٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله
٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / تحليل فى طبقات عمّاله
حكومة الإمام أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ التى دامت قرابة خمس سنين جديرة بالبحث والدراسة من جهات متنوّعة . والتأمّل فى سيرته المباركة ¼ من جوانب شتّي ذو بُعد تذكيرى وتربوى . وعمّاله وولاته يترجمون مفردة مهمّة من مفردات سياسته ¼ ، من حيث اختيارهم ، ومراقبة الإمام لهم بعد الاختيار ، وغير ذلك . تحدّثنا عن هذه الاُمور فى فصول هذا الكتاب ، والذى نريد ذكره هنا هو أنّنا يمكن أن نقسّم ولاته ¼ إلي الأقسام الآتية : ١ ـ الولاة الثقات المتديّنون المعروفون بكفاءتهم الإداريّة وحَنَكتهم وشخصيّتهم الاجتماعيّة الخاصّة . ولنا أن نسمّى هؤلاء طلائع أصحابه والوجوه البارزة فيهم . وكان هؤلاء أعضاد الإمام ¼ ومشاوريه الصالحين المخلصين . منهم : مالك الأشتر الذى ولاّه الإمام فى البداية علي الجزيرة (منطقة بين دجلة والفرات ، كانت تتمتّع بأهمّية خاصّة لقربها من الشام) . ثمّ استعمله علي مصر . ومنهم : ٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / تحليل فى طبقات عمّاله
عبد الله بن عبّاس الذى كان والياً علي البصرة . ومنهم : قيس بن سعد بن عُبادة الذى وجّهه إلي مصر ، ثمّ جعله علي آذربايجان . وكان هؤلاء إذا نشبت الحرب لازموا الإمام ¼ ، ولم يقيموا فى العاصمة ، ذلك لأنّ اُولى الكفاءة القياديّة وأصحاب الرأى عند المشاورة كانوا قليلين . إذا ألقينا نظرة تاريخيّة علي هؤلاء ، نجد أنّ مالك الأشتر هو الوجه المتألّق الذى لم تَشُبه شائبة قطّ . أمّا ابن عبّاس فإنّ ما اُشيع عليه من أخذ أموال البصرة حقيق بالتأمّل . وأمّا قيس بن سعد فإنّ عزله عن حكومة مصر ـ مع عظمته ـ لافت للنظر . ٢ ـ الولاة المتديّنون الملتزمون المعتمدون الذين تنقصهم الكفاءة الإداريّة بشكل من الأشكال . فهؤلاء لم يكن لهم باع يُذكر فى تدبير الاُمور . ولقد كانوا من الوجهاء ، بَيْدَ أنّهم لم يتّخذوا القرار الحاسم فى الظروف الحرجة ، ولم يتخلّصوا من الأزمات كما ينبغى . فمحمّد بن أبى بكر ، مع سموّ قدره ، عجز عن تهدئة الوضع فى مصر ، وفقد قدرة الدفاع حين اضطربت اُمورها . وأبو أيّوب الأنصارى ، مع جلالته وعظمته ، لم يستطع مواجهة بُسر ولاذ بالفرار . وسهل بن حُنيف لم يسيطر علي الأوضاع فى تمرّد أهالى فارس وامتناعهم عن دفع الخراج ، فعُزل عن منصبه . وعبيد الله بن عبّاس ولّي مدبراً أمام بُسر . وعثمان ابن حُنيف فَقدَ حزمه فى مواجهة مكيدة الناكثين ، وأخفق ، فأُلقىَ عليه القبض . وكميل بن زياد لم يُطِق غارات معاوية ، فهمّ بالمقابلة بالمثل وتوجّه لشنّ الغارة علي مناطق الشام ، فلامه الإمام ¼ . ٣ ـ الولاة الذين ليس لهم عقيدة راسخة ، ولم يتمتّعوا بإيمان عميق وإن كانوا ساسة مدبّرين وذوى حسّ إدارى فعّال . فهؤلاء لم يتورّعوا عن القبض علي بيت ٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / تحليل فى طبقات عمّاله
المال والتلاعب به إسرافاً وتبذيراً . وقد اشتكي منهم الإمام ¼ فى الأيّام الأخيرة من حياته ، وقال : لو ائتمنتُ أحدَكُم علي قدح لأخذَ علاقته(١) . ومن هؤلاء : زياد بن أبيه ; فقد تصرّف فى بيت المال بنحو غير مشروع ، فاعترض عليه الإمام ¼ . ثمّ التحق بمعاوية بعد استشهاد الإمام ¼ ، ولم يَرعَوِ عن ارتكاب الجرائم . ومنهم : المنذر بن الجارود . عنّفه الإمام ¼ لأنّه أباح لنفسه التلاعب فى بيت المال أيضاً . ومنهم : النعمان بن عجلان ، لامه الإمام ¼ أيضاً بسبب بذله الأموال علي قبيلته وتصرّفه غير المشروع فيها لمصلحته ، ثمّ فرّ والتحق بمعاوية . ومنهم : يزيد بن حجية ، ومصقلة بن هُبَيرة ، والقَعْقاع بن شور ، فقد فعلوا فعل أصحابهم المذكورين . إنّ التأمّل فى حياة عمّال الإمام ¼ ، وتحليل مواقفهم ، والنظر فى مآل حياتهم السياسيّة ، كلّ ذلك ذو بُعد تربوى توجيهى للمرء . ومن الضرورى أن نستعرض فى هذا المجال ملاحظات ترتبط بهذا الموضوع : ١ ـ الشخصيّات الفعّالة الموثوق بها كانت قليلة مع الإمام ¼ . وهؤلاء هم الذين كانوا يُنتَدَبون للأعمال فى مواطن متنوّعة . وظلّ الإمام ¼ فى الحقيقة وحيداً بعد استشهاد عدد من عِلية أصحابه فى صفّين ، وخلا الجوّ من ١٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / تحليل فى طبقات عمّاله
هؤلاء الأعاظم . وعزم الإمام ¼ علي تسريح هاشم بن عتبة إلي مصر بعد عزل قيس بن سعد ، بَيْدَ أنّه كان بحاجة إلي شخصيّته القِتاليّة فى صفّين ; لذا أشخص محمّد بن أبى بكر إليها . وعندما استُشهد هاشم فى صفّين ، لم يجد بُدّاً إلاّ إرسال مالك الأشتر إليها مع حاجته الشديدة إلي وجوده معه فى مركز الخلافة الإسلاميّة . ٢ ـ كان بين أصحاب الإمام ¼ رجال اُمناء صالحون ووجهاء اُولو سابقة مشرقة نقيّة من كلّ شائبة . وهؤلاء كانوا دعائم الحكومة وأعضاد النظام العلَوى . ولا مناص من بقائهم إلي جانب الإمام ¼ ، إذ كان يشاورهم فى شؤون الحكومة . ومن هؤلاء : الصحابى الجليل عمّار بن ياسر ، النصير الوفىّ المخلص للإمام ¼ . وكان وجوده مع الإمام ودفاعه السخىّ عنه يقضى علي التردّد ، ويُثبّت كثيراً من الذين كانت تضعضعهم الدعايات المسمومة التى تبثّها أجهزة الإعلام الاُموى فى الشام ضدّ الإمام ¼ . من جانب آخر ، كانت هناك قبائل ما زالت العصبيّات القبليّة متأصّلة فى نفوسها ، فلم تسمع إلاّ كلام رُؤسائها . من هنا ، ظلّ رجال مثل عدىّ بن حاتم إلي جانب الإمام ¼ لتبقي قبائلهم معه أيضاً . ٣ ـ إنّ وجود أشخاص مثل زياد بن أبيه بين عمّال الإمام ¼ مثير للسؤال . فقد أنفذ الإمامُ الشخصَ المذكور ـ باقتراح عبد الله بن عبّاس وتأييد جارية بن قُدامة ـ علي رأس قوّة عسكريّة كبيرة لإخماد تمرّد أهل فارس الذين امتنعوا عن دفع الضرائب ، فاستطاع زياد بتدبيره وحنكته السياسيّة الخاصّة أن يسيطر علي الوضع . كان زياد مطعوناً فى نسبه ، وكان يتّصف بدهاء عجيب . ويمكن أن نعدّه ١١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / تحليل فى طبقات عمّاله
نموذجاً للإنسان المتخصّص غير الملتزم الذى جمع بين خبث السريرة وظلمة الروح وبين التدبير والدهاء . وإنّ ملازمته لمعاوية مع تحذيرات الإمام المتكرّرة له ، وعمله فى "العراقَين" مَعْلَمان علي خبث طينته ودَنَسه الذى لم يظهره فى عصر الإمام ¼ . وينبغى الالتفات إلي أنّ الإمام ¼ كان يواجه حقائق لا تُنكَر كغيره من الحكّام . وبالنظر إلي ضرورة إدارة المجتمع واستثمار مختلف الطاقات ، وبالنظر أيضاً إلي معاناة الإمام ¼ من قلّة الأنصار المخلصين فلابدّ له من تولية زياد وأضرابه ، بَيْدَ أنّه ¼ كان يقرِن ذلك بالإشراف والتحذير ، ويراقب الأوضاع بدقّة . وهنا يكمن السرّ فى تحذيراته ¼ للبعض ، ودعوته الناس إلي طاعة البعض الآخر طاعة مطلقة . ٤ ـ كان بعض الأشخاص يعملون مع الإمام ¼ ، لكنّهم كانوا لا يوافقونه فى بعض مواقفه ! ! فزياد لم يشترك فى حروبه جميعها . وأبو مسعود الأنصارى لم يرغب فى الاشتراك فى الحروب ، وحين نشبت حرب صفّين ، وَلىَ الكوفة وظلّ فيها . ويزيد بن قيس الذى عُيّن والياً علي إصفهان كان يميل إلي الخوارج ، ففرّق الإمام ¼ بينه وبينهم بتعيينه . هذا كلّه آية علي سماحة الإمام ¼ من جهة ، ومن جهة اُخري مَعْلَم علي ما ذكرناه آنفاً من أنّه كان يواجه حقائق فى المجتمع لا محيص له منها . ١٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / تحليل فى طبقات عمّاله
١٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِيّ
١ هو ظالم بن عمرو(١) ، المعروف بأبى الأسود الدُّؤلى(٢) . أحد الوجوه البارزة والصحابة المشهورين للإمام أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ (٣) . أسلم علي عهد رسول الله ½ ، لكنّه لم يَحْظَ برؤيته(٤) . وهو من المتحقّقين بمحبّة علىّ ومحبّة ولده(٥) . ويمكن أن نستشفّ هذا الحبّ من أشعاره الحِسان(٦) . الذين ترجموا له ذكروه بعناوين متنوّعة منها : "علوىّ"(٧) ، "شاعر (١) قد اختُلف فى اسمه كما اختُلف فى اسم أبيه وجدّه ، والمشهور ما ورد فى المتن ، والذى يسهّل الأمر أنّه مشهور بكنيته ولقبه ، ولم يختلف فى كنيته أحد . ١٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِيّ
متشيِّع"(١) ، "من وجوه الشيعة"(٢) . شَهِد أبو الأسود حروب الإمام ¼ ضدّ مساعير الفتنة فى الجمل(٣) ، وصفّين(٤) . وعيّنه الإمام ¼ قاضياً علي البصرة عندما ولّي عليها ابن عبّاس(٥) . وكان ابن عبّاس يقدّره ، وحينما كان يخرج من البصرة ، يُفوّض إليه أعمالها(٦) ، وكان ذلك يحظي بتأييد الإمام ¼ أيضاً(٧) . ووسّع أبو الأسود علم النحو بأمر الإمام ¼ الذى كان قد وضع اُسسه وقواعده(٨) ، وأقامه ورسّخ دعائمه(٩) ، وهو أوّل من أعجم القرآن الكريم وأشكله(١٠) . (١) الطبقات الكبري : ٧ / ٩٩ . ١٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِيّ
وله فى الأدب العربى منزلة رفيعة ; فقد عُدّ من أفصح الناس(١) . وتبلور نموذج من هذه الفصاحة فى شعره الجميل الذى رثي به الإمام ¼ (٢) ، وهو آية علي محبّته للإمام ، وبغضه لأعدائه . ولم يدّخر وسعاً فى وضع الحقّ موضعه ، والدفاع عن علىّ ¼ ، ومناظراته مع معاوية(٣) دليل علي صراحته وشجاعته وثباته واستقامته فى معرفة "خلافة الحقّ" و"حقّ الخلافة" ومكانة علىّ ¼ العليّة السامقة . وخطب بعد استشهاد الإمام ¼ خطبة حماسيّة من وحى الألم والحرقة ، وأخذ البيعة من الناس للإمام الحسن ¼ بالخلافة(٤) . فارق أبو الأسود الحياة سنة ٦٩ هـ (٥) . ٦٣٧٥ ـ ربيع الأبرار : سأل زياد بن أبيه أبا الأسود عن حبّ علىّ فقال : إنّ حبّ علىّ يزداد فى قلبى حِدّة ، كما يزداد حبّ معاوية فى قلبك ; فإنّى اُريد الله والدار الآخرة بحبّى عليّاً ، وتريد الدنيا بزينتها بحبّك معاوية ، ومثلى ومثلك كما قال اُخوة مذحج :
(١) تاريخ دمشق : ٢٥ / ١٩٠ . إرجاعات
٢٧٩ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام عليّ / الفصل السادس : بعد الاستشهاد / في رثاء الإمام
١٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِيّ
٦٣٧٦ ـ العقد الفريد : لمّا قَدِمَ أبو الأسود الدؤلى علي معاوية عام الجماعة(١) ، قال له معاوية : بلغنى يا أبا الأسود أنّ علىّ بن أبى طالب أراد أن يجعلك أحد الحكَمين ، فما كنت تحكم به ؟ قال : لو جعلنى أحدهما لجمعت ألفاً من المهاجرين وأبناء المهاجرين ، وألفاً من الأنصار وأبناء الأنصار ، ثمّ ناشدتهم الله : المهاجرين وأبناء المهاجرين أولي بهذا الأمر أم الطُّلَقاء ؟ قال له معاوية : لله أبوك ! أىُّ حَكَم كنت تكون لو حُكّمت !(٢) ٦٣٧٧ ـ تاريخ دمشق : كان أبو الأسود ممّن صحب عليّاً ، وكان من المتحقّقين بمحبّته ومحبّة ولده ، وفى ذلك يقول :
وكان نازلاً فى بنى قُشَير بالبصرة ، وكانوا يرجمونه بالليل لمحبّته لعلىّ وولده ، فإذا أصبح فذكر رجمهم ، قالوا : الله يرجمك ، فيقول لهم : تكذبون ، لو رجمنى الله لأصابنى ، وأنتم ترجمون فلا تُصيبون(٣) . (١) عام الجماعة : هو العام الذى سلّم فيه الامام الحسن ¼ الأمر لمعاوية ، وذلك في جُمادي الاُولي سنة (٤١ هـ ) (جواهر المطالب : ٢ / ١٩٩) . ١٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِيّ
٦٣٧٨ ـ سير أعلام النبلاء عن أبى الأسود : دخلت علي علىّ ، فرأيته مطرقاً ، فقلت : فيم تتفكّر يا أمير المؤمنين ؟ قال : سمعت ببلدكم لحناً ، فأردت أن أضع كتاباً فى اُصول العربيّة . فقلت : إن فعلت هذا أحييتنا ! فأتيته بعد أيّام ، فألقي إلىَّ صحيفة فيها : الكلام كلّه : اسم ، وفعل ، وحرف ; فالاسم ما أنبأ عن المسمّي ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّي ، والحرف ما أنبأ عن معنيً ليس باسم ولا فعل . ثمّ قال لى : زده وتتبّعْه ، فجمعت أشياء ثمّ عرضتها عليه(١) . ٦٣٧٩ ـ الأغانى : قيل لأبى الأسود : من أين لك هذا العلم ـ يعنون به النحو ـ ؟ فقال : أخذت حدوده عن علىّ بن أبى طالب ¼ (٢) . ٦٣٨٠ ـ الأربعون حديثاً عن علىّ بن محمّد : رأيت ابنة أبى الأسود الدؤلى وبين يدَى أبيها خَبيص(٣) فقالت : يا أبه ، أطعِمنى ، فقال : افتحى فاك . قال : ففتحت ، فوضع فيه مثل اللوزة ، ثمّ قال لها : عليك بالتمر ; فهو أنفع وأشبع . فقالت : هذا أنفع وأنجع ؟ فقال : هذا الطعام بعث به إلينا معاوية يخدعنا به عن حبّ علىّ بن أبى طالب ¼ . فقالت : قبّحه الله ! يخدعنا عن السيّد المطهّر بالشهد المزعفر ؟ تبّاً لمرسله وآكله ! ثمّ عالجت نفسها وقاءت ما أكلت منه ، وأنشأت تقول باكية: (١) سير أعلام النبلاء : ٤ / ٨٤ / ٢٨ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٥ / ٢٧٩ وراجع الأغانى : ١٢ / ٣٤٧ ووفيات الأعيان : ٢ / ٥٣٥ ، وشرح نهج البلاغة : ١ / ٢٠ . ١٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو أيُّوبَ الأنْصارِيّ
٢ هو خالد بن زيد بن كُلَيب ، أبو أيّوب الأنصارى الخزرجى ، وهو مشهور بكنيته . من صحابة رسول الله ½ . نزل النبىّ ½ فى داره عند هجرته إلي المدينة(٢) . شهد أبو أيّوب حروب النبىّ جميعها(٣) . وكان بعد وفاة رسول الله ½ من السابقين إلي الولاية ، والثابتين فى حماية حقّ الخلافة(٤) ولم يتراجع عن موقفه هذا قطّ(٥) . وعُدَّ من الاثنى عشر الذين قاموا فى المسجد النبوى بعد وفاة النبىّ ½ ودافعوا عن حقّ علىّ ¼ بصراحة(٦) . لم يَدَع أبو أيّوب ملازمة الإمام ¼ وصحبته. واشترك معه فى كافّة حروبه التى (١) الأربعون حديثاً لمنتجب الدين بن بابويه : ٨١ . إرجاعات
٢٦٤ - المجلد العاشر / القسم الحادي عشر : علوم الإمام علي / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب الخامس : علم الآداب / مؤسّس علم النحو
١٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو أيُّوبَ الأنْصارِيّ
خاضها ضدّ مثيرى الفتنة(١) . وكان علي خيّالته فى النهروان(٢) ، وبيده لواء الأمان . ولاّه الإمام علي المدينة(٣) ، لكنّه فرّ منها حين غارة بُسر بن أرطاة عليها(٤) . عَقَد له الإمام ¼ فى الأيّام الأخيرة من حياته الشريفة لواءً علي عشرة آلاف ليتوجّه إلي الشام مع لواء الإمام الحسين ¼ ، ولواء قيس بن سعد لحرب معاوية ، ولكنّ استشهاد الإمام ¼ حال دون تنفيذ هذه المهمّة ، فتفرّق الجيش ، ولم يتحقّق ما أراده الإمام ¼ (٥) . وكان أبو أيّوب من الصحابة المكثرين فى نقل الحديث . وروي فى فضائل الإمام ¼ أحاديث جمّة . وهو أحد رواة حديث الغدير(٦) ، وحديث الثقلين(٧) ، وكلام رسول الله ½ للإمام ¼ حين أمره بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين(٨) ، ودعوتهِ ½ أبا أيّوب أن يكون مع الإمام ¼ (٩) . توفّى أبو أيّوب بالقسطنطينيّة سنة ٥٢ هـ ، عندما خرج لحرب الروم ، ودُفن هناك(١٠) . (١) الاستيعاب : ٢ / ١٠ / ٦١٨ ، اُسد الغابة : ٢ / ١٢٢ / ١٣٦١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤١٠ / ٨٣ . ٢٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو حَسَّان البَكْرِيُّ
٦٣٨١ ـ وقعة صفّين عن الأعمش : كتب معاوية إلي أبى أيّوب خالد بن زيد الأنصارى ـ صاحب منزل رسول الله ½ ، وكان سيّداً معظّماً من سادات الأنصار ، وكان من شيعة علىّ ¼ ـ كتاباً ، وكتب إلي زياد بن سميّة ـ وكان عاملا لعلىّ ¼ علي بعض فارس ـ كتاباً ; فأمّا كتابه إلي أبى أيّوب فكان سطراً واحداً : لا تنسي شَيْباءُ أبا عُذرتها ، ولا قاتلَ بِكرها . فلم يدرِ أبو أيّوب ما هو ؟ فأتي به عليّاً وقال : يا أمير المؤمنين ! إنّ معاوية ابن أكّالة الأكباد ، وكهف المنافقين ، كتب إلىّ بكتاب لا أدرى ما هو ؟ فقال له علىّ : وأين الكتاب ؟ فدفعه إليه فقرأه وقال : نعم ، هذا مثل ضربه لك ، يقول : ما أنسي الذى لا تنسي الشَّيْباء ، لا تنسي أبا عذرتها ، والشيباء : المرأة البكر ليلة افتضاضها ، لا تنسي بعلها الذى افترعها أبداً ، ولا تنسي قاتل بِكرها ; وهو أوّل ولدها . كذلك لا أنسي أنا قتل عثمان(١) . ٣ ٦٣٨٢ ـ وقعة صفّين : بعث [علىّ ¼ ] أبا حسّان البكرى علي إستان العالى(٢) (٣) . (١) وقعة صفّين : ٣٦٦ . إرجاعات
٣٧٠ - المجلد السادس / القسم السادس : حروب الإمام عليّ في أيّام الإمارة / الحرب الثالثة : وقعة النهروان / الفصل السادس : إقامة الحجّة في ساحة القتال / رفع راية الأمان |
||||||||||||||