٢١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
٤ جُنْدَب بن جُنادة ، وهو مشهور بكنيته . صوت الحقّ المدوّى ، وصيحة الفضيلة والعدالة المتعالية ، أحد أجلاّء الصحابة ، والسابقين إلي الإيمان ، والثابتين علي الصراط المستقيم(٢) . كان موحِّداً قبل الإسلام ، وترفّع عن عبادة الأصنام(٣) . جاء إلي مكّة قادماً من البادية ، واعتنق دين الحقّ بكلّ وجوده ، وسمع القرآن . عُدَّ رابعَ(٤) من أسلم أو خامسهم(٥) . واشتهر بإعلانه إسلامَه ، واعتقاده بالدين الجديد ، وتقصّيه الحقّ منذ يومه الأوّل(٦) . وكان فريداً فذّاً فى صدقه وصراحة لهجته ، حتي قال رسول الله ½ كلمته الخالدة فيه تكريماً لهذه الصفة المحمودة العالية : "ما أظلّت الخضراء ، وما أقلّت الغبراء(٧) أصدق لهجة من أبى ذرّ"(٨) . (١) قد اختلف في اسمه ونَسَبه اختلافاً كثيراً ، وما فى المتن هو أكثر وأصحّ ما قيل فيه ، ولكنّه مشهور بكنيته ولقبه . ٢٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
وكان من الثلّة المعدودة التى رعت حرمة الحقّ فى خضمّ التغيّرات التى طرأت بعد وفاة النبىّ ½ (١) . وتفاني فى الدفاع عن موقع الولاية العلويّة الرفيعة ، وجعل نفسه مِجَنّاً للذبّ عنه ، وكان أحد الثلاثة الذين لم يفارقوا عليّاً ¼ قطّ(٢) . ولنا أن نعدّ من فضائله ومناقبه صلاته علي الجثمان الطاهر لسيّدة نساء العالمين فاطمة £ ، فقد كان فى عداد من صلّي عليها فى تلك الليلة المشوبة بالألم والغمّ والمحنة(٣) . وصرخاته بوجه الظلم ملأت الآفاق ، واشتهرت فى التاريخ ; فهو لم يصبر علي إسراف الخليفة الثالث وتبذيره وعطاياه الشاذّة ، وانتفض ثائراً صارخاً ضدّها، ولم يتحمّل التحريف الذى افتعلوه لدعم تلك المكرمات المصطنعة، وقدح فى الخليفة وتوجيه كعب الأحبار لأعماله وممارساته . فقام الخليفة بنفى صوت العدالة هذا إلي الشام التى كانت حديثة عهد بالإسلام ، غيرَ مُلمّة بثقافته(٤) . ولم يُطِقه معاوية أيضاً ; إذ كان يعيش فى الشام كالملوك ، ويفعل ما يفعله القياصرة ، ضارباً بأحكام الإسلام عرض الجدار ، فأقضّت صيحات أبى ذرّ مضجعه(٥) . فكتب إلي عثمان يخبره باضطراب الشام عليه إذا بقى فيها أبو ذرّ ، فأمر بردّه إلي المدينة(٦) ، وأرجعوه إليها علي أسوأ حال . (١) الخصال : ٦٠٧ / ٩ ، عيون أخبار الرضا : ٢ / ١٢٦ / ١ . ٢٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
وقدم أبو ذرّ المدينة ، لكن لا سياسة عثمان تغيّرت ، ولا موقف أبى ذرّ منه ، فالاحتجاج كان قائماً ، والصيحات مستمرّة ، وقول الحقّ متواصلاً ، وكشف المساوئ لم يتوقّف . ولمّا لم يُجْدِ الترغيب والترهيب معه ، غيّرت الحكومة اُسلوبها منه ، وما هو إلاّ الإبعاد ، لكنّه هذه المرّة إلي الرَّبَذة(١) ، وهى صحراء قاحلة حارقة ، وأصدر عثمان تعاليمه بمنع مشايعته(٢) . ولم يتحمّل أمير المؤمنين ¼ هذه التعاليم الجائرة ، فخرج مع أبنائه وعدد من الصحابة لتوديعه(٣) . وله كلام عظيم خاطبه به وبيّن فيه ظُلامته(٤) . وتكلّم من كان معه أيضاً ليعلم الناس أنّ الذى أبعد هذا الصحابى الجليل إلي الربذة هو قول الحقّ ومقارعة الظلم لا غيرها(٥) . وكان إبعاد أبى ذرّ أحد ممهّدات الثورة علي عثمان(٦) . وذهب هذا الرجل العظيم إلي الربذة رضىّ الضمير ; لأنّه لم يتنصّل عن مسؤوليّته فى قول الحقّ ، لكنّ قلبه كان مليئاً بالألم ; إذ تُرك وحده ، وفُصل عن مرقد حبيبه رسول الله ½ . (١) الكافى : ٨ / ٢٠٦ / ٢٥١ ، الأمالى للمفيد : ١٦٤ / ٤ ; أنساب الأشراف : ٦ / ١٦٧ ، الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٧ . إرجاعات
١٧١ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الرابع : مبادئ الثورة على عثمان / معاقبة من أنكر عليه أحداثه
٢٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
يقول عبد الله بن حواش الكعبى : رأيتُ أبا ذرّ فى الربذة وهو جالس وحده فى ظلّ سقيفة ، فقلت : يا أبا ذرّ ! وحدك ! فقال : كان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر شعارى ، وقول الحقّ سيرتى ، وهذا ما ترك لى رفيقاً . توفّى أبو ذرّ سنة ٣٢ هـ (١) . وتحقّق ما كان يراه النبىّ ½ فى مرآة الزمان ، وما كان يقوله فيه ، وكان قد قال ½ : "يرحم الله أبا ذرّ ، يعيش وحده ، ويموت وحده ، ويُحْشَر يوم القيامة وحده" . ووصل جماعة من المؤمنين فيهم مالك الأشتر بعد وفاة ذلك الصحابى الكبير القائل الحقّ فى زمانه ، ووسّدوا جسده النحيف الثري باحترام وتبجيل(٢) (٣) . ٦٣٨٣ ـ رسول الله ½ : ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء علي رجل أصدق لهجةً من أبى ذرّ(٤) . (١) المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ٣٨١ / ٥٤٥١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٧٤ / ١٠ ; رجال الطوسى : ٣٢ / ١٤٣ وفيه "مات فى زمن عثمان بالربذة" . ٢٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
٦٣٨٤ ـ عنه ½ : من سرّه أن ينظر إلي شبيه عيسي بن مريم خَلقاً وخُلقاً ; فلينظر إلي أبى ذرّ(١) . ٦٣٨٥ ـ سنن الترمذى عن أبى ذرّ : قال رسول الله ½ : ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء من ذى لهجة أصدق ولا أوفي من أبى ذرّ شِبْهَ عيسي بن مريم ¼ . فقال عمر بن الخطّاب كالحاسد : يا رسول الله أ فنعرف ذلك له ؟ قال : نعم ، فاعرفوه له(٢) . ٦٣٨٦ ـ مسند ابن حنبل عن بريدة : قال رسول الله ½ : إنّ الله عزّ وجلّ يُحبّ من أصحابى أربعة ، أخبرنى أنّه يحبّهم ، وأمرنى أن اُحبّهم . قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : إنّ عليّاً منهم ، وأبو ذرّ الغفارى ، وسلمان الفارسى ، والمقداد بن الأسود الكندى(٣) . ٦٣٨٧ ـ أنساب الأشراف : لمّا أعطي عثمانُ مروانَ بن الحكم ما أعطاه ، وأعطي الحارث بن الحكم بن أبى العاص ثلاثمائة ألف درهم ، وأعطي زيد بن ثابت الأنصارى مائة ألف درهم ، جعل أبو ذرّ يقول : بشّر الكانزين بعذاب أليم ، ويتلو قول الله عزّ وجلّ : ³ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ² الآية(٤) . (١) المعجم الكبير : ٢ / ١٤٩ / ١٦٢٦ عن عبد الله بن مسعود ، الطبقات الكبري : ٤ / ٢٢٨ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٥٩ / ١٠ كلاهما عن مالك بن دينار وفيهما "مَن سرّه أن ينظر إلي زهد عيسي فلينظر . . ." ، الاستيعاب : ١ / ٣٢٣ / ٣٤٣ عن أبى هريرة وفيه "من سرّه أن ينظر إلي تواضع عيسي فلينظر . . ." . ٢٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
فرفع ذلك مروانُ بن الحكم إلي عثمان ، فأرسل إلي أبى ذرّ ناتلاً مولاه أن انْتَهِ عمّا يبلغنى عنك ، فقال : أ ينهانى عثمان عن قراءة كتاب الله ، وعيب من ترك أمر الله ؟ ! فو الله لأن اُرضى الله بسخط عثمان أحبّ إلىَّ وخير لى من أن اُسخط الله برضاه ، فأغضب عثمانَ ذلك وأحفظَه(١) ، فتصابر وكفّ . وقال عثمان يوماً : أ يجوز للإمام أن يأخذ من المال ، فإذا أيسر قضي ؟ فقال كعب الأحبار : لا بأس بذلك ! فقال أبو ذرّ : يابن اليهوديَّين ! أ تعلّمنا ديننا ؟ ! فقال عثمان : ما أكثر أذاك لى ، وأولعك بأصحابى !(٢) ٦٣٨٨ ـ أنساب الأشراف عن كميل بن زياد : كنت بالمدينة حين أمر عثمان أبا ذرّ باللحاق بالشام ، وكنت بها فى العام المقبل حين سيّره إلي الربذة(٣) . ٦٣٨٩ ـ تاريخ اليعقوبى : بلغ عثمان أيضاً أنّ أبا ذرّ يقع فيه ، ويذكر ما غيّر وبدّل من سنن رسول الله ، وسنن أبى بكر وعمر ، فسيّره إلي الشام إلي معاوية ، وكان يجلس فى المسجد ، فيقول كما كان يقول ، ويجتمع إليه الناس ، حتي كثر من يجتمع إليه ويسمع منه . وكان يقف علي باب دمشق ، إذا صلّي صلاة الصبح ، فيقول : جاءت القطار تحمل النار ، لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له ، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له . وكتب معاوية إلي عثمان : إنّك قد أفسدت الشام علي نفسك بأبى ذرّ ، فكتب (١) أى : أغضَبه ، من الحَفِيظة ; الغَضب (النهاية : ١ / ٤٠٨) . ٢٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
إليه أن احمله علي قَتَب(١) بغير وطاء ، فقدم به إلي المدينة ، وقد ذهب لحم فخذيه ، فلمّا دخل إليه وعنده جماعة قال : بلغنى أنّك تقول : سمعت رسول الله يقول : "إذا كملت بنو اُميّة ثلاثين رجلاً اتّخذوا بلاد الله دُوَلاً(٢) ، وعباد الله خولاً(٣) ، ودين الله دَغَلاً(٤)" فقال : نعم ، سمعت رسول الله يقول ذلك . فقال لهم : أ سمعتم رسول الله يقول ذلك ؟ فبعث إلي علىّ بن أبى طالب ، فأتاه ، فقال : يا أبا الحسن ! أ سمعت رسول الله يقول ما حكاه أبو ذرّ ؟ وقصّ عليه الخبر . فقال علىّ : نعم ! قال : وكيف تشهد ؟ قال : لقول رسول الله : "ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبى ذرّ" . فلم يقم بالمدينة إلاّ أيّاماً حتي أرسل إليه عثمان : والله لتخرجنّ عنها ! قال : أ تُخرجنى من حرم رسول الله ؟ قال : نعم ، وأنفك راغم . قال : فإلي مكّة ؟ قال : لا ، قال : فإلي البصرة ؟ قال : لا ، قال : فإلي الكوفة ؟ قال : لا ، ولكن إلي الرَّبَذة التى خرجتَ منها حتي تموت بها ! يا مروان ، أخرِجه ، ولا تدع أحداً يكلّمه ، حتي يخرج . فأخرجه علي جمل ومعه امرأته وابنته ، فخرج وعلىّ والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وعمّار بن ياسر ينظرون ، فلمّا رأي أبو ذرّ عليّاً قام إليه فقبّل (١) القَتَب : رَحْل البَعِير ، صغير علي قدر السَّنَام (مجمع البحرين : ٣ / ١٤٣٧) . ٢٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
يده ثمّ بكي ، وقال : إنّى إذا رأيتك ورأيت ولدك ذكرت قول رسول الله ، فلم أصبر حتي أبكى ! فذهب علىّ يكلّمه ، فقال له مروان : إنّ أمير المؤمنين قد نهي أن يكلّمه أحد ، فرفع علىّ السوط فضرب وجه ناقة مروان ، وقال : تنحَّ ، نحّاك الله إلي النار ! ثمّ شيّعه ، فكلّمه بكلام يطول شرحه ، وتكلّم كلّ رجل من القوم وانصرفوا ، وانصرف مروان إلي عثمان ، فجري بينه وبين علىّ فى هذا بعض الوحشة ، وتلاحيا كلاماً ، فلم يزل أبو ذرّ بالربذة حتي توفّى(١) . ٦٣٩٠ ـ أنساب الأشراف : كان أبو ذرّ يُنكِر علي معاوية أشياء يفعلها ، وبعث إليه معاوية بثلاثمائة دينار ، فقال : إن كانت من عطائى الذى حرمتمونيه عامى هذا قبلتها ، وإن كانت صلة فلا حاجة لى فيها . وبعث إليه حبيب بن مسلمة الفهرى بمائتى دينار ، فقال : أ ما وجدتَ أهون عليك منّى حين تبعث إلىَّ بمال ؟ وردّها . وبني معاوية الخضراء بدمشق ، فقال : يا معاوية ، إن كانت هذه الدار من مال الله فهى الخيانة ، وإن كانت من مالِكَ فهذا الإسراف . فسكت معاوية(٢) . ٦٣٩١ ـ أنساب الأشراف : كان أبو ذرّ يقول : والله لقد حَدَثَت أعمال ما أعرفها ، والله ما هى فى كتاب الله ولا سنّة نبيّه ، والله إنّى لأري حقّاً يُطفأ ، وباطلاً يُحيا ، وصادقاً يُكذّب ، وأثَرَة بغير تُقي ، وصالحاً مستأثَراً عليه . (١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧١ ; الفتوح : ٢ / ٣٧٣ نحوه وراجع مروج الذهب : ٢ / ٣٥٠ . ٢٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
فقال حبيب بن مَسلمة لمعاوية : إنّ أبا ذرّ مفسدٌ عليك الشام ، فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة ، فكتب معاوية إلي عثمان فيه ، فكتب عثمان إلي معاوية : أمّا بعد ; فاحمل جندباً إلىَّ علي أغلظ مركب وأوعره ، فوجّه معاوية من سار به الليل والنهار . فلمّا قدم أبو ذرّ المدينة جعل يقول : يستعمل الصبيان ويحمى الحمي ، ويُقرِّب أولاد الطلقاء . فبعث إليه عثمان : الْحَق بأىّ أرض شئت ، فقال : بمكّة ، فقال : لا ، قال : فبيت المقدس ، قال : لا ، قال : فبأحد المِصرَين(١) ، قال : لا ، ولكنّى مُسَيّرك إلي الربذة ، فسيّرَه إليها ، فلم يزل بها حتي مات(٢) . ٦٣٩٢ ـ أنساب الأشراف عن قتادة : تكلّم أبو ذرّ بشىء كرهه عثمان فكذّبه ، فقال : ما ظننت أنّ أحداً يكذّبنى بعد قول رسول الله ½ : "ما أقلّت الغبراء ، ولا أطبقت الخضراء ، علي ذى لهجة أصدق من أبى ذرّ" ! ثمّ سيّره إلي الربذة . فكان أبو ذرّ يقول : ما ترك الحقّ لى صديقاً ، فلمّا سار إلي الربذة قال : رَدَّنى عثمان بعد الهجرة أعرابيّاً !(٣) ٦٣٩٣ ـ أنساب الأشراف عن إبراهيم التيمى عن أبيه : قلت لأبى ذرّ : ما أنزلك الربذة ؟ قال : نصحى لعثمان ومعاوية(٤) . ٦٣٩٤ ـ الأمالى للطوسى عن عبد الرحمن بن أبى عمرة الأنصارى : لمّا قدم أبو ذرّ علي عثمان ، قال : أخبِرنى أىّ البلاد أحبّ إليك ؟ قال : مُهاجَرى ، فقال : لستَ (١) هما الكوفةَ والبَصرة (لسان العرب : ٥ / ١٧٦) . ٣٠ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
بمجاورى . قال : فألحَق بحرم الله ، فأكون فيه ؟ قال : لا ، قال : فالكوفة أرض بها أصحاب رسول الله ½ ؟ قال : لا ، قال : فلست بمختار غيرهنّ . فأمره بالمسير إلي الربذة ، فقال : إنّ رسول الله ½ قال لى : "اسمَع وأطِع ، وانفذْ حيث قادوك ، ولو لعبد حبشىّ مجدّع" . فخرج إلي الربذة ، وأقام مدّة ، ثمّ أتي إلي المدينة ، فدخل علي عثمان والناس عنده سماطين ، فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّك أخرجتنى من أرضى إلي أرض ليس بها زرع ولا ضرع إلاّ شُوَيهات ، وليس لى خادم إلاّ محرّرة(١) ، ولا ظلّ يظلّنى إلاّ ظلّ شجرة ، فأعطِنى خادماً وغُنَيمات أعِش فيها ، فحوّلَ وجهه عنه ، فتحوّل عنه إلي السماط الآخر ، فقال مثل ذلك . فقال له حبيب بن سلمة : لك عندى يا أبا ذرّ ألفُ درهم وخادم وخمسمائة شاة ، قال أبو ذرّ : أعطِ خادمك وألفك وشويهاتك من هو أحوج إلي ذلك منّى ; فإنّى إنّما أسأل حقّى فى كتاب الله . فجاء علىّ ¼ فقال له عثمان : أ لا تُغنى عنّا سفيهك هذا ؟ قال : أىّ سفيه ؟ قال : أبو ذرّ ! قال علىّ ¼ : ليس بسفيه ، سمعت رسول الله ½ يقول : "ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء ، أصدق لهجة من أبى ذرّ" أنزِلهُ بمنزلة مؤمن آل فرعون ، ³ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ² (٢) . قال عثمان : التراب فى فيك ! قال علىّ ¼ : بل التراب فى فيك ، أنشد بالله من سمع رسول الله ½ يقول ذلك لأبى ذرّ ، فقام أبو هريرة وعشرة فشهدوا بذلك ، فولّي (١) المُحَرَّر : الذى جُعل من العبيد حُرّاً فاُعتِق (النهاية : ١ / ٣٦٢) . ٣١ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
علىّ ¼ (١) . ٦٣٩٥ ـ الكافى عن أبى جعفر الخثعمى : لمّا سيّر عثمان أبا ذرّ إلي الربذة شيّعه أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسين (ع) ، وعمّار بن ياسر ، فلمّا كان عند الوداع ، قال أمير المؤمنين ¼ : يا أبا ذرّ ، إنّك إنّما غضبت لله عزّ وجلّ ، فارجُ من غضبت له . إنّ القوم خافوك علي دنياهم ، وخفتهم علي دينك ، فأرحلوك عن الفناء وامتحنوك بالبلاء . وو الله لو كانت السماوات والأرض علي عبد رَتْقاً ، ثمّ اتّقي الله عزّ وجلّ ; جعل له منها مخرجاً ، فلا يؤنسك إلاّ الحقّ ، ولا يوحشك إلاّ الباطل(٢) . ٦٣٩٦ ـ الإمام الصادق ¼ : لمّا شيّع أمير المؤمنين ¼ أبا ذرّ ، وشيّعه الحسن والحسين ¤ ، وعقيل بن أبى طالب ، وعبد الله بن جعفر ، وعمّار بن ياسر عليهم سلام الله ; قال لهم أمير المؤمنين ¼ : ودِّعوا أخاكم ; فإنّه لابدّ للشاخص من أن يمضى ، وللمشيّع من أن يرجع . قال : فتكلّم كلّ رجل منهم علي حياله ، فقال الحسين بن علىّ ¤ : رحمك الله يا أبا ذرّ ! إنّ القوم إنّما امتهنوك بالبلاء ; لأنّك منعتهم دينك ، فمنعوك دنياهم ; فما أحوجك غداً إلي ما منعتهم ، وأغناك عمّا منعوك . فقال أبو ذرّ : رحمكم الله من أهل بيت ! فما لى فى الدنيا من شَجَن(٣) غيركم ، إنّى إذا ذكرتكم ذكرت رسول الله ½ (٤) . (١) الأمالى للطوسى : ٧١٠ / ١٥١٤ . ٣٢ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو ذَرٍّ الغِفارِيّ
٦٣٩٧ ـ الأمالى للمفيد عن أبى جهضم الأزدى عن أبيه ـ بعد معاملة عثمان السيئة مع أبى ذرّ ـ : بلغ ذلك أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ فبكي حتي بلّ لحيته بدموعه ، ثمّ قال : أ هكذا يُصنع بصاحب رسول الله ½ ؟ ! إنّا لله وإنّا إليه راجعون . ثمّ نهض ومعه الحسن والحسين ¤ ، وعبد الله بن العبّاس والفضل وقُثَم وعبيد الله ، حتي لحقوا أبا ذرّ ، فشيّعوه ، فلمّا بصر بهم أبو ذرّ حنّ إليهم ، وبكي عليهم ، وقال : بأبى وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول الله ½ ، وشملتنى البركة برؤيتها . ثمّ رفع يديه إلي السماء وقال : اللهمّ إنّى اُحبّهم ، ولو قُطّعت إرباً إرباً فى محبّتهم ، ما زلت عنها ابتغاء وجهك والدار الآخرة ، فارجعوا رحمكم الله ، واللهَ أسأل أن يخلفنى فيكم أحسن الخلافة . فودّعه القوم ورجعوا وهم يبكون علي فراقه(١) . ٦٣٩٨ ـ تاريخ اليعقوبى : لم يزل أبو ذرّ بالربذة حتي توفّى ، ولمّا حضرته الوفاة قالت له ابنته : إنّى وحدى فى هذا الموضع ، وأخاف أن تغلبنى عليك السباع ، فقال : كلاّ إنّه سيحضرنى نفر مؤمنون ، فانظرى أ ترين أحداً ؟ فقالت : ما أري أحداً ! قال : ما حضر الوقت ، ثمّ قال : انظرى ، هل ترين أحداً ؟ قالت : نعم أري ركباً مقبلين ، فقال : الله أكبر ، صدق الله ورسوله ، حوّلى وجهى إلي القبلة ، فإذا حضر القوم فأقرئيهم منّى السلام ، فإذا فرغوا من أمرى ، فاذبحى لهم هذه الشاة ، وقولى لهم : أقسمت عليكم إن برحتم حتي تأكلوا ، ثمّ قُضِى عليه . ٣٣ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو رافِع مولي رسول الله
فأتي القوم ، فقالت لهم الجارية : هذا أبو ذرّ صاحب رسول الله قد توفّى ، فنزلوا ، وكانوا سبعة نفر ، فيهم حذيفة بن اليمان ، والأشتر ، فبكوا بكاءً شديداً ، وغسّلوه ، وكفّنوه ، وصلّوا عليه ، ودفنوه . ثمّ قالت لهم : إنّه يُقسِم عليكم ألاّ تبرحوا حتي تأكلوا ، فذبحوا الشاة وأكلوا ، ثمّ حملوا ابنته حتي صاروا بها إلي المدينة(١) . ٥ غَلَبتْ عليه كنيتُه ، واختُلف فى اسمه ، فقيل : أسلمُ ; وهو أشهر ما قيل فيه ، وقيل : إبراهيم(٢) ، وقيل غير ذلك . أحد الوجوه البارزة فى التشيّع ، ومن السابقين إلي التأليف والتدوين والعلم ، وأحد صحابة الإمام الأبرار . كان غلاماً للعبّاس عمّ النبىّ ½ (٣) ، ثمّ وهبه العبّاس للنبىّ ½ (٤) . ولمّا أسلم العبّاس وبلّغ أبو رافع رسولَ الله ½ بإسلامه أعتقه(٥) . (١) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ١٧٣ وراجع تاريخ الطبرى : ٤ / ٣٠٨ والكامل فى التاريخ : ٢ / ٢٦٤ والفتوح : ٢ / ٣٧٧ . إرجاعات
١٧١ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الرابع : مبادئ الثورة على عثمان / معاقبة من أنكر عليه أحداثه
٣٤ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو رافِع مولي رسول الله
شهد أبو رافع حروب النبىّ ½ كلّها إلاّ بدراً(١) . ووقف بعده إلي جانب الإمام أمير المؤمنين ¼ ثابت العقيدة ولم يفارقه(٢) . وهو أحد رواة حديث الغدير(٣) . وعُدّ من أبرار الشيعة وصالحيهم(٤) . وكان مع الإمام ¼ أيضاً فى جميع معاركه(٥) . وكان مسؤولاً عن بيت ماله ¼ بالكوفة(٦) . وولداه عبيد الله(٧) وعلىّ(٨) من كُتّابه ¼ . ولأبى رافع كتاب كبير عنوانه "السُّنن والقضايا والأحكام"(٩) ، يشتمل علي الفقه فى أبوابه المختلفة ، رواه جمع من المحدّثين الكبار وفيهم ولده . وله كتب اُخري منها كتاب "أقضية أمير المؤمنين" ، و"كتاب الديات" وغيرهما ، ويعتقد بعض العلماء أنّها قاطبةً أبواب ذلك الكتاب الكبير وفصوله(١٠) . وذهب أبو رافع مع الإمام الحسن ¼ إلي المدينة بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين ¼ (١١) . ووضع (١) الطبقات الكبري : ٤ / ٧٤ ، الاستيعاب : ١ / ١٧٨ / ٣٤ ; رجال النجاشى : ١ / ٦٢ / ١ وفيه "و شهد مع النبىّ ½ مشاهده" . ٣٥ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو رافِع مولي رسول الله
الإمام الحسن المجتبي ¼ نصف بيت أبيه تحت تصرّفه . وروي أبو رافع عن رسول الله ½ أيضاً(١) . وذكر البعض أنّه توفّى سنة ٤٠ هـ(٢) . ٦٣٩٩ ـ رجال النجاشى عن أبى رافع : دخلت علي رسول الله ½ وهو نائم ، أو يوحي إليه ، وإذا حيّة فى جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فاُوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحيّة ، حتي إن كان منها سوء يكون إلىّ دونه ، فاستيقظَ وهو يتلو هذه الآية : ³ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ راَكِعُونَ ² (٣) . ثمّ قال : الحمد لله الذى أكمل لعلىّ ¼ مُنيته ، وهنيئاً لعلىّ ¼ بتفضيل الله إيّاه ، ثمّ التفت ، فرآنى إلي جانبه ، فقال : ما أضجعك هاهنا يا أبا رافع ؟ فأخبرته خبر الحيّة ، فقال : قم إليها فاقتلها ، فقتلتها . ثمّ أخذ رسول الله ½ بيدى فقال : يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً ¼ هو علي الحقّ وهم علي الباطل ! يكون فى حقّ الله جهادهم ، فمن لم يستطِع جهادهم فبقلبه ، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شىء ، فقلت : ادعُ لى إن أدركتهم أن يُعيننى الله ويُقوّينى علي قتالهم ، فقال : اللهمّ إن أدركهم فقوِّه وأعِنْه . ثمّ خرج إلي الناس ، فقال : يا أيّها الناس ! من أحبّ أن ينظر إلي أمينى علي نفسى وأهلى ، فهذا أبو رافع أمينى علي نفسى(٤) . (١) التاريخ الكبير : ٥ / ١٣٨ / ٤١٥ . ٣٦ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو سَعِيد الخُدْرِيّ
٦٤٠٠ ـ رجال النجاشى عن عون بن عبيد الله بن أبى رافع : لمّا بويع علىّ ¼ وخالفه معاوية بالشام ، وسار طلحة والزبير إلي البصرة ، قال أبو رافع : هذا قول رسول الله ½ ، سيقاتل عليّاً ¼ قوم يكون حقّاً فى الله جهادهم . فباع أرضه بخيبر وداره ، ثمّ خرج مع علىّ ¼ وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة ، وقال : الحمد لله ، لقد أصبحت لا أحد بمنزلتى ، لقد بايعت البيعتين ، بيعة العقبة ، وبيعة الرضوان ، وصلّيت القبلتين ، وهاجرت الهجر الثلاث ، قلت : وما الهجر الثلاث ، قال : هاجرت مع جعفر بن أبى طالب إلي أرض الحبشة ، وهاجرت مع رسول الله ½ إلي المدينة ، وهذه الهجرة مع علىّ بن أبى طالب ¼ إلي الكوفة ، فلم يزل مع علىّ ¼ حتي استشهد علىّ ¼ ، فرجع أبو رافع إلي المدينة مع الحسن ¼ ، ولا دار له بها ولا أرض ، فقسم له الحسن ¼ دار علىّ ¼ بنصفين ، وأعطاه سُنُح(١) : أرض أقطعه إيّاها ، فباعها عبيد الله بن أبى رافع من معاوية بمائة ألف وسبعين ألفاً(٢) . ٦ هو سعد بن مالك بن شيبان ، أبو سعيد الأنصارى الخدرى ، وهو مشهور بكنيته ، أحد الصحابة(٣) والوجوه البارزة المشهورة من الأنصار(٤) . وهو من (١) سُنُح : موضع بعَوالى المدينة ، فيه منازل بنى الحارث بن الخزرج (النهاية : ٢ / ٤٠٧) . ٣٧ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو قَتادَةَ الأنْصارِيّ
المحدّثين الكبار(١) ، وفى عداد رواة حديث الغدير(٢) ، وحديث المنزلة(٣) . كان مع رسول الله ½ فى كثير من غزواته(٤) ، وبعده كان أحد الثابتين فكريّاً علي معرفة الحقّ(٥) ، وأحد الراسخين فى دعم الحقيقة(٦) . ذكره الإمام الصادق ¼ بتبجيل وتكريم ، ونصّ علي استقامته فى طريق الحقّ . لم يترك مرافقة علىٍّ ¼ ، وكان إلي جانبه فى معركة النهروان(٧) . ودّع الحياة الدنيا سنة ٧٤ هـ (٨) . ٧ هو الحارث بن ربعىّ بن بَلْدَمَة ، أبو قتادة الأنصارى الخزرجى ، وهو مشهور بكنيته ، كان من الصحابة(٩) . شارك فى معركة اُحد وما بعدها من المعارك(١٠) . (١) تاريخ بغداد : ١ / ١٨٠ / ١٩ ، الوافى بالوفيات : ١٥ / ١٤٨ / ٢٠٠ . ٣٨ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو قَتادَةَ الأنْصارِيّ
وكان أحد الشجعان فى جيش النبىّ ½ (١) حتي ذكره ½ بأنّه من خيرة المقاتلين . كان من صحابة الإمام أمير المؤمنين ¼ (٢) ، واشترك فى جميع حروبه(٣) . قال فى معركة الجمل قولاً يدلّ علي إيمانه العميق ووفائه للإمام ¼ (٤) . وكان علي الرجّالة فى النهروان(٥) . وولاّه الإمام ¼ علي مكّة(٦) . توفّى أبو قتادة فى أيّام خلافة الإمام ¼ (٧) . ٦٤٠١ ـ الاستيعاب : إنّ عليّاً لمّا ولىَ الخلافة عزل خالد بن العاصى بن هشام بن المغيرة المخزومى عن مكّة وولاّها أبا قتادة الأنصارى(٨) . ٦٤٠٢ ـ تاريخ الطبرى عن أبى قتادة ـ لعلىّ ¼ فى حرب الجمل ـ : يا أمير المؤمنين ! إنّ رسول الله ½ قلّدنى هذا السيف وقد شِمْته(٩) فطال شَيمه ، وقد أني تجريده علي هؤلاء القوم الظالمين الذين لم يألوا الاُمّة غشّاً ; فإن أحببت أن (١) تاريخ الإسلام للذهبى : ٤ / ٣٤١ ، سير أعلام النبلاء : ٢ / ٤٤٩ / ٨٧ ، الاستيعاب : ١ / ٣٥٣ / ٤١٤ ، اُسد الغابة : ٦ / ٢٤٤ / ٦١٧٣ . ٣٩ - المجلد الثانى عشر / القسم السادس عشر : أصحاب الإمام علىّ وعمّاله / أبو مَسْعود البَدْرِيّ
تقدّمنى ، فقدِّمنى(١) . ٨ هو عُقْبَة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود البدرى ، وهو مشهور بكنيته . من صحابة رسول الله ½ (٢) . اشترك فى حروبه كلّها إلاّ بدراً(٣) . عندما تقلّد الإمام أمير المؤمنين علىّ ¼ أمر الخلافة ، قام وأثني عليه ، وعدّ بيعته كبيعة العَقَبة ، والرضوان ، وحثّ الناس علي بيعته ¼ (٤) . وحين توجّه الإمام ¼ إلي صفّين ، استخلفه علي الكوفة(٥) . لم يشترك هذا الرجل فى حرب من حروب الإمام ¼ (٦) . مات أبو مسعود سنة ٤٠ هـ (٧) . (١) تاريخ الطبرى : ٤ / ٤٥١ . |