفّين ، وكان معاوية وجّهه إلي اليمن والحجاز فى أوّل سنة أربعين ، وأمره أن يتقرّي(٥) من كان فى طاعة علىّ فيوقع بهم . ففعل بمكّة والمدينة واليمن أفعالاً قبيحة . وقد ولى البحر(٦) لمعاوية ، وكان قد وسوس فى آخر أيّامه ، فكان إذا لقى (١) اُسد الغابة : ١ / ٣٧٤ / ٤٠٦ ، الاستيعاب : ١ / ٢٤٢ / ١٧٥ نحوه وراجع التاريخ لابن معين : ٢ / ٥٨ . ٢٩٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / حبيب بن مسلمة
إنساناً قال : أين شيخى ؟ أين عثمان ؟ ويسلّ سيفه . فلمّا رأوا ذلك جعلوا له فى جَفنة(١) سيفاً من خشب ، قال : فكان إذا ضرب لم يضرّ(٢) . ٥ / ٣ أحد المعدودين من صحابة النبىّ ½ (٣) ، وأحد أعداء الإمام علىّ ¼ ، ومن اُمراء الجيش الملازمين لمعاوية فى صفّين(٤) . تولّي قيادة بعض جيشه فى حَربَى ذى الحجّة وصفر(٥) ، وكان ـ أيضاً ـ رسوله إلي الإمام ¼ (٦) . حقّره الإمام ¼ (٧) ، ولعنه فى قنوت صلاته(٨) . هلك سنة (٤٢ هـ )(٩) . ٦٢٣٩ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّ معاوية ، وعمرو بن العاص ، وابن أبى معيط ، وحبيب (١) الجَفْن : غِمْد السيف (لسان العرب: ١٣ / ٨٩) . إرجاعات
١٤١ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل التاسع : اشتداد القتال / قتال الإمام بنفسه
١٣٢ - المجلد السابع / القسم السابع : أيّام المحنة / الفصل الثامن : هجمات عمّال معاوية / غارة بسر بن أرطاة
٢٩٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / حبيب بن مسلمة
بن مسلمة ، وابن أبى سرح ، والضحّاك بن قيس ، ليسوا بأصحاب دِين ولا قرآن ، أنا أعرف بهم منكم ; قد صحبتهم أطفالاً ، وصحبتهم رجالاً ، فكانوا شرّ أطفال ، وشرّ رجال(١) . ٦٢٤٠ ـ تاريخ الطبرى عن عبد الرحمن بن عبيد أبى الكنود : إنّ معاوية بعث إلي علىّ حبيبَ بن مسلمة الفهرى وشرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد بن الأخنس ، فدخلوا عليه وأنا عنده . فحمد الله ـ حبيب ـ وأثني عليه ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فإنّ عثمان بن عفّان كان خليفة مهديّاً ، يعمل بكتاب الله عزّ وجلّ ، ويُنيب إلي أمر الله تعالي ، فاستثقلتُم حياته ، واستبطأتم وفاته ، فعدَوتم عليه فقتلتُموه ، فادفع إلينا قَتَلة عثمان ـ إن زعمت أنّك لم تقتُله ـ نقتلهم به ، ثمّ اعتزِل أمر الناس ، فيكون أمرهم شوري بينهم ، يولّى الناسُ أمرَهم من أجمع عليه رأيُهم . فقال له علىّ بن أبى طالب : وما أنتَ ـ لا اُمَّ لك ـ والعزل ، وهذا الأمر ! اسكت ; فإنّك لستَ هناك ، ولا بأهل له ! فقام وقال له : والله لتَرَينّى بحيث تكره ! فقال علىّ : وما أنتَ ولو أجلَبتَ بخيلك ورجلك ! لا أبقي الله عليك إن أبقيتَ علىَّ ، أ حُقْرَةً وسوءاً ! اذهب فصوِّب وصعِّد ما بدا لك(٢) . (١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٨ ، البداية والنهاية : ٧ / ٢٧٣ كلاهما عن جندب الأزدى ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٣٨٦ . ٢٩٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الحجّاج بن يوسف
٥ / ٤ ٦٢٤١ ـ شرح نهج البلاغة : كان الحجّاج ـ لعنه الله ـ يلعن عليّاً ¼ ، ويأمر بلعنه . وقال له متعرّض به يوماً وهو راكب : أيّها الأمير ، إنّ أهلى عقّونى فسمّونى عليّاً ، فغيّر اسمى ، وصِلنى بما أتبلّغ به ; فإنّى فقير ! فقال : للُطف ما توصّلت به قد سمّيتك كذا ، وولّيتك العمل الفلانى ، فاشخص إليه(١) . ٦٢٤٢ ـ شرح نهج البلاغة عن الشعبى : كنّا جماعة ، ما منّا إلاّ مَن نال مِن علىّ ¼ ; مقاربةً للحجّاج ، غير الحسن بن أبى الحسن(٢) . ٦٢٤٣ ـ شرح نهج البلاغة عن عبد الرحمن بن السائب : قال الحجّاج يوماً لعبد الله بن هانئ ـ وهو رجل من بنى أود ; حىّ من قحطان ، وكان شريفاً فى قومه ، قد شهد مع الحجّاج مشاهده كلّها ، وكان من أنصاره وشيعته ـ : والله ما كافأتك بعد ! ثمّ أرسل إلي أسماء بن خارجة ـ سيّد بنى فزارة ـ : أن زوِّج عبد الله بن هانئ بابنتك . فقال : لا والله ، ولا كرامة ، فدعا بالسياط ، فلمّا رأي الشرّ قال : نعم اُزوّجه . ثمّ بعث إلي سعيد بن قيس الهمدانى ـ رئيس اليمانيّة ـ : زوِّج ابنتك من عبد الله بن أود . فقال : ومَن أود ! ! لا والله ، لا اُزوّجه ولا كرامة . فقال : علىَّ (١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٥٨ . ٢٩٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الحجّاج بن يوسف
بالسيف . فقال : دعنى حتي اُشاور أهلى ! فشاورهم ، فقالوا : زوِّجه ، ولا تُعرِّض نفسك لهذا الفاسق . فزوَّجه . فقال الحجّاج لعبد الله : قد زوّجتك بنت سيّد فزارة ، وبنت سيّد همدان وعظيم كهلان . وما أود هناك . فقال : لا تقُل ـ أصلح الله الأمير ـ ذاك ; فإنّ لنا مناقب ليست لأحد من العرب . قال : وما هى ؟ قال : ما سُبّ أمير المؤمنين عبد الملك فى ناد لنا قطّ . قال : منقبة والله ! قال : وشهد منّا صفّين مع أمير المؤمنين معاوية سبعون رجلاً ، ما شهد منّا مع أبى تراب إلاّ رجل واحد ، وكان والله ما علمتُه امرأ سوء . قال : منقبة والله ! قال : ومنّا نسوة نذرنَ إن قُتل الحسين بن علىّ أن تنحر كلّ واحدة عشر قلائص(١) ، ففعلن . قال : منقبة والله ! قال : وما منّا رجل عُرض عليه شتم أبى تراب ولعنه إلاّ فعل ، وزاد ابنيه حسناً وحسيناً واُمّهما فاطمة . قال : منقبة والله ! قال : وما أحد من العرب له من الصباحة والملاحة ما لنا . فضحك الحجّاج ، وقال : أمّا هذه يا أبا هانئ فدَعها . وكان عبد الله دميماً ، شديد الاُدمة(٢) ، مجدوراً(٣) ، فى رأسه عُجَر(٤) ، مائل الشِّدق(٥) ، أحول ، قبيح الوجه ، شديد الحَوَل(٦) . (١) القَلائِص : جمع قَلُوص ; وهى الناقة الشابّة (النهاية : ٤ / ١٠٠) . إرجاعات
٣٣٨ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / بنو أوْد
٣٠٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / ذو الكلاع بن ناكور
٥ / ٥ أسلم فى عهد النبىّ ½ (١) . وكان من رؤساء حِمْيَر ، نافذ الأمر فيهم(٢) . أميراً علي قبيلته . وكان أحد القادة علي ميمنة معاوية فى صفّين(٣) ، ومن المحرّضين علي القتال(٤) ، ومن كبار أعوانه(٥) . ولمّا بلغه حضور عمّار بن ياسر فى جيش الإمام ¼ تردّد ، وارتاب فى قتال الإمام ، بَيْد أنّه ظلّ علي عدائه له . قُتل علي يد مالك الأشتر قبل استشهاد عمّار ، وسُرّ معاوية بقتله ، وقال : لو كان حيّاً لَساقَ قبيلته نحو علىّ(٦) . ٥ / ٦ ٦٢٤٤ ـ الأغانى عن زياد بن أبيه ـ لحجر بن عدىّ ـ : ما كنتَ تعرفنى به من حبّ (١) اُسد الغابة : ٢ / ٢٢٠ / ١٥٥٢ ، تاريخ دمشق : ١٧ / ٣٨٥ . إرجاعات
١٣٠ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل التاسع : اشتداد القتال / استشهاد عمّار بن ياسر
٣٠١ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / زياد بن أبيه
علىّ وودّه فإنّ الله قد سلخه من صدرى ، فصيّره بغضاً وعداوة . وما كنتَ تعرفنى به من بغض معاوية وعداوته فإنّ الله قد سلخه من صدرى ، وحوّله حبّاً ومودّة(١) . ٦٢٤٥ ـ سير أعلام النبلاء ـ فى زياد ابن أبيه ـ : إنّه جمع أهل الكوفة ليعرضهم علي البراءة من أبى الحسن ، فأصابه حينئذ طاعون فى سنة ثلاث وخمسين(٢) . ٦٢٤٦ ـ تاريخ اليعقوبى ـ فى زياد ابن أبيه ـ : روى أنّه كان أحضر قوماً بلغه أنّهم شيعة لعلىّ ليدعوهم إلي لعن علىّ والبراءة منه ، أو يضرب أعناقهم وكانوا سبعين رجلاً . فصعد المنبر ، وجعل يتكلّم بالوعيد والتهديد . فنام بعض القوم وهو جالس ، فقال له بعض أصحابه : تنام وقد اُحضرتَ لتُقتل ! ! فقال : من عمود إلي عمود فُرقان ، لقد رأيتُ فى نومتى هذه عجباً ! قالوا : وما رأيتَ ؟ قال : رأيتُ رجلاً أسود دخل المسجد ، فضرب رأسُه السقفَ ، فقلتُ : من أنت يا هذا ؟ فقال : أنا النقّاد ، داقّ الرقبة . قلت : وأين تريد ؟ قال : أدقّ عنق هذا الجبّار الذى يتكلّم علي هذه الأعواد . فبينا زياد يتكلّم علي المنبر إذ قبض علي إصبعه ، ثمّ صاح : يدى ! وسقط عن المنبر مغشيّاً عليه ، فاُدخل القصر ، وقد طُعن فى خنصره اليمني ، فجعل لا يتغاذّ ، فاُحضر الطبيب ، فقال له : اقطع يدى ! قال : أيّها الأمير ، أخبرنى عن الوجع تجده فى يدك ، أو فى قلبك ؟ قال : والله إلاّ فى قلبى . قال : فعِش سوياً . فلمّا نزل به الموت كتب إلي معاوية : إنّى كتبت إلي أمير المؤمنين وأنا فى آخر (١) الأغانى : ١٧ / ١٣٩ . ٣٠٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الضحّاك بن قيس
يوم من الدنيا وأوّل يوم من الآخرة ، وقد استخلفت علي عملى خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد(١) . ٥ / ٧ عُدّ من صغار الصحابة . وهو من أعوان معاوية ، وأحد اُمراء جيش دمشق فى صفّين(٢) . لعنه الإمام أمير المؤمنين ¼ (٣) ، وقال فيه وفى أمثاله : ليسوا بأصحاب دِين ولا قرآن(٤) . أمره معاوية ـ بعد صفّين ـ فأغار علي شيعة الإمام ¼ فى مناطق العراق(٥) ، فأشخص إليه الإمام ¼ حجر بن عَدىّ فى جماعة ، ففرّ ليلاً(٦) . وكان رئيساً لشرطة معاوية(٧) . (١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٣٥ وراجع أنساب الأشراف : ٥ / ٢٨٤ وتاريخ دمشق : ١٩ / ٢٠٣ والمحاسن والمساوئ : ٥٤ . إرجاعات
١١٢ - المجلد الثاني عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام عليّ وعمّاله / زِيادُ بنُ أبيه
٣٠٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الضحّاك بن قيس
ولىَ الكوفة من قِبل معاوية(١) ، ثمّ اُنيطت به حكومة دمشق(٢) . انحاز إلي جانب عبد الله بن الزبير بعد وفاة معاوية بن يزيد(٣) . ودعا إلي نفسه بعد مدّة ، فلم يفلح ، حتي قُتل فى اصطدامه بجيش مروان سنة (٦٤ هـ)(٤) . ٦٢٤٧ ـ تاريخ دمشق عن الزبير بن بكّار : كان الضحّاك مع معاوية ، فولاّه الكوفة . وهو الذى صلّي علي معاوية ، وقام بخلافته حتي قدم يزيد بن معاوية . وكان قد دعا لابن الزبير ، وبايع له ، ثمّ دعا إلي نفسه ، فقتله مروان بن الحكم يوم مرج راهط(٥) ، وكان علي شرط معاوية(٦) . ٦٢٤٨ ـ الغارات عن الضحّاك بن قيس ـ فى خطبة علي منبر الكوفة حين اُخبر أنّ رجالاً من الكوفة يُظهرون شتم عثمان والبراءة منه ـ : بلغنى أنّ رجالاً منكم ضلاّلاً يشتمون أئمّة الهدي ، ويعيبون أسلافنا الصالحين ، أما والذى ليس له ندّ ولا شريك لئن لم تنتهوا عمّا بلغنى عنكم لأضعنّ فيكم سيف زياد ، ثمّ لا (١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٠٠ ، تاريخ دمشق : ٢٤ / ٢٨٣ و٢٨٤ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٢٤٢ / ٤٦ ، اُسد الغابة : ٣/٥٠/٢٥٥٩ ، الاستيعاب : ٢ / ٢٩٧ / ١٢٥٨ ، الإصابة : ٣ / ٣٨٩ / ٤١٨٩ ، البداية والنهاية : ٨/٧١ وص ٨١ . ٣٠٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / عبد الله بن الزبير
تجدوننى ضعيف السَّورة(١) ، ولا كليل الشفرة . أما والله ، إنّى لصاحبكم الذى أغَرتُ علي بلادكم ، فكنت أوّل من غزاها فى الإسلام ، فسِرت ما بين الثعلبيّة(٢) وشاطئ الفرات ، اُعاقب من شئت ، وأعفو عمّن شئت ، لقد ذعرتُ المخبّئآت فى خدورهنّ ، وإن كانت المرأة ليبكى ابنها فلا تُرهبه ولا تُسكته إلاّ بذكر اسمى ! فاتّقوا الله يا أهل العراق ، واعلموا أنّى أنا الضحّاك بن قيس(٣) . ٥ / ٨ ٦٢٤٩ ـ شرح نهج البلاغة : عبد الله هو الذى حمل الزبير علي الحرب ، وهو الذى زيّن لعائشة مسيرها إلي البصرة ، وكان سبّاباً ، فاحشاً ، يبغض بنى هاشم ، ويلعن ويسبّ علىّ بن أبى طالب ¼ (٤) . ٦٢٥٠ ـ شرح نهج البلاغة : كان عبد الله بن الزبير يبغض عليّاً ¼ ، وينتقصه ، وينال من عِرْضه . وروي عمر بن شبّة وابن الكلبى والواقدى وغيرهم من رواة السير أنّه مكث أيّام ادّعائه الخلافة أربعين جمعة لا يصلّى فيها علي النبىّ ½ ، وقال : لا يمنعنى (١) سَورَة السلطان ، سَطوته واعتداؤه ، والسَّورَة : الوَثبَة (لسان العرب : ٤ / ٣٨٥) . ٣٠٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / عبيد الله بن زياد
من ذكره إلاّ أن تشمخ(١) رجال بآنافها . وفى رواية محمّد بن حبيب وأبى عبيدة معمّر بن المثنيّ أنّ له اُهَيْلَ سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره . وروي سعيد بن جبير أنّ عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن عباس : ما حديث أسمعه عنك ؟ قال : وما هو ؟ ! قال : تأنيبى وذمّى ! فقال : إنّى سمعت رسول الله ½ يقول : بئس المرء المسلم يشبع ويجوع جاره . فقال ابن الزبير : إنّى لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة !(٢) ٥ / ٩ ٦٢٥١ ـ شرح نهج البلاغة عن أبى غسّان البصرى : بني عبيد الله بن زياد أربعة مساجد بالبصرة تقوم علي بغض علىّ بن أبى طالب والوقيعة فيه : مسجد بنى عدىّ ، ومسجد بنى مجاشع ، ومسجد كان فى العلاّفين علي فرضة البصرة ، ومسجد فى الأزد(٣) . ٦٢٥٢ ـ تاريخ الطبرى عن حميد بن مسلم ـ فى بيان ما جري بعد قتل الحسين ¼ ونزول أهل بيته الكوفة ـ : صعد المنبر ابن زياد ، فقال : الحمد لله الذى أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب الحسين بن علىّ وشيعته(٤) . (١) الشامخ : الرافع أنفه عِزّاً وتكبّراً (لسان العرب : ٣ / ٣٠) . إرجاعات
٣٧٩ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الثامن : خيبة آمال أعدائه / إنكار سبّه / محمّد ابن الحنفيّة
٣٠٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / مروان بن الحكم
٥ / ١٠ ٦٢٥٣ ـ الكامل فى التاريخ : كان مروان قصيراً ، أحمر ، أوقص(١) . . . ولى المدينة لمعاوية مرّات ، فكان إذا ولىَ يبالغ فى سبّ علىّ(٢) . ٦٢٥٤ ـ البداية والنهاية ـ فى مروان ـ : لمّا كان متولّياً علي المدينة لمعاوية كان يسبّ عليّاً كلّ جمعة علي المنبر . وقال له الحسن بن علىّ : لقد لعن الله أباك الحكم وأنت فى صلبه علي لسان نبيّه ، فقال : لعن الله الحكم وما ولد(٣) . ٦٢٥٥ ـ مسند أبى يعلي عن أبى يحيي : كنت بين الحسين والحسن ، ومروان ، يتشاتمان ، فجعل الحسن يكفّ الحسين . فقال مروان : أهل بيت ملعونون . فغضب الحسن ، فقال : أ قُلتَ أهل بيت ملعونون ! ! فوَ الله لقد لعنك الله علي لسان نبيّه ½ وأنت فى صُلب أبيك ! !(٤) ٥ / ١١ ممّن عُدّ من صحابة النبىّ ½ (٥) . كان عثمانىّ الهوي(٦) ، مبغضاً للإمام (١) أوقص : مائل العنق قصيرها (لسان العرب : ٧ / ١٠٦) . ٣٠٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / معاوية بن حديج
أمير المؤمنين ¼ ، وأحد وجوه جيش معاوية . شهِد حرب صفّين(١) . وعندما ملك معاوية كان أحد اُمرائه ، وكان يسبّ الإمام ¼ (٢) . تغلّب علي محمّد بن أبى بكر فى قتاله معه ، فجعله فى جلد حمار وأحرقه وهو عطشان(٣) . هلك سنة (٥٢ هـ)(٤) . ٦٢٥٦ ـ الكامل فى التاريخ : كتب معاوية إلي مسلمة بن مخلّد ومعاوية بن حديج السكونى ـ وكانا قد خالفا عليّاً ـ يشكرهما علي ذلك [الخروج للطلب بدم عثمان ]و يحثّهما علي الطلب بدم عثمان ، ويَعِدهما المواساة فى سلطانه(٥) . ٦٢٥٧ ـ الكامل فى التاريخ ـ فى معاوية بن حديج ـ : كان إذا قدم إلي معاوية زُيّنت له الطرق بقباب الريحان ; تعظيماً لشأنه(٦) . ٦٢٥٨ ـ المعجم الكبير عن علىّ بن أبى طلحة مولي بنى اُميّة : حجّ معاوية بن أبى سفيان ، وحجّ معه معاوية بن حديج ، وكان من أسبّ الناس لعلىّ ، فمرّ فى المدينة فى مسجد الرسول ½ والحسن بن علىّ جالس فى نفر من أصحابه ، فقيل له : هذا معاوية بن حديج السابّ لعلىّ (ع) ! فقال : علىَّ بالرجل . فأتاه الرسول ، فقال : أجب ! قال : مَن ؟ قال : الحسن بن علىّ يدعوك . فأتاه فسلّم عليه . فقال له الحسن بن علىّ (ع) : أنت معاوية بن (١) وقعة صفّين : ٤٥٥ وفيه "خديج" . ٣٠٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / المغيرة بن شعبة
حديج ؟ قال : نعم . فردّ عليه ثلاثاً ، فقال له الحسن : السابّ لعلىّ ؟ فكأنّه استحيي ، فقال له الحسن (ع) : أمَ والله لئن وردتَ عليه الحوض ـ وما أراك أن تَرِده ـ لتجدنّه مشمّر الإزار علي ساق ، يذود(١) المنافقين ذَودَ غريبة الإبل ، قول الصادق المصدوق ½ ، ³ وَقَدْ خَابَ مَن افْتَرَىٰ ² (٢) (٣) . ٥ / ١٢ أسلم فى السنة الخامسة للهجرة ، بعد أن كان فارّاً لقتله جماعة(٤) . ولىَ البحرين لعمر فى بادئ أمره ، ثمّ ولاّه علي البصرة ، وعزله عنها بزناه ، لكن استعمله علي الكوفة(٥) . قال بعض الظرفاء : كان الرجل يقول للآخر : غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين علي المغيرة ; عزله عن البصرة ، فولاّه الكوفة !(٦) (١) الذَّود : السَّوق والطَّرد والدَّفع (لسان العرب : ٣ / ١٦٧) . ٣٠٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / المغيرة بن شعبة
ولهذا السبب هدّده الإمام أمير المؤمنين ¼ بالرجم(١) . ثمّ ولىَ الكوفةَ لعثمان مدّة(٢) . وعندما بويع الإمام علىّ ¼ بالخلافة بايعه المغيرة ، واقترح عليه أن لا يعزل عمّال عثمان ، وأن يولّى طلحة والزبير علي بعض الأمصار ، بَيْد أنّ الإمام ¼ رفض اقتراحه(٣) . ومن الجدير بالذكر أنّه لم يشترك فى جيش معاوية أيّام الإمام ¼ (٤) ، لكنّه كان يبغض الإمام ¼ (٥) . ذهب إلي معاوية حين آل الأمر إليه ، فنصبه علي الكوفة(٦) ، وكان يسبّ الإمام ¼ علي المنبر(٧) . (١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٦٩ . ٣١٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / المغيرة بن شعبة
هلك سنة (٥٠ هـ) . وكان معروفاً بدهائه ، وحرصه الكبير علي الزواج والطلاق ، حتي ذكر المؤرّخون أنّ نساءه كنّ أكثر من سبعين(١) ، أو ثلاثمائة ، أو كُنّ ألف امرأة(٢) . ٦٢٥٩ ـ رسول الله ½ : هامان هذه الاُمّة المغيرة بن شعبة(٣) . ٦٢٦٠ ـ الإمام علىّ ¼ ـ لعمّار بن ياسر وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاماً ـ : دَعه يا عمّار ; فإنّه لم يأخذ من الدين إلاّ ما قاربه من الدنيا ، وعلي عَمد لَبَس علي نفسه ; ليجعل الشبهات عاذراً لسَقطاتِه(٤) . ٦٢٦١ ـ الغارات عن جندب بن عبد الله : ذُكر المغيرة بن شعبة عند علىّ ¼ وجدّه مع معاوية ، فقال : وما المغيرة ، إنّما كان إسلامة لفَجرة وغَدرة لِمطمئنّين إليه من قومه ، فتكَ بهم وركبها منهم ، فهربَ ، فأتي النبىّ ½ كالعائذ بالإسلام ، والله ما رأي أحدٌ عليه ـ منذ ادّعي الإسلام ـ خضوعاً ولا خشوعاً . ألا وإنّه كان من ثقيف فراعنةٌ قبل يوم القيامة ، يجانبون الحقّ ، ويُسعرون نيران الحرب ، ويوازرون الظالمين . ألا إنّ ثقيفاً قومُ غدر ، لا يوفون بعهد ، يبغضون العرب كأنّهم ليسوا منهم ، ولَرُبّ صالح قد كان فيهم ; منهم عروة بن مسعود ، وأبو عبيد بن مسعود المستشهد بقسّ الناطف(٥) علي شاطئ الفرات ، (١) سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣١ / ٧ . ٣١١ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / المغيرة بن شعبة
وإنّ الصالح فى ثقيف لَغريب(١) . ٦٢٦٢ ـ شرح نهج البلاغة عن أبى جعفر الإسكافى : إنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين علي رواية أخبار قبيحة فى علىّ ¼ ، تقتضى الطعن فيه ، والبراءة منه ، وجعل لهم علي ذلك جُعلاً يُرغب فى مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ; منهم : أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين : عروة بن الزبير(٢) . ٦٢٦٣ ـ شرح نهج البلاغة عن أبى جعفر الإسكافى : كان المغيرة بن شعبة يلعن عليّاً ¼ لعناً صريحاً علي منبر الكوفة ، وكان بلغه عن علىّ ¼ فى أيّام عمر أنّه قال : لئن رأيت المغيرة لأرجمنّه بأحجاره ـ يعنى واقعة الزنا بالمرأة التى شهد عليه فيها أبو بكرة ، ونكل زياد عن الشهادة ـ ، فكان يبغضه لذاك ولغيره من أحوال اجتمعت فى نفسه . . . . وكان المغيرة بن شعبة صاحب دنيا ; يبيع دينه بالقليل النزر منها ، ويُرضى معاوية بذكر علىّ بن أبى طالب ¼ ; قال يوماً فى مجلس معاوية : إنّ عليّاً لم يُنكحه رسولُ الله ابنتَه حبّاً ، ولكنّه أراد أن يكافئ بذلك إحسان أبى طالب إليه . قال : وقد صحّ عندنا أنّ المغيرة لعنه علي منبر العراق مرّات لا تُحصي(٣) . ٦٢٦٤ ـ شرح نهج البلاغة : إنّ المغيرة كان أزني الناس فى الجاهليّة ، فلمّا دخل فى الإسلام قيّده الإسلام ، وبقيت عنده منه بقيّة ظهرت فى أيّام ولايته البصرة(٤) . (١) الغارات : ٢ / ٥١٦ ; شرح نهج البلاغة : ٤ / ٨٠ . ٣١٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / المغيرة بن شعبة
٦٢٦٥ ـ الإصابة عن المغيرة بن شعبة : أنا أوّل من رشا فى الإسلام ، جئت إلي يرفأ ـ حاجب عمر ـ وكنت اُجالسه ، فقلت له : خذ هذه العمامة فالبسها ، فإنّ عندى اُختها . فكان يأنس بى ويأذن لى أن أجلس من داخل الباب ، فكنت آتى فأجلس فى القائلة(١) ، فيمرّ المارّ فيقول : إنّ للمغيرة عند عمر منزلةً ; إنّه ليدخل عليه فى ساعة لا يدخل فيها أحد(٢) . ٦٢٦٦ ـ شرح نهج البلاغة : كان المغيرة بن شعبة يبغض عليّاً ¼ منذ أيّام رسول الله ½ ، وتأكّدت بغضته إلي أيّام أبى بكر وعثمان وعمر ، وأشار عليه يومَ بويع بالخلافة أن يقرّ معاوية علي الشام مدّة يسيرة ، فإذا خُطب له بالشام وتوطّأت دعوته دعاه إليه ـ كما كان عمر وعثمان يدعوانه إليهما ـ وصرفه ، فلم يقبل ، وكان ذلك نصيحة من عدوٍّ كاشح(٣) (٤) . ٦٢٦٧ ـ الغارات عن الكلبى : إنّ المغيرة بن شعبة كتب إلي بسر ـ حين خرج من مكّة متوجّهاً إلي الطائف(٥) ـ : أمّا بعد ، فقد بلغنى مسيرك إلي الحجاز ، ونزولك مكّة ، وشدّتك علي المريب ، وعفوك عن المسىء ، وإكرامك لاُولى النُّهي ، فحمدت رأيك فى ذلك ، فدُم علي صالح ما أنت عليه ; فإنّ الله لن يزيد بالخير أهله إلاّ خيراً ، جعلنا الله وإيّاك من الآمرين بالمعروف ، والقاصدين إلي الحقّ ، والذاكرين الله كثيراً(٦) . (١) القائلة : الظهيرة (لسان العرب : ١١ / ٥٧٧) . ٣١٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / المغيرة بن شعبة
٦٢٦٨ ـ الكامل فى التاريخ ـ فى ذكر البيعة ليزيد بولاية العهد ـ : كان ابتداء ذلك وأوّله من المغيرة بن شعبة ; فإنّ معاوية أراد أن يعزله عن الكوفة ويستعمل عوضه سعيد بن العاص ، فبلغه ذلك فقال : الرأى أن أشخص إلي معاوية فأستعفيه ; ليظهر للناس كراهتى للولاية . فسار إلي معاوية ، وقال لأصحابه حين وصل إليه : إن لم أكسبكم الآن ولاية وإمارة لا أفعل ذلك أبداً ! ومضي حتي دخل علي يزيد ، وقال له : إنّه قد ذهب أعيان أصحاب النبىّ ½ وآله وكبراء قريش وذوو أسنانهم ، وإنّما بقى أبناؤهم ، وأنت من أفضلهم وأحسنهم رأياً ، وأعلمهم بالسنّة والسياسة ، ولا أدرى ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة ! قال : أ وَتري ذلك يتمّ ؟ قال : نعم . فدخل يزيد علي أبيه ، وأخبره بما قال المغيرة ، فأحضر المغيرةَ وقال له : ما يقول يزيد ! فقال : يا أمير المؤمنين ، قد رأيت ما كان من سفك الدماء ، والاختلاف بعد عثمان ، وفى يزيد منك خَلَفٌ ، فاعقِد له ، فإن حدث بك حادثٌ كان كهفاً للناس ، وخَلَفاً منك ، ولا تُسفك دماء ، ولا تكون فتنة . قال : ومن لى بهذا ؟ قال : أكفيك أهل الكوفة ، ويكفيك زياد أهل البصرة ، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك . قال : فارجع إلي عملك ، وتحدّث مع مَن تثِق إليه فى ذلك ، وتري ونري . فودّعه ورجع إلي أصحابه . فقالوا : مَهْ ؟ قال : لقد وضعتُ رجل معاوية فى غرز بعيد الغاية علي اُمّة محمّد ، وفتقتُ عليهم فتقاً لا يُرتق أبداً ، وتمثّل :
٣١٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الوليد بن عقبة
وسار المغيرة حتي قدم الكوفة ، وذاكر من يثِق إليه ومن يعلم أنّه شيعة لبنى اُميّة أمرَ يزيد ، فأجابوا إلي بيعته ، فأوفد منهم عشرة ، ويقال : أكثر من عشرة ، وأعطاهم ثلاثين ألف درهم ، وجعل عليهم ابنه موسي بن المغيرة ، وقدموا علي معاوية فزيّنوا له بيعة يزيد ، ودعوه إلي عقدها . فقال معاوية : لا تعجلوا بإظهار هذا وكونوا علي رأيكم . ثمّ قال لموسي : بِكَم اشتري أبوك من هؤلاء دينَهم ؟ قال : بثلاثين ألفاً . قال : لقد هان عليهم دينهم(١) . ٥ / ١٣ هو أخو عثمان لاُمّه(٢) ، وممّن أسلم يوم فتح مكّة . قتل أمير المؤمنين ¼ أباه بأمر النبىّ ½ بعد أسره فى غزوة بدر(٣) . نزلت فيه الآية الكريمة : ³ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا . . . ² (٤) (٥) ، ومع ذلك فإنّ الخليفة الثانى كان يرسله لجمع الصدقات(٦) . (١) الكامل فى التاريخ : ٢ / ٥٠٨ وراجع تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٠١ والإمامة والسياسة : ١ / ١٨٧ وتاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢١٩ . ٣١٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الوليد بن عقبة
كان مفرِطاً فى شرب الخمر ، واُقيم عليه الحدّ بسبب ذلك عندما كان والياً من قِبَل عثمان علي الكوفة(١) وهذا من جملة المؤاخذات التى سُجّلت علي عثمان(٢) . كان قديم العداء للإمام أمير المؤمنين ¼ ، وهو الذى قال للإمام ¼ فى عهد النبىّ ½ : "أنا أحدُّ منك سِناناً ، وأبسطُ لساناً ، وأملأُ كتيبةً" ، فنزلت الآية الكريمة : ³ أَ فَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ² (٣) علي أثر ذلك(٤) . ولمّا بويع الإمام ¼ لم يبايعه ، بل كان يحرّض معاوية والعثمانيّين بشعر كان ينشده(٥) ، بل لازم معاوية فى صفّين . وكان يسبّ الإمام ¼ (٦) . ٦٢٦٩ ـ تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : قال الوليد بن عقبة بن أبى معيط لعلىّ بن أبى طالب : أنا أحدُّ منك سِناناً ، وأبسطُ منك لساناً ، وأملأُ للكتيبة منك ! فقال له علىّ : اسكت ، فإنّما أنت فاسق ، فنزلت : ³ أَ فَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ ² ، قال : يعنى بالمؤمن عليّاً ، وبالفاسق الوليد بن عقبة(٧) . (١) تاريخ دمشق : ٦٣ / ٢٤٤ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٢٤٥ و٢٤٦ ، الأغانى : ٥ / ١٣٩ ـ ١٤٦ وص ١٥٨ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤١٤ / ٦٧ ، اُسد الغابة : ٥ / ٤٢١ / ٥٤٧٥ ، الإصابة : ٦ / ٤٨٢ / ٩١٦٧ ، الاستيعاب : ٤ / ١١٥ / ٢٧٥٠ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٦٥ وص ١٧٤ . ٣١٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الوليد بن عقبة
٦٢٧٠ ـ شرح نهج البلاغة عن أبى القاسم البلخى : من المعلوم الذى لا ريب فيه ـ لاشتهار الخبر به ، وإطباق الناس عليه ـ أنّ الوليد بن عقبة بن أبى معيط كان يبغض عليّاً ويشتمه ، وأنّه هو الذى لاحاه(١) فى حياة رسول الله ½ ونابذه ، وقال له : أنا أثبت منك جناناً ، وأحدّ سناناً ! فقال له علىّ ¼ : اسكت يا فاسق ! فأنزل الله تعالي فيهما : ³ أَ فَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ . . . ² الآيات المتلوّة ، وسمّي الوليدَ بحسب ذلك فى حياة رسول الله ½ الفاسقَ ، فكان لا يُعرف إلاّ بالوليد الفاسق(٢) . ٦٢٧١ ـ تاريخ دمشق ـ فى وصف الوليد بن عقبة ـ : كان أبوه من شياطين قريش ، أسره رسول الله ½ يوم بدر ، وضرب عنقه . وهو الفاسق الذى ذكره الله عزّ وجلّ ، يقول : ³ أَ فَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ ² (٣) . ٦٢٧٢ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّ امرأة الوليد بن عقبة أتت النبىّ ½ ، فقالت : يا رسول الله ، إنّ الوليد يضربها(٤) . قال : قولى له : قد أجارنى . فلم تلبث إلاّ يسيراً حتي رجعت ، فقالت : ما زادنى إلاّ ضرباً . فأخذ هُدبة(٥) من ثوبه فدفعها إليها ، وقال : قولى له : إنّ رسول الله ½ قد (١) لَحا الرجلَ : شَتَمه ، وفى الحديث : "نهيتُ عن ملاحاة الرجال" : أى مقاولتهم ومخاصمتهم ; هو من : لحيتُ الرجل إذا نازعته (لسان العرب : ١٥ / ٢٤٢) . ٣١٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الوليد بن عقبة
أجارنى . فلم تلبث إلاّ يسيراً حتي رجعت ، فقالت : ما زادنى إلاّ ضرباً . فرفع يديه وقال : "اللهمّ عليك الوليد ، أثِمَ بى" مرّتين(١) (٢) . ٦٢٧٣ ـ الغارات ـ فى وصف الوليد بن عقبة ـ : وهو الذى سمّاه الله فى كتابه فاسقاً ، وهو أحد الصبيَّة الذين بشّرهم النبىّ ½ بالنار . وقال شعراً يردّ علي النبىّ ½ قولَه ـ حيث قال فى علىّ ¼ : إن تولّوه تجدوه هادياً مهديّاً ، يسلك بكم الطريق المستقيم ـ فقال :
فهو من مبغضى علىّ ¼ وأعدائه ، وأعداء النبىّ ½ ; لأنّ أباه قتله النبىّ ½ بيد علىٍّ صبراً يوم بدر بالصفراء(٣) (٤) . ٦٢٧٤ ـ شرح نهج البلاغة : إنّ الوليد بن عقبة بن أبى معيط ـ وكان يبغض الأنصار ; لأنّهم أسروا أباه يوم بدر ، وضربوا عنقه بين يدى رسول الله ½ ـ قام يشتم الأنصار ، وذكرهم بالهجر(٥) . ٦٢٧٥ ـ تاريخ دمشق عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله ½ : سَيَلى اُموركم من (١) يحتمل أنّ "مرّتين" من كلام الراوى ، ويحتمل أيضاً أنّها من كلام رسول الله ½ . ٣١٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الوليد بن عقبة
بعدى رجال ، يُطفئون السنّة ، ويعملون بالبدعة ، ويؤخّرون الصلاة عن مواقيتها . فقلت : يا رسول الله ، فما تأمرنى إن أدركتُهم ؟ فقال : سألنى ابن اُمّ عبد ، ثمّ رفع يديه حتي إنّى لاَري بياض إبطيه ، فقال : "لا طاعة لمن عصي الله" ثلاث مرّات ، حسبت . فلمّا كان الوليد بن عقبة بالكوفة أخّر الصلاة يوماً ، فقام ابن مسعود ، فأقام الصلاة ، وصلّي بالناس(١) . ٦٢٧٦ ـ تاريخ دمشق عن علقمة : كنّا فى جيش بالروم ، ومعنا حذيفة ، وعلينا الوليد ، فشرب الوليد الخمر ، فأردنا أن نحدّه ، فقال حذيفة : أ تحدّون أميركم وقد دنوتم من عدوّكم ، فيطمعوا فيكم ؟ ! فبلغه ، فقال :
٦٢٧٧ ـ مروج الذهب : أتاه [عليّاً ¼ ] جماعة ممّن تخلّف عن بيعته من بنى اُميّة ، ـ منهم : سعيد بن العاص ، ومروان بن الحكم ، والوليد بن عقبة بن أبى معيط ـ فجري بينه وبينهم خَطب طويل ، وقال له الوليد : إنّا لم نتخلّف عنك رغبةً عن بيعتك ، ولكنّا قوم وَتَرَنا الناس ، وخِفنا علي نفوسنا ، فعُذرنا فيما نقول واضح ; أمّا أنا فقتلتَ أبى صبراً ، وضربتنى حدّاً(٣) . ٦٢٧٨ ـ الغارات عن مغيرة الضبّى : مرّ ناس بالحسن بن علىّ ¤ وهم يريدون عيادة الوليد بن عقبة وهو فى علّة شديدة ، فأتاه الحسن ¼ معهم عائداً ، فقال (١) تاريخ دمشق : ٦٣ / ٢٤٠ . ٣١٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الوليد بن عقبة
للحسن : أتوب إلي الله ممّا كان بينى وبين جميع الناس ، إلاّ ما كان بينى وبين أبيك ! يقول : أى لا أتوب منه(١) . ٦٢٧٩ ـ شرح نهج البلاغة ـ فى بيان علّة شدّة بغض الوليد عليّاً ¼ ـ : إنّ عليّاً ¼ قتل أباه عقبة بن أبى معيط صبراً يوم بدر ، وسمّى الفاسق بعد ذلك فى القرآن ; لنزاع وقع بينه وبينه ، ثمّ جلده الحدّ فى خلافة عثمان ، وعزله عن الكوفة وكان عاملها . وببعض هذا عند العرب أرباب الدين والتُّقي تُستحلّ المحارم ، وتستباح الدماء ، ولا تبقي مراقبةٌ فى شفاء الغيظ لدين ولا لعقاب ولا لثواب ، فكيف الوليد المشتمل علي الفسوق والفجور ، مجاهراً بذلك ! وكان من المؤلّفة قلوبهم ، مطعوناً فى نسبه ، مرميّاً بالإلحاد والزندقة(٢) . (١) الغارات : ٢ / ٥١٩ ; شرح نهج البلاغة : ٤ / ٨٢ . إرجاعات
١٦٢ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الرابع : مبادئ الثورة على عثمان / الصدّ عن إقامة الحدّ على الوليد
٢٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الأوّل : عليّ عن لسان القرآن / المؤمن |
||||||