الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الحادي عشر

 

٦١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام عليّ

وفيه فصول :

الفصل الأوّل :استجابة دعواته

الفصل الثانى :ردّ الشمس له

الفصل الثالث :الإخبار بالاُمور الغيبيّة

الفصل الرابع :نوادر الكرامات

 ٦٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام عليّ

 ٦٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته

١ / ١

استجابة دعائه لزاذان فى حفظه القرآن

٥٧٨٣ ـ الخرائج والجرائح عن سعد الخفّاف عن زاذان أبى عمرو : قلت : يا زاذان إنّك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته فعلي من قرأت ؟

فتبسّم ثمّ قال : إنّ أمير المؤمنين مرّ بى وأنا أنشد الشعر ، وكان لى خلق حسن فأعجبه صوتى ، فقال :

يا زاذان هلاّ بالقرآن ؟ !

قلت : وكيف لى بالقرآن فو الله ما أقرأ منه إلاّ بقدر ما اُصلّى به .

قال : فادن منّى ، فدنوت منه فتكلّم فى اُذنى بكلام ما عرفته ولا علمت ما يقول ، ثمّ قال لى : افتح فاك ، فتفل فى فىّ ، فو الله ما زالت قدمى من عنده حتي حفظت القرآن بإعرابه وهمزه ، وما احتجت أن أسأل عنه أحداً بعد موقفى ذلك .

 ٦٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه

قال سعد : فقصصت قصّة زاذان علي أبى جعفر  ¼ قال :

صدق زاذان ، إنّ أمير المؤمنين  ¼ دعا لزاذان بالاسم الأعظم الذى لا يُردّ(١) .

١ / ٢

استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه

٥٧٨٤ ـ المناقب لابن شهر آشوب : إنّ أمير المؤمنين  ¼ سمع فى ليلة الإحرام منادياً باكياً ، فأمر الحسين  ¼ يطلبه ، فلما أتاه وجد شابّاً يبس نصف بدنه ، فأحضره فسأله علىّ  ¼ عن حاله ، فقال :

كنت رجلاً ذا بطر ، وكان أبى ينصحنى ، فكان يوماً فى نصحه إذ ضربته ، فدعا علىّ بهذا الموضع وأنشأ شعراً ، فلما تمّ كلامه يبس نصفى ، فندمت وتبت وطيّبت قلبه ، فركب علي بعير ليأتى بى إلي هاهنا ويدعو لى ، فلمّا انتصف البادية نفر البعير من طيران طائر ومات والدى .

فصلّي علىّ  ¼ أربعاً ثمّ قال : قم سليماً ; فقام صحيحاً ، فقال : صدقت لو لم يرضَ عنك لما سُمِعت(٢) .

٥٧٨٥ ـ الإمام الحسين  ¼ : كنت مع علىّ بن أبى طالب  ¼ فى الطواف فى ليلة ديجوجية(٣) قليلة النور ، وقد خلا الطواف ونام الزوّار وهدأت العيون إذ سمع مستغيثاً مستجيراً مترحّماً بصوت حزين محزون من قلب موجع وهو يقول :

يا مَن يُجيب دعاءَ المضطَرّ فى الظُّلمِيا كاشفَ الضُّرِّ والبلوي مع السَّقَمِ

(١) الخرائج والجرائح :١ / ١٩٥ / ٣٠ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٩٥ / ٦ .
(٢) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٨٦ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٠٩ / ٢٣ .
(٣) دَجا الليلُ إذا تَمّت ظُلمتُه وألبس كُلَّ شىء (النهاية : ٢ / ١٠٢) .

 ٦٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه

قد نام وفدُكَ حول البيت وانتبهوايدعو وعينُك يا قيّومُ لم تَنَمِ
هب لى بجودك أفضلَ العفو عن جُرمىيا مَن أشار إليه الخَلقُ فى الحرمِ
إن كان عفوك لا يلقاه ذو سَرففمَن يجود علي العاصين بالنِّعمِ

قال الحسين بن على  ¼ : فقال لى : يا أبا عبد الله ، أ سمعت المنادى ذنبه المستغيث ربّه ؟

فقلت : نعم قد سمعته . فقال : اعتبره عسي تراه .

فما زلت أخبط فى طخياء الظلام ، وأتخلل بين النيام ، فلما صرت بين الركن والمقام بدا لى شخص منتصب فتأمّلته فإذا هو قائم ، فقلت :

السلام عليك أيّها العبد المقرّ المستقيل المستغفر المستجير أجب بالله ابنَ عمّ رسول الله  ½ ! فأسرع فى سجوده وقعوده وسلّم ، فلم يتكلّم حتي أشار بيده بأن تقدّمنى فتقدّمته ، فأتيت به أمير المؤمنين  ¼ فقلت : دونك ها هو . فنظر إليه ، فإذا هو شابّ حسن الوجه نقى الثياب ، فقال له : ممّن الرجل ؟

فقال له : من بعض العرب .

فقال له : ما حالك وممّ بكاؤك واستغاثتك ؟ !

فقال : حال من أوخذ بالعقوق فهو فى ضيق ارتهنه المصاب وغمره الإكتياب فارتاب ، فدعاؤه لا يستجاب .

فقال له على  ¼ : ولِمَ ذلك ؟ !

فقال : لأنّى كنت ملتهياً فى العرب باللعب والطرب ، اُديم العصيان فى رجب وشعبان وما اُراقب الرحمن ، وكان لى والد شفيق يحذّرنى مصارع الحدثان ، ويخوّفنى العقاب بالنيران ويقول : كم ضجّ منك النهار والظلام والليالى والأيّام

 ٦٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه

والشهور والأعوام والملائكة الكرام ؟ ! وكان إذا ألحّ علىّ بالوعظ زجرته وانتهرته ووثبت عليه وضربته ، فعمدت يوماً إلي شىء من الورق(١) وكانت فى الخبأ ، فذهبت لآخذها وأصرفها فيما كنت عليه ، فمانعنى عن أخذها فأوجعته ضرباً ولويت يده وأخذتها ومضيت ، فأومأ بيده إلي ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك ، فلم يطق يحركها من شدّة الوجع والألم فأنشأ يقول :

جرت رَحمٌ بينى وبين منازِلسواءً كما يستنزل القطرَ طالبُه
وربّيتُ حتي صار جَلداً شمردلاإذا قام ساوي غاربَ الفحل غاربُه
وقد كنتُ اُوتيه من الزاد فى الصبيإذا جاع منه صفوه وأطايبه
فلمّا استوي فى عُنفوان شبابه وأصبح كالرمح الرُّدينى خاطبه
تهضَّمنى مالى كذا ولوي يدىلوي يدَه اللهُ الذى هو غالبه

ثمّ حلف بالله ليقدمن إلي بيت الله الحرام فيستعدى الله علىّ .

قال : فصام أسابيع وصلّي ركعات ودعا ، وخرج متوجّهاً علي عيرانة(٢) يقطع بالسير عرض الفلاة ويطوى الأودية ويعلو الجبال حتي قدم مكّة يوم الحجّ الأكبر ، فنزل عن راحلته وأقبل إلي بيت الله الحرام ، فسعي وطاف به وتعلّق بأستاره وابتهل وأنشأ يقول :

يا مَن إليه أتي الحُجّاج بالجُهدِفوق المهاوى من اقصي غاية البُعدِ
إنّى أتيتك يا من لا يُخيّب مَنيدعوه مُبتهلا بالواحد الصمدِ
هذا منازلُ لا يرتاع من عَقَقىفخُذ بحقّىَ يا جبارُ من وَلَدى
حتي تشلَّ بعون منك جانبَهيا من تقدَّس لم يُولد ولم يَلِد

(١) الورق : الدراهم (لسان العرب : ١٠ / ٣٧٥) .
(٢) العَيرانة من الإبل : الناجية فى نشاط ، سمّيت لكثرة تَطْوافِها وحركتها (تاج العروس : ٧ / ٢٨٢) .

 ٦٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه

قال : فو الذى سمك السماء وأنبع الماء ، ما استتمّ دعاءَه حتي نزل بى ما تري ـ ثمّ كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شُلّ ـ فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو لى فى الموضع الذى دعا به علىَّ فلم يُجبنى ، حتي إذا كان العام أنعم علىَّ فخرجت علي ناقة عشراء(١) أجدّ السير حثيثاً رجاء العافية حتي إذا كنّا علي الأراك(٢) وحطته وادى السجال(٣) ، نفر طائر فى الليل فنفرت منه الناقة التى كان عليها فألقته إلي قرار الوادى وارفضّ بين الحجرين فقبرته هناك ، وأعظم من ذلك أنّى لا اُعرف إلاّ المأخوذ بدعوة أبيه .

فقال له أمير المؤمنين  ¼ : أتاك الغوث ! ألا اُعلمك دعاءً علّمنيه رسول الله  ½ وفيه اسم الله الأكبر الأعظم العزيز الأكرم الذى يجيب به من دعاه ، ويُعطى به من سأله ، ويفرج الهمّ ويكشف به الكرب ويذهب به الغم ، ويُبرئ به السقم ويجبر به الكسير ، ويُغنى به الفقير ويقضى به الدين ويرد به العين ، ويغفر به الذنوب ويستر به العيوب ، ويؤمن به كلّ خائف من شيطان مريد وجبار عنيد ، ولو دعا به طائع لله علي جبل لزال من مكانه أو علي ميت لأحياه الله بعد موته ، ولو دعا به علي الماء لمشي عليه بعد أن لا يدخله العجب . فاتقِ الله أيّها الرجل فقد أدركتنى الرحمة لك ، وليعلم الله منك صدق النيّة أنّك لا تدعو به فى معصيته ولا تفيده إلاّ الثقة فى دينك ، فإن أخلصت النيّة استجاب الله لك ، ورأيت نبيّك محمّداً  ½ فى منامك يبشّرك بالجنة والإجابة .

قال الحسين بن على    ¤ : فكان سرورى بفائدة الدعاء أشدّ من سرور الرجل


(١) العُشَراء : التى أتي علي حَملها عشرة أشهر ، ثمّ اتّسع فيه فقيل لكلّ حامل : عُشراء (النهاية : ٣ / ٢٤٠) .
(٢) الأراك : هو وادى الأراك ، قرب مكّة (معجم البلدان : ١ / ١٣٥) .
(٣) فى بحار الأنوار نقلا عن المصدر : "و حطمة وادى السياك" والظاهر أنّه اسم موضع .

 ٦٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لانخفاض ماء الفرات

بعافيته وما نزل به ; لأنّنى لم أكن سمعته منه ولا عرفت هذا الدعاء قبل ذلك .

ثمّ قال : ائتنى بدواة وبياض واكتب ما اُمليه عليك ، ففعلت ; وهو :

"بسم الله الرحمن الرحيم اللهمّ إنّى أسألك باسمك يا ذا الجلال والإكرام . . . " وتسأل الله تعالي ما أحببت وتسمّى حاجتك ولا تدع به إلاّ وأنت طاهر ، ثمّ قال للفتي : إذا كانت الليلة فادع به عشر مرّات وأتنى من غد بالخبر .

قال الحسين بن على    ¤ : وأخذ الفتي الكتاب ومضي فلما كان من غد ما أصبحنا حسناً حتي أتي الفتي إلينا سليماً معافيً والكتاب بيده وهو يقول : هذا والله الاسم الأعظم استُجيب لى وربّ الكعبة .

قال له علىّ صلوات الله عليه : حدّثنى .

قال : هدأت العيون بالرقاد واستحلك جلباب الليل رفعت يدى بالكتاب ودعوت الله بحقّه مراراً فاُجبت فى الثانية حسبك فقد دعوت الله باسمه الأعظم ، ثمّ اضطجعت فرأيت رسول الله  ½ فى منامى وقد مسح يده الشريفة علىّ وهو يقول : احتفظ باسم الله الأعظم العظيم فإنّك علي خير ، فانتبهت معافيً كما تري فجزاك الله خيراً(١) .

١ / ٣

استجابة دعائه لانخفاض ماء الفرات

٥٧٨٦ ـ الإمام الباقر  ¼ : شكا أهل الكوفة إلي علىّ  ¼ زيادة الفرات ، فركب هو والحسن والحسين    ¤ فوقف علي الفرات وقد ارتفع الماء علي جانبيه ، فضربه بقضيب رسول الله  ½ فنقص ذراع ، وضربه اُخري فنقص ذراعان . فقالوا : يا أمير المؤمنين لو زدتنا .


(١) مهج الدعوات : ١٩١ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٢٤ / ٣٧ وج ٩٥ / ٣٩٤ / ٣٣ .

 ٦٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لانخفاض ماء الفرات

فقال : إنّى سألت الله فأعطانى ما رأيتم وأكره أن أكون عبداً ملحّاً(١) .

٥٧٨٧ ـ الإمام الصادق  ¼ : مدّ الفرات عندكم علي عهد علىّ  ¼ فأقبل إليه الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين نحن نخاف الغرق ; لأنّ فى الفرات قد جاء من الماء ما لم يُرَ مثله ، وقد امتلأت جنبتاه ، فالله الله .

فركب أمير المؤمنين  ¼ والناس معه وحوله يميناً وشمالا ، فمرّ بمسجد ثقيف فغمزه بعض شبّانهم ، فالتفت إليهم مغضباً فقال : صغار(٢) الخدود ، لئام الجدود ، بقيّة ثمود ، من يشترى منّى هؤلاء الأعْبُد ؟

فقام إليه مشايخهم فقالوا له : يا أمير المؤمنين ، إنّ هؤلاء شبّان لا يعقلون ما هم فيه ، فلا تؤاخذنا بهم ، فوَ الله ، إنّنا كنّا لهذا كارهين ، وما منّا أحد يرضي هذا الكلام لك ، فاعفُ عنّا عفا الله عنك .

قال : فكأنّه  ¼ استحي ; فقال : لستُ أعفو عنكم إلاّ علي أن لا أرجع حتي تهدموا مجلسكم ، وكلّ كوّة وميزاب وبالوعة إلي طريق المسلمين ، فإنّ هذا أذيً للمسلمين .

فقالوا : نحن نفعل ذلك ، فمضي وتركهم ، فكسروا مجلسهم وجميع ما أمر به . حتي انتهي إلي الفرات وهو يزخر بأمواجه ، فوقف والناس ينظرون ، فتكلّم بالعبرانيّة كلاماً ، فضربه بقضيب كان معه وزجره ، ونزل الفرات ذراعاً . . .(٣) .


(١) الخرائج والجرائح : ١ / ١٧٣ / ٤ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٤٩ / ٣ وراجع الفضائل لابن شاذان : ٩١ وإثبات الوصيّة : ١٦٠ .
(٢) فى بقيّة المصادر : "صعّار" . والصعّار : المتكبّر ; لأنّه يميل بخدّه ويعرض عن الناس بوجهه (النهاية : ٣ / ٣١) .
(٣) اليقين : ٤١٦ / ١٥٥ عن أبى بصير ، الخرائج والجرائح : ١ / ٢٣٠ / ٧٤ نحوه من دون إسناد إلي المعصوم ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٣٧ / ٨ وص ٢٥٠ / ٦ .

 ٧٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي طلحة والزبير

١ / ٤

استجابة دعائه علي طلحة والزبير

٥٧٨٨ ـ الفتوح ـ فى ذكر علىّ  ¼ بعدما راسل أهل الجمل مرّةً بعد اُخري ليكفّوا عن الحرب ، فلم يجيبوه ـ : ثمّ جمع علىّ (ع) الناس فخطبهم خطبة بليغة وقال :

أيّها الناس ، إنّى قد ناشدت هؤلاء القوم كيما يرجعوا ويرتدعوا فلم يفعلوا ولم يستجيبوا . . . ثمّ رفع يده إلي السماء وهو يقول :

اللهمّ إنّ طلحة بن عبيد الله أعطانى صفقة بيمينه طائعاً ثمّ نكث بيعته ، اللهمّ ! فعاجله ولا تميّطه ، اللهمّ ! إنّ الزبير بن العوّام قطع قرابتى ، ونكث عهدى ، وظاهر عدوّى ، ونصب الحرب لى وهو يعلم أنّه ظالم ، فاكفنيه كيف شئت وأنّي شئت(١) .

١ / ٥

استجابة دعائه علي بسر بن أرطاة

٥٧٨٩ ـ الغارات : كان علىّ  ¼ دعا قبل موته علي بسر بن أبى أرطاة ـ لعنه الله ـ فيما بلغنا ، فقال :

اللهمّ إنّ بسراً باع دينه بدنياه ، وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده ممّا عندك ، اللهمّ فلا تمته حتي تسلبه عقله .

فما لبث بعد وفاة علىّ  ¼ إلاّ يسيراً حتي وسوس وذهب عقله(٢) .

٥٧٩٠ ـ الإرشاد عن الوليد بن الحارث وغيره عن رجالهم : إنّ أمير المؤمنين  ¼


(١) الفتوح : ٢ / ٤٦٨ ، المناقب للخوارزمى : ١٨٤ / ٢٢٣ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٩ وفيه من "اللهمّ إنّ طلحة . . . " .
(٢) الغارات : ٢ / ٦٤٠ ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ١٨ .

 ٧١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي بسر بن أرطاة

لمّا بلغه ما صنعه بسر بن أرطاة باليمن قال :

اللهمّ إنّ بسراً باع دينه بالدنيا ، فاسلبه عقله ، ولا تُبقِ له من دينه ما يستوجب به عليك رحمتك .

فبقى بسر حتي اختلط(١) ، فكان يدعو بالسيف ، فاتُّخذ له سيفٌ من خشب ، فكان يَضرب به حتي يُغشي عليه ، فإذا أفاق قال : السيف السيف ، فيُدفع إليه فيضرب به ، فلم يزل ذلك دأبه حتي مات(٢) .

٥٧٩١ ـ مروج الذهب : كان علىّ  ¼ ـ حين أتاه خبر قتل بسر لابنى عبيد الله قُثم وعبد الرحمن ـ دعا علي بسر ، فقال : اللهمّ اسلبه دينه وعقله .

فخرف الشيخ حتي ذُهل عقله ، واشتهر بالسيف فكان لا يفارقه ، فجُعل له سيف من خشب ، وجعل بين يديه زقّ(٣) منفوخ يضربه ، وكلّما تخرّق اُبدل ، فلم يزل يضرب ذلك الزقّ بذلك السيف ، حتي مات ذاهل العقل يلعب بخرئه ، وربما كان يتناول منه ، ثمّ يقبل علي من يراه فيقول : اُنظروا كيف يطعمنى هذان الغلامان ابنا عبيد الله ؟

وكان ربّما شدّت يداه إلي وراء منعاً من ذلك ، فأنجي ذات يوم فى مكانه ، ثمّ أهوي بفيه فتناول منه ، فبادروا إلي منعه ، فقال : أنتم تمنعوننى وعبد الرحمن وقثم يطعماننى(٤) .

راجع : القسم الخامس عشر / عدّة من مبغضيه / بسر بن أرطاة .


(١) خُولِطَ فُلان فى عَقله مخالَطة : إذا اختَلّ عَقله (النهاية : ٢ / ٦٤) .
(٢) الإرشاد : ١ / ٣٢١ وراجع الغارات : ٢ / ٦٤٠ ـ ٦٤٢ والخرائج والجرائح : ١ / ٢٠١ / ٤٢ وإرشاد القلوب : ٢٢٨ وشرح نهج البلاغة : ٢ / ١٨ والكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٣٢ .
(٣) الزِّق : الجلد يُجَزّ شَعره (النهاية : ٢ / ٣٠٦) .
(٤) مروج الذهب : ٣ / ١٧٢ وراجع تهذيب التهذيب : ١ / ٣٣٣ / ٨٠٢ .


إرجاعات 
٢٩٠ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / بسر بن أرطاة

 ٧٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي أنس بن مالك

١ / ٦

استجابة دعائه علي أنس بن مالك

٥٧٩٢ ـ نهج البلاغة : قال  ¼ لأنس بن مالك ، وقد كان بعثه إلي طلحة والزبير لمّا جاء إلي البصرة يذكّرهما شيئاً ممّا سمعه من رسول الله  ½ فى معناهما ، فلوي عن ذلك ، فرجع إليه ، فقال : إنّى أنسيتُ ذلك الأمر ، فقال  ¼ : إن كنت كاذباً فَضربَك اللهُ بها بيضاءَ لامعةً لا تُواريها العمامة .

قال الرضى : يعنى البرص ، فأصاب أنساً هذا الداء فيما بعد فى وجهه ، فكان لا يُري إلاّ مبرقعاً(١) .

راجع : القسم الثالث / حديث الغدير / الدعاء الكاتمين .

١ / ٧

استجابة دعائه علي جاسوس معاوية

٥٧٩٣ ـ الإرشاد عن جُميع بن عمير : اتّهم علىّ  ¼ رجلا يقال له العيزارُ برفع أخباره إلي معاوية ، فأنكر ذلك وجحده ، فقال له أمير المؤمنين  ¼ : أ تحلف بالله يا هذا إنّك ما فعلت ذلك ؟ قال : نعم . وبدر فحلف .

فقال له أمير المؤمنين  ¼ : إن كنت كاذباً فأعمي الله بصرك . فما دارت الجمعة حتي اُخرج أعمي يقاد قد أذهب الله بصره(٢) .


(١) نهج البلاغة : الحكمة ٣١١ وراجع المسترشد : ٦٧٤ / ٣٤٦ .
(٢) الإرشاد : ١ / ٣٥٠ ، الخرائج والجرائح : ١ / ٢٠٧ / ٤٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٩ ، كشف الغمّة : ١ / ٢٨٣ وفيه "الغيرار" بدل "العيزار" وراجع إرشاد القلوب : ٢٢٨ .


إرجاعات 
٣٢٩ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء على الكاتمين

 ٧٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي الحسن البصري

١ / ٨

استجابة دعائه علي الحسن البصرى

٥٧٩٤ ـ الخرائج والجرائح : إنّ عليّاً  ¼ رأي الحسن البصرى يتوضّأ فى ساقية ، فقال : أسبغ طهورك يا كفتى . قال : لقد قتلتَ بالأمس رجالا كانوا يسبغون الوضوء . قال : وإنّك لحزين عليهم ؟ قال : نعم . قال : فأطال الله حزنك . قال أيّوب السجستانى : فما رأينا الحسن قطّ إلاّ حزيناً كأنّه يرجع عن دفن حميم ، أو كأنّه خربندج(١) ضلّ حماره ، فقلنا له فى ذلك ، فقال : عمل فىَّ دعوة الرجل الصالح .

وكفتى : بالنبطيّة شيطان ، وكانت اُمّه سمّته بذلك ودعته فى صغره ، فلم يعرف ذلك أحد حتي دعاه به أمير المؤمنين  ¼ (٢) .

١ / ٩

استجابة دعائه علي أهل البصرة

٥٧٩٥ ـ شرح الأخبار : قال علىّ  ¼ ـ علي المنبر ـ : يا أهل البصرة ، إن كنت قد أدّيت لكم الأمانة ، ونصحت لكم بالغيب ، واتّهمتمونى ، وكذّبتمونى ، فسلّط الله عليكم فتي ثقيف. فقام رجل، فقال له: يا أمير المؤمنين ، وما فتي ثقيف؟ قال: رجل لا يدع لله حرمة إلاّ انتهكها، به داء يعترى الملوك ، لولم تكن إلاّ النار لدخلها(٣).


(١) قال المجلسى : لعلّه معرّب خربنده أى مكارى الحمار (بحار الأنوار : ٤١ / ٣٠٢) .
(٢) الخرائج والجرائح: ٢/٥٤٧/٨ ، بحار الأنوار: ٤١/٣٠٢/٣٣ وفيه "لفتى" بدل"كفتى" فى الموضعين.
(٣) شرح الأخبار : ٢ / ٢٩٠ / ٦٠٦ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٢ وفيه إلي "إلاّ انتهكها" .

 ٧٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي من كذَّبة

١ / ١٠

استجابة دعائه علي من كذَّبة

٥٧٩٦ ـ المعجم الأوسط عن زاذان : إنّ عليّاً حدّث حديثاً فكذّبه رجل . فقال علىّ : أدعو عليك إن قلت كاذباً . قال : ادع . فدعا عليه فلم يبرح حتي ذهب بصره(١) .

٥٧٩٧ ـ فضائل الصحابة عن زاذان أبى عمر عن رجل حدّثه : إنّ عليّاً سأل رجلا عن حديث فى الرحبة فكذّبه ، فقال : إنّك قد كذّبتنى . فقال : ما كذّبتك .

قال : فأدعو الله عليك إن كنت قد كذّبتنى أن يعمى الله بصرك . قال : فدعا الله عزّ وجلّ أن يعميه فعمى(٢) .

١ / ١١

استجابة دعائه علي فتيً نسبه إلي الظلم

٥٧٩٨ ـ شرح الأخبار عن الأصبغ بن نباتة : لمّا انهزم أهل البصرة قام فتي إلي علىّ صلوات الله عليه ، فقال : ما بال ما فى الأخبية لا تقسم ؟ فقال علىّ  ¼ : لا حاجة لى فى فتوي المتعلّمين . قال : ثمّ قام إليه فتيً آخر ، فقال مثل ذلك ، فردّ عليه مثل ما ردّ أوّلاً . فقال له الفتي : أما والله ما عدلت ! فقال له علىّ  ¼ : إن كنت كاذباً فبلغ الله بك سلطان فتي ثقيف . ثمّ قال علىّ  ¼ : اللهمّ إنّى قد مللتهم وملّونى ، فأبدِلْنى بهم ما هو خير منهم ، وأبدلهم بى ما هو شرّ لهم . قال الأصبغ بن نباتة : فبلغ ذلك الفتي سلطان الحجّاج ، فقتله(٣) .

راجع : القسم الثالث / حديث الغدير / الدعاء علي الكاتمين .


(١) المعجم الأوسط : ٢ / ٢١٩ / ١٧٩١ ، دلائل النبوّة لأبى نعيم : ٢ / ٥٨٢ / ٥٣٢ عن عمّار الحضرمى ، الصواعق المحرقة : ١٢٩ ، البداية والنهاية : ٨ / ٥ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٩ .
(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل : ١ / ٥٣٩ / ٩٠٠ ، المناقب للخوارزمى : ٣٧٨ / ٣٩٦ .
(٣) شرح الأخبار : ٢ / ٢٩٠ / ٦٠٥ . راجع إخباره بالاُمور الغيبيّة / سلطة الحجّاج .


إرجاعات 
٣٢٩ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء على الكاتمين

 ٧٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له

٢ / ١

مَن ردّت له الشمس

٥٧٩٩ ـ رسول الله  ½ : غزا نبىّ من الأنبياء فقال لقومه : لا يتبعنى رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبنى بها ولمّا يبنِ بها ، ولا أحدٌ بني بيوتاً ولم يرفع سقوفها ، ولا أحد اشتري غنماً أو خَلِفات(١) وهو ينتظر ولادها .

فغزا ، فدنا من القريةِ صلاةَ العصر أو قريباً من ذلك فقال للشمس : إنّك مأمورة وأنا مأمور ; اللهمّ احبسها علينا ! فحُبست حتي فتح الله عليه(٢) .

٥٨٠٠ ـ عنه  ½ : لم تحتبس الشمس علي أحد إلاّ ليوشع(٣) .


(١) الخَلِفَة : الحامل من النُّوق وتُجمع علي خَلِفات وخَلائف (النهاية : ٢ / ٦٨) .
(٢) صحيح البخارى : ٣ / ١١٣٦ / ٢٩٥٦ ، صحيح مسلم : ٣ / ١٣٦٦ / ١٧٤٧ كلاهما عن أبى هريرة .
(٣) مشكل الآثار : ٢ / ١٠ ، البداية والنهاية : ٦ / ٢٨٢ كلاهما عن أبى هريرة .

 ٧٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / مَن ردّت له الشمس

٥٨٠١ ـ الإمام الصادق  ¼ : إنّ سليمان بن داود  ¼ عرض عليه ذات يوم بالعشى الخيل ، فاشتغل بالنظر إليها حتي توارت الشمس بالحجاب فقال للملائكة : ردّوا الشمس علىّ حتي اُصلّى صلاتى فى وقتها ! فرَدّوها ، فقام فمسح ساقيه وعنقه ، وأمر أصحابه الذين فاتتهم الصلاة معه بمثل ذلك ـ وكان ذلك وضوءهم للصلاة ـ ثمّ قام فصلّي ، فلمّا فرغ غابت الشمس وطلعت النجوم . ذلك قول الله عزّ وجلّ : ³ وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ  ± إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِىِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ  ± فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ  ± رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالاَْعْنَاقِ  ²  (١) (٢) .

٥٨٠٢ ـ فتح البارى عن ابن عبّاس : قال لى علىّ : ما بلغك فى قول الله تعالي حكاية عن سليمان عليه الصلاة والسلام : ردُّوها علىَّ ؟

فقلت : قال لى كعب : كانت أربعة عشر فرساً عَرضها ، فغابت الشمس قبل أن يصلّى العصر ، فأمر بردّها فضرب سوقها وأعناقها بالسيف فقتلها ، فسلبه الله ملكه أربعة عشر يوماً ; لأنّه ظلم الخيل بقتلها .

فقال علىّ : كذب كعب ، وإنّما أراد سليمان جهاد عدوّه فتشاغل بعرض الخيل حتي غابت الشمس فقال للملائكة الموكّلين بالشمس بإذن الله لهم : "ردُّوها عليَّ" فردّوها عليه حتي صلّي العصر فى وقتها ، وإنّ أنبياء الله لا يَظلمون ولا يأمرون بالظلم(٣) .

٥٨٠٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب : عن ابن عبّاس بطرق كثيرة أنّه لم تردّ الشمس


(١) ص : ٣٠ ـ ٣٣ .
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٢ / ٦٠٧ .
(٣) فتح البارى : ٦ / ٢٢٢ .

 ٧٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس للإمام مرّتين

إلاّ لسليمان وصىّ داود ، وليوشع وصىّ موسي ، ولعلىّ بن أبى طالب وصىّ محمّد صلوات الله عليهم أجمعين(١) .

٥٨٠٤ ـ الإمام الصادق  ¼ ـ فى زيارة الإمام على  ¼ ـ : السلام عليك يا من ردّت له الشمس فسامي شمعون الصفاء(٢) .

٥٨٠٥ ـ فتح البارى عن عروة بن الزبير : إنّ الله لمّا أمر موسي بالمسير ببنى إسرائيل أمره أن يحمل تابوت يوسف فلم يُدلّ عليه حتي كاد الفجر أن يطلع ، وكان وعد بنى إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع الفجر ، فدعا ربّه أن يؤخّر الطلوع حتي فرغ من أمر يوسف ففعل(٣) .

٢ / ٢

ردّ الشمس للإمام مرّتين

٥٨٠٦ ـ الإمام على  ¼ : إن الله تبارك وتعالي ردّ علىّ الشمس مرّتين ولم يردّها علي أحد من اُمّة محمّد  ½ غيرى(٤) .

٥٨٠٧ ـ المناقب للخوارزمى عن مجاهد : قيل لابن عبّاس : ما تقول فى علىّ بن أبى طالب ؟

فقال : ذكرت والله أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلّي القبلتين ، وبايع البيعتين ، واُعطى السبطين وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، وردّت عليه


(١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣١٨ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٧٥ / ١٠ .
(٢) المزار للشهيد الأوّل : ٩١ ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٣٧٤ / ٩ .
(٣) فتح البارى : ٦ / ٢٢١ .
(٤) الخصال : ٥٨٠ / ١ عن مكحول .

 ٧٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي

الشمس مرّتين بعدما غابت عن الثقلين ، وجرّد السيف تارتين ، وهو صاحب الكَرّتين ، فمثله فى الاُمّة مثل ذى القرنين ، ذاك مولاى علىّ بن أبى طالب  ¼ (١) .

٥٨٠٨ ـ الإرشاد : وممّا أظهره الله تعالي من الأعلام الباهرة علي يد أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ ما استفاضت به الأخبار ، ورواه علماء السير والآثار ، ونظمت فيه الشعراء الأشعار ، رجوع الشمس له  ¼ مرّتين ; فى حياة النبىّ  ½ مرّةً ، وبعد وفاته اُخري(٢) .

٢ / ٣

ردّ الشمس فى عهد النبى

٥٨٠٩ ـ الإمام الصادق  ¼ : صلّي رسول الله  ½ العصر ، فجاء علىّ  ¼ ولم يكن صلاّها ، فأوحي الله إلي رسوله  ½ عند ذلك ، فوضع رأسه فى حجر علىّ  ¼ ، فقام رسول الله  ½ عن حجره حين قام وقد غربت الشمس فقال : يا علىّ ، أ ما صليت العصر ؟

فقال : لا ، يا رسول الله .

قال رسول الله  ½ : اللهمّ إنّ عليّاً كان فى طاعتك ، فاردد عليه الشمس .

فرُدّت عليه الشمس عند ذلك(٣) .

٥٨١٠ ـ البداية والنهاية عن عمرو بن ثابت : سألت عبد الله بن حسن بن حسين


(١) المناقب للخوارزمى : ٣٣٠ / ٣٤٩ ; مائة منقبة : ١٣٠ / ٧٥ نحوه وزاد فيه "و هما حرب بدر وحنين" بعد "الكرّتين" .
(٢) الإرشاد : ١ / ٣٤٥ ، إعلام الوري : ١ / ٣٥٠ نحوه .
(٣) قرب الإسناد : ١٧٥ / ٦٤٤ عن أبى جميلة ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٦٩ / ٤ .

 ٧٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي

بن علىّ بن أبى طالب عن حديث ردّ الشمس علي علىّ بن أبى طالب : هل يثبت عندكم ؟

فقال لى : ما أنزل الله فى كتابه أعظم من ردّ الشمس !

قلت : صدقت جعلنى الله فداك ، ولكنّى اُحبّ أن أسمعه منك .

فقال : حدثنى أبى ـ الحسن ـ عن أسماء بنت عميس أنّها قالت : أقبل علىّ بن أبى طالب ذات يوم وهو يريد أن يصلّى العصر مع رسول الله  ½ فوافق رسول الله  ½ قد انصرف ونزل عليه الوحى فأسنده إلي صدره ، فلم يزل مسنده إلي صدره حتي أفاق رسول الله  ½ فقال :

أ صلّيت العصر يا علىّ ؟

قال : جئت والوحى ينزل عليك فلم أزل مسندك إلي صدرى حتي الساعة .

فاستقبل رسول الله  ½ القبلة ـ وقد غربت الشمس ـ وقال : اللهمّ إنّ عليّاً كان فى طاعتك فارددها عليه .

قالت أسماء : فأقبلت الشمس ولها صرير كصرير الرحي حتي كانت فى موضعها وقت العصر ، فقام علىّ متمكناً فصلّي ، فلما فرغ رجعت الشمس ولها صرير كصرير الرحي ، فلما غابت اختلط الظلام وبدت النجوم(١) .

٥٨١١ ـ المعجم الكبير عن أسماء بنت عميس : كان رسول الله  ½ إذا نزل عليه الوحى يكاد يغشي عليه ، فاُنزل عليه يوماً وهو فى حجر علىّ ، فقال له رسول الله  ½ : صلّيت العصر يا علىّ ؟


(١) البداية والنهاية : ٦ / ٨٣ .

 ٨٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي

قال : لا يا رسول الله .

فدعا الله فردّ عليه الشمس حتي صلّي العصر .

قالت : فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردّت حتي صلّي العصر(١) .

٥٨١٢ ـ تاريخ دمشق عن أسماء بنت عميس : إنّ علىّ بن أبى طالب (ع) دفع إلي نبىّ الله  ½ وقد اُوحى إليه ، فجلّله بثوبه ، فلم يزل كذلك حتي أدبرت الشمس ، تقول : غابت أو كادت أن تغيب ، ثمّ إن نبىّ الله  ½ سري عنه فقال :

أ صلّيت يا علىّ ؟

قال : لا .

فقال النبىّ  ½ : اللهمّ ردّ علي علىّ الشمس .

فرجعت الشمس حتي بلغت نصف المسجد(٢) .

٥٨١٣ ـ علل الشرائع عن اُمّ جعفر أو (٣) اُمّ محمّد ابنتى محمّد بن جعفر عن أسماء بنت عميس ـ وهى جدّتهما ـ : خرجت مع جدّتى أسماء بنت عميس وعمّى عبد الله بن جعفر حتي اذا كنا بالصهباء(٤) قالت : حدّثتنى أسماء بنت عميس قالت : يا بنيّة كنّا مع رسول الله  ½ فى هذا المكان فصلّي رسول الله  ½ الظهر ثمّ دعا عليّاً  ¼ فاستعان به فى بعض حاجته ، ثمّ جاءت العصر فقام النبىّ  ½ فصلّي العصر ، فجاء علىّ  ¼ فقعد إلي جنب رسول الله  ½ ، فأوحي الله تعالي إلي نبيّه  ½


(١) المعجم الكبير : ٢٤ / ١٥٢ / ٣٩١ ، المناقب لابن المغازلى : ٩٨ / ١٤١ عن أبى رافع نحوه .
(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣١٤ ، البداية والنهاية : ٦ / ٧٨ .
(٣) فى المصدر : "و" بدل "أو" ، والتصحيح من بحار الأنوار .
(٤) الصَّهباء : اسم موضع قرب خيبر علي مرحلة أو مرحلتين (راجع معجم البلدان : ٣ / ٤٣٥) .

 ٨١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي

فوضع رأسه فى حجر علىّ  ¼ حتي غابت الشمس لا يُري منها شىء لا علي أرض ولا علي جبل ، ثمّ جلس رسول الله  ½ فقال لعلىّ  ¼ هل صليت العصر ؟

فقال : لا يا رسول الله اُنبئت أنّك لم تصلِّ فلما وضعت رأسك فى حجرى لم أكن لاُحركه .

فقال : اللهمّ إنّ هذا عبدك(١) علىّ احتبس نفسه علي نبيّك فردّ عليه شرقها ، فطلعت الشمس فلم يبقَ جبل ولا أرض إلاّ طلعت عليه الشمس ، ثمّ قام علىّ  ¼ فتوضّأ وصلّي ثمّ انكسفت(٢) .

٥٨١٤ ـ البداية والنهاية عن جابر وأبى سعيد : إنّ رسول الله  ½ نزل عليه جبريل يوماً يناجيه من عند الله ، فلما تغشّاه الوحى توسّد فخذ أمير المؤمنين فلم يرفع رأسه حتي غابت الشمس ، فصلّي علىّ العصر بالإيماء ، فلما استيقظ رسول الله  ½ قال له : سل الله أن يردّ عليك الشمس فتصلّى قائماً .

فدعا فردّت الشمس فصلّي العصر قائماً(٣) .

٥٨١٥ ـ الإرشاد عن أسماء بنت عميس واُمّ سلمة زوج النبىّ  ½ وجابر بن عبد الله الأنصارى وأبى سعيد الخدرى فى جماعة من الصحابة : إنّ النبىّ  ½ كان ذات يوم فى منزله ، وعلىّ  ¼ بين يديه إذ جاءه جبرئيل  ¼ يناجيه عن الله سبحانه ، فلمّا تغشّاه الوحى توسّد فخذ أمير المؤمنين  ¼ ، فلم يرفع رأسه عنه حتي غابت الشمس ، فاضطرّ أمير المؤمنين  ¼ لذلك إلي صلاة العصر جالساً يُومئ بركوعه


(١) فى المصدر : "عبد" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى بحار الأنوار .
(٢) علل الشرائع : ٣٥١ / ٣ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٦٧ / ٢ .
(٣) البداية والنهاية : ٦ / ٨٦ .

 ٨٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي

وسجوده إيماءً ، فلمّا أفاق من غشيته قال لأمير المؤمنين  ¼ :

أ فاتتك صلاة العصر ؟

قال له : لم أستطع أن اُصلّيها قائماً لمكانك يا رسول الله ، والحال التى كنت عليها فى استماع الوحى .

فقال له : ادعُ الله ليردّ عليك الشمس حتي تصلّيها قائماً فى وقتها كما فاتتك ، فإنّ الله يجيبك لطاعتك لله ورسوله .

فسأل أمير المؤمنين  ¼ الله عزّ اسمه فى ردّ الشمس ، فردّت عليه حتي صارت فى موضعها من السماء وقت العصر ، فصلّي أمير المؤمنين  ¼ صلاة العصر فى وقتها ، ثمّ غربت .

فقالت أسماء : أمَ والله ، لقد سمعنا لها عند غروبها صريراً كصرير المنشار فى الخشبة(١) .

٥٨١٦ ـ المعجم الكبير عن أسماء بنت عميس : إنّ رسول الله  ½ صلّي الظهر بالصهباء ثمّ أرسل عليّاً فى حاجة فرجع وقد صلّي النبىّ  ½ العصر ، فوضع النبىّ  ½ رأسه فى حجر علىّ فنام فلم يحرّكه حتي غابت الشمس ، فقال النبىّ  ½ :

اللهمّ إنّ عبدك عليّاً احتبس بنفسه علي نبيّه فردّ عليه الشمس .

قالت : فطلعت عليه الشمس حتي رفعت علي الجبال وعلي الأرض ، وقام


(١) الإرشاد : ١ / ٣٤٥ ، إعلام الوري : ٢ / ٣٥٠ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣١٦ نحوه وفيه "ما روت اُمّ سلمة وأسماء بنت عميس وجابر الأنصارى وأبو ذرّ وابن عبّاس والخدرى وأبو هريرة والصادق  ¼ " .

 ٨٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي

علىّ فتوضّأ وصلّي العصر ثمّ غابت ، وذلك بالصهباء(١) .

٥٨١٧ ـ من لا يحضره الفقيه عن أسماء بنت عميس : بينما رسول الله  ½ نائم ذات يوم ورأسه فى حجر علىّ  ¼ ففاتته العصر حتي غابت الشمس فقال :

اللهمّ إنّ عليّاً كان فى طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس .

قالت أسماء : فرأيتها والله غربت ثمّ طلعت بعدما غربت ، ولم يبق جبل ولا أرض إلاّ طلعت عليه حتي قام علىّ  ¼ فتوضّأ وصلّي ثمّ غربت(٢) .

٥٨١٨ ـ الإمام على  ¼ ـ فى احتجاجه علي أبى بكر ـ : أنشدك بالله أنت الذى رُدّت له الشمس لوقت صلاته فصلاّها ثمّ توارت أم أنا ؟

قال [أبو بكر] : بل أنت(٣) .

٥٨١٩ ـ عنه  ¼ ـ يوم الشوري ـ : أنشدكم بالله هل فيكم من ردّت عليه الشمس غيرى حين نام رسول الله  ½ وجعل رأسه فى حجرى حتي غابت الشمس فانتبه فقال : يا علىّ صلّيت العصر ؟ قلت : اللهمّ لا . فقال : اللهمّ ارددها عليه فإنّه كان فى طاعتك وطاعة رسولك ؟(٤)


(١) المعجم الكبير :٢٤ / ١٤٥ / ٣٨٢ ، مشكل الآثار : ٢ / ٩ ، البداية والنهاية : ٦ / ٨٠ وفيه "بالصهباء من أرض خيبر" ; المناقب للكوفى : ٢ / ٥١٧ / ١٠٢٢ وفيه "بالصهباء فى غزوة خيبر" ، قصص الأنبياء : ٢٩٠ / ٣٥٨ وزاد فى آخره "فقالت أسماء : وذلك بالصهباء فى غزوة حنين ، وأنّ عليّاً لعلّه صلّي إيماءً قبل ذلك أيضاً" .
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٣ / ٦١٠ ; المعجم الكبير : ٢٤ / ١٥٠ / ٣٩٠ ، مشكل الآثار : ٢ / ٨ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣١٤ / ٨٨٦٥ ، المناقب لابن المغازلى : ٩٦ / ١٤٠ ، تذكرة الخواصّ : ٥٠ كلّها نحوه إلي "طلعت بعدما غَربت"
(٣) الخصال : ٥٥٠ / ٣٠ عن أبى سعيد الورّاق عن أبيه عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه (ع) .
(٤) كشف اللبس للسيوطى : ١٠٦ عن أبى ذرّ ; الخصال : ٥٥٨ / ٣١ عن عامر بن واثلة نحوه .