٦١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام عليّ
وفيه فصول : الفصل الأوّل :استجابة دعواته الفصل الثانى :ردّ الشمس له الفصل الثالث :الإخبار بالاُمور الغيبيّة الفصل الرابع :نوادر الكرامات ٦٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام عليّ
٦٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته
١ / ١ استجابة دعائه لزاذان فى حفظه القرآن ٥٧٨٣ ـ الخرائج والجرائح عن سعد الخفّاف عن زاذان أبى عمرو : قلت : يا زاذان إنّك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته فعلي من قرأت ؟ فتبسّم ثمّ قال : إنّ أمير المؤمنين مرّ بى وأنا أنشد الشعر ، وكان لى خلق حسن فأعجبه صوتى ، فقال : يا زاذان هلاّ بالقرآن ؟ ! قلت : وكيف لى بالقرآن فو الله ما أقرأ منه إلاّ بقدر ما اُصلّى به . قال : فادن منّى ، فدنوت منه فتكلّم فى اُذنى بكلام ما عرفته ولا علمت ما يقول ، ثمّ قال لى : افتح فاك ، فتفل فى فىّ ، فو الله ما زالت قدمى من عنده حتي حفظت القرآن بإعرابه وهمزه ، وما احتجت أن أسأل عنه أحداً بعد موقفى ذلك . ٦٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه
قال سعد : فقصصت قصّة زاذان علي أبى جعفر ¼ قال : صدق زاذان ، إنّ أمير المؤمنين ¼ دعا لزاذان بالاسم الأعظم الذى لا يُردّ(١) . ١ / ٢ استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه ٥٧٨٤ ـ المناقب لابن شهر آشوب : إنّ أمير المؤمنين ¼ سمع فى ليلة الإحرام منادياً باكياً ، فأمر الحسين ¼ يطلبه ، فلما أتاه وجد شابّاً يبس نصف بدنه ، فأحضره فسأله علىّ ¼ عن حاله ، فقال : كنت رجلاً ذا بطر ، وكان أبى ينصحنى ، فكان يوماً فى نصحه إذ ضربته ، فدعا علىّ بهذا الموضع وأنشأ شعراً ، فلما تمّ كلامه يبس نصفى ، فندمت وتبت وطيّبت قلبه ، فركب علي بعير ليأتى بى إلي هاهنا ويدعو لى ، فلمّا انتصف البادية نفر البعير من طيران طائر ومات والدى . فصلّي علىّ ¼ أربعاً ثمّ قال : قم سليماً ; فقام صحيحاً ، فقال : صدقت لو لم يرضَ عنك لما سُمِعت(٢) . ٥٧٨٥ ـ الإمام الحسين ¼ : كنت مع علىّ بن أبى طالب ¼ فى الطواف فى ليلة ديجوجية(٣) قليلة النور ، وقد خلا الطواف ونام الزوّار وهدأت العيون إذ سمع مستغيثاً مستجيراً مترحّماً بصوت حزين محزون من قلب موجع وهو يقول :
(١) الخرائج والجرائح :١ / ١٩٥ / ٣٠ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٩٥ / ٦ . ٦٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه
قال الحسين بن على ¼ : فقال لى : يا أبا عبد الله ، أ سمعت المنادى ذنبه المستغيث ربّه ؟ فقلت : نعم قد سمعته . فقال : اعتبره عسي تراه . فما زلت أخبط فى طخياء الظلام ، وأتخلل بين النيام ، فلما صرت بين الركن والمقام بدا لى شخص منتصب فتأمّلته فإذا هو قائم ، فقلت : السلام عليك أيّها العبد المقرّ المستقيل المستغفر المستجير أجب بالله ابنَ عمّ رسول الله ½ ! فأسرع فى سجوده وقعوده وسلّم ، فلم يتكلّم حتي أشار بيده بأن تقدّمنى فتقدّمته ، فأتيت به أمير المؤمنين ¼ فقلت : دونك ها هو . فنظر إليه ، فإذا هو شابّ حسن الوجه نقى الثياب ، فقال له : ممّن الرجل ؟ فقال له : من بعض العرب . فقال له : ما حالك وممّ بكاؤك واستغاثتك ؟ ! فقال : حال من أوخذ بالعقوق فهو فى ضيق ارتهنه المصاب وغمره الإكتياب فارتاب ، فدعاؤه لا يستجاب . فقال له على ¼ : ولِمَ ذلك ؟ ! فقال : لأنّى كنت ملتهياً فى العرب باللعب والطرب ، اُديم العصيان فى رجب وشعبان وما اُراقب الرحمن ، وكان لى والد شفيق يحذّرنى مصارع الحدثان ، ويخوّفنى العقاب بالنيران ويقول : كم ضجّ منك النهار والظلام والليالى والأيّام ٦٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه
والشهور والأعوام والملائكة الكرام ؟ ! وكان إذا ألحّ علىّ بالوعظ زجرته وانتهرته ووثبت عليه وضربته ، فعمدت يوماً إلي شىء من الورق(١) وكانت فى الخبأ ، فذهبت لآخذها وأصرفها فيما كنت عليه ، فمانعنى عن أخذها فأوجعته ضرباً ولويت يده وأخذتها ومضيت ، فأومأ بيده إلي ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك ، فلم يطق يحركها من شدّة الوجع والألم فأنشأ يقول :
ثمّ حلف بالله ليقدمن إلي بيت الله الحرام فيستعدى الله علىّ . قال : فصام أسابيع وصلّي ركعات ودعا ، وخرج متوجّهاً علي عيرانة(٢) يقطع بالسير عرض الفلاة ويطوى الأودية ويعلو الجبال حتي قدم مكّة يوم الحجّ الأكبر ، فنزل عن راحلته وأقبل إلي بيت الله الحرام ، فسعي وطاف به وتعلّق بأستاره وابتهل وأنشأ يقول :
(١) الورق : الدراهم (لسان العرب : ١٠ / ٣٧٥) . ٦٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لشابّ يبس نصف بدنه
قال : فو الذى سمك السماء وأنبع الماء ، ما استتمّ دعاءَه حتي نزل بى ما تري ـ ثمّ كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شُلّ ـ فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو لى فى الموضع الذى دعا به علىَّ فلم يُجبنى ، حتي إذا كان العام أنعم علىَّ فخرجت علي ناقة عشراء(١) أجدّ السير حثيثاً رجاء العافية حتي إذا كنّا علي الأراك(٢) وحطته وادى السجال(٣) ، نفر طائر فى الليل فنفرت منه الناقة التى كان عليها فألقته إلي قرار الوادى وارفضّ بين الحجرين فقبرته هناك ، وأعظم من ذلك أنّى لا اُعرف إلاّ المأخوذ بدعوة أبيه . فقال له أمير المؤمنين ¼ : أتاك الغوث ! ألا اُعلمك دعاءً علّمنيه رسول الله ½ وفيه اسم الله الأكبر الأعظم العزيز الأكرم الذى يجيب به من دعاه ، ويُعطى به من سأله ، ويفرج الهمّ ويكشف به الكرب ويذهب به الغم ، ويُبرئ به السقم ويجبر به الكسير ، ويُغنى به الفقير ويقضى به الدين ويرد به العين ، ويغفر به الذنوب ويستر به العيوب ، ويؤمن به كلّ خائف من شيطان مريد وجبار عنيد ، ولو دعا به طائع لله علي جبل لزال من مكانه أو علي ميت لأحياه الله بعد موته ، ولو دعا به علي الماء لمشي عليه بعد أن لا يدخله العجب . فاتقِ الله أيّها الرجل فقد أدركتنى الرحمة لك ، وليعلم الله منك صدق النيّة أنّك لا تدعو به فى معصيته ولا تفيده إلاّ الثقة فى دينك ، فإن أخلصت النيّة استجاب الله لك ، ورأيت نبيّك محمّداً ½ فى منامك يبشّرك بالجنة والإجابة . قال الحسين بن على ¤ : فكان سرورى بفائدة الدعاء أشدّ من سرور الرجل (١) العُشَراء : التى أتي علي حَملها عشرة أشهر ، ثمّ اتّسع فيه فقيل لكلّ حامل : عُشراء (النهاية : ٣ / ٢٤٠) . ٦٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لانخفاض ماء الفرات
بعافيته وما نزل به ; لأنّنى لم أكن سمعته منه ولا عرفت هذا الدعاء قبل ذلك . ثمّ قال : ائتنى بدواة وبياض واكتب ما اُمليه عليك ، ففعلت ; وهو : "بسم الله الرحمن الرحيم اللهمّ إنّى أسألك باسمك يا ذا الجلال والإكرام . . . " وتسأل الله تعالي ما أحببت وتسمّى حاجتك ولا تدع به إلاّ وأنت طاهر ، ثمّ قال للفتي : إذا كانت الليلة فادع به عشر مرّات وأتنى من غد بالخبر . قال الحسين بن على ¤ : وأخذ الفتي الكتاب ومضي فلما كان من غد ما أصبحنا حسناً حتي أتي الفتي إلينا سليماً معافيً والكتاب بيده وهو يقول : هذا والله الاسم الأعظم استُجيب لى وربّ الكعبة . قال له علىّ صلوات الله عليه : حدّثنى . قال : هدأت العيون بالرقاد واستحلك جلباب الليل رفعت يدى بالكتاب ودعوت الله بحقّه مراراً فاُجبت فى الثانية حسبك فقد دعوت الله باسمه الأعظم ، ثمّ اضطجعت فرأيت رسول الله ½ فى منامى وقد مسح يده الشريفة علىّ وهو يقول : احتفظ باسم الله الأعظم العظيم فإنّك علي خير ، فانتبهت معافيً كما تري فجزاك الله خيراً(١) . ١ / ٣ استجابة دعائه لانخفاض ماء الفرات ٥٧٨٦ ـ الإمام الباقر ¼ : شكا أهل الكوفة إلي علىّ ¼ زيادة الفرات ، فركب هو والحسن والحسين ¤ فوقف علي الفرات وقد ارتفع الماء علي جانبيه ، فضربه بقضيب رسول الله ½ فنقص ذراع ، وضربه اُخري فنقص ذراعان . فقالوا : يا أمير المؤمنين لو زدتنا . (١) مهج الدعوات : ١٩١ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٢٤ / ٣٧ وج ٩٥ / ٣٩٤ / ٣٣ . ٦٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه لانخفاض ماء الفرات
فقال : إنّى سألت الله فأعطانى ما رأيتم وأكره أن أكون عبداً ملحّاً(١) . ٥٧٨٧ ـ الإمام الصادق ¼ : مدّ الفرات عندكم علي عهد علىّ ¼ فأقبل إليه الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين نحن نخاف الغرق ; لأنّ فى الفرات قد جاء من الماء ما لم يُرَ مثله ، وقد امتلأت جنبتاه ، فالله الله . فركب أمير المؤمنين ¼ والناس معه وحوله يميناً وشمالا ، فمرّ بمسجد ثقيف فغمزه بعض شبّانهم ، فالتفت إليهم مغضباً فقال : صغار(٢) الخدود ، لئام الجدود ، بقيّة ثمود ، من يشترى منّى هؤلاء الأعْبُد ؟ فقام إليه مشايخهم فقالوا له : يا أمير المؤمنين ، إنّ هؤلاء شبّان لا يعقلون ما هم فيه ، فلا تؤاخذنا بهم ، فوَ الله ، إنّنا كنّا لهذا كارهين ، وما منّا أحد يرضي هذا الكلام لك ، فاعفُ عنّا عفا الله عنك . قال : فكأنّه ¼ استحي ; فقال : لستُ أعفو عنكم إلاّ علي أن لا أرجع حتي تهدموا مجلسكم ، وكلّ كوّة وميزاب وبالوعة إلي طريق المسلمين ، فإنّ هذا أذيً للمسلمين . فقالوا : نحن نفعل ذلك ، فمضي وتركهم ، فكسروا مجلسهم وجميع ما أمر به . حتي انتهي إلي الفرات وهو يزخر بأمواجه ، فوقف والناس ينظرون ، فتكلّم بالعبرانيّة كلاماً ، فضربه بقضيب كان معه وزجره ، ونزل الفرات ذراعاً . . .(٣) . (١) الخرائج والجرائح : ١ / ١٧٣ / ٤ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٤٩ / ٣ وراجع الفضائل لابن شاذان : ٩١ وإثبات الوصيّة : ١٦٠ . ٧٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي طلحة والزبير
١ / ٤ استجابة دعائه علي طلحة والزبير ٥٧٨٨ ـ الفتوح ـ فى ذكر علىّ ¼ بعدما راسل أهل الجمل مرّةً بعد اُخري ليكفّوا عن الحرب ، فلم يجيبوه ـ : ثمّ جمع علىّ (ع) الناس فخطبهم خطبة بليغة وقال : أيّها الناس ، إنّى قد ناشدت هؤلاء القوم كيما يرجعوا ويرتدعوا فلم يفعلوا ولم يستجيبوا . . . ثمّ رفع يده إلي السماء وهو يقول : اللهمّ إنّ طلحة بن عبيد الله أعطانى صفقة بيمينه طائعاً ثمّ نكث بيعته ، اللهمّ ! فعاجله ولا تميّطه ، اللهمّ ! إنّ الزبير بن العوّام قطع قرابتى ، ونكث عهدى ، وظاهر عدوّى ، ونصب الحرب لى وهو يعلم أنّه ظالم ، فاكفنيه كيف شئت وأنّي شئت(١) . ١ / ٥ استجابة دعائه علي بسر بن أرطاة ٥٧٨٩ ـ الغارات : كان علىّ ¼ دعا قبل موته علي بسر بن أبى أرطاة ـ لعنه الله ـ فيما بلغنا ، فقال : اللهمّ إنّ بسراً باع دينه بدنياه ، وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده ممّا عندك ، اللهمّ فلا تمته حتي تسلبه عقله . فما لبث بعد وفاة علىّ ¼ إلاّ يسيراً حتي وسوس وذهب عقله(٢) . ٥٧٩٠ ـ الإرشاد عن الوليد بن الحارث وغيره عن رجالهم : إنّ أمير المؤمنين ¼ (١) الفتوح : ٢ / ٤٦٨ ، المناقب للخوارزمى : ١٨٤ / ٢٢٣ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٩ وفيه من "اللهمّ إنّ طلحة . . . " . ٧١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي بسر بن أرطاة
لمّا بلغه ما صنعه بسر بن أرطاة باليمن قال : اللهمّ إنّ بسراً باع دينه بالدنيا ، فاسلبه عقله ، ولا تُبقِ له من دينه ما يستوجب به عليك رحمتك . فبقى بسر حتي اختلط(١) ، فكان يدعو بالسيف ، فاتُّخذ له سيفٌ من خشب ، فكان يَضرب به حتي يُغشي عليه ، فإذا أفاق قال : السيف السيف ، فيُدفع إليه فيضرب به ، فلم يزل ذلك دأبه حتي مات(٢) . ٥٧٩١ ـ مروج الذهب : كان علىّ ¼ ـ حين أتاه خبر قتل بسر لابنى عبيد الله قُثم وعبد الرحمن ـ دعا علي بسر ، فقال : اللهمّ اسلبه دينه وعقله . فخرف الشيخ حتي ذُهل عقله ، واشتهر بالسيف فكان لا يفارقه ، فجُعل له سيف من خشب ، وجعل بين يديه زقّ(٣) منفوخ يضربه ، وكلّما تخرّق اُبدل ، فلم يزل يضرب ذلك الزقّ بذلك السيف ، حتي مات ذاهل العقل يلعب بخرئه ، وربما كان يتناول منه ، ثمّ يقبل علي من يراه فيقول : اُنظروا كيف يطعمنى هذان الغلامان ابنا عبيد الله ؟ وكان ربّما شدّت يداه إلي وراء منعاً من ذلك ، فأنجي ذات يوم فى مكانه ، ثمّ أهوي بفيه فتناول منه ، فبادروا إلي منعه ، فقال : أنتم تمنعوننى وعبد الرحمن وقثم يطعماننى(٤) . (١) خُولِطَ فُلان فى عَقله مخالَطة : إذا اختَلّ عَقله (النهاية : ٢ / ٦٤) . إرجاعات
٢٩٠ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل الخامس : عدّة من مبغضيه / بسر بن أرطاة
٧٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي أنس بن مالك
١ / ٦ ٥٧٩٢ ـ نهج البلاغة : قال ¼ لأنس بن مالك ، وقد كان بعثه إلي طلحة والزبير لمّا جاء إلي البصرة يذكّرهما شيئاً ممّا سمعه من رسول الله ½ فى معناهما ، فلوي عن ذلك ، فرجع إليه ، فقال : إنّى أنسيتُ ذلك الأمر ، فقال ¼ : إن كنت كاذباً فَضربَك اللهُ بها بيضاءَ لامعةً لا تُواريها العمامة . قال الرضى : يعنى البرص ، فأصاب أنساً هذا الداء فيما بعد فى وجهه ، فكان لا يُري إلاّ مبرقعاً(١) . ١ / ٧ استجابة دعائه علي جاسوس معاوية ٥٧٩٣ ـ الإرشاد عن جُميع بن عمير : اتّهم علىّ ¼ رجلا يقال له العيزارُ برفع أخباره إلي معاوية ، فأنكر ذلك وجحده ، فقال له أمير المؤمنين ¼ : أ تحلف بالله يا هذا إنّك ما فعلت ذلك ؟ قال : نعم . وبدر فحلف . فقال له أمير المؤمنين ¼ : إن كنت كاذباً فأعمي الله بصرك . فما دارت الجمعة حتي اُخرج أعمي يقاد قد أذهب الله بصره(٢) . (١) نهج البلاغة : الحكمة ٣١١ وراجع المسترشد : ٦٧٤ / ٣٤٦ . إرجاعات
٣٢٩ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء على الكاتمين
٧٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي الحسن البصري
١ / ٨ استجابة دعائه علي الحسن البصرى ٥٧٩٤ ـ الخرائج والجرائح : إنّ عليّاً ¼ رأي الحسن البصرى يتوضّأ فى ساقية ، فقال : أسبغ طهورك يا كفتى . قال : لقد قتلتَ بالأمس رجالا كانوا يسبغون الوضوء . قال : وإنّك لحزين عليهم ؟ قال : نعم . قال : فأطال الله حزنك . قال أيّوب السجستانى : فما رأينا الحسن قطّ إلاّ حزيناً كأنّه يرجع عن دفن حميم ، أو كأنّه خربندج(١) ضلّ حماره ، فقلنا له فى ذلك ، فقال : عمل فىَّ دعوة الرجل الصالح . وكفتى : بالنبطيّة شيطان ، وكانت اُمّه سمّته بذلك ودعته فى صغره ، فلم يعرف ذلك أحد حتي دعاه به أمير المؤمنين ¼ (٢) . ١ / ٩ ٥٧٩٥ ـ شرح الأخبار : قال علىّ ¼ ـ علي المنبر ـ : يا أهل البصرة ، إن كنت قد أدّيت لكم الأمانة ، ونصحت لكم بالغيب ، واتّهمتمونى ، وكذّبتمونى ، فسلّط الله عليكم فتي ثقيف. فقام رجل، فقال له: يا أمير المؤمنين ، وما فتي ثقيف؟ قال: رجل لا يدع لله حرمة إلاّ انتهكها، به داء يعترى الملوك ، لولم تكن إلاّ النار لدخلها(٣). (١) قال المجلسى : لعلّه معرّب خربنده أى مكارى الحمار (بحار الأنوار : ٤١ / ٣٠٢) . ٧٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الأوّل : استجابة دعواته / استجابة دعائه علي من كذَّبة
١ / ١٠ ٥٧٩٦ ـ المعجم الأوسط عن زاذان : إنّ عليّاً حدّث حديثاً فكذّبه رجل . فقال علىّ : أدعو عليك إن قلت كاذباً . قال : ادع . فدعا عليه فلم يبرح حتي ذهب بصره(١) . ٥٧٩٧ ـ فضائل الصحابة عن زاذان أبى عمر عن رجل حدّثه : إنّ عليّاً سأل رجلا عن حديث فى الرحبة فكذّبه ، فقال : إنّك قد كذّبتنى . فقال : ما كذّبتك . قال : فأدعو الله عليك إن كنت قد كذّبتنى أن يعمى الله بصرك . قال : فدعا الله عزّ وجلّ أن يعميه فعمى(٢) . ١ / ١١ استجابة دعائه علي فتيً نسبه إلي الظلم ٥٧٩٨ ـ شرح الأخبار عن الأصبغ بن نباتة : لمّا انهزم أهل البصرة قام فتي إلي علىّ صلوات الله عليه ، فقال : ما بال ما فى الأخبية لا تقسم ؟ فقال علىّ ¼ : لا حاجة لى فى فتوي المتعلّمين . قال : ثمّ قام إليه فتيً آخر ، فقال مثل ذلك ، فردّ عليه مثل ما ردّ أوّلاً . فقال له الفتي : أما والله ما عدلت ! فقال له علىّ ¼ : إن كنت كاذباً فبلغ الله بك سلطان فتي ثقيف . ثمّ قال علىّ ¼ : اللهمّ إنّى قد مللتهم وملّونى ، فأبدِلْنى بهم ما هو خير منهم ، وأبدلهم بى ما هو شرّ لهم . قال الأصبغ بن نباتة : فبلغ ذلك الفتي سلطان الحجّاج ، فقتله(٣) . (١) المعجم الأوسط : ٢ / ٢١٩ / ١٧٩١ ، دلائل النبوّة لأبى نعيم : ٢ / ٥٨٢ / ٥٣٢ عن عمّار الحضرمى ، الصواعق المحرقة : ١٢٩ ، البداية والنهاية : ٨ / ٥ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٩ . إرجاعات
٣٢٩ - المجلد الثاني / القسم الثالث : جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ / الفصل العاشر : حديث الغدير / الدعاء على الكاتمين
٧٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له
٢ / ١ ٥٧٩٩ ـ رسول الله ½ : غزا نبىّ من الأنبياء فقال لقومه : لا يتبعنى رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبنى بها ولمّا يبنِ بها ، ولا أحدٌ بني بيوتاً ولم يرفع سقوفها ، ولا أحد اشتري غنماً أو خَلِفات(١) وهو ينتظر ولادها . فغزا ، فدنا من القريةِ صلاةَ العصر أو قريباً من ذلك فقال للشمس : إنّك مأمورة وأنا مأمور ; اللهمّ احبسها علينا ! فحُبست حتي فتح الله عليه(٢) . ٥٨٠٠ ـ عنه ½ : لم تحتبس الشمس علي أحد إلاّ ليوشع(٣) . (١) الخَلِفَة : الحامل من النُّوق وتُجمع علي خَلِفات وخَلائف (النهاية : ٢ / ٦٨) . ٧٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / مَن ردّت له الشمس
٥٨٠١ ـ الإمام الصادق ¼ : إنّ سليمان بن داود ¼ عرض عليه ذات يوم بالعشى الخيل ، فاشتغل بالنظر إليها حتي توارت الشمس بالحجاب فقال للملائكة : ردّوا الشمس علىّ حتي اُصلّى صلاتى فى وقتها ! فرَدّوها ، فقام فمسح ساقيه وعنقه ، وأمر أصحابه الذين فاتتهم الصلاة معه بمثل ذلك ـ وكان ذلك وضوءهم للصلاة ـ ثمّ قام فصلّي ، فلمّا فرغ غابت الشمس وطلعت النجوم . ذلك قول الله عزّ وجلّ : ³ وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ± إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِىِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ± فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ± رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالاَْعْنَاقِ ² (١) (٢) . ٥٨٠٢ ـ فتح البارى عن ابن عبّاس : قال لى علىّ : ما بلغك فى قول الله تعالي حكاية عن سليمان عليه الصلاة والسلام : ردُّوها علىَّ ؟ فقلت : قال لى كعب : كانت أربعة عشر فرساً عَرضها ، فغابت الشمس قبل أن يصلّى العصر ، فأمر بردّها فضرب سوقها وأعناقها بالسيف فقتلها ، فسلبه الله ملكه أربعة عشر يوماً ; لأنّه ظلم الخيل بقتلها . فقال علىّ : كذب كعب ، وإنّما أراد سليمان جهاد عدوّه فتشاغل بعرض الخيل حتي غابت الشمس فقال للملائكة الموكّلين بالشمس بإذن الله لهم : "ردُّوها عليَّ" فردّوها عليه حتي صلّي العصر فى وقتها ، وإنّ أنبياء الله لا يَظلمون ولا يأمرون بالظلم(٣) . ٥٨٠٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب : عن ابن عبّاس بطرق كثيرة أنّه لم تردّ الشمس (١) ص : ٣٠ ـ ٣٣ . ٧٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس للإمام مرّتين
إلاّ لسليمان وصىّ داود ، وليوشع وصىّ موسي ، ولعلىّ بن أبى طالب وصىّ محمّد صلوات الله عليهم أجمعين(١) . ٥٨٠٤ ـ الإمام الصادق ¼ ـ فى زيارة الإمام على ¼ ـ : السلام عليك يا من ردّت له الشمس فسامي شمعون الصفاء(٢) . ٥٨٠٥ ـ فتح البارى عن عروة بن الزبير : إنّ الله لمّا أمر موسي بالمسير ببنى إسرائيل أمره أن يحمل تابوت يوسف فلم يُدلّ عليه حتي كاد الفجر أن يطلع ، وكان وعد بنى إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع الفجر ، فدعا ربّه أن يؤخّر الطلوع حتي فرغ من أمر يوسف ففعل(٣) . ٢ / ٢ ٥٨٠٦ ـ الإمام على ¼ : إن الله تبارك وتعالي ردّ علىّ الشمس مرّتين ولم يردّها علي أحد من اُمّة محمّد ½ غيرى(٤) . ٥٨٠٧ ـ المناقب للخوارزمى عن مجاهد : قيل لابن عبّاس : ما تقول فى علىّ بن أبى طالب ؟ فقال : ذكرت والله أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلّي القبلتين ، وبايع البيعتين ، واُعطى السبطين وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، وردّت عليه (١) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣١٨ ، بحار الأنوار : ٤١ / ١٧٥ / ١٠ . ٧٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي
الشمس مرّتين بعدما غابت عن الثقلين ، وجرّد السيف تارتين ، وهو صاحب الكَرّتين ، فمثله فى الاُمّة مثل ذى القرنين ، ذاك مولاى علىّ بن أبى طالب ¼ (١) . ٥٨٠٨ ـ الإرشاد : وممّا أظهره الله تعالي من الأعلام الباهرة علي يد أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ ما استفاضت به الأخبار ، ورواه علماء السير والآثار ، ونظمت فيه الشعراء الأشعار ، رجوع الشمس له ¼ مرّتين ; فى حياة النبىّ ½ مرّةً ، وبعد وفاته اُخري(٢) . ٢ / ٣ ٥٨٠٩ ـ الإمام الصادق ¼ : صلّي رسول الله ½ العصر ، فجاء علىّ ¼ ولم يكن صلاّها ، فأوحي الله إلي رسوله ½ عند ذلك ، فوضع رأسه فى حجر علىّ ¼ ، فقام رسول الله ½ عن حجره حين قام وقد غربت الشمس فقال : يا علىّ ، أ ما صليت العصر ؟ فقال : لا ، يا رسول الله . قال رسول الله ½ : اللهمّ إنّ عليّاً كان فى طاعتك ، فاردد عليه الشمس . فرُدّت عليه الشمس عند ذلك(٣) . ٥٨١٠ ـ البداية والنهاية عن عمرو بن ثابت : سألت عبد الله بن حسن بن حسين (١) المناقب للخوارزمى : ٣٣٠ / ٣٤٩ ; مائة منقبة : ١٣٠ / ٧٥ نحوه وزاد فيه "و هما حرب بدر وحنين" بعد "الكرّتين" . ٧٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي
بن علىّ بن أبى طالب عن حديث ردّ الشمس علي علىّ بن أبى طالب : هل يثبت عندكم ؟ فقال لى : ما أنزل الله فى كتابه أعظم من ردّ الشمس ! قلت : صدقت جعلنى الله فداك ، ولكنّى اُحبّ أن أسمعه منك . فقال : حدثنى أبى ـ الحسن ـ عن أسماء بنت عميس أنّها قالت : أقبل علىّ بن أبى طالب ذات يوم وهو يريد أن يصلّى العصر مع رسول الله ½ فوافق رسول الله ½ قد انصرف ونزل عليه الوحى فأسنده إلي صدره ، فلم يزل مسنده إلي صدره حتي أفاق رسول الله ½ فقال : أ صلّيت العصر يا علىّ ؟ قال : جئت والوحى ينزل عليك فلم أزل مسندك إلي صدرى حتي الساعة . فاستقبل رسول الله ½ القبلة ـ وقد غربت الشمس ـ وقال : اللهمّ إنّ عليّاً كان فى طاعتك فارددها عليه . قالت أسماء : فأقبلت الشمس ولها صرير كصرير الرحي حتي كانت فى موضعها وقت العصر ، فقام علىّ متمكناً فصلّي ، فلما فرغ رجعت الشمس ولها صرير كصرير الرحي ، فلما غابت اختلط الظلام وبدت النجوم(١) . ٥٨١١ ـ المعجم الكبير عن أسماء بنت عميس : كان رسول الله ½ إذا نزل عليه الوحى يكاد يغشي عليه ، فاُنزل عليه يوماً وهو فى حجر علىّ ، فقال له رسول الله ½ : صلّيت العصر يا علىّ ؟ ٨٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي
قال : لا يا رسول الله . فدعا الله فردّ عليه الشمس حتي صلّي العصر . قالت : فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردّت حتي صلّي العصر(١) . ٥٨١٢ ـ تاريخ دمشق عن أسماء بنت عميس : إنّ علىّ بن أبى طالب (ع) دفع إلي نبىّ الله ½ وقد اُوحى إليه ، فجلّله بثوبه ، فلم يزل كذلك حتي أدبرت الشمس ، تقول : غابت أو كادت أن تغيب ، ثمّ إن نبىّ الله ½ سري عنه فقال : أ صلّيت يا علىّ ؟ قال : لا . فقال النبىّ ½ : اللهمّ ردّ علي علىّ الشمس . فرجعت الشمس حتي بلغت نصف المسجد(٢) . ٥٨١٣ ـ علل الشرائع عن اُمّ جعفر أو (٣) اُمّ محمّد ابنتى محمّد بن جعفر عن أسماء بنت عميس ـ وهى جدّتهما ـ : خرجت مع جدّتى أسماء بنت عميس وعمّى عبد الله بن جعفر حتي اذا كنا بالصهباء(٤) قالت : حدّثتنى أسماء بنت عميس قالت : يا بنيّة كنّا مع رسول الله ½ فى هذا المكان فصلّي رسول الله ½ الظهر ثمّ دعا عليّاً ¼ فاستعان به فى بعض حاجته ، ثمّ جاءت العصر فقام النبىّ ½ فصلّي العصر ، فجاء علىّ ¼ فقعد إلي جنب رسول الله ½ ، فأوحي الله تعالي إلي نبيّه ½ (١) المعجم الكبير : ٢٤ / ١٥٢ / ٣٩١ ، المناقب لابن المغازلى : ٩٨ / ١٤١ عن أبى رافع نحوه . ٨١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي
فوضع رأسه فى حجر علىّ ¼ حتي غابت الشمس لا يُري منها شىء لا علي أرض ولا علي جبل ، ثمّ جلس رسول الله ½ فقال لعلىّ ¼ هل صليت العصر ؟ فقال : لا يا رسول الله اُنبئت أنّك لم تصلِّ فلما وضعت رأسك فى حجرى لم أكن لاُحركه . فقال : اللهمّ إنّ هذا عبدك(١) علىّ احتبس نفسه علي نبيّك فردّ عليه شرقها ، فطلعت الشمس فلم يبقَ جبل ولا أرض إلاّ طلعت عليه الشمس ، ثمّ قام علىّ ¼ فتوضّأ وصلّي ثمّ انكسفت(٢) . ٥٨١٤ ـ البداية والنهاية عن جابر وأبى سعيد : إنّ رسول الله ½ نزل عليه جبريل يوماً يناجيه من عند الله ، فلما تغشّاه الوحى توسّد فخذ أمير المؤمنين فلم يرفع رأسه حتي غابت الشمس ، فصلّي علىّ العصر بالإيماء ، فلما استيقظ رسول الله ½ قال له : سل الله أن يردّ عليك الشمس فتصلّى قائماً . فدعا فردّت الشمس فصلّي العصر قائماً(٣) . ٥٨١٥ ـ الإرشاد عن أسماء بنت عميس واُمّ سلمة زوج النبىّ ½ وجابر بن عبد الله الأنصارى وأبى سعيد الخدرى فى جماعة من الصحابة : إنّ النبىّ ½ كان ذات يوم فى منزله ، وعلىّ ¼ بين يديه إذ جاءه جبرئيل ¼ يناجيه عن الله سبحانه ، فلمّا تغشّاه الوحى توسّد فخذ أمير المؤمنين ¼ ، فلم يرفع رأسه عنه حتي غابت الشمس ، فاضطرّ أمير المؤمنين ¼ لذلك إلي صلاة العصر جالساً يُومئ بركوعه (١) فى المصدر : "عبد" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى بحار الأنوار . ٨٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي
وسجوده إيماءً ، فلمّا أفاق من غشيته قال لأمير المؤمنين ¼ : أ فاتتك صلاة العصر ؟ قال له : لم أستطع أن اُصلّيها قائماً لمكانك يا رسول الله ، والحال التى كنت عليها فى استماع الوحى . فقال له : ادعُ الله ليردّ عليك الشمس حتي تصلّيها قائماً فى وقتها كما فاتتك ، فإنّ الله يجيبك لطاعتك لله ورسوله . فسأل أمير المؤمنين ¼ الله عزّ اسمه فى ردّ الشمس ، فردّت عليه حتي صارت فى موضعها من السماء وقت العصر ، فصلّي أمير المؤمنين ¼ صلاة العصر فى وقتها ، ثمّ غربت . فقالت أسماء : أمَ والله ، لقد سمعنا لها عند غروبها صريراً كصرير المنشار فى الخشبة(١) . ٥٨١٦ ـ المعجم الكبير عن أسماء بنت عميس : إنّ رسول الله ½ صلّي الظهر بالصهباء ثمّ أرسل عليّاً فى حاجة فرجع وقد صلّي النبىّ ½ العصر ، فوضع النبىّ ½ رأسه فى حجر علىّ فنام فلم يحرّكه حتي غابت الشمس ، فقال النبىّ ½ : اللهمّ إنّ عبدك عليّاً احتبس بنفسه علي نبيّه فردّ عليه الشمس . قالت : فطلعت عليه الشمس حتي رفعت علي الجبال وعلي الأرض ، وقام ٨٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثانى : ردّ الشمس له / ردّ الشمس فى عهد النبي
علىّ فتوضّأ وصلّي العصر ثمّ غابت ، وذلك بالصهباء(١) . ٥٨١٧ ـ من لا يحضره الفقيه عن أسماء بنت عميس : بينما رسول الله ½ نائم ذات يوم ورأسه فى حجر علىّ ¼ ففاتته العصر حتي غابت الشمس فقال : اللهمّ إنّ عليّاً كان فى طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس . قالت أسماء : فرأيتها والله غربت ثمّ طلعت بعدما غربت ، ولم يبق جبل ولا أرض إلاّ طلعت عليه حتي قام علىّ ¼ فتوضّأ وصلّي ثمّ غربت(٢) . ٥٨١٨ ـ الإمام على ¼ ـ فى احتجاجه علي أبى بكر ـ : أنشدك بالله أنت الذى رُدّت له الشمس لوقت صلاته فصلاّها ثمّ توارت أم أنا ؟ قال [أبو بكر] : بل أنت(٣) . ٥٨١٩ ـ عنه ¼ ـ يوم الشوري ـ : أنشدكم بالله هل فيكم من ردّت عليه الشمس غيرى حين نام رسول الله ½ وجعل رأسه فى حجرى حتي غابت الشمس فانتبه فقال : يا علىّ صلّيت العصر ؟ قلت : اللهمّ لا . فقال : اللهمّ ارددها عليه فإنّه كان فى طاعتك وطاعة رسولك ؟(٤) (١) المعجم الكبير :٢٤ / ١٤٥ / ٣٨٢ ، مشكل الآثار : ٢ / ٩ ، البداية والنهاية : ٦ / ٨٠ وفيه "بالصهباء من أرض خيبر" ; المناقب للكوفى : ٢ / ٥١٧ / ١٠٢٢ وفيه "بالصهباء فى غزوة خيبر" ، قصص الأنبياء : ٢٩٠ / ٣٥٨ وزاد فى آخره "فقالت أسماء : وذلك بالصهباء فى غزوة حنين ، وأنّ عليّاً لعلّه صلّي إيماءً قبل ذلك أيضاً" . |
||||||||||||||||||||||||||