٤١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته
٤ / ١ ٥٧٦٠ ـ الإمام الباقر ¼ : دخل أمير المؤمنين ¼ المسجد فاستقبله شابّ يبكى وحوله قوم يُسكتونه ، فقال علىّ ¼ : ما أبكاك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّ شريحاً قضي علىَّ بقضيّة ما أدرى ما هى ؟ إنّ هؤلاء النفر خرجوا بأبى معهم فى السفر ، فرجعوا ولم يرجع أبى ، فسألتهم عنه فقالوا : مات ، فسألتهم عن ماله ، فقالوا : ما ترك مالاً ، فقدّمتهم إلي شريح فاستحلفهم ، وقد علمتُ ـ يا أمير المؤمنين ـ أنّ أبى خرج ومعه مال كثير ، فقال لهم أمير المؤمنين ¼ : ارجعوا ، فرجعوا والفتي معهم إلي شريح. فقال له أمير المؤمنين ¼ : يا شريح ! كيف قضيت بين هؤلاء ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، ادّعي هذا الفتي علي هؤلاء النفر أنّهم خرجوا فى سفر وأبوه ٤٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / قضاء كقضاء داود
معهم ، فرجعوا ولم يرجع أبوه ، فسألتهم عنه ، فقالوا : مات ، فسألتهم عن ماله ، فقالوا : ما خلّف مالاً ، فقلت للفتي : هل لك بيّنة علي ما تدّعى ؟ فقال : لا ، فاستحلفتهم فحلفوا . فقال أمير المؤمنين ¼ : هيهات يا شريح ! هكذا تحكم فى مثل هذا ؟ ! فقال : يا أمير المؤمنين ، فكيف ؟ فقال أمير المؤمنين ¼ : والله لأحكمنّ فيهم بحكم ما حكم به خلق قبلى إلاّ داود النبىّ ¼ . يا قنبر ! ادعُ لى شَرَطة الخميس ، فدعاهم ، فوكّل بكلّ رجل منهم رجلاً من الشرطة ، ثمّ نظر إلي وجوههم فقال : ماذا تقولون ؟ أ تقولون : إنّى لا أعلم ما صنعتم بأبى هذا الفتي ؟ إنّى إذاً لجاهل ! ثمّ قال : فرِّقوهم وغطُّوا رؤوسهم ، ففُرّق بينهم واُقيم كلّ رجل منهم إلي اُسطوانة من أساطين المسجد ورؤوسهم مغطّاة بثيابهم ، ثمّ دعا بعبيد الله بن أبى رافع كاتبه فقال : هاتِ صحيفة ودواة ، وجلس أمير المؤمنين صلوات الله عليه فى مجلس القضاء وجلس الناس إليه ، فقال لهم : إذا أنا كبّرت فكبّروا ، ثمّ قال للناس : افرجوا(١) ، ثمّ دعا بواحد منهم فأجلسه بين يديه وكشف عن وجهه . ثمّ قال لعبيد الله بن أبى رافع : اكتب إقراره وما يقول ، ثمّ أقبل عليه بالسؤال ، فقال له أمير المؤمنين ¼ : فى أىّ يوم خرجتم من منازلكم وأبو هذا الفتي معكم ؟ فقال الرجل : فى يوم كذا وكذا . قال : وفى أىّ شهر ؟ قال : فى شهر كذا وكذا . قال : فى أىّ سنة ؟ قال : فى سنة كذا وكذا . قال : وإلي أين بلغتم فى سفركم حتي مات أبو هذا الفتي ؟ قال : إلي موضع كذا وكذا ، قال : وفى منزل مَن مات ؟ قال : فى (١) فى المصدر : "اخرجوا" والصحيح ما أثبتناه كما فى تهذيب الأحكام . ٤٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / قضاء كقضاء داود
منزل فلان بن فلان ، قال : وما كان مرضه ؟ قال : كذا وكذا ، قال : وكم يوماً مرض ؟ قال : كذا وكذا ، قال : ففى أىّ يوم مات ؟ ومن غسّله ؟ ومن كفّنه ؟ وبما كفّنتموه ؟ ومن صلّي عليه ؟ ومن نزل قبره ؟ فلمّا سأله عن جميع ما يريد كبّر أمير المؤمنين ¼ ، وكبّر الناس جميعاً ، فارتاب اُولئك الباقون ، ولم يشكّوا أنّ صاحبهم قد أقرّ عليهم وعلي نفسه ، فأمر أن يُغطّي رأسه ويُنطلق به إلي السجن ، ثمّ دعا بآخر فأجلسه بين يديه وكشف عن وجهه ثمّ قال : كلاّ ، زعمتم أنّى لا أعلم بما صنعتم ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، ما أنا إلاّ واحد من القوم ، ولقد كنت كارهاً لقتله ، فأقرّ . ثمّ دعا بواحد بعد واحد كلّهم يقرّ بالقتل وأخْذ المال ، ثمّ ردّ الذى كان أمر به إلي السجن فأقرّ أيضاً ، فألزمهم المال والدم . فقال شريح : يا أمير المؤمنين ، وكيف حكم داود النبىّ ¼ ؟ فقال : إنّ داود النبىّ ¼ مرّ بغلمة يلعبون وينادون بعضهم : بـ "يا مات الدِّين" ، فيُجيب منهم غلام ، فدعاهم داود ¼ فقال : يا غلام ، ما اسمك ؟ قال : مات الدين ، فقال له داود ¼ : من سمّاك بهذا الاسم ؟ فقال اُمّى . فانطلق داود ¼ إلي اُمّه ، فقال لها : يا أيّتها المرأة ! ما اسم ابنك هذا ؟ قالت : مات الدين ، فقال لها : ومن سمّاه بهذا ؟ قالت : أبوه ، قال : وكيف كان ذاك ؟ قالت : إنّ أباه خرج فى سفر له ومعه قوم ، وهذا الصبىّ حملٌ فى بطنى ، فانصرف القوم ولم ينصرف زوجى ، فسألتهم عنه ، فقالوا : مات ، فقلت لهم : فأين ما ترك ؟ قالوا : لم يخلّف شيئاً ، فقلت : هل أوصاكم بوصيّة ؟ قالوا : نعم ، زعم أنّكِ حبلي ، فما ولدتِ من ولد جارية أو غلام فسمّيه "مات الدِّين" فسمّيتُه . ٤٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / رجلان تنازعا فى ثمانية دراهم
قال داود ¼ : وتعرفين القوم الذين كانوا خرجوا مع زوجك ؟ قالت : نعم ، قال : فأحياءٌ هم أم أموات ؟ قالت : بل أحياء ، قال : فانطلقى بنا إليهم ، ثمّ مضي معها فاستخرجهم من منازلهم ، فحكم بينهم بهذا الحكم بعينه وأثبت عليهم المال والدم وقال للمرأة : سمّى ابنك هذا "عاش الدِّين"(١) . ٤ / ٢ ٥٧٦١ ـ الكافى عن ابن أبى ليلي : قضي أمير المؤمنين ¼ بين رجلين اصطحبا فى سفر ، فلمّا أرادا الغداء أخرج أحدهما من زاده خمسة أرغفة ، وأخرج الآخر ثلاثة أرغفة ، فمرّ بهما عابر سبيل ، فدعواه إلي طعامهما ، فأكل الرجل معهما حتي لم يبقَ شىء ، فلمّا فرغوا أعطاهما العابر بهما ثمانية دراهم ثواب ما أكله من طعامهما ، فقال صاحب الثلاثة أرغفة لصاحب الخمسة أرغفة : أقسمها نصفين بينى وبينك ، وقال صاحب الخمسة : لا بل يأخذ كلّ واحد منّا من الدراهم علي عدد ما أخرج من الزاد . قال : فأتيا أمير المؤمنين ¼ فى ذلك ، فلمّا سمع مقالتهما قال لهما : اصطلحا ; فإنّ قضيّتكما دنيّة ، فقالا : اقضِ بيننا بالحقّ ، قال : فأعطي صاحب الخمسة أرغفة سبعة دراهم ، وأعطي صاحب الثلاثة أرغفة درهماً ، وقال : أ ليس أخرج أحدكما من زاده خمسة أرغفة ، وأخرج الآخر ثلاثة أرغفة ؟ ٤٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / رجلان ادّعي كلّ منهما أنّه مولي للآخر
قالا : نعم . قال : أ ليس أكل معكما ضيفكما مثل ما أكلتما ؟ قالا : نعم . قال : أ ليس أكل كلّ واحد منكما ثلاثة أرغفة غير ثلثها ؟ قالا : نعم . قال : أ ليس أكلت أنت يا صاحب الثلاثة ثلاثةَ أرغفة غير(١) ثلث ، وأكلت أنت يا صاحب الخمسة ثلاثة أرغفة غير ثلث ، وأكل الضيف ثلاثة أرغفة غير ثلث ؟ أ ليس بقى لك يا صاحب الثلاثة ثلث رغيف من زادك ، وبقى لك يا صاحب الخمسة رغيفان وثلث ، وأكلت ثلاثة أرغفة غير ثلث ؟ فأعطاهما لكلّ ثلث رغيف درهماً ; فأعطي صاحب الرغيفين وثلث سبعة دراهم ، وأعطي صاحب ثلث رغيف درهماً(٢) . ٤ / ٣ رجلان ادّعي كلّ منهما أنّه مولي للآخر ٥٧٦٢ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ رجلاً أقبل علي عهد علىّ ¼ من الجبل حاجّاً ومعه غلام له فأذنب ، فضربه مولاه ، فقال : ما أنت مولاى ، بل أنا مولاك ! فما زال ذا يتوعّد ذا ، وذا يتوعّد ذا ويقول : كما أنت حتي نأتى الكوفة يا عدوّ الله ، فأذهب بك إلي أمير المؤمنين ¼ . فلمّا أتيا الكوفة أتيا أمير المؤمنين ¼ ، فقال الذى ضرب الغلام : أصلحك الله ! هذا غلام لى وإنّه أذنب فضربته فوثب علىَّ . وقال الآخر : هو والله غلام لى ; إنّ أبى أرسلنى معه ليعلّمنى ، وأنّه وثب علىَّ يدّعينى ليذهب بمالى . (١) فى المصدر : "إلاّ ثلث" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى تهذيب الأحكام . ٤٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / رجلان ادّعيا بغلة
فأخذ هذا يحلف وهذا يحلف ، وهذا يكذّب هذا وهذا يكذّب هذا ، فقال : انطلقا فتصادقا فى ليلتكما هذه ولا تجيئانى إلاّ بحقّ ، فلمّا أصبح أمير المؤمنين ¼ قال لقنبر : اثقب فى الحائط ثقبين ، وكان إذا أصبح عقّب ـ حتي تصير الشمس علي رمح ـ يُسبّح ، فجاء الرجلان واجتمع الناس ، فقالوا : لقد وردت عليه قضيّة ما ورد عليه مثلها لا يخرج منها ! فقال لهما : ما تقولان ؟ فحلف هذا أنّ هذا عبده ، وحلف هذا أنّ هذا عبده ، فقال لهما : قوما ; فإنّى لست أراكما تصدقان ، ثمّ قال لأحدهما : أدخِل رأسَك فى هذا الثقب ، ثمّ قال للآخر : أدخِل رأسك فى هذا الثقب ، ثمّ قال : يا قنبر ! علىَّ بسيف رسول الله ½ ، عجّل اضرب رقبة العبد منهما . فأخرج الغلام رأسه مبادراً ، فقال علىّ ¼ للغلام : أ لست تزعم أنّك لست بعبد ؟ ومكث الآخر فى الثقب . فقال : بلي ولكنّه ضربنى وتعدّي علىَّ ، فتوثّق له أمير المؤمنين ¼ ودفعه إليه(١) . ٤ / ٤ ٥٧٦٣ ـ الإمام الصادق ¼ : قضي أمير المؤمنين ¼ فى رجلين ادّعيا بغلة ، فأقام أحدهما علي صاحبه شاهدين ، والآخر خمسة ، فقضي لصاحب الشهود الخمسة خمسة أسهم ، ولصاحب الشاهدين سهمين(٢) . (١) الكافى : ٧ / ٤٢٥ / ٨ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ٣٠٧ / ٨٥١ كلاهما عن عبد الله بن عثمان عن رجل وراجع خصائص الأئمّة
(ع) : ٨٦ . ٤٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / رجل ادّعي أنّ عبده تزوّج بغير إذنه
٤ / ٥ رجل ادّعي أنّ عبده تزوّج بغير إذنه ٥٧٦٤ ـ الإمام الكاظم عن آبائه عن الإمام علىّ (ع) : أنّه أتاه رجل بعبده فقال : إنّ عبدى تزوّج بغير إذنى ، فقال علىّ ¼ لسيّده : فرِّقْ بينهما ، فقال السيّد لعبده : يا عدوّ الله ! طلِّق ، فقال علىّ ¼ : كيف قلت له ؟ قال : قلت له : طلّق ، فقال علىّ ¼ للعبد : أمّا الآن فإن شئت فطلّق ، وإن شئت فأمسك ، فقال السيّد : يا أمير المؤمنين ! أمر كان بيدى فجعلتَه بيد غيرى ؟ ! قال : ذلك لأنّك حيث قلت له : طلِّق ، أقررت له بالنكاح(١) . ٤ / ٦ ٥٧٦٥ ـ الإمام الباقر ¼ : قضي أمير المؤمنين ¼ فى رجل أعور اُصيبت عينه الصحيحة ففُقئت ـ أن تفقأ إحدي عينى صاحبه ويعقل له نصف الدية ، وإن شاء أخذ دية كاملة ويعفي عن عين صاحبه(٢) . ٤ / ٧ ٥٧٦٦ ـ الكافى عن الحسن بن كثير عن أبيه : اُصيبت عين رجل وهى قائمة فأمر أمير المؤمنين ¼ فرُبطت عينه الصحيحة ، وأقام رجل بحذاه بيده بيضة ، يقول : (١) تهذيب الأحكام : ٧ / ٣٥٢ / ١٤٣٣ عن علىّ بن جعفر . ٤٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / امرأة ظنّ إخوتها أنّها حُبلى
هل تراها ؟ قال : فجعل إذا قال : نعم ، تأخّر قليلاً حتي إذا خفيت عليه علّم ذلك المكان ، قال : وعصبت عينه المصابة ، وجعل الرجل يتباعد وهو ينظر بعينه الصحيحة حتي إذا خفيت عليه ، ثمّ قِيس ما بينهما فاُعطى الأرش علي ذلك(١) . ٤ / ٨ ٥٧٦٧ ـ الخرائج والجرائح : إنّ سبعة إخوة أو عشرة فى حىّ من أحياء العرب كانت لهم اُخت واحدة ، فقالوا لها : كلّ ما يرزقنا الله من عرض الدنيا وحطامها فإنّا نطرحه بين يديك ونُحكّمك فيه ; فلا ترغبى فى التزويج ; فحميّتنا لا تحتمل ذلك ، فوافقتهم فى ذلك ورضيت به وقعدت فى خدمتهم وهم يُكرِمونها . فحاضت يوماً ، فلمّا طهرت أرادت الاغتسال وخرجت إلي عين ماء كانت بقرب حيّهم ، فخرجت من الماء عَلَقة(٢) فدخلت فى جوفها وقد جلست فى الماء ، فمضت عليها أيّام والعَلَقة تكبر حتي علا بطنها ، وظنّ الإخوة أنّها حبلي وقد خانت ، فأرادوا قتلها . قال بعضهم : نرفع خبرها إلي أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ ; فإنّه يتولّي ذلك . فأخرجوها إلي حضرته وقالوا فيها ما ظنّوا بها ، فاستحضر طشتاً مملوءاً بالحَمْأَة(٣) وأمرها أن تقعد عليه ، فلمّا أحسّت العلقة برائحة الحمأة نزلت من (١) الكافى : ٧ / ٣٢٣ / ٦ ، تهذيب الأحكام : ١٠ / ٢٦٦ / ١٠٤٧ . ٤٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / ستّة غَرِق واحد منهم
جوفها . فقالوا : يا علىّ ، أنت ربّنا ! أنت ربّنا العلىّ ! فإنّك تعلم الغيب ! فزبرهم وقال : إنّ رسول الله ½ أخبرنا بذلك عن الله بأنّ هذه الحادثة تقع فى هذا اليوم ، فى هذا الشهر ، فى هذه الساعة(١) . ٤ / ٩ ٥٧٦٨ ـ الإمام الصادق ¼ : رُفع إلي أمير المؤمنين ¼ ستّة غلمان كانوا فى الفرات ، فغرق واحد منهم ، فشهد ثلاثة منهم علي اثنين أنّهما غرّقاه ، وشهد اثنان علي الثلاثة أنّهم غرّقوه ، فقضي ¼ بالدية أخماساً ; ثلاثة أخماس علي الاثنين ، وخُمسين علي الثلاثة(٢) . ٤ / ١٠ ٥٧٦٩ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ رجلاً لقى رجلاً علي عهد أمير المؤمنين ¼ فقال له : إنّى احتلمت باُمّك ، فرُفِع إلي أمير المؤمنين ¼ فقال : إنّ هذا افتري علىَّ ، فقال : وما قال لك ؟ قال : زعم أنّه احتلم باُمّى ! فقال أمير المؤمنين ¼ : فى العدل إن شئتَ أقمته لك فى الشمس وجلدت ظلّه ; فإنّ الحلم مثل الظلّ ، ولكنّا سنضربه إذا آذاك حتي لا يعود يؤذى المسلمين(٣) . (١) الخرائج والجرائح : ١ / ٢١٠ / ٥٢ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٢٤٢ / ٢٠ . ٥٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / شرب الخمر فى شهر رمضان
٤ / ١١ ٥٧٧٠ ـ الكافى عن أبى مريم : اُتى أمير المؤمنين ¼ بالنجاشى الشاعر قد شرب الخمر فى شهر رمضان ، فضربه ثمانين ثمّ حبسه ليلة ، ثمّ دعي به من الغد فضربه عشرين سوطاً ، فقال له : يا أمير المؤمنين ! فقد ضربتنى فى شرب الخمر ، وهذه العشرين ما هى ؟ فقال : هذا لتجرّيك علي شرب الخمر فى شهر رمضان(١) . ٤ / ١٢ ٥٧٧١ ـ الإمام الصادق ¼ : ولد علي عهد أمير المؤمنين ¼ مولودٌ له رأسان وصدران فى حَقْو(٢) واحد ، فسئل أمير المؤمنين ¼ : يُورَّث ميراث اثنين أو واحد ؟ فقال : يُترك حتي ينام ثمّ يُصاح به ; فإن انتبها جميعاً معاً كان له ميراث واحد ، وإن انتبه واحد وبقى الآخر نائماً يُورَّث ميراث اثنين(٣) . (١) الكافى : ٧ / ٢١٦ / ١٥ ، تهذيب الأحكام : ١٠ / ٩٤ / ٣٦٢ ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٥٥ / ٥٠٨٩ عن جابر يرفعه ، دعائم الإسلام : ٢ / ٤٦٤ / ١٦٤٤ وفى آخره "لتجرّئك علي الله وإفطارك فى شهر رمضان" . ٥١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / إلحاق الولد بالزوج مع العزل
٤ / ١٣ ٥٧٧٢ ـ شرح الأخبار عن جابر بن عبد الله بن يحيي : جاء رجل إلي علىّ بن أبى طالب ¼ فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّى كنت أعزل عن امرأتى ، وإنّها جاءت بولد . فقال علىّ ¼ : اُناشدك الله ، هل وطئتها ثمّ عاودتها قبل أن تبول ؟ قال : نعم ، قال : فالولد لك(١) . ٤ / ١٤ درء الرجم لتعذّر الوصول إلي الزوجة ٥٧٧٣ ـ الإمام الباقر ¼ : قضي أمير المؤمنين ¼ فى الرجل الذى له امرأة بالبصرة ، ففجر بالكوفة أن يُدرأ عنه الرجم ، ويُضرب حدّ الزانى(٢) . ٥٧٧٤ ـ عنه ¼ : قضي [عليّ] ¼ فى رجل محبوس فى السجن وله امرأة حرّة فى بيته فى المصر وهو لا يصل إليها ، فزني فى السجن ، قال : عليه الجلد ، ويُدرأ عنه الرجم(٣) . ٤ / ١٥ العفو عن السارق لقراءته سورة البقرة ٥٧٧٥ ـ بعض الصادقين (ع) : جاء رجل إلي أمير المؤمنين ¼ فأقرّ بالسرقة ، فقال له أمير المؤمنين ¼ : أ تقرأ شيئاً من كتاب الله ؟ قال : نعم سورة البقرة ، قال : قد (١) شرح الأخبار : ٢ / ٣٢٥ / ٦٦٧ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣٧٧ . ٥٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / العفو عمّن أقرّ باللواط فتاب
وهبت يدك لسورة البقرة . فقال الأشعث : أ تُعطّل حدّاً من حدود الله ؟ ! فقال : وما يدريك ما هذا ؟ إذا قامت البيّنة فليس للإمام أن يعفو ، وإذا أقرّ الرجل علي نفسه فذلك إلي الإمام ; إن شاء عفا ، وإن شاء قطع(١) . ٤ / ١٦ ٥٧٧٦ ـ الإمام الصادق ¼ : بينا أمير المؤمنين ¼ فى ملأ من أصحابه إذ أتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى قد أوقبت علي غلام فطهّرنى ، فقال له : يا هذا ، امضِ إلي منزلك ، لعلّ مراراً(٢) هاجَ بك ، فلمّا كان من غد عاد إليه فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنّى أوقبت علي غلام فطهّرنى ، فقال له : يا هذا ، امضِ إلي منزلك ; لعلّ مراراً هاجَ بك ، حتي فعل ذلك ثلاثاً بعد مرّته الاُولي ، فلمّا كان فى الرابعة قال له : يا هذا ، إنّ رسول الله ½ حكم فى مثلك بثلاثة أحكام ، فاختر أيّهنّ شئت ، قال : وما هنّ يا أمير المؤمنين ؟ قال : ضربة بالسيف فى عنقك بالغة ما بلغت ، أو إهداءٌ من جبل مشدود اليدين والرجلين ، أو إحراق بالنار . فقال : يا أمير المؤمنين ، أيّهنّ أشدّ علىَّ ؟ قال : الإحراق بالنار ، قال : فإنّى قد اخترتها يا أمير المؤمنين . قال : خذ لذلك اُهبتك ، فقال : نعم ، فقام فصلّي ركعتين ، ثمّ جلس فى تشهّده فقال : اللهمّ إنّى قد أتيت من الذنب ما قد علمتَه ، وإنّى تخوّفت من ذلك ، فجئت (١) تهذيب الأحكام : ١٠ / ١٢٩ / ٥١٦ عن أبى عبد الله البرقى عن بعض أصحابه ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٦٢ / ٥١٠٦ من دون إسناد إلي المعصوم . ٥٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / إقامة الحدّ علي من أقرَّ بالزنى
إلي وصىّ رسولك ، وابن عمّ نبيّك فسألته أن يطهّرنى ، فخيّرنى بين ثلاثة أصناف من العذاب ، اللهمّ فإنّى قد اخترت أشدّها ، اللهمّ فإنّى أسألك أن تجعل ذلك كفّارة لذنوبى ، وأن لا تُحرقنى بنارك فى آخرتى . ثمّ قام وهو باك حتي جلس فى الحفرة التى حفرها له أمير المؤمنين ¼ وهو يري النار تتأجّج حوله ، فبكي أمير المؤمنين ¼ وبكي أصحابه جميعاً ، فقال له أمير المؤمنين ¼ : قم يا هذا ! فقد أبكيت ملائكة السماء وملائكة الأرض ; فإنّ الله قد تاب عليك ، فقم ولا تعاودنّ شيئاً ممّا قد فعلت(١) . ٤ / ١٧ إقامة الحدّ علي من أقرَّ بالزني ٥٧٧٧ ـ الكافى عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه إلي الإمام علىّ ¼ : أتاه رجل بالكوفة فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى زنيت فطهّرنى ، قال : ممّن أنت ؟ قال : من مُزَينة ، قال : أ تقرأ من القرآن شيئاً ؟ قال : بلي ، قال : فاقرأ ، فقرأ فأجاد ، فقال : أ بِكَ جِنّة ؟ قال : لا ، قال : فاذهب حتي نسأل عنك . فذهب الرجل ثمّ رجع إليه بعدُ فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى زنيت فطهّرنى ، فقال : أ لك زوجة ؟ قال : بلي . قال : فمُقيمة معك فى البلد ؟ قال : نعم ، قال : فأمره أمير المؤمنين ¼ فذهب ، وقال : حتي نسأل عنك ، فبعث إلي قومه فسأل عن خبره ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، صحيح العقل . فرجع إليه الثالثة فقال له مثل مقالته ، فقال له : اذهب حتي نسأل عنك ، فرجع ٥٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / إقامة الحدّ علي من أقرَّ بالزنى
إليه الرابعة ، فلمّا أقرّ قال أمير المؤمنين ¼ لقنبر : احتفظ به ، ثمّ غضب ثمّ قال : ما أقبح بالرجل منكم أن يأتى بعض هذه الفواحش ، فيفضح نفسه علي رؤوس الملأ ! أ فلا تاب فى بيته ؟ ! فو الله لتوبته فيما بينه وبين الله أفضل من إقامتى عليه الحدّ . ثمّ أخرجه ونادي فى الناس : يا معشر المسلمين اخرجوا ليُقام علي هذا الرجل الحدّ ، ولا يعرفنّ أحدكم صاحبه ، فأخرجه إلي الجبّان(١) ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أنظرنى اُصلّى ركعتين . ثمّ وضعه فى حفرته واستقبل الناس بوجهه فقال : يا معاشر المسلمين . إنّ هذا حقّ من حقوق الله عزّ وجلّ ; فمن كان لله فى عنقه حقّ فلينصرف ولا يُقيم حدود الله من فى عنقه لله حدّ ، فانصرف الناس وبقى هو والحسن والحسين ¤ ، فأخذ حَجَراً ، فكبّر ثلاث تكبيرات ، ثمّ رماه بثلاثة أحجار فى كلّ حَجَر ثلاث تكبيرات ، ثمّ رماه الحسن ¼ مثل ما رماه أمير المؤمنين ¼ ، ثمّ رماه الحسين ¼ ، فمات الرجل . فأخرجه أمير المؤمنين ¼ فأمر فحُفِر له وصلّي عليه ودفنه ، فقيل : يا أمير المؤمنين ، ألا تُغسّله ؟ فقال : قد اغتسل بما هو طاهر إلي يوم القيامة ، لقد صبر علي أمر عظيم(٢) . ٥٧٧٨ ـ الكافى عن ميثم : أتت امرأة مُجِحٌّ(٣) أمير المؤمنين ¼ فقالت : يا (١) الجَبّان : فى الأصل الصحراء ، وأهل الكوفة يُسمّون المقابر جبّانة (معجم البلدان : ٢ / ٩٩) . ٥٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / إقامة الحدّ علي من أقرَّ بالزنى
أمير المؤمنين ، إنّى زنيت فطهّرنى طهّرك الله ; فإنّ عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة الذى لا ينقطع ، فقال لها : ممّا اُطهّرك ؟ فقالت : إنّى زنيت ، فقال لها : أ وَذات بعل أنتِ أم غير ذلك ؟ فقالت : بل ذات بعل ، فقال لها : أ فحاضراً كان بعلكِ إذ فعلتِ ما فعلتِ أم غائباً كان عنك ؟ فقالت : بل حاضراً ، فقال لها : انطلقى ، فضعى ما فى بطنك ، ثمّ ائتنى اُطهّرْك ، فلمّا ولّت عنه المرأة فصارت حيث لا تسمع كلامه قال : اللهمّ إنّها شهادة . فلم يلبث أن أتته ، فقالت : قد وضعت فطهّرنى ، فتجاهل عليها ، فقال : اُطهّرك يا أمة الله ممّاذا ؟ فقالت : إنّى زنيت فطهّرنى ، فقال : وذات بعل إذ فعلتِ ما فعلتِ ؟ قالت : نعم ، قال : وكان زوجك حاضراً أم غائباً ؟ قالت : بل حاضراً ، قال : فانطلقى وارضعيه حولين كاملين كما أمرك الله ، فانصرفت المرأة ، فلمّا صارت من حيث لا تسمع كلامه قال : اللهمّ إنّهما شهادتان . فلمّا مضي حولان أتت المرأة فقالت : قد أرضعته حولين ، فطهّرنى يا أمير المؤمنين ، فتجاهل عليها وقال : اُطهّرك ممّاذا ؟ فقالت : إنّى زنيت فطهّرنى ، قال : وذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت ؟ فقالت : نعم ، قال : وبعلك غائب عنك إذ فعلت ما فعلت أو حاضر ؟ قالت : بل حاضر ، قال : فانطلقى فاكفليه حتي يعقل أن يأكل ويشرب ولا يتردّي من سطح ولا يتهوّر فى بئر . فانصرفت وهى تبكى ، فلمّا ولّت فصارت حيث لا تسمع كلامه قال : اللهمّ إنّها ثلاث شهادات ، فاستقبلها عمرو بن حريث المخزومى فقال لها : ما يُبكيك يا أمة الله وقد رأيتك تختلفين إلي علىّ تسألينه أن يطهّرك ؟ فقالت : إنّى أتيت أمير المؤمنين ¼ فسألته أن يطهّرنى فقال : اكفلى ولدك حتي يعقل أن يأكل ويشرب ولا يتردّي من سطح ولا يتهوّر فى بئر ، وقد خفت أن يأتى علىَّ الموت ولم يطهّرنى . ٥٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / إقامة الحدّ علي من أقرَّ بالزنى
فقال لها عمرو بن حريث : ارجعى إليه فأنا أكفله . فرجعت فأخبرت أمير المؤمنين ¼ بقول عمرو ، فقال لها أمير المؤمنين ¼ وهو متجاهل عليها : ولِمَ يكفل عمرو ولدك ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين إنّى زنيت فطهّرنى ، فقال : وذات بعل أنت إذ فعلت ما فعلت ؟ قالت : نعم ، قال : أ فغائباً كان بعلك إذ فعلت ما فعلت أم حاضراً ؟ فقالت : بل حاضراً ، قال : فرفع رأسه إلي السماء وقال : اللهمّ إنّه قد ثبت لك عليها أربع شهادات ، وإنّك قد قلت لنبيّك ½ فيما أخبرته به من دينك : يا محمّد من عطّل حدّاً من حدودى فقد عاندنى وطلب بذلك مضادّتى ، اللهمّ فإنّى غير معطّل حدودك ، ولا طالب مضادّتك ، ولا مضيّع لأحكامك ، بل مطيع لك ، ومتّبع سنّة نبيّك ½ . فنظر إليه عمرو بن حريث وكأنّما الرمّان يفقأ فى وجهه ، فلمّا رأي ذلك عمرو قال : يا أمير المؤمنين ، إنّنى إنّما أردت أكفله إذ ظننت أنّك تحبّ ذلك ، فأمّا إذا كرهته فإنّى لست أفعل . فقال أمير المؤمنين ¼ : أ بعدَ أربع شهادات بالله ؟ ! لتكفلنّه وأنت صاغر . فصعد أمير المؤمنين ¼ المنبر فقال : يا قنبر ! نادِ فى الناس الصلاة جامعة ، فنادي قنبر فى الناس ، فاجتمعوا حتي غصّ المسجد بأهله ، وقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فحمد الله وأثني عليه ثمّ قال : أيّها الناس إنّ إمامكم خارج بهذه المرأة إلي هذا الظَّهْر ليُقيم عليها الحدّ إن شاء الله ، فعزم عليكم أمير المؤمنين لمّا خرجتم وأنتم متنكّرون ومعكم أحجاركم لا يتعرّف أحد منكم إلي أحد حتي تنصرفوا إلي منازلكم إن شاء الله ثمّ نزل . ٥٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / حامل فزعت فطرحت ما فى بطنها وماتت
فلمّا أصبح الناس بكرة خرج بالمرأة وخرج الناس متنكّرين متلثّمين بعمائمهم وبأرديتهم والحجارة فى أرديتهم وفى أكمامهم حتي انتهي بها والناس معه إلي الظَّهْر بالكوفة ، فأمر أن يُحفر لها حفيرة ثمّ دفنها فيها ، ثمّ ركب بغلته وأثبت رجليه فى غرز الركاب ، ثمّ وضع إصبعيه السبّابتين فى اُذنيه ، ثمّ نادي بأعلي صوته : يا أيّها الناس ! إنّ الله تبارك وتعالي عهد إلي نبيّه ½ عهداً عهده محمّد ½ إلىَّ بأنّه لا يُقيم الحدّ من لله عليه حدٌّ ; فمن كان عليه حدّ مثل ما عليها فلا يُقيم عليها الحدّ . فانصرف الناس يومئذ كلّهم ما خلا أمير المؤمنين ¼ والحسن والحسين ¤ ، فأقام هؤلاء الثلاثة عليها الحدّ يومئذ وما معهم غيرهم(١) . ٤ / ١٨ حامل فزعت فطرحت ما فى بطنها وماتت ٥٧٧٩ ـ الكافى عن الحسن : إنّ عليّاً ¼ لمّا هزم طلحة والزبير أقبل الناس منهزمين ، فمرّوا بامرأة حامل علي الطريق ، ففزعت منهم ، فطرحت ما فى بطنها حيّاً ، فاضطرب حتي مات ، ثمّ ماتت اُمّه من بعده ، فمرّ بها علىّ ¼ وأصحابه وهى مطروحة وولدها علي الطريق ، فسألهم عن أمرها ، فقالوا له : إنّها كانت حبلي ففزعت حين رأت القتال والهزيمة . قال : فسألهم أيّهما مات قبل صاحبه ؟ فقيل : إنّ ابنها مات قبلها . قال : فدعا ٥٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / قطع يد السارق
بزوجها أبى الغلام الميّت ، فورّثه من ابنه ثلثى الدية ، وورّث اُمّه ثلث الدية ، ثمّ ورّث الزوج من امرأته الميّتة نصف ثلث الدية الذى ورثته من ابنها ، وورّث قرابة المرأة الميّتة الباقى ، ثمّ ورّث الزوج أيضاً من دية امرأته الميّتة نصف الدية وهو ألفان وخمسمائة درهم ، وورّث قرابة المرأة الميّتة نصف الدية وهو ألفان وخمسمائة درهم ، وذلك أنّه لم يكن لها ولد غير الذى رمت به حين فزعت ، قال : وأدّي ذلك كلّه من بيت مال البصرة(١) . ٤ / ١٩ ٥٧٨٠ ـ الكافى عن الحارث بن حصيرة : مررت بحبشى وهو يستسقى بالمدينة ، وإذا هو أقطع ، فقلت له : مَن قطعك ؟ فقال : قطعنى خير الناس ! إنّا اُخذنا فى سرقة ونحن ثمانية نفر ، فذُهب بنا إلي علىّ بن أبى طالب ¼ ، فأقررنا بالسرقة فقال لنا : تعرفون أنّها حرام ؟ قلنا : نعم ، فأمر بنا فقُطعت أصابعنا من الراحة وخلّيت الإبهام ، ثمّ أمر بنا فحبسنا فى بيت يُطعمنا فيه السمن والعسل حتي برئت أيدينا ، ثمّ أمر بنا فاُخرجنا ، وكسانا فأحسن كسوتنا ، ثمّ قال لنا : إن تتوبوا وتُصلحوا فهو خير لكم يُلحقكم الله بأيديكم فى الجنّة ، وإن لا تفعلوا يُلحقكم الله بأيديكم فى النار(٢) . ٥٧٨١ ـ أنساب الأشراف عن المقدام : شهدتُ عند المغيرة بن عبد الله بن أبى عقيل رجلاً أقطع فلقيته فقلت : مَن قطعك ؟ فقال : من رحمه الله وغفر له علىّ (١) الكافى : ٧/١٣٨/١ ، تهذيب الأحكام : ٩ / ٣٧٦ / ١٣٤٤ ، من لا يحضره الفقيه : ٤/٣٠٨/٥٦٦٢ . ٥٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثانى عشر : قضايا الإمام علىّ / الفصل الرابع : نماذج من قضاياه فى إمارته / قطع يد السارق
بن أبى طالب ! فقلت : أ ظَلمكَ ؟ قال : لا والله ما ظلمنى(١) . ٥٧٨٢ ـ الخرائج والجرائح : إنّ أسوداً دخل علي علىّ بن أبى طالب ¼ فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى سرقت فطهّرنى . فقال : لعلّك سرقت من غير حرز ـ ونحّي رأسه عنه ـ . فقال : يا أمير المؤمنين ، سرقت من الحرز ، فطهّرنى . فقال ¼ : لعلّك سرقت غير نصاب ـ ونحّي رأسه عنه ـ . فقال : يا أمير المؤمنين ، سرقت نصاباً . فلمّا أقرّ ثلاث مرّات قطعه أمير المؤمنين ¼ فأخذ المقطوع وذهب ، وجعل يقول فى الطريق : قطعنى أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب الدين وسيّد الوصيّين ، وجعل يمدحه ، فسمع ذلك منه الحسن والحسين ¤ وقد استقبلاه ، فدخلا علي أبيهما ¼ وقالا : رأينا أسوداً يمدحك فى الطريق . فبعث أمير المؤمنين ¼ من أعاده إلي حضرته ، فقال ¼ له : قطعت يمينك وأنت تمدحنى ؟ ! فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّك طهّرتنى ، وإنّ حبّك قد خالط لحمى ودمى وعظمى ، فلو قطّعتنى إرباً إرباً لما ذهب حبّك من قلبى . فدعا ¼ له ، ووضع المقطوع إلي موضعه ، فصحّ وصلح كما كان(٢) . (١) أنساب الأشراف : ٢ / ٣٨٥ . |