الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الحادي عشر

 

١٥١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

قال ابن أبى الحديد فى شرح ما مرّ من كلامه  ¼ (فى الخطبة : ٩٣) : "فصل فى ذكر اُمور غيبيّة أخبر بها الإمام ثمّ تحقّقت" :

واعلم أنّه  ¼ قد أقسم فى هذا الفصل بالله الذى نفسه بيده ، أنّهم لا يسألونه عن أمر يحدث بينهم وبين القيامة إلاّ أخبرهم به ، وأنّه ما صحّ من طائفة من الناس يهتدى بها مائة وتضلّ بها مائة ، إلاّ وهو مخبرٌ لهم ـ إن سألوه ـ برعاتها وقائدها وسائقها ومواضع نزول ركابها وخيولها ، ومن يقتل منها قتلا ، ومن يموت منها موتاً .

وهذه الدعوي ليست منه  ¼ ادّعاء الربوبيّة ، ولا ادّعاء النبوّة ، ولكنّه كان يقول : إنّ رسول الله  ½ أخبره بذلك . ولقد امتحنّا إخباره فوجدناه موافقاً ، فاستدللنا بذلك علي صدق الدعوي المذكورة ، كإخباره عن الضربة يُضرب بها فى رأسه فتخضِب لحيته .

وإخباره عن قتل الحسين ابنه    ¤ ، وما قاله فى كربلاء حيث مرّ بها .

وإخباره بملك معاوية الأمر من بعده ، وإخباره عن الحجّاج ، وعن يوسف بن

 ١٥٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

عمر ، وما أخبر به من أمر الخوارج بالنهروان ، وما قدّمه إلي أصحابه من إخباره بقتل من يقتل منهم ، وصلب من يصلب .

وإخباره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، وإخباره بعدة الجيش الوارد إليه من الكوفة لمّا شخص  ¼ إلي البصرة لحرب أهلها .

وإخباره عن عبد الله بن الزبير ، وقوله فيه : "خَبٌّ(١) ضَبّ ، يروم أمراً ولا يدركه ، ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا ، وهو بعد مصلوب قريش" .

وكإخباره عن هلاك البصرة بالغرق ، وهلاكها تارةً اُخري بالزنج ، وهو الذى صحّفه قوم فقالوا : بالريح ، وكإخباره عن ظهور الرايات السود من خراسان ، وتنصيصه علي قوم من أهلها يعرفون ببنى رزيق ـ بتقديم المهملة ـ وهم آل مصعب الذين منهم طاهر بن الحسين وولده وإسحاق بن إبراهيم ، وكانوا هم وسلفهم دعاة الدولة العبّاسيّة .

وكإخباره عن الأئمّة الذين ظهروا من ولده بطبرستان(٢) ، كالناصر والداعى وغيرهما ، فى قوله  ¼ : "و إنّ لآل محمّد بالطالقان(٣) لكنزاً سيظهره الله إذا شاء ، دعاؤه حقّ يقوم بإذن الله فيدعو إلي دين الله" .

وكإخباره عن مقتل النفس الزكيّة بالمدينة ، وقوله : "إنّه يُقتل عند أحجار


(١) الخَبُّ بالفتح : الخدَّاعُ (النهاية : ٢ / ٤) .
(٢) طَبَرِسْتان : هى البلاد المعروفة بمازندران ، ومن أعيان بلدانها : استراباد وسارويه وآمل (راجع : معجم البلدان : ٤ / ١٣) .
(٣) الطَّالَقَان : بلدتان ; إحداهما فى إيران قرب قزوين ، والاُخري فى أفغانستان بين مرو الروذ (و رواليز) وبلخ .

 ١٥٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

الزيت(١)" .

وكقوله عن أخيه إبراهيم المقتول بباب حمزة : "يُقتل بعد أن يَظهر ، ويُقهر بعد أن يَقهر" .

وقوله فيه أيضاً : "يأتيه سهم غَرِب يكون فيه منيّته فيا بؤساً للرامى ! شُلّت يده ، ووهن عضده" .

وكإخباره عن قتلي وجّ(٢) ، وقوله فيهم "هم خير أهل الأرض" .

وكإخباره عن المملكة العلويّة بالغرب ، وتصريحه بذكر كتامة ; وهم الذين نصروا أبا عبد الله الداعى المعلّم .

وكقوله وهو يشير إلي أبى عبد الله المهدى : وهو أوّلهم ثمّ يظهر صاحب القيروان(٣) الغضّ البضّ ، ذو النسب المحض ، المنتجب من سلالة ذى البداء ، المسجّي بالرداء . وكان عبيد الله المهدى أبيض مترفاً مشرباً بحمرة ، رخص البدن ، تارّ(٤) الأطراف . وذو البداء : إسماعيل بن جعفر بن محمّد    ¤ ، وهو المسجّي بالرداء ; لأنّ أباه أبا عبد الله جعفراً سجّاه بردائه لمّا مات ، وأدخل إليه وجوه الشيعة يشاهدونه ، ليعلموا موته ، وتزول عنهم الشبهة فى أمره .

وكإخباره عن بنى بويه وقوله فيهم : "و يخرج من ديلمان(٥) بنو الصيّاد" ، إشارة إليهم . وكان أبوهم صيّاد السمك ، يصيد منه بيده ما يتقوّت هو وعياله


(١) أحْجَار الزَّيْت : موضع بالمدينة ، وهو موضع صلاة الاستسقاء (معجم البلدان : ١ / ١٠٩) .
(٢) وَجّ : وهو الطائف(معجم البلدان : ٥ / ٣٦١) .
(٣) القَيْرَوان : مدينة عظيمة فى شمال إفريقية (راجع معجم البلدان : ٤ / ٤٢٠) . وهى اليوم من مُدن تونس .
(٤) التَّارُّ : الممتَلئ البدن (النهاية : ١ / ١٨٦) .
(٥) دَيْلَمان : من مناطق إيران القديمة الواقعة فى شمال همدان .

 ١٥٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

بثمنه ، فأخرج الله تعالي من ولده لصلبه ملوكاً ثلاثة ، ونشر ذريّتهم حتي ضربت الأمثال بملكهم .

وكقوله  ¼ فيهم : "ثمّ يستشري أمرهم حتي يملكوا الزوراء ، ويخلعوا الخلفاء . فقال له قائل : فكم مدّتهم يا أمير المؤمنين ؟ فقال : مائة أو تزيد قليلا" .

وكقوله فيهم : "و المترف ابن الأجذم ، يقتله ابن عمّه علي دجلة" ، وهو إشارة إلي عزّ الدولة بختيار بن معزّ الدولة أبى الحسين ، وكان معزّ الدولة أقطع اليد ، قطعت يده للنكوص فى الحرب ، وكان ابنه عزّ الدولة بختيار مترفاً ، صاحب لهو وشرب ، وقتله عضد الدولة فناخسرو ابن عمّه بقصر الجصّ علي دجلة فى الحرب ، وسلبه ملكه .

فأمّا خلعهم للخلفاء ، فإنّ معزّ الدولة خلع المستكفى ورتّب عوضه المطيع ، وبهاء الدولة أبا نصر بن عضد الدولة خلع الطائع ورتّب عوضه القادر ، وكانت مدّة ملكهم كما أخبر به  ¼ .

وكإخباره  ¼ لعبد الله بن العبّاس  § عن انتقال الأمر إلي أولاده ، فإنّ علىّ بن عبد الله لمّا ولد ، أخرجه أبوه عبد الله إلي علىّ  ¼ ، فأخذه وتفل فى فيه وحنّكه بتمرة قد لاكها ، ودفعه إليه ، وقال : خذ إليك أبا الأملاك . هكذا الرواية الصحيحة ، وهى التى ذكرها أبو العبّاس المبرّد فى كتاب "الكامل" ، وليست الرواية التى يذكر فيها العدد بصحيحة ولا منقولة من كتاب معتمد عليه .

وكم له من الإخبار عن الغيوب الجارية هذا المجري ، ممّا لو أردنا استقصاءه لكرّسنا له كراريس كثيرة ، وكتب السير تشتمل عليها مشروحة(١) .


(١) شرح نهج البلاغة : ٧ / ٤٧ ـ ٥٠ .

 ١٥٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

وقال ابن أبى الحديد أيضاً فى شرح الخطبة ٣٧ تحت عنوان "الأخبار الواردة عن معرفة الإمام علىّ  ¼ بالاُمور الغيبيّة" :

روي ابن هلال الثقفى فى كتاب "الغارات" عن زكريّا بن يحيي العطّار عن فُضيل عن محمّد بن علىّ ، قال : لمّا قال على  ¼ : سلونى قبل أن تفقدونى ، فو الله لا تسألوننى عن فئة تُضلّ مائة وتهدى مائة إلاّ أنبأتكم بناعقتها وسائقتها ـ قام إليه رجل فقال : أخبرنى بما فى رأسى ولحيتى من طاقة شعر !

فقال له علىّ  ¼ : والله لقد حدّثنى خليلى أنّ علي كلّ طاقة شعر من رأسك ملكاً يلعنك ، وأنّ علي كلّ طاقة شعر من لحيتك شيطاناً يغويك ، وأنّ فى بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله  ½ ـ وكان ابنه قاتل الحسين  ¼ يومئذ طفلا يحبو ـ وهو سنان بن أنس النخعى .

وروي محمّد بن إسماعيل بن عمرو البجلى ، قال : أخبرنا عمرو بن موسي الوجيهى عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث ، قال : قال علىّ  ¼ علي المنبر :

ما أحد جرت علي المواسى إلاّ وقد أنزل الله فيه قرآناً .

فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له : فما أنزل الله تعالي فيك ؟

فقام الناس إليه يضربونه ، فقال :

دعوه ، أ تقرأ سورة هود ؟

قال : نعم .

قال : فقرأ  ¼ ³ أَ فَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ  ²  (١) ثمّ قال : الذى


(١) هود : ١٧ .

 ١٥٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

كان علي بيّنة من ربّه محمّد  ½ ، والشاهد الذى يتلوه أنا . . . .

وروي عثمان بن سعيد عن شريك بن عبد الله ، قال : لمّا بلغ عليّاً  ¼ أنّ الناس يتّهمونه فيما يذكره من تقديم النبى  ½ وتفضيله إيّاه علي الناس ، قال :

أنشد الله من بقى ممّن لقى رسول الله  ½ وسمع مقاله فى يوم غدير خمّ إلاّ قام فشهد بما سمع .

فقام ستّة ممّن عن يمينه ، من أصحاب رسول الله  ½ ، وستّة ممّن علي شماله من الصحابة أيضاً ، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله  ½ يقول ذلك اليوم ، وهو رافع بيدى علىّ  ½ : "من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه .

وروي محمّد بن علىّ الصوّاف عن الحسين بن سفيان عن أبيه عن شمير بن سدير الأزدى ، قال : قال علىّ  ¼ لعمرو بن الحمق الخزاعى :

أين نزلت يا عمرو ؟

قال : فى قومى .

قال : لا تنزلنّ فيهم .

قال : فأنزل فى بنى كنانة جيراننا ؟

قال : لا .

قال : فأنزل فى ثقيف ؟

قال : فما تصنع بالمعرّة والمجرّة ؟

قال : وما هما ؟

 ١٥٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

قال : عُنقان من نار ، يخرجان من ظهر الكوفة ، يأتى أحدهما علي تميم وبكر بن وائل ، فقلّما يفلت منه أحد ، ويأتى العنق الآخر ، فيأخذ علي الجانب الآخر من الكوفة ، فقلّ من يصيب منهم ، إنّما يدخل الدار فيحرق البيت والبيتين .

قال : فأين أنزل ؟

قال : انزلْ فى بنى عمرو بن عامر ، من الأزد .

ـ قال : فقال قوم حضروا هذا الكلام : ما نراه إلاّ كاهناً يتحدّث بحديث الكهنة ـ .

فقال : يا عمرو ، إنّك المقتول بعدى ، وإنّ رأسك لمنقول ، وهو أوّل رأس ينقل فى الإسلام ، والويل لقاتلك ! أما إنّك لا تنزل بقوم إلاّ أسلموك برمّتك ، إلاّ هذا الحىّ من بنى عمرو بن عامر من الأزد ، فإنّهم لن يسلموك ولن يخذلوك .

قال : فو الله ما مضت إلاّ أيّام حتي تنقّل عمرو بن الحمق فى خلافة معاوية فى بعض أحياء العرب ، خائفاً مذعوراً ، حتي نزل فى قومه من بنى خزاعة ، فأسلموه ، فقتل وحمل رأسه من العراق إلي معاوية بالشام ، وهو أوّل رأس حمل فى الإسلام من بلد إلي بلد .

وروي إبراهيم بن ميمون الأزدى عن حبّة العرنى ، قال : كان جويرية بن مسهر العبدى صالحاً ، وكان لعلىّ بن أبى طالب صديقاً ، وكان علىّ يحبّه ، ونظر يوماً إليه وهو يسير ، فناداه : يا جويرية ، الحقْ بى ، فإنّى إذا رأيتك هويتك .

قال إسماعيل بن أبان : فحدّثنى الصبّاح عن مسلم عن حبّة العُرنى ، قال : سرنا مع علىّ  ¼ يوماً فالتفت فإذا جويرية خلفه بعيداً ، فناداه : يا جويرية ، الحقْ بى لا أبا لك ! ألا تعلم أنّى أهواك واُحبّك ! قال : فركض نحوه ، فقال له :

 ١٥٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

إنّى محدّثك باُمور فاحفظها .

ثمّ اشتركا فى الحديث سرّاً ، فقال له جويرية : يا أمير المؤمنين ، إنّى رجلٌ نسىّ .

فقال له : إنّى اُعيدُ عليك الحديث لتحفظه ، ثمّ قال له فى آخر ما حدّثه إيّاه : يا جويرية ، أحبب حبيبنا ما أحبّنا ، فإذا أبغضنا فأبغضه ، وأبغض بغيضنا ما أبغضنا ، فإذا أحبّنا فأحبّه .

قال : فكان ناس ممّن يشكّ فى أمر علىّ  ¼ يقولون : أ تراه جعل جويرية وصيّه كما يدّعى هو من وصيّة رسول الله  ½ ؟

قال : يقولون ذلك لشدّة اختصاصه له ، حتي دخل علي علىّ  ¼ يوماً ، وهو مضطجع ، وعنده قوم من أصحابه ، فناداه : جويرية ، أيّها النائم استيقظ ، فلتُضربنّ علي رأسك ضربة تخضب منها لحيتك ، قال : فتبسّم أمير المؤمنين  ¼ ، قال :

واُحدّثك يا جويرية بأمرك ; أما والذى نفسى بيده لتعتلنّ إلي العتلّ الزنيم ، فليقطعنّ يدك ورجلك وليصلبنّك تحت جذع كافر .

قال : فو الله ما مضت إلاّ أيّام علي ذلك حتي أخذ زياد جويرية ، فقطع يده ورجله وصلبه إلي جانب جذع ابن مكعبر ، وكان جذعاً طويلا ، فصلبه علي جذع قصير إلي جانبه .

وروي إبراهيم فى كتاب "الغارات" عن أحمد بن الحسن الميثمى ، قال : كان ميثم التمّار مولي علىّ بن أبى طالب  ¼ عبداً لامرأة من بنى أسد ، فاشتراه علىّ  ¼ منها وأعتقه ، وقال له : ما اسمك ؟

فقال : سالم .

 ١٥٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

فقال : إنّ رسول الله  ½ أخبرنى أنّ اسمك الذى سمّاك به أبوك فى العجم : ميثم .

فقال : صدق الله ورسوله ، وصدقت يا أمير المؤمنين ، فهو والله اسمى .

قال : فارجع إلي اسمك ، ودع سالماً ، فنحن نكنّيك به ، فكنّاه أبا سالم .

قال : وقد كان قد أطلعه علىّ  ¼ علي علم كثير ، وأسرار خفيّة من أسرار الوصيّة ، فكان ميثم يحدّث ببعض ذلك ، فيشكّ فيه قوم من أهل الكوفة ، وينسبون عليّاً  ¼ فى ذلك إلي المخرقة والإيهام والتدليس ، حتي قال له يوماً بمحضر من خَلْق كثير من أصحابه ، وفيهم الشاكّ والمخلص :

يا ميثم ، إنّك تؤخذ بعدى وتصلب ، فإذا كان اليوم الثانى ابتدر منخراك وفمك دماً ، حتي تخضب لحيتك ، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربة يقضي عليك ، فانتظر ذلك . والموضع الذى تصلب فيه علي باب دار عمرو بن حريث ، إنّك لعاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهّرة ـ يعنى الأرض ـ ولأرينّك النخلة التى تصلب علي جذعها .

ثمّ أراه إيّاها بعد ذلك بيومين ، وكان ميثم يأتيها ، فيصلّى عندها ، ويقول : بوركت من نخلة لك خُلقت ، ولى نبتّ ، فلم يزل يتعاهدها بعد قتل علىّ  ¼ ، حتي قطعت ، فكان يرصد جذعها ، ويتعاهده ويتردّد إليه ، ويبصره ، وكان يلقي عمرو بن حريث ، فيقول له :

إنّى مجاورك فأحسن جوارى . فلا يعلم عمرو ما يريد ، فيقول له : أ تريد أن تشترى دار ابن مسعود ، أم دار ابن حكيم ؟ !

قال : وحجّ فى السنة التى قتل فيها ، فدخل علي اُمّ سلمة رضى الله عنها ،

 ١٦٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

فقالت له : من أنت ؟ ! قال : عراقى . فاستنسبته ، فذكر لها أنّه مولي علىّ بن أبى طالب . فقالت : أنت هيثم . قال : بل أنا ميثم .

فقالت : سبحان الله ! والله لربّما سمعت رسول الله  ½ يوصى بك عليّاً فى جوف الليل .

فسألها عن الحسين بن علىّ ، فقالت : هو فى حائط له ، قال :

أخبريه أنّى قد أحببت السلام عليه ، ونحن ملتقون عند ربّ العالمين إن شاء الله ، ولا أقدر اليوم علي لقائه ، واُريد الرجوع .

فدعت بطيب فطيّبت لحيته ، فقال لها : أما إنّها ستخضب بدم .

فقالت : من أنبأك هذا ؟ قال : أنبأنى سيّدى .

فبكت اُمّ سلمة ، وقالت له : إنّه ليس بسيّدك وحدك ; هو سيّدى وسيّد المسلمين ، ثمّ ودّعته . فقدم الكوفة ، فاُخذ واُدخل علي عبيد الله بن زياد . وقيل له : هذا كان من آثر الناس عند أبى تراب . قال : ويحكم ! هذا الأعجمى ؟ !

قالوا : نعم . فقال له عبيد الله : أين ربّك ؟ قال : بالمرصاد .

قال : قد بلغنى اختصاص أبى تراب لك . قال : قد كان بعض ذلك ، فما تريد ؟

قال : وإنّه ليقال إنّه قد أخبرك بما سيلقاك . قال : نعم ، إنّه أخبرنى .

قال : ما الذى أخبرك أنّى صانع بك ؟ قال : أخبرنى أنّك تصلُبنى عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهّرة . قال : لاُخالفنّه .

قال : ويحك ! كيف تخالفه ؟ ! إنّما أخبر عن رسول الله  ½ ، وأخبر رسول الله عن جبرائيل ، وأخبر جبرائيل عن الله ، فكيف تخالف هؤلاء ؟ ! أما والله لقد

 ١٦١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

عرفت الموضع الذى اُصلب فيه أين هو من الكوفة ، وإنّى لأوّل خلق الله اُلجم فى الإسلام بلجام كما يلجم الخيل .

فحبسه وحبس معه المختار بن أبى عبيدة الثقفى ، فقال ميثم للمختار ـ وهما فى حبس ابن زياد ـ : إنّك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين  ¼ ، فتقتل هذا الجبّار الذى نحن فى سجنه ، وتطأ بقدمك هذه علي جبهته وخدّيه .

فلمّا دعا عبيد الله بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلي عبيد الله بن زياد ، يأمره بتخلية سبيله ، وذاك أنّ اُخته كانت تحت عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، فسألت بعلها أن يشفع فيه إلي يزيد فشفع ، فأمضي شفاعته ، وكتب بتخلية سبيل المختار علي البريد ، فوافي البريد ، وقد اُخرج ليضرب عنقه ، فاُطلق .

وأمّا ميثم فاُخرج بعده لِيُصلب ، وقال عبيد الله : لأمضين حكم أبى تراب فيه .

فلقيه رجل ، فقال له : ما كان أغناك عن هذا يا ميثم ؟ فتبسّم ، وقال :

لها خلقت ، ولى غُذِيتْ .

فلمّا رفع علي الخشبة اجتمع الناس حوله علي باب عمرو بن حريث ، فقال عمرو : لقد كان يقول لى : إنّى مجاورك . فكان يأمر جاريته كلّ عشيّة أن تكنس تحت خشبته وترشّه ، وتجمّر بالمجمر تحته .

فجعل ميثم يحدّث بفضائل بنى هاشم ، ومخازى بنى اُميّة ، وهو مصلوب علي الخشبة ، فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد .

فقال : ألجموه فاُلجم ، فكان أوّل خلق الله اُلجم فى الإسلام . فلمّا كان فى اليوم الثانى فاضت منخراه وفمه دماً ، فلمّا كان فى اليوم الثالث طُعِن بحربة فمات .

 ١٦٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

وكان قتل ميثم قبل قدوم الحسين  ¼ العراق بعشرة أيّام .

قال إبراهيم : وحدّثنى إبراهيم بن العبّاس النهدى ، حدّثنى مبارك البجلى عن أبى بكر بن عياش ، قال : حدّثنى المجالد عن الشعبى عن زياد بن النضر الحارثى ، قال : كنت عند زياد ، وقد أتي برشيد الهجرى ـ وكان من خواصّ أصحاب علىّ  ¼ ـ فقال له زياد : ما قال خليلك لك إنّا فاعلون بك ؟

قال : تقطعون يدىّ ورجلىّ ، وتصلبوننى .

فقال زياد : أما والله لاُكذّبنّ حديثه ، خلّوا سبيله ، فلمّا أراد أن يخرج قال :

ردّوه ، لا نجد شيئاً أصلح ممّا قال لك صاحبك ، إنّك لا تزال تبغى لنا سوءاً إن بقيت ، اقطعوا يديه ورجليه . فقطعوا يديه ورجليه ، وهو يتكلّم .

فقال : اصلبوه خنقاً فى عنقه .

فقال رشيد : قد بقى لى عندكم شىء ما أراكم فعلتموه .

فقال زياد : اقطعوا لسانه .

فلمّا أخرجوا لسانه ليقطع قال : نفّسوا عنّى أتكلّم كلمة واحدة .

فنفّسوا عنه ، فقال : هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين ، أخبرنى بقطع لسانى .

فقطعوا لسانه وصلبوه .

وروي أبو داود الطيالسى عن سليمان بن رزيق عن عبد العزيز بن صهيب ، قال : حدّثنى أبو العالية ، قال : حدّثنى مزرع صاحب علىّ بن أبى طالب  ¼ أنّه قال : ليقبلنّ جيش حتي إذا كانوا بالبيداء ، خُسف بهم .

 ١٦٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

قال أبو العالية : فقلت له : إنّك لتحدّثنى بالغيب !

فقال : احفظ ما أقوله لك ، فإنّما حدّثنى به الثقة علىّ بن أبى طالب .

وحدّثنى أيضاً شيئاً آخر : ليؤخذنّ رجل فليقتلنّ وليصلبنّ بين شُرفتين من شُرف المسجد .

فقلت له : إنّك لتحدّثنى بالغيب ! فقال : احفظ ما أقول لك .

قال أبو العالية : فو الله ، ما أتت علينا جمعة حتي اُخذ مزرع ، فقتل وصلب بين شرفتين من شرف المسجد .

قلت : حديث الخسف بالجيش قد خرّجه البخارى ومسلم فى الصحيحين ، عن اُمّ سلمة رضى الله عنها ، قالت : سمعت رسول الله  ½ يقول : يعوذ قوم بالبيت حتي إذا كانوا بالبيداء خسف بهم . فقلت : يا رسول الله ، لعلّ فيهم المكره أو الكاره ، فقال : يخسف بهم ، ولكن يحشرون ـ أو قال : يبعثون علي نيّاتهم يوم القيامة .

قال : فسئل أبو جعفر محمّد بن علىّ : أ هى بيداء من الأرض ؟ فقال : كَلاّ والله إنّها بيداء المدينة . أخرج البخارى بعضه وأخرج مسلم الباقى .

وروي محمّد بن موسي العنزى ، قال : كان مالك بن ضمرة الرؤاسى من أصحاب علىّ  ¼ ، وممّن استبطن من جهته علماً كثيراً ، وكان أيضاً قد صحب أبا ذرّ ، فأخذ من علمه ، وكان يقول فى أيّام بنى اُميّة : اللهمّ لا تجعلنى أشقي الثلاثة . فيقال له : وما الثلاثة ؟ فيقول : رجل يرمي من فوق طمار ، ورجل تقطع يداه ورجلاه ولسانه ويصلب ، ورجل يموت علي فراشه .

فكان من الناس من يهزأ به ، ويقول : هذا من أكاذيب أبى تراب .

 ١٦٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة / كلام حول ما أخبر به الإمام من الاُمور الغيبيّة

قال : وكان الذى رمى به من طمار هانئ بن عروة ، والذى قطع وصلب رشيد الهجرى ، ومات مالك علي فراشه(١) .

راجع : القسم الحادى عشر .

القسم السادس / وقعة الجمل ، ووقعة صفّين ، ووقعة النهروان .

القسم الثامن / إخبار الإمام باستشهاده .

القسم الخامس عشر / كيد أعدائه لإطفاء نوره / إخبار الإمام عن سبّه والبراءة منه .

القسم السادس عشر / حجر بن عدى ، ورشيد الهجرى ، وقنبر ، وكميل بن زياد ، وميثم التمّار .


(١) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٩٥ .


إرجاعات 
٧ - المجلد العاشر / القسم الحادي عشر : علوم الإمام علي‏ / المدخل
٧١ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الاُولى : وقعة الجمل / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب
٢٧٩ - المجلد الخامس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثانية : وقعة صفّين / الفصل الأوّل : مواصفات الحرب
٢٥٧ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثالثة : وقعة النهروان / المدخل
٢٠٣ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام عليّ / الفصل الثاني : إخبار الإمام باستشهاده
٣٥٣ - المجلد الحادي عشر / القسم الخامس عشر : بغض الإمام عليّ / الفصل السابع : كيد أعدائه لإطفاء نوره / إشاعة سبّه
٨٤ - المجلد الثاني عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام عليّ وعمّاله / حُجْرُ بنُ عَدِيّ
١٠٩ - المجلد الثاني عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام عليّ وعمّاله / رُشَيدٌ الهَجَرِيّ
٢٥١ - المجلد الثاني عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام عليّ وعمّاله / قَنْبَرٌ مَولى أميرِ المُؤمنين
٢٧٢ - المجلد الثاني عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام عليّ وعمّاله / كُمَيْلُ بنُ زِيَاد
٣١٧ - المجلد الثاني عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام عليّ وعمّاله / مَيْثَمٌ التَّمّار

 ١٦٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات

٤ / ١

رؤية نور الوحى

٥٩١٤ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى خطبته المسمّاة بالقاصعة ـ : ولقد كان[  ½ ] يُجاور فى كلّ سنة بحِراء ، فأراه ولا يراه غيرى . ولم يَجمع بيت واحد يومئذ فى الإسلام غيرَ رسول الله  ½ وخديجة وأنا ثالثهما ; أري نور الوحى والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة .

ولقد سمعت رَنّة الشيطان حين نزل الوحى عليه  ½ ، فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الرَّنّة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيِس من عبادته . إنّك تسمع ما أسمع ، وتري ما أري ، إلاّ أنّك لست بنبىّ ، ولكنّك لَوزير ، وإنّك لَعلي خير(١) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٢ .

 ١٦٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / سماع رنّة الشيطان

٤ / ٢

سماع رنّة الشيطان

٥٩١٥ ـ الإمام علىّ  ¼ : كنت مع رسول الله  ½ صبيحة الليلة التى اُسرى به فيها وهو بالحجْر يصلّى ، فلمّا قضي صلاته وقضيت صلاتى سمعت رنّةً شديدة ، فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الرنّة ؟ قال : ألا تعلم ؟ ! هذه رنّة الشيطان ; علم أنّى اُسرى بى الليلة إلي السماء فأيس من أن يُعبد فى هذه الأرض(١) .

٤ / ٣

إمداد الملائكة

٥٩١٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : لقد قُبض رسول الله  ½ وإنّ رأسه لعلي صدرى . ولقد سالت نفسه فى كفّى ، فأمررتُها علي وجهى . ولقد وُلِّيتُ غُسله  ½ والملائكة أعوانى ، فضجّت الدار والأفنية ; ملأ ٌ يهبط ، وملأ يعرج ، وما فارقتْ سمعى هَيْنَمةٌ(٢) منهم ، يصلّون عليه حتي وارَيناه فى ضريحه(٣) .

٥٩١٧ ـ عنه  ¼ : لقد قُبض النبىّ  ½ وإنّ رأسه لفى حجرى ، ولقد وُلّيتُ غسله بيدى ، تقلّبه الملائكة المقرّبون معى(٤) .

٥٩١٨ ـ فضائل الصحابة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس : ذُكر عنده علىّ بن


(١) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٠٩ ; بحار الأنوار : ١٨ / ٢٢٣ .
(٢) هى الكلام الخَفِىّ لا يُفهَم (النهاية : ٥ / ٢٩٠) .
(٣) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٧ .
(٤) الأمالى للمفيد : ٢٣٥ / ٥ ، الأمالى للطوسى : ١١ / ١٣ كلاهما عن الأصبغ بن نباتة ، وقعة صفّين : ٢٢٤ عن أبى سنان الأسلمى .

 ١٦٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / مخاطبة الأرواح

أبى طالب ، فقال : إنّكم لتذكرون رجلا كان يسمع وطء جبريل فوق بيته !(١)

راجع : القسم العاشر / الخصائص الحربيّة / جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره .

٤ / ٤

مخاطبة الأرواح

٥٩١٩ ـ الكافى عن حبّة العرنى : خرجت مع أمير المؤمنين  ¼ إلي الظَّهْر ، فوقف بوادى السلام(٢) كأنّه مخاطِب لأقوام ، فقمت بقيامه حتي أعييت ، ثمّ جلست حتي مللت ، ثمّ قمت حتي نالنى مثل ما نالنى أوّلا ، ثمّ جلست حتي مللت ، ثمّ قمت وجمعت ردائى ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّى قد أشفقت عليك من طول القيام ، فراحة ساعة ! ثمّ طرحت الرداء ليجلس عليه .

فقال لى : يا حبّة ، إن هو إلاّ محادثة مؤمن أو مؤانسته .

قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، وإنّهم لكذلك ؟

قال : نعم ، ولو كُشف لك لرأيتهم حَلقاً حَلقاً مُحْتَبين(٣) يتحادثون .

فقلت : أجسام أم أرواح ؟

فقال : أرواح ، وما من مؤمن يموت فى بقعة من بقاع الأرض إلاّ قيل لروحه : الحَقى بوادى السلام . وإنّها لبقعة من جنّة عدن(٤) .


(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٥٤ / ١١١٢ ، ذخائر العقبي : ١٦٩ .
(٢) وادِى السَّلام : اسم موضع فى ظهر الكوفة يقرب من النجف (مجمع البحرين : ٢ / ٨٧٢) .
(٣) الاحْتِباء : هو أن يضُمّ الإنسان رجلَيه إلي بَطنه بثَوب يَجمَعهما به مع ظَهره ، ويَشُدُّه عليها . وقد يكون الاحتِباء باليَدَين عوَض الثوب (النهاية : ١ / ٣٣٥) .
(٤) الكافى : ٣ / ٢٤٣ / ١ .


إرجاعات 
٤٣٩ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الخامس : الخصائص الحربيّة / جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره

 ١٦٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / معرفة الأرواح

٤ / ٥

معرفة الأرواح

٥٩٢٠ ـ الإمام الصادق  ¼ : إنّ رجلا جاء إلي أمير المؤمنين  ¼ وهو مع أصحابه فسلّم عليه ، ثمّ قال له : أنا والله اُحبّك وأتولاّك ! فقال له أمير المؤمنين  ¼ : كذبت !

قال : بلي والله ، إنّى اُحبّك وأتولاّك ! ـ فكرّر ثلاثاً ـ فقال له أمير المؤمنين  ¼ : كذبت ! ما أنت كما قلت ; إنّ الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفى عام ، ثمّ عرض علينا المحبّ لنا ، فو الله ما رأيت روحك فيمن عرض ، فأين كنت ؟ !

فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه(١) .

٥٩٢١ ـ الاختصاص عن الأصبغ بن نباتة : كنت مع أمير المؤمنين  ¼ ، فأتاه رجلٌ فسلّم عليه ، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين ، إنّى والله لاُحبّك فى الله ، واُحبّك فى السرّ كما اُحبّك فى العلانية ، وأدين الله بولايتك فى السرّ كما أدين بها فى العلانية . وبيد أمير المؤمنين عودٌ طأطأ رأسه ، ثمّ نكَتَ بالعود ساعةً فى الأرض ، ثمّ رفع رأسه إليه فقال :

إنّ رسول الله  ½ حدّثنى بألف حديث ، لكلّ حديث ألف باب ، وإنّ أرواح المؤمنين تلتقى فى الهواء فتَشامّ(٢) وتتعارف ; فما تعارَف منها ائتلف ، وما تناكَر منها اختلف . وبحقّ الله لقد كذبت ! فما أعرف وجهك فى الوجوه ، ولا اسمك فى


(١) الكافى : ١ / ٤٣٨ / ١ ، بصائر الدرجات : ٨٧ / ١ كلاهما عن صالح بن سهل وح ٢ عن أبى محمّد المشهدى نحوه وراجع ح ٣ ـ ٨ .
(٢) فى المصدر وبحار الأنوار : "فتشمّ" ، والتصحيح من المصدرين الآخرين . قال ابن الأثير : شامَمْتُ فلاناً إذا قارَبْتَه وتَعرَّفْتَ ما عندَه بالاختبار والكشْف ، وهى مفاعلة من الشَّمّ (النهاية : ٢ / ٥٠٢) .

 ١٦٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / معرفة الأرواح

الأسماء(١) .

٥٩٢٢ ـ الإمام الباقر  ¼ : بينا أمير المؤمنين يوماً جالس(٢) فى المسجد وأصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنّ الله يعلم أنّى أدينه بحبّك فى السرّ كما أدينه بحبّك فى العلانية ، وأتولاّك فى السرّ كما أتولاّك فى العلانية .

فقال له أمير المؤمنين  ¼ : صدقت ! أما فاتّخذ للفقر جلباباً ; فإنّ الفقر أسرع إلي شيعتنا من السيل إلي قرار الوادى .

قال : فولّي الرجل وهو يبكى فرحاً لقول أمير المؤمنين  ¼ : صدقت .

قال : وكان هناك رجل من الخوارج يحدّث صاحباً(٣) له قريباً من أمير المؤمنين  ¼ ، فقال أحدهما : تالله إن رأيت كاليوم قطّ ! إنّه أتاه رجل فقال له : إنّى اُحبّك ، فقال له : صدقت . فقال له الآخر : ما أنكرت ذلك ، أ تجد بدّاً من أن إذا قيل له : إنّى اُحبّك أن يقول : صدقت ; أ تعلم أنّى اُحبّه ؟ فقال : لا . قال : فأنا أقوم فأقول له مثل ما قال له الرجل فيردّ علىَّ مثل ما ردّ عليه . قال : نعم . فقام الرجل فقال له مثل مقالة الرجل الأوّل ، فنظر إليه مليّاً ثمّ قال له : كذبت ! لا والله ما تحبّنى ولا اُحبّك(٤) .


(١) الاختصاص : ٣١١ ، بصائر الدرجات : ٣٩١ / ٢ ، بحار الأنوار : ٦١ / ١٣٤ / ٧ وراجع كنز العمّال : ٩ / ١٧٢ / ٢٥٥٦٠ .
(٢) فى المصدر : "جالساً" ، والصحيح ما أثبتناه كما فى بصائر الدرجات وبحار الأنوار .
(٣) فى المصدر : "و صاحباً" بدل "و يحدّث صاحباً له" ، والتصحيح من بصائر الدرجات وبحار الأنوار .
(٤) الاختصاص : ٣١٢ ، بصائر الدرجات : ٣٩١ / ٣ كلاهما عن سعد الخفّاف ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٩٤ / ١٧ .

 ١٧٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / لقاء الخضر

٤ / ٦

لقاء الخضر

٥٩٢٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : دخلت الطواف فى بعض الليل فإذا أنا برجل متعلّق بأستار الكعبة وهو يقول : يا من لا يمنعه سمع عن سمع ، ويا من لا تغلطه المسائل ، ويا من لا يبرحه(١) إلحاح الملحّين ، ولا مسألة السائلين ; ارزقنى برد عفوك وحلاوة رحمتك !

قال : فقلت له : يا هذا ، أعِد علىَّ ما قلت . قال : قال لى : أ وَسمعته ؟ ! قلت : نعم . قال لى : والذى نفس الخضر بيده ـ قال : وكان هو الخضر ـ لا يقولها عبد خلف صلاة مكتوبة إلاّ غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر ، ورمل عالِج(٢) ، وورق الشجر ، وعدد النجوم ، لغفرها الله له(٣) .

٥٩٢٤ ـ عنه  ¼ : رأيت الخضر  ¼ فى المنام قبل بدر بليلة ، فقلت له : علّمنى شيئاً اُنصَر به علي الأعداء ، فقال : "قل : يا هو يا من لا هو إلاّ هو" . فلمّا أصبحت قصصتها علي رسول الله  ½ ، فقال لى : "يا علىّ ، عُلّمتَ الاسم الأعظم" . فكان علي لسانى يوم بدر(٤) .


(١) بَرَّح فلانٌ وأبْرَحَ : آذي بالإلحاح (انظر لسان العرب : ٢ / ٤١٠) . وفى المصادر الاُخري : "يبرمه" .
(٢) عَالِج : رمال بين فيد والقُرَيات فى الحجاز ، وهى متّصلة بالثعلبيّة علي طريق مكّة ، لا ماء فيها (معجم البلدان : ٤ / ٧٠) .
(٣) تاريخ دمشق : ١٦ / ٤٢٦ وص ٤٢٥ ، البداية والنهاية : ١ / ٣٣٢ كلّها عن يزيد بن الأصمّ ، الهواتف لابن أبى الدنيا : ٥٥ / ٦٢ عن محمّد بن يحيي نحوه ; الأمالى للمفيد : ٩٢ / ٨ عن محمّد ابن الحنفيّة نحوه .
(٤) التوحيد : ٨٩ / ٢ عن أبى البخترى عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، عدّة الداعى : ٢٦٢ عن الصدوق عن أبيه عن جدّه .

 ١٧١ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / لقاء الخضر

٥٩٢٥ ـ الإمام الجواد عن آبائه (ع) : أقبل أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذات يوم ومعه الحسن بن علىّ وسلمان الفارسى ، وأمير المؤمنين متّكئ علي يد سلمان (ع) ، فدخل المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلّم علي أمير المؤمنين وجلس بين يديه وقال : يا أمير المؤمنين ، أسألك عن ثلاث مسائل . . . ثمّ قام فمضي ، فقال أمير المؤمنين للحسن    ¤ : يا أبا محمّد ، اتّبعه فانظر أين يقصد . قال : فخرجت فى أثره ، فما كان إلاّ أن وضع رجله خارج المسجد حتي ما دريت أين أخذ من الأرض ! فرجعت إلي أمير المؤمنين  ¼ فأعلمته ، فقال : يا أبا محمّد ، تعرفه ؟ قلت : لا ، والله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم ، فقال : هو الخضر  ¼ (١) .

٥٩٢٦ ـ الإمام الرضا  ¼ : لما قُبض رسول الله  ½ جاء الخضر  ¼ فوقف علي باب البيت وفيه علىّ وفاطمة والحسن والحسين (ع) ، ورسول الله  ½ قد سُجّى(٢) بثوبه ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمّد ، كلّ نفس ذائقة الموت ، وإنّما توفّون اُجوركم يوم القيامة ، إنّ فى الله خلفاً من كلّ هالك ، وعزاءً من كلّ مصيبة ، ودَركاً من كلّ فائت ، فتوكّلوا عليه ، وثقوا به ، وأستغفر الله لى ولكم .

فقال أمير المؤمنين  ¼ : هذا أخى الخضر  ¼ ، جاء يعزّيكم بنبيّكم  ½ (٣) .

٥٩٢٧ ـ التوحيد عن الأصبغ بن نباتة : لمّا جلس علىّ  ¼ فى الخلافة وبايعه الناس خرج إلي المسجد . . . فصعد المنبر . . . ثمّ قال : يا معشر الناس ! سلونى


(١) الغيبة للنعمانى : ٥٨ / ٢ ، الاحتجاج : ٢ / ٩ / ١٤٨ كلاهما عن داود بن القاسم الجعفرى ، بحار الأنوار : ٣٦ / ٤١٤ / ١ .
(٢) أى غُطِّى (النهاية : ٢ / ٣٤٤) .
(٣) كمال الدين : ٣٩١ / ٥ عن الحسن بن علىّ بن فضّال ، بحار الأنوار : ٢٢ / ٥١٥ / ١٨ وراجع الكافى : ٣ / ٢٢٢ / ٨ والطبقات الكبري : ٢ / ٢٦٠ وكنز العمّال : ٧ / ٢٥٠ / ١٨٧٨٥ .

 ١٧٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / التكلّم مع الأرض

قبل أن تفقدونى . فقام إليه رجل من أقصي المسجد متوكّئاً علي عصاه ، فلم يزل يتخطّي الناس حتي دنا منه فقال : يا أمير المؤمنين ، دلّنى علي عمل أنا إذا عملته نجّانى الله من النار . قال له : اسمع يا هذا ثمّ افهم ثمّ استيقن ! قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه ، وبغنىّ لا يبخل بماله علي أهل دين الله ، وبفقير صابر . فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغنىّ ، ولم يصبر الفقير ، فعندها الويل والثبور ، وعندها يعرف العارفون بالله أنّ الدار قد رجعت إلي بدئها ; أى الكفر بعد الإيمان .

أيّها السائل ! فلا تغترّنّ بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتّي .

أيّها السائل ! إنّما الناس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر .

فأمّا الزاهد فلا يفرح بشىء من الدنيا أتاه ، ولا يحزن علي شىء منها فاته ; وأمّا الصابر فيتمنّاها بقلبه ، فإن أدرك منها شيئاً صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها ; وأمّا الراغب فلا يبالى من حلّ أصابها أم من حرام .

قال له : يا أمير المؤمنين ، فما علامة المؤمن فى ذلك الزمان ؟ قال : ينظر إلي ما أوجب الله عليه من حقّ فيتولاّه ، وينظر إلي ما خالفه فيتبرّأ منه وإن كان حميماً قريباً . قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين !

ثمّ غاب الرجل فلم نره ، فطلبه الناس فلم يجدوه ، فتبسّم علىّ  ¼ علي المنبر ثمّ قال : ما لكم ! هذا أخى الخضر  ¼ (١) .

٤ / ٧

التكلّم مع الأرض

٥٩٢٨ ـ علل الشرائع عن تميم بن جذيم : كنّا مع علىّ  ¼ حيث توجّهنا إلي


(١) التوحيد : ٣٠٦ / ١ .

 ١٧٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / تسبيح الحصي فى يده

البصرة ، قال : فبينما نحن نُزول إذا اضطربت الأرض ، فضربها علىّ  ¼ بيده ، ثمّ قال لها : ما لكِ ؟ ثمّ أقبل علينا بوجهه ، ثمّ قال لنا : أما إنّها لو كانت الزلزلة التى ذكرها الله عزّ وجلّ فى كتابه لأجابتنى ، ولكنّها ليست بتلك(١) .

٤ / ٨

تسبيح الحصي فى يده

٥٩٢٩ ـ الخرائج والجرائح عن أنس : إنّه [النبىّ  ½ ] أخذ كفّاً من الحصي فسبّحن فى يده ، ثمّ صبّهنّ فى يد علىّ  ¼ فسبّحن فى يده ، حتي سمعنا التسبيح فى أيديهما ! ثمّ صبّهنّ فى أيدينا فما سبّحت(٢) .

٤ / ٩

إحياء الشجرة اليابسة

٥٩٣٠ ـ إرشاد القلوب عن الحارث الأعور الهمدانى : خرجنا مع أمير المؤمنين حتي انتهينا إلي العاقُول(٣) بالكوفة علي شاطئ الفرات ، فإذا نحن بأصل شجرة ، وقد وقع أوراقها وبقى عودها يابساً ، فضربها بيده المباركة وقال لها : ارجعى بإذن الله خضراء ذات ثمر ! فإذا هى تخضرّ بأغصانها مثمرة مورقة وحمْلها الكمّثري الذى لا يُري مثله فى فواكه الدنيا ! وطعمنا منه وتزوّدنا وحملنا .

فلمّا كان بعد أيّام عدنا إليها فإذا بها خضراء فيها الكمّثري !(٤)


(١) علل الشرائع : ٥٥٥ / ٥ ، تأويل الآيات الظاهرة : ٢ / ٨٣٦ / ٣ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٥٣ / ١٣ .
(٢) الخرائج والجرائح : ١ / ٤٧ / ٦١ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٥٢ / ١٠ .
(٣) العاقُول : مَعطِف الوادى والنهرِ . وقيل : عاقول النهرِ والوادى والرمْلِ : ما اعوجَّ منه ، وكلّ مَعطِف واد عاقولٌ (تاج العروس : ١٥ / ٥٠٩) .
(٤) إرشاد القلوب : ٢٧٨ ، إثبات الوصيّة : ١٦٣ ، بصائر الدرجات : ٢٥٤ / ٣ وفيهما "الحرث" بدل "الحارث" ، الخرائج والجرائح : ١ / ٢١٨ / ٦٢ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٤٨ / ١ .

 ١٧٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / إصابة المستهزئ به بالجنون

٤ / ١٠

إصابة المستهزئ به بالجنون

٥٩٣١ ـ الإرشاد عن حكيم بن جبير : شهدنا عليّاً أمير المؤمنين  ¼ علي المنبر يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله  ½ ; ورثت نبىّ الرحمة ونكحت سيّدة نساء أهل الجنّة . وأنا سيّد الوصيّين وآخر أوصياء النبيّين ، لا يدّعى ذلك غيرى إلاّ أصابه الله بسوء .

فقال رجل من عبس كان جالساً بين القوم : من لا يحسن أن يقول هذا ; أنا عبد الله وأخو رسول الله ! !

فلم يبرح من مكانه حتي تخبّطه الشيطان ، فجرّ برجله إلي باب المسجد ! فسألنا قومَه عنه فقلنا : هل تعرفون به عارضاً قبل هذا ؟ قالوا : اللهمّ لا(١) .

٥٩٣٢ ـ شرح نهج البلاغة عن حكيم بن جبير : خطب علىّ  ¼ فقال فى أثناء خطبته : أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يقولها أحد قبلى ولا بعدى إلاّ كذب ; ورثت نبىّ الرحمة ونكحت سيّدة نساء هذه الاُمّة ، وأنا خاتم الوصيّين .

فقال رجل من عبس : ومن لا يحسن أن يقول مثل هذا ! ! فلم يرجع إلي أهله حتي جنّ وصرع ، فسألوهم : هل رأيتم به عرَضاً قبل هذا ؟ قالوا : ما رأينا به قبل هذا عرَضاً(٢) .


(١) الإرشاد : ١ / ٣٥٣ ، الخرائج والجرائح : ١ / ٢٠٩ / ٥١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣٤٢ عن حكيم بن جبير وعن عقبة الهجرى عن عمّته وعن أبى يحيي ، كشف الغمّة : ١ / ٢٨٤ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٠٥ / ٢٢ .
(٢) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٨٧ ; بحار الأنوار : ٤١ / ٢٢٤ / ٣٦ .

 ١٧٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / قصّة الخفّ والأسود

٤ / ١١

قصّة الخفّ والأسود

٥٩٣٣ ـ الأغانى عن المدائنى : كان السيّد [الحميري] يأتى الأعمش فيكتب عنه فضائل علىّ (ع) ، ويخرج من عنده ويقول فى تلك المعانى شعراً . فخرج ذات يوم من عند بعض اُمراء الكوفة وقد حمله علي فرس وخلَع عليه ، فوقف بالكناسة ثمّ قال :

يا معشر الكوفيّين ! من جاءنى منكم بفضيلة لعلىّ بن أبى طالب لم أقل فيها شعراً أعطيته فرسى هذا وما علىَّ . فجعلوا يحدّثونه وينشدهم حتي أتاه رجل منهم وقال : إنّ أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب (ع) عزم علي الركوب ، فلبس ثيابه ، وأراد لبس الخفّ فلبس أحد خفّيه ، ثمّ أهوي إلي الآخر ليأخذه ، فانقضّ عقاب من السماء فحلّق به ، ثمّ ألقاه ، فسقط منه أسودُ وانساب فدخل جُحراً ، فلبس علىّ (ع) الخفّ .

قال : ولم يكن قال فى ذلك شيئاً ، ففكّر هنيهة ، ثمّ قال :

ألا يا قوم للعَجب العُجابلخُفّ أبى الحسين وللحُبابِ(١)
أتي خُفّاً له وانسابَ فيهلينهش رجلَه منه بنابِ
فخرّ من السماء له عقابمن العقبان أو شبه العقابِ
فطار به فحلّق ثمّ أهويبه للأرض من دون السحابِ
إلي جُحْر له فانسابَ فيهبعيدِ القَعْر لم يُرْتَج(٢) ببابِ
كريه الوجه أسود ذو بَصيصحديد الناب أزرق ذو لُعابِ

(١) الحُباب : الحَيَّة (النهاية : ١ / ٣٢٦) .
(٢) أى يُغْلَق (النهاية : ٢ / ١٩٣) .

 ١٧٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام علىّ / الفصل الرابع : نوادر الكرامات / الإخبار بالاسم الحقيقي

ودُوفع عن أبى حسن علىٍّنقيع سِمامه بعد انسيابِ(١)

٤ / ١٢

الإخبار بالاسم الحقيقى

٥٩٣٤ ـ شرح نهج البلاغة عن أحمد بن الحسن الميثمى : كان ميثم التمّار مولي علىّ بن أبى طالب  ¼ عبداً لامرأة من بنى أسد ، فاشتراه علىّ  ¼ منها وأعتقه وقال له : ما اسمك ؟ قال : سالم . فقال : إنّ رسول الله  ½ أخبرنى أنّ اسمك الذى سمّاك به أبوك فى العجم ميثم . فقال : صدق الله ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين ! فهو والله اسمى . قال : فارجع إلي اسمك ودع سالماً ، ونحن نكنيك به . فكناه أبا سالم(٢) .

٤ / ١٣

الدرهم البَهْرَج (٣) والتمر المرّ

٥٩٣٥ ـ المناقب لابن شهر آشوب : أنفذ أمير المؤمنين  ¼ ميثم التمّار فى أمر ، فوقف علي باب دكّانه ، فأتي رجل يشترى التمر ، فأمره بوضع الدرهم ورفْع التمر . فلمّا انصرف ميثم وجد الدرهم بَهْرجاً ، فقال فى ذلك ، فقال  ¼ : فإذاً يكون التمر مرّاً ، فإذا هو بالمشترى رجع وقال : هذا التمر مرّ !(٤)

راجع: القسم الرابع عشر / بركات حبّه / لقاؤه فى أحبّ المواطن .

القسم العاشر / الخصائص الحربيّة / القوّة الإلهيّة .

/ الخصائص الأخلاقيّة / الجمع بين الأضداد .


(١) الأغانى : ٧ / ٢٧٦ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣٠٧ .
(٢) شرح نهج البلاغة: ٢/٢٩١; الإرشاد: ١/٣٢٣، إعلام الوري: ١/٣٤١ ، بحار الأنوار : ٤١/٣٤٣/٥٩ .
(٣) أى ردىء الفضّة (مجمع البحرين : ١ / ١٩٧) .
(٤) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣٢٩ ، بحار الأنوار : ٤١ / ٢٦٨ / ٢٢ .


إرجاعات 
٢٠٤ - المجلد الحادي عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ / الفصل الثاني : بركات حبّه / لقاؤه في أحبّ المواطن
١٨٥ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الثاني : الخصائص الأخلاقيّة / الجمع بين الأضداد