١٧٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ
وفيه فصول : الفصل الأوّل:التأكيد علي حبّه الفصل الثاني:بركات حبّه الفصل الثالث:خصائص محبّيه الفصل الرابع:محبوبيّته عند الله ورسوله وملائكته الفصل الخامس:التحذير من الغلوّ فى حبّه ١٧٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ
١٧٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / المدخل
الحبّ عنوان قيّم ومتأ لّق فى سماء الثقافة الإسلاميّة . وقد أكّدت التعاليم الدينيّة علي المحبّة أيّما تأكيد . وجاءت جملة "هل الدين الاّ الحب ؟" لتبلغ بالحبّ مكانة عليّة . ولكن ما معني الحبّ ؟ ومن الذى ينبغى حبّه ؟ هذا السؤال وما شابهه من الأسئلة الاُخري أجابت عنها التعاليم الدينيّة علي نحو مستفيض ، ولكن لا مجال لذكره فى هذا المدخل(١) . بيد أنّنا نؤكّد هنا علي أنّ حبّ الجمال وحبّ الوجوه الطافحة بالصلاح والكرامة والمروءة أمر فطرىّ ، ولا يتسنّي القول بأنّ من يبقي علي فطرته النقيّة ولا تتدنّس توجّهاته السليمة بلوث الانحراف ; لا يميل ـ تلقائيّاً ـ إلي حبّ كلّ ما هو جميل ونبيل وكريم ، ولا تتوق نفسه إلي المعالى والمكارم . لقد أوصي رسول الله ½ بحبّ علىّ ¼ واعتبر محبّة "آل الله" من الإيمان . وهل كلّ هذا إلاّ استلهام للواقع ، وإرشاد إلي الحقّ والحقيقة ، وإلي كلّ ما ينبثق ١٨٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / المدخل
من ذات الإنسان ؟ ! إنّ عليّاً زاخر بكلّ معانى الجمال ، وينبوع دافق يفيض بالفضائل والمكارم وجميع المحامد . وما هذا الواقع الصادق إلاّ تجسيد لتلك الحقيقة السامية التى بعثت السرور فى نفوس الناس كلّهم بشتّي نحلهم ومشاربهم ومذاهبهم ، سواء كانوا من الأصدقاء أم من الأعداء(١) . وهل "آل الله" أحد سواهم . . . بيد أنّ المجال لا يتّسع هنا للإطناب فى القول فيهم . ولكن نظراً إلي أهمّية الموضوع ، ونفاسة المطلب يبدو من غير اللائق طىّ صفحة الحديث بدون الإشارة إلي غيض من هذا الفيض . وهكذا رأينا أنّ من الأجدر بنا أن نتحدّث بإيجاز عن لزوم حبّ علىّ ¼ وآل الله فى ضوء آية من آيات الكتاب الكريم ، ثمّ نبحث باقتضاب فى السرّ الكامن وراء التأكيد البالغ علي حبّ علىّ وآل علىّ فى ضوء آية كريمة ، ثمّ نلخّص الكلام فى ضوء معطيات الأحاديث النبويّة ، وفى أعقاب ذلك ندعو القارئ إلي التأمّل فى الأحاديث . لقد أمر البارى سبحانه وتعالي رسوله الكريم فى سورة الشوري ـ التى يتركّز محور موضوعاتها علي الوحى وأبعاد رسالة الرسول ½ ـ بأن يقول للناس : ³ قُل لاَّ أَسْئـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ² (٢) . يا للعجب ! لقد أتي القرآن الكريم علي ذكر شعار كلّ الأنبياء ; وأكّد أنّهم جميعاً كانوا يقولون : ³ وَمَا أَسْئـَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ² (٣) ولكنّ الرسول ½ أمر أن يُعلِن للناس بأنّ أجر رسالتى موّدة أقاربى . ولو وُضعت هذه (١) راجع : القسم التاسع . إرجاعات
٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الأوّل : عليّ عن لسان القرآن
١٨١ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / المدخل
الآية الكريمة إلي جانب الآيات الاُخري التى تناولت هذا الموضوع ، لاتّضحت لنا حقيقة محتواها . فقد جاء فى آية اُخري : ³ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَي اللَّهِ ² (١) ، وجاء فى آية اُخري : ³ قُل لاَّ أَسْئـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ² (٢) . وهذا يفيد بأنّ ما اُريد من الاُمّة إنّما يصبّ فى صالحها ، وإلاّ فالكتاب الإلهى "ذكرٌ" للناس كافّة ولا أجر عليه . وجاء فى آية اُخري : ³ قُلْ مَا أَسْئـَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً ² (٣) وهو يفيد بأنّ لهذا الأجر علاقة مباشرة بالدعوة وقبولها ، ومعناه أنّ اختيار الناس للأمر الذى أعرضه عليهم هو بمثابة الأجر بالنسبة لى ، وليس هناك من أجر بعده . وهكذا يتّضح لنا من هنا ، ومن خلال الاستنارة بمفاد الآيات الاُخر بأنّ هذه المودّة تعود أيضاً إلي تلبية الدعوة ، والآية دالّة علي أنّ هذا الطلب تعود فائدته عليكم . أى هناك نفى قاطع للأجر تارة ، وتأكيد علي أنّ الأجر علي من يريد أن يتّخذ إلي ربّه سبيلاً تارة اُخري ، ويأتى التصريح فى ختام المطاف بأنَّ الأجر الذى يطلبه منهم تعود منفعته عليهم ، وفى النهاية إنّ أجرى "مودّة أقاربى" . إذاً يتّصف "أجرى" بالخصائص التالية : ١ ـ إنّ منفعته لا تعود علىَّ أبداً . (١) سبأ : ٤٧ . ١٨٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / المدخل
٢ ـ إنّ منفعته تعود عليكم بأكملها . ٣ ـ إنّه ممّا يمهّد لكم السبيل إلي الله . وهكذا يتّضح بأنَّ ³ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ² ، امتداد لنهج الرسالة ، واستمرار لخطّ الرسول ½ . لقد بيّن رسول الله ½ هذا المعني ، وكشف عن مصداقه علي طريق إبلاغ الأهداف العامّة للدين . وعلي هذا المنوال فقد حدّد في ضوئه مستقبل زعامة الاُمّة الإسلاميّة ، وصرّح لمن سأله عمّن يكون اُولئك القربي ، قائلاً : "علىّ وفاطمة وابناهما" . ويتجلّي لنا من ذلك بأنّ تفسير الرسول ½ لهذه الآية يأتى فى السياق العامّ لإبلاغ الرسالة ، والتأكيد علي امتداد طريق الرسالة ، مع الحرص علي إنارة طريق الغد أمام الاُمّة الإسلاميّة . إنّ الروايات الكثيرة التى تحدّثت عن مودّة آل محمد ½ ، وأوجبت محبّتهم واعتبرت الموت علي محبّتهم شهادة فى سبيل الله ، وعداوتهم نفاقاً ، وبغض علىّ ¼ نفاقاً ، إنّما جاءت لإيجاد تيّار يسير فى خطّهم ، والوقاية من ظهور مناهض لهم ، ومُعاد ـ مآلاً ـ لتعاليم الدين ومعارف القرآن . ومع أنّ رسول الله ½ كان يري امتداد نهجه متجسّداً فى "آل الله" ، فقد ألقي عبء حمل رسالته علي كاهل أبرز مصداق لـ "آل الله" وهو علىّ ¼ ، معتبراً أيّة مواجهة له مواجهة للرسول ; أى لا يسوغ لمن كانت لديه فطرة سليمة وإيمان راسخ ، ويعرف الحقّ ويسير عليه ، أن يبغض عليّاً ¼ . أ ليس هو الرجل المعروف بكلّ معانى الجمال وحميد الخصال ومكارم الأخلاق والصفات ؟ وهل توجد فطرة سليمة لا تحبّ الجمال وتأبي التغنّى بالملاحم فى سبيل معانى الجمال ؟ ! وهل يمكن أن يكون ١٨٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / المدخل
الإنسان علي الحقّ ولا يحبّ المثال الذى يتجسّد فيه الحقّ بعينه ؟ ! . . . ³ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ ² (١) . كيف يتواءم ارتداء ثياب الإيمان الجميلة ، وإيكال القلب إلي الله ، مع عدم حبّ على ¼ بما يمثّله من ذوبان فى الله ، وتجسيد لأسمي معانى حبّ الله وعبادته ، وما يعكسه من أعلي درجات الإيمان ؟ وهذا ما يحيط اللثام عن سرّ قوله ¼ : "لو ضربتُ خيشوم المؤمن بسيفى هذا علي أن يُبغضنى ما أبغضنى ، ولو صَبَبتُ الدنيا بِجَمّاتِها علي المنافق علي أن يحبّنى ما أحبّنى ، وذلك انه قُضى فانقضي علي لسان النبىّ الاُمّى ½ أنّه قال : يا علىّ ، لا يبغضك مؤمن ولا يُحبّك منافق"(٢) . وهنا مكمن السرّ الذى غرس حبَّ علىّ ¼ فى قلوب مؤمنين صالحين طاهرين راسخ إيمانهم ، ونقيّة قلوبهم ، وجعل حبّه ثابتاً بين ثنايا أرواحهم ولا يزول حتي فى أقسي وأمرّ ظروف الحياة . فسطّروا بأقدام ثابتة أروع الملاحم ، وخلّدوا بدافق دمائهم معانى العزّة والمقاومة والإيمان بالحقّ وحبّ الحقّ علي ناصية التاريخ ، من أمثال حُجر ، ورشيد ، وميثم ، وعمرو بن الحمق وغيرهم . (١) يونس : ٣٢ . إرجاعات
٢١٦ - المجلد الحادي عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ / الفصل الثالث : خصائص محبّيه / الإيمان
١٨٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / المدخل
١٨٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه
١ / 1 ٥٩٣٦ ـ رسول الله ½ : إنّ الله تعالي عهد إلىَّ عهداً فى علىّ . فقلت : يا ربّ بيّنه لى ، فقال : اسمع ، فقلت : سمعت . فقال : إنّ عليّاً راية الهدي ، وإمام أوليائى ، ونور من أطاعنى ، وهو الكلمة التى ألزمتُها المتّقين ، من أحبّه أحبّنى ومن أبغضه أبغضنى ، فبشّره بذلك(١) . ٥٩٣٧ ـ فضائل الصحابة عن ابن عبّاس : بعثنى النبىّ ½ إلي علىّ بن أبى طالب ١٨٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه حبّ الله
فقال : أنت سيّدٌ فى الدنيا وسيّدٌ فى الآخرة ، من أحبّك فقد أحبّنى وحبيبك حبيب الله ، وعدوّك عدوّى وعدوّى عدوّ الله ، الويل لمن أبغضك من بعدى(١) . ٥٩٣٨ ـ رسول الله ½ : مَن أحبّ عليّاً فقد أحبّنى ومن أحبّنى فقد أحبّ الله ، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضنى ومن أبغضنى فقد أبغض الله(٢) . ٥٩٣٩ ـ عنه ½ : من أحبّه فقد أحبّ الله تعالي ، ومن أبغضه فقد أبغض الله تعالي(٣) . ٥٩٤٠ ـ الأمالى للطوسى عن سلمان : لا أزال اُحبّ عليّاً ¼ ، فإنّى رأيت رسول الله ½ يضرب فخذه ويقول : محبّك لى محبّ ومحبّى لله محبّ ، ومبغضك لى مبغض ومبغضى لله تعالي مبغض(٤) . ٥٩٤١ ـ رسول الله ½ : كنتُ يوم بدر جالساً وقد انقضت الغزاة ، فهبط علىَّ جبرائيل ¼ فقال : يا محمّد إنّ الله تعالي يقرئك السلام ويقول لك : إنّى آليت علي نفسى بنفسى ألاّ اُلهم حبّ علىّ إلاّ من أحببته ، فمن أحببته ألهمته ذلك ، ومن (١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٤٢ / ١٠٩٢ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٣٨ / ٤٦٤٠ وفيه "حبيبك حبيبى وحبيبى حبيب الله" بدل "حبيبك حبيب الله" ، تاريخ بغداد : ٤ / ٤١ / ١٦٤٧ ، المناقب لابن المغازلى : ١٠٣ / ١٤٥ وفيهما "حبيبى" بدل "حبيبك" ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٩٢ / ٨٨٢٢ ، المناقب للخوارزمى : ٣٢٧ / ٣٣٧ كلاهما نحوه وراجع كمال الدين : ٢٥١ / ١ . ١٨٧ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه حبّ النبيّ
أبغضته ألهمته بغضه وعداوته(١) . ٥٩٤٢ ـ الأمالى للطوسى عن أنس بن مالك : لقد سمعت رسول الله ½ وهو يقول : يا أنس ، تحبّ عليّاً ؟ قلت : يا رسول الله ، والله إنّى لأحبّه لحبّك إيّاه . فقال : أما إنّك إن أحببته أحبّك الله ، وإن أبغضته أبغضك الله ، وإن أبغضك الله أولجك فى النار(٢) . ١ / 2 ٥٩٤٣ ـ رسول الله ½ : مَن أحبّ عليّاً فقد أحبّنى ، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضنى(٣) . ٥٩٤٤ ـ عنه ½ ـ فى علىٍّ ¼ ـ : من أحبّه فقد أحبّنى ومن أحبّنى فقد أحبّه الله ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ومن أبغضنى فقد أبغض الله(٤) . (١) شرح الأخبار : ١ / ٢٢٢ / ٢٠٧ ، الفضائل لابن شاذان : ١٢٤ كلاهما عن سلمان الفارسى ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٤٦ / ٨٣ . إرجاعات
٢٢٣ - المجلد الحادي عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام عليّ / الفصل الرابع : محبوبيّته عند الله ورسوله وملائكته
١٨٨ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه حبّ النبيّ
٥٩٤٥ ـ عنه ½ : علىّ أقضي اُمّتى بكتاب الله ، فمن أحبّنى فليحبّه ، فإنّ العبد لا ينال ولايتى إلاّ بحبّ علىّ ¼ (١) . ٥٩٤٦ ـ عنه ½ : يا علىّ ، أنا ولىٌّ لمن واليت ، وأنا عدوّ لمن عاديت . يا علىّ ، من أحبّك فقد أحبّنى ، ومن أبغضك فقد أبغضنى(٢) . ٥٩٤٧ ـ عنه ½ : خُلقت أنا وعلىّ من نور واحد ، فمحبّى محبّ علىّ ومبغضى مبغض علىّ(٣) . ٥٩٤٨ ـ عنه ½ : يا علىّ ، كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغضك(٤) . (١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٤١ / ٨٧٥٣ ; بشارة المصطفي : ١٤٩ كلاهما عن ابن عبّاس . ١٨٩ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه حبّ النبيّ
٥٩٤٩ ـ تاريخ دمشق عن جابر : دخل علينا رسول الله ½ ونحن فى المسجد وهو آخذ بيد على ، فقال النبى ½ :أ لستم زعمتم أنّكم تحبّونى ؟ قالوا : بلي يا رسول الله . قال : كذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغض هذا(١) . ٥٩٥٠ ـ الإمام الباقر عن آبائه (ع) : جاء رجل إلي النبىّ ½ فقال : يا رسول الله ، أ كلّ من قال : "لا إله إلاّ الله" مؤمن ؟ قال : إنّ عداوتنا تلحق باليهود والنصاري ، إنّكم لا تدخلون الجنّة حتي تحبّونى ، وكذب من زعم أنّه يحبّنى ويبغض هذا . يعنى عليّاً ¼ (٢) . ٥٩٥١ ـ المناقب للخوارزمى عن أبى برزة : قال رسول الله ½ ـ ونحن جلوس ذات يوم ـ : والذى نفسى بيده ، لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأله الله تبارك وتعالي عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما كسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت . فقال له عمر : فما آية حبّكم من بعدكم ؟ قال : فوضع يده علي رأس علىّ ـ وهو إلي جانبه ـ وقال : إنّ حُبّى من بعدى (١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٦٨ / ٨٧٩٤ و٨٧٩٥ وراجع الاحتجاج : ١ / ٣٤٧ / ٥٦ . ١٩٠ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه فريضة
حبّ هذا(١) . ١ / 3 ٥٩٥٢ ـ رسول الله ½ : جاءنى جبرئيل من عند الله عزّ وجلّ بورقةِ آس خضراء مكتوبٌ فيها ببياض : إنّى افترضتُ محبّة علىّ بن أبى طالب علي خلقى عامّة ، فبلّغهم ذلك عنّى(٢) . ٥٩٥٣ ـ عنه ½ : إنّ جبرئيل هبط علىَّ يوم الأحزاب وقال : إنّ ربّك يقرئك السلام ، ويقول لك : إنّى قد افترضتُ حبّ علىّ بن أبى طالب ومودّته علي أهل السماوات وأهل الأرض ، فلم أعذر فى محبّته أحداً ، فمر اُمّتك بحبّه ، فمن أحبّه فبحبّى وحبّك أحبّه ، ومَن أبغضه فببغضى وبغضك أبغضه(٣) . ٥٩٥٤ ـ عنه ½ : أتانى جبرئيل فقال : إنّ الله يأمرك أن تحبّ عليّاً وأن تأمر بحبّه وولايته ، فإنّى معط أحبّاء علىّ الجنّة خلداً بحبّهم إيّاه ، ومدخل أعدائه والتاركين ولايته النار جزاءً بعداوتهم إيّاه وتركهم ولايته(٤) . ٥٩٥٥ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّ جبرئيل نزل علي النبىّ ½ فقال : يا محمّد ، إنّ الله (١) المناقب للخوارزمى : ٧٧ / ٥٩ ، المعجم الأوسط : ٢ / ٣٤٨ / ٢١٩١ نحوه ; المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٥٣ . ١٩١ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه فريضة
يأمرك أن تحبّ عليّاً وتحبّ مَن يحبّه ، فإنّ الله تعالي يحبّ عليّاً(١) . ٥٩٥٦ ـ رسول الله ½ : أمرنى الله عزّ وجلّ بحبّ أربعة وأخبرنى أنّه يحبّهم ، إنّك يا علىّ منهم ، إنّك يا علىّ منهم(٢) . ٥٩٥٧ ـ المستدرك علي الصحيحين عن بريدة : قال رسول الله ½ : إنّ الله أمرنى بحبّ أربعة من أصحابى وأخبرنى أنّه يحبّهم . قال : قلنا : مَن هم يا رسول الله ؟ وكلّنا نحبّ أن نكون منهم . فقال : ألا إنّ عليّاً منهم ، ثمّ سكت ، ثمّ قال : أما إنّ عليّاً منهم ، ثمّ سكت(٣) . ٥٩٥٨ ـ سنن الترمذى عن بريدة : قال رسول الله ½ : إنّ الله أمرنى بحبّ أربعة وأخبرنى أنّه يحبّهم . قيل : يا رسول الله ، سمّهم لنا . قال : علىّ منهم ـ يقول ذلك ثلاثاً ـ وأبو ذرّ والمقداد وسلمان ، أمرنى بحبّهم وأخبرنى أنّه يحبّهم(٤) . (١) المناقب للخوارزمى : ٣٠١ / ٢٩٦ ، كنز العمّال : ٥ / ٧٢٣ / ١٤٢٤٢ نقلا عن ابن عساكر وكلاهما عن أبى ذرّ ; بشارة المصطفي : ١٥٦ عن محمّد بن جعفر عن الإمام الباقر ¼ . ١٩٢ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه فريضة
٥٩٥٩ ـ مسند الرؤيانى عن بريدة : قال رسول الله ½ : اُمرت بحبّ أربعة من أصحابى ، وأخبرنى الله تعالي أنّه يحبّهم . قلت : من هم يا رسول الله ؟ قال : فيهم علىّ . قال : ثمّ ذكر ذلك من الغد ، فقلت : مَن هم ؟ قال : منهم علىّ . ثمّ ذكر اليوم الثانى ، فقلت : مَن هم يا رسول الله ؟ قال : "منهم علىّ" . قال : ثمّ ذكر اليوم الثالث ، فقلت : مَن هم ؟ فقال : منهم علىّ ، وأبو ذرّ الغفارى ، وسلمان الفارسى ، والمقداد بن الأسود الكندى(١) . ٥٩٦٠ ـ تفسير فرات عن سليم بن قيس عن الإمام علىّ ¼ : سمعت رسول الله ½ يقول فى كلام له طويل : إنّ الله أمرنى بحبّ أربعة رجال من أصحابى وأخبرنى أنّه يحبّهم ، وأمرنى أن اُحبّهم والجنّة تشتاق إليهم . فقيل : مَن هم يا رسول الله ؟ فقال : علىّ بن أبى طالب ، ثمّ سكت . فقالوا : مَن هم يا رسول الله ؟ فقال : علىّ ، ثمّ سكت . فقالوا : مَن هم يا رسول الله ؟ فقال : علىّ وثلاثة معه وهو إمامهم وقائدهم ودليلهم وهاديهم ، لا ينثنون ، ولا يضلّون ، ولا يرجعون ، ولا يطول عليهم الأمد فتقسوا قلوبهم : سلمان وأبو ذرّ والمقداد(٢) . ٥٩٦١ ـ الإمام الحسن ¼ : قال رسول الله ½ : يا أنس انطلق فادع لى سيّد العرب . يعنى عليّاً . فقالت عائشة :أ لستَ سيّد العرب ؟ قال : أنا سيّد ولد آدم ، وعلىّ سيّد العرب . (١) مسند الرؤيانى : ١ / ٧٢ / ٢٩ ; المناقب للكوفى : ١ / ٢٠٦ / ١٢٦ . ١٩٣ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه فريضة
فلمّا جاء على (ع) أرسل رسول الله ½ إلي الأنصار ، فأتوه فقال لهم : يا معشر الأنصار ، أ لا أدلّكم علي ما إن تمسّكتم به لن تضلوا بعده ؟ قالوا : بلي يا رسول الله . قال : هذا علىّ فأحبّوه بحبّى وكرّموه لكرامتى ، فإنّ جبريل ¼ أمرنى بالّذى قلتُ لكم عن الله عزّ وجلّ(١) . ٥٩٦٢ ـ رسول الله ½ : عليكم بعلىّ بن أبى طالب ¼ ، فإنّه مولاكم فأحبّوه ، وكبيركم فاتّبعوه ، وعالمكم فأكرموه ، وقائدكم إلي الجنّة فعزّزوه ، وإذا دعاكم فأجيبوه ، وإذا أمركم فأطيعوه ، أحبّوه بحبّى ، وأكرموه بكرامتى ، ما قلتُ لكم فى علىّ إلاّ ما أمرنى به ربّى جلّت عظمته(٢) . ٥٩٦٣ ـ عنه ½ : معاشر أصحابى ، لا تلومونى فى حبّ علىّ بن أبى طالب ، فإنّما حبّى عليّاً من أمر الله ، والله أمرنى أن أحبّ عليّاً واُدنيه . يا علىّ ، مَن أحبّك فقد أحبّنى ، ومن أحبّنى فقد أحبّ الله ، ومَن أحبّ الله أحبّه الله ، وكان حقيقاً علي الله أن يسكن محبّيه الجنّة . يا علىّ ، مَن أبغضك فقد أبغضنى ، ومَن أبغضنى فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله أبغضه الله ولعنه ، وكان حقيقاً علي الله أن يوقفه يوم القيامة موقف البغضاء ولا يُقبل منه صرف ولا عدل ولا إجارة(٣) . ٥٩٦٤ ـ عنه ½ : اللهمّ إنّك أمرتنى بحبّ علىّ ، فأحبّ من يحبّه وأبغض من (١) المعجم الكبير : ٣ / ٨٨ / ٢٧٤٩ عن أبى ليلي ، حلية الأولياء : ١ / ٦٣ عن ابن أبى ليلي ; بشارة المصطفي : ١٠٩ عن سلمان عنه ½ نحوه وفيه من "يا معشر . . ." . ١٩٤ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه عبادة
أبغضه(١) . ٥٩٦٥ ـ تاريخ دمشق عن أبى ذرّ : قال رسول الله ½ : لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتي يُسأل عن أربع : عن علمه ما عمل به ، وعن ماله ممّا اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت . فقيل : يا رسول الله ، ومَن هم ؟ فأومأ بيده إلي علىّ بن أبى طالب(٢) . ١ / 4 ٥٩٦٦ ـ رسول الله ½ : حبّ علىّ عبادة ، ولا يقبل الله إيمان عبد إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه(٣) . ٥٩٦٧ ـ عنه ½ : ولاية علىّ بن أبى طالب ¼ ولاية الله ، وحبّه عبادة الله(٤) . ٥٩٦٨ ـ عنه ½ : علىّ باب علمى ، ومبيّن لاُمّتى ما اُرسلت به من بعدى ، حبّه إيمان ، وبغضه نفاق ، والنظر إليه رأفة ، ومودّته عبادة(٥) . ٥٩٦٩ ـ الإمام الصادق ¼ : حبّ علىّ عبادة(٦) . (١) الاُصول الستّة عشر : ٦٢ عن جابر عن الإمام الباقر ¼ . ١٩٥ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه نعمة
١ / 5 ٥٩٧٠ ـ رسول الله ½ : حبّ علىّ نعمة ، واتّباعه فضيلة(١) . ١ / 6 ٥٩٧١ ـ رسول الله ½ : من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقي فليتمسَّك بحبّ علىٍّ وأهل بيتى(٢) . ٥٩٧٢ ـ عنه ½ : من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقي التى لا انفصام لها فليتمسّك بولاية أخى ووصيّى علىّ بن أبى طالب ، فإنّه لا يهلك من أحبّه وتولاّه ، ولا ينجو من أبغضه وعاداه(٣) . ١ / 7 ٥٩٧٣ ـ المناقب للخوارزمى عن أبى علقمة ـ مولي بنى هاشم ـ : صلّي بنا رسول الله ½ الصبح ، ثمّ التفت إلينا فقال : معاشر أصحابى ، رأيتُ البارحة عمّى حمزة بن عبد المطّلب وأخى جعفر بن أبى طالب ، وبين أيديهما طبق من نَبِق(٤) (١) الأمالى للصدوق : ٥٨ / ١٤ عن سلمة بن قيس ، روضة الواعظين : ١٢٤ ، بحار الأنوار : ٣٩/٣٧/٧ . ١٩٦ - المجلد الحادى عشر / القسم الرابع عشر : حبّ الإمام علىّ / الفصل الأوّل : التأكيد علي حبّه / حبّه عنوان صحيفة المؤمن
فأكلا ساعة ، ثمّ تحول النبق عنباً فأكلا منه ، فتحوّل العنب رطباً فأكلا ساعة ، فدنوت منهما فقلت : بأبى أنتما ، أىُّ الأعمال وجدتما أفضل ؟ قالا : فديناك بالآباء والاُمّهات ، وجدنا أفضل الأعمال : الصلاة عليك ، وسقى الماء ، وحبّ علىّ بن أبى طالب (ع) (١) . ١ / 8 ٥٩٧٤ ـ رسول الله ½ : عنوان صحيفة المؤمن حبّ علىّ بن أبى طالب(٢) . ٥٩٧٥ ـ تاريخ بغداد عن أنس بن مالك : والله الذى لا إله إلاّ هو ، لسمعتُ رسول الله ½ يقول : عنوان صحيفة المؤمن حبّ علىّ بن أبى طالب(٣) . ٥٩٧٦ ـ الفضائل عن أنس بن مالك : سمعت اُذناى أنّ رسول الله ½ يقول فى حقّ علىّ بن أبى طالب ¼ : عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حبّ علىّ بن أبى طالب ¼ (٤) . (١) المناقب للخوارزمى : ٧٤ / ٥٣ ; جامع الأحاديث للقمّى : ١٨٥ ، كشف الغمّة : ١ / ٩٥ ، الدعوات : ٩٠ / ٢٢٧ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ٩٤ / ٧٠ / ٦٣ وراجع مائة منقبة : ١٢٥ / ٧١ وجامع الأحاديث للقمىّ : ١٨٦ . |