الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الحادي عشر

 

٣٢١ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام

شرح نهج البلاغة : وذكر جماعة من شيوخنا البغداديّين أنّ عدّة من الصحابة والتابعين والمحدّثين كانوا منحرفين عن علىّ  ¼ ، قائلين فيه السوءَ ، ومنهم من كتم مناقبه وأعان أعداءه ميلاً مع الدنيا وإيثاراً للعاجلة.

أ : أنس بن مالك

فمنهم : أنس بن مالك ، ناشد علىّ  ¼ الناس فى رحبة القصر ـ أو قال : رحبة الجامع بالكوفة ـ : أيّكم سمع رسول الله  ½ يقول : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ؟ فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا بها ، وأنس بن مالك فى القوم لم يقم ، فقال له : يا أنس ! ما يمنعك أن تقوم فتشهد ولقد حضرتها ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرت ونسيت . فقال : اللهمّ إن كان كاذباً فارمِه بها بيضاء لا تواريها العمامة .

قال طلحة بن عمير : فو الله لقد رأيت الوَضَح(١) به بعد ذلك أبيض بين عينيه .

وروي عثمان بن مُطرِّف : أنّ رجلاً سأل أنس بن مالك فى آخر عمره عن


(١) الوَضَح : البَرَص (النهاية ٥ / ١٩٦) .

 ٣٢٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / ب : الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله

علىّ بن أبى طالب ، فقال : إنّى آليت أن لا أكتم حديثاً سُئلت عنه فى علىّ بعد يوم الرحبة ، ذاك رأس المتّقين يوم القيامة سمعته والله من نبيّكم(١) . . . .

ب : الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله

قالوا : وكان الأشعث بن قيس الكندى وجرير بن عبد الله البجلى يبغضانه ، وهدم علىّ  ¼ دار جرير بن عبد الله .

قال إسماعيل بن جرير : هدم علىّ دارنا مرّتين . وروي الحارث بن حصين : أنّ رسول الله  ½ دفع إلي جرير بن عبد الله نعلين من نعاله ، وقال : احتفظ بهما ; فإنّ ذهابهما ذهاب دينك . فلمّا كان يوم الجمل ذهبت إحداهما ، فلمّا أرسله علىّ  ¼ إلي معاوية ذهبت الاُخري ، ثمّ فارق عليّاً واعتزل الحرب . . . .

ج : أبو مسعود الأنصارى

وكان أبو مسعود الأنصارى منحرفاً عنه  ¼ . روي شريك عن عثمان بن أبى زرعة عن زيد بن وهب ، قال : تذاكرنا القيام إذا مرّت الجنازة عند علىّ  ¼ ، فقال أبو مسعود الأنصارى : قد كنّا نقوم . فقال علىّ  ¼ : ذاك وأنتم يومئذ يهود . . . .

وروي المنهال عن نعيم بن دجاجة قال : كنت جالساً عند علىّ  ¼ إذ جاء أبو مسعود ، فقال علىّ  ¼ : جاءكم فرّوج . فجاء فجلس ، فقال له علىّ  ¼ : بلغنى أنّك تُفتى الناس . قال : نعم ، واُخبرهم أنّ الآخر شرّ . قال : فهل سمعت من رسول الله  ½ شيئاً ؟ قال : نعم سمعته يقول : لا يأتى علي الناس سنة مائة وعلي


(١) راجع : القسم الثالث / حديث الغدير / الدعاء علي الكاتمين .


إرجاعات 
٣٢٩ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء على الكاتمين

 ٣٢٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / د : كعب الأحبار

الأرض عين تطرف . قال : أخطأتْ استُك الحفرة(١) ، وغلطت فى أوّل ظنّك . إنّما عني مَن حضرَه يومئذ ، وهل الرخاء إلاّ بعد المائة !

د : كعب الأحبار

روي جماعة من أهل السير أنّ عليّاً  ¼ كان يقول عن كعب الأحبار : إنّه لكذّاب . وكان كعب منحرفاً عن علىّ  ¼ ، وكان النعمان بن بشير الأنصارى منحرفاً عنه وعدوّاً له ، وخاض الدماء مع معاوية خوضاً ، وكان من اُمراء يزيد ابنه حتي قتل وهو علي حاله .

هـ : عمران بن الحصين

روى أنّ عمران بن الحصين كان من المنحرفين عنه  ¼ ، وأنّ عليّاً سيّره إلي المدائن(٢) ، وذلك أنّه كان يقول : إن مات علىّ فلا أدرى ما موته ، وإن قتل فعسي أنّى إن قتل رجوت له . ومن الناس من يجعل عمران فى الشيعة .

و: سَمُرة بن جُندَب

وكان سمرة بن جندب من شرطة زياد . روي عبد الملك بن حكيم عن الحسن قال : جاء رجل من أهل خراسان إلي البصرة ، فترك مالاً كان معه فى بيت المال ، وأخذ براءة ، ثم دخل المسجد فصلّي ركعتين ، فأخذه سَمُرة بن جُندَب واتّهمه


(١) هذا مثل أصله : "أخطأتْ استُه الحفرةَ" يُضرب لمن رامَ شيئاً فلم ينَله (مجمع الأمثال : ١ / ٤٣٤) .
(٢) المَدَائِن : أصل تسميتها هى : المدائن السبعة ، وكانت مقرّ ملوك الفرس . وهى تقع علي نهر دجلة من شرقيّها تحت بغداد علي مرحلة منها . وفيها إيوان كسري . فُتحت هذه المدينة فى (١٤ هـ . ق) علي يد المسلمين (راجع تقويم البلدان : ٣٠٢) .

 ٣٢٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / و: سَمُرة بن جُندَب

برأى الخوارج ، فقدّمه فضرب عنقه وهو يومئذ علي شُرطة زياد ، فنظروا فيما معه فإذا البراءة بخطّ بيت المال ، فقال أبو بكرة : يا سمرة ! أ ما سمعت الله تعالي يقول : ³ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ  ²  (١) فقال : أخوك(٢) أمرنى بذلك .

وروي الأعمش عن أبى صالح قال : قيل لنا : قد قدم رجل من أصحاب رسول الله  ½ ، فأتيناه فإذا هو سَمُرة بن جُندَب ، وإذا عند إحدي رجليه خمر وعند الاُخري ثلج ! فقلنا : ما هذا ؟ ! قالوا : به النِّقْرِس(٣) ، وإذا قوم قد أتَوه ، فقالوا : يا سمرة ! ما تقول لربّك غداً ؟ تؤتي بالرجل فيقال لك : هو من الخوارج ، فتأمر بقتله ، ثمّ تؤتي بآخر فيقال لك : ليس الذى قتلته بخارجىّ ، ذاك فتيً وجدناه ماضياً فى حاجته ، فشُبِّه علينا ، وإنّما الخارجىّ هذا ، فتأمر بقتل الثانى . فقال سمرة : وأىّ بأس فى ذلك ؟ إن كان من أهل الجنّة ، مضي إلي الجنّة وإن كان من أهل النار مضي إلي النار ! !

وروي واصل مولي أبى عيينة عن جعفر بن محمّد بن علىّ  ¼ عن آبائه ، قال : كان لسمرة بن جُندب نخل فى بستان رجل من الأنصار ، فكان يؤذيه ، فشكا الأنصارى ذلك إلي رسول الله  ½ ، فبعث إلي سمرة فدعاه فقال له : بِعْ نخلك من هذا وخُذ ثمنه . قال : لا أفعل ! قال : فخذ نخلاً مكان نخلك . قال : لا أفعل ! قال : فاشترِ منه بستانه . قال : لا أفعل ! قال : فاترك لى هذا النخل ولك الجنّة . قال : لا أفعل . فقال  ½ للأنصارى : اذهب فاقطع نخله ; فإنّه لا حقّ له فيه .

وروي شريك قال : أخبرنا عبد الله بن سعد عن حجر بن عدىّ قال : قدمت


(١) الأعلي : ١٤ و١٥ .
(٢) يريد زيادَ بن أبيه ، وكان أخا أبى بكرة لاُمّه سميّة .
(٣) النِّقرِس : ورم يحدُث فى مفاصل القدَم ، وفى إبهامها أكثر (المصباح المنير : ٦٢١) .

 ٣٢٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / ز : عبد الله بن الزبير

المدينة فجلست إلي أبى هريرة ، فقال : ممّن أنت ؟ قلت : من أهل البصرة . قال : ما فعل سمرة بن جندب ؟ قلت : هو حىّ . قال : ما أحدٌ أحبُّ إلىّ طولَ حياة منه . قلت : ولِمَ ذاك ؟ قال : إنّ رسول الله  ½ قال لي وله ولحذيفة بن اليمان : "آخركم موتاً فى النار" فسبقنا حذيفة ، وأنا الآن أتمنّي أن أسبقه . قال : فبقي سمرة بن جندب حتي شهد مقتل الحسين .

وروي أحمد بن بشير عن مسعر بن كدام ، قال : كان سمرة بن جندب أيّام مسير الحسين  ¼ إلي الكوفة علي شرطة عبيد الله بن زياد ، وكان يحرِّض الناس علي الخروج إلي الحسين  ¼ وقتاله .

ز : عبد الله بن الزبير

من المنحرفين عنه المبغضين له عبد الله بن الزبير ، وقد ذكرناه آنفاً ، كان علىّ  ¼ يقول : "ما زال الزبير منّا أهلَ البيت ، حتي نشأ ابنه عبد الله فأفسده". وعبد الله هو الذى حمل الزبير علي الحرب ، وهو الذى زيّن لعائشة مسيرها إلي البصرة ، وكان سبّاباً فاحشاً يُبغض بنى هاشم ، ويلعن ويسبّ علىّ بن أبى طالب  ¼ (١) .

ح : معاوية بن أبى سفيان

وكان علىّ  ¼ يقنت فى صلاة الفجر ، وفى صلاة المغرب ، ويلعن معاوية وعَمْراً والمغيرة والوليد بن عقبة وأبا الأعور والضحّاك بن قيس وبسر بن أرطاة وحبيب بن مسلمة وأبا موسي الأشعرى ومروان بن الحكم ، وكان هؤلاء يقنتون عليه ويلعنونه .


(١) راجع : عدّة من مبغضيه / عبد الله بن الزبير .


إرجاعات 
٣٠٤ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / عبد الله بن الزبير

 ٣٢٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / ط : المغيرة بن شعبة

وروي شيخنا أبو عبد الله البصرى المتكلّم رحمه الله تعالي عن نصر بن عاصم الليثى عن أبيه قال : أتيت مسجد رسول الله  ½ والناس يقولون : نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ! فقلت : ما هذا ؟ قالوا : معاوية قام الساعة فأخذ بيد أبى سفيان ، فخرجا من المسجد ، فقال رسول الله  ½ : "لعن الله التابع والمتبوع ! رُبّ يوم لاُمّتى من معاوية ذى الأستاه" ـ قالوا : يعنى الكبيرَ العَجْزِ ـ وقال : روي العلاء بن حريز القشيرى أنّ رسول الله  ½ قال لمعاوية : لتتّخذنّ يا معاوية البدعة سنّة ، والقبح حسناً ; أكلك كثير ، وظلمك عظيم . . . .

ط : المغيرة بن شعبة

روي صاحب الغارات عن أبى صادق عن جندب بن عبد الله قال : ذُكر المغيرة بن شعبة عند علىّ  ¼ وجدّه مع معاوية ، قال : وما المغيرة ؟ ! إنّما كان إسلامه لفجرة وغَدرة غدرها بنفر من قومه فتك بهم ، وركبها منهم ، فهرب منهم ، فأتي النبىَّ  ½ كالعائذ بالإسلام ; والله ما رأي أحد عليه منذ ادّعي الإسلام خضوعاً ولا خشوعاً .

ألا وانّه يكون من ثقيف فراعنة قبل يوم القيامة ; يجانبون الحقّ ، ويُسعِّرون نيران الحرب ، ويوازرون الظالمين ، ألا إنّ ثقيفاً قوم غدر ، لا يوفون بعهد ، يبغضون العرب كأنّهم ليسوا منهم ، ولربّ صالح قد كان منهم ; فمنهم عروة بن مسعود ، وأبو عبيد بن مسعود المستشهد يوم قُسّ الناطف . وإنّ الصالح فى ثقيف لَغريب . . . .

ى : يزيد بن حُجَيّة

ذكر إبراهيم بن هلال صاحب كتاب الغارات فيمن فارق عليّاً  ¼ والتحق

 ٣٢٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / ى : يزيد بن حُجَيّة

بمعاوية يزيد بن حجيّة التَّيْمى من بنى تَيْم بن ثعلبة بن بكر بن وائل ، وكان  ¼ قد استعمله علي الرى ودَسْتَبْني(١) ، فكسرَ الخوارج واحتجن(٢) المال لنفسه فحبسه علىّ  ¼ وجعل معه سعداً مولاه ، فقرّب يزيد ركائبه وسعد نائم فالتحق بمعاوية وقال :

خادعت سعداً وارتمت بى ركائبى إلي الشام واخترت الذي هو أفضلُ
وغادرت سعداً نائماً فى عباءة وسعدٌ غلام مستهام مُضلّلُ

ثمّ خرج حتي أتي الرَّقَّة(٣) ، وكذلك كان يصنع من يفارق عليّاً  ¼ ، يبدأ بالرقّة حتي يستأذن معاوية فى القدوم عليه ، وكانت الرَّقَّة والرها(٤) وقرقيسيا(٥) وحرّان(٦) من حيّز معاوية وعليها الضحّاك بن قيس ، وكانت هيت(٧)


(١) كذا فى المصدر . وقال ياقوت فى معجم البلدان : دَسْتَبي : معرّب دشتبي ; وهى بلدة تقع إلي الغرب والجنوب الغربى من مدينة طهران ، وكانت واسعة بحيث تشمل ما بين قزوين وهمدان الحاليّتين (راجع معجم البلدان : ٢ / ٤٥٤) .
(٢) الاحتجان : جمع الشىء وضمّه إليك ; أى تتملّكه دون الناس (النهاية : ١ / ٣٤٨) .
(٣) الرَّقَّة : من المدن السوريّة ، وهى مدينة مشهورة تقع علي نهر الفرات ، بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام (راجع معجم البلدان : ٣ / ٥٩) .
(٤) الرُّها : من المدن السوريّة ، وتقع بين الشام والموصل فى الجانب الشمالى الشرقى عن الفرات ، أعلي الرَّقَّة وحرّان ، وتعرف اليوم بـ "أدسا" و"اُورفا" .
(٥) قَرْقِيسْيا : بلد علي نهر الخابور قرب صفّين والرقّة ، وعندها مصبت الخابور فى الفرات ، وهى الآن فى العراق (راجع معجم البلدان : ٤ / ٣٢٨) .
(٦) حَرّان : هى قصبة ديار مضر ، بينها وبين الرُها يوم وبين الرقّة يومان ، وهى علي طريق الموصل والشام والروم . فتح هذه المدينة عياض بن غنم فى زمن عمر . وكانت هى المدينة التى هاجر إليها النبىّ إبراهيم  ¼ هجرته الاُولي (معجم البلدان : ٢ / ٢٣٥) .
(٧) هِيْت : بلدة فى العراق علي الفرات من نواحى بغداد فوق الأنبار (راجع معجم البلدان : ٥ / ٤٢١) .

 ٣٢٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / ك : عبد الله بن عبد الرحمن

وعانات(١) ونصيبين(٢) ودارا(٣) وآمد(٤) وسنجار(٥) من حيّز علىّ  ¼ وعليها الأشتر ، وكانا يقتتلان فى كلّ شهر . . . .

قال أبو الصلت التيمى : كان دعاؤه عليه : اللهمّ إنّ يزيد بن حُجيّة هرب بمال المسلمين ، ولحق بالقوم الفاسقين ، فاكفنا مكره وكيده ، واجزِه جزاء الظالمين . . . .

ك : عبد الله بن عبد الرحمن

وممّن فارقه  ¼ عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود بن أوس بن إدريس بن معتّب الثقفى ، شهد مع علىّ  ¼ صفّين ، وكان فى أوّل أمره مع معاوية ، ثمّ صار إلي علىّ  ¼ ثمّ رجع بعدُ إلي معاوية ، وكان علىّ  ¼ يسمّيه : الهَجَنَّع . والهجنّع : الطويل .

ل : القعقاع بن شور

ومنهم القعقاع بن شور ; استعمله علىّ  ¼ علي كَسْكَر ، فنقم منه اُموراً ; منها : أنّه تزوّج امراة فأصدقها مائة ألف درهم ، فهرب إلي معاوية .


(١) عانات : عانة بلد فى العراق مشهور بين الرَّقَّة وهيت ، وجاء (عانات) كأنّه جمع لما حوله ، وهى مشرفة علي الفرات قرب حديثة (معجم البلدان ٤ / ٧٢) .
(٢) نَصِيبِين : مدينة عامرة علي جادّة القوافل من الموصل إلي الشام (معجم البلدان : ٥ / ٢٨٨) .
(٣) دَارا : وهى بلدة في لحف جبل بين نصيبين وماردين ، وهى من بلاد الجزيرة (معجم البلدان : ٢ / ٤١٨) .
(٤) آمد ـ بالتثليث ـ : أعظم مدن ديار بكر ، مبنيّة بالحجارة السود علي نَشز دجلة ; محيطة بأكثره ، مستديرة به كالهلال (معجم البلدان : ١ / ٥٦) . وتعرف اليوم بـ "ديار بكر" .
(٥) سِنْجَار : مدينة مشهورة من نواحى الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاثة أيّام (معجم البلدان : ٣ / ٢٦٢) . تقع هذه المدينة شمال غربى العراق ، وسكّانها أكراد يزيديّون ، ومنهل أهلها من نهر خابور .

 ٣٢٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / م : النجاشي

م : النجاشى

ومنهم النجاشى الشاعر من بنى الحارث بن كعب ، كان شاعر أهل العراق بصفّين ، وكان علىّ  ¼ يأمره بمحاربة شعراء أهل الشام ، مثل كعب بن جُعَيل وغيره ، فشرب الخمر بالكوفة ، فحدّه علىّ  ¼ ، فغضب ولحِق بمعاوية ، وهجا عليّاً  ¼ . . . .

ن : حنظلة الكاتب

وممّن فارقه  ¼ حنظلة الكاتب ; خرج هو وجرير بن عبد الله البجلي من الكوفة إلي قرقيسيا وقالا : لا نقيم ببلدة يعاب فيها عثمان . . . .

س : مطرف بن عبد الله

روي صاحب كتاب الغارات عن إسماعيل بن حكيم عن أبى مسعود الجريرى : كان ثلاثة من أهل البصرة يتواصلون علي بُغض علىّ  ¼ : مطرّف بن عبد الله بن الشِّخِّير ، والعلاء بن زياد ، وعبد الله بن شقيق .

قال صاحب كتاب الغارات : وكان مطرّف عابداً ناسكاً . وقد روي هشام بن حسّان عن ابن سيرين أنّ عمّار بن ياسر دخل علي أبى مسعود وعنده ابن الشخّير ، فذكر عليّاً بما لا يجوز أن يُذكر به ، فقال عمّار : يا فاسق ! وانّك لهاهنا ؟ فقال أبو مسعود : اُذكِّرك الله يا أبا اليقظان فى ضيفى !

قال : وأكثر مبغضيه  ¼ أهل البصرة كانوا عثمانية ، وكانت فى أنفسهم أحقاد يوم الجمل ، وكان هو  ¼ قليل التألّف للناس ، شديداً فى دين الله ، لا يبالى ـ مع علمه بالدين واتّباعه الحقّ ـ مَن سخِط ومن رضِىَ . . . .

 ٣٣٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / ع : الأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع

ع : الأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع

ومنهم الأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع روي سلمة بن كهيل : أنّهما كانا يمشيان إلي بعض أزواج رسول الله  ½ فيقعان فى علىّ  ¼ ، فأمّا الأسود فمات علي ذلك ، وأمّا مسروق فلم يُمت حتي كان لا يصلّى لله تعالي صلاة إلاّ صلّي بعدها علي علىّ بن أبى طالب  ¼ لحديث سمعه من عائشة فى فضله . . . .

ف : أبو بُردة بن أبى موسي

ومن المبغضين القالين : أبو بردة بن أبى موسي الأشعرى ورث البِغْضة له لا عن كلالة(١) .

وروي عبد الرحمن بن جُنْدَب قال : قال أبو بردة لزياد : أشهد أن حُجْر بن عدى قد كفر بالله كفرة أصلع . قال عبد الرحمن : إنّما عني بذلك نسبة الكفر إلي علىّ بن أبى طالب  ¼ ; لأنّه كان أصلع .

قال : وقد روي عبد الرحمن المسعودى عن ابن عيّاش المنتوف قال : رأيت أبا بردة قال لأبى العادية الجُهنى قاتل عمّار بن ياسر : أ أنت قتلت عمّار بن ياسر ؟ قال : نعم . قال : ناولنى يدك ، فقبَّلها وقال : لا تمسّك النار أبداً !

وروي أبو نعيم عن هشام بن المغيرة عن الغضبان بن يزيد قال : رأيت أبا بردة قال لأبى العادية قاتل عمّار بن ياسر : مرحباً بأخى هاهنا ، فأجلسه إلي جانبه .

ص : أبو عبد الرحمن السلمى

ومن المنحرفين عنه  ¼ أبو عبد الرحمن السلمى القارئ .


(١) العرب تقول : لم يرثه كلالةً : أى لم يرثه عن عُرُض بل عن قُرب (تاج العروس : ١٥ / ٦٦٢) والمراد أنّه ورث البعض عن أبيه أبى موسي الأشعرى .

 ٣٣١ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / ق : قيس بن أبى حازم

روي صاحب كتاب الغارات عن عطاء بن السائب : قال رجل لأبى عبد الرحمن السُّلَمى : أنشُدك بالله إن سألتك لتخبرنّى ؟ قال : نعم ، فلمّا أكّد عليه قال : بالله هل أبغضتَ عليّاً إلاّ يوم قسم المال فى الكوفة ، فلم يصلك ولا أهل بيتك منه بشىء ؟ قال : أما إذ أنشدتنى بالله فلقد كان كذلك . . .

ق : قيس بن أبى حازم

وكان قيس بن أبى حازم يُبغض عليّاً  ¼ . روي وكيع عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم قال : أتيت عليّاً  ¼ ليكلّم لى عثمان فى حاجة فأبي فأبغضته . قلت : وشيوخنا المتكلّمون رحمهم الله يُسقطون روايته عن النبىّ  ½ "إنّكم لترون ربّكم كما ترون القمر ليلة البدر" ، ويقولون : إنّه كان يبغض عليّاً  ¼ ، فكان فاسقاً . ونقلوا عنه أنّه قال : سمعت عليّاً  ¼ يخطب علي المنبر ويقول : انفروا إلي بقيّة الأحزاب . فدخل بغضه فى قلبى . . . .

ر : الزهرى وعروة بن الزبير

وكان الزهرى من المنحرفين عنه  ¼ . وروي جرير بن عبد الحميد عن محمّد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة ; فإذا الزهرى وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليّاً  ¼ ، فنالا منه ، فبلغ ذلك علىّ بن الحسين  ¼ ، فجاء حتي وقف عليهما ، فقال : أمّا أنت يا عروة فإنّ أبى حاكم أباك إلي الله فحكم لأبى علي أبيك . . . . . وقد روى من طرق كثيرة : أنّ عروة بن الزبير كان يقول : لم يكن أحد من أصحاب رسول الله  ½ يزهو إلاّ علىّ بن أبى طالب واُسامه بن زيد . وروي عاصم بن أبى عامر البَجَلىّ عن يحيي بن عروة ، قال : كان أبى إذا ذكر عليّاً نال منه .

 ٣٣٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / كلام ابن أبى الحديد فى المنحرفين عن الإمام / ش : زيد بن ثابت وعمرو بن ثابت

ش : زيد بن ثابت وعمرو بن ثابت

وكان زيد بن ثابت عثمانياً شديداً فى ذلك ، وكان عمرو بن ثابت عثمانياً من أعداء علىّ  ¼ ومبغضيه . . . .

ت : مكحول

وكان مكحول من المبغضين له  ¼ روي زهير بن معاوية عن الحسن بن الحرّ ، قال : لقيت مكحولاً فإذا هو مطبوع ـ يعنى مملوءاً ـ بغضاً لعلىّ  ¼ ، فلم أزل به حتي لان وسكن . . . .

وقال شيخنا أبو جعفر الإسكافى : كان أهل البصرة كلّهم يبغضونه ، وكثير من أهل الكوفة ، وكثير من أهل المدينة . وأمّا أهل مكّة فكلّهم كانوا يبغضونه قاطبة ، وكانت قريش كلّها علي خلافه ، وكان جمهور الخلق مع بنى اُميّة عليه(١) .


(١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٤ - ١٠٣ وراجع الغارات : ٢ / ٥٢١ ـ ٥٩٠ .