الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الحادي عشر

 

١٠٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة

٣ / ١

استشهاد الحسين فى كربلاء

٥٨٣٣ ـ كامل الزيارات عن أبى عبد الله الجدلى : دخلت علي أمير المؤمنين والحسين    ¤ إلي جنبه ، فضرب بيده علي كتف الحسين  ¼ ، ثمّ قال : إنّ هذا يقتل ولا ينصره أحد . قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، والله إنّ تلك لحياة سوء . قال : إنّ ذلك لكائن(١) .

٥٨٣٤ ـ الإرشاد عن إسماعيل بن زياد : إنّ عليّاً  ¼ قال للبراء بن عازب يوماً : يا براء ، يقتل ابنى الحسين وأنت حىّ لا تنصره .

فلمّا قُتل الحسين بن علىّ    ¤ كان البراء بن عازب يقول : صدق ـ والله ـ علىّ


(١) كامل الزيارات : ١٤٩ / ١٧٦ وراجع رجال الكشّى : ١ / ٣٠٧ / ١٤٧ .

 ١٠٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / استشهاد الحسين فى كربلاء

بن أبى طالب ، قُتل الحسين ولم أنصره . ثمّ يُظهر الحسرة علي ذلك والندم(١) .

٥٨٣٥ ـ الإرشاد عن جويرية بن مسهر العبدى : لمّا توجّهنا مع أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ إلي صفّين ، فبلغنا طفوف كربلاء ، وقف  ¼ ناحيةً من العسكر ، ثمّ نظر يميناً وشمالاً واستعبر ثمّ قال : هذا ـ والله ـ مناخ ركابهم وموضع منيّتهم .

فقيل له : يا أمير المؤمنين ، ما هذا الموضع ؟

قال : هذا كربلاء ، يقتل فيه قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب . ثمّ سار(٢) .

٥٨٣٦ ـ المعجم الكبير عن أبى حبرة : صحبت عليّاً (ع) حتي أتي الكوفة ، فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ، ثمّ قال : كيف أنتم إذا نزل بذرّيّة نبيّكم بين ظهرانيكم ؟

قالوا : إذاً نُبْلي الله فيهم بلاءً حسناً .

فقال : والذى نفسى بيده ، لينزلنّ بين ظهرانيكم ولتخرجنّ إليهم فلتقتلنّهم ، ثمّ أقبل يقول :

هم أوردوهم بالغَرور وعرَّدوا(٣) أحبّوا نجاةً لا نجاةَ ولا عُذرَ(٤)

٥٨٣٧ ـ مسند ابن حنبل عن عبد الله بن نُجَىّ عن أبيه : إنّه سار مع علىّ (ع) وكان


(١) الإرشاد : ١ / ٣٣١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٠ نحوه .
(٢) الإرشاد : ١ / ٣٣٢ وراجع خصائص الأئمّة (ع) : ٤٧ وقرب الإسناد : ٢٦ / ٨٧ ووقعة صفّين : ١٤٢ وكامل الزيارات : ٤٥٣ / ٦٨٥ وذخائر العقبي : ١٧٤ .
(٣) عرَّدوا : أى فرّوا وأعرضوا (النهاية : ٣ / ٢٠٤) .
(٤) المعجم الكبير : ٣ / ١١٠ / ٢٨٢٣ ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٠ عن عمر بن محمّد الزيّات نحوه .

 ١٠٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / استشهاد الحسين فى كربلاء

صاحب مطهرته(١) ، فلمّا حاذي نينوي وهو منطلق إلي صفّين فنادي علىّ (ع) : اصبر أبا عبد الله ، اصبر أبا عبد الله بشطّ الفرات .

قلت : وماذا ؟

قال : دخلت علي النبىّ  ½ ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبىّ الله ، أغضبكَ أحدٌ ، ما شأن عينيك تفيضان ؟

قال : بل قام من عندى جبريل قبل فحدّثنى أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات .

قال : فقال : هل لك إلي أن أشمّك من تربته ؟

قال : قلت : نعم .

فمدّ يده فقبض قبضةً من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عينىّ أن فاضتا(٢) .

٥٨٣٨ ـ مقتل الحسين للخوارزمى عن الحاكم الجشمى : إنّ أمير المؤمنين  ¼ لمّا سار إلي صفّين نزل بكربلاء وقال لابن عبّاس : أ تدرى ما هذه البقعة ؟

قال : لا .

قال : لو عرفتها لبكيت بكائى . ثمّ بكي بكاءً شديداً ، ثمّ قال : ما لى ولآل أبى سفيان ؟ !

ثمّ التفت إلي الحسين وقال : صبراً يا بنىّ فقد لقى أبوك منهم مثل الذى تلقي


(١) المِطْهَرة : الإناءُ الذى يُتَوَضّأُ به ويُتطَهَّر به (لسان العرب : ٤ / ٥٠٦) .
(٢) مسند ابن حنبل: ١/١٨٤/٦٤٨، مسند أبى يعلي : ١/٢٠٦/٣٥٨، تهذيب التهذيب: ١/٥٨٩/١٥٧٧، الطبقات الكبري (الطبقة الخامسة): ١/٤٢٩/٤١٧ عن عامر الشعبى، تاريخ دمشق: ١٤/١٨٧/٣٥١٧، المعجم الكبير : ٣ / ١٠٥ / ٢٨١١ نحوه ; الملاحم والفتن : ٢٣٧ / ٣٤٤ وص ٣٣٣ / ٤٨٤ .

 ١١٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / استشهاد الحسين فى كربلاء

بعده(١) .

٥٨٣٩ ـ اُسد الغابة عن غرفة الأزدى : دخلنى شكّ من شأن علىّ ، فخرجت معه علي شاطئ الفرات ، فعدل عن الطريق ووقف ووقفنا حوله ، فقال بيده : هذا موضع رواحلهم ومُناخ ركابهم ومُهراق دمائهم ، بأبى من لا ناصر له فى الأرض ولا فى السماء إلاّ الله .

فلمّا قُتِلَ الحسين خرجت حتي اتيت المكان الذى قتلوه فيه ، فإذا هو كما قال ، ما أخطأ شيئاً . قال : فاستغفرت الله ممّا كان منّى من الشكّ ، وعلمت أنّ عليّاً (ع) لم يقدم إلاّ بما عُهِدَ إليه فيه(٢) .

٥٨٤٠ ـ الطبقات الكبري عن أبى عبيد الضبّى : دخلنا علي أبى هرثم الضبّى حين أقبل من صفّين ـ وهو مع علىّ ـ وهو جالس علي دكّان(٣) ، وله امرأة يقال لها : جرداء ، هى أشدّ حبّاً لعلىّ وأشدّ لقوله تصديقاً . فجاءت شاة فبعرت ، فقال : لقد ذكّرنى بعر هذه الشاة حديثاً لعلىّ .

قالوا : وما علم علىّ بهذا ؟

قال : أقبلنا مرجعنا من صفّين فنزلنا كربلاء ، فصلّي بنا علىّ صلاة الفجر بين شجرات ودَوحات حَرْمَل ، ثمّ أخذ كفّاً من بعر الغزلان فشمّه ، ثمّ قال : أوْهِ ، أوْهِ ، يقتل بهذا الغائط(٤) قوم يدخلون الجنّة بغير حساب .


(١) مقتل الحسين للخوارزمى : ١ / ١٦٢ .
(٢) اُسد الغابة : ٤ / ٣٢٢ / ٤١٧٣ وراجع تاريخ دمشق : ١٤ / ١٩٨ .
(٣) الدُّكّان : الدكّة المبنيّة للجلوس عليها (لسان العرب : ١٣ / ١٥٧) .
(٤) الغائط : المتّسع من الأرض مع طمأنينة (لسان العرب : ٧ / ٣٦٤) .

 ١١١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / استشهاد الحسين فى كربلاء

قال : قالت جرداء : وما تنكر من هذا ؟ ! هو أعلم بما قال منك ، نادت بذلك وهى فى جوف البيت(١) .

٥٨٤١ ـ تاريخ دمشق عن هرثمة بن سلمي : خرجنا مع علىّ فى بعض غزوه ، فسار حتي انتهي إلي كربلاء ، فنزل إلي شجرة فصلّي إليها ، فأخذ تربة من الأرض فشمّها ، ثمّ قال : واهاً لك تربة ! ليقتلنّ بك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب .

قال : فقفلنا من غزواتنا ، وقتل علىّ ، ونسيت الحديث .

قال : وكنت فى الجيش الذين ساروا إلي الحسين ، فلمّا انتهيت إليه نظرت إلي الشجرة فذكرت الحديث ، فتقدّمت علي فرس لى فقلت : اُبشّرك ابن بنت رسول الله  ½ ، وحدّثته الحديث .

قال : معنا أو علينا ؟

قلت : لا معك ولا عليك ، تركت عيالاً ، وتركت .

قال : أمّا لا فولِّ فى الأرض ، فوَ الذى نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلاّ دخل جهنّم .

قال : فانطلقت هارباً مولّياً فى الأرض حتي خفى علىَّ مقتله(٢) .

٥٨٤٢ ـ وقعة صفّين عن أبى عبيدة عن هرثمة بن سليم : غزونا مع علىّ بن أبى طالب غزوة صفّين ، فلمّا نزلنا بكربلاء صلّي بنا صلاة ، فلمّا سلّم رفع إليه من


(١) الطبقات الكبري (الطبقة الخامسة) : ١ / ٤٣٢ / ٤٢٠ ، تاريخ دمشق : ١٤ / ١٩٨ عن أبى عبد الله الضبّى ; شرح الأخبار : ٣ / ١٣٦ / ١٠٧٧ ، المناقب للكوفى : ٢ / ٢٦ / ٥١٤ كلاهما نحوه وراجع تهذيب التهذيب : ١ / ٥٩٠ / ١٥٧٧ ومقتل الحسين للخوارزمى : ١ / ١٦٥ .
(٢) تاريخ دمشق : ١٤ / ٢٢٢ ; الملاحم والفتن : ٣٣٥ / ٤٨٨ نحوه .

 ١١٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / استشهاد الحسين فى كربلاء

تربتها فشمّها ، ثمّ قال :

واهاً لك أيّتها التربة ، ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب .

فلمّا رجع هرثمة من غزوته إلي امرأته ـ وهى جرداء بنت سمير ، وكانت شيعةً لعلىّ ـ فقال لها زوجها هرثمة : ألا اُعجّبك من صديقك أبى الحسن ؟ لمّا نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمّها وقال : واهاً لك يا تربة ، ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب ! وما علمه بالغيب ؟

فقالت : دعنا منك أيّها الرجل ، فإنّ أمير المؤمنين لم يقل إلاّ حقّاً .

فلمّا بعث عبيد الله بن زياد البعث الذى بعثه إلي الحسين بن علىّ وأصحابه ، قال : كنت فيهم فى الخيل التى بعث إليهم ، فلمّا انتهيت إلي القوم وحسين وأصحابه عرفت المنزل الذى نزل بنا علىٌّ فيه ، والبقعة التى رفع إليه من ترابها ، والقول الذى قاله ، فكرهت مسيرى ، فأقبلت علي فرسى حتي وقفت علي الحسين ، فسلّمت عليه ، وحدّثته بالذى سمعت من أبيه فى هذا المنزل .

فقال الحسين : معنا أنت أو علينا ؟

فقلت : يابن رسول الله ، لا معك ولا عليك ، تركت أهلى وولدى أخاف عليهم من ابن زياد .

فقال الحسين : فولِّ هرباً حتي لا تري لنا مقتلاً ، فو الذى نفس محمّد بيده لا يري مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلاّ أدخله الله النار .

قال : فأقبلت فى الأرض هارباً حتي خفى علىَّ مقتله(١) .


(١) وقعة صفّين : ١٤٠ ، الأمالى للصدوق : ١٩٩ / ٢١٣ عن هرثمة بن أبى مسلم ، شرح الأخبار : ٣ / ١٤١ / ١٠٨٣ عن هزيمة بن سلمة وكلاهما نحوه .

 ١١٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / استشهاد الرضا فى خراسان

٥٨٤٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : كأنّى بالقصور قد شيّدت حول قبر الحسين ، وكأنّى بالمحامل تخرج من الكوفة إلي قبر الحسين ، ولا تذهب الليالى والأيّام حتي يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بنى مروان(١) .

٣ / ٢

استشهاد الرضا فى خراسان

٥٨٤٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : سيُقتل رجل من ولدى بأرض خراسان بالسمّ ظلماً ، اسمه اسمى ، واسم أبيه اسم ابن عمران موسي  ¼ ، ألا فمن زاره فى غربته غفر الله عزّ وجلّ له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار(٢) .

٣ / ٣

مصير الحرب فى وقعة الجمل

٥٨٤٥ ـ المعجم الكبير عن الأجلح بن عبد الله عن زيد بن علىّ عن أبيه عن ابن عبّاس : لمّا بلغ أصحاب علىّ حين ساروا إلي البصرة أنّ أهل البصرة قد اجتمعوا لطلحة والزبير شقّ عليهم ووقع فى قلوبهم ، فقال علىّ :

والذى لا إله غيره ، ليظهرنّ علي أهل البصرة ، وليقتلنّ طلحة والزبير ،


(١) عيون أخبار الرضا : ٢ / ٤٨ / ١٩٠ عن أحمد بن عامر وأحمد بن عبد الله الهروى وداود بن سليمان عن الإمام الرضا عن آبائه (ع) ، صحيفة الإمام الرضا  ¼ : ٢٤٨ / ١٦١ عن الإمام زين العابدين  ¼ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٨٧ / ٩ .
(٢) من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٥٨٤ / ٣١٨٨ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ٢٥٩ / ١٧ ، الأمالى للصدوق : ١٨١ / ١٨٥ كلّها عن النعمان بن سعد ، روضة الواعظين : ٢٥٨ .

 ١١٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / مصير الحرب فى وقعة الجمل

وليخرجنّ إليكم من الكوفة ستّة آلاف وخمسمائة وخمسون رجلا ، أو خمسة آلاف وخمسمائة وخمسون رجلا ـ شكّ الأجلح ـ .

قال ابن عبّاس : فوقع ذلك فى نفسى ، فلمّا أتي أهل الكوفة خرجت ، فقلت : لأنظرنّ ، فإن كان كما تقول فهو أمر سمعه ، وإلاّ فهى خديعة الحرب ، فلقيت رجلا من الجيش فسألته ، فو الله ما عتّم أن قال ما قال علىّ . قال ابن عبّاس : وهو ممّا كان رسول الله  ½ يخبره(١) .

٥٨٤٦ ـ الأمالى للطوسى عن المنهال بن عمرو : أخبرنى رجل من تميم قال : كنّا مع علىّ بن أبى طالب  ¼ بذى قار ونحن نري أنّا سنُختطف فى يومنا ، فسمعته يقول :

والله لنظهرنّ علي هذه الفرقة ، ولنقتلنّ هذين الرجلين ـ يعنى طلحة والزبير ـ ولنستبيحنّ عسكرهما .

قال التميمى : فأتيت إلي عبد الله بن عبّاس فقلت : أ ما تري إلي ابن عمّك وما يقول ؟

فقال : لا تعجل حتي تنظر ما يكون .

فلمّا كان من أمر البصرة ما كان أتيته فقلت : لا أري ابن عمّك إلاّ قد صدق .

فقال : ويحك ! إنّا كنّا نتحدّث أصحاب محمّد أنّ النبىّ  ½ عهد إليه ثمانين عهداً لم يعهد شيئاً منها إلي أحد غيره ، فلعلّ هذا ممّا عهد إليه(٢) .

راجع :القسم السادس / وقعة الجمل / استنصار الإمام من الكوفة / وصول قوّات الكوفة إلي الإمام .


(١) المعجم الكبير : ١٠ / ٣٠٥ / ١٠٧٣٨ .
(٢) الأمالى للطوسى : ١١٣ / ١٧٣ ، الأمالى للمفيد : ٣٣٥ / ٥ ، بشارة المصطفي : ٢٤٧ .

 ١١٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / مصير الخوارج

٣ / ٤

مصير الخوارج

٥٨٤٧ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ لمّا عزم علي حرب الخوارج ـ : مصارعهم دون النطفة . والله لا يُفلِت منهم عشرة ، ولا يَهلك منكم عشرة !(١)

قال ابن أبى الحديد فى شرح كلامه  ¼ : هذا الخبر من الأخبار التى تكاد تكون متواترة لاشتهاره ونقل الناس كافّة له ، وهو من معجزاته وأخباره المفصّلة عن الغيوب .

الأخبار علي قسمين : أحدهما الأخبار المجملة ، ولا إعجاز فيها ، نحو أن يقول الرجل لأصحابه : إنّكم ستنصرون علي هذه الفئة التى تلقونها غداً ، فإن نُصِر جعل ذلك حُجّة له عند أصحابه وسمّاها معجزة وإن لم ينصر قال لهم : تغيرت نيّاتكم وشككتم فى قولى ، فمنعكم الله نصره ، ونحو ذلك من القول ، ولأنّه قد جرت العادة أنّ الملوك والرؤساء يَعِدون أصحابهم بالظفر والنصر ، ويُمنّونهم الدُّوَل ، فلا يدل وقوع ما يقع من ذلك علي إخبار عن غيب يتضمّن إعجازاً .

والقسم الثانى : فى الأخبار المفصّلة عن الغيوب ، مثل هذا الخبر ، فإنّه لا يحتمل التلبيس لتقييده بالعدد المعيّن فى أصحابه وفى الخوارج ، ووقوع الأمر بعد الحرب بموجبه من غير زيادة ولا نقصان ، وذلك أمرٌ إلهى عرفه من جهة رسول الله  ½ وعرفه رسول الله  ½ من جهة الله سبحانه ، والقوّة البشريّة تقصُر عن


(١) نهج البلاغة : الخطبة ٥٩ ; ينابيع المودّة : ١ / ٢٠٦ / ٤ .

 ١١٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / ما تقع بعده من الفتن

إدراك مثل هذا ، ولقد كان له من هذا الباب ما لم يكن لغيره(١) .

راجع : القسم السادس / وقعة النهروان / إخبار الإمام بما سيقع فى الحرب ، وإخبار الإمام باستمرار طريقتهم فى التاريخ .

٣ / ٥

ما تقع بعده من الفتن

٥٨٤٨ ـ الإمام علىّ  ¼ : لو فقدتمونى لرأيتم من بعدى اُموراً يتمنّي أحدكم الموت ممّا يري من أهل الجحود والعدوان من أهل الأثرة ، والاستخفاف بحقّ الله تعالي ذكره ، والخوف علي نفسه ! فإذا كان ذلك فاعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ، وعليكم بالصبر والصلاة والتقيّة(٢) .

٥٨٤٩ ـ أنساب الأشراف عن جندب بن عبد الله الأزدى : إنّ عليّاً خطبهم حين استنفرهم إلي الشام بعد النهروان فلم ينفروا فقال : . . . أما إنّكم ستلقون بعدى ذلاًّ شاملاً ، وسيفاً قاطعاً ، وأثرة يتّخذها الظالمون فيكم سنّة ، فيفرّق جماعتكم ، ويبكى عيونكم ، ويدخل الفقر بيوتكم ، وتتمنّون عن قليل أنّكم رأيتمونى فنصرتمونى ، فستعلمون حقّ ما أقول ولا يبعد الله إلاّ من ظلم وأثم(٣) .

٥٨٥٠ ـ شرح نهج البلاغة عن زياد بن فلان : كنّا فى بيت مع علىّ  ¼ نحن شيعته وخواصّه ، فالتفت فلم ينكر منّا أحداً ، فقال :


(١) شرح نهج البلاغة : ٥ / ٣ ; بحار الأنوار : ٤١ / ٣١٨ .
(٢) الخصال : ٦٢٦ / ١٠ عن أبى بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، تحف العقول : ١١٥ ، تفسير فرات : ٣٦٧ / ٤٩٩ .
(٣) أنساب الأشراف : ٣ / ١٥٤ ، الإمامة والسياسة : ١ / ١٧١ ، المعيار والموازنة : ١٨٦ ; تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٩٣ ، الغارات : ٢ / ٤٨٢ عن إسماعيل بن رجاء الزبيدى ، شرح الأخبار : ٢ / ٧٣ / ٤٤١ ، دعائم الإسلام : ١ / ٣٩١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٧٢ كلّها نحوه .


إرجاعات 
٣٥٨ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثالثة : وقعة النهروان / الفصل الخامس : مسير جيش الإمام إلى النهروان / إخبار الإمام بما سيقع في الحرب
٣٨٢ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثالثة : وقعة النهروان / الفصل السابع : القتال / كلام الإمام عند المرور بقتلى الخوارج

 ١١٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / ما تقع بعده من الفتن

إنّ هؤلاء القوم سيظهرون عليكم ، فيقطعون أيديكم ، ويسملون أعينكم .

فقال رجلٌ منّا : وأنت حىّ يا أمير المؤمنين ؟ قال : أعاذنى الله من ذلك .

فالتفتّ فإذا واحدٌ يبكى ، فقال له : يابن الحمقاء ، أ تريد اللذّات فى الدنيا والدرجات فى الآخرة ؟ ! إنّما وعد الله الصابرين(١) .

٥٨٥١ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ من خطبته لأهل الكوفة ـ : سيُسلّط عليكم من بعدى سلطان صعب ، لا يوقّر كبيركم ، ولا يرحم صغيركم ، ولا يكرم عالمكم ، ولا يقسم الفىء بالسويّة بينكم ، وليضربنّكم ويذلّنّكم ويجمّرنّكم(٢) فى المغازى ويقطعنّ سبيلكم ، وليحجبنّكم علي بابه ، حتي يأكل قويّكم ضعيفكم ، ثمّ لا يبعد الله إلاّ من ظلم منكم ، ولقلّما أدبر شىء ثمّ أقبل ، وإنّى لأظنّكم فى فترة(٣) .

٥٨٥٢ ـ عنه  ¼ : أيّها الناس ، إنّى دعوتكم إلي الحقّ فتلوّيتم علىَّ ، وضربتكم بالدرّة فأعييتمونى ، أما إنّه سيليكم من بعدى ولاة لا يرضون منكم بهذا حتي يعذّبوكم بالسياط وبالحديد ، إنّه من عذّب الناس فى الدنيا عذّبه الله فى الآخرة . وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتي يحلّ بين أظهركم ، فيأخذ العمّال وعمّال العمّال رجل يقال له : يوسف بن عمر(٤) (٥) .


(١) شرح نهج البلاغة : ٤ / ١٠٩ .
(٢) تجمير الجند : أن يحبسهم فى أرض العدوّ (لسان العرب : ٤ / ١٤٦) .
(٣) الإرشاد : ١ / ٢٨١ ، الاحتجاج : ١ / ٤١٤ / ٨٩ .
(٤) ابن محمّد بن الحكم بن أبى عقيل الثقفى ، أمير العراقين وخراسان لهشام ، ثمّ أمّره الوليد بن يزيد ، وكان مهيباً ، جبّاراً ، وكان من أقارب الحجّاج بن يوسف (سير أعلام النبلاء : ٥ / ٤٤٢ / ١٩٧) .
(٥) الإرشاد : ١ / ٣٢٢ ، الغارات : ٢ / ٤٥٨ عن زيد بن علىّ بن أبى طالب ، الخرائج والجرائح : ١ / ٢٠٣ / ٤٥ نحوه ; شرح نهج البلاغة : ٢ / ٣٠٦ عن زيد بن علىّ .

 ١١٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / ما تقع بعده من الفتن

٥٨٥٣ ـ عنه  ¼ : يأتى من بعدكم زمان يُنكر فيه الحقّ تسعة أعشِرائهم ، لا ينجو فيه إلاّ كلّ نُوَمَة(١) (٢) .

٥٨٥٤ ـ معانى الأخبار عن أبى الطفيل عن الإمام علىّ  ¼ : إنّ بعدى فتناً مظلمة ، عمياء مشكّكة ، لا يبقي فيها إلاّ النُّوَمة .

قيل : وما النُّوَمة يا أمير المؤمنين ؟

قال : الذى لا يدرى الناس ما فى نفسه(٣) .

٥٨٥٥ ـ الإمام علىّ  ¼ : سيأتى عليكم من بعدى زمان ليس فى ذلك الزمان شىء أخفي من الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب علي الله تعالي ورسوله  ½ ، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلى حقّ تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعاً ولا أغلي ثمناً من الكتاب إذا حُرّف عن مواضعه ، وليس فى العباد ولا فى البلاد شىء هو أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر ، وليس فيها فاحشة أنكر ، ولا عقوبة أنكي من الهدي عند الضلال فى ذلك الزمان ، فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته حتي تمالت بهم الأهواء ، وتوارثوا ذلك من الآباء ، وعملوا بتحريف الكتاب كذباً وتكذيباً ، فباعوه بالبخس وكانوا فيه من الزاهدين(٤) .

٥٨٥٦ ـ عنه  ¼ ـ من خطبة له يصف فيها الزمان المقبل ـ : إنّه سيأتى عليكم من


(١) النُّوَمَة : الخامل الذِّكر الذى لا يُؤبَه له (النهاية : ٥ / ١٣١) .
(٢) عيون الأخبار لابن قتيبة : ٢ / ٣٥٢ عن أوفي بن دلهم .
(٣) معانى الأخبار : ١٦٦ / ١ .
(٤) الكافى : ٨ / ٣٨٧ / ٥٨٦ عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه ، بحار الأنوار : ٧٧ / ٣٦٦ / ٣٤ .

 ١١٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / ما تقع بعده من الفتن

بعدى زمان ليس فيه شىء أخفي من الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب علي الله ورسوله ، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلى حقّ تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حُرّف عن مواضعه ، ولا فى البلاد شىء أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر ! فقد نبذ الكتابَ حملتُه ، وتناساه حفظتُه : فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيّان ، وصاحبان مُصطحبان فى طريق واحد لا يُؤويهما مؤو !

فالكتاب وأهله فى ذلك الزمان فى الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم ! لأنّ الضلالة لا توافق الهدي ، وإن اجتمعا . فاجتمع القوم علي الفُرقة ، وافترقوا علي الجماعة ، كأنّهم أئمّة الكتاب وليس الكتابُ إمامَهم ، فلم يبقَ عندهم منه إلاّ اسمه ، ولا يعرفون إلاّ خطّه وزَبره(١) . ومن قبل ما مثّلوا بالصالحين كلّ مُثلة ، وسمّوا صدقهم علي الله فرية ، وجعلوا فى الحسنة عقوبة السيّئة(٢) .

٥٨٥٧ ـ عنه  ¼ ـ من خطبة له يصف فيها آخر الزمان ـ : أيّها الناس ! سيأتى عليكم زمانٌ يُكفأ فيه الإسلام كما يُكفأ الإناء بما فيه(٣) .

٥٨٥٨ ـ عنه  ¼ : يأتى علي الناس زمان لا يبقي فيهم من القرآن إلاّ رسمه ، ومن الإسلام إلاّ اسمه . ومساجدهم يومئذ عامرة من البناء ، خراب من الهدي ، سكّانها وعُمّارها شرّ أهل الأرض ، منهم تخرج الفتنة ، وإليهم تأوى الخطيئة ، يَرُدّون من شذّ عنها فيها ، ويسوقون من تأخّر عنها إليها . يقول الله سبحانه : فبى حلفتُ لأبعثنّ علي اُولئك فتنةً تترك الحليم فيها حيران . وقد فعل ، ونحن نستقيل


(١) زَبَرتُ الكتاب أزْبُره : إذا أتْقَنتُ كتابته (النهاية : ٢ / ٢٩٣) .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٤٧ .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ١٠٣ .

 ١٢٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / مُلك بنى اُميّة وزواله

الله عثرة الغفلة(١) .

راجع: القسم الخامس عشر / كيد أعدائه لإطفاء نوره / إخبار الإمام عن سبّه والبراءة منه .

٣ / ٦

مُلك بنى اُميّة وزواله

٥٨٥٩ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ علي منبر الكوفة ـ : ألا لعن الله الأفجرين من قريش : بنى اُميّة وبنى مغيرة ، أمّا بنو مغيرة فقد أهلكهم الله بالسيف يوم بدر ، وأمّا بنو اُميّة فهيهات هيهات ! أما والذى فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لو كان المُلك من وراء الجبال لَيثبوا عليه حتي يصلوا(٢) .

٥٨٦٠ ـ عنه  ¼ ـ من خطبة له بالمدينة ـ : سيجمع هؤلاء لشرّ يوم لبنى اُميّة كما يجمع قزع(٣) الخريف ، يؤلّف الله بينهم ، ثمّ يجعلهم ركاماً كركام السحاب ، ثمّ يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم كسيل الجنّتين سيل العرم حيث بعث عليه فارة ، فلم يثبت عليه أكمّة(٤) ، ولم يردّ سننه رضّ طود(٥) .

يذعذعهم(٦) الله فى بطون أودية ، ثمّ يسلكهم ينابيع فى الأرض ، يأخذ بهم من قوم حقوق قوم ، ويمكّن بهم قوماً فى ديار قوم ، تشريداً لبنى اُميّة ، ولكيلا


(١) نهج البلاغة : الحكمة ٣٦٩ .
(٢) كنز العمّال : ١١ / ٣٦٣ / ٣١٧٥٣ نقلا عن ابن عساكر عن قيس بن أبى حازم وراجع تفسير فرات : ٢٢١ / ٢٩٦ .
(٣) قَزع : قِطَع السَّحاب المُتَفرّقة (النهاية : ٤ / ٥٩) .
(٤) الأكَمَة : الرابية (النهاية : ١ / ٥٩) .
(٥) طودٌ : جَبَلٌ (النهاية : ٣ / ١٤١) .
(٦) الذَّعْذَعَة : التفريق (النهاية : ٢ / ١٦٠) .


إرجاعات 
٣٥٣ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل السابع : كيد أعدائه لإطفاء نوره / إشاعة سبّه

 ١٢١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / مُلك بنى اُميّة وزواله

يغتصبوا ما غصبوا ، يضعضع الله بهم ركناً ، وينقض بهم طىَّ الجنادل(١) من إرم ، ويملأ منهم بطنان(٢) الزيتون .

فو الذى فلق الحبّة وبرأ النسمة ، ليكوننّ ذلك وكأنّى أسمع صهيل خيلهم وطمطمة(٣) رجالهم ، وايم الله ، ليذوبنّ ما فى أيديهم بعد العلوّ والتمكين فى البلاد كما تذوب الألية علي النار ، من مات منهم مات ضالاًّ ، وإلي الله عزّ وجلّ يفضي منهم من درج ، ويتوب الله عزّ وجلّ علي من تاب ، ولعلّ الله يجمع شيعتى بعد التشتّت لشرّ يوم لهؤلاء(٤) .

٥٨٦١ ـ عنه  ¼ ـ من خطبة له يصف فيها بنى اُميّة ـ : افترقوا بعد اُلفتهم ، وتشتّتوا عن أصلهم ، فمنهم آخذٌ بغصن أينما مال مال معه . علي أنّ الله تعالي سيجمعهم لشرّ يوم لبنى اُميّة كما تجتمع قَزعُ الخريف ! يؤلّف الله بينهم ، ثمّ يجمعهم ركاماً كركام السحاب ، ثمّ يفتح لهم أبواباً . يسيلون من مستثارهم كسيل الجنّتين ، حيث لم تسلم عليه قارة ، ولم تثبت عليه أكمة ، ولم يرُدَّ سَننَه رصُّ طود ، ولا حِدابُ(٥) أرض .

يُذعذعهم الله فى بطون أوديته ، ثمّ يسلكهم ينابيع فى الأرض ، يأخذ بهم من قوم حقوق قوم ، ويمكّن لقوم فى ديار قوم . وايم الله ، ليذوبنّ ما فى أيديهم بعد


(١) الجَنْدَل : الحِجَارة (لسان العرب : ١١ / ١٢٨) ، أى ينقض الله بهم البنيان المطويّة والمبنيّة بالجنادل والاحجار من بلاد إرم .
(٢) البُطنان : جمع بَطْن ، وهو الغامض الداخل من الأرض (لسان العرب : ١٣ / ٥٥) .
(٣) الطِمْطِمٌ : صوت الرعد (لسان العرب : ١٢ / ٣٧٢) . أى أصوات رجالهم .
(٤) الكافى : ٨/٦٤/٢٢ ، الإرشاد : ١ / ٢٩٣ نحوه وكلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق  ¼ .
(٥) الحَدَبُ : غَلِيظ الأرضِ ومُرتَفعها ، وجمعه حِداب (النهاية : ١ / ٣٤٩) .

 ١٢٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / مُلك بنى اُميّة وزواله

العلوّ والتمكين ، كما تذوب الألية علي النار(١) .

٥٨٦٢ ـ عنه  ¼ ـ يشير إلي ظلم بنى اُميّة ـ : والله لا يزالون حتي لا يَدَعُوا لله مُحرَّماً إلاّ استحلّوه ، ولا عقداً إلاّ حلّوه ، وحتي لا يبقي بيت مدر ولا وبر إلاّ دخله ظلمهم ونَبا به سوء رعيهم ، وحتي يقوم الباكيان يبكيان : باك يبكى لدينه ، وباك يبكى لدنياه ، وحتي تكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد من سيّده ، إذا شهد أطاعه ، وإذا غاب اغتابه ، وحتي يكون أعظمَكم فيها عناءً ، أحسنُكم بالله ظنّاً ، فإن أتاكم الله بعافية فاقبلوا ، وإن ابتليتم فاصبروا ، فإنّ العاقبة للمتّقين(٢) .

٥٨٦٣ ـ عنه  ¼ : ألا إنّ أخوف الفتن عندى عليكم فتنة بنى اُميّة ; إنّها فتنة عمياء مظلمة(٣) .

٥٨٦٤ ـ عنه  ¼ : ألا وإنّ أخوف الفتن عندى عليكم فتنة بنى اُميّة ، فإنّها فتنة عمياء مظلمة : عمّت خطّتها ، وخَصّت بليّتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمى عنها . وايم الله ، لتجدنّ بنى اُميّة لكم أربابَ سوء بعدى ، كالنَّاب الضروس ; تَعذم(٤) بفيها ، وتَخبط بيدها ، وتَزبن برجلها ، وتمنع درّها ، لا يزالون بكم حتي لا يتركوا منكم إلاّ نافعاً لهم ، أو غير ضائر بهم .

ولا يزال بلاؤهم عنكم حتي لا يكون انتصار أحدكم منهم إلاّ كانتصار العبد


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٦٦ .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ٩٨ .
(٣) الغارات : ١ / ١٠ عن ابن أبى ليلي ، شرح الأخبار : ٢ / ٤٠ / ٤١٠ وص ٢٨٧ / ٦٠١ ، كتاب سليم بن قيس : ٢ / ٧١٤ / ١٧ وفيه "إنّها فتنة عمياء صمّاء مطبقة مظلمة" ; الفتن : ١ / ١٩٥ / ٥٢٩ عن ذرّ بن حبيش .
(٤) العَذم : العَضّ (النهاية : ٣ / ٢٠٠) .

 ١٢٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / مُلك بنى اُميّة وزواله

من ربّه ، والصاحب من مستصحبه ، تَرِدُ عليكم فتنتهم شوهاء مخشيّة ، وقطعاً جاهليّة ، ليس فيها منار هديً ، ولا علم يري .

نحن أهل البيت منها بمنجاة ، ولسنا فيها بدُعاة ، ثمّ يُفرّجها الله عنكم كتفريج الأديم ، بمن يَسومهم خَسفاً(١) ، ويسوقهم عُنفاً ، ويسقيهم بكأس مُصبّرة(٢) لا يعطيهم إلاّ السيف ، ولا يُحلسهم(٣) إلاّ الخوف ، فعند ذلك تودّ قريش ـ بالدنيا وما فيها ـ لو يَروننى مَقاماً واحداً ، ولو قدر جزر جزور ، لاِقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونيه !(٤)

٥٨٦٥ ـ عنه  ¼ : يظنّ الظانّ أنّ الدنيا معقولة علي بنى اُميّة ; تمنحهم درّها ، وتوردهم صفوها ، ولا يرفع عن هذه الاُمّة سوطها ولا سيفها ، وكذب الظانّ لذلك ، بل هى مجّة(٥) من لذيذ العيش ; يتطعّمونها برهة ، ثمّ يلفظونها جملة !(٦)

٥٨٦٦ ـ عنه  ¼ ـ فى ذكر بنى اُميّة ـ : يظهر أهل باطلها علي أهل حقّها حتي تملأ الأرض عدواناً وظلماً وبدعاً ، إلي أن يضع الله عزّ وجلّ جبروتها ، ويكسر عمدها ، وينزع أوتادها ، ألا وإنّكم مدركوها ، فانصروا قوماً كانوا أصحاب رايات بدر وحنين ، تؤجروا ولا تُمالِئوا عليهم عدوّهم فتصرعكم البليّة وتحُلّ


(١) الخَسْفُ : النُّقْصان والهَوان (النهاية : ٢ / ٣١) .
(٢) الصَّبِرُ بكسر الباء فى المشهور : الدواءُ المُرّ ، والكأس المُصبَّرةُ : التى يُجعل فيها الصَّبر (مجمع البحرين : ٢ / ١٠٠٥) .
(٣) الأحلاس : جمع حِلْس ، وهو الكِسَاء الذى يلى البعير تحت القَتَب (النهاية : ١ / ٤٢٣)استحلسنا الخوفَ : لزمناه (أساس البلاغة : ٩٢) .
(٤) نهج البلاغة : الخطبة ٩٣ .
(٥) المَجّ : الرمى ، وما بقى فى الإناء إلاّ مَجَّة : أى قَدْر ما يُمَجّ (انظر لسان العرب : ٢ / ٣٦١) .
(٦) نهج البلاغة : الخطبة ٨٧ .

 ١٢٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / مُلك بنى اُميّة وزواله

بكم النقمة(١) .

٥٨٦٧ ـ عنه  ¼ : فاُقسم بالله ، يا بنى اُميّة عمّا قليل لتعرفُنّها فى أيدى غيركم وفى دار عدوّكم(٢) .

٥٨٦٨ ـ عنه  ¼ : فاُقسم بالله الذى فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لتنتحرنّ عليها يا بنى اُميّة ، ولتعرفنّها فى أيدى غيركم ودار عدوّكم عمّا قليل ، وليعلمنّ نبأه بعد حين(٣) .

٥٨٦٩ ـ عنه  ¼ ـ فى بنى اُميّة ـ : لا يزال هؤلاء القوم آخذين بثَبَج(٤) هذا الأمر ما لم يختلفوا بينهم ، فإذا اختلفوا بينهم خرجت منهم ، فلم تعد إليهم إلي يوم القيامة . يعنى : بنى اُميّة(٥) .

٥٨٧٠ ـ عنه  ¼ : إنّ لبنى اُميّة مِرْوَداً(٦) يجرون فيه ، ولو قد اختلفوا فيما بينهم ثمّ كادتهم الضباع لغلبتهم(٧) .

٥٨٧١ ـ عنه  ¼ : فاُقسم ثمّ اُقسم ، لتَنخَمَنّها اُميّة من بعدى كما تُلفظ النُّخامة ، ثمّ لا


(١) شرح نهج البلاغة : ٧ / ٥٨ .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٠٥ .
(٣) الإرشاد : ١ / ٢٧٦ .
(٤) الثَّبَجُ : الوسط (النهاية : ١ / ٢٠٦) .
(٥) الفتن : ١ / ١٩٣ / ٥٢٢ ; الملاحم والفتن : ٨٤ / ٣١ كلاهما عن عبيدة .
(٦) قال الشريف الرضى : والمِرْوَد هنا : مِفْعَل من الإرواد ; وهو الإمهال والإظهار ، وهذا من أفصح الكلام وأغربه ، فكأنّه  ¼ شبّه المهلة التى هم فيها بالمضمار الذى يجرون فيه إلي الغاية ، فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها (المصدر) .
(٧) نهج البلاغة : الحكمة ٤٦٤ ، نثر الدرّ : ١ / ٣١١ .

 ١٢٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / مُلك بنى اُميّة وزواله

تذوقها ولا تطعم بطعمها أبداً ما كَرَّ الجديدان(١) .

٥٨٧٢ ـ عنه  ¼ : لا يزال بلاء بنى اُميّة شديداً حتي يبعث الله العُصَب مثل قزع الخريف ، يأتون من كلٍّ ، ولا يستأمرون أميراً ولا مأموراً ، فإذا كان ذلك أذهب الله مُلك بنى اُميّة(٢) .

٥٨٧٣ ـ عنه  ¼ : إنّ بنى اُميّة لا يزالون يطعنون فى مِسْحَل ضلالة ، ولهم فى الأرض أجل ونهاية ، حتي يُهريقوا الدم الحرام فى الشهر الحرام ، والله لكأنّى أنظر إلي غُرْنوق(٣) من قريش يتشحّط فى دمه ، فإذا فعلوا ذلك لم يبقَ لهم فى الأرض عاذِر ، ولم يبقَ لهم ملك علي وجه الأرض بعد خمس عشرة ليلة(٤) .

٥٨٧٤ ـ المناقب لابن شهر آشوب عن الأعمش بروايته عن رجل من همدان : كنّا مع علىّ  ¼ بصفّين ، فهزم أهلُ الشام ميمنة العراق ، فهتف بهم الأشتر ليتراجعوا ، فجعل أمير المؤمنين  ¼ يقول لأهل الشام : يا أبا مسلم خذهم ـ ثلاث مرات ـ .

فقال الأشتر : أ وَليس أبو مسلم معهم ؟

قال : لست اُريد الخولانى ، وإنّما اُريد رجلا يخرج فى آخر الزمان من المشرق ، يهلك الله به أهل الشام ، ويسلب عن بنى اُميّة ملكهم(٥) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٥٨ .
(٢) الفتن : ١ / ١٩٧ / ٥٣٩ عن النزّال بن سبرة .
(٣) الغُرْنُوق : الشابّ الناعم الأبيض (النهاية : ٣ / ٣٦٤) .
(٤) الفائق فى غريب الحديث : ٢ / ١٦١ ، شرح نهج البلاغة : ١٩ / ١٣١ وفيه "مَسجَل" بدل "مِسْحَل" ، وقال فى ذيله : الغِرْنوق : القُرشى الذى قتلوه ثمّ انقضي أمرُهم عقيب قتله : إبراهيم الإمام ، وقد اختلفت الرواية فى كيفيّة قتله ; فقيل : قتل بالسيف ، وقيل : خُنق فى جراب فيه نُورة ، وحديث أمير المؤمنين  ¼ يُسند الرواية الاُولي .
(٥) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٦٢ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٣١٠ / ٣٩ .