٣٣٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه
٦ / ١ ٦٢٨٠ ـ رسول الله ½ ـ فى وصيّته لأمير المؤمنين ¼ ـ : يا أخى ، إنّ قريشاً ستظاهر عليك ، وتجتمع كلمتهم علي ظلمك وقهرك ; فإن وجدت أعواناً فجاهدهم ، وإن لم تجد أعواناً فكفّ يدك ، واحقن دمك ; فإنّ الشهادة من ورائك(١) . ٦٢٨١ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى كلام له فى التظلّم والتشكّى من قريش ـ : اللهمّ إنّى أستعديك علي قريش ومن أعانهم ; فإنّهم قد قطعوا رحمى ، وأكفؤوا إنائى(٢) ، (١) الغيبة للطوسى : ٣٣٤ / ٢٨٠ عن جابر بن عبد الله الأنصارى وعبد الله بن عبّاس وص ١٩٣ / ١٥٥ ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٩٠٧ / ٦١ كلاهما عن ابن عبّاس . ٣٣٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / قريش
وأجمعوا علي منازعتى حقّاً كنت أولي به من غيرى ، وقالوا : ألا إنّ فى الحقّ أن تأخذه ، وفى الحقّ أن تُمنعه ، فاصبر مغموماً ، أو مُت متأسّفاً . فنظرت فإذا ليس لى رافد(١) ، ولا ذابّ ولا مساعد ، إلاّ أهل بيتى ، فضننت(٢) بهم عن المنيّة ; فأغضيت علي القذي(٣) ، وجرعت ريقى علي الشَّجا(٤) ، وصبرت من كظم الغيظ علي أمرَّ من العَلْقَم(٥) ، وآلمَ للقلب من وخز الشِّفار(٦) (٧) . ٦٢٨٢ ـ عنه ¼ : اللهمّ إنّى أستعديك(٨) علي قريش ومن أعانهم ! فإنّهم قطعوا رحمى ، وصغّروا عظيم منزلتى ، وأجمعوا علي منازعتى أمراً هوَ لى . ثمّ قالوا : ألا إنّ فى الحقّ أن تأخذه ، وفى الحقّ أن تتركه(٩) . ٦٢٨٣ ـ عنه ¼ : اللهمّ اجزِ قريشاً عنّى الجوازى ; فقد قطعت رحمى ، ودفعتنى عن حقّى ، وأغرتْ بى سفهاء الناس ، وخاطرت بدمى(١٠) . (١) الرافد : العطاء والعون (مجمع البحرين : ٢ / ٧١٧) . ٣٣٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / قريش
٦٢٨٤ ـ عنه ¼ : اللهمّ اجزِ قريشاً عنّى الجوازى ; فقد ظلمونى حقّى ، وصغّروا شأنى ، ومنعونى إرثى(١) . ٦٢٨٥ ـ عنه ¼ : اللهمّ إنّى أستعديك علي قريش ; فإنّهم ظلمونى حقّى ، ومنعونى إرثى ، وتمالؤوا علىَّ(٢) . ٦٢٨٦ ـ عنه ¼ : ما لنا ولقريش ! يخضمون الدنيا باسمنا ويطؤون علي رقابنا ، فيا لله وللعجب ! من اسم جليل لمسمّي ذليل(٣) . ٦٢٨٧ ـ عنه ¼ ـ من كتاب له إلي أخيه عقيل ـ : دع عنك قريشاً وتَرْكاضَهم(٤) فى الضلال ، وتَجوالهم(٥) فى الشقاق ، وجِماحَهم(٦) فى التِّيْه(٧) ; فإنّهم قد أجمعوا علي حربى كإجماعهم علي حرب رسول الله ½ قبلى ، فجَزَت قريشاً عنّى الجوازى ! فقد قطعوا رحمى ، وسلبونى سلطان ابن اُمّى(٨) . قال ابن أبى الحديد : قوله : "فدع عنك قريشاً ـ إلي قوله ـ علي حرب رسول الله ½ " هذا الكلام حقّ ; فإنّ قريشاً اجتمعت علي حربه منذ يوم بويع بغضاً له وحسداً وحقداً عليه ، فأصفقوا كلّهم يداً واحدة علي شقاقه وحربه ، كما كانت حالهم فى ابتداء الإسلام مع رسول الله ½ ، لم تخرم حاله من حاله أبداً إلاّ (١) الجمل : ١٧١ . ٣٣٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / بنو اُميّة
أن ذاك عصمه الله من القتل ; فمات موتاً طبيعيّاً ، وهذا اغتاله إنسان فقتله . قوله : "فجزت قريشاً عنّى الجوازى ; فقد قطعوا رحِمى ، وسلبونى سلطان ابن اُمّى" هذه كلمة تجرى مجري المثل ، تقول لمن يسىء إليك وتدعو عليه : جزتك عنّى الجوازى ! يقال : جزاه الله بما صنع ، وجازاه الله بما صنع ! ومصدر الأوّل جزاء ، والثانى مجازاة ، وأصل الكلمة أنّ الجوازى جمع جازية كالجوارى جمع جارية ، فكأنّه يقول : جَزَتْ قريشاً عنّى بما صنعت لى كلّ خصلة من نكبة أو شدّة أو مصيبة أو جائحة ; أى جعل الله هذه الدواهى كلّها جزاء قريش بما صنعت بى . و"سلطان ابن اُمّى" يعنى به الخلافة ، وابن اُمّه هو رسول الله ½ ; لأنّهما ابنا فاطمة بنت عمرو بن عمران بن عائذ بن مخزوم ، اُمّ عبد الله وأبى طالب ، ولم يقُل سلطان ابن أبى ; لأنّ غير أبى طالب من الأعمام يشرَكه فى النسب إلي عبد المطّلب(١) . ٦ / ٢ ٦٢٨٨ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّ بنى اُميّة ليُفوّقوننى تراث محمّد ½ تفويقاً ، والله لئن بقيت لهم لأنفُضنّهم نفض اللَّحّام الوِذام التَّرِبة(٢) . (١) شرح نهج البلاغة : ١٦ / ١٥١ . إرجاعات
٢٤٣ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه
٢٤٥ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الأوّل : بواعث بُغضه / أحقاد بدريّة وحنينيّة وغيرهنّ
٣٣٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / بنو اُميّة
٦٢٨٩ ـ عنه ¼ ـ لمّا بلغه اتّهام بنى اُميّة له بالمشاركة فى دم عثمان ـ : أ وَلم ينهَ بنى اُميّة علمُها بى عن قَرْفى(١) ؟ أ وَما وَزَعَ الجهّالَ سابقتى عن تُهَمَتى ! ولَما وعَظهم الله به أبلغ من لسانى . أنا حجيج المارقين ، وخصيم الناكثين المرتابين ، وعلي كتاب الله تُعرَض الأمثال ، وبما فى الصدور تجازي العباد !(٢) ٦٢٩٠ ـ الأغانى عن الحارث بن حبيش : بعثنى سعيد بن العاص بهدايا إلي المدينة ، وبعثنى إلي علىّ ¼ وكتب إليه : إنّى لم أبعث إلي أحد بأكثر ممّا بعثت به إليك إلاّ شيئاً فى خزائن أمير المؤمنين . قال : فأتيت عليّاً فأخبرته فقال : لشدَّ ما تحظر بنو اُميّة تراثَ محمّد ½ ! أما والله لئن وليتُها لأنفضنّها نفض القصّاب لتراب الوَذِمة(٣) . ٦٢٩١ ـ الكامل فى التاريخ عن أبى الزناد : لقيت هشاماً ; فإنّى لفى الموكب إذ لقيه سعيد بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفّان ، فسار إلي جنبه فسمعه يقول : يا أمير المؤمنين ! إنّ الله لم يزَل يُنعم علي أهل بيت أمير المؤمنين ! وينصر خليفته المظلوم ، ولم يزالوا يلعنون فى هذه المواطن أبا تراب ! فإنّها مواطن صالحة ، وأمير المؤمنين ينبغى له أن يلعنه فيها . فشقّ علي هشام قوله وقال : ما قدمنا لشتم أحد ولا للعنه ، قدِمنا حُجّاجاً(٤) . (١) قَرَفه بكذا : أى أضافه إليه واتّهمه به (النهاية : ٤ / ٤٥) . ٣٣٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / بنو أوْد
٦ / ٣ كان بنو أوْد من القحطانيّة ، عُرفوا بدناءتهم وضعتهم . وكانوا أعداءً للإمام علىّ ¼ وأولاده . شاركوا فى صفّين إلي جانب معاوية(١) ، لازموا الاُمويّين وناوؤوا أهل البيت (ع) (٢) . ٦٢٩٢ ـ فرحة الغرى عن هشام بن السائب الكلبى عن أبيه : أدركت بنى أود وهم يعلّمون أبناءهم وخدمهم سبّ علىّ بن أبى طالب ¼ ، وفيهم رجل من رهط عبد الله بن إدريس بن هانئ ، فدخل علي الحجّاج بن يوسف يوماً ، فكلّمه بكلام فأغلظ له الحجّاج فى الجواب ، فقال له : لا تقل هذا أيّها الأمير ; فلا لقريش ولا لثقيف منقبة يعتدّون بها إلاّ ونحن نعتدّ بمثلها . قال له : وما مناقبكم ؟ قال : ما يُنقص عثمان ولا يُذكر بسوء فى نادينا قطّ ، قال : هذه منقبة ! قال : وما رؤى منّا خارجى قطّ ، قال : ومنقبة ! قال : وما شهد منّا مع أبى تراب مشاهده إلاّ رجل واحد ; فأسقطه ذلك عندنا وأخمله ، فما له عندنا قدر ولا قيمة ! قال : ومنقبة ، قال : وما أراد منّا رجل قطّ أن يتزوّج امرأة إلاّ سأل عنها هل تحبّ أبا تراب أو تذكره بخير ; فإن قيل : إنّها تفعل ذلك اجتنبها فلم يتزوّجها . قال : ومنقبة ! (١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٦١ . ٣٣٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / باهلة
قال : وما وُلد فينا ذكر فسُمّى عليّاً ولا حسناً ولا حسيناً ، ولا وُلدت فينا جارية فسمّيت فاطمة ، قال : ومنقبة ! قال : ونذرت منّا امرأة حين أقبل الحسين إلي العراق إن قتله الله أن تنحر عشر جزور ، فلمّا قُتل وفت بنذرها ، قال : ومنقبة ! قال : ودعى رجل منّا إلي البراءة من علىّ ولعنه فقال : نعم ، وأزيدكم حسناً وحسيناً ، قال : ومنقبة ، والله ! ! قال : وقال لنا أمير المؤمنين عبد الملك : أنتم الشعار دون الدثار(١) ، وأنتم الأنصار بعد الأنصار ، قال : ومنقبة ! قال : وما بالكوفة إلاّ مَلاحة بنى أود ، فضحك الحجّاج . قال هشام بن السائب الكلبى : قال لى أبى : فسلبهم الله مَلاحتهم(٢) . ٦ / ٤ باهلة : قبيلة من قيس بن عيلان(٣) ، من العدنانيّة الذين كانوا أعداءً للإمام علىّ ¼ ، وحاربوه فى الجمل(٤) . قيل فيها : كانت باهلة فى الدناءة والضَّعة واللؤم (١) الدثار : الثوب الذى يُستدفأ به من فوق الشعار (لسان العرب : ٤ / ٢٧٦) . إرجاعات
٢٩٨ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / الحجّاج بن يوسف
٣٤٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / باهلة
إلي أقصي غاية(١) . ٦٢٩٣ ـ الإمام علىّ ¼ : يا باهلة ! اغدوا خذوا حقّكم مع الناس ، والله يشهد أنّكم تبغضونى وأنّى أبغضكم(٢) . ٦٢٩٤ ـ وقعة صفّين عن ليث بن سليم : دعا علىّ باهلة فقال : يا معشر باهلة ! اُشهد الله أنّكم تبغضونى وأبغضكم ، فخذوا عطاءكم واخرجوا إلي الديلم . وكانوا قد كرهوا أن يخرجوا معه إلي صفّين(٣) . ٦٢٩٥ ـ الغارات عن سعيد الأشعرى : استخلف علىّ ¼ حين سار إلي النهروان رجلاً من النخع يقال له : هانئ بن هوذة ، فكتب إلي علىّ ¼ : إنّ غنيّاً وباهلة فُتنوا ; فدعوا الله عليك أن يظفر بك عدوّك ، قال : فكتب إليه علىّ ¼ اجلُهم من الكوفة ، ولا تدعْ منهم أحداً(٤) . ٦٢٩٦ ـ تاريخ بغداد عن سعيد بن سلم بن قتيبة أبى محمّد الباهلى : خرجت حاجّاً ومعى قباب وكنائس ، فدخلت البادية فتقدّمت القباب والكنائس علي حمير لى ، فمررت بأعرابىّ محتب(٥) علي باب خيمة له ، وإذا هو يرمق القباب والكنائس ، فسلّمت عليه ، فقال : لمن هذه القباب والكنائس ؟ قال : قلت : لرجل من باهلة ، قال : تالله ما أظنّ الله يعطى الباهلى كلّ هذا . قال : فلمّا (١) شرح نهج البلاغة : ٣ / ٢٧٢ . ٣٤١ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / باهلة
رأيت إزراءه بالباهلية دنوت منه فقلت : يا أعرابى ، أ تحبّ أن يكون لك القباب والكنائس ، وأنت رجل من باهلة ؟ فقال : لاها الله(١) . فقلت : أ تحبّ أن تكون أمير المؤمنين وأنت رجل من باهلة ؟ قال : لاها الله . قلت : أ تحبّ أن تكون من أهل الجنّة وأنت رجل من باهلة ؟ قال : بشرط ، قال : قلت : وما ذاك الشرط ؟ قال : لا يعلم أهل الجنّة أنّى باهلى ، قال : ومعى صرّة دراهم ، قال : فرميت بها إليه فأخذها وقال : لقد وافقت منّى حاجة ، قلت له لمّا أن ضمّها إليه : أنا رجل من باهلة ، قال : فرمي بها إلىَّ وقال : لا حاجة لى فيها ، فقلت : خذها إليك يا مسكين ; فقد ذكرت من نفسك الحاجة ، فقال : لا اُحبّ أن ألقي الله وللباهلى عندى يد ! قال : فقدمت فدخلت علي المأمون فحدّثته بحديث الأعرابى ، فضحك حتي استلقي علي قفاه وقال لى : يا أبا محمّد ، ما أصبرك ! وأجازنى بمائة ألف(٢) . ٦٢٩٧ ـ الكني والألقاب : الباهلى نسبة إلي باهلة ، وكانت العرب تستنكف من الانتساب إلي هذه القبيلة حتي قال الشاعر :
وقال الآخر :
(١) لاها اللهِ ذا : معناه : لا وَالله لا يكون ذا ، أو لا واللهِ الأمرُ ذا ، فحذف تخفيفاً (النهاية : ٥ / ٢٣٧) . ٣٤٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام علىّ / الفصل السادس : قبائل تبغضه / غنيّ
٦ / ٥ ٦٢٩٨ ـ الإمام علىّ ¼ : ادعوا لى غنيّاً وباهلة ـ وحيّاً آخر قد سمّاهم ـ فليأخذوا أعطياتهم ، فو الذى فلق الحبّة وبرأ النسمة ! ما لهم فى الإسلام نصيب ، وإنّى شاهد لهم فى منزلى عند الحوض وعند المقام المحمود أنّهم أعدائى فى الدنيا والآخرة ، ولئن ثبتت قدماى لأردّنّ قبيلةً إلي قبيلة ، ولاُبَهْرِجنّ(٢) ستّين قبيلةً ما لهم فى الإسلام نصيب(٣) . ٦٢٩٩ ـ الإمام الصادق ¼ : قال أمير المؤمنين علىّ ¼ : عندى صحيفة من رسول الله بخاتمه ، فيها ستّون قبيلة بَهْرَجة ، ليس لها فى الإسلام نصيب ، منهم غنىّ وباهلة . وقال : يا معشر غنىّ وباهلة ، أعدّوا علىَّ عطاياكم حتي أشهد لكم عند المقام المحمود أنّكم لا تحبّونى ولا اُحبّكم أبداً . وقال : لآخذنّ غنيّاً أخذةً تضطرب منها باهلة . وقال : اُخذ فى بيت المال مال من مهور البغايا ، فقال : أقسموه بين غنىّ وباهلة(٤) . (١) غنىّ : قبيلة من قريش من العدنانيّة أيضاً (راجع معجم قبائل العرب : ٣ / ٨٩٥) . |
||||