الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الثاني عشر

 

٢١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

٤

أبو ذَرٍّ الغفارى ّ (١)

جُنْدَب بن جُنادة ، وهو مشهور بكنيته . صوت الحقّ المدوّى ، وصيحة الفضيلة والعدالة المتعالية ، أحد أجلاّء الصحابة ، والسابقين إلي الإيمان ، والثابتين علي الصراط المستقيم(٢) . كان موحِّداً قبل الإسلام ، وترفّع عن عبادة الأصنام(٣) . جاء إلي مكّة قادماً من البادية ، واعتنق دين الحقّ بكلّ وجوده ، وسمع القرآن .

عُدَّ رابعَ(٤) من أسلم أو خامسهم(٥) . واشتهر بإعلانه إسلامَه ، واعتقاده بالدين الجديد ، وتقصّيه الحقّ منذ يومه الأوّل(٦) .

وكان فريداً فذّاً فى صدقه وصراحة لهجته ، حتي قال رسول الله  ½ كلمته الخالدة فيه تكريماً لهذه الصفة المحمودة العالية : "ما أظلّت الخضراء ، وما أقلّت الغبراء(٧) أصدق لهجة من أبى ذرّ"(٨) .


(١) قد اختلف في اسمه ونَسَبه اختلافاً كثيراً ، وما فى المتن هو أكثر وأصحّ ما قيل فيه ، ولكنّه مشهور بكنيته ولقبه .
(٢) سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٦ / ١٠ ، الاستيعاب : ٤ / ٢١٦ / ٢٩٧٤ ، اُسد الغابة : ١ / ٥٦٣ / ٨٠٠ .
(٣) الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٢ ، حلية الأولياء : ١ / ١٥٨ / ٢٦ ، اُسد الغابة : ١ / ٥٦٣ / ٨٠٠ .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٣٨٥ / ٥٤٥٩ ، الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٤ ، اُسد الغابة : ١ / ٥٦٣ / ٨٠٠ .
(٥) الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٤ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٦ / ١٠ ، اُسد الغابة : ١ / ٥٦٣ / ٨٠٠ .
(٦) الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٥ ، حلية الأولياء : ١ / ١٥٨ / ٢٦ .
(٧) الخضْرَاء : السَّماء ، والغَبْرَاء : الأرض (النهاية : ٢/٤٢) .
(٨) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٨٥ / ٥٤٦١ ، الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٥٩ / ١٠ .

 ٢٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

وكان من الثلّة المعدودة التى رعت حرمة الحقّ فى خضمّ التغيّرات التى طرأت بعد وفاة النبىّ  ½ (١) . وتفاني فى الدفاع عن موقع الولاية العلويّة الرفيعة ، وجعل نفسه مِجَنّاً للذبّ عنه ، وكان أحد الثلاثة الذين لم يفارقوا عليّاً  ¼ قطّ(٢) .

ولنا أن نعدّ من فضائله ومناقبه صلاته علي الجثمان الطاهر لسيّدة نساء العالمين فاطمة    £ ، فقد كان فى عداد من صلّي عليها فى تلك الليلة المشوبة بالألم والغمّ والمحنة(٣) .

وصرخاته بوجه الظلم ملأت الآفاق ، واشتهرت فى التاريخ ; فهو لم يصبر علي إسراف الخليفة الثالث وتبذيره وعطاياه الشاذّة ، وانتفض ثائراً صارخاً ضدّها، ولم يتحمّل التحريف الذى افتعلوه لدعم تلك المكرمات المصطنعة، وقدح فى الخليفة وتوجيه كعب الأحبار لأعماله وممارساته . فقام الخليفة بنفى صوت العدالة هذا إلي الشام التى كانت حديثة عهد بالإسلام ، غيرَ مُلمّة بثقافته(٤) .

ولم يُطِقه معاوية أيضاً ; إذ كان يعيش فى الشام كالملوك ، ويفعل ما يفعله القياصرة ، ضارباً بأحكام الإسلام عرض الجدار ، فأقضّت صيحات أبى ذرّ مضجعه(٥) . فكتب إلي عثمان يخبره باضطراب الشام عليه إذا بقى فيها أبو ذرّ ، فأمر بردّه إلي المدينة(٦) ، وأرجعوه إليها علي أسوأ حال .


(١) الخصال : ٦٠٧ / ٩ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ١٢٦ / ١ .
(٢) رجال الكشّى : ١ / ٣٨ / ١٧ ، الاختصاص : ٦ .
(٣) رجال الكشّى : ١ / ٣٤ / ١٣ ، الاختصاص : ٥ .
(٤) أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٦ ، مروج الذهب : ٢ / ٣٤٩ ، شرح نهج البلاغة : ٨ / ٢٥٦ / ١٣٠ .
(٥) أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٧ ، شرح نهج البلاغة : ٨ / ٢٥٦ / ١٣٠ ; الشافى : ٤ / ٢٩٤ .
(٦) الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٦ ، أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٧ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٦٣ / ١٠ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٢٨٣ ; الأمالى للمفيد : ١٦٢ / ٤ .

 ٢٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

وقدم أبو ذرّ المدينة ، لكن لا سياسة عثمان تغيّرت ، ولا موقف أبى ذرّ منه ، فالاحتجاج كان قائماً ، والصيحات مستمرّة ، وقول الحقّ متواصلاً ، وكشف المساوئ لم يتوقّف . ولمّا لم يُجْدِ الترغيب والترهيب معه ، غيّرت الحكومة اُسلوبها منه ، وما هو إلاّ الإبعاد ، لكنّه هذه المرّة إلي الرَّبَذة(١) ، وهى صحراء قاحلة حارقة ، وأصدر عثمان تعاليمه بمنع مشايعته(٢) . ولم يتحمّل أمير المؤمنين  ¼ هذه التعاليم الجائرة ، فخرج مع أبنائه وعدد من الصحابة لتوديعه(٣) .

وله كلام عظيم خاطبه به وبيّن فيه ظُلامته(٤) . وتكلّم من كان معه أيضاً ليعلم الناس أنّ الذى أبعد هذا الصحابى الجليل إلي الربذة هو قول الحقّ ومقارعة الظلم لا غيرها(٥) .

وكان إبعاد أبى ذرّ أحد ممهّدات الثورة علي عثمان(٦) . وذهب هذا الرجل العظيم إلي الربذة رضىّ الضمير ; لأنّه لم يتنصّل عن مسؤوليّته فى قول الحقّ ، لكنّ قلبه كان مليئاً بالألم ; إذ تُرك وحده ، وفُصل عن مرقد حبيبه رسول الله  ½ .


(١) الكافى : ٨ / ٢٠٦ / ٢٥١ ، الأمالى للمفيد : ١٦٤ / ٤ ; أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٧ ، الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٧ .
(٢) مروج الذهب : ٢ / ٣٥١ ، شرح نهج البلاغة : ٨ / ٢٥٢ / ١٣٠ ; الأمالى للمفيد : ١٦٥ / ٤ .
(٣) الكافى : ٨ / ٢٠٦ / ٢٥١ ، من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٢٧٥ / ٢٤٢٨ ، الأمالى للمفيد : ١٦٥ / ٤ ، المحاسن : ٢ / ٩٤ / ١٢٤٧ ، تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٢ ; مروج الذهب : ٢ / ٣٥٠ .
(٤) الكافى : ٨ / ٢٠٦ / ٢٥١ ، نهج البلاغة : الخطبة ١٣٠ .
(٥) الكافى : ٨ / ٢٠٧ / ٢٥١ وراجع من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٢٧٥ / ٢٤٢٨ ، المحاسن : ٢ / ٩٤ / ١٢٤٧ ; شرح نهج البلاغة : ٨ / ٢٥٣ / ١٣٠ .
(٦) راجع : القسم الرابع / مبادئ الثورة علي عثمان / معاقبة من أنكر عليه أحداثه / نفى أبى ذرّ .


إرجاعات 
١٧١ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الرابع : مبادئ الثورة على عثمان / معاقبة من أنكر عليه أحداثه

 ٢٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

يقول عبد الله بن حواش الكعبى : رأيتُ أبا ذرّ فى الربذة وهو جالس وحده فى ظلّ سقيفة ، فقلت : يا أبا ذرّ ! وحدك !

فقال : كان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر شعارى ، وقول الحقّ سيرتى ، وهذا ما ترك لى رفيقاً .

توفّى أبو ذرّ سنة ٣٢ هـ (١) . وتحقّق ما كان يراه النبىّ  ½ فى مرآة الزمان ، وما كان يقوله فيه ، وكان قد قال  ½ : "يرحم الله أبا ذرّ ، يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويُحْشَر يوم القيامة وحده" .

ووصل جماعة من المؤمنين فيهم مالك الأشتر بعد وفاة ذلك الصحابى الكبير القائل الحقّ فى زمانه ، ووسّدوا جسده النحيف الثري باحترام وتبجيل(٢) (٣) .

٦٣٨٣ ـ رسول الله  ½ : ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء علي رجل أصدق لهجةً من أبى ذرّ(٤) .


(١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٣٨١ / ٥٤٥١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٧٤ / ١٠ ; رجال الطوسى : ٣٢ / ١٤٣ وفيه "مات فى زمن عثمان بالربذة" .
(٢) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٣٨٨ / ٥٤٧٠ ، الطبقات الكبري : ٤ / ٢٣٤ ، سير أعلام النبلاء : ٢/٧٧/١٠ ، تاريخ الطبرى : ٤ / ٣٠٨ ، الكامل فى التاريخ : ٢/٢٦٤ ; رجال الكشّى : ١/٢٨٣/١١٨ .
(٣) المشهور إنّ أبا ذرّ انتهج اُسلوب كشف المساوئ والبدع فى أيّام عثمان ، كما كان يذكّر بوجود الظلم والتمييز والتكتّل. من هنا لم تتحمّل الحكومة وجوده فى المدينة، فنفته إلي الشام . وفيها واصل اُسلوبه وفضح معاوية وكشف قبائحه . فشكاه معاوية إلي عثمان ، فردّه إلي المدينة ، ثمّ أبعده إلي الربذة ... . بَيْد أنّ بعض الباحثين ذهب إلي أنّه مكث طويلاً فى الشام ، اهتداءً ببعض الوثائق التاريخيّة ، ومقايسة أخبار متنوّعة فى هذا المجال . أى : إنّه توجّه إلي الشام بعد موت أبى بكر ، وبذر فيها التشيّع . راجع : كتاب "أبو ذرّ الغفارى" لمحمّد جواد آل الفقيه : ٦٥ .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٣٨٥ / ٥٤٦١ ، سنن الترمذى : ٥ / ٦٦٩ / ٣٨٠١ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٥٥ / ١٥٦ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٥٩ / ١٠ كلّها عن عبد الله بن عمرو .

 ٢٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

٦٣٨٤ ـ عنه  ½ : من سرّه أن ينظر إلي شبيه عيسي بن مريم خَلقاً وخُلقاً ; فلينظر إلي أبى ذرّ(١) .

٦٣٨٥ ـ سنن الترمذى عن أبى ذرّ : قال رسول الله  ½ : ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء من ذى لهجة أصدق ولا أوفي من أبى ذرّ شِبْهَ عيسي بن مريم  ¼ . فقال عمر بن الخطّاب كالحاسد : يا رسول الله أ فنعرف ذلك له ؟ قال : نعم ، فاعرفوه له(٢) .

٦٣٨٦ ـ مسند ابن حنبل عن بريدة : قال رسول الله  ½ : إنّ الله عزّ وجلّ يُحبّ من أصحابى أربعة ، أخبرنى أنّه يحبّهم ، وأمرنى أن اُحبّهم . قالوا : من هم يا رسول الله ؟

قال : إنّ عليّاً منهم ، وأبو ذرّ الغفارى ، وسلمان الفارسى ، والمقداد بن الأسود الكندى(٣) .

٦٣٨٧ ـ أنساب الأشراف : لمّا أعطي عثمانُ مروانَ بن الحكم ما أعطاه ، وأعطي الحارث بن الحكم بن أبى العاص ثلاثمائة ألف درهم ، وأعطي زيد بن ثابت الأنصارى مائة ألف درهم ، جعل أبو ذرّ يقول : بشّر الكانزين بعذاب أليم ، ويتلو قول الله عزّ وجلّ : ³ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ  ²  الآية(٤) .


(١) المعجم الكبير : ٢ / ١٤٩ / ١٦٢٦ عن عبد الله بن مسعود ، الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٥٩ / ١٠ كلاهما عن مالك بن دينار وفيهما "مَن سرّه أن ينظر إلي زهد عيسي فلينظر . . ." ، الاستيعاب : ١ / ٣٢٣ / ٣٤٣ عن أبى هريرة وفيه "من سرّه أن ينظر إلي تواضع عيسي فلينظر . . ." .
(٢) سنن الترمذى : ٥ / ٦٧٠ / ٣٨٠٢ .
(٣) مسند ابن حنبل : ٩ / ١٤ / ٢٣٠٢٩ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٦١ / ١٠ .
(٤) التوبة : ٣٤ .

 ٢٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

فرفع ذلك مروانُ بن الحكم إلي عثمان ، فأرسل إلي أبى ذرّ ناتلاً مولاه أن انْتَهِ عمّا يبلغنى عنك ، فقال : أ ينهانى عثمان عن قراءة كتاب الله ، وعيب من ترك أمر الله ؟ ! فو الله لأن اُرضى الله بسخط عثمان أحبّ إلىَّ وخير لى من أن اُسخط الله برضاه ، فأغضب عثمانَ ذلك وأحفظَه(١) ، فتصابر وكفّ .

وقال عثمان يوماً : أ يجوز للإمام أن يأخذ من المال ، فإذا أيسر قضي ؟ فقال كعب الأحبار : لا بأس بذلك ! فقال أبو ذرّ : يابن اليهوديَّين ! أ تعلّمنا ديننا ؟ ! فقال عثمان : ما أكثر أذاك لى ، وأولعك بأصحابى !(٢)

٦٣٨٨ ـ أنساب الأشراف عن كميل بن زياد : كنت بالمدينة حين أمر عثمان أبا ذرّ باللحاق بالشام ، وكنت بها فى العام المقبل حين سيّره إلي الربذة(٣) .

٦٣٨٩ ـ تاريخ اليعقوبى : بلغ عثمان أيضاً أنّ أبا ذرّ يقع فيه ، ويذكر ما غيّر وبدّل من سنن رسول الله ، وسنن أبى بكر وعمر ، فسيّره إلي الشام إلي معاوية ، وكان يجلس فى المسجد ، فيقول كما كان يقول ، ويجتمع إليه الناس ، حتي كثر من يجتمع إليه ويسمع منه .

وكان يقف علي باب دمشق ، إذا صلّي صلاة الصبح ، فيقول : جاءت القطار تحمل النار ، لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له ، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له .

وكتب معاوية إلي عثمان : إنّك قد أفسدت الشام علي نفسك بأبى ذرّ ، فكتب


(١) أى : أغضَبه ، من الحَفِيظة ; الغَضب (النهاية : ١ / ٤٠٨) .
(٢) أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٦ ; الشافى : ٤ / ٢٩٣ نحوه وراجع شرح نهج البلاغة : ٨ / ٢٥٦ .
(٣) أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٨ .

 ٢٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

إليه أن احمله علي قَتَب(١) بغير وطاء ، فقدم به إلي المدينة ، وقد ذهب لحم فخذيه ، فلمّا دخل إليه وعنده جماعة قال : بلغنى أنّك تقول : سمعت رسول الله يقول : "إذا كملت بنو اُميّة ثلاثين رجلاً اتّخذوا بلاد الله دُوَلاً(٢) ، وعباد الله خولاً(٣) ، ودين الله دَغَلاً(٤)" فقال : نعم ، سمعت رسول الله يقول ذلك .

فقال لهم : أ سمعتم رسول الله يقول ذلك ؟

فبعث إلي علىّ بن أبى طالب ، فأتاه ، فقال : يا أبا الحسن ! أ سمعت رسول الله يقول ما حكاه أبو ذرّ ؟ وقصّ عليه الخبر . فقال علىّ : نعم ! قال : وكيف تشهد ؟ قال : لقول رسول الله : "ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبى ذرّ" .

فلم يقم بالمدينة إلاّ أيّاماً حتي أرسل إليه عثمان : والله لتخرجنّ عنها ! قال : أ تُخرجنى من حرم رسول الله ؟ قال : نعم ، وأنفك راغم . قال : فإلي مكّة ؟ قال : لا ، قال : فإلي البصرة ؟ قال : لا ، قال : فإلي الكوفة ؟ قال : لا ، ولكن إلي الرَّبَذة التى خرجتَ منها حتي تموت بها ! يا مروان ، أخرِجه ، ولا تدع أحداً يكلّمه ، حتي يخرج .

فأخرجه علي جمل ومعه امرأته وابنته ، فخرج وعلىّ والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وعمّار بن ياسر ينظرون ، فلمّا رأي أبو ذرّ عليّاً قام إليه فقبّل


(١) القَتَب : رَحْل البَعِير ، صغير علي قدر السَّنَام (مجمع البحرين : ٣ / ١٤٣٧) .
(٢) الدُّوَل : جمع دُولة ; وهو ما يُتداوَل من المال ، فيكون لقوم دون قوم (النهاية : ٢ / ١٤٠) .
(٣) خَوَلاً : أى خَدماً وعَبيداً ، يعنى أنّهم يستخدمونهم ويَستعبِدونهم (النهاية : ٢ / ٨٨) .
(٤) دَغَلاً : أى يَخدعون به الناسَ ، وأصل الدَّغَل : الشَّجَر الملتَفّ الذى يكمُن أهل الفَساد فيه (النهاية : ٢ / ١٢٣) .

 ٢٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

يده ثمّ بكي ، وقال : إنّى إذا رأيتك ورأيت ولدك ذكرت قول رسول الله ، فلم أصبر حتي أبكى ! فذهب علىّ يكلّمه ، فقال له مروان : إنّ أمير المؤمنين قد نهي أن يكلّمه أحد ، فرفع علىّ السوط فضرب وجه ناقة مروان ، وقال : تنحَّ ، نحّاك الله إلي النار !

ثمّ شيّعه ، فكلّمه بكلام يطول شرحه ، وتكلّم كلّ رجل من القوم وانصرفوا ، وانصرف مروان إلي عثمان ، فجري بينه وبين علىّ فى هذا بعض الوحشة ، وتلاحيا كلاماً ، فلم يزل أبو ذرّ بالربذة حتي توفّى(١) .

٦٣٩٠ ـ أنساب الأشراف : كان أبو ذرّ يُنكِر علي معاوية أشياء يفعلها ، وبعث إليه معاوية بثلاثمائة دينار ، فقال : إن كانت من عطائى الذى حرمتمونيه عامى هذا قبلتها ، وإن كانت صلة فلا حاجة لى فيها .

وبعث إليه حبيب بن مسلمة الفهرى بمائتى دينار ، فقال : أ ما وجدتَ أهون عليك منّى حين تبعث إلىَّ بمال ؟ وردّها .

وبني معاوية الخضراء بدمشق ، فقال : يا معاوية ، إن كانت هذه الدار من مال الله فهى الخيانة ، وإن كانت من مالِكَ فهذا الإسراف . فسكت معاوية(٢) .

٦٣٩١ ـ أنساب الأشراف : كان أبو ذرّ يقول : والله لقد حَدَثَت أعمال ما أعرفها ، والله ما هى فى كتاب الله ولا سنّة نبيّه ، والله إنّى لأري حقّاً يُطفأ ، وباطلاً يُحيا ، وصادقاً يُكذّب ، وأثَرَة بغير تُقي ، وصالحاً مستأثَراً عليه .


(١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧١ ; الفتوح : ٢ / ٣٧٣ نحوه وراجع مروج الذهب : ٢ / ٣٥٠ .
(٢) أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٧ ، شرح نهج البلاغة : ٨ / ٢٥٦ ; الشافى : ٤ / ٢٩٤ وليس فيهما من "و بعث إليه" إلي "و ردّها" .

 ٢٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

فقال حبيب بن مَسلمة لمعاوية : إنّ أبا ذرّ مفسدٌ عليك الشام ، فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة ، فكتب معاوية إلي عثمان فيه ، فكتب عثمان إلي معاوية : أمّا بعد ; فاحمل جندباً إلىَّ علي أغلظ مركب وأوعره ، فوجّه معاوية من سار به الليل والنهار .

فلمّا قدم أبو ذرّ المدينة جعل يقول : يستعمل الصبيان ويحمى الحمي ، ويُقرِّب أولاد الطلقاء . فبعث إليه عثمان : الْحَق بأىّ أرض شئت ، فقال : بمكّة ، فقال : لا ، قال : فبيت المقدس ، قال : لا ، قال : فبأحد المِصرَين(١) ، قال : لا ، ولكنّى مُسَيّرك إلي الربذة ، فسيّرَه إليها ، فلم يزل بها حتي مات(٢) .

٦٣٩٢ ـ أنساب الأشراف عن قتادة : تكلّم أبو ذرّ بشىء كرهه عثمان فكذّبه ، فقال : ما ظننت أنّ أحداً يكذّبنى بعد قول رسول الله  ½ : "ما أقلّت الغبراء ، ولا أطبقت الخضراء ، علي ذى لهجة أصدق من أبى ذرّ" ! ثمّ سيّره إلي الربذة .

فكان أبو ذرّ يقول : ما ترك الحقّ لى صديقاً ، فلمّا سار إلي الربذة قال : رَدَّنى عثمان بعد الهجرة أعرابيّاً !(٣)

٦٣٩٣ ـ أنساب الأشراف عن إبراهيم التيمى عن أبيه : قلت لأبى ذرّ : ما أنزلك الربذة ؟ قال : نصحى لعثمان ومعاوية(٤) .

٦٣٩٤ ـ الأمالى للطوسى عن عبد الرحمن بن أبى عمرة الأنصارى : لمّا قدم أبو ذرّ علي عثمان ، قال : أخبِرنى أىّ البلاد أحبّ إليك ؟ قال : مُهاجَرى ، فقال : لستَ


(١) هما الكوفةَ والبَصرة (لسان العرب : ٥ / ١٧٦) .
(٢) أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٧ ; الشافى : ٤ / ٢٩٤ نحوه .
(٣) أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٨ .
(٤) أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٩ .

 ٣٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

بمجاورى . قال : فألحَق بحرم الله ، فأكون فيه ؟ قال : لا ، قال : فالكوفة أرض بها أصحاب رسول الله  ½ ؟ قال : لا ، قال : فلست بمختار غيرهنّ . فأمره بالمسير إلي الربذة ، فقال : إنّ رسول الله  ½ قال لى : "اسمَع وأطِع ، وانفذْ حيث قادوك ، ولو لعبد حبشىّ مجدّع" .

فخرج إلي الربذة ، وأقام مدّة ، ثمّ أتي إلي المدينة ، فدخل علي عثمان والناس عنده سماطين ، فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّك أخرجتنى من أرضى إلي أرض ليس بها زرع ولا ضرع إلاّ شُوَيهات ، وليس لى خادم إلاّ محرّرة(١) ، ولا ظلّ يظلّنى إلاّ ظلّ شجرة ، فأعطِنى خادماً وغُنَيمات أعِش فيها ، فحوّلَ وجهه عنه ، فتحوّل عنه إلي السماط الآخر ، فقال مثل ذلك .

فقال له حبيب بن سلمة : لك عندى يا أبا ذرّ ألفُ درهم وخادم وخمسمائة شاة ، قال أبو ذرّ : أعطِ خادمك وألفك وشويهاتك من هو أحوج إلي ذلك منّى ; فإنّى إنّما أسأل حقّى فى كتاب الله .

فجاء علىّ  ¼ فقال له عثمان : أ لا تُغنى عنّا سفيهك هذا ؟ قال : أىّ سفيه ؟

قال : أبو ذرّ ! قال علىّ  ¼ : ليس بسفيه ، سمعت رسول الله  ½ يقول : "ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء ، أصدق لهجة من أبى ذرّ" أنزِلهُ بمنزلة مؤمن آل فرعون ، ³ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ  ²  (٢) . قال عثمان : التراب فى فيك ! قال علىّ  ¼ : بل التراب فى فيك ، أنشد بالله من سمع رسول الله  ½ يقول ذلك لأبى ذرّ ، فقام أبو هريرة وعشرة فشهدوا بذلك ، فولّي


(١) المُحَرَّر : الذى جُعل من العبيد حُرّاً فاُعتِق (النهاية : ١ / ٣٦٢) .
(٢) غافر : ٢٨ .

 ٣١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

علىّ  ¼ (١) .

٦٣٩٥ ـ الكافى عن أبى جعفر الخثعمى : لمّا سيّر عثمان أبا ذرّ إلي الربذة شيّعه أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسين (ع) ، وعمّار بن ياسر ، فلمّا كان عند الوداع ، قال أمير المؤمنين  ¼ : يا أبا ذرّ ، إنّك إنّما غضبت لله عزّ وجلّ ، فارجُ من غضبت له . إنّ القوم خافوك علي دنياهم ، وخفتهم علي دينك ، فأرحلوك عن الفناء وامتحنوك بالبلاء . وو الله لو كانت السماوات والأرض علي عبد رَتْقاً ، ثمّ اتّقي الله عزّ وجلّ ; جعل له منها مخرجاً ، فلا يؤنسك إلاّ الحقّ ، ولا يوحشك إلاّ الباطل(٢) .

٦٣٩٦ ـ الإمام الصادق  ¼ : لمّا شيّع أمير المؤمنين  ¼ أبا ذرّ ، وشيّعه الحسن والحسين    ¤ ، وعقيل بن أبى طالب ، وعبد الله بن جعفر ، وعمّار بن ياسر عليهم سلام الله ; قال لهم أمير المؤمنين  ¼ : ودِّعوا أخاكم ; فإنّه لابدّ للشاخص من أن يمضى ، وللمشيّع من أن يرجع .

قال : فتكلّم كلّ رجل منهم علي حياله ، فقال الحسين بن علىّ    ¤ : رحمك الله يا أبا ذرّ ! إنّ القوم إنّما امتهنوك بالبلاء ; لأنّك منعتهم دينك ، فمنعوك دنياهم ; فما أحوجك غداً إلي ما منعتهم ، وأغناك عمّا منعوك .

فقال أبو ذرّ : رحمكم الله من أهل بيت ! فما لى فى الدنيا من شَجَن(٣) غيركم ، إنّى إذا ذكرتكم ذكرت رسول الله  ½ (٤) .


(١) الأمالى للطوسى : ٧١٠ / ١٥١٤ .
(٢) الكافى : ٨ / ٢٠٦ / ٢٥١ .
(٣) الشَّجَنُ : أى قرابة مشتبكة كاشتباك العروق (النهاية : ٢ / ٤٤٧) .
(٤) المحاسن : ٢ / ٩٤ / ١٢٤٧ عن إسحاق بن جرير الجريرى عن رجل من أهل بيته ، من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٢٧٥ / ٢٤٢٨ .

 ٣٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ

٦٣٩٧ ـ الأمالى للمفيد عن أبى جهضم الأزدى عن أبيه ـ بعد معاملة عثمان السيئة مع أبى ذرّ ـ : بلغ ذلك أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب  ¼ فبكي حتي بلّ لحيته بدموعه ، ثمّ قال : أ هكذا يُصنع بصاحب رسول الله  ½ ؟ ! إنّا لله وإنّا إليه راجعون .

ثمّ نهض ومعه الحسن والحسين    ¤ ، وعبد الله بن العبّاس والفضل وقُثَم وعبيد الله ، حتي لحقوا أبا ذرّ ، فشيّعوه ، فلمّا بصر بهم أبو ذرّ حنّ إليهم ، وبكي عليهم ، وقال : بأبى وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول الله  ½ ، وشملتنى البركة برؤيتها .

ثمّ رفع يديه إلي السماء وقال : اللهمّ إنّى اُحبّهم ، ولو قُطّعت إرباً إرباً فى محبّتهم ، ما زلت عنها ابتغاء وجهك والدار الآخرة ، فارجعوا رحمكم الله ، واللهَ أسأل أن يخلفنى فيكم أحسن الخلافة . فودّعه القوم ورجعوا وهم يبكون علي فراقه(١) .

٦٣٩٨ ـ تاريخ اليعقوبى : لم يزل أبو ذرّ بالربذة حتي توفّى ، ولمّا حضرته الوفاة قالت له ابنته : إنّى وحدى فى هذا الموضع ، وأخاف أن تغلبنى عليك السباع ، فقال : كلاّ إنّه سيحضرنى نفر مؤمنون ، فانظرى أ ترين أحداً ؟ فقالت : ما أري أحداً ! قال : ما حضر الوقت ، ثمّ قال : انظرى ، هل ترين أحداً ؟ قالت : نعم أري ركباً مقبلين ، فقال : الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، حوّلى وجهى إلي القبلة ، فإذا حضر القوم فأقرئيهم منّى السلام ، فإذا فرغوا من أمرى ، فاذبحى لهم هذه الشاة ، وقولى لهم : أقسمت عليكم إن برحتم حتي تأكلوا ، ثمّ قُضِى عليه .


(١) الأمالى للمفيد : ١٦٥ / ٤ .

 ٣٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو رافِع مولي رسول الله

فأتي القوم ، فقالت لهم الجارية : هذا أبو ذرّ صاحب رسول الله قد توفّى ، فنزلوا ، وكانوا سبعة نفر ، فيهم حذيفة بن اليمان ، والأشتر ، فبكوا بكاءً شديداً ، وغسّلوه ، وكفّنوه ، وصلّوا عليه ، ودفنوه .

ثمّ قالت لهم : إنّه يُقسِم عليكم ألاّ تبرحوا حتي تأكلوا ، فذبحوا الشاة وأكلوا ، ثمّ حملوا ابنته حتي صاروا بها إلي المدينة(١) .

راجع : القسم الرابع / مبادئ الثورة علي عثمان / معاقبة من أنكر عليه أحداثه / نفى أبى ذرّ .

٥

أبو رافِع مولي رسول الله

غَلَبتْ عليه كنيتُه ، واختُلف فى اسمه ، فقيل : أسلمُ ; وهو أشهر ما قيل فيه ، وقيل : إبراهيم(٢) ، وقيل غير ذلك . أحد الوجوه البارزة فى التشيّع ، ومن السابقين إلي التأليف والتدوين والعلم ، وأحد صحابة الإمام الأبرار .

كان غلاماً للعبّاس عمّ النبىّ  ½ (٣) ، ثمّ وهبه العبّاس للنبىّ  ½ (٤) . ولمّا أسلم العبّاس وبلّغ أبو رافع رسولَ الله  ½ بإسلامه أعتقه(٥) .


(١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٣ وراجع تاريخ الطبرى : ٤ / ٣٠٨ والكامل فى التاريخ : ٢ / ٢٦٤ والفتوح : ٢ / ٣٧٧ .
(٢) الاستيعاب : ١ / ١٧٧ / ٣٤ ; تهذيب المقال : ١ / ١٦٤ / ١ .
(٣) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٩٠ / ٦٥٣٦ ، الطبقات الكبري : ٤ / ٧٣ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ١٧٠ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٦٨ ; رجال النجاشى : ١ / ٦١ / ١ .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٩٠ / ٦٥٣٦ ، الطبقات الكبري : ٤ / ٧٣ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ١٧٠ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٦٨ .
(٥) الطبقات الكبري : ٤ / ٧٣ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٦٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ١٦ / ٣ ، الاستيعاب : ١ / ١٧٧ / ٣٤ ; رجال النجاشى : ١ / ٦١ / ١ .


إرجاعات 
١٧١ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الرابع : مبادئ الثورة على عثمان / معاقبة من أنكر عليه أحداثه

 ٣٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو رافِع مولي رسول الله

شهد أبو رافع حروب النبىّ  ½ كلّها إلاّ بدراً(١) . ووقف بعده إلي جانب الإمام أمير المؤمنين  ¼ ثابت العقيدة ولم يفارقه(٢) . وهو أحد رواة حديث الغدير(٣) . وعُدّ من أبرار الشيعة وصالحيهم(٤) . وكان مع الإمام  ¼ أيضاً فى جميع معاركه(٥) .

وكان مسؤولاً عن بيت ماله  ¼ بالكوفة(٦) . وولداه عبيد الله(٧) وعلىّ(٨) من كُتّابه  ¼ .

ولأبى رافع كتاب كبير عنوانه "السُّنن والقضايا والأحكام"(٩) ، يشتمل علي الفقه فى أبوابه المختلفة ، رواه جمع من المحدّثين الكبار وفيهم ولده . وله كتب اُخري منها كتاب "أقضية أمير المؤمنين" ، و"كتاب الديات" وغيرهما ، ويعتقد بعض العلماء أنّها قاطبةً أبواب ذلك الكتاب الكبير وفصوله(١٠) . وذهب أبو رافع مع الإمام الحسن  ¼ إلي المدينة بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين  ¼ (١١) . ووضع


(١) الطبقات الكبري : ٤ / ٧٤ ، الاستيعاب : ١ / ١٧٨ / ٣٤ ; رجال النجاشى : ١ / ٦٢ / ١ وفيه "و شهد مع النبىّ  ½ مشاهده" .
(٢) رجال النجاشى : ١ / ٦٢ / ١ ، الأمالى للطوسى : ٥٩ / ٨٦ .
(٣) مقتل الحسين للخوارزمى :١ / ٤٨ ; الغدير : ١ / ١٦ / ٨ .
(٤) رجال النجاشى : ١ / ٦٢ / ١ .
(٥) رجال النجاشى : ١ / ٦٢ / ١ ، الأمالى للطوسى : ٥٩ / ٨٦ .
(٦) الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٤١ .
(٧) الطبقات الكبري : ٤ / ٧٤ ، تاريخ الطبرى : ٣ / ١٧٠ وفيه "عبيدة الله" ; رجال النجاشى : ١ / ٦٢ / ١ ، رجال الطوسى : ٧١ / ٦٥٤ .
(٨) رجال النجاشى : ١ / ٦٢ / ١ ، رجال ابن داود : ١٣٤ / ١٠١١ وراجع تهذيب المقال : ١ / ١٦٤ ـ ١٨٢ / ١ .
(٩) رجال النجاشى : ١ / ٦٤ / ١ .
(١٠) تدوين السنّة الشريفة : ١٣٨ ـ ١٤٢ .
(١١) رجال النجاشى : ١ / ٦٤ / ١ ، الأمالى للطوسى : ٥٩ / ٨٦ .

 ٣٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو رافِع مولي رسول الله

الإمام الحسن المجتبي  ¼ نصف بيت أبيه تحت تصرّفه . وروي أبو رافع عن رسول الله  ½ أيضاً(١) . وذكر البعض أنّه توفّى سنة ٤٠ هـ(٢) .

٦٣٩٩ ـ رجال النجاشى عن أبى رافع : دخلت علي رسول الله  ½ وهو نائم ، أو يوحي إليه ، وإذا حيّة فى جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فاُوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحيّة ، حتي إن كان منها سوء يكون إلىّ دونه ، فاستيقظَ وهو يتلو هذه الآية : ³ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ راَكِعُونَ  ²  (٣) .

ثمّ قال : الحمد لله الذى أكمل لعلىّ  ¼ مُنيته ، وهنيئاً لعلىّ  ¼ بتفضيل الله إيّاه ، ثمّ التفت ، فرآنى إلي جانبه ، فقال : ما أضجعك هاهنا يا أبا رافع ؟ فأخبرته خبر الحيّة ، فقال : قم إليها فاقتلها ، فقتلتها .

ثمّ أخذ رسول الله  ½ بيدى فقال : يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً  ¼ هو علي الحقّ وهم علي الباطل ! يكون فى حقّ الله جهادهم ، فمن لم يستطِع جهادهم فبقلبه ، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شىء ، فقلت : ادعُ لى إن أدركتهم أن يُعيننى الله ويُقوّينى علي قتالهم ، فقال : اللهمّ إن أدركهم فقوِّه وأعِنْه . ثمّ خرج إلي الناس ، فقال : يا أيّها الناس ! من أحبّ أن ينظر إلي أمينى علي نفسى وأهلى ، فهذا أبو رافع أمينى علي نفسى(٤) .


(١) التاريخ الكبير : ٥ / ١٣٨ / ٤١٥ .
(٢) سير أعلام النبلاء : ٢ / ١٦ / ٣ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٦٨ ، وقيل "مات بعد قتل عثمان" كما فى الطبقات الكبري : ٤ / ٧٥ وتاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٦٨ ، وقيل "توفّى فى خلافة علىّ  ¼ " كما فى سير أعلام النبلاء : ٢ / ١٦ / ٣ والاستيعاب : ١ / ١٧٨ / ٣٤ .
(٣) المائدة : ٥٥ .
(٤) رجال النجاشى : ١ / ٦٣ / ١ ، الأمالى للطوسى : ٥٩ / ٨٦ نحوه .

 ٣٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو سَعِيد الخُدْرِيّ

٦٤٠٠ ـ رجال النجاشى عن عون بن عبيد الله بن أبى رافع : لمّا بويع علىّ  ¼ وخالفه معاوية بالشام ، وسار طلحة والزبير إلي البصرة ، قال أبو رافع : هذا قول رسول الله  ½ ، سيقاتل عليّاً  ¼ قوم يكون حقّاً فى الله جهادهم .

فباع أرضه بخيبر وداره ، ثمّ خرج مع علىّ  ¼ وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة ، وقال : الحمد لله ، لقد أصبحت لا أحد بمنزلتى ، لقد بايعت البيعتين ، بيعة العقبة ، وبيعة الرضوان ، وصلّيت القبلتين ، وهاجرت الهجر الثلاث ، قلت : وما الهجر الثلاث ، قال : هاجرت مع جعفر بن أبى طالب إلي أرض الحبشة ، وهاجرت مع رسول الله  ½ إلي المدينة ، وهذه الهجرة مع علىّ بن أبى طالب  ¼ إلي الكوفة ، فلم يزل مع علىّ  ¼ حتي استشهد علىّ  ¼ ، فرجع أبو رافع إلي المدينة مع الحسن  ¼ ، ولا دار له بها ولا أرض ، فقسم له الحسن  ¼ دار علىّ  ¼ بنصفين ، وأعطاه سُنُح(١) : أرض أقطعه إيّاها ، فباعها عبيد الله بن أبى رافع من معاوية بمائة ألف وسبعين ألفاً(٢) .

٦

أبو سَعِيد الخُدْرِي ّ

هو سعد بن مالك بن شيبان ، أبو سعيد الأنصارى الخدرى ، وهو مشهور بكنيته ، أحد الصحابة(٣) والوجوه البارزة المشهورة من الأنصار(٤) . وهو من


(١) سُنُح : موضع بعَوالى المدينة ، فيه منازل بنى الحارث بن الخزرج (النهاية : ٢ / ٤٠٧) .
(٢) رجال النجاشى : ١ / ٦٤ / ١ وراجع الأمالى للطوسى : ٥٩ / ٨٦ .
(٣) تاريخ بغداد : ١ / ١٨٠ / ١٩ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٧٠ / ٢٨ ، تاريخ دمشق : ٢٠ / ٣٩٣ .
(٤) تاريخ بغداد : ١ / ١٨٠ / ١٩ ، الوافى بالوفيات : ١٥ / ١٤٨ / ٢٠٠ .

 ٣٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو قَتادَةَ الأنْصارِيّ

المحدّثين الكبار(١) ، وفى عداد رواة حديث الغدير(٢) ، وحديث المنزلة(٣) .

كان مع رسول الله  ½ فى كثير من غزواته(٤) ، وبعده كان أحد الثابتين فكريّاً علي معرفة الحقّ(٥) ، وأحد الراسخين فى دعم الحقيقة(٦) . ذكره الإمام الصادق  ¼ بتبجيل وتكريم ، ونصّ علي استقامته فى طريق الحقّ .

لم يترك مرافقة علىٍّ  ¼ ، وكان إلي جانبه فى معركة النهروان(٧) . ودّع الحياة الدنيا سنة ٧٤ هـ (٨) .

٧

أبو قَتادَةَ الأنْصارِي ّ

هو الحارث بن ربعىّ بن بَلْدَمَة ، أبو قتادة الأنصارى الخزرجى ، وهو مشهور بكنيته ، كان من الصحابة(٩) . شارك فى معركة اُحد وما بعدها من المعارك(١٠) .


(١) تاريخ بغداد : ١ / ١٨٠ / ١٩ ، الوافى بالوفيات : ١٥ / ١٤٨ / ٢٠٠ .
(٢) المعجم الأوسط : ٢ / ٣٦٩ / ٢٢٥٤ ، تاريخ دمشق : ٤٢ / ٢٢٨ ; الأمالى للصدوق : ٦٧٠ / ٨٩٨ .
(٣) تاريخ دمشق ٤٢ / ١٧٢ ; المناقب للكوفى : ١ / ٥٠١ / ٤١٨ .
(٤) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٥٠ / ٦٤٨٨ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٦٩ / ٢٨ وفيه "شهد أبو سعيد الخندق وبيعة الرضوان" ، تاريخ دمشق : ٢٠ / ٣٨٧ .
(٥) الخصال : ٦٠٧ / ٩ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ١٢٦ / ١ .
(٦) رجال الكشّى : ١ / ١٨٣ / ٧٨ وراجع مستدركات علم الرجال : ١ / ٢٠ .
(٧) تاريخ بغداد : ١ / ١٨٠ / ١٩ .
(٨) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٦٥١ / ٦٣٩٠ ، المعجم الكبير : ٦ / ٣٣ / ٥٤٢٦ و٥٤٢٧ ، سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٧١ / ٢٨ .
(٩) رجال الطوسى : ٣٥ / ١٨٣ ; تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٣٤١ .
(١٠) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٤٦ / ٦٠٣١ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٥٩ / ١٠ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٣٤٠ ، الاستيعاب : ٤ / ٢٩٥ / ٣١٦١ ، اُسد الغابة : ٦ / ٢٤٤ / ٦١٧٣ .

 ٣٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو قَتادَةَ الأنْصارِيّ

وكان أحد الشجعان فى جيش النبىّ  ½ (١) حتي ذكره  ½ بأنّه من خيرة المقاتلين .

كان من صحابة الإمام أمير المؤمنين  ¼ (٢) ، واشترك فى جميع حروبه(٣) . قال فى معركة الجمل قولاً يدلّ علي إيمانه العميق ووفائه للإمام  ¼ (٤) . وكان علي الرجّالة فى النهروان(٥) . وولاّه الإمام  ¼ علي مكّة(٦) . توفّى أبو قتادة فى أيّام خلافة الإمام  ¼ (٧) .

٦٤٠١ ـ الاستيعاب : إنّ عليّاً لمّا ولىَ الخلافة عزل خالد بن العاصى بن هشام بن المغيرة المخزومى عن مكّة وولاّها أبا قتادة الأنصارى(٨) .

٦٤٠٢ ـ تاريخ الطبرى عن أبى قتادة ـ لعلىّ  ¼ فى حرب الجمل ـ : يا أمير المؤمنين ! إنّ رسول الله  ½ قلّدنى هذا السيف وقد شِمْته(٩) فطال شَيمه ، وقد أني تجريده علي هؤلاء القوم الظالمين الذين لم يألوا الاُمّة غشّاً ; فإن أحببت أن


(١) تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٣٤١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٤٩ / ٨٧ ، الاستيعاب : ١ / ٣٥٣ / ٤١٤ ، اُسد الغابة : ٦ / ٢٤٤ / ٦١٧٣ .
(٢) رجال الطوسى : ٨٣ / ٨٣٧ ; تاريخ بغداد : ١ / ١٥٩ / ١٠ .
(٣) تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٣٤٢ ، الاستيعاب : ٤ / ٢٩٥ / ٣١٦١ ، اُسد الغابة : ٦ / ٢٤٥ / ٦١٧٣ .
(٤) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥١ .
(٥) تاريخ الطبرى : ٥ / ٨٥ ، الأخبار الطوال : ٢١٠ ، تاريخ بغداد : ١ / ١٥٩ / ١٠ وفيه "حضر معه قتال الخوارج بالنهروان" .
(٦) رجال الطوسى : ٨٣ / ٨٣٧ ; تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٥٢ ، الاستيعاب : ٣ / ٣٦٣ / ٢١٩٠ وزاد فيهما "ثمّ عزله" .
(٧) الاستيعاب : ٤ / ٢٩٥ / ٣١٦١ ، اُسد الغابة : ٦ / ٢٤٥ / ٦١٧٣ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٥٣ / ٨٧ ، وذكرت بعض المصادر أنّه "توفّى سنة ٥٤ هـ وهو ابن سبعين سنة" كما فى المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٥٤٧ / ٦٠٣٣ والمعجم الكبير : ٣ / ٢٤٠ / ٣٢٧٤ .
(٨) الاستيعاب : ٣ / ٣٦٣ / ٢١٩٠ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٥٢ وفيه "خالد بن سعيد بن العاصى" .
(٩) الشَّيْم : إغماد السيف ، وهو من الأضداد (النهاية : ٢ / ٥٢١) .

 ٣٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو مَسْعود البَدْرِيّ

تقدّمنى ، فقدِّمنى(١) .

٨

أبو مَسْعود البَدْرِي ّ

هو عُقْبَة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود البدرى ، وهو مشهور بكنيته . من صحابة رسول الله  ½ (٢) . اشترك فى حروبه كلّها إلاّ بدراً(٣) . عندما تقلّد الإمام أمير المؤمنين علىّ  ¼ أمر الخلافة ، قام وأثني عليه ، وعدّ بيعته كبيعة العَقَبة ، والرضوان ، وحثّ الناس علي بيعته  ¼ (٤) .

وحين توجّه الإمام  ¼ إلي صفّين ، استخلفه علي الكوفة(٥) . لم يشترك هذا الرجل فى حرب من حروب الإمام  ¼ (٦) .

مات أبو مسعود سنة ٤٠ هـ (٧) .


(١) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥١ .
(٢) المعجم الكبير : ١٧ / ١٩٤ / ٥١٩ ، الطبقات الكبري : ٦ / ١٦ ، تاريخ دمشق : ٤٠ / ٥٠٧ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٩٤ / ١٠٣ وفيه "معدود فى علماء الصحابة" ، اُسد الغابة : ٤ / ٥٥ / ٣٧١٧ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٥٨ ; رجال الطوسى : ٤٣ / ٣٠٩ .
(٣) الاستيعاب : ٣ / ١٨٤ / ١٨٤٦ ، اُسد الغابة : ٤ / ٥٥ / ٣٧١٧ ، الطبقات الكبري : ٦ / ١٦ ، تاريخ دمشق : ٤٠ / ٥١١ . واختلف فى اشتراكه ببدر ، راجع : تهذيب التهذيب : ٧ / ٢٠٩ / ٤٨٠٦ .
(٤) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٩ .
(٥) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٢٧ / ٤٦٠٢ ، المعجم الكبير : ١٧ / ١٩٥ / ٥٢١ ، الطبقات الكبري : ٦ / ١٦ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٥٢ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٥٨ ، الكامل فى التاريخ : ٢ / ٤٠٩ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٩٥ / ١٠٣ ; وقعة صفّين : ١٢١ .
(٦) المعجم الكبير : ١٧ / ١٩٥ / ٥٢١ ، تاريخ دمشق : ٤٠ / ٥٢٢ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٩٦ / ١٠٣ ، تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٥٨ وراجع المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٢٧ / ٤٦٠٣ .
(٧) الطبقات لخليفة بن خيّاط : ٢٢٩ / ٩٣٣ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٩٦ / ١٠٣ ، وفى موته أقوال اُخر : "مات أيّام علىّ بن أبى طالب" كما فى تاريخ دمشق : ٤٠ / ٥١٦ و٥١٧ ، وص ٥١١ وفيه"مات فى أوّل خلافة معاوية" ، وقيل "توفّى فى آخر خلافة معاوية" كما فى الطبقات الكبري : ٦ / ١٦ وتاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٦٥٩ .